*♦*ملخص السؤال:
شاب يحبُّ فتاةً ويريد الزواج منها، لكن أمه رافضة لهذا الزواج لأن الفتاة قصيرة، وهو يريد رضا أمه وإقناعها، ويسأل: كيف أفعل ذلك؟*♦*
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*أنا شابٌّ مُقْبِلٌ على الزواج، تعرَّفْتُ على فتاة ذات خلُقٍ في مكان عملي، في السابعة عشرة مِن عمرها، أحبَّتْني حبًّا شديدًا، وتعلَّقَتْ بي، ومن شدة تعلُّقها بي أخبرتُها بأنني سأرسل عائلتي إلى عائلتها ليتمَّ التعارُف بينهما في أقرب فرصة.*مع الأيام زاد التعلق بيننا، وعندما رأتْها أمي أخبرْتني بأنها رافضة لفكرة الزواج؛ لأنَّ الفتاة قصيرة، ولأنها مِن طبقة اجتماعيةٍ أقل مِن طبقتنا، وقد يُعَيَّرون مِن قِبَل بعض أقاربنا.*كذلك لم ترَ أمي شبابًا في العائلة؛ إذ هي البكر في العائلة، ووالدها مريضٌ جدًّا؛*بمعنى: إذا أصابَهُ شيءٌ فسأكون أنا المسؤول عن هذه العائلة المُكَوَّنة مِن فتيات.*أنا أُحب تلك الفتاة، لكن أمي رافضة لها للأسباب الماضية، فماذا أفعل؟ وكيف أرضي أمي؟
الجواب
*أخي الكريم،*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.*
أسعدني تواصُلك مع شبكة الألوكة، وأهلًا وسهلًا بك
روى أبو داود والنَّسائيُّ، عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تُنْكَح المرأة لأربع؛ لمالها، ولِحَسَبِها، ولجمالها، ولدينها، فاظْفَرْ بذات الدين تَرِبَتْ يداك)).
دعوة ختامية
حثَّ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عليها بآكد وجْه وأبلغه، فأمَر بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البُغية، ومنتهى الاختيار والطلب، وإذا أضيف إلى الدين الجمالُ وغيره مِن الصفات المذكورة فحَسَنٌ، وإلا كان الدينُ أَوْلَى وأجْدَر بالحظوة والمتابَعة.
تأكَّدْ- أخي الكريم - أنه لا كمال في الدنيا والشكل الخارجي للناس، إنما هي قشورٌ وأقنعةٌ تُغَطِّي الأعضاءَ الداخلية، والأهم هما العقل والقلب.
قِصَرُ الفتاة مشكلةٌ نعم، إذا نظرتَ إليها على أنها مشكلة، بينما لو ارتضيتَ باقي خِلالها وأحببتَها، فلن تأبه لمشكلة الطول أو القِصَر، وسوف تحبها كما هي عليه.
لهذا أدعوك بأن تضعَ قائمةً بأولويات الزواج، وقائمة بصفات المرأة التي تريد الارتباط بها، وقائمة بمميزات هذا الفتاة وعيوبها، وتقارن بينها، فإن كان الجمالُ في أول خانة الأولويات، فلا تناسبك هذه الفتاة، وسوف يظل طموحك يتوق إلى أخرى أجمل، أما إن كانت خانة الجمال لها درجة أقل، فلن تأبه كثيرًا لهذه المسألة بعد الزواج؛ لأنك لو تزوجتَ حتى بملكة الجمال فسوف تعتاد على جمالها وهيئتها.
إنَّ الأفضل طبعًا أن يكونَ هناك توافُقٌ وانسجامٌ اجتماعيٌّ وثقافي بين العائلتين؛ لأنهما جزءٌ من حياتك وحياة أولادك مستقبلًا، لكن الأهم(أنت وهي)،ما مستوى التوافق بينكما والقبول والاندماج؟ وهل هناك رغبةٌ صادقةٌ في القُرب والالتقاء وبناء حياة زوجية مستقرة سعيدة؟
في مِثْل هذه الظروف ينبغي أن تَتَبَيَّنَ مِن كل أمرك قبل أن تقدمَ على أي خطوة، وأن تتأكدَ أن أهل الفتاة لهم معيلٌ وشخص يتكلون عليه قريب أو بعيد، ولا بأس لو أعنتهم أو بحثت لهم عن مصادر إعالة؛ فلك الأجر الجزيل، ففي مِثْل هذه الأوضاع يتآزر القريب والغريبُ؛ لكن من الصواب أن تتأكدَ أنك لست المعيل الوحيد.*أما بالنسبة لوالدتك فلا بد أن تُحاورها برغبتك الصادقة في الارتباط بهذه الفتاة؛ إن كنتَ راغبًا حقًّا في ذلك، حاوِرْها في قضية رفْضِها وتركيزها على جزئية شكْلِيَّةٍ، وأن الجوهرَ هو الأهم، وهو ما ينبغي التركيز عليه.*أفترض أن الفتاة جميلة الوجه، ولم تذكرْ والدتك عيبًا في جمال وجهها، إنما كان العيبُ في قصر القامة، والقصرُ ليس مُعيقًا للزواج، حيث تبدو الفتاةُ بشكلٍ أطول مِن خلال ارتداء بعض الأحذية التي تُطيل قامتها، والكمال غير موجود في الدنيا، فلا بد أن نجدَ نقْصًا أو عيبًا ما في كل شخص إذا كنا نفتش عن الكمال، غير أنك ينبغي أن تضعَ أمام والدتك الإيجابيات والسلبيات وتُقارن بينهما.*أخي الكريم، إن كنتَ مُقتنعًا تمامًا بهذه الفتاة فستستطيع إقناع والدتك - إن شاء الله.
وأسأل الله أن تقتنعَ وتوفر عليك هذه المشقة، ولكن لا تعص والدتك، وأنْصِتْ لنصيحتها؛ فالمرأةُ الكبيرةُ لديها رصيد تجربة وحكمة زمان.*نصيحتي لك في حال تَمَّ القبول مِن طرف والدتك وطرفك،*وعَزَمْتُما على إتمام الأمر: أن تجلسَ جلسة حوار ومصارحة مع أهل الفتاة، وأن تطرحَ أمامهم كل الأوراق المستقبلية المحتملة؛ تجنُّبًا للخلاف.
يقول الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾[المائدة:*1]، ولابن أبي شَيْبَة مِن طريق عطاء: بلغنا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المؤمنون عند شروطهم)).*وفقك الله
رابط الموضوع:*أمي ترفض الخطبة لأن الفتاة قصيرة
تعليق