حكم الكتابة على المصحف
أ.د عبد الله بن محمد الطيار
ما حكم الكتابة على المصاحف في الأحوال الآتية:
1- كتابة الاسم والسنة الدراسية على الغلاف الداخلي أو الخارجي للمصحف؟
2- وضع الخطوط تحت بعض الكلمات لتوضيح الأحكام التجويدية؟
3- وضع قطع لاصقة على المصحف مرقمة لطلاب المدارس بحيث يكون كل طالب مسؤول عن مصحفه ؟
4- وضع رمز صغير (كحرف أو رقم مثلا)على الغلاف الداخلي للمصحف لحفظه من الضياع ونحوه؟ 5الكتابات السيئة من قبل بعض الشباب -هداهم الله - ؟
الجـــواب:
القرآن الكريم أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكون هدى ونوراً للعالمين إلى يوم القيامة، وقد أكرم الله تعالى صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور والعمل به في شؤون حياتهم كلها، والتحاكم إليه في القليل والكثير،
واستمر هؤلاء الصفوة الكرام في حفظ القرآن والعناية به، وإعطائه حقه من التعظيم ،والتكريم حساً ومعنى،
ولكن جاءت أجيال بعدهم لم يَقْدُروا القرآن قدره، ولم يعظموه حق تعظيمه زهداً منهم، ولذا يمر الواحد منَّا على مسجد من المساجد فيرى العشرات من المصاحف ممزقة ومهانة بما يكتب عليها من كلام سيء قبيح، وأحياناً يكتب عليه كلاماً لا فائدة فيه ولا مصلحة من ورائه، وأحياناً وضع الخطوط وطمس بعض الكلمات مما تَنْفر منه نفس المؤمن التقي
وللإجابة على فقرات السؤال أقول:
أ - حكم كتابة الاسم والسنة الدراسية على الغلاف الداخلي أو الخارجي للمصحف:
هذا العمل مما لا ينبغي فعله؛ فالمصحف لابدَّ من تعظيمه واحترامه؛ لأنه يشتمل على كلام الله -جل وعلا- وسلف الأمة كانوا من أشد الناس عناية بهذا الأمر، وشَدَدوا في النهي عن تعريض المصحف للإهانة.
فعن أبي حمزة قال: رأى إبراهيم النخعي في مصحفي فاتحة سورة كذا وكذا فقال لي: (امْحه فإن عبد الله بن مسعود قال: لا تخلطوا في كتاب الله ما ليس فيه) فكيف بهم لو رأوا مصاحفنا! وما كتب عليها مما لا ينبغي فالله المستعان!!.
ب- حكم وضع الخطوط تحت بعض الكلمات لتوضيح الأحكام التجويدية.
ج- وضع رمز صغير كحرف أو رقم مثلاً على الغلاف الداخلي للمصحف لحفظه من الضياع ونحوه.
هذا العمل لا ينبغي فلا يكتب عليه رقماً ولا حرفاً ولا رمزاً ولا يرسم عليه شيئاً، حتى النـُقَطْ ولا أصغر من ذلك ولا أكبر .
قال أبو بكر السراج لأبي رزين: أأكتب في مصحفي سورة كذا وكذا قال : (إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه فيضنوه من القرآن).
فالحاصل أن كل ما ذكره السائل لا ينبغي كتابته على المصحف لا من الخارج، ولا من الداخل، ومن أراد كتابة شيء أو التنبيه على أمر أو تقييد معنى، فليكن ذلك في ورقه خارجية أو كراسة يقيد عليها رقم الصفحة من المصحف واسم السورة ورقم الآية، وبهذا نحفظ للقرآن هيبته ونمنع عنه العبث والتشويه.
د- حكم وضع قطع لاصقة على المصحف مرقمة لطلاب المدارس بحيث يكون كل طالب مسؤولاً عن مصحفه
هذا العمل في نظري لا حرج فيه لأن اللاصق يُزال بأي وقت، وما يكتب عليه ليس فيه إهانة للمصحف، والحاجة تدعو لذلك؛ لئلا يختلط مصحف هذا الطالب بمصحف زميله.
ثم إنه لا يمكن أن ترد شبهة أنَّ هذا من القرآن لأنها ورقة خارجية على الغلاف الخارجي وهذا من الأدب مع كتاب الله -جل وعلا- شريطة ألاَّ يكتب فيها إلاَّ المعلومات التي يُحتاج إليها مثل اسم الطالب والمسجد والحلقة والرقم التسلسلي وهكذا.
هـ - الكتابات السيئة على المصاحف من قبل بعض الطلاب.
هذا العمل لا شك في حرمته لما فيه من إهانة واستخفاف بكلام الله فهذه الكتابات محرمة في جميع الأحوال، فكيف إذا كانت على المصاحف، والواجب على كل من رأى كتابة على مصحف من المصاحف أن يمَحوها بأي طريقة ممكنة؛ تعظيماً لكلام الله، وصيانة له من عبث السفهاء، والجهال، وهذا من إنكار المنكر حسب طاقة المسلم.
وأخيراً أوصي إخواني وأخواتي من المسلمين والمسلمات بالمحافظة على كلام الله، واحترام المصاحف، وكذا الكتب التي فيها آيات وأحاديث، وذكر لله تعالى من أسمائه وصفاته، وإذا تمزقت أو تلفت أن يختاروا لها مكاناً طاهراً أو يدفنوها، أو يحرقوها، ويدفنوا أثرها فمثل هذه الأمور لا ينبغي التساهل فيها، أسأل الله أن يوفق المسلمين للعناية بكتابه والعمل به والتحاكم إليه في كل شؤون الحياة وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
حكم الكتابة على المصحف
سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين
السؤال:
يقوم بعض مدرسي القرآن الكريم بوضع ملاحظات بالقلم الرصاص على مصحفهم أو مصاحف الطلاب لتنبيههم إلى أخطائهم بوضع خط تحت مواضع الغنة ونحوها من أحكام التلاوة، وذلك بعد الفراغ من التلاوة .. فهل يجوز كتابة شيء من هذا القبيل على المصحف ؟ أفتونا مأجورين .
الجواب:
أرى أنه لا بأس بوضع هذه الملاحظات، لما ذكر من الأسباب؛ سواء وضعت بالهامش أو الحاشية أو وضعت بين الأسطر، إذا كانت تلك الملاحظات رموز أو إشارات تشبه ما في المصاحف من حروف علامات الوقف وعلامات قراءة التجويد؛ مثل الإخفاء والإظهار والإقلاب، فمتى كانت هذه الملاحظات بأحرف صغيرة وبأقلام الرصاص، بحيث يتمكن من محوها بعد انتهاء الغرض منها فلا بأس بوضعها لهذا السبب.
وإنما ورد النهي أن يكتب في المصاحف ما ليس منها إذا خيف التباس ذلك على القارىء وتوهمه أن تلك الكتابة من القرآن أو من بيان معاني القرآن. أما إذا لم يخف من الالتباس فلا نرى بأساً بوضعها لهذا الغرض بقدر الحاجة، والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
تعليق