إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﻴﺔ. ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﻴﺔ. ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤل



    كيف أنوي العمل لله وكيف أحتسب الأجر فيه ؟

    السؤال: كيف أنوي عمل العمل لله ، فأنا قبل أي عمل أقعد مع نفسي لحظات وأتخذ النيات المتعددة لله ، فمثلا عند قراءة القرآن أنوي نية الطاعة ، والعلم ، والعمل به ،

    والأجر ، والشفاء ، والشفاعة ، والتدبر ، وغيرها ، فأقوم بتأمل تلك الأشياء من باب النية ، فهل هكذا اتخاذ النية . وبالنسبة للاحتساب ، فهل أنا ملزم عند كل عمل أن

    أحتسب الأجر عند الله عز وجل ، وعند كل فريضة ونافلة وأي عمل ، وإذا نسيت ماذا علي فهل ذهب عملي سدى ، وكيف أحتسب الأجر عند الله ، وماذا علي لو لم

    أعرف أجر العمل الذي أقوم به ، فكيف أحتسبه ؟ وشكرا لكم كثيرا إخوتي في الله ، والله إني أحبكم كثيرا في الله .


    الجواب :


    الحمد لله


    أولا :


    الحديث في " النيات " من أدق الأحاديث وأصعبها ؛ لارتباطها بخفايا النفوس وتعلقها بأفكار القلوب التي لا تنكشف إلا بالتفكر في مراحلها ودرجاتها ، ولأن علم السلوك قائم

    عليها ، يدور في فلكها ، وهو من أدق العلوم وأرقاها ، ولا تتم سعادة العبد ولا نجاته يوم القيامة إلا بالتوفيق إلى النية الصالحة .

    لذلك نجد في صفحات تراث سلفنا الصالحين ، وعلمائنا الأبرار المتقين الكثير من تجارب الخوض في هذه الأبواب ، والكثير من العلوم التي بنيت لفهم حقيقة النية وطريقة

    الإخلاص ومعالجة الإرادة .

    وكان مما قالوه أن كل عمل لا بد - كي يقوم ويتم - أن تتحقق فيه أركان ثلاثة :


    1- الداعية الباعثة على العمل ( العلم )

    2- والإرادة التي هي الانبعاث نحو العمل ( القصد والنية )

    3- والقدرة (العمل).


    ولنمثل لذلك بمثال يتضح به المقال : إذا هجم على الإنسان سبع أو وحش مثلا ، فإن معرفته بضرر السبع وأذيته له هي الداعية الباعثة على الهرب للتخلص من ذلك الضرر ،

    فتحقق الركن الأول ( الباعث )، ولذلك ستنبعث في قلبه إرادة الهرب وقصده ، فيتحقق الركن الثاني ( النية )، ثم تنتهض القدرة لتفعل فعل الهرب بسبب الإرادة ، فيتم الفعل بذلك .

    فالفعل هنا هو الهرب ، والنية هي الفرار من السبع لا غير ، والباعث الذي هو المقصد المنوي الذي دعا إلى الفعل هو التخلص من ضرر السبع وأذاه .

    ينظر: " إحياء علوم الدين " ، للغزالي (4/365) .


    ثانيا :


    من أراد أن ينوي النية الصالحة في عمله ، فلا بد أن يلتفت إلى الباعث الداعي الذي يزجره نحو ذلك العمل ، فيحرص على أن يكون باعثه أمرا صالحا مشروعا ، مما يحبه الله

    ويرضاه ويثيب عليه ، فتنطلق النية والإرادة نحو ذلك العمل بسبب هذا الباعث الصالح ، وبهذا تكون النية لله تعالى ، ثم عليه بعد ذلك أن يحافظ على هذا الداعي الأصلي

    الخالص لله تعالى ، فلا يتفلت منه أثناء عمله ، ولا يتقلب ، ولا ينصرف إلى غير الله ، ولا يداخله شرك آخر .


    ولهذا قال سفيان الثوري رحمه الله :

    " سفيان الثوريّ: "ما عالجت شيئاً عليّ أشد من نيّتي، إنها تتقلب عليّ " !!

    فمن أراد أن يقوم بعمل " قراءة القرآن الكريم " مثلا ، ويكون عمله خالصا متقبلا عند الله تعالى ، فلا بد أن ينشأ الباعث في نفسه نشأة صحيحة شرعية ، كقصد عبادة الله

    تعالى ، أو يعلم فضيلة ثواب قراءة القرآن الكريم فتتشوف النفس لتحصيله ، أو يعرف منفعة التدبر والتأمل في آيات الله تعالى ، أو أن القرآن الكريم يأتي شفيعا لصاحبه يوم

    القيامة ، أو يستحضر أن القرآن كلام الله ، وهو من أحب ما يتقرب به إليه ، ونحو ذلك من البواعث الشرعية التي تلقي في النفس الرغبة نحو هذا الفعل .

