حكم التسمية بأسماء أهل الكفر
أما بعـد:
فإن الاسم للشخص كالعنوان على الكتاب أو المقال، أو اللافتة والواجهة على المحل، فينبغي أن تحسن وتختار بعناية، وذلك لما للاسم من تأثير نفسي على صاحبه وعلى مخاطبه.
ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يختار الأسماء الحسنة ويتفاءل بها، وكان يغير الأسماء القبيحة ويكرهها، فقد غير اسم حزن إلى سهل كما في البخاري وغيره، وفي الموطأ: أنه صلى الله عليه وسلم أمر بحلب ناقة، فقام رجل لحلبها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ فقال الرجل: مُرة. فقال له: أجلس، ثم قال: من يحلبها؟ فقام رجل فقال له: ما اسمك؟ فقال: حرب. فقال له: أجلس، ثم قال: من يحلبها؟ فقام رجل فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعيش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احلب.
وعلى هذا، فإن على المسلم أن يختار لأبنائه الأسماء الحسنة، فهذا من أولى حقوقهم عليه وأهمها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة ويحسن اسمه. والحديث وإن كان ضعيفاً لكن معناه صحيح، وله شواهد.
كما أنه لا تجوز التسمية بأسماء غير المسلمين إذا كانت هذه الأسماء مختصة بغير المسلمين.
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة: الأسماء ثلاثة أقسام:
الأول: قسم يختص المسلمين. والثاني: قسم يختص الكفار. والثالث: قسم مشترك...
والثاني: كجرجس وبطرس ويوحنا ومتى ونحوها فلا يمنعون منه، ولا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك لما فيه من المشابهة فيما يختصون به.
والنوع الثالث: كيحيى وعيسى وأيوب وداود وسليمان وزيد وعمر وعبدالله وعطية وموهوب وسلام ونحوها فهذا لا يمنع منه أهل الذمة ولا المسلمون. انتهـى.
وقال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه تسمية المولود: ومن أبرز سماته – أي الاسم الشرعي -: أن لا يكون في الاسم تشبه بأعداء الله، ذلك النوع من الاسم الذي تسابق إليه بعض أهل ملتنا، نتيجة اتصال المشارق بالمغارب، أو عرض إعلامي فاسد، على حين غفلة من أناس، وجهل من آخرين،....أما تلك الأسماء الأعجمية المولدة لأمم الكفر المرفوضة لغة وشرعاً..... وهذه – يعني مخالفة السنة في تسمية المولود - واحدة من إفرازات التموجات الفكرية التي ذهبت بعضها بالآباء كل مذهب، كل بقدر ما أثر به من ثقافة وافدة، وكان من أسوئها ما نفث به بعض المستغربين منا من عشق كلف وظمأ شديد لأسماء الكافرين، وأعجب من هذا أنك لا ترى منتشراً في الكافرين من يتسمى بالأسماء الخاصة بالمسلمين، ألا أن هذه عزة الكافر وهي مرذولة، أما عزة المسلم فهي محمودة مطلوبة، فكيف نفرط فيها، ونتحول إلى أتباع لأعدائنا.
وقال أيضاً: دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية: التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم. والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها، وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا وغيرهما، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها : بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان ... وغيرها مما سبقت الإشارة إليه.
وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن، فهو معصية كبيرة وإثم، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها، وتغييرها شرط في التوبة منها. انتهـى.
فإذا كان الاسم المأخوذ من غير المسلمين عَلَما على بعض شخصياتهم التاريخية أو رموزهم الدينية أو ما أشبه ذلك، فلا ينبغي للمسلم أن يتسمى به، لما فيه من الميل إليهم.
وفي أسماء المسلمين ما يكفي المسلم لما فيها من الحسن والجمال.
أما إذا لم يكن في أسماء الأجانب ما أشرنا إليه فلا مانع منها شرعا، فقد كان الصحابة يسمون أبناءهم بأسماء أهل الجاهلية ما لم يكن فيها منافاة للدين والعقيدة والأخلاق.
