السؤال: أسمع الناس كثيراً ما يقولون لمن رزق بمولود: "بورك لك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره"، هل ورد في هذا الدعاء أثر صحيح؟ وهل وردت أحاديث صحيحة لأدعية تقال في مثل هذه المناسبة؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الدعاء الذي ذكرتم يُروى عن الحسن البصري رحمه الله، ولم يثبت عنه بسند صحيح، بل طرقه إليه شديدة الضعف، ولا أعلم أنه روي مرفوعاً أصلاً، وإنما الذي ثبت في هذا المقام الدعاء والتبريك دون تخصيص بصيغة معينة.
ففي صحيح البخاري عن أسماء رضي الله عنها قالت: حملت بعبد الله بن الزبير، فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بتمرة ثم دعا له وبرك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام.
وفي صحيح البخاري كذلك عن أبي موسى رضي الله عنه قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم، وحنَّكَه بتمرة ودعا له بالبركة، ودفعه إليَّ، وكان أكبر ولد أبي موسى رضي الله عنه.
وقد ورد عند الطبراني في الدعاء من طريق السري بن يحيى رحمه الله قال: وُلد لرجل ولد فهنَّأه رجلٌ فقال: "لِيْهَنَك الفارسُ"، فقال الحسن البصري: وما يدريك، قل: "جعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم"، وإسناده حسن.
وجاء عن أيوب السختياني عند الطبراني في الدعاء، وابن أبي الدنيا في كتاب العيال من طريق حماد بن زيد قال: كان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود قال: "جعله الله مباركاً عليك، وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر على شبكة الإنترنت.
****************************
كثر البحث والسؤال عن صيغة صحيحة مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم في التهنئة بالمولود وأصحها ما ورد في الصحيح من الدعاء بالبركة لكنها مجملة وأصح ما وقفت عليه هو : بارك الله لك فيه وجعله براً تقياً
فعن [النضر بن] أنس قال : جاءت أم سليم إلى أبي أنس فقالت : جئت اليوم بما تكره ، فقال : لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابي . قالت : كان أعرابياً اصطفاه الله واختاره وجعله نبياً ، قال : ما الذي جئت به ؟ قال ( كذا ) : حرمت الخمر ، قال : هذا فراق بيني وبينك ، فمات مشركاً . وجاء أبو طلحة إلى أم سليم قال : لم أكن أتزوجك وأنت مشرك ؟ قال : لا والله ما هذا دهرك ، قالت : فما دهري ؟ قال : دهرك في الصفراء والبيضاء ، قالت : فإني أشهدك وأشهد نبي الله صلى الله عليه وسلم أنك إن أسلمت فقد رضيت بالإسلام منك ، قال : فمن لي بهذا ؟ قالت : يا أنس قم فانطلق مع عمك . فقام فوضع يده على عاتقي ، فانطلقنا حتى إذا كنا قريباً من نبي الله صلى الله عليه وسلم فسمع كلامنا فقال : " هذا أبو طلحة بين عينيه عزة الإسلام " . فسلم على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام . فولدت له غلاماً ، ثم إن الغلام درج وأعجب به أبوه فقبضه الله تبارك وتعالى ، فجاء أبو طلحة فقال : ما فعل ابني يا أم سليم ؟ قالت : خير ما كان ، فقالت : ألا تتغدى ؟ قد أخرت غداءك اليوم ، قالت : فقربت إليه غداءه ، فقلت : يا أبا طلحة عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله ، وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ، ألهم أن يجزعوا ؟ قال : لا ، قالت : فإن ابنك قد فارق الدنيا ، قال : فأين هو ؟ قالت : ها هو ذا في المخدع ، فدخل فكشف عنه واسترجع ، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه بقول أم سليم فقال : " والذي بعثني بالحق لقد قذف الله تبارك وتعالى في رحمها ذكراً لصبرها على ولدها " قال : فوضعته ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " اذهب يا أنس إلى أمك فقل لها : إذا قطعت سرار ابنك فلا تذيقيه شيئاً حتى ترسلي به إلي " . قال : فوضعته على ذراعي حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فقال : " ائتني بثلاث تمرات عجوة " . قال : فجئت بهن فقذف نواهن ثم قذفه في فيه فلاكه ، ثم فتح فا الغلام فجعله في فيه ، فجعل يتلمظ فقال : " أنصاري يحب التمر " . فقال : " اذهب إلى أمك فقل : بارك الله لك فيه وجعله براً تقياً " .
قال الهيثمي في المجمع (14528): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة .وفي رواية للبزار أيضاً : قالت له : أتزوجك وأنت تعبد خشبة يجرها عبدي فلان . قلت : فذكر الحديث . ورجاله رجال الصحيح .ا.هـ ولم أقف على سنده الآن ،ولم أجد أحدا قد سبق إلى ذكره ،والحمد لله على توفيقه .
منقول عن موقع أهل الحديث
تعليق