بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
وبعد:
ان المولى تبارك وتعالى من عظيم فضله وكرمه ان جعل لنا من ايامنا اياما خصها بالفرح ووضع فيها اجمل المعانى ,وحثنا على التزاور والتهانى, وذلك لكمال علمه بعباده-سبحانه-وما يصلحهم:وسوف نتناول فى هذه الرساله العاجله مختصرا لمجمل احكام العيد:
أولاً:حكم صلاة العيد:
اختلفالعلماء فى حكمها ,والارجح القول بالوجوب لما يلى :
1- امر الله تعالى بها:﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[سورة الكوثر:2]والامر يقتضى الوجوب ,وامره صلى الله عليه وسلم النساء ان يخرجن اليها.
1- امر الله تعالى بها:﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[سورة الكوثر:2]والامر يقتضى الوجوب ,وامره صلى الله عليه وسلم النساء ان يخرجن اليها.
2- مواظبة النبى عليها وعدم تخلفه عنها.
3- انها من اعلام الدين الظاهرة ,واعلام الدين الظاهرة فرض كالاذان وغيره.
وقال شيخ الاسلام:(لهذا رجحنا ان صلاة العيد واجبة على الاعيان)وقول من قال :(لاتجب) فى غاية البعد؛فانها من شعائر الاسلام,والناس يجتمعون لها اعظم من الجمعه ,وقد شرع لها التكبير وقول من قال:(هى فرض كفاية لاينضبط)0
واختار القول بالوجوب ابن القيم والشوكانى وابن سعدى وابن عثيمين0
وعلى هذا القول فان المفرطين فى حضورها اثمون خاسرون فى يوم الفرح والجوائز
وقال شيخ الاسلام:(لهذا رجحنا ان صلاة العيد واجبة على الاعيان)وقول من قال :(لاتجب) فى غاية البعد؛فانها من شعائر الاسلام,والناس يجتمعون لها اعظم من الجمعه ,وقد شرع لها التكبير وقول من قال:(هى فرض كفاية لاينضبط)0
واختار القول بالوجوب ابن القيم والشوكانى وابن سعدى وابن عثيمين0
وعلى هذا القول فان المفرطين فى حضورها اثمون خاسرون فى يوم الفرح والجوائز
ثانياً:حكم التنفل قبل صلاة العيد وبعدها:
أ-عن ابن عباس "رضى الله عنهما " ان النبى صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصلّ قبلها ولا بعدها ..) متفق عليه0
-وعن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايصلى قبل العيد شيئا ؛فإذا رجع الى منزله صلى ركعتين))0 رواه ابن ماجه وقال الالبانى حسن0
فمن خلال هذين الحديثين يظهر ما يلى :
1- ان صلاة العيد ليس لها راتبه لا قبليه ولا بعدية ؛لحديث ابن عباس0
2- انه لو صلى بعدها فى البيت اصاب السنة ان كان من عادته ان يصلى الضحى ,لحديث ابى سعيد رضى الله عنه
3- اذا كانت صلاة العيد فى المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين لحديث ابى قتاده رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( إذا دخل احدكم المسجد فليركع ركعتين قبل ان يجلس )) مسلم0
ثالثا:صلاة العيد فى المصلى :
كان النبى صلى الله عليه وسلم يخرج الى المصلى ويدع مسجده وكذلك الخلفاء من بعده ، ولا يترك النبى صلى الله عليه وسلم الافضل مع قربه،ويتكلف فعل الناقص مع بعده،ولا يشرع لامته ترك الفضائل0
واما صلاة اهل مكه فى المسجد الحرام فلأن مكه جبال والصحراء فيها بعيدة
واما صلاة اهل مكه فى المسجد الحرام فلأن مكه جبال والصحراء فيها بعيدة
رابعا:وقت صلاة العيد:
وقتها:من ارتفاع الشمس قيد رمح الى الزوال،قال ابن بطال:(اجمع الفقهاء على ان صلاة العيد لا تصلى قبل طلوع الشمس ولا عند طلوعها ،وإنما تجوز عند جواز النافلة)0
وقال ابن القيم:( وكان صلى الله عليه وسلم يؤخر صلاة عيد الفطر ويعجل الاضحى،وكان ابن عمر مع شدة اتباعه للسنه لا يخرج حتى تطلع الشمس)
خامسا:لا نداء لصلاة العيد:
عن ابن عباس وجابر رضى الله عنهما قالا:لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الاضحى0
وعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال :صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير اذان ولا اقامه0 مسلم
قال مالك : (وتلك هى السنة التى لا خلاف فيها عندنا ،ونقل الاجماع عليه ابن قدامه ،ولم يكن ينادى لها بالصلاة جامعه او غير ذلك ،بل كان صلى الله عليه وسلم اذا انتهى الى المصلى صلى )0
سادسا:التكبير فى الصلاة :
قال شيخ الاسلام:واتفقت الامة على ان صلاة العيد مخصوصة بتكبير زائد0
-عدد التكبيرات:يكبر فى الاولى سبعا دون تكبيرة الركوع ،وفى الثانية خمسا دون تكبيرة النهوض. وهذا مذهب الفقهاء السبعة0
