إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زعموا محبته وقد ضلوا طريق هديه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [جديد] زعموا محبته وقد ضلوا طريق هديه





    زعموا محبته وتالله إنهم لكاذبون

    من يدعى حب النبى ولم يـفـد *** من هـديه فسفاهة وهراء
    فالحب أول شروطه وفروضه **** إن كان صدق طاعة ووفاء
    تعصي الإله وأنت تزعم حبه **** هذا لعمرى فى القياس شنيع

    لوكان حبك صادق لأطعته **** إن المحب لمن يحب مـطيـع






    ادعى قوم محبته صلي الله عليه وسلم فابتلاهم الله بهذه الآيه

    (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(آل عمران/31)

    .
    قول ابن كثير في تفسير هذه الآية الشريفة : " إن هذه الآية الكريمة حاكمة على من ادعى محبة الله تعالى وليس هو على الطريقة المحمدية ، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ((من عملَ عملا ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ)) صحيح مسلم
    ولهذا قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم،
    وهو أعظم من الأول كما قال بعض الحكماء : ليس الشأن أن تحب ، إنما الشـأن أن تُحبَّ






    في أجواء رحال الزمان

    يعرف المحبين من المبتدعين

    هل ستكون متبع ومحب أو مبتدع مدعي الحب


    العنصر الأول
    ألا تعلمون موعد مولده ؟؟

    فلنهمس بأذن كل محتفل بمولد النبي صلي الله عليه وسلم

    نرجع سويًا إلى السيرة النبوية

    في مرجع كل هادٍ للصواب
    والوحي المنزل علي العدنان

    فنجد بأن الثابت في مولد الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه ولد
    بعام الفيل وولد يوم الإثنين بدليل الحديث الذي رواه أبي قتادة الأنصاري رضي الله
    عنه قال : ( سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ )
    رواه مسلم ( 1162 ) .

    فثبت الميلاد يوم الإثنين ولكن اختلف في يوم مولده وعادت الترجيحات فاختلفوا
    على أقوال عديدة: منها من قال الثاني والثامن والتاسع والعاشر والثاني عشر من ربيع
    الأول، هذه أقوال وعلى حساب أهل الفلك من أهل العلم قالوا بأن يوم الإثنين وافق بهذا
    الوقت العشرون من شهر أبريل عام 571 وهذا يوافق التاسع من ربيع الأول إذًا ليس
    الثاني عشر من ربيع الأول

    وهناك أقوال قالت ولد برمضان وأقوال أنه ولد بصفر وأكيد تأتي بالمراتب المتأخرة
    بعد الأقوال بشهر ربيع الأول، إذًا هناك اختلاف في موعد مولده.
    ولكن الثابت بلا تفكير هو موعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بأبي هو
    وأمي توفى يوم الثاني عشر من ربيع الأول بالسنة الحادية عشر من الهجرة النبوية
    الشريفة

    فهل ستفرح وأنت تحتفل بيوم وفاة الحبيب الرحمة المهداة للعالمين
    هل أنت سعيد وأنت تحتفل وبهذا اليوم بكى الصحابة على فراق الحبيب؟
    هل ستسعد بأكل الحلوى وبهذه اللحظة سقط عمر بن الخطاب مغشي عليه لما سمع بأن
    الحبيب قد فارق هذه الدنيا وتركنا يتامى؟
    لا أرى أن يحتفل الابن بيوم وفاة الأب إلا إذا كان الأب ظالمًا !!!

    فهل ظلمك الحبيب صلى الله عليه واّله وصحبه وسلم لتفرح بوفاته وهو القائل:
    "ما أمرتُكُم بِهِ فخُذوهُ ، وما نَهَيتُكُم عنهُ فانتَهوا "صححه الألباني، فهو صلي الله عليه وسلم يطلب منك اليسر وليس بالعسر
    إذًا لم يظلمنا الحبيب لنحتفل بوفاته !!

    الحبيب يستحق منا أن نحتفل به بتطبيق سنته صلى الله عليه واّله وصحبه وسلم ... الحبيب
    سيسعد بوصول الصلاة عليه والصلاة عليه بعشر .... الحبيب سيسعد إذا طبقت سنته بإعفاء
    اللحية وستر نساء وبنات المؤمنين
    فهذا هو رسول الله صلى الله عليه واّله وصحبه وسلم يستحق منا الكثير والكثير غير
    الاحتفال بيوم وفاته.
    عذرا يا رسول الله فسامحنا




    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 08-01-2015, 09:54 PM. سبب آخر: تعديل أخطاء املائية



  • #2
    أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون

    هذا حبيب الله

    ومحبته من محض إيماننا
    فمن يبعد عن هديه فقد أدي بنفسه للهاويه



    حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - تابع لحب الله تعالى ، ولازم من لوازمه ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حبيب ربه سبحانه ، ولأنه المبلغ عن أمره ونهيه ، فمن أحب الله تعالى أحب حبيبه - صلى الله عليه وسلم - وأحب أمره الذي جاء به ؛ لأنه أمر الله تعالى .


