الرقية عن بعد وقراءة القرآن على سبيل التوسل إلى الله في علاج من به سحر
أخي متزوج، منذ فترة لاحظنا تغيرا في طبعه، فقد أصبح لا غيرة لديه على زوجته مثل السابق، فهي تلبس، وتتبرج، وكأنه في غيبوبة لا يراها، وشخصيته أصبحت ضعيفة جدا أمامها، علما بأنه كان شديد الحزم من قبل، أشك في أن سحرا قد فعل له. كيف لي أن أتأكد؟ وكيف أرقيه عن بعد؛ لأنه في دولة أخرى؟ ملاحظة: عند زوجته أصبح يصرخ وهو نائم كثيرا، وهو كثير التثاؤب. أتمنى أن تساعدوني؛ لأن أمي تتألم لرؤيته هكذا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا، ولكم، ولأخيكم العافية.
ونفيدك أنه ليس عندنا ما يجزم به في كيفية التأكد من كون شخص ما مسحورا، ولكنه سبق لنا بيان أعراض السحر وعلاماته، في الفتاوى التالية أرقامها: 27789، 13199، 68315، 70621.
وتشرع الرقية سواء كان الشخص مصابا أم لا، وقد سبق بيانها في الفتاوى التالية أرقامها: 116797، 55059، 80694، 47523 وأما عن الرقية عن بعد، فلا تخلو من فائدة، ولا سيما إذا صحبها الدعاء بظهر الغيب، ولكن ذكر بعض أهل العلم أن النفث ضروري في الرقية، وهو لا يحصل من دون مباشرة.
ففي فتاوى اللجنة الدائمة أن مباشرة الراقي رقية المصاب أمر ضروري؛ للحاجة للنفث على المرقي. وقد ذكر النووي في شرح مسلم أن النفث استحبه الجمهور من الصحابة، والتابعين ومن بعدهم.
ولا حرج ـ إن شاء الله تعالى ـ في قراءة شيء من القرآن على سبيل التوسل به إلى الله تعالى في علاج الأخ؛ لأن ذلك من جنس التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، فتشرع قراءة القرآن للتعبد، وسؤال الله به ما يشاء العبد من الحاجات، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اقرؤوا القرآن وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن فيسألون به الناس. رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقال: صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس. رواه الترمذي وقال: حديث حسن ـ وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: فليسأل الله به ـ أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة. اهـ.
ولذلك، فإذا لم تتمكني من رقية الأخ مباشرة، فيمكنك الدعاء له، والتوسل بقراءة القرآن، فإن الدعاء ينفع به القريب، والبعيد؛ والحاضر، والغائب ـ بإذن الله تعالى ـ فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ. رواه مسلم.
والله أعلم.
fatwa.islamweb
تعليق