إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.






    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ففي كل عام مثل هذا الوقت تنشط وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في كثير من الدول الإسلامية فضلا عن غيرها لنشر برامج احتفالات رأس السنة الميلادية ودعوة الناس للمشاركة فيها وتخصيص أماكن معينة للاحتفالات وتُزين الشوارع والأماكن العامة والخاصة بأنواع كثيرة ومتنوعة من أشكال الزينة مما يوجب على العلماء وطلبة العلم بيان حكم ذلك شرعا لذا فقد جمعت ما تيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال أهل العلم ورتبتها مع إضافات يسيرة فأقول مستعينا بالله تعالى :

    أولاً: مما يعلم من الدين بالضرورة أن الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم الرسالة قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)(المائدة:3) ولا دين حق الآن غير الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران:19) وقال تعالى( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85) قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى :" يعني بذلك جلّ ثناؤه: ومن يطلب دينا غير دين الإسلام لـيدين به، فلن يقبل الله منه، ( وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ ) يقول: من البـاخسين أنفسهم حظوظها من رحمة الله عزّ وجلّ. وذُكر أن أهل كل ملة ادّعوا أنهم هم الـمسلـمون لـما نزلت هذه الآية، فأمرهم الله بـالـحجّ إن كانوا صادقـين، لأن من سنة الإسلام الـحجّ، فـامتنعوا، فأدحض الله بذلك حجتهم " ا.هـ التفسير 3/241

    وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : " وقوله تعالى ( إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإسْلَـٰمُ ) إخبار منه تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلّم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلّم، فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلّم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل، كما قال تعالى: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ) " ا.هـ التفسير 2/19

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( تجيء الأعمال يوم القيامة، فتجيء الصلاة فتقول: يا رب أنا الصلاة، فيقول: إنك على خير، فتجيء الصدقة فتقول: يا رب أنا الصدقة فيقول: إنك على خير، ثم يجيء الصيام، فيقول: أي يا رب أنا الصيام، فيقول: إنك على خير، ثم تجيء الأعمال على ذلك فيقول الله عز وجلّ: إنك على خير، ثم يجيء الإسلام فيقول: يا رب أنت السلام وأنا الإسلام، فيقول الله عز وجلّ: إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي، فقال الله عز وجلّ في كتابه: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) رواه أحمد (8678) وأبو يعلى (6236) قال الهيثمي :" وفيه: عباد بن راشد، وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح " ا.هـ مجمع الزوائد 10/624 قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فالإسلام دين أهل السموات ودين أهل التوحيد من أهل الأرض لا يقبل الله من أحد دينا سواه فأديان أهل الأرض ستة واحد للرحمن وخمسة للشيطان فدين الرحمن هو الإسلام والتي للشيطان اليهودية والنصرانية والمجوسية والصابئة ودين المشركين "ا.هـ مدارج السالكين

    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الإسلام بيانا شافيا فعن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه قال: كانَ النبي صلى الله عليه وسلّم بارِزاً يَوْماً للناسِ، فأتاهُ رَجُلٌ فقالَ: ما الإِيمانُ؟ قال: الإِيمانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلاَئِكتِهِ، وبِلقائه، وَرُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قال: ما الإِسلامُ؟ قال: الإِسْلامُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ ولا تُشْرِكَ بهِ، وَتُقِيمَ الصلاةَ، وَتُؤَدّيَ الزكاةَ المَفْروضةَ، وتَصومَ رَمضانَ. قال: ما الإِحسانُ؟ قال: أنْ تَعْبُدَ اللَّهِ كأَنكَ تَراهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَراهُ فإِنهُ يراك. قال: مَتى الساعةُ ؟ قال: ما المسؤولُ عنها بأعلمَ مِنَ السائل. وسأُخبِرُكَ عنْ أشَراطها: إِذا وَلَدَت الأَمَةُ رَبها؛ وإِذَا تَطاوَلَ رُعاةُ الإِبلِ البُهْمِ في البُنْيانِ، في خَمْس لا يَعْلَمُهنَّ إلاَّ اللَّهُ. ثمَّ تَلا النبي صلى الله عليه وسلّم: ( إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلمُ السَاعةِ) الآية. ثمَ أدْبَرَ. فقال رُدوهُ. فلم يَرَوا شَيئاً. فقال: هذا جِبْريلُ جاءَ يُعَلِّمُ الناسَ دِينَهُم " رواه البخاري ( 50)

    و عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ( بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ. شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَإِقَامِ الصلاَةِ. وَإِيتَاءِ الزكاةِ. وَحَجِّ الْبَيْتِ. وَصَوْمِ رَمَضَانَ ) رواه البخاري(8) ومسلم (79) وهذا الأمر شامل جميع الأمم من أهل الكتاب وغيرهم فمن لم يؤمن به عليه الصلاة والسلام ويتبعه فهو من أهل هذه الآية ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (البينة:6) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنهُ قَالَ: ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الأُمةِ يَهُودِي وَلاَ نَصْرَانِي ، ثُم يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النارِ ) رواه مسلم (341) .