قال العلامة عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين:
فاعلم أن تقليد الغرب أو الكُفار في أقوالهم أو أفعالهم أو أسمائهم يُعتبر تعظيمًا لهم ودليلاً على محبتهم وتوقيرهم وإشاعة ذكرهم كلما ذكرت تلك المسميات، وسواء كانت أسماء أعلام لمشاهيرهم أو لعامتهم أو لبلدانهم، فالذين يتسمون بهذه الأسماء أو يسمون بها متاجرهم أو فنادقهم أو مؤسساتهم يدل ذلك منهم على موقع تلك الأسماء في نفوسهم فنصيحتنا البُعد عن تلك الأسماء وعن إضافة المتاجر والمؤسسات إليها، ففي هجرها وتناسيها إماتة لها ودعوة إلى نسيانها، وفي أسماء المسلمين وجهابذة أمة الإجابة من العلماء والأئمة والعباد والأعلام ما يغني عن أسماء الكفار وأعداء الدين، والله المستعان . انتهى
فجماع الأسماء المكروهة والممنوعة يرجع إلى الأمور التالية:
1- أن يكون فيها تعبيد لغير الله كعبد الرسول.
2- أن يكون مما هو مختص بالله من الأسماء، أو معرف بأل من الصفات، كالرحمن والعليم وملك الملوك.
3- أن يكون ذا معنى مذموم، كحرب ومرة وحزن.
4- أن يكون من الأسماء المائعة التي لا معنى لها كزوزو وميمي.
5- ما فيه تزكية للنفس كبرة.
ولمزيد فائدة راجع كتاب ابن القيم (تحفة المودود)، وكتاب الشيخ بكر أبو زيد (تسمية المولود).
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ، والمسلم يعتز بدينه ولغته ، ويبغض الكفار ولغتهم وكلامهم وعاداتهم (لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله)
جمعه ورتبه أمين بن عباس
أما بعـد:
فإن الاسم للشخص كالعنوان على الكتاب أو المقال، أو اللافتة والواجهة على المحل، فينبغي أن تحسن وتختار بعناية، وذلك لما للاسم من تأثير نفسي على صاحبه وعلى مخاطبه.
ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يختار الأسماء الحسنة ويتفاءل بها، وكان يغير الأسماء القبيحة ويكرهها، فقد غير اسم حزن إلى سهل كما في البخاري وغيره، وفي الموطأ: أنه صلى الله عليه وسلم أمر بحلب ناقة، فقام رجل لحلبها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ فقال الرجل: مُرة. فقال له: أجلس، ثم قال: من يحلبها؟ فقام رجل فقال له: ما اسمك؟ فقال: حرب. فقال له: أجلس، ثم قال: من يحلبها؟ فقام رجل فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعيش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احلب.
وعلى هذا، فإن على المسلم أن يختار لأبنائه الأسماء الحسنة، فهذا من أولى حقوقهم عليه وأهمها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة ويحسن اسمه. والحديث وإن كان ضعيفاً لكن معناه صحيح، وله شواهد.
كما أنه لا تجوز التسمية بأسماء غير المسلمين إذا كانت هذه الأسماء مختصة بغير المسلمين.
قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة: الأسماء ثلاثة أقسام:
الأول: قسم يختص المسلمين. والثاني: قسم يختص الكفار. والثالث: قسم مشترك...
والثاني: كجرجس وبطرس ويوحنا ومتى ونحوها فلا يمنعون منه، ولا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك لما فيه من المشابهة فيما يختصون به.
والنوع الثالث: كيحيى وعيسى وأيوب وداود وسليمان وزيد وعمر وعبدالله وعطية وموهوب وسلام ونحوها فهذا لا يمنع منه أهل الذمة ولا المسلمون. انتهـى.
