وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزانا وإياكم الفجر الصادق : هو عند بداية شعاع الشمس بالظهور معترضا في الأفق أي عرضا )،
والفجر الكاذب : هو بداية شعاع الشمس بالظهور ، لكن بشكل طولي ، وهو قبل الصادق بحوالي عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة ، والفجر الصادق هو بداية وقت صلاة الصبح . المعجم: مصطلحات فقهية
الفجر فجران فجر صادق وفجر كاذب
السؤال :
شيخنا الفاضل لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح في وقت الغلس أو في الاصفرار، أما نحن ففي مسجدنا نصلي قبل الغلس بساعة والله يقول: (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) ومن شروط قبول الصلاة: دخول الوقت ونحن نصلي قبل الوقت، فماذا نفعل؟ حفظكم الله. الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأولا: نبين للسائل ملحوظة وهو قوله في السؤال: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح في وقت الغلس أو في الاصفرار
فنقول له: (قوله في الغلس) نعم قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه : أنه كان يصلي الصبح بغلس. رواه البخاري ومسلم وأبو داود. وكذا من حديث أبي مسعود الأنصاري: أنه صلى الله عليه وسلم صلى الصبح مرة بغلس. رواه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الخطابي وحسنه النووي والألباني في الإرواء.
أما قولك: (أو في الاصفرار) فإن كنت تقصد: الإسفار, فالصلاة فيه جائزة لكن الأفضل تقديمها في أول الوقت عند جمهور العلماء، ولم يثبت فيما نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر الفجر إلى الإسفار إلا مرة واحدة ثم عاد إلى التغليس حتى مات، روى ذلك أبو داود وحسنه النووي. وقوله صلى الله عليه وسلم: أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر. تأوله الجمهور بأن المراد بالإسفار طلوع الفجر وهو ظهوره. أما الإجابة عن سؤال السائل: فقد أجمعت الأمة على أن وقت الصبح يبدأ بطلوع الفجر الصادق -الفجر الثاني- ويمتد إلى طلوع الشمس. كما في المجموع للنووي. والفجر فجران فجر صادق وفجر كاذب، فالفجر الكاذب يسمى الفجر الأول وعلامته أن يطلع مستطيلا كذنب السرحان -وهو الذئب- ثم يغيب، ثم يطلع الفجر الصادق وعلامته أن يكون معترضا بالأفق أي منتشرا ويزداد ضوؤه حتى تطلع الشمس. ومن شروط صحة الصلاة دخول وقتها، ومن صلى ولم يتحقق دخول وقتها بعلم أو غلبة ظن لم تصح صلاته، فعلى السائل أن يتحرى الوقت ويصلي الصلاة بعد دخوله. وقد من الله علينا في هذه الأزمنة بسهولة معرفة أوقات الصلوات عن طريق الساعة المستخدمة لضبط الوقت. وراجع للفائدة الفتوى ذات الأرقام التالية: 15043، 63988، 55960. والله أعلم. الاسلام ويب
============= السؤال: وقت الفجر الصادق ما هي الطرق التي أستطيع بها معرفة الفجر الصادق ؟ أجتهد صباحاً في تحري الفجر الصادق , وذلك لمعرفة وقت الصلاة والإمساك ، وذلك لي ولأصدقائي ، لأني أقيم في الصين , والمسلمون هنا يعتمدون التوقيت من الإنترنت , لكنه غير دقيق ، وبناء عليه فهم يصلون الفجر قبل دخول الوقت ، ولكن فيما لو لم أستطع ضبط التوقيت بشكل صحيح ( لأني أقربه إلى حين ذهاب العتمة وظهور الضوء ) ، فهل عليَّ إثم في ذلك ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
نسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على تحريك الحق والصواب في عبادتك ، ونسأله تعالى أن يوفقك ويزيدك من فضله على حبك للعلم وحرصك على التعلم .
واعلم أن الفجر فجران : فجر كاذب لا يدخل معه وقت صلاة الفجر ، ولا يمنع من الطعام والشراب والجماع لمن أراد الصوم ، وفجر صادق ، وهو الذي يدخل معه وقت صلاة الفجر ، ويمنع من الطعام والشراب والجماع في الصيام ، وهو المقصود بقوله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) البقرة/187.