    ثانيا : أن مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن أقواما من أمته ستقلد أهل الكتاب فيما يفعلونه فعن أبي سعيدٍ رضيَ اللهُ عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال لتتّبِعُن سَنَنَ من كان قبلَكم شِبراً بشِبرٍ وذِراعاً بذِراع، حتّى لو سَلَكوا جُحرَ ضَبٍّ لَسَلكتُموهُ. قلنا: يارسولَ الله، اليهودَ والنصارَى ؟ قال: فمَن ) رواه البخاري ( 3381) ومسلم (6732) ورواه الحاكم (8454)وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما وفي آخره: ( وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه ) قال المناوي : إسناده صحيح .تحفة الأحوذي 6/342 قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :" هذا خرج مخرج الخبر عن وقوع ذلك والذم لمن يفعله كما كان يخبر عما يفعل الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرمة " ا.هـ فيض القدير 5/262
    قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : " والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة لهم، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر، وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلّم "ا.هـ شرح صحيح مسلم 16/189تحفة الأحوذي 6/342
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " والمقصود من هذه الأخبار عما يقع من الأقوال والأفعال المنهي عنها شرعا مما يشابه أهل الكتاب قبلنا أن الله ورسوله ينهيان عن مشابهتهم في أقوالهم وأفعالهم حتى لو كان قصد المؤمن خيرا لكنه تشبه ففعله في الظاهر فعلهم "ا.هـ البداية والنهاية 2/142
    قال المناوي رحمه الله تعالى : " وذا من معجزاته فقد اتبع كثير من أمته سنن فارس في شيمهم ومراكبهم وملابسهم وإقامة شعارهم في الحروب وغيرها وأهل الكتابين في زخرفة المساجد وتعظيم القبور حتى كاد أن يعبدها العوام وقبول الرشا وإقامة الحدود على الضعفاء دون الأقوياء وترك العمل يوم الجمعة " ا.هـ فيض القدير 5/262
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " ووقع في حديث عبدالله بن عمرو عند الشافعي بسند صحيح «لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها» " ا.هـ فتح الباري 15/235
    وهذا التقليد قد بلغ مبلغا عظيما هذه الأزمنة بسبب التقدم التقني الذي أحرزه الغرب مما فتن كثيرا من المسلمين بهم وساعد في نشر ذلك سهولة نقل هذه الأمور من أقصى الغرب إلى جميع بلاد المسلمين في ثوان معدودة عبر وسائل الإعلام المتنوعة المرئية والمسموعة والشبكة العنكبوتية فالعالم اليوم أصبح بيتا واحدا وهذه الاحتفالات التي تحصل في مدن العالم يراها المسلم لحظة بلحظة ويتنقل من مدينة إلى أخرى كلمح بالبصر والله المستعان وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قال ( ويل للعرب من شر قد اقترب، فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال : على الشوك ) رواه أحمد (8982) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال الحسن بعد روايته للحديث : فواللّه لقد رأيناهم صوراً بلا عقول وأجساماً بلا أحلام فراشُ نارٍ وذبابُ طمعٍ يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين يبيع أحدهم دينه بثمن العنز . رواه عنه أحمد (18060) والحاكم (6317)

    ثالثا : لابد أن نعلم أن الأعياد في الإسلام عبادة من العبادات التي نتقرب بها إلى الله تعالى وأعياد المسلمين معروفة معلومة ثلاثة لا رابع لها عيد الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: ( إن يوم الجمعة يومُ عيد، فلا تجعلوا يومَ عيدكم يومَ صيامكم، إلاَّ أن تصوموا قبلَه أو بعدَه ) رواه أحمد (7983) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2512) وابن خزيمة (2155) وصححه الحاكم (1630). وعن أنَسٍ رضي الله عنه ، قال: « قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلعَبُونَ فيهِمَا فقال: ( مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ )؟ قالُوا: كُنا نَلْعَبُ فِيهِمَا في الْجَاهِليةِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: ( إنَّ الله قَدْ أبْدَلَكُم بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا: يَوْمَ الأضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ ) رواه أحمد (11750) وأبو داود (1135) والحاكم (1124) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه . وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح " ا.هـ البلوغ /93 فتح الباري 3/113 قال المجد ابن تيمية رحمه الله تعالى : الحديث يفيد حرمة التشبه بهم في أعيادهم لأنه لم يقرهما على العيدين الجاهليين ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة وقال أبدلكم والإبدال يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجتمع بين البدل أو المبدل منه ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا في ترك اجتماعهما ا.هـ فيض القدير 4/511 .

