هذا فتوى أعطتنيها إحدى الأخوات بارك الله فيها و أتمنى نشر هذا الكلام حتى نكون قد أغلقنا باب شر و فتنة لا يعلمها إلا الله
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حياكم الله و بياكم شيخنا الفاضل
جعلكم الله ذخرا لهذه الامة
آمين
شيخنا الفاضل اليوم دخلت على موقع فوجدت اخت تضع صورة بها أخ ملتحي وضع جبهته على جبهة أخت منتقبة و عينه في عينها استغفر الله
فلم يكن مني إلا ان كتبت لها تعليقا وقلت إنه تقليد أعمى للكفار حتى في التصوير
فما أن كتبت ذلك حتى وجدت هجوما شرسا عليّ
وهناك من يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهى يوما المتزوجين من اظهار الحب بينهما علنااا في الشارع ....
ورد اخر يتهمني بالتطرف
ولم أشأ ان اجيبهم الا بفتواكم ان شاء الله
جزاكم الله عنا الفردوس الاعلى من الجنة
انتظر ردكم كي اكتبه لهم ان شاء الله.
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وهل يتصوّر أولئك أن مُجتمع الصحابة مُجتمع عشّاق على ضفاف نهر ... ؟!
وهل القائل : (ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينه يوما المتزوجين من اظهار الحب بينهما علنا في الشارع) هل قائل ذلك يَعِي ما يقول ؟
أي : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقِرّ إظهار الحب والعشق بين المتزوِّجين في الشارع ؟
إن قال : نعم . قلنا : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .. البقرة 111 .
وإن قال : لا ، قلنا : اتّق الله لا تكن من الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولا تكن من الذين يَفْتَرُون الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولا يجوز وضع مثل تلك الصور التي أُشير إليها في السؤال .
فإن كانت حقيقة ، فهي سوءة .
وإن كانت مُركَّبَة ، فهي استهزاء بأهل الخير والصلاح ، ويُخشى على فاعل ذلك من الكُفر ؛
لأن الاستهزاء لا يقع على الشخص ، وإنما يقع على ما يحمله مِن مبدأ .
وهذا ما وقع به المنافقون في غزوة تبوك ، مما كان سببا في نزول قوله تعالى :
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)[سورة التوبة] .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
تعليق