تفسير الرؤيا همم كثير من الناس فما توجهاتكم.؟
شيخنا الفاضل حفظه الله*عبدالرحمن السحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد
كثر في وقتنا الحالى مفسرين اﻻ*حلام والرؤيا، حيث ان بعضهم يحدد لك مثﻼ* تفسيرا بقوله ستحصل على ترقية في عملك يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا . او ستكسب صفقة تجارية او او ...
وكثير من الناس اصبح همهم وشغلهم الشاغل تفسير كل مايراه في نومه .فما هو توجيهكم لنا بارك الله فيكم نحو هذا الموضوع الهام في عصرنا هذا .
وجزاكم الله بك خير وبارك فيكم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته*
أخي الفاضل هذه مسألة أسرف فيها كثير من الناس ، وأفرطوا فيها ، حتى أصبحوا يسألون عما رأوا وعما لم يروا !
بل أصبحوا يسألون حتى عن اﻷ*حلام وعن تﻼ*عب الشيطان بهم .وكثـّـر ﻷ*جل ذلك المُعبّرون ، فكل يدعي تأويل الرؤى ، شأنهم في ذلك شأن الرُّقـى .والرؤى تقع ، وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة .
وهي من المُبشِّرات ، فيُستبشر بها ، وﻻ* يُعوّل عليها ، وﻻ* يُبنى عليها أحكام .لقوله صلى الله عليه وسلم : لـم يبق من النبوة إﻻ* المبشرات . قالوا : وما المبشِّرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة . رواه البخاري .
والرؤيا ثلاثة أقسام :
اﻷ*ول : الرؤيـا ، ومنها رؤيا اﻷ*نبياء ، كرؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام ، ورؤى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وغيرها .
والثاني : حديث النفس . وهي أن يكون اﻹ*نسان يُحدّث نفسه بشيء في اليقظة ، فيراه في منامه ، فهذا حديث النفس .
والثالث : من الشيطان ، وهو الحُـلُـم ، ومنه اﻻ*حتلام .
قال عليه الصلاة والسلام : الرؤيا ثلاث : فالرؤيا الحسنة بشرى من الله ، والرؤيا تحزين من الشيطان ، والرؤيا مما يحدث به اﻹ*نسان نفسه ، فإذا رأى أحدكم ما يكرهه فلا يحدث به ، وليقم وليصل . رواه الترمذي وغيره ، وصححه اﻷ*لباني .
وعند ابن ماجه عنه عليه الصلاة والسلام قال : إن الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها بن آدم ، ومنها ما يهمّ به الرجل في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة . وصححه اﻷ*لباني .
واﻷ*حلام المزعجة أو المكروهة هي من تلاعب الشيطان ببني آدم ليحزنهم بذلك .
ولذا لما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضُرب فتدحرج ، فاشتدت على أثره . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للاعرابي : ﻻ* تحدث الناس بتلعّـب الشيطان بك في منامك .رواه مسلم .
والرؤيا إذا عُبِّرت ، فإما أن تقع وإما ﻷ*نها ﻻ* تقع .فيكون المعبِّر لم يوفق في تعبيرها ، أو الرؤيا لم تصدق .
ومن رأى رؤيا ولم تسرّه ، فإنها ﻻ* تضره وعليه بما يلي :
1 – أن ينفث على يساره ثﻼ*ث مرات حين يستيقظ ويستعيذ بالله من الشيطان .
2 – أن يتعوّذ من شرّها .
3 – ينقلب على جنبه اﻵ*خر .
4 – أن يقوم فيُصلي .
5 – أن ﻻ* يقصّها على أحد .
6 – أن ﻻ* يسعى لتأويلها وتعبيرها .
واﻷ*دلة على ذلك :
قال صلى الله عليه وسلم : الرؤيا من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثﻼ*ث مرات ، ويتعوذ من شرها ، فإنها ﻻ* تضره . قال أبو سلمة – الراوي عن أبي قتادة - : وإن كنت ﻷ*رى الرؤيا أثقل عليّ من الجبل ، فما هو إﻻ* أن سمعت هذا الحديث فما أباليها . متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثﻼ*ثا ، وليستعذ بالله من الشيطان ثﻼ*ثا ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه . رواه مسلم .
وقد تقدّم قوله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأى أحدكم ما يكرهه فلا يحدث به ، وليقم ولـيُـصلِّ .
وقال صلى الله عليه وسلم : الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبّر ، فإذا عُبرت وقعت ، وﻻ* يقصها إﻻ* على وادّ ، أو ذي رأي . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه اﻷ*لباني .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة فليُفسرها ، وليُخبر بها ، وإذا رأى الرؤيا القبيحة ، ف يفسرها ، وﻻ* يخبر بها أحدا . صححه اﻷ*لباني في صحيح الجامع .
والله تعالى أعلم
منقول
تعليق