    رابعا : لنعلم أن مخالفة المشركين وأهل الكتاب مأمور به في شرعنا فعن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( غَيِّروا الشَّيْبَ، ولا تَشَبهوا باليَهُودِ والنصَارَى ) رواه أحمد (8611) وأبو يعلى (5981) واللفظ لهما والترمذي ( 1753) وقال "حسن صحيح "وصححه ابن حبان (5376) وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ. أَحْفُوا الشوَارِبَ وَأَوْفُوا اللِّحَى ) رواه مسلم (555) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ) جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى. خَالِفُوا الْمَجُوسَ ) رواه مسلم (556) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " وقد كان صلى الله عليه وسلّم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ولاسيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان، فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب أيضاً كما ثبت في الصحيح " ا.هـ فتح الباري 4/771 تحفة الأحوذي 3/397 وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى : " وقد دل الكتاب، وجاءت سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسنّة خلفائه الراشدين التي أجمع أهل العلم عليها بمخالفتهم وترك التشبه بهم " ا.هـ الفتاوى 25/327 أما من تشبه بهم في أعيادهم وغيرها فهو على خطر عظيم فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تَشَبَّه بقومٍ فهو منهم ) رواه أحمد (5106) وأبو داود (3040) وصححه ابن حبان قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : " هذا إسناد جيد " ا.هـ اقتضاء الصراط المستقيم 1/240 قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : أخرجه أبو داود بسند حسن . فتح الباري 11/443 قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : " أقلُّ أحوالِهِ أنْ يقتضي تحريمَ التشبه. وإنْ كانَ ظاهرُهُ يقتضي كفرَ المتشبِّهِ بهمْ " ا.هـ الفروع 1/348 كشاف القناع 1/236 شرح منتهى الإرادات 1/149 وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " وسر ذلك أن المشابهة في الـهَدْي الظاهِرِ ذريعةٌ إلى الموافقة في القصد والعمل " ا.هـ إعلام الموقعين 2/107 وقال رحمه الله تعالى : " ونهى عن التشبه بأهل الكتاب وغيرهم من الكفار في مواضع كثيرة، لأن المشابهة الظاهرة ذريعة إلى الموافقة الباطنة فإنه إذا أشبه الهدى الهدى أشبه القلب القلب " ا.هـ إغاثة اللهفان وقال الصنعاني رحمه الله تعالى : " والحديث دال على أن من تشبه بالفساق كان منهم أو بالكفار أو المبتدعة في أي شيء مما يختصون به من ملبوس أو مركوب أو هيئة، قالوا: فإذا تشبه بالكفار في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء منهم من قال: يكفر وهو ظاهر الحديث ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب " ا.هـ سبل السلام /2018 وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى : " فإِذا كان هذا في التشبه بهم وإن كان في العادات فكيف التشبه بهم فيما هو أبلغ من ذلك؟ وقد كره جمهور الأئمة إما كراهة تحريم أو كراهة تنزيه أكل ما ذبحوه لأعيادهم وقرابينهم إدخالاً له فيما أهلَّ به لغير الله وما ذبح على النصُبِ، وكذلك نهوا عن معاونتهم على أعيادهم بإهداء أو مبايعة وقالوا: إنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئاً من مصلحة عيدهم لا لحماً، ولا أدماً، ولا ثوباً، ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من دينهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم " ا.هـ الفتاوى 25/331 وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : " فليس للمسلم أن يتشبه بهم لا في أعيادهم ولا مواسمهم ولا في عباداتهم لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل الذي لو كان موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة وعيسى بن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل حيين لم يكن لهما شرع متبع بل لو كانا موجودين بل وكل الأنبياء لما ساغ لواحد منهم أن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة فإذا كان الله تعالى قد مَنَّ علينا بأن جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قد بدلوا دينهم وحرفوه وأولوه حتى صار كأنه غير ما شرع لهم أولا ثم هو بعد ذلك كله منسوخ والتمسك بالمنسوخ حرام لا يقبل الله منه قليلا ولا كثيرا ولا فرق بينه وبين الذي لم يشرع بالكلية والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " ا.هـ البداية والنهاية 2/142

    خامسا : الواجب علينا تجاه ما ذكرته أعلاه :
    1/ أن يكون اليوم الأول من أيام السنة الميلادية وليلته كسائر أيام العام فلا نظهر فيه أي مظهر من مظاهر الاحتفال .

    2/ أن يتفقد كل واحد منا أهله وأولاده خشية الوقوع في شيء من ذلك بسبب صحبة حثته عليه أو قناة دعته إليه أو حب استطلاع أو تقليد فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنهُ قَالَ: ( أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ. وَكُلُّكُمْ مَسْوولٌ عَنْ رَعِيتِهِ. فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى الناسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْوولٌ عَنْ رَعِيتِهِ. وَالرجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْوولٌ عَنْهُمْ. وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْوولَةٌ عَنْهُمْ. وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ. أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ. وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري (882) ومسلم (4680) قال المناوي رحمه الله تعالى : " يعني كلكم مستلزم بحفظ ما يطالب به من العدل إن كان والياً ومن عدم الخيانة إن كان مولياً عليه (وكل) راع (مسؤول عن رعيته) في الآخرة فكل من كان تحت نظره شيء فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقات ذلك فإن وفي ما عليه من الرعاية حصل لـه الحظ الأوفر والجزاء الأكبر وإلا طالبه كل أحد من رعيته بحقه في الآخرة " ا.هـ فيض القدير 5/38.

    3/ أن لا نتبادل التهاني والهدايا بهذه المناسبة لا مع المسلمين ولا مع غيرهم ممن يحتفل بها خاصة ليلة مولد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال ابن القيم رحمه الله تعالى " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممَن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت اللّه وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بُلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعاً لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيراً، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك، وبالله التوفيق " ا.هـ أحكام أهل الذمة 1/441

    4/ لا يجوز تعطيل الأعمال ذلك اليوم لا الدراسة ولا العمل الرسمي و الخاص .

    5/ عدم الاتصال على البرامج المباشرة عبر القنوات الفضائية والإذاعية وإهداء الأغاني والتحيات وغيرها إلا من يتصل عليها على وجه الإنكار فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى اله عليه وسلم يَقُولُ: ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ. وَذلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) رواه مسلم (140).

