السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
السؤال :
شيخنا الكريم جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين
هناك رواية تنقل أن يهودية كانت تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تضع الشوك في طريقه فلما مرضت عادها صلى الله عليه وسلم وطيب خاطرها (وكانت هذه الحادثة في المدينة)
فهل فهذه الرواية صحيحة ؟
الجواب :
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
المشهور أن التي كانت تضع الشوك لِرسول الله صلى الله عليه وسلم هي أمرأة أبي لهب ، حمّالة الحطب ، وكان ذلك في مكة .
أما في المدينة فلم أقف على قصة مماثِلة .
وبَلغ إحسان النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهود أن أحسَن إلى المرأة التي هَمَّت بِقَتْله ، والتي وضَعت له السمّ في اللحم لِتَقْتُله عليه الصلاة والسلام .
ففي الصحيحين مِن حديث أَنَس رضي الله عنه أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالَتْ : أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ ! قَالَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ - قَالَ : أَوْ قَالَ : عَلَيَّ . قَالَ : قَالُوا : أَلا نَقْتُلُهَا ؟ قَالَ : لا .
وبَلغ مِن حُسن معشره عليه الصلاة والسلام مع اليهود أن يُجيب دعوة الرجل منهم إذا دعاه إلى طعام .
قال أنسٌ رضي الله عنه : إن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه و سلم إلى خُبز شعير وإهالة سَنِخَة ؛ فأجَابَه . رواه الإمام أحمد ، وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
ومع ذلك بقِيَت اليهود على طبائعها لم تتغيَّر !
فَهَمّوا بِقَتْله عليه الصلاة والسلام غير مرّة ، مرّة بِحَجَر الرَّحَى ، ومرّة بالسُّمّ ..
وقابلوا إحسانه عليه الصلاة والسلام بالإساءة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد .
تعليق