وجاء فى حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان النبى صلى الله عليه وسلم كبر ثنتى عشرة تكبيرة :سبعا فى الاولى وخمسا فى الأخرى0ابن ماجه واحمد وقال الألبانى حسن0
-يرفع يديه مع كل تكبيرة،وفيه حديث وائل بن حجر رضى الله عنه انه كان يرفع يديه مع التكبير0
-الذكر بين التكبيرات:لم يرد فيه عن النبى صلى الله عليه وسلم شىء ، وانما قال عقبة بن عامر رضى الله عنه :سالت ابن مسعود رضى الله عنه عما يقوله بعد تكبير ات العيد قال :يحمد الله وثنى عليه،ويصلى على النبى 0
ثامنا:القراءة فى صلاة العيد:
السنه ان يقرا فى صلاة العيد فى الركعة الأولى بسورة (ق) وفى الثانية بسورة (القمر) ؛لأن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ بهما فى العيدين كما فى حديث ابى واقد الليثى0
أو فى الركعة الأولى بسورة (الأعلى )،وفى الثانية بسورة (الغاشية) لحديث النعمان بن بشير رضى الله عنه
ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرا بهما فى العيد0مسلم0
أ- إذا احتمع عيد وجمعة فى يوم واحد فلا مانع ان يقرأ بهما فى العيد وفى الجمعة؛لأنهما سنة فى كلا الصلاتين0
تاسعاً:قضاء صلاة العيد:
أ- إذا لم يعلموا بالعيد الا بعد زوال الشمس صلوا من الغد،لحديث عمير بن انس ان عمومة له من النصار قال:غُمّ علينا هلال شوال فأصبحنا صياماً،فجاء ركب فى اخر النهار فشهدوا انهم راوا الهلال بالأمس ،فامر النبى صلى الله عليه وسلم ان يفطروا يومهم،وان يخرجوا غداً لعيدهم0 احمد والنسائى وقال الألبانى صحيح
ب- إذا ادرك الامام فى التشهد جلس معه،فإذا سلم قام فصلى ركعتين يأتى منهما بالتكبير0
ج-إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام فقيل:
1- يقضيها اربع ركعات وهو قول احمد والثورى وسندهم قول ابن مسعود رضى الله عنه :(من فاته العيد مع الإمام فليصل اربعاً)0
2- يقضيها ركعتين،قال البخارى:باب غذا فاته العيد يصلى ركعتين،وكذلك النساء ومن كان فى البيوتوالقرى لقول النبى صلى الله عليه وسلم :"هذا عيدنا أهل الإسلام"0 متفق عليه ،وامر انس بن مالك مولاهم ابن ابى عتبة بالزاوية فجمع اهله وبنيه،وصلى كصلاة اهل المصر وتكبيرهم0
3- هو مخير بين القضاء وعدمه،وإذا قضاها فهو مخير بين ركعتين واربع ركعات والتخيير بين ركعتين او اربع رواية عن احمد0
4- ان صلاها فى جماعة اخرى فركعتين او اربعاً
عاشراً:صلاة العيد فى السفر:
أ- لو كان مسافرا وحضر الناس وهم يصلون فله ان يصلى معهم مثل الجمعة
ب- لو سافر جماعه فليس لهم ان يقيموا لا الجمعة ولا العيد؛لأنها ليست مشروعة فى السفر ،ومن شرط وجوبها الاستيطان0
حادى عشر: إذا اجتمع جمعة وعيد:
أ- عن إياس ابن ابى رمله رضى الله عنه قال:شهدت مع معاوية ابن ابى سفيان رضى الله عنه وهو يسأل زيد بن أرقم قال: اشهدتَ مع رسول الله عيدين احتمعا فى يوم؟ قال:نعم!قال:فكيف صنع؟ قال صلى العيد،ثم رخص فى الجمعة،فقال:"من شاء ان يصلى فليصل"0ابو داود وابن ماجه وصححه الألبانى
ب- عن ابى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال"قد اجتمع فى يومكم هذا عيدان ؛فمن شاء اجزأه من الجمعة ؛وإنا مجمِّعون"0ابو داود وابن ماجه وصححه اللبانى0
وبناء على ماسبق فإن من صلى العيد تكفيه عن الجمعة على الصحيح0
ثانى عشر:احكام خطبة العيد:
- حكم حضورها سنة على الصحيح لحديث عطاء بن السائب،قال:شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد فلما قضى الصلاة قال"إنا نخطب ؛فمن احب ان يجلس للخطبة فليجلس ،ومن احب ان يذهب فليذهب"0صححه الألبانى
- قال الشيخ العثيمين:ومن ظر فى السنة المتفق عليها فى الصحيحين وغيرها تبين له ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يخطب إلا خطبة واحدة0
السنن والمندوبات فى العيد:
أولاً:التكبير فى العيد:
يستحب للناس التكبير فى ليلتى العيدين فى مساجدهم ومنازلهم وطرقهم مسافرين كانوا او مقيمين؛ لظاهر الاية وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ [البقرة:185،] ويكبرون فى الطريق الى العيد،ويرفعون اصواتهم به،وقد جاء فيه اثار كثيرة جداًعن الصحابة والتابعين0والنساء يكبرن ولكن بخفض الصوت ،لما جاء فى حديث ام عطية:"000أمرنا نخرج الحُيّض يوم العيد وذوات الخدور فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم"0
