الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ....وبعد...
_فكما نعلم جميعاً أن الصلاة هى ركن الإسلام الأعظم ،ولا حظ في الإسلام من لا حظ له في الصلاة
فهى صله العبد الفقير الحقير الذليل برب العالمين ذى الجلال والإكرام ،مالك الملك والملكوت،.....
فما أعظمها من عبادة وما أجلها من صلة لا يفرط فيها إلا جاهل بمقام ربه عزوجل .....
_ومن ثم لا بد أن يحرص كلٍ منا على الإهتمام بالصلاة أيما إهتمام ويحرص عليها أشد ما يكون الحرص حتى لا نضيع ونهلك ......
_ولما كان الخشوع هو روح الصلاة فقد كتبت هذا الموضوع الذى يساعدنا_بعون الله_على الخشوع..
_الموضوع يشمل ""بيان وتفصيل ما ينبغى أن يحضر في القلب عند كل ركن وشرط من أعمال الصلاة"....وهذا طبعاً مكمل ""لمعرفة شروط الصلاة وأركانها ""من الناحية الفقهية....الله المستعان.
***البداية ::
*إذا سمعت نداء المؤذن فأحضر في قلبك هول النداء يوم القيامة ،وسارع بظاهرك وباطنك للإجابة والمسارعة ،فإن المسارعين إلى هذا النداء هم الذين يُنادون باللطف يوم العرض الأكبر ،فاعرض
قلبك على هذا النداء ....فإن وجدته مملءاً بالفرح والإستبشار مشحوناً بالرغبة إلى الإبتدار ،فاعلم
"أنه يأتيك النداء بالبشرى والفوز يوم القضاء ،ولذلك قال حبيبنا المصطفى((أرحنا بها يا بلال)))
أى أرحنا بها وبالنداء إليها إذ كان قرة عينه فيها _بأبى هو وأمى_.....
***الطهارة:::
*فإذا أتيت بها في مكانك وهو "ظرفك الأبعد"....ثم في ثيابك وهى "غلافك الأقرب"....ثم في بشرتك
وهى"قشرك الأدنى" فلا تغفل عن لُبَك الذى هو ذاتك وهو"قلبك".....فاجتهد له تطهيراً بالتوبة والندم
على ما فرَطت ،وتصميم العزم على الترك في المستقبل ،فطهر بها باطنك ...فإنه موضع نظر معبودك...
***ستر العورة::
*فاعلم أن معناه::تغطية مقابح بدنك عن أبصار الخلق ....فإن ظاهر بدنك موقع لنظر الخلق ....
فما بالك بعورات باطنك وفضائح سرائرك التى لا يطَلع عليها إلا ربك_عزوجل_!!!!!!
فأحضر تلك الفضائح ببالك وطالب نفسك بسترها ....وتحقق أنه لا يسترك عن عين الله _سبحانه _
ساتر ....وإنما يغفرها الندم والتوبة والحياء والخوف.....فتستفيد باستحضارها في قلبك :""انبعاث
جنود الخوف والحياء من مكامنهما ويستكين قلبك خجلاً من مولاك"".....وتقوم بين يدى الله _سبحانه
قيام العبد المجرم المسيىء الأبق الذى ندم فرجع إلى مولاه ناكساً رأسه من الحياء.....
***استقبال القبلة::
*فهو::صرف ظاهر وجهك عن سائر الجهات إلى "جهة البيت الحرام".....ولكن ...أتظن أن صرف
القلب عن سائر الأمور إلى الله _عزوجل_ليس مطلوباً منك؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
_هيهات هيهات !!!!!!!!
_فلا مطلوب سواه((أى التوجه إلى الله بقلبك))....وإنما هذه الظواهر تحريكات البواطن وضبط
للجوارح وتسكين لها بالإثبات في جهة واحدة حتى لا تبغى على القلب....فإنها إذا بغت على القلب
تبعها القلب وانقلبت به عن وجه الله _عزوجل_ فليكن وجه قلبك مع وجه بدنك......
***الاعتدال قائماً:::
*فإنما هو ::مثول بالشخص والقلب بين يدى الله _عزوجل_،فليكن "رأسك" الذى هو أرفع أعضائك
مطُأطأً منُكساً.......،وليكن وضع الرأس عن ارتفاعه "تنبيهاً على إلزام القلب التواضع والتذلل
والتخلى عن التكبر والعجب"".....وليكن على ذكرك في هذه اللحظة ""خطر القيام بين يدى الله الملك
في هول الوقوف للعرض والسؤال"".....واعلم أنك قائم بين يدى الله_عزوجل_ وهو مطلعٌ عليك ،فقم
بين يديه قيامك بين يدى بعض ملوك الزمان ""إن كنت تعجز عن معرفة قدره جلَ جلاله"".....
_بل استحضر في دوام قيامك في صلاتك أنك ملحوظ ومرقوب بعين رجل صالح من أهلك أو ممن
ترغب في أن يعرفك بالصلاح.....فإنه تهدأ عند ذلك أطرافك وتخشع جوارحك وتسكن جميع أجزائك
خشية أن ينسبك ذلك العاجز المسكين إلى "قلة الخشوع".....
_وإذا أحسست من نفسك خشوعاً "عند ملاحظة عبد مسكين" فعاتب نفسك وقل لها:::::
""إنك تدعين معرفة الله وحبه ...أفلا تستحين من استجرائك عليه مع توقيرك عبداً من عباده؟؟؟!!!
يا نفس!!!!!...أو تخشين الناس ولا تخشين الله وهو أحق من يخشى؟؟؟؟؟؟!!!!!!!""......
***النية:::
*فاعزم على إجابة الله_عزوجل_ في امتثال أمره بالصلاة وإتمامها والكف عن نواقضها ومفسداتها
وإخلاص جميع ذلك لوجه الله تعالى رجاء لثوابه ،وخوفاً من عقابه، وطلباً للقربة منه....
_واستشعر منة الله الكبرى أن أذن لعبدٍ مثلك أن يناجيه مع سوء أدبك وكثرة عصيانك....وعظم في
نفسك قدر مناجاته ...وانظر من تناجى وبماذا تناجى؟؟؟؟؟؟
_وعند هذا ينبغى أن يعرق جبينك من الخجل وترتعد فرائصك من الهيبة ويصفر وجهك من الخوف!!
الله أسأل أن يرزقنا حلاوة الخشوع ولذة المناجاة .....
يتبع إن شاء الله تعالى وقدر....
تعليق