السؤال: ما هي المدة التي يمكننا مكثها قبل الغسل من الوطء؟ فقد سمعنا أنه يحرم علينا القيام بأي عمل مثل المشي أو طبخ الطعام ما لم نغتسل من الجنابة. هل يمكن تأخير الغسل إلى أن يحين وقت الصلاة التالية؟
والله يثيبك على جهودك.
الجواب: الحمد لله.. ليس هناك مدة معيّنة لمكث المرأة جنبا قبل الاغتسال إنما ذلك مرتبط بأداء الصلاة وغيرها من العبادات المشترطة فيها الطهارة، فلا بأس من تأخير الغسل إلى أن يحين وقت الصّلاة التالية ما دامت الصلاة التي قبلها قد أُدّيت على طهارة لكن يُندب للإنسان المسلم أن يعجّل بالاغتسال لكي يكون دائما على طهارة كما هي السنّة ولأنّ الملائكة لا تقرب الجُنُب كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ (وهو الرجل المتلطّخ بطيب فيه زعفران لما في ذلك من الرّعونة والتشبّه بالنساء: فيض القدير 3 325) وَالْجُنُبُ إِلا أَنْ يَتَوَضَّأَ " رواه أبو داود 4180 وحسنه الألباني في صحيح أبي داود 3522
فإذا انشغلت المرأة ولم يتيسّر لها الغسل من الجنابة بعد الوطء مباشرة فلا يضرّها ذلك ولا تكون نجسة ويكفيها الوضوء لتخفيف الجنابة وحتى تقربها الملائكة.
وما يزعمه بعض الناس من أنه يَحرم على المرأة الجنب مس الأشياء والقيام ببعض الأمور فكل ذلك بدعة من القول وزور ليس له أصل في الدين، وإنما قام هذا الاعتقاد الفاسد على الأحاديث المكذوبة والموضوعة الواردة في هذا الباب، قال الشيخ الشقيري رحمه الله: وكذا من الأباطيل اعتقاد النساء أن المرأة الجُنُب إن باشرت عجن العجين فسَد بسبب جنابتها، وأنّ البركة تضيع من كلّ شيء تضع يدها فيه. " السنن والمبتدعات ص: 31.
وقد ورد إلى اللجنة الدائمة والبحوث نحو السؤال المذكور أعلاه (5 318- الفتاوى) وهذا نص الجواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد
نعم يجوز للجنب قبل أن يغتسل لمس الأشياء من أثواب وأطباق وقدور ونحوها سواء كان رجلًا أم امرأة لأنه ليس بنجس ولا يتنجس ما لمسه منها بلمسه إياه لما ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأيام فانخس منه ثم رجع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أين كنت يا أبا هريرة " فقال: "إني كنت جنبًا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله إن المسلم لا ينجس "رواه البخاري 1 333
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وأله وصحبه وسلم.
الكاتب: الشيخ محمد صالح المنجد
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
منقول
تعليق