وقد صرَّح النبي صلى الله عليه وسلم بالفرق بينهما في أحاديث كثيرة ، بعضها في التفريق بينهما من حيث الأوصاف ، وبعضها الآخر من حيث التفريق بينهما في الأحكام ، وبعضها جمعت بين الأوصاف والأحكام .
انظر هذه الأحاديث في جواب السؤال رقم ( 26763 ) .
وقد جاء التفريق واضحاً بين الفجرين في كلام الصحابة ، والتابعين ، ومن بعدهم من أئمة العلم .
قال ابن كثير رحمه الله :
"وقال عبد الرزاق : أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال : سمعت ابن عباس يقول : هما فجران ، فأما الذي يسطع في السماء : فليس يُحِلّ ولا يحرِّم شيئاً ، ولكن الفجر الذي يستبين على رؤوس الجبال هو الذي يحرّم الشراب .
قال عطاء : فأما إذا سطع سطوعاً في السماء - وسطوعه أن يذهب في السماء طولاً - : فإنه لا يحرم به شراب لصيام ولا صلاة ، ولا يفوت به حج ، ولكن إذا انتشر على رؤوس الجبال : حرم الشراب للصيَّام ، وفات الحج .
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس وعطاء ، وهكذا رُوي عن غير واحد من السلف رحمهم الله" .
" تفسير ابن كثير " ( 1 / 516 )
وقال ابن قدامة رحمه الله :
"وجملته : أن وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثاني إجماعاً ، وقد دلَّت عليه أخبار المواقيت ، وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق ، ويسمَّى " الفجر الصادق " ؛ لأنَّه صدقك عن الصبح وبيَّنه لك ، والصبح ما جمع بياضاً وحمْرة ، ومنه سمِّي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة : "أصبح"
فأما الفجر الأول : فهو البياض المستدق صعداً من غير اعتراض فلا يتعلق به حكم ، ويسمَّى " الفجر الكاذب " ثم لا يزال وقت الاختيار إلى أن يسفر النهار .
" المغني " ( 1 / 232 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"وذكر العلماء أن بينه - أي : الفجر الكاذب - وبين الثاني ثلاثة فروق :
الفرق الأول : أن الفجر الأول ممتد لا معترض ، أي : ممتد طولاً من الشرق إلى الغرب ، والثاني : معترض من الشمال إلى الجنوب .
الفرق الثاني : أن الفجر الأول يظلم ، أي : يكون هذا النور لمدة قصيرة ثم يظلم ، والفجر الثاني : لا يظلم بل يزداد نوراً وإضاءة .
الفرق الثالث : أن الفجر الثاني متصل بالأفق ليس بينه وبين الأفق ظلمة ، والفجر الأول منقطع عن الأفق بينه وبين الأفق ظلمة .
وهل يترتب على الفجر الأول شيء ؟ لا يترتب عليه شيء من الأمور الشرعيَّة أبداً ، لا إمساك في صوم ، ولا حل صلاة فجر ، فالأحكام مرتبة على الفجر الثاني" انتهى .
" الشرح الممتع " ( 2 / 107 ، 108 ) .
ثانياً :
وأما ما يوجد في التقاويم فإنه ليس مصدر ثقة في معرفة وقت صلاة الفجر ، فقد ثبت خطأ هذه التقاويم .
فالواجب عليكم عدم اعتماد التقاويم في معرفة صلاة الفجر ، وعليكم تحري الوقت الصحيح بما ذكرناه لك من فروق بين الفجر الكاذب والصادق ، وإذا لم تستطع النظر في كل يوم في السماء : فإنه يمكنك وضع وقت احتياطي بعد أذان التقويم ، وبلادنا يختلف فيها هذا الوقت من بلد لآخر ، ومن فصل لآخر ، فيمكنك اعتماد وقت " نصف ساعة " مثلاً لتصلي فيه الفجر ، على أن تحتاط في الإمساك عن الطعام والشراب قبل ذلك .
