الشخصية الظنانية (الشك)
صديقي يتوهم أنه يعيش حياة غير حقيقية وأنها أشبه بالحلم!!
2012-10-10 08:39:10 | رقم الإستشارة: 2153040صديقي يتوهم أنه يعيش حياة غير حقيقية وأنها أشبه بالحلم!!
د. محمد عبد العليم
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي صديق عمره (21) عاماً، يقرأ القرآن بشكل طبيعي، يعاني من الوهم، يقول إنه يفكر أنه يعيش حياة وهمية، أشبه بالحلم، وأيضاً تراوده أحلام وتتحقق، ويقول أحياناً يفكر أن أهله غير حقيقيين، وأنه يعيش عندهم من باب الكفالة ! وأيضاً من أعراض مرضه يقول إذا ذهب إلى مكان وعاد، يفكر أنه حلم ولم يذهب، ما هو الحل يا دكتور؟ جزاك الله كل خير، ورزقك الجنة بدون حساب ولا سابق عذاب.
الإجابــة
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك أخي الكريم على اهتمامك بأمر هذا الصديق، وأسأل الله تعالى أن يجعلك سبباً في شفائه وتخلصه من هذه الأعراض.
أنت ذكرت أن هذا الأخ شفاه الله تأتيه هذه التوهمات، وأنا حين تدارستها فكرت في شيئين:
الأول: هل هو فعلاً يعاني من توهم؟ وهو ما يسمى في الطب النفسي بالمرض الزواري، أو التفكير الانتهاضي، أو ما يسميه البعض بمرض الفصام الباروني، ويسمى أيضاً بمرض الظنان.
والشيء الآخر من حيث التشخيص: هو الوساوس القهرية، وهي أيضاً قد تأتي في شكل أفكار توهمية قريبة تستحوذ على الإنسان، ويعرف الإنسان سخفها ويحاول أن يطردها ويتخلص منها، لكن يجد صعوبة في ذلك، ولاشك أن مرض الوساوس يعتبر أخفى كثيراً من مرض الظنان الزواري، وأنا أعتقد أن هذا الأخ يعاني من مرض الوسواس، وليس أكثر من ذلك، وهذه الظنانية التي يعاني منها هي نوع من الوساوس القهرية.
أخي الكريم: هذه يمكن تعالج بصورة ممتازة، وهنالك أدوية فعالة ممتازة، وهنالك بعض التوجيهات السلوكية التي نسميها بصرف الانتباه، بمعنى أن يحقر هذه الأفكار، وألا يعطيها أي اعتبار، وأن يشغل نفسه من خلال ملأ فراغه، وإدارة الوقت بصورة جيدة.
هذا الأخ أنصحه بأن يذهب ويقابل الطبيب النفسي، وأنا متأكد أنه سوف يجد العلاج اللازم، وكما ذكرت لك أن حالته هي حالة وسواسية، وليست أكثر من ذلك، وحين يتناول الدواء مثل عقار فافرين أو عقار بروزاك، وهي أدوية معروفة جداً، سوف يصف له الطبيب أحدهما، أو ربما يصفه له دواءً آخر، المهم هو أن يلتزم بالتوجيهات العلاجية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
تعليق