    محمد صلي الله عليه وسلم

    هو أكمل الخلق والنفس تحب الكمال ، هو أعظم الخلق - صلى الله عليه وسلم - فضلاً علينا وإحسانـًا إلينا ، والنفس تحب من أحسن إليها ، ولا إحسان أعظم من أنه أخرجنا من الظلمات إلى النور ، ولذا فهو أولى بنا من أنفسنا ، بل وأحب إلينا منها .





    هو حبيب الله ومحبوبه .. هو أول المسلمين ، وأمير الأنبياء ، وأفضل الرسل ، وخاتم المرسلين .. - صلوات الله تعالى عليه - .

    هو الذي جاهد وجالد وكافح ونافح حتى مكّن للعقيدة السليمة النقية أن تستقر في أرض الإيمان ونشر دين الله تعالى في دنيا الناس ، وأخذ بيد الخلق إلى الخالق - صلى الله عليه وسلم -
    محمد صلي الله عليه وسلم .


    هو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وجمّله وكمّله : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/4) ، وعلمه : (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)(النساء/113) وبعد أن رباه اجتباه واصطفاه وبعثه للناس رحمة مهداة : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء/107) ، وكان مبعثه - صلى الله عليه وسلم - نعمة ومنّة : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )(آل عمران/164) .




    محمد صلي الله عليه وسلم
    هو للمؤمنين شفيع ، وعلى المؤمنين حريص ، وبالمؤمنين رؤوف رحيم : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(التوبة/128) - صلى الله عليه وسلم - .





    على يديه كمل الدين ، وبه ختمت الرسالات - صلى الله عليه وسلم - .

    هو سيدنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الإنسانية والسلام والإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وسلام ، اختصه الله تعالى بالشفاعة ، وأعطاه الكوثر ، وصلى الله تعالى عليه هو وملائكته : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(الأحزاب/56) صلى الله عليك يا حبيب الله ، يا رسول الله ، يا ابن عبد الله ورسول الله .




    هو الداعية إلى الله ، الموصل لله في طريق الله ، هو المبلغ عن الله ، والمرشد إليه، والمبيّن لكتابه والمظهر لشريعته .

    ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حبّ الله تعالى فلا يكون محبـًّا لله عز وجل إلا من اتبع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا يأمر إلا بما يحب الله تعالى ، ولا يخبر إلا بما يحب الله عز وجل ، التصديق به ، فمن كان محبـًا لله تعالى لزمَ أن يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيصدقه فيما أخبر ويتأسَّى به - صلى الله عليه وسلم - فيما فعل




    تابعونا


    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 07-01-2015, 12:14 AM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون

      يدعون محبته وتالله إنهم لكاذبون



      أيها المحتفلون بمولده صلي الله عليه وسلم
      هل أنتم صادقين في إدعائكم

      هل يحتفل بمولده بالغناءوالمدح فيه والإتيان ببدع ما انزل الله بها سلطان ؟؟
      هل تقديم إستمارة الحب له بمخالفة هديه ؟؟


      علاما تحبونه وأنتم تخالفونه ؟؟

      إعلم أيها المحب الكاذب يا من تحتفل بمولده أنك رسول الله منك براء

      قال صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ). [رواه البخاري, ومسلم] .
      وفي رواية لمسلم:
      ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

      وبإحتفالك له فأنت تتهمه في أشرف مهامه

      تبليغ رسالة الإسلام




      وقد بين العلماء قديماً وحديثاً أن الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة محدثة لم تكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه، ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به، ولم يفعله خلفاؤه من بعده، فقد تضمن فعلُه ذلك اتهامَ الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم ، وتضمن تكذيبَ قوله تعالى :
      (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).


      وإذا كان البعض ينازع في بدعية المولد؛ فإن القاعدة الشرعية تقتضي رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عز وجل:

      ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)

      وقال تعالى:
      ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)

      وقد رددنا هذه المسألة إلى كتاب الله سبحانه، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه.










      التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 02-01-2015, 12:21 AM.
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون




        حكم الاحتفال بالمولد النبوي "


        الشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله

        الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
        أما بعد :
        فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، والقيام له في أثناء ذلك ، وإلقاء السلام عليه ، وغير ذلك مما يفعل في الموالد .

