السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذل العبد لمولاه في الصلاة
http://www.youtube.com/watch?v=e2Tigu84rzg
بعد أن إنتهينــا من التكبير، بنا نبدأ في الصلاة .. وعليك أن تكون مُطأطأ الرأس في صلاتك، لأن هذه هي الوقفة التي تليق بالعبد بين يدي سيده .. يقول ابن القيم "ينبغي للمصلي أن يقف ناكس الرأس مطرقا إلى الأرض"
وكان النبي إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الأرض [صفة الصلاة (89)]
فعليك أن تنظر إلى موضع سجودك .. لأن هذه علامة الإجلال والخضوع للمحبوب، يقول ابن القيم في روضة المحبين "ومن علامات المحبة: إغضاؤه عند نظر محبوبه إليه ورميه بطرفه نحو الأرض وذلك من مهابته له وحيائه منه وعظمته في صدره"
فإن الله تعالى ينظر إليك في الصلاة .. قال رسول الله "فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت" [رواه الترمذي وصححه الألباني]، وقال "لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه" [رواه أحمد وحسنه الألباني]
والانصراف يكون على نوعين: انصراف البصر وهو الالتفات، وانصراف القلب وهو السرحــــان .. يقول ابن القيم "ولهذا يستهجن الملوك من يخاطبهم وهو يحد النظر إليهم بل يكون خافض الطرف إلى الأرض، قال الله تعالى مخبرًا عن كمال أدب رسوله في ليلة الإسراء {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم: 17] .. وهذا غاية الأدب، فإن البصر لم يزغ يمينا ولا شمالا ولا طمح متجاوزًا إلى ما هو رائيه ومقبل عليه"
والذل لله تعالى هو في الحقيقة عز وشرف للعبد .. قال رسول الله "من تواضع لله رفعه الله" [صحيح الجامع (6162)]
أما رفع البصر إلى السمـــاء فهو أمرٌ مُحرَّم .. يقول رسول الله "لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم" [رواه مسلم]
والالتفات هو اختلاس للشيطان من صلاتك .. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله عن الالتفات في الصلاة، فقال "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد" [متفق عليه]
فهل يُغمِّض العبد عينيه أم يفتحهما في الصلاة؟
يقول ابن القيم في (زاد المعاد) "لم يكن من هديه تغميضُ عينيه في الصلاة" .. وقال "إن كان تفتيحُ العين لا يُخِلُ بالخشوع، فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يُشوش عليه قلبه، فهنالك لا يُكره التغميضُ قطعاً، والقولُ باستحبابه في هذا الحال أقربُ إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة، والله أعلم" .. ولكن الأصل أن يجاهد الإنسان نفسه ويحاول ألا يُغمض عينيه، كما قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله.
ثمَّ تضع يدك اليمنى على اليسرى على الصدر ..
وكان النبي يضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى، بحيث تُغطي اليمنى على ثلاث أماكن وهي: الكف والرسغ (أي: المفصل الذي بين الكف والذراع) والذراع .. وكان أحيانًا يقبض باليمنى على اليسرى .. وعليك أن تنوِّع بين الصفتين، حتى لا تسرَّح أو تمِّل من صلاتك.
ولكن ما هو السر في وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة؟
وقد سُئل الإمام أحمد رحمه الله هذا السؤال، فأجـــاب "هو ذلٌ بين يدي عزيز"
فأنت بين يدى الله عبد وهو الملك سبحانه،،
ثمَّ تشرَّع في دعـــاء الاستفتــــاح ..
ودعــاء الاستفتاح هو التحية التي تدخل بها على الملك سبحانه وتعالى، كما إن أهل الدنيا يدخلون على الملوك ويتفننون في تحيتهم .. والمحبون غالباً يقطعون كل ما يمنع لقاء بعضهم البعض قبل اللقــاء ..
وأنت .. كيف ستُحيّي الملك جلَّ جلاله؟ وكيف ستتفنن في تحيته؟
لمشاهدة الحلقة والتحميــل
Adobe Flash Player not installed or older than 9.0.115!
:WMV
من هنا
:MP4
من هنا
:MP3
من هنا
تعليق