السؤال :
السلام عليكم
يا شيخ أنا أتضايق جدا من شعر صدري وظهري في الحر فهل يجوز لي حلقه وقد سمعت حديث إن الله يحب الرجل المشعراني.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. الشعور في بدن الرجل لها ثلاثة أقسام من حيث الحكم الوارد في الشرع: قسم نهى الشارع عن حلقه وأمر بتركه وهو شعر اللحية والحاجبين وقسم أمر الشارع بحلقه وتخفيفه وهو شعر الشارب والإبط والعانة وقسم سكت الشارع عنه فلم ينه عن حلقه ولم يأمر بتركه وهو باقي شعور البدن كشعر الصدر والظهر واليدين والفخذين والساقين والقدمين وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في جامع الترمذي: (الحلال ما أحل الله في كتابه والحرام ما حرم الله في كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا عنه).
وهذا القسم يباح للرجل تركه ويباح له حلقه لأنه لم يرد فيه دليل ثابت يدل على النهي عن حلقه ولأنه لا يصح قياسه على ما نهي عنه لاختلاف العلة ولأنه ليس من تغيير خلق الله ولأنه من باب العادات والأصل في هذا الباب الإباحة إلا ما نقل تحريمه أو اشتمل على ضرر وهذا خال من هذين الأمرين فيبقى على الإباحة وقد نص المالكية على إباحة حلقه ومما يدل على الرخصة في حلقه ما ورد في صحيح مسلم: (إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي).
فنهي المضحي عن الأخذ من شعور بدنه في عشر ذي الحجة دليل على الرخصة في الحلق في غير العشر. والحاصل أن حلق شعور البدن أو تخفيفه للرجل مباح إذا دعت الحاجة لذلك وكان الشخص يتضايق منه خاصة في البلاد الحارة أما إذا لم تدع الحاجة لذلك ولم يحصل فيه مضايقة ولا مشقة فالأحسن تركه وعدم التعرض له لأن فيه هيبة وجمال للرجل.
ولم يرد حديث ثابت في السنة يفيد مدح الرجل المشعر وأما ما ذكرته فهو حديث منكر ليس له أصل في دواوين السنة ولا يعرف ونكارة متنه ظاهرة لأن الله لا ينظر إلى الصور والأبدان وإنما أمر ونهى عن أمور ظاهرة لعلة معتبرة ولأن الله خلق الرجال متفاوتين في الشعور لحكمة ولأن الشارع لم يرتب حكما شرعيا ولم يبن فضيلة على كثرة شعور البدن ولذلك سكت عن حكمها.
وكذلك المرأة يباح لها حلق جميع شعر بدنها إلا شعر رأسها وحاجبيها وقد استحب الفقهاء للمرأة أن تزيل شعور بدنها لأن طبيعة الأنوثة تقتضي ذلك ولأنه مطلوب منها التزين للزوج ولأن في بقائه تشويه لهيئتها وتفويت حق الزوج في الاستمتاع.
فعلى هذا يجوز لك أن تحلق شعر صدرك وظهرك بأي مزيل ليس فيه ضرر طبيا إذا كان يضايقك ويشق عليك ولا حرج عليك في ذلك شرعا والأمر فيه واسع إن شاء الله.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
صيد الفوائد
السلام عليكم
يا شيخ أنا أتضايق جدا من شعر صدري وظهري في الحر فهل يجوز لي حلقه وقد سمعت حديث إن الله يحب الرجل المشعراني.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. الشعور في بدن الرجل لها ثلاثة أقسام من حيث الحكم الوارد في الشرع: قسم نهى الشارع عن حلقه وأمر بتركه وهو شعر اللحية والحاجبين وقسم أمر الشارع بحلقه وتخفيفه وهو شعر الشارب والإبط والعانة وقسم سكت الشارع عنه فلم ينه عن حلقه ولم يأمر بتركه وهو باقي شعور البدن كشعر الصدر والظهر واليدين والفخذين والساقين والقدمين وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في جامع الترمذي: (الحلال ما أحل الله في كتابه والحرام ما حرم الله في كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا عنه).
وهذا القسم يباح للرجل تركه ويباح له حلقه لأنه لم يرد فيه دليل ثابت يدل على النهي عن حلقه ولأنه لا يصح قياسه على ما نهي عنه لاختلاف العلة ولأنه ليس من تغيير خلق الله ولأنه من باب العادات والأصل في هذا الباب الإباحة إلا ما نقل تحريمه أو اشتمل على ضرر وهذا خال من هذين الأمرين فيبقى على الإباحة وقد نص المالكية على إباحة حلقه ومما يدل على الرخصة في حلقه ما ورد في صحيح مسلم: (إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي).
فنهي المضحي عن الأخذ من شعور بدنه في عشر ذي الحجة دليل على الرخصة في الحلق في غير العشر. والحاصل أن حلق شعور البدن أو تخفيفه للرجل مباح إذا دعت الحاجة لذلك وكان الشخص يتضايق منه خاصة في البلاد الحارة أما إذا لم تدع الحاجة لذلك ولم يحصل فيه مضايقة ولا مشقة فالأحسن تركه وعدم التعرض له لأن فيه هيبة وجمال للرجل.
ولم يرد حديث ثابت في السنة يفيد مدح الرجل المشعر وأما ما ذكرته فهو حديث منكر ليس له أصل في دواوين السنة ولا يعرف ونكارة متنه ظاهرة لأن الله لا ينظر إلى الصور والأبدان وإنما أمر ونهى عن أمور ظاهرة لعلة معتبرة ولأن الله خلق الرجال متفاوتين في الشعور لحكمة ولأن الشارع لم يرتب حكما شرعيا ولم يبن فضيلة على كثرة شعور البدن ولذلك سكت عن حكمها.
وكذلك المرأة يباح لها حلق جميع شعر بدنها إلا شعر رأسها وحاجبيها وقد استحب الفقهاء للمرأة أن تزيل شعور بدنها لأن طبيعة الأنوثة تقتضي ذلك ولأنه مطلوب منها التزين للزوج ولأن في بقائه تشويه لهيئتها وتفويت حق الزوج في الاستمتاع.
فعلى هذا يجوز لك أن تحلق شعر صدرك وظهرك بأي مزيل ليس فيه ضرر طبيا إذا كان يضايقك ويشق عليك ولا حرج عليك في ذلك شرعا والأمر فيه واسع إن شاء الله.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
صيد الفوائد
تعليق