السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال :
ما حكم الاتكاء على المصحف ؛ وأيضاً ألاحظ أن بعضاً من المصلين يمد رجليه إلى الصندوق الذي يحمل المصاحف ، فما
حكم مثل هذا العمل ؟
الجواب:
الاتكاء على المصحف محرم ؛ لأنه امتهان وابتذال لكلام الله -جل وعلا- ، وقُل مثل هذا إذا قصد وضع شيء عليه ، لا شك أن هذا امتهان لكلام الله -جل وعلا- ، الذي هو أشرف الكلام ، وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ، فالواجب على المسلم احترام كلام الله -جل وعلا- ، وإذا كان تعظيم الشعائر من تقوى القلوب ، فتعظيم كلام الله -جل وعلا- الذي هو صفة من صفاته من باب أولى ، بل هو فرع من تعظيمه .. في الآداب الشرعية لابن مفلح يقول: يكره توسد المصحف ، والمراد بالكراهة هنا لا شك أنها كراهة تحريم ، الكراهة هنا كراهة تحريم ؛ لأن هذا لا شك أنه ابتذال وامتهان.
وأما مدّ الرجلين إلى المصحف أو إلى ما يوضع فيه المصحف فهذا مثله امتهان وابتذال ، لكنه فيما يظهر أخف من مسألة المباشرة للامتهان بالاتكاء أوالاضطجاع أو توسد المصحف هذا مع القصد ؛
أما إن حصل هذا من غير قصد فالأمر فيه سهل ، يعني فرق بين أن تقصد الاتكاء من غير قصد امتهان وابتذال ، هذا مرحلة ، هذا لا يجوز.
فإذا قصد الامتهان والابتذال فالأمر أعظم ، هذا أمر من عظائم الأمور ، أما إذا حصل شيء من غير قصد ، ولا انتباه ، كمن يحمل كتباً مثلاً وينقلها من مكان إلى مكان فوجد بينها مصحف مثلاً فوقه كتب من كتب العلم أو غيرها من الكتب ، هذا يمكن غير مقصود ، فالأمر فيه سهل وإلا فالأصل أن ترتب هذه الكتب على حسب شرفها ، وأهل العلم ذكروا مثل كتب أدب ، تواريخ ، وما أشبه ذلك ، كتب العربية ، قواميس اللغة ، تجعل تحت كتب الفقه مثلاً ، وكتب الفقه تجعل تحت كتب الحديث ، وكتب الحديث تجعل تحت كتب التفسير ، مع أنه ينبغي أن يفرق بين كتب الحديث الصرف من كتب التفسير التي فيها تفسير بالرأي ، فيجعل الحديث باعتبار كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- فوق كتب التفسير التي غالبها تفسير بالرأي ، أما إن كانت تفاسير بالأثر فحكمها حكم كتب الحديث ، ثم بعد ذلك يأتي كلام الله -جل وعلا- فوق الجميع.
لفضيلة الشيخ عبدالكريم الخضير
منقول من موقع فضيلة الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله ونفع به .
تعليق