    فإذا رغبت النفس به ، وانطلقت الإرادة نحو تحقيقه لأجل تلك الأغراض : تحققت النية ، ثم إذا توفرت القدرة لتحقيق التلاوة : اكتمل العمل المشروع الخالص لوجه الله عز وجل .
    ثم يبقى عليه بعد ذلك أن يحافظ على ما حصله من النية الخالصة ، والعمل الصالح ، فعدوه إبليس يتلصص عليه ، حريص على أن يخطف منه ما استطاع !!

    ثالثا:


    البواعث التي بتعث المرء على العمل الصالح قد تتعدد ، ولها درجات ومراتب ، وإذا كانت كلها صالحة تضاعف أجر العمل أضعافا كثيرة ، وكلما تعلقت بالدرجات العلى من

    اليقين والإيمان كان العمل أعظم عند الله عز وجل .


    يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :

    " أما الأصل فهو أن ينوى بها عبادة الله تعالى لا غير ، فإن نوى الرياء صارت معصية ، وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة ، فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها

    خيرات كثيرة ، فيكون له بكل نية ثواب ، إذ كل واحدة منها حسنة ، ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها كما ورد به الخبر .


    ومثاله : القعود فى المسجد ، فإنه طاعة ، ويمكن أن ينوى فيه نيات كثيرة حتى يصير من فضائل أعمال المتقين ، ويبلغ به درجات المقربين :

    أولها :
    أن يعتقد أنه بيت الله ، وأن داخله زائر الله ، فيقصد به زيارة مولاه رجاء لما وعده به رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وثانيها : أن ينتظر الصلاة بعد الصلاة ، فيكون في جملة انتظاره في الصلاة .

    وثالثها : كف السمع والبصر والأعضاء عن الحركات والترددات ، فإن الاعتكاف كف وهو في معنى الصوم .

    ورابعها : عكوف الهم على الله ، ولزوم السر للفكر في الآخرة ، ودفع الشواغل الصارفة عنه بالاعتزال إلى المسجد .

    وخامسها : التجرد لذكر الله ، أو لاستماع ذكره وللتذكر به .

    وسادسها : أن يقصد إفادة العلم بأمر بمعروف ونهي عن منكر ، إذ المسجد لا يخلو عمن يسيء في صلاته ، أو يتعاطى ما لا يحل له ، فيأمره بالمعروف ويرشده إلى الدين ،

    فيكون شريكا معه في خيره الذي يعلم منه ، فتتضاعف خيراته .

    وسابعها : أن يستفيد أخا في الله ، فإن ذلك غنيمة وذخيرة للدار الآخرة ، والمسجد معشش أهل الدين المحبين لله وفي الله .

    وثامنها :
    أن يترك الذنوب حياء من الله تعالى ، وحياء من أن يتعاطى في بيت الله ما يقتضي هتك الحرمة .

    فهذا طريق تكثير النيات ، وقس به سائر الطاعات والمباحات ، إذ ما من طاعة إلا وتحتمل نيات كثيرة ، وإنما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخير وتشمره له ،

    وتفكر فيه ، فبهذا تزكوا الأعمال وتتضاعف الحسنات " انتهى باختصار من " إحياء علوم الدين " (4/370-371)


    رابعاً:

    وأما الاحتساب فهو مرادف الإخلاص لوجه الله تعالى ، لا فرق بينهما ، فمن نوى بعمله نية صالحة فقد احتسبه عند الله تعالى ، ولا يحتاج إلى مزيد استحضار قلبي لفكرة أخرى .

    يقول الإمام النووي رحمه الله :

    " معنى : ( احتسابا ) : أن يريد الله تعالى وحده ، لا يقصد رؤية الناس ، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص " انتهى من " شرح مسلم " (6/39)


    ويقول ابن بطال رحمه الله :

    " وقوله : ( احتسابًا ) يعنى : يفعل ذلك ابتغاء وجه الله تعالى " انتهى من " شرح صحيح البخاري " (4/146)


    ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :

    " الأجر الموعود به إنما يحصل لمن صنع ذلك احتسابا : أي : خالصا " انتهى من " فتح الباري " (1/110)

    وينصح بمراجعة كتاب "مقاصد المكلفين" لفضيلة الدكتور عمر سليمان الأشقر، حفظه الله ، فهو كتاب نافع مفيد في بابه .

    وانظر جواب السؤال رقم : (69960) ، (115574)

    http://www.islam-qa.com/ar/ref/162186


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 27-02-2015, 10:01 PM.


  • #2
    رد: ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﻴﺔ. ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤل

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أحسنتم الإختيار
    بارك الله فيكم ونفع بكم

    تعليق


    • #3
      رد: ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﻴﺔ. ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤل

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيراً
      قلتُ : يا أقصى سلاماً، قالَ : هل عادَ صلاح؟ قلتُ : لا إنّي حبيبٌ يرتجي منكَ السماح !
      #الأقصى_في_خطر


      تعليق


      • #4
        رد: ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﻴﺔ. ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤل


        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرا

        وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

        تعليق


        • #5
          رد: ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﻴﺔ. ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤل

          جزاكم الله خيرا
          رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

          تعليق

          يعمل...
          X