        والجواب أن يقال :
        لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم .
        وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " .
        ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها .
        وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين : (
        وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) ( سورة الحشر : 7 ) ، وقال عز وجل : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( سورة النور : 63 ) ، وقال سبحانه : (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( سورة الأحزاب : 21 ) ، وقال تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( سورة التوبة : 100 ) ، وقال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) ( سورة المائدة : 3 ) .
        والآيات في هذا المعنى كثيرة .



        وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به ، زاعمين : أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة .
        والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما ثبت في الحديث الصحيح ، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم " رواه مسلم في صحيحه .
        ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغاً ونصحاً ، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله في حياته ، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته ، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين .وقد جاء في معناهما أحاديث أُُخر ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة : " أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " رواه الإمام مسلم في صحيحه .
        والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة .



        وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها ؛ عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها .
        وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات ؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال آلات الملاهي ، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر ، وظنوا أنها من البدع الحسنة .
        والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله ، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
        كما قال الله عز وجل : (
        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) ( سورة النساء : 59 ) ، وقال تعالى : ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) ( سورة الشورى : 10 ) .
        وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه ، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه ، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها ، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه ، وقد رددنا ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله ، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين ، بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم .
        وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام ، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها .
        ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار ، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين ، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية ، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى : (
        وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( سورة البقرة : 111 ) ، وقال تعالى : (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) ( سورة الأنعام : 116 ) .



        ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ؛ كاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال الأغاني والمعازف ، وشرب المسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الشرور ، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو غيره من الأولياء ، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء .
        وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه .
        ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد ي حضور هذه الاحتفالات المبتدعة ، ويدافع عنها ، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات ، ولا يرفع بذلك رأساً ، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً ، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين .
        ومن ذلك : أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل بأحد من الناس ، ولا يحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة ، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون ( 15 ـ 16 ) : (
        ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ*ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) .
        وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ، وأنا أول شافع ، وأول مُشَفَّعٍ " عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام .
        فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث ، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم ، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور ، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان . والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به .
        أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ، ومن الأعمال الصالحات ، كما قال تعالى : (
        إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ( سورة الأحزاب : 56 ) .
        وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " ، وهي مشروعة في جميع الأوقات ، ومتأكدة في آخر كل صلاة ، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة ، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة ، منها بعد الأذان ، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام ، وفي يوم الجمعة وليلتها ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة .
        والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة ، إنه جواد كريم .
        وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .



        تعليق


        • #5
          رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون




          الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

          سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله كما في " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 ) :
          ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟
          فأجاب فضيلته :
          ( نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه ، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة ، كما قال تعالى : ( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ( الأعراف : 158 ) ، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه ، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله ، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " قال هذه الكلمة العامة ، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول ، وأفصح الناس بما ينطق ، وأنصح الناس فيما يرشد إليه ، وهذا الأمر لا شك فيه ، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة ، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : " وكل ضلالة في النار " ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة ، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم ، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله ، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة ، من الفرائض والسنن المعلومة ، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع .
          وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات ، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم المودي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم ، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :

          يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
          إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
          فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم




          مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
          وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .



          ورويدك يا أخي المسلم ..
          إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة : (

          قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ) ( الأنعام : 50 ) ، وما أمره الله به في قوله : (
          قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ) ( الجن : 21 ) ، وزيادة على ذلك : ( قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) ( الجن : 22 ) ، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى .
          فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك .
          وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء ، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن ، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد )

          " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 )



          تعليق


          • #6
            رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون

            هذه القدوة فأين المقتدى؟

            قال الله سبحانه وتعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31]

            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كَتَابَ اللَّهِ، وَسُنَّتِي".

            وقال صلى الله عليه وسلم: "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلِهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ".

            الناظر في أحوال السلف يرى تمسكهم بأدق التفاصيل في السنة تمسكًا عجيبًا

            ومم العجب؟!

            فهم عاشوا بقلوبهم مع السنة وصاحبها عليه الصلاة والسلام

            ونفذوا وصية حبيبهم (
            عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِزِ)

            وبها صاروا إلى ما صاروا إليه

            وبمخالفتنا صرنا إلى ما صرنا إليه

            كيف كانوا ينظرون إلى السنة؟

            ارتباط الصحابة بالسنة كان سببًا مباشرا لوصول الصحابة إلى رضا الله عز وجل، وإلى حب الله عز وجل، فحب الله عز وجل لك، ومغفرة ذنوبك مرهون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد صرح بذلك الله عز وجل في كتابه فقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].