ويمكنكم وضع تقويم صحيح لتعتمده الأجيال بعدكم بعد أن تتحروا الفجر الصادق خلال عام كامل ، وفي أوقات متفرقة ، عسى أن يكتب لكم أجر تصحيح عبادات المسلمين .
وعلى هذا ، فإذا أمكنكم متابعة وقت الفجر بأنفسكم ، فإنكم تعملون بذلك في الصلاة والصيام ، وإن لم يمكن ، فإنكم لا تصلون حتى يغلب على ظنكم دخول وقت الصلاة .
وأما في الصيام فلكم أن تأكلوا وتشربوا حتى تتيقنوا طلوع الفجر ، لقوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ) البقرة/187 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" فما دام لم يتيقن أن الفجر قد طلع فله الأكل ولو كان شاكاً حتى يتيقن" انتهى .
"فتاوى الصيام" (ص299) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الفجر "والفجر" هو النـور الساطـع الذي يكون في الأفق الشرقي قرب طلوع الشمس، وبينـه وبين طلوع الشمس ما بين ساعة واثنتين وثلاثين دقيقة، إلى ساعة وسبع عشرة دقيقة، ويختلف باختلاف الفصول، فأحياناً تطول الحصة ما بين الفجر وطلوع الشمس، وأحياناً تقصر حسب الفصول، والفجر فجران: فجر صادق، وفجر كاذب، والمقصود بالفجر هنا الفجر الصادق، والفرق بين الفجر الصادق والكاذب من ثلاثة وجوه:
الفرق الأول: الفجر الكاذب يكون مستطيلاً في السماء ليس عرضاً ولكنه طولاً، وأما الفجر الصادق يكون عرضاً يمتد من الشمال إلى الجنوب. الفرق الثاني: أن الفجر الصادق لا ظلمة بعده، بل يزداد الضياء حتى تطلع الشمس، وأما الفجر الكاذب فإنه يحدث بعده ظلمة بعد أن يكون هذا الضياء، ولهذا سمي كاذباً؛ لأنه يضمحل ويزول. الفرق الثالث: أن الفجر الصادق متصل بالأفق، أما الفجر الكاذب فبينه وبين الأفق ظلمة، هذه ثلاثة فروق آفاقية حسية يعرفها الناس إذا كانوا في البر، أما في المدن فلا يعرفون ذلك، لأن الأنوار تحجب هذه العلامات. وأقسم الله بالفجر لأنه ابتداء النهار، وهو انتقال من ظلمة دامسة إلى فجر ساطع، وأقسم الله به لأنه لا يقدر على الإتيان بهذا الفجر إلا الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى: "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ" [القصص: 71] وأقسم الله بالفجر لأنه يترتب عليه أحكام شرعية، مثل: إمساك الصائم، فإنه إذا طلع الفجر وجب على الصائم أن يمسك إذا كان صومه فرضاً أو نفلاً إذا أراد أن يتم صومه، ويترتب عليه أيضاً: دخول وقت صلاة الفجر، وهما حكمان شرعيان عظيمان، أهمهما دخول وقت الصلاة، أي أنه يجب أن نراعي الفجر من أجل دخول وقت الصلاة أكثر مما نراعيه من أجل الإمساك في حالة الصوم، لأننا في الإمساك عن المفطرات في الصيام لو فرضنا أننا أخطأنا فإننا بنينا على أصل وهو بقاء الليل، لكن في الصلاة لو أخطأنا وصلينا قبل الفجر لم نكن بنينا على أصل، لأن الأصل بقاء الليل وعدم دخول وقت الصلاة، ولهذا لو أن الإنسان صلى الفجر قبل دخول وقت الصلاة بدقيقة واحدة فصلاته نفل ولا تبرأ بها ذمته، ومن ثَمَّ ندعوكم إلى ملاحظة هذه المسألة، أعني العناية بدخول وقت صلاة الفجر، لأن كثيراً من المؤذنين يؤذنون قبل الفجر وهذا غلط، لأن الأذان قبل الوقت ليس بمشروع لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم»(127)، ويكون حضور الصلاة إذا دخل وقتها، فلو أذن الإنسان قبل دخول وقت الصلاة فأذانه غير صحيح يجب عليه الإعادة، والعناية بدخول الفجر مهمة جداً من أجل مراعاة وقت الصلاة.