    6/ على تجار المسلمين أن يتقوا الله تعالى وأن لا يبيعوا شيئا مما يُعين على إظهار هذه الشعيرة قال ابن الحاج رحمه الله تعالى : " لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانياً شيئاً من مصلحة عيده لا لحماً ولا أدماً ولا ثوباً ولا يعارون شيئاً ولو دابة إذ هو معاونة لهم على كفرهم وعلى ولاة الأمر منع المسلمين من ذلك " ا.هـ فتاوى ابن حجر الهيتمي 4/238

    اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين واحشرنا في زمرة سيد المرسلين محمد خاتم النبيين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 11-02-2015, 01:02 PM.


  • #2
    رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

    جزاكم الله خيرا ..

    رحمك الله أبي الحبيب, لا تنسوه من الدعاء , الله المستعان

    تعليق


    • #3
      رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بسم الله الرحمن الرحيم

      بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً على مروركم الطيب.

      وفقنا الله لما يحب ويرضى.
      التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 11-02-2015, 01:04 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

        العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله



        انتقد العلامة الشيخ يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الاستعدادات التي تجري على قدم وساق في العواصم العربية والإسلامية للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية (الكريسماس) وهذا على غرار السنوات الماضية، معتبرا أن هذا الاحتفال ''حرام، ويعني تنازل الأمة الإسلامية عن هويتها''.وفى خطبة الجمعة بجامع عمر بن الخطاب في العاصمة القطرية الدوحة، هاجم القرضاوي المحال التجارية التي تعرض ''ما يسمى شجرة الميلاد بارتفاع عدة أمتار''، بحسب ما نقله موقع ''إسلام أون لاين نت''.

        وتساءل الشيخ القرضاوي الذي يعتبر حاليا أكبر عالم دين إسلامي: ''لماذا تُظهر الاحتفال بدين غير دينك في الوقت الذي يجورون فيه علينا ويمنعوننا من إقامة شعائرنا ويحرمون علينا بناء المآذن كما يوشكون أن يحرموا بناء المساجد''.
        وتساءل مستنكرا: ''هل يستطيع المسلمون في أوروبا وأمريكا أن يحتفلوا برمضان والأعياد كما يفعل بعض الناس في داخل مدننا العربية والإسلامية؟
        كأننا في بلد أوروبي مسيحي.. مر عيد الأضحى المبارك قريبا ولم نر مظاهر لهذا العيد في محال المسلمين، كانت مظاهر بسيطة.. لكن انظروا الآن أمامنا أكثر من أسبوعين حتى يأتي عيد الميلاد والأشجار تغطي المحال''. يذكر أن الجزائر ليست بمنآى عن هذه الاحتفالات حيث تعمد بعض المتاجر إلى عرض ''شجرة الميلاد'' وحلويات ''لابيش'' للبيع وسط إقبال ملحوظ عليها خاصة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى إحياء الليلة من قبل بعض الشباب بشرب الخمور والسهر حتى الصباح على أنغام الموسيقى الصاخبة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الحالة الثقافية التي وصلنا إليها بعد أن أصبحت هذه الأعياد الغريبة لدى الجزائريين أمرا عاديا؟

        تعليق


        • #5
          رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

          الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة

          الشيخ نبيل بن علي العوضي


          للتحميل أو مشاهدة المادة من هنا

          تعليق


          • #6
            رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

            السؤال :
            ما حكم الاحتفال بعيد الكريسمس ( أول السنة الميلادية ) ؟ بالتفصيل . وجزاكم الله خيراً......


            الإجابــة:


