بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ والاهُ ، أمَّا بعدُ :
فَفِي اليومِ الثَّاني عشر منْ شهرِ ربيعِ الأولِ مِنْ كُلِّ سنةٍ هجريةٍ ، يَتَداعَى الكثيرونَ مِنْ أبناءِ الإسلامِ في مُختلفِ الأقطارِ الإسلاميةِ للاحتفالِ بمناسبةِ(المولدِ النَّبويِّ) ، ويُقدَّرُ عَددُ المرتادِينَ لهذا المولدِ بالملايينِ المملينةِ في بعضِ البلادِ الإسلاميةِ.
و تَتعدَّدُ مظاهرُ هذا الاحتفالِ ، ويأخذُ ألواناً متنوعةً مِنَ الابتهاجِ ؛ حيثُ تُزَيَّنُ المساجِدُ ، وتُنْشدُ فِيها القصائدُ الخاصَّةُ بالمولدِ ؛ كما في (قصيدةِ البردةِ) ، وتُنصبُ الخيامُ الكبيرةُ ، وتُغنَّى فيها المدائحُ النَّبويَّةُ ، و غالباً ما يُصاحِبُ ذلكَ اختلاطٌ بينَ الجنسينِ ، ونوعٌ مِنَ التَّمايلِ والتَّراقصِ ، وتُؤْكلُ خلالَ ذلكَ الحلوى المصنوعةُ خصيصاً لهذا المولدِ ؛ كما تُرْفعُ الأَعْلامُ ، وتُحْملُ الرَّاياتُ المخصَّصةُ لهذهِ المناسبةِ .
وهَكذا تَجْرِي أَحداثُ المولدِ النَّبويِّ ، وتَنْقَضِي سَاعَاتُهُ في جَوٍّ ، يَطْغى عليه المرحُ والضَّجيجُ ، و إِنَّ لَنا –بَعدَ ذلكَ كُلِّهِ- أَنْ نقولَ لأُولئكَ المشاركينَ في(المولدِ النَّبويِّ)-ونَحنُ لَهم نَاصِحونَ مُشفقونَ- : على رِسْلِكُمْ أَيُّها المحتفلونَ! فَما هَكَذا يَكونُ فَرَحُكم بمولدهِ صَلَّى الله عليهِ وسلَّمَ!! وما هَكَذا يَكونُ تعبيرُكم عنْ محبتهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ!! ، وإنَّ الواجبَ عليكم أنْ تَقوموا بِعمليةِ مُراجعةٍ دقيقةٍ لما تَقومونَ بهِ مِنْ أعمالٍ ؛ استناداً على أَدواتِ التَّمحيصِ والتَّحقيقِ الماثلةِ في أُصولِ مِنهاجِ النُّبوةِ ، وقَواعدهِ الَّتي بِهَا يُعْرفُ الحقُّ منَ الباطلِ، والهدى مِنَ الضَّلالِ ؛ كما قَالَ تعالى : {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[لأحقاف : 4] .
وفي ذلكَ يَقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ-رَحمهُ اللهُ- :
((وَقَدْ طَالَبَ سُبْحَانَهُ مَنْ اتَّخَذَ دِينًا بِقَوْلِهِ { ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ } .
فَالْكِتَابُ : الْكِتَابُ ، وَالْأَثَارَةُ كَمَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ : هِيَ الرِّوَايَةُ وَالْإِسْنَادُ ، وَقَالُوا : هِيَ الْخَطُّ أَيْضًا ؛ إذْ الرِّوَايَةُ وَالْإِسْنَادُ يُكْتَبُ بِالْخَطِّ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَثَارَةَ مِنَ الْأَثَرِ ، فَالْعِلْمُ الَّذِي يَقُولُهُ مَنْ يُقْبَلُ قَوْلُهُ يُؤْثَرُ بِالْإِسْنَادِ ، وَيُقَيَّدُ بِالْخَطِّ فَيَكُونُ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ آثَارِهِ)) [3] .
وتَبقى التَّساؤلاتُ الملِّحةُ :
• مَنْ هُوَ أَوَّلُ مَنِ احتفلَ بـِ(المولدِ النَّبويِّ) في تَاريخِ الإسلامِ ؟
• هَلِ احتفلَ سَلفُ الأُمَّةِ الكرامُ مِنَ القرونِ الفاضلةِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهم-بـِ(المولدِ النَّبويِّ) ؟
• هَلِ اتَّفقَ المؤَرِّخُونَ على تأريخٍ مُعيَّنٍ لمولدِ النَّبيِّ-صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ- ؟
• مَا حُكْمُ الشَّريعةِ في الاحتفالِ بـِ(المولدِ النَّبويِّ) ؟
تابعونا
الحمدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسولِ اللهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَنْ والاهُ ، أمَّا بعدُ :
فَفِي اليومِ الثَّاني عشر منْ شهرِ ربيعِ الأولِ مِنْ كُلِّ سنةٍ هجريةٍ ، يَتَداعَى الكثيرونَ مِنْ أبناءِ الإسلامِ في مُختلفِ الأقطارِ الإسلاميةِ للاحتفالِ بمناسبةِ(المولدِ النَّبويِّ) ، ويُقدَّرُ عَددُ المرتادِينَ لهذا المولدِ بالملايينِ المملينةِ في بعضِ البلادِ الإسلاميةِ.