            قال الامام الاوزاعي -رحمه الله- '' اصبرنفسك على السنة و قف حيث وقف القوم و قل بما قالوا و كف عما كفوا واسلك سبيل سلفك الصالح فانه يسعك ماوسعهم'''

            قال أحمد بن أبي الحـواري -رحمه الله-: " من عمـل عملاً بلا إتباع سنة فباطل عمله "

            وقال ابن القيم -رحمه الله- ( في اجتماع الجيوش ) : " ترى صاحب اتباع الأمر والسنة قد كُسي من الرَوح والنور ومايتبعهما من الحلاوة والمهابة والجلالة والقبول ما قد حُرِمه غيره كما قال الحسن: " إن المؤمن من رُزق حلاوةً ومهابة "

            ودونكم الآن صور عطرة من أفعال السلف تبين لنا الطريق الذي سلكوه

            رُويَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ يَأْخُذُ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ يَثْنِيهَا ،
            وَيَقُولُ : " لَعَلَّ خُفًّا يَقَعُ عَلَى خُفٍّ ، يَعْنِي خُفَّ رَاحِلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

            روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود، ولا يعرف الحكمة من ذلك يقول:
            إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.

            روى أبو داود، وأحمد، والدارمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه، فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم، ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: "مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ؟"، قالوا: رأيناك ألقيت نعليك، فألقينا نعالنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ آتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرٌ. أو قال: أَذًى".




            روى مسلم في صحيحه حديث النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلي الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلي الله عليه وسلم .
            وَقَالَ عَنْبَسَةُ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ أُمِّ حَبِيبَةَ.

            وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ: مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَنْبَسَةَ.

            وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ.

            وهذا الإمام أحمد : رحمه الله وضع في كتابه المسند فوق أربعين ألف حديث، لكنه عمل بها كلها، قال: ما تركت حديثاً إلا عملت به، ولما قرأ " أن النبي صلي الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة الحجام ديناراً " قال: احتجمت وأعطيت الحجام ديناراً، والدينار أربعة غرامات وربع من الذهب، لكن لأجل تطبيق الحديث بذلها الإمام أحمد رحمه الله تعالى

            روى مسلم، وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ذات يوم إلى منزله، فأخرج إليه فلقا من خبز- يعني كسرات من خبر- فقال صلى الله عليه وسلم ينادي على زوجاته، فقال: مَا مِنْ أُدْمٍ.
            والأُدم هو غموس، وفي رواية إدام.

            فقالوا: لا إلا شيئا من خل.
            فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" فَإِنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الْأُدْمِ"، وفي رواية: "نِعْمَ الْأُدْمِ الْخَلُّ، نِعْمَ الْأًدْمِ الْخَلُّ".

            وجلس سيدنا جابر يأكل خلًا مع سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم. وسمع سيدنا جابر هذه الكلمة، قال:

            فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم.

            ويقول طلحة بن نافع أحد رواة الحديث: ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر.


            هذا الطريق فأين السالك؟؟

            وأين نحن منهم؟؟


            أينَ نَحنُ مِنْ نورٍ نسترشدُ به في هذا الزمان ؟!
            وقد تجاذبتِ الأهواءُ القلوبَ والعقول ; فصارَ الهوى قائدًا ودليلا ,
            وغُيِّبَ الشرعُ وخَفَتَ صوْتُ الحقِّ , ودوَّى صوتُ الباطلِ وَعلا !

            ~


            امْتُهِنَت الأمّةُ حيْن ضلَّت ذاك الدربُ , وخَفِيْت عليها آثار الخطى معْ عَواصفِ الفتن ,
            فَصار الحُب عندها شعاراتٌ تُرفع , وشِعْرٌ يُنسج , وقولٌ بليْغٌ يَكْتَسي حُسنا ,, !

            أمَّا الفِعالُ فلَا ضيْر أوَافقت السنَّةَ أو مضتْ عكسَ تيارها - إلا عنْدَ مَنْ رَحمَ ربِّي -
            فلو كنَّا نَتَّبِعُ ونُطيعُ بِقَدْرِ إجادَتنا لسبك قوالب الحديثِ عن الحُبِّ لرأينا حالًا غيرَ ما نَحنُ عليه ..

            واللهُ تعالى يقول : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [آل عمران:31]
            ~


            فَهَلَّا اتبــاعًا !!
            عَسى خُطانا توافق خطاهم , فيُقَوَّمُ اعوجاج خُطانا ,
            ونثوبُ إلى رشدٍ , لِنكونَ ممن أحبَّ قوْلًا وعَمَلا ؟!


