حكم نشر صور النساء المتهمات مع مدرب الكاراتيه
أما بعد ... ،من عصى الله فينا اطعنا الله فيه، نعم لقد اتهموا الحرائر العفيفات بالزنا وكم غنوا على (جهاد النكاح) المكذوب.
ولكن مما يجب أن ننبه عليه أنه يجب على المسلم أن يستر أعراض المسلمين حتى وإن كانوا عصاة مجرمين إلا أن يصروا على الفاحشة ويشتهروا بها فيجوز التحذير منهم وفضحهم، وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة ) صحيح مسلم. و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهزال الذي أشار على ماعز عندما وقع في الزنا أن يظهر أمره للنبي، فقال له النبي: يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك. صححه الألباني. فقد قال رسول الله فيما رواه البيهقي وغيره: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. صححه الألباني.
يا من تفرحون بشفاء غيظ قلوبكم بفضح هؤلاء المجرمين اعلموا أن الستر أشفى لصدور المؤمنين من الفضيحة
وقد أمرنا سبحانه بستر العورات وستر عيوب الناس وعدم تتبع العيوب ونحوها إذ من مقتضى أسمائه الحسنى الستر، فهو سـِتِّير، يحب أهل الستر.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يغتسل بالبراز (الخلاء) بلا إزار فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل حليم حيي ستير، يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر". (رواه النسائي وأبو داوود ).
وإذا ستر المؤمن عباد الله ستره الله في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث السابق: " ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة"..
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يستر عبد عبدا في الدنيا ، إلا ستره الله يوم القيامة".
لذلك فإن الشريعة تحث على الستر لأن هتك الستر سبيل لانتشار الفواحش لذا استحب لمن أتى ما يستوجب الحد أن يستر على نفسه ويتوب فيما بينه وبين ربه ويكثر من الحسنات الماحية، فعن عبد الله رضي الله عنه قال:" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فاقض فيَّ ما شئت، فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك، قال: فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه وتلا عليه هذه الآية: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} ( هود 114) فقال رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة؟، قال: "بل للناس كافة". ( رواه مسلم)،
وهنا لم يستفسر منه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسأله عما اقترفه تحديدا. بل الستر على نفس الإنسان وغيره من سيما الأنبياء والصالحين فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يُرى من جلده شئ استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستر هذا التستر إلا من عيب بجلده....". الحديث رواه البخاري.وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: لو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله ولو أخذت شاربا لأحببت أن يستره الله عز وجل. وروي أن رجلا سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد، رجل عَلِمَ من رجل شيئا، أيفشي عليه؟ قال: يا سبحان الله! لا.
هذه سيما الصالحين من الأنبياء وأتباعهم فما بال المدعين بالحق والشريعة ينشرون صور نساء قد ستر الله وجوههن ولعل إحداهن قد تابت إلى الله فنبوء بإثم الفضيحة ويكون الدَين في رقابنا فقد قررت الأصول الشرعية أنه إن تابت الزانية، واستقامت حالها على شرع ربها، فينبغي الستر عليها، وعدم إخبار أحد بأمرها، وذلك للأدلة الشرعية الواردة في وجوب الاستتار، وعلى فضل الستر على المسلم.
أحبتي في الله: على من رأى أهل البلاء أن يشكر الله على معافاته له من هذا البلاء، فكم اتهم الضالون أهل الدين والمجاهدين بما دعوه بهتانا بجهاد النكاح وما استطاعوا أن ياتوا بدليل على ذلك بل وشاء الله أن تهتك أستار من خاض في ذلك ومنهم هذا المجرم المدعو/ عبد الفتاح الصعيدي وصفحته شاهدة عليه.
اعلموا أن الستر يطفئ نار الفساد ويسهل سبيل النصيحة بل يشيع المحبة في الناس فهو يدل على التوادد والشعور بالمسؤولية تجاه كل مسلم و يثمر حسن ظن الناس بعضهم ببعض؛ فعندما يشعر المسلم بأن أخاه قد ستره حباله؛ تتقوى العلاقة ويسهل العلاج، بل وهذا أدعى لثقة الناس بكم وبدعوتكم.
واعلموا بأن في الستر سعادة للساتر ورجاحة عقل في معالجة الأمور في الظروف الصعبة.
والله أعلم
جمعه ورتبه / أمين بن عباس
تعليق