إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاعذار التى تمنع المؤمن من اداه الصلاه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاعذار التى تمنع المؤمن من اداه الصلاه


    ليس هناك عذر لمؤمن يمنعه من أداء الصلاة في وقتها يقدمه لربه ويقبله ربه ، إلا إذا كان مسافراً سفراً شرعيا ضروريا ، فله أن يقدم أو يؤخر ، أو إذا كان مريضاً منعه الطبيب المسلم من مغادرة فراشه

    ومعنى السفر الشرعي : هو أن يكون مسافراً إلى العمرة ، أو إلى الحج ، أو لطلب العلم ، أو لزيارة مريض ، أو لحضور جنازة مسلم ، أو لبر الوالدين ، هذه هي الأسفار الشرعية

    لكن لو كان هناك من يسافر للمصيف ، فلا عذر له أن يؤخر الصلاة عن وقتها ، أو يسافر لحضور مباراة ، فإن ذلك ليس بعذر شرعي ، لأنه يلزم أن يكون عذر شرعي تقره الشريعة ، فالأعذار يجب أن تكون من لائحة الأعذار ، التي وضعها النبي المختار ، ويقبلها العزيز الغفار عز وجل

    ولا يلتمس أحد من نفسه لنفسه الأعذار ، لأن هذه مصيبة المسلمين في هذا العصر ، فمثلا إذا زارني صديق ، أو إذا كنت أزور صديقا وحان وقت الصلاة ، ما علىَّ وما عليه إذا قلت له : يا أخي هيا بنا نصلي ، ثم نتم الحديث بعد الصلاة ؟

    وإذا استحييت أن أقول له ذلك ؛ فإن هذا حياء لا يحبه الله ، ويبغضه سيدنا رسول الله ، لأنه ليس بعذر ، وحتى لو كان على غير ديني - أي غير مسلم - وحان وقت الصلاة ، فيجب أن أظهر له تعظيمي لشعائر ديني ، فأقول : بعد إذنك سأصلي ، ثم آتي لأكمل معك الحديث ، فإنه بذلك سيحترمني ويعظمني عندما يجدني أعظم شعائر ديني

    لكن هل من الأعذار أن أتكلم مع واحد في بيتي ، أو على مقهى ، والآذان يؤذن ولا ألبي الآذان؟ كلا، فإن هذا ليس بعذر ، إذا كان الحَبيب صلى الله عليه وسلم ، تقول في شأنه السيدة عائشة رضي الله عنها : كان صلى الله عليه وسلم يجلس معنا ، يحدثنا ونحدثه ، فإذا حان وقت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه

    فهذا فعله حتى مع أولاده وأهله ، لأنه عند الآذان يلبي الآذان ، ويجب علينا جميعاً أن ندرِّب أولادنا على ذلك ، فإذا أذّن المؤذن أقول لمن يتكلم منهم : انتظر يا بني ولبِّ الآذان ، فإذا لم نعلّمهم نحن؟ فمن إذاً الذي سيعلمهم؟

    وإذ اتصل بي واحد بالتليفون عند الآذان ؟ فإن مثل ذلك لا يعرف أدب الإسلام ، فعلي أن أقول له انتظر ، ثم اتصل بعد الآذان ، ولذلك فإني أتضايق ممن يتصل بي عند الآذان - إلا إذا كان من دولة خارج مصر ، لأنه لا يعرف مواعيدنا وبذلك تكون ضرورة – فوقت الله لا نسمح به لمخلوق سوى الله عز وجل ، فهو الخالق الأعظم جل وعلا ، وهذا وقته

    وقد علمنا سادتنا الصالحون أنني إذا كنت مسافراً وسمعت الآذان فعلىَّ أن أردّد الآذان ، وإذا كنت في جماعة ولا أستطيع النزول أعتذر إلى ربي عن تأخير الصلاة ، حتى أصل إلى محطة الوصول ، أو إلى أقرب مكان ، وأقول سامحني يا رب لأنني مسافر إلى أن أصل ، لكن إذا كانت سيارتي، فعلي أن أنتظر وأصلي