            تعليق


            • #7
              رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
              وبارك في عملكم ومجهودكم
              "وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ"

              تعليق


              • #8
                رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون

                هل أنت محب له

                إذاً عليكً التمسك بسنته





                دين النبـي محمـد أخبـار . .نعم المطيـة للفتـى آثـار .
                لا تعدلن عن الحديث وأهله . .فالرأي ليل والحديث نهار .
                ولربما غلط الفتى أثر الهدى . .والشمس بازغة لها أنـوار





                وخير أمور الدين ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع


                إن لنا في رسول الله قدوة وأسوة أباً وزوجاً بائعاً مشترياً آكلاً ونائماً مسافراً وظاعناً قائداً ومعلماً ناصحاً ومربياً . لقد ولد عليه الصلاة والسلام تحت الشمس لا يخفى علينا من أمره شيء ولم نفقد من سيرته شيء فهل نتأسى بهديه ونستن بسنته ؟
                قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :[ السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ].
                وإن للنبي عليه الصلاة والسلام لحباً ولكن



                وكل يدعى وصلاً بليلى ***وليلى لا تقر لهم بذلك .



                هل ترجم ذلك الحب واقعاً عملياً في حياتنا .. وأصبح شاهد عيان في جميع شؤوننا ..
                يقول صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ". :" لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك قال: فإنك الآن أحب إلي من نفسي . قال : الآن يا عمر " أي الآن استكملت الإيمان وبلغت ذروته .

                قال الحسن البصري رحمه الله :[ ابن آدم لا تغتر بقول من يقول المرء مع من أحب إنه من أحب قوماً اتبع آثارهم ولن تلحق بالأبرار حتى تتبع آثارهم وتأخذ بهديهم وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمشي وأنت على منهاجهم ...الخ] رحمه الله .


                وإليك هذا الميزان لمقياس هذا الحب العملي لا النظري والواقعي لا الخيالي الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من أشد أمتي لي حباً , ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله "[أخرجه مسلم برقم (5060)]. لذا لما احتضر بلال نادت: امرأته وا ويلاه . وهو يقول :[ وافرحاه غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه ].

                وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :" و ايم الله لأتركنكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها سواء .." [قال الألباني في ظلال الجنة (1/ 20) برقم (47): صحيح لغيره]، وفي رواية :" لا يزيغ عنها إلا هالك " وقال عليه الصلاة السلام :" من رغب عن سنتي فليس مني "[صححه الألبانيفي ظلال الجنة (1/ 26) برقم (61)].

                ورحم الله الأوزاعي حيث يقول :[ ندور مع السنة حيث دارت ] .



                أخي في الله :

                إن الدين قد تمّ وكمل . ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )(المائدة: من الآية3) .فمن يأت ليضيف إليه شيئاً فلكأنما يحدث بلسان حاله فيقول : إن الله أبقى في الدين نقصاً وأريد أن أتممه .
                إن شرعة الله ومنهاجه ليس شركة أو مساهمة يدلي كل فيها بدلوه . ويخرص فيها بهرائه وافترائه وكذبه . إنها ملة قويمة .. وأصول ثابتة .. وأحكام عادلة . "ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "




                جزا الله خيرا كل من ساهم بكلمة في هذا الموضوع
                وجعله الله صدقة له /لـها

                التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 07-01-2015, 12:16 AM.
                يا الله
                علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                تعليق


                • #9
                  رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون



                  جزاكم الله خيرا مواضوع رائع جداااااااااااا

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون

                    ماشاء الله

                    دائما تمدونا بمواضيع مميزه فجزاكم الله عنا خير الجزاء





                    رحم الله أبي وأمي وأسكنهم فسيح جناته

                    تعليق


                    • #11
                      رد: أدعوا محبته وتالله إنهم لكاذبون

                      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      بارك الله فيكم ونفع بكم
                      عمل قيم جعله الله في ميزان حسناتكم
                      رحمك الله يا أمي
                      ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                      وظني بكـَ لايخيبُ

                      تعليق


                      • #12
                        رد: زعموا محبته وقد ضلوا طريق هديه

                        بارك الله فيكم جميعا

                        تعليق


                        • #13
                          رد: زعموا محبته وقد ضلوا طريق هديه

                          صلوا على سيد الخلق محمد
                          صلوا عاى من امرتم بالصلاة عليه
                          صلوا على نور الهدى محمدا
                          اللهم صل وسلم وبارك على سيد الخلق محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

                          تعليق

                          يعمل...
                          X