و تَتعدَّدُ مظاهرُ هذا الاحتفالِ ، ويأخذُ ألواناً متنوعةً مِنَ الابتهاجِ ؛ حيثُ تُزَيَّنُ المساجِدُ ، وتُنْشدُ فِيها القصائدُ الخاصَّةُ بالمولدِ ؛ كما في (قصيدةِ البردةِ) ، وتُنصبُ الخيامُ الكبيرةُ ، وتُغنَّى فيها المدائحُ النَّبويَّةُ ، و غالباً ما يُصاحِبُ ذلكَ اختلاطٌ بينَ الجنسينِ ، ونوعٌ مِنَ التَّمايلِ والتَّراقصِ ، وتُؤْكلُ خلالَ ذلكَ الحلوى المصنوعةُ خصيصاً لهذا المولدِ ؛ كما تُرْفعُ الأَعْلامُ ، وتُحْملُ الرَّاياتُ المخصَّصةُ لهذهِ المناسبةِ .
وهَكذا تَجْرِي أَحداثُ المولدِ النَّبويِّ ، وتَنْقَضِي سَاعَاتُهُ في جَوٍّ ، يَطْغى عليه المرحُ والضَّجيجُ ، و إِنَّ لَنا –بَعدَ ذلكَ كُلِّهِ- أَنْ نقولَ لأُولئكَ المشاركينَ في(المولدِ النَّبويِّ)-ونَحنُ لَهم نَاصِحونَ مُشفقونَ- : على رِسْلِكُمْ أَيُّها المحتفلونَ! فَما هَكَذا يَكونُ فَرَحُكم بمولدهِ صَلَّى الله عليهِ وسلَّمَ!! وما هَكَذا يَكونُ تعبيرُكم عنْ محبتهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ!! ، وإنَّ الواجبَ عليكم أنْ تَقوموا بِعمليةِ مُراجعةٍ دقيقةٍ لما تَقومونَ بهِ مِنْ أعمالٍ ؛ استناداً على أَدواتِ التَّمحيصِ والتَّحقيقِ الماثلةِ في أُصولِ مِنهاجِ النُّبوةِ ، وقَواعدهِ الَّتي بِهَا يُعْرفُ الحقُّ منَ الباطلِ، والهدى مِنَ الضَّلالِ ؛ كما قَالَ تعالى : {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[لأحقاف : 4] .
وفي ذلكَ يَقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ-رَحمهُ اللهُ- :
((وَقَدْ طَالَبَ سُبْحَانَهُ مَنْ اتَّخَذَ دِينًا بِقَوْلِهِ { ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ } .
فَالْكِتَابُ : الْكِتَابُ ، وَالْأَثَارَةُ كَمَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ : هِيَ الرِّوَايَةُ وَالْإِسْنَادُ ، وَقَالُوا : هِيَ الْخَطُّ أَيْضًا ؛ إذْ الرِّوَايَةُ وَالْإِسْنَادُ يُكْتَبُ بِالْخَطِّ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَثَارَةَ مِنَ الْأَثَرِ ، فَالْعِلْمُ الَّذِي يَقُولُهُ مَنْ يُقْبَلُ قَوْلُهُ يُؤْثَرُ بِالْإِسْنَادِ ، وَيُقَيَّدُ بِالْخَطِّ فَيَكُونُ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ آثَارِهِ)) [3] .
وتَبقى التَّساؤلاتُ الملِّحةُ :
• مَنْ هُوَ أَوَّلُ مَنِ احتفلَ بـِ(المولدِ النَّبويِّ) في تَاريخِ الإسلامِ ؟
• هَلِ احتفلَ سَلفُ الأُمَّةِ الكرامُ مِنَ القرونِ الفاضلةِ-رَضِيَ اللهُ عَنْهم-بـِ(المولدِ النَّبويِّ) ؟
• هَلِ اتَّفقَ المؤَرِّخُونَ على تأريخٍ مُعيَّنٍ لمولدِ النَّبيِّ-صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ- ؟
• مَا حُكْمُ الشَّريعةِ في الاحتفالِ بـِ(المولدِ النَّبويِّ) ؟
تابعونا
تعليق