            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

            فلا يجوز لأحد من المسلمين مشاركة أهل الكتاب في الاحتفال بعيد الكريسمس "أول السنة الميلادية" ولا تهنئتهم بهذه المناسبة لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم، أو شعار دينهم الباطل، وقد نهينا عن موافقتهم في أعيادهم، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار:
            1- أما الكتاب: فقول الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً [الفرقان:72].
            قال مجاهد في تفسيرها: إنها أعياد المشركين، وكذلك قال مثله الربيع بن أنس، والقاضي أبو يعلى والضحاك.
            وقال ابن سيرين: الزور هو الشعانين ، والشعانين: عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح ويحتفلون فيه بحمل السعف، ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس كما في اقتضاء الصراط المستقيم 1/537، والمعجم الوسي/488،
            ووجه الدلالة هو أ نه إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور، لا مجرد شهوده.
            2- وأما السنة: فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر. رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي على شرط مسلم.
            ووجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما...... والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، وقوله صلى الله عليه وسلم: خيراً منهما. يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.
            3- وأما الإجماع: فمما هو معلوم من السير أن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار المسلمين يفعلون أعيادهم التي لهم، ومع ذلك لم يكن في عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، وكذلك ما فعله عمر في شروطه مع أهل الذمة التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم: أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، وإنما كان هذا اتفاقهم على منعهم من إظهارهم، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها! أو ليس فعل المسلم لها أشد من إظهار الكافر لها؟
            وقد قال عمر رضي الله عنه: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم. رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح.
            وروى البيهقي أيضاً عن عمر أيضاً قوله: اجتنبوا أعداء الله في عيدهم.
            قال الإمام ابن تيمية: وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟! أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟! وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله: واجتنبوا أعداء الله في عيدهم. أليس نهياً عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف عن عمل عيدهم......... اقتضاء الصراط المستقيم 1/515
            4- وأما الاعتبار فيقال: الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [المائدة:48].
            قال ابن تيمية: فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه. اقتضاء الصراط المستثقيم 1/528
            وقال أيضاً: ثم إن عيدهم من الدين الملعون هو وأهله، فمواقتهم فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه....
            ومن أوجه الاعتبار أيضاً: أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يقضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر....
            هذا ما تيسر ذكره من الأدلة. ومن أراد الاستزادة فليراجع اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية، وأحكام أهل الذمة لابن القيم، والولاء والبراء في الإسلام لمحمد سعيد القحطاني.
            وبناءً على ما تقدم نقول: لا يجوز للمسلم مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم، لما تقدم من أدلة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار، كما لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم لأنها من خصائص دينهم أو مناهجهم الباطلة، قال الإمام ابن القيم:
            وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
            وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه..... إلخ.
            انظر أحكام أهل الذمة 1/161 فصل في تهنئة أهل الذمة... لابن القيم رحمه الله.
            فإن قال قائل: إن أهل الكتاب يهنئوننا بأعيادنا فكيف لا نهنئوهم بأعيادهم معاملة بالمثل ورداً للتحية وإظهاراً لسماحة الإسلام..... إلخ.؟
            فالجواب: أن يقال: إن هنئونا بأعيادنا فلا يجوز أن نهنئهم بأعيادهم لوجود الفارق، فأعيادنا حق من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، فإن هنئونا على الحق فلن نهنئهم على الباطل.
            ثم إن أعيادهم لا تنفك عن المعصية والمنكر وأعظم ذلك تعظيمهم للصليب وإشراكهم بالله تعالى وهل هناك شرك أعظم من دعوتهم لعيسى عليه السلام بأنه إله أو ابن إله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، إضافة إلى ما يقع في احتفالاتهم بأعيادهم من هتك للأعراض واقتراف للفواحش وشرب للمسكرات ولهو ومجون، مما هو موجب لسخط الله ومقته، فهل يليق بالمسلم الموحد بالله رب العالمين أن يشارك أو يهنئ هؤلاء الضالين بهذه المناسبة!!!
            ألا فليتق الله أولئك الذين يتساهلون في مثل هذه الأمور، وليرجعوا إلى دينهم، نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال جميع المسلمين.
            والله أعلم.


            المصدر:
            مركز الفتوى.
            التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 11-02-2015, 01:06 PM. سبب آخر: حذف وجه تعبيري..بوركتم

            تعليق


            • #7
              رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.


              الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة



              الشيخ نبيل بن علي العوضي


              للاستماع للمادة اضغط هنا

              تعليق


              • #8
                رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

                عيد الميلاد (CHRISTMAS) وأصله الوثني .. بقلم : باحثَين نصرانيَين !
                عبد الله قاري محمد سعيد الحسيني

                الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..

                ذُكرت حقيقة كون عيد الميلاد (CHRISTMAS) والاحتفال به من أصول وثنية في مقالتين تم نشرهما في مجلتين إسلاميتين .

                أما المقالة الأولى فإنها نُشرت في مجلة الاعتصام يناير 1980 م ، وهي ترجمة مختصرة لكتيب بعنوان (THE PLAIN TRUTH ABOUT CHRISTMAS) أي (الحقيقة المجردة عن عيد الميلاد) للباحث النصراني : (Herbert W. Armstrong) .

                والمقالة الثانية فإنها نشرت في مجلة التجديد الإسلامية ، وهي أيضاً ترجمة مختصر لمحاضرة بعنوان (عيد الميلاد في ميزان الإنجيل) للمؤرخ النصراني : (Andre Vose) .


                المقالة الأولى



                هذه هي الحقيقة المجردة عن عيد الميلاد من خلال كتاب أصدرته "كنسية جميع أنحاء العالم"الأمريكية

                ما لهذا الشخص المسلم وعيد الميلاد عند نصارى الغرب أو النصارى جميعاً سواء ساروا على الحساب الغربي أو الشرقي في تحديد تاريخ مولد عيسى عليه السلام ؟!

                لست أشك في أن هذا التساؤل هو ما سيدور في ذهن بعض القراء وهم يقرأون عنوان هذا المقال واسم كاتبه ، وأسارع فأطمئنهم إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون حديثاً عن كتيب بالإنجليزية يحمل نفس عنوان هذا المقال أصدرته "كنيسة جميع أنحاء العالم" الأمريكية بمدينة "باسادينا" في ولاية "كاليفورنيا" التي تصدر المجلة الشهرية المجانية المعروفة "الحقيقة المجردة" .

                وهذا الكتيب الذي يقع متنه في خمس عشرة صفحة يؤكد بأدلة تاريخية أن عيد الميلاد هو احتفال وثني لا صلة له-لا من قريب ولا من بعيد-بالنصرانية أو المسيحية إن شئت . وفي هذه "الحقيقة المجردة" مغزى يتجاوز عندنا نحن المسلمين وثنية عيد الميلاد إلى صميم عقيدة التثليث والصلب التي أدخلت على دين عيسى عليه السلام بعد رفعه إلى السماء كما نص على ذلك الإسلام .

                حقائق مذهلة ..

                يبدأ مؤلف الكتيب "هربرت أرمسترونج" صفحات كتيبه بهذه الفقرة :

                (من أين جاءنا عيد الميلاد ؟ من الكتاب المقدس أم من الوثنية ؟ إليك الحقائق المثيرة للدهشة-في هذا الصدد-التي ربما تمثل صدمة بالنسبة لك ..)

                وتحت عنوان (ماذا تقول دوائر المعارف ؟) أكد الكاتب في الصفحة الثامنة أن كلمة "عيد الميلاد" (لم ترد لا في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ، ولم تنقل عن الحواريين ، وإنما تسربت إلى النصرانية من الوثنية) .

                ويمضي الكاتب فيقول :

                (بما أن الاحتفال بعيد الميلاد إنما جاء عن طريق الكنيسة الكاثوليكية ، ولم يكن مرتكزاً إلى أية سلطة سوى سلطة تلك الكنيسة فدعونا نقرأ ما تقوله دائرة المعارف الكاثوليكية عن هذا الاحتفال في طبعة 1911 م وهذا نصه :

                "لم يكن عيد الميلاد واحداً من الأعياد الأولى للكنيسة الكاثوليكية ، وأول دليل على هذا الاحتفال إنما جاء من مصر .. فقد تحولت العادات الوثنية الخاصة ببداية شهر يناير في التقويم الروماني القديم ، تحولت إلى عيد الميلاد ، ويعترف أول الآباء الكاثوليك بالحقيقة التالية : لم يسجل الكتاب المقدس أن أحداً كان يحتفل أو أقام مأدبة كبيرة بمناسبة يوم ميلاده ، إن الآثمين والخطائين -مثل فرعون وهيرود-هم وحدهم الذين يجعلون من يوم مجيئهم إلى هذا العالم مناسبة للابتهاج العظيم" .

                أما دائرة المعارف البريطانية فهي تقول في طبعة 1946 م :

                "..ولم يوجد-أي عيد الميلاد-لا المسيح ولا الحواريون ولا نص من الكتاب المقدس بل أخذ-فيما بعد-عن الوثنية") .

                وينقل "هربرت أرمسترونج" عن دائرة المعارف الأمريكية في طبعة 1944 م قولها :

                (.."وفي القرن الرابع الميلادي بدأ الاحتفال لتخليد ذكرى هذا الحدث أي ميلاد المسيح ، وفي القرن الخامس أمرت الكنيسة الغربية بأن يحتفل به إلى الأبد في يوم الاحتفال الروماني القديم بميلاد "سول" ، نظراً لعدم معرفة ميلاد المسيح معرفة مؤكدة" ) .

                ويمضي مؤلف كتيب "الحقيقة المجردة عن عيد الميلاد" ليحدثنا عن أن المسيح لم يولد في الشتاء بأدلة من الأناجيل مفادها أن الرعاة كانوا يحرسون أغنامهم ليلاً وقت ميلاد المسيح ، وهو أمر لم يكن يحدث في فلسطين شتاء ، وإنما قبل منتصف أكتوبر .

                وينقل "هربرت أرمسترونج" عن دائرة معارف تشاف-هيرزج الجديدة للمعرفة الدينية قولها :

                ("ليس باستطاعتنا أن نقرر بدقة إلى أي مدى اعتمد تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد على احتفال "بروماليا" الوثني وتاريخه هو الخامس والعشرون من ديسمبر ، الذي كان يلي احتفال "ساتورناليا" الذي كان يمتد من السابع عشر من ديسمبر إلى الرابع والعشرين منه ، أي على مدى أسبوع كامل ، وأيضاً على الاحتفال بأقصر يوم في السنة وبالشمس الجديدة ، فقد كان احتفالا "ساتورناليا" و "بروماليا" الوثنيان راسخين بشدة في العادات الشعبية بحيث أنه كان من الصعب على المسيحيين أن يتجاهلوهما .. ولد كانت لهذين الاحتفالين ببهرجهما وصخبهما ومرحهما وبهجتهما شعبية كبيرة بحيث أن المسيحيين سعدوا حين وجدوا سبباً لكي يواصلوا الاحتفال بهما مع إحداث تغيير طفيف في روحهما وأسلوبهما ، وقد احتج الوعاظ المسيحيون في الغرب وفي الشرق الأدنى على الطريقة العابثة التافهة التي تم الاحتفال بها بمولد المسيح ، بينما اتهم مسيحيو ما بين النهرين –دجلة والفرات-اخوانهم الغربيين بالوثنية وعبادة الشمس باتخاذهم هذا الاحتفال الوثني عيداً مسيحياً") .

                ونمضي مع كتيب "الحقيقة المجردة عن عيد الميلاد" فإذا بمؤلفه يقول تعليقاً على الاقتباس السابق :

                (يجب أن نتذكر أن العالم الروماني كان وثنياً ، وكان المسيحيون قبل القرن الرابع الميلادي قلة من حيث العدد-وإن كانوا يتزايدون-وكانت الحكومة والوثنيون يضطهدونهم ، ولكن بتنصيب قسطنطين إمبراطوراً، وهو الذي اعتنق المسيحية في القرن الرابع واضعاً إياها بقدم المساواة مع الوثنية ، بدأ مئات الألوف من سكان العالم الروماني يقبلون المسيحية التي أصبحت وقتها ذات شعبية ، وعلينا أن نتذكر أن هؤلاء الناس نشأوا وترعرعوا في خضم العادات والتقاليد الوثنية التي كان أبرزها هذا الاحتفال الوثني الذي يقام في الخامس والعشرين من ديسمبر .. والذي كانوا يستمتعون به ، والذي لم يكونوا راغبين في التخلي عنه .

                ونفس هذا المقال الوارد في دائرة معارف تشاف-هيرزج يشرح كيف أعطى اعتراف قسطنطين بيوم الأحد (يوم الشمس وهو معنى المقطعين اللذين تتكون منهما كلمة يوم الأحد بالإنجليزية) الذي كان يوم عبادة الشمس عند الوثنيين ، وكيف أعطت تأثيرات العقيدة المانوية (نسبة إلى شخص فارس اسمه ماني دعا إلى دين ثنائي يقوم على الصراع بين النور والظلمة) التي كانت ترى أن ابن الإله هو والشمس شيء واحد ، كيف أعطى هذان الأمران-اعتراف الامبراطور قسطنطين بيوم عبادة الشمس ، وتأثيرات المذهب المانوي-وثنيي القرن الرابع اللذين كانوا يبحثون عنه لتسمية الخامس والعشرين من ديسمبر ، وهو تاريخ مهرجانهم الوثني الذي يحتفلون فيه بمولد الشمس الإله ، لتسميته عيد ميلاد ابن الإله ، وبهذه الطريقة أصبح (عيد الميلاد) لصيقاً بعالمنا الغربي !

                ومن الممكن أن نطلق عليه اسماً آخر ولكنه يظل دوماً مهرجان عبادة الشمس الوثني القديم ! والتغير الوحيد إنما يتمثل في الاسم الذي نطلقه عليه ! فلك أن تسمي الأرنب أسداً ولكنه سيظل أرنباً رغم التسمية !) .

                الأصل الحقيقي لعيد الميلاد

                ولكن إذا قد أخذنا عيد الميلاد عن الكاثوليك وهم قد أخذوه من الوثنية فمن أين أتى به الوثنيون ؟

                أين ومتى وماذا كان أصله الحقيقي ؟

                ويروي لنا مؤلف الكتيب قصة الأصل الحقيقي لعيد الميلاد على هذا النحو :

                (كان نمرود-وهو حفيد حام بن نوح- رجلاً شريراً في مدينة بابل التي غرق أهلها في الترف والآثام .. ويقال أنه تزوج أمه التي كان اسمها سمير أميس ، وبعد موته المفاجئ نشرت سمير أميس عقيدة شريرة مفادها أن نمرود ظل على قيد الحياة في شكل كائن روحي ، وادعت أن شجرة مخضرة اخضراراً دائماً نبتت ذات ليلة في جذع شجرة ميتة ، وهو ما يرمز إلى انبثاق حياة جديدة من الميت نمرود ، وزعمت سمير أميس أن نمرود يزور تلك الشجرة الدائمة الاخضرار في ذكرى عيد ميلاده من كل سنة ويترك فوقها هدايا ، وكان تاريخ ميلاد نمرود الخامس والعشرين من ديسمبر ، وهذا هو الأصل الحقيقي لشجرة عيد الميلاد .

                ونجحت سمير أميس في خططها لكي تصبح "ملكة السماء المقدسة" وأصبح نمرود-تحت أسماء عديدة-"ابن السماء المقدس" .

                وعلى مر العصور أصبح نمرود في طقوس العبادة الوثنية هذه هو المسيح الدجال ابن بعل إله الشمس ، وفي هذا النظام البابلي الزائف أصبحت الأم والطفل-سمير أميس ونمرود الذي ولد مرة أخرى-أصبحا محور تلك العبادة .

                وقد انتشرت عبادة "الأم والطفل" هذه في أنحاء العالم ، وتعددت أسماؤها في البلدان والأقطار المختلفة ، ففي مصر سميا "ايزيس وأوزوريس" وفي آسيا "سيبيلي و ديويس" وفي روما الوثنية "فورتشيونا وجوربيتربور" ، حتى في اليونان والصين واليابان والتبت وجد مثيل "للأم والطفل" قبل ميلاد المسيح بزمن طويل !

                وهكذا أصبحت أيضاً فكرة "الأم والطفل" في القرنين الرابع والخامس الميلاديين عندما كان مئات الألوف من وثنيي العالم الروماني يقبلون المسيحية التي كانت لها شعبية وقتها ، حاملين معهم عاداتهم وعقائدهم الوثنية القديمة ويخفونها تحت أسماء لها وقع مسيحي ليس إلا ، أصبحت هذه الفكرة أيضاً ذات شعبية كبيرة) .

                ردة منظمة ؟!

                إن الأصل الحقيقي لعيد الميلاد إنما يعود إلى بابل القديمة .. إنه جزء لا يتجزأ من الردة المنظمة التي أمسكت بخناق العالم المخدوع طيلة هذه القرون العديدة !

                لقد كان المصريون القدماء يؤمنون يوماً بأن ابن ايزيس-وهو الاسم المصري لملكة السماء-ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر ، وكان الوثنيون يحتفلون بهذا العيد المشهور في معظم أنحاء العالم المعروف على مدى قرون عديدة قبل ولادة المسيح .

                إن الخامس والعشرين من ديسمبر ليس هو يوم مولد يسوع .. المسيح الحقيقي !

                ويمضي المؤلف فيثبت بالأدلة التاريخية أيضاً أن مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد من باقات نبات الهولى إلى بابا نويل إلى عادة تقديم الهدايا في هذا الاحتفال هي عادات وثنية محضة !