وقال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه تسمية المولود: ومن أبرز سماته – أي الاسم الشرعي -: أن لا يكون في الاسم تشبه بأعداء الله، ذلك النوع من الاسم الذي تسابق إليه بعض أهل ملتنا، نتيجة اتصال المشارق بالمغارب، أو عرض إعلامي فاسد، على حين غفلة من أناس، وجهل من آخرين،....أما تلك الأسماء الأعجمية المولدة لأمم الكفر المرفوضة لغة وشرعاً..... وهذه – يعني مخالفة السنة في تسمية المولود - واحدة من إفرازات التموجات الفكرية التي ذهبت بعضها بالآباء كل مذهب، كل بقدر ما أثر به من ثقافة وافدة، وكان من أسوئها ما نفث به بعض المستغربين منا من عشق كلف وظمأ شديد لأسماء الكافرين، وأعجب من هذا أنك لا ترى منتشراً في الكافرين من يتسمى بالأسماء الخاصة بالمسلمين، ألا أن هذه عزة الكافر وهي مرذولة، أما عزة المسلم فهي محمودة مطلوبة، فكيف نفرط فيها، ونتحول إلى أتباع لأعدائنا.
وقال أيضاً: دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية: التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم. والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها، وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا وغيرهما، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها : بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان ... وغيرها مما سبقت الإشارة إليه.
وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن، فهو معصية كبيرة وإثم، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها، وتغييرها شرط في التوبة منها. انتهـى.
فإذا كان الاسم المأخوذ من غير المسلمين عَلَما على بعض شخصياتهم التاريخية أو رموزهم الدينية أو ما أشبه ذلك، فلا ينبغي للمسلم أن يتسمى به، لما فيه من الميل إليهم.
وفي أسماء المسلمين ما يكفي المسلم لما فيها من الحسن والجمال.
أما إذا لم يكن في أسماء الأجانب ما أشرنا إليه فلا مانع منها شرعا، فقد كان الصحابة يسمون أبناءهم بأسماء أهل الجاهلية ما لم يكن فيها منافاة للدين والعقيدة والأخلاق.
قال العلامة عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين:
فاعلم أن تقليد الغرب أو الكُفار في أقوالهم أو أفعالهم أو أسمائهم يُعتبر تعظيمًا لهم ودليلاً على محبتهم وتوقيرهم وإشاعة ذكرهم كلما ذكرت تلك المسميات، وسواء كانت أسماء أعلام لمشاهيرهم أو لعامتهم أو لبلدانهم، فالذين يتسمون بهذه الأسماء أو يسمون بها متاجرهم أو فنادقهم أو مؤسساتهم يدل ذلك منهم على موقع تلك الأسماء في نفوسهم فنصيحتنا البُعد عن تلك الأسماء وعن إضافة المتاجر والمؤسسات إليها، ففي هجرها وتناسيها إماتة لها ودعوة إلى نسيانها، وفي أسماء المسلمين وجهابذة أمة الإجابة من العلماء والأئمة والعباد والأعلام ما يغني عن أسماء الكفار وأعداء الدين، والله المستعان . انتهى
فجماع الأسماء المكروهة والممنوعة يرجع إلى الأمور التالية:
1- أن يكون فيها تعبيد لغير الله كعبد الرسول.
2- أن يكون مما هو مختص بالله من الأسماء، أو معرف بأل من الصفات، كالرحمن والعليم وملك الملوك.
3- أن يكون ذا معنى مذموم، كحرب ومرة وحزن.
4- أن يكون من الأسماء المائعة التي لا معنى لها كزوزو وميمي.
5- ما فيه تزكية للنفس كبرة.
ولمزيد فائدة راجع كتاب ابن القيم (تحفة المودود)، وكتاب الشيخ بكر أبو زيد (تسمية المولود).
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ، والمسلم يعتز بدينه ولغته ، ويبغض الكفار ولغتهم وكلامهم وعاداتهم (لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله)
جمعه ورتبه أمين بن عباس
تعليق