ثانياً:الغسل والزينة:
قال البخارى:باب فى العيد والتجمل فيه،ثم ساق فيه حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال:"اخذ عمر جبة من إستبرقتباع فى السوق،فأخذها فأتى رسول الله –فقال :يا رسول الله ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود"الحديث0
قال ابن قدامه:وهذا يدل على ان التجمل عندهم فى هذه المواضع كان مشهورا ،وكان ابن عمر رضى الله عنهما يلبس فى العيد احسن ثيابه0 وقال مالك:سمعت اهل العلم يستحبون الطيب والزينة فى كل عيد ،وفى الغسل ورد ان ابن عمر رضى الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل ان يغدو الى المصلى
قال ابن قدامه:وهذا يدل على ان التجمل عندهم فى هذه المواضع كان مشهورا ،وكان ابن عمر رضى الله عنهما يلبس فى العيد احسن ثيابه0 وقال مالك:سمعت اهل العلم يستحبون الطيب والزينة فى كل عيد ،وفى الغسل ورد ان ابن عمر رضى الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل ان يغدو الى المصلى
ثالثا :الأكل قبل العيد:
أ- قال انس بن مالك رضى الله عنه :كان النبى لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات 0 متفق عليه0
وعن بريدة رضى الله عنه:"ان النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم،ولا يطعم يوم النحر حتى ينحر"0رواه احمد والترمزى وابن ماجه وصححه الألبانى ،فدل ذلك على انه صلى الله عليه وسلم كان يداوم على الأكل فى الفطر قبل الصلاة، ويؤخر الأكل يوم النحر حتى ينحر ليأكل من أضحيته0
رابعاً :التبكير فى الخروج للعيد:
قال البخارى:باب التبكير إلى العيد،ثم ساق حديث البراء رضى الله عنه قال:خطبنا النبى صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال"إن أول ما نبدابه فى يومنا هذا ان نصلى000".متفق عليه ،قال الحافظ:هو دال على انه لا ينبغى الإشتغال فى يوم العيد بشىء غير التأهب للصلاة والخروج اليها ،ومن لازِِِِِِِِمِهِ ان لا يُفعَل قبلها شىءٌ غيرها،فاقتضى ذلك التبكير اليها0
خامساً:خروج النساء والصبيان:
أما النساء ففيه حديث ام عطية:"أمرنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم ان نخرجهن فى الفطر والأضحى :العواتق وذوات الخدور ،فأما الحُيّض فيعتزلن الصلاة،ويشهدن الخير ودعوة المسلمين"0متفق عليه ،ويجب عليهن التستر وعدم السفور والطيب والزينة التى فيها فتنة للرجال.
أما الصبيان فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال:خرجت مع النبىصلى الله عليه وسلم يوم فطر أو أضحى فصلى ثم خطب "وفى رواية"ولولا مكانى من الصغر ما شهدته"اى لولا منزلتى عند النبى .صلى الله عليه وسلم البخارى.
سادساً:المشى إلى المصلى:
جاء فى المشى الى المصلى ثلاثة احاديث مرفوعه وكلها ضعيفه كما قال الحافظ،وورد عن على رضى الله عنه قوله:(من السنة ان يأتى العيد ماشياً) قال الترمزى :والعمل على هذا الحديث عند اكثر اهل العلم يستحبون ان يخرج الرجل الى العيد ماشياً،وأن يأكل شيئاًقبل ان يخرج.
سابعاً:التهنئة بالعيد:
عن جبير بن نفير قال :كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعضٍ :تقبّل الله منا ومنك.متفق عليه.
ثامناً:مخالفة الطريق:
روى جابر رضى الله عنه:(كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيدخالف الطريق)
تاسعاً:الفرح بالعيد:
أ- روت عائشة رضى الله عنها :"دخل علىّ رسول الله وعندى جاريتان تغنيان بغناء بُعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل ابو بكر فانتهرنى ،وقال :مزمارة الشيطان عند النبى؟!فأقبل عليه رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقال((دعهما))فلما غفل غمزتهما فخرجتا".متفق عليه.
قال الحافظ:وفى هذا الحديث من الفوائد مشروعية التوسعة على العيال فى أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة،وأن الإعراض عن ذلك أوْلى ،ومنه أن إظهار السرورفى الأعياد من شعائر الدين.
وكل عام وانتم بخير
اللهم فك الحصار عن إخواننا فى غزة وانصر الاسلام وأعز المسلمين والموحدين
نسالكم الدعء بظهر الغيب
بارك الله لى ولكم فى القراّن العظيم ونفعنى وإياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق