بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
نبدأ بسم الله
الوُضوء بالضم هو الفعل وبالفتح هو الماء الذي يتوضأ به علي المشهور فيهما وحكي في كل منهما الأمران وهو مشتق من الوضاءة وسمي بذلك لأن المصلي يتنظف به فيصير وضيئاً
قال الله تعالي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " المائدة (6)
قال أبو عبد الله : وبيّن النبي صلي الله عليه وسلم أن فرْض الوضوء مرة مرة (أي هذا الواجب علي المسلم) وتوضأ أيضاً مرتين (وهو سنة عن النبي صليه الله عليه وسلم) وثلاثاً (سنة كمرتين) ولم يزد علي ثلاث وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يُجاوزوا فعل النبي صلي الله عليه وسلم .
فروض الوضوء :- النية ,غسل الوجه واليدين إلي المرافق ومسح الرأس وغسل الرجلين إلي الكعبين ( مرة واحدة = هو الواجب )
وعن عمرو بن يحيي المازني عن أبية قال : شهدت عمرو بن أبي الحسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي صلي الله عليه وسلم فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم وضوء النبي صلي الله عليه وسلم , فأكفأ علي يديه من التور فغسل يديه ثلاثاً ثم أدخل يده في التور فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثاً بثلاث غرفات , ثم أدخل يده في التور فغسل وجهه ثلاثاً ثم أدخل يديه فغسلهما مرتين إلي المرفقين ثم أدخل يديه فمسح بهما رأسه فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة ثم غسل رجليه " وفي رواية " بدأ بمقدم رأسه حتي ذهب بهما إلي قفاه ثم ردهما حتي رجع إلي المكان الذي بدأ منه
رواه البخاري (185) في الوضوء . مسلم (235) في الطهارة
غريب الحديث :-
تور من ماء :- بالمثناة الطست وهو الإناء الصغير
أكفأ :- أي صب أو أمال
وفيه سنن الوضوء التسمية (علي الراجح) وغسل الكفين ثلاثاً, والبداءة بمضمضة ثم استنشاق والمبالغة فيهما لغير صائم وتخليل اللحية الكثيفة والأصابع والتيامن , وأخذ ماء جديد للأذنين والغسلة الثانية والثالثة (أي غسل اليدين والوجه والرجلين أكثر من مرة )
صفة الوضوء
قال البخاري في صحيحه حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال:حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد أخبرة أن حمران مولي عثمان بن عفان أخبره أنه رأي عثمان دعا بإناء فأفرغ علي كفيه ثلاث مرار فغسلهما ثم أدخل يمينه في الوضوء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثاً ويديه إلي المرفقين ثلاث مرار ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلي الكعبين ثم قال قال: رسول الله صلي الله عليه وسلم " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله ما تقدم له من ذنبه (159)
واشتمل هذا الحديث العظيم علي الصفة الكاملة لوضوء النبي صلي الله عليه وسلم فإن عثمان رضي الله عنه من حسن تعليمه وتفهيمه علمهم صفة وضوء النبي صلي الله عليه وسلم بطريق عملية ليكون أبلغ تفهما وأتم تصوراً في أذهانهم فإنه دعا بإناء فيه ماء ولئلا يلوثه لم يغمس يده فيه وإنما صب علي يديه ثلاث مرات حتي نظفتا وبعد ذلك أدخل يده اليمني في الإناء وأخذ بها ماء تمضمض منه واستنشق ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده مع المرفقين ثلاثاً ثم مسح جميع رأسه مرة واحدة ثم غسل رجليه مع الكعبين ثلاثاّ (الكعب هو المفصل الموجود في نهاية الساق بين مشط الرجل والساق) فلما فرغ رضي الله عنه من هذا التطبيق أخبرهم أنه رأي النبي صلي الله عليه وسلم توضأ مثل هذا الوضوء
فضل الوضوء
قال البخاري في صحيحه حدثنا يحي بن بكير قال: حدثنا الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال: رقيت مع أبي هريرة علي ظهر المسجد فتوضأ فقال: إني سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول:" إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يُطيل غرته فليفعل " (136)
نواقض الوضوء
قال البخاري في صحيحه حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق , قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " لا تقبل صلاة منْ أحدث حتي يتوضأ " قال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة ؟ قال : فساء أو ضُراط (135)
غريب الحديث:-
أحدث: أي حصل من الحدث وهو الخارج من السبيلين (القبل والدبر) أو غيره من نواقض الوضوء (الدم)
وهذا ملف فلاش رائع فيه نواقض الوضوء وصفتة ... حمل من هنا
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من نسيان أو سهو فمني ومن الشيطان
وما أريد أن أطيل عليكم ... وهذا يعتبر مختصر ما علي المرء في الوضوء حتي لا يمل القارئ ولإيصال الفائدة للجميع بإذن الله
**********************************
**********************************
# مراجع البحث ....
1- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام.
2-الشرح الممتع لإبن عثيمين.
3-فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
**********************************
**********************************
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
.:. أخوكم في الله .:.
تعليق