آداب وأذكار عند نزول المطر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :
فقد كان في الشرع آداب لنزول المطر، فإذا اشتدت الريح ينبغي أن يتذكر العبد عقاب الله، فيسأله الرحمة، قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك، فسألته فقال: «إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي. ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا» رواه مسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى ناشئا في أفق السماء [سحابا لم يتكامل اجتماعه] ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من شرها» فإن مطر قال: «اللهم صيبا هنيئا» رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني
ومن السنة التعرض للمطر بالبدن، قال أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، فحسر رسول الله ثوبه [كشف بعض بدنه]
مسائل أهل العلم عند نزول المطر
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى.. بعد:
فهذه مسائل من أهل العلم حول الأحكام الخاصة عند نزول المطر.. نبدأ بسم الله:
1- ماذا يستحب عند نزول المطر؟
قال الشيخ ابن باز: يستحب أن يقول المسلم: «اللهم صيبا نافعا مطرنا بفضل الله ورحمته» هكذا علم النبي الأمة عليه الصلاة والسلام أن يقولوا هكذا. (13-64)
2- هل يستحب كشف شيء من الجسد؟
قال الشيخ ابن باز: يكشف المرء بعض الشيء من جسده كذراعه أو رأسه حتى يصيبه المطر، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم. (13-64).
قال الشيخ ابن عثيمين: من السنة إذا نزل المطر أن يخرج الإنسان شيئا من بدنه ليصيبه المطر، وليس ذلك خاصا بالرأس. (16-363)
3- ماذا يقول المسلم عند سماع الرعد؟
قال الشيخ ابن باز: إذا سمع الرعد يقول: «سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته» جاء هذا عن الزبير وعن بعض السلف. (13-86)
4- حكم اعتقاد نجم معين سبب لنزول المطر؟
قال الشيخ ابن باز: هذا شيء لا أصل له بل هو منكر ولا يجوز اعتقاده. (28-359).
5- عندما ينزل المطر ويكون فيه مضرة ماذا يقال؟
قال الشيخ ابن باز: فإذا حصل فيه مضرة يقال: «اللهم حوالينا ولاعلينا، اللهم على الآكام والظراب» الحديث (28- 125).
6- هل توقعات خبراء الأرصاد الجوية تدخل في علم الغيب؟
ذكرت اللجنة الدائمة: توقعات أهل الأرصاد الجوية لا تخرج عن الحدس والظن، فإن صدق قولهم فبما أطلعهم الله عليه من الظواهر والبوادر، وإن لم يصدق قولهم، فلأن تلك الظواهر لم تكن على ما حللوه من خبرها. (1-241).
7- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم حوالينا ولاعلينا؟
قال الشيخ ابن عثيمين:«حوالينا» أي: حوالي المدينة. «ولا علينا»، أي: ولا على المدينة التي خيف أن تتهدم من كثرة الأمطار. (5-226).
8- عيش هذه الأيام بين أمطار وخيرات.. السؤال: متى يجمع؟ وما هي الأوقات التي تجمع فيها الصلوات؟
قال الشيخ ابن عثيمين: إذا تحقق العذر فالجمع أفضل، وإذا علمنا أنه لا عذر فالجمع حرام، وإذا شككنا فالجمع حرام؛ لأن الأصل هو وجوب فعل الصلاة في أوقاتها، وأما نية الجمع ليس بشرط، فمتى وجد السبب ولو بعد الصلاة الأولى، جَمَعَ. (لقاء الباب المفتوح 113 / 15)
المرجع/ (مجموع الفتاوى الشيخ بن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة والشرح الممتع)
سنن قولية وفعلية عند نزول المطر
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد..
فهذه مجموعة من السنن القولية والفعلية يستحب أداؤها عند نزول المطر وأثناء نزوله وبعده، وحريٌ بكل محب للخير لنفسه أن يحرص عليها وأن يعلمها لمن حوله:
عند أول نزول المطر
أن تقول: «اللهم صيـباً نافعاً» فعن عائشة رضي الله عنها أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: «اللهم صيـباً نافعاً» رواه البخاري
فلعل دعوة صادقة منك تدفع ضرراً عن المسلمين من ذلك المطر وتجلب لهم به خيراً، هذا فضلاً عن أجر فعل هذه السنة.
وورد أيضاً أن تقول : «رحمة» لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رأى المطر «رحمة» رواه مسلم
أثناء نزول المطر
أن تقف تحت المطر وتحسر عن شيء من ملابسك ليصيب المطر جسدك رجاء البركة ، لحديث أنس رضي الله تعالى عنه قال: «أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال : لأنه حديث عهد بربه تعالى» رواه مسلم
قال النووي : قوله معنى حسر كشف: أي كشف بعض بدنه.
ومعنى حديث عهد بربه أي: قريب العهد من عند ربه ولم يخالطه ما يغسل به ايدي الظالمة واكف العادية. [الدرر السنية اجوبة النجدية ]
أثناء نزول المطر
أن تدعو الله تعالى وتسأله من خيري الدنيا والآخرة فإن ذلك موضع إجابة لأنه يوافق نزول رحمة من رحمات الله عز وجل، ففي الحديث «ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر» رواه الحاكم وحسنه الالباني
إذا كثر المطر وخيف ضرره
يسن أن يقول: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال، والآجام والظراب، والأودية ومنابت الشجر» رواه البخاري
عند سماع صوت الرعد
ويسن أن يقول عند سماع صوت الرعد ما كان ابن الزبير رضي الله عنه يقول إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته» رواه مالك والبخاري في الأدب
بعد نزول المطر
أن تقول: «مطرنا بفضل الله ورحمته» كما في الحديث الطويل وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «هل تدرون ماذا قال ربُّكم؟ … فأما مَن قال: مُطِرْنا بفضلِ اللهِ ورحمتِه، فذلك مؤمنٌ بي وكافرٌ بالكوكبِ »
تعليق