أصلي الفجر في المسجد، فقيل لي إنهم في هذا المسجد يصلون عند الفجر الكاذب، وقد نصحني بعض الإخوة بالصلاة مع الجماعة وإعادتها بعد ذلك عملا بفتوى الشيخ الألباني، فهل هذا الفعل جائز؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب على سؤال مشابه بالفتوى رقم: 207610، وبُيِن فيها أن العبرة بالعلامات لا التقاويم المجهولة، لكن يمكن الاستئناس بها، ويمكن الاعتماد على التقاويم التي قام بها الثقات.
وأما فتوى العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ فلم نطلع عليها، ولكن جاء في السلسلة الصحيحة له ـ رحمه الله: واعلم أنه لا منافاة بين وصفه صلى الله عليه وسلم لضوء الفجر الصادق بالأحمر ووصفه تعالى إياه بقوله: الخيط الأبيض ـ لأن المراد ـ والله أعلم ـ بياض مشوب بحمرة، أو تارة يكون أبيض، وتارة يكون أحمر، يختلف ذلك باختلاف الفصول والمطالع، وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً من داري في جبل هملان جنوب شرق عمان، ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يُرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضا، وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، وهم يؤذنون قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة قبل وقتها في شهر رمضان.
وإن كان ما ذكره الشيخ من الخطأ في التوقيت، لا يلزم أنه في جميع البلاد، ولا أنه بنفس الدرجة، ولكن بخصوص كونك من بلاد المغرب، فأنقل لك فتوى بعض علمائها من باب الفائدة والمزيد من الاطلاع على ما قد أثير في مسألة الخطإ في وقت الأذان: جاء في كتاب بيان الفجر الصادق، للشيخ محمد تقي الدين الهلالي: فيقول أفقر العباد إلى رحمة الكبير المتعالي محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي: قضيت شبابي وكهولتي وبعض شيخوختي في الشرق، ولما رجعت إلى المغرب ... سنة 1379 اكتشفت بما لا مزيد عليه من البحث والتدقيق والمشاهدة المتكررة من صحاح البصر وأنا معه لأني كنت في ذلك الوقت أبصر الفجر بدون التباس أن التوقيت المغربي لأذان الصبح لا يتفق مع التوقيت الشرعي، وذلك أن المؤذن يؤذن قبل تبين الفجر تبيناً شرعيا، فأذانه في ذلك الوقت لا يحلصلاة الصبح ولا يحرم طعاماً على الصائم، وصرت أُفتي بذلك وأعمل به إلى يومنا هذا، وفي رمضان من هذه السنة سنة 1394 حدث تشويش عند إخواننا السلفيين وسببه أن بعض الإخوان من أهل الوعظ والإرشاد زار المغرب في رمضان، فزعم قوم ممن رافقوه أنه شاهد الفجر الشرعيَّ مطابقاً للتوقيت المغربي، وحدثني الثقة أنه وجد بين الفجر الشرعي المشاهد بالعيان وبين التوقيت المغربي وكان في الفضاء خارج المدينة ـ 13ـ دقيقة أو ـ 15ـ دقيقة ـ شك هو نفسه ـ فهذا الخبر متناقض عن شخص واحد، فإن كان ما حدثوا به عنه صحيحاً من مطابقة تبين الفجر الشرعي للتوقيت المغربي فهو خطأ عند كل من يعرف الفجر الشرعي وله بصر يبصر به، ولا يخفى أن أهل البلاد التي يكثر فيها الغيم والضباب لا يعرفون الفجر، وكذلك الذين لم يُعنوا من أهل الصحراء وأراد معرفة الفجر الشرعي فلا بد له من أمرين:
أحدهما أن يدرس الأحاديث النبوية التي تفرق بين الفجر الكاذب والفجر الصادق وأقوال الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين.
الثاني: أن يكون ممن اعتاد رؤية الفجر لكونه مؤذناً، أو لكثرة أسفاره في البراري، ولبيان الأمر الأول، أشرع في تأليف هذا الكتاب وأسميه: بيان الفجر الصادق...
قال في آخره: وأوسط الأقوال الذي نفتي به ونعمل به أخذاً من هذه الأحاديث كلها: أن الفجر الصادق الذي يحرم الطعام على الصائم ويحل الصلاة هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الفجر الأحمر أي: الذي يشوب بياضه حمرة المعترض في الأفق، الذي يملأ البيوت والطرقات ولا يختلف فيه أحد من الناس، يشترك في معرفته جميع الناس، وأما غير ذلك كالفجر الذي يعينه المؤقت المغربي فإنه باطل لا يحرم طعاماً على الصائم ولا يحل صلاة الصبح ونحن نتأخر بعده أكثر من نصف ساعة حتى يتبين الفجر الصادق، فهذا الذي ندين الله به.
قال محقق هذه الرسالة: أبو الفضل عمر بن مسعود الحدوشي: لقد خرجت إلى البادية لأتأكد من صحة ما قال الدكتور فتأكدت، وأقسم عليها غير حانث أن معظم المغاربة لا يصلون صلاة الصبح في وقتها الشرعي، فاخرج وتأكد.
وقد قدم للكتاب الشيخ أبو أويس محمد بو خبزة الحسني رئيس جمعية الإمام أبي القاسم الشاطبي في ذي القعدة 18ـ1422هـ ، ولا ندري ما الحال بعدها؟.
وقد نشرت مجلة الأزهر قديماً بحثاً للشيخ محمد علي الكليب تناول فيه سبب خطأ التقاويم في حساب ميقات الفجر، وقال الشيخ ابن عثيمين: وقد حدثني أناس كثيرون ممن يعيشون في البر وليس حولهم أنوار أنهم لا يشاهدون الفجر إلا بعد هذا التقويم بثلث ساعة أي: عشرين دقيقة، أو ربع ساعة أحياناً.
وقال الشيخ أيضاً: فإذا كنت في برٍ، وليس حولك أنوار تمنع الرؤية ولا قَتر، فإذا رأيت البياض ممتداً من الشمال إلى الجنوب فقد طلع الفجر، ودخل وقت الصلاة، أما قبل أن يتبين فلا تُصلِّ الفجر.
وجاء في رسالة القول القويم في الصلاة حسب التقويم لأبي بكر أحمد العدوي عن دراسة قام بها بعض اللجان في مصر بتكليف من شيخ الأزهر وقتها ـ جاد الحق رحمه الله: وقد أسفرت هذه الدراسات والتجارب على مدى عامين عن أن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي:64 دقيقة ـ في أسوان والمناطق المحيطة بها أما في باقي أنحاء الجمهورية: فإن الفجر الصادق يكون قبل شروق الشمس بحوالي:57 دقيقة.
وهذه الدراسة نشرتها جريدة اللواء الإسلامي في 19جمادى الآخرة 1409هـ الموافق 29ـ 12ـ 1988.
فحاول الاحتياط، ولو ثلث ساعة، كما ذكر العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ وأما بخصوص: الصلاة مع الجماعة وإعادتها بعد ذلك ـ فالأصل عدم جواز إعادة الصلاة، إلا في حالات مخصوصة، وراجع الفتوى رقم: 16396.
فإذا كنت في شك من عدم صحة الصلاة، لكونهم يصلون قبل أن يطلع الفجر الصادق، فلا تصل معهم إلا إن خشيت أن تُتهم، فصلِ بنية النافلة، وصل الفريضة بعدها وحدك، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا؟ أَوْ يُمِيتُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ، فَصَلِّ، فَإِنَّهَا لَكَ نَافِلَةٌ. رواه مسلم.
الله المستعان
جزاكم الله خيرا
معظم المساجد هنا تصلى فى الميعاد الخطا
الا مسجد واحد وهو بعيد عنا ولكن الله المستعان
جزاكم الله خيرا كثيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين
تعليق