    حتى أنهم كانوا يقولون لنا : صلِّ واركب لا تنكب ، وهذه حكمة علمها لنا السادة الصالحون ، فمن يصلي ، يكون في حفظ الله ، فمن أين تأتي له النكبات؟ لكن أقول سأصلي بعد أن أصل ، من أين أضمن أنني سأصل؟ فعلى أن أصلي أولا ، ثم أركب ، وبذلك أكون دخلت في قول الله {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} {22} يونس

    فهو الذي سيسيرني ويحفظني بحفظه عز وجل وكان أصحاب رسول الله كما ورد في شأنهم من فاتته تكبيرة الإحرام الأولى في الصلاة ، يتلقى العزاء منهم لما فاته من الأجر والثواب وفضل الله ثلاثة أيام ، ومن فاتته صلاة الجماعة الأولى مع الإمام ، يعزونه لمدة أسبوع ، وذلك للكرب الذي أصابه ، والغم الذي نزل عليه ، لأنه حُرم من فضل الله ، ومن كرم الله الذي ينزله ويفرغه الله على المؤمنين الذين يؤدون الصلاة في أول وقتها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم {أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ ، وَوَسَطُ الْوَقْتِ رَحْمَةُ اللَّهِ ، وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ}[1]

    وهل يستوي من يصلي في وقت الرضوان ، ومن يصلي في وقت المغفرة؟ كلا ، ووقت الرضوان يعني أنه سينهل من كنوز الرضوان {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ} {72} التوبة

    فهذا هو أول أمر في منهج محبة الله ، للعبد الذي يريد أن يحبه مولاه ، ومثل هذا يدخل في {سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ....... وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ}[2]

    لأنه عندما ينتهي من الصلاة ، يكون معلقا بالصلاة الثانية ، ومترقبها ، ومنتظرها ، وبذلك يكون في صلاة طوال اليوم ، فعندما ينتهي من صلاة الظهر ، ينتظر صلاة العصر ، حتى وهو في عمله ، وعندما ينتهي من صلاة العصر ، ينتظر المغرب ، وهؤلاء يقول فيهم الله {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (9) المؤمنون

    ومثل هذا في صلاة دائمة لأنه في انتظار الصلاة ، ووقته كله مع مولاه جلَّ في علاه


    {1} عن أَبي محذُورةَ رضيَ اللَّهُ عنه في جامع الأحاديث والمراسيل
    {2} صحيح الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه








    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 22-03-2015, 05:10 PM.

  • #2
    أعذار تمنع المؤمن من اداه الصلاه


    أهم ركن ، وأول ركن في منهج القرب من الله ، ونيل محبة الله ، الصلاة لوقتها {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} البقرة238

    وقانتين يعني عابدين ، ولكن بعد المحافظة على الصلاة ، وأي زيادة في العبادات ، وفي الأعمال الصالحات ، لا تصحُّ ولا تجوز إلا بعد إحكام الأساس الأول ، وهو المحافظة على الفرائض في وقتها ، والمحافظة على الصلاة تعني أن العبد يتجهز ، ويتأهل للصلاة ، وينتظر الآذان في بيت مولاه عز وجل ولا ينتظر حتى يؤذن المؤذن ، ويذهب ، لأنه بذلك سيذهب غير متأهل ؟ولذلك تجد جُل الصالحين ، لا يؤذن عليهم الآذان إلا وهم في بيت الله ، مترقبين الصلاة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم {لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ لاَ يَمْنَعَهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ انْتِظَارُ الصَّلاَةِ}[1]

    لماذا؟ لأنني إذا تكلمت مع فلان أو فلان ، وأذن المؤذن ، سأذهب وأنا مشغول بما قيل ، وأفكر فيما أقول ، فكيف إذاًَ يكون شكل هذه الصلاة ؟ لكنني قبل الصلاة يجب علىَّ أن أقطع كل الشواغل الكونية ، وكل المشاغل الدنيوية ، وأتطهَّر ظاهراً وباطناً ، وأذهب إلى بيت ربي ، وأشغل الدقائق المتبقية بذكر الله ، والاستغفار لله أو بتلاوة كتاب الله ، أو بالصلاة والتسليم على سيدنا رسول الله

    فيتجهز القلب للقاء مولاه والمناجاة ، وهذه هي صلاة الأوابين ، إذن لا بد وأن يجهز نفسه قبل الصلاة ، وكان يقول في ذلك الإمام سعيد بن المسيب رضي الله عنه : "بقى لي أربعين عاماً ما أذن علىَّ المؤذن إلا وأنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه من الذي كان يصلي بجوارك ؟ قال : " بقي لي أربعون عاما أصلي ، وما حدثت نفسي يوماً بمن على يميني ولا من على شمالي " ، وذلك لأنه مشغول بالله

    قبلة .العارفين حال .الصلاة وجه مولى منزهاً عن جهات
    وهموا قبلة.له إذ يصلي بحنان عليهموا.للنجاة
    فصلاة له ومنه عليهم أخرجتهم فضلاً من الظلمات


    إذاً الفرائض في وقتها ، وخاصة الصلاة الشهودية ، التي قال فيها رب البرية {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} الإسراء78

    إنها صلاة شهود وجه الله ، وشهود أنوار حَبيبه ومُصطفاه ، وشهود كنوز فضل الله ، وشهود خزن عطاءات الله وهي تفتح لعباد الله ، لأنه وقت توزيع الأرزاق الحسية والمعنوية على الصالحين من عباد الله ، ويكفي فيها قول الحَبيب المًُصطفى صلى الله عليه وسلم {من صلى لله أربعين يوماً في جماعةٍ يدرك التكبيرةَ الأُولى ، كُتِبَ لهُ براءَتَان: بَراءَةٌ مِنْ النَّارِ، وبراءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ} وفى رواية {من صلَّى الفجر في جماعة}[2]

    وهذا تعهد من الحَبيب المَحبوب ، وقد كنا في رمضان محافظين على الفجر في وقته ، وفي الأعمال كان أغلبنا يتوضأ ويتجهز قبل آذان الظهر لكي يصلي الظهر ، وكنا محافظين على المواعيد ، لماذا كان ذلك في رمضان فقط ؟

    نحن يا أحباب لسنا رمضانيين - أي موسميين – ومن معه عقد موسمي فليس له شيء عند الله ، فرمضان كشعبان وشوال بالنسبة لفرائض الله لأن ذلك هو باب الفتح الأعظم من الله للصالحين من عباد الله فيلزم أن نحافظ على الفرائض في وقتها ، والفرائض كما وضحت ؛ يلزم أن يتجهز لها المؤمن قبل الآذان


    {1} عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ في .جامع الأحاديث و المراسيل
    {2} سنن الترمذي عن أنسٍ بنِ مالكٍ رضي الله عنه




    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 07-02-2014, 05:04 PM. سبب آخر: حذف روابط..وفقك الله

    تعليق


    • #3
      رد: الاعذار التى تمنع المؤمن من اداه الصلاه

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
      جزاك الله خيراً أخي محمد
      وفقك الله لما يُحِب ويرضى


      قال الحسن البصري - رحمه الله :
      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


      تعليق


      • #4
        رد: الاعذار التى تمنع المؤمن من اداه الصلاه

        موضوع هام ماشاء الله

        جزاكم الله خيراً ونفع بكم
        لا تدع مصاعب الحياة تسلب منك أجمل ما فيك !
        بل اسلب من آلامها التى تُميتك أمالك التى تُحييك ..}
        فالألم والأمل حروفهما واحدة ,, فقط تحتاج للترتيب !

        تعليق

        يعمل...
        X