                **
                سرد رائع مروع لحقيقة الاحتفال بما يوصف بأنه عيد ميلاد المسيح عليه السلام ، نقلناه حرفياً من مصدر كنيسي معاصر صدرت له حتى الآن ثلاث طبعات : 1952-1972-1974 .

                ولا شك أن القارئ المسلم لهذا السرد التاريخي المثير قد خرج بنتيجة فرعية هي في واقع الأمر أخطر مما قصد مؤلف الكتيب إلى اثباته .. تلك هي حقيقة أن عقيدة التثليث نفسها لا تعدو أن تكون كعيد الميلاد سواء بسواء فكرة وثنية (أخفاها وثنيو القرنين الرابع والخامس تحت اسم له وقع مسيحي) ليس إلا !

                ومن يخامره أدنى شك فليقرأ المقال مرة أخرى .. !

                ترجمة : محمد مصطفى رمضان .

                المصدر : مجلة الاعتصام يناير 1980 م باستفادة من منتديات بحريني



                المقالة الثانية

                عيد الميلاد في ميزان الإنجيل

                ألقى المؤرخ في الديانة المسيحية آندري فواسي يوم الخامس عشر من الشهر الجاري (12/2004م ) محاضرة حول الاحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية بحيث تطرق إلى الأصول التي تسربت منها العديد من المعتقدات الوثنية إلى العقيدة المسيحية.

                وقد قدم المحاضر لمحاضرته بقوله: إن الله يريدنا اليوم أن نعرف من أين جاءتنا هذه الأشياء. أشياء تسللت من الديانة السابقة والغامضة للبابليين، تلك الديانة التي سادت العالم أجمع تقريبا خلال ألف وخمسمائة سنة، والتي تعود حاليا بقوة تحت مسميات أخرى.

                وهي تتضمن معتقدات حافظ عليها المجتمع المفروض أنه مسيحي في ممارساته وفي تقاليده، ووصلت إلينا بالتوارُث جيلا عن جيل. إنها أمور علينا أن نعلمها كمسيحيين، ونحن محظوظون لكون الإله جعلنا اليوم نكتشفها.

                إنها أشياء نستطيع الآن، اليوم، أن نبحث فيها على ضوء الكتب المقدسة، وعلى ضوء المعلومات التي هي الآن متوفرة بكل يسر، يجب حقيقة أن لا تكون للمرء الرغبة في العلم والمعرفة حتى لا يرى الحقيقة بأم عينيه.

                وعلينا أن نلاحظ أن عدد المسيحيين الذين يكتشفون الحقيقة حول هذا الموضوع فيتوقفون نهائيا عن هذه الممارسات في تزايد. إن المسيحيين الحقيقيين؛ أولئك الذين يسعون بإخلاص إلى نيل رضا ربهم، فيتركون هذه الممارسات بمجرد أن يروا نور الحقيقة حول هذا الموضوع، يقول المحاضر:

                " وعلينا كذلك أن نعترف بأن هناك حقائق ليس دائما من السهل تصديقها، وربما بعض الأشياء يمكنها أن تكون صادمة لبعض الناس. ولكن إذا كنا حقيقة مسيحيين، وإذا كنا نعبد الله حقيقة، فستكون لدينا الرغبة في معرفة حقيقة ما يريده منا، وكذلك الرغبة الصادقة في الاستجابة لتنفيذ إرادته.

                فهل أعياد الميلاد(نويل) هي حقيقة أعياد مسيحية؟
                هل كنيسة العهد الجديد(الإنجيل)كانت تحتفل بأعياد رأس السنة؟
                هل عيسى ابن مريم ولد بالفعل يوم 25 دجنبر؟
                ما هو أصل عيد الميلاد؟
                ما الذي تقوله التوراة والإنجيل عن هذا العيد؟
                ماذا وراء أعياد رأس السنة؟
                ما الذي يمثله ''بابا نويل'' حقيقة؟
                هل يجوز لمسيحي أن يحتفل بعيد الميلاد؟
                هذه فقط بعض الأسئلة من بين غيرها التي يمكن أن نضعها على أنفسنا.
                ولكن ألم يحدث أبدا أن سأل أحدنا نفسه:
                -لماذا أفعل هذا؟
                -ما الذي يعنيه كل هذا؟
                -هل هناك من داع لكل هذه الأشياء؟

                ويتوجه ''آندري فواسي'' إلى الحضور بقوله:ربما في قرارة أنفسكم سبق أن أحسستم بحقيقة الجواب عن كل هذه الأسئلة؛ ولذلك تتجنبون وضع مثل هذه الأسئلة.

                ولكن لتصدقوا أو لا تصدقوا؛ فإن كل العادات التي تحيط بأعياد الميلاد والكثير غيرها من الأعياد المسيحية لا علاقة لها بالمسيح. بل إن الأمر أسوأ من ذلك فهي تعود في أصولها إلى ممارسات دينية وثنية، من الممكن لهذا أن يصدم بعض الأشخاص؛ ولكنها الحقيقة، وما أسهل التدليل عليها.

                وهناك عشرات الآلاف من الكتب التي تبين ذلك ولكن-ولأسباب متعددة- إما أننا لم يسبق لنا أن أعرناها أي اهتمام، أو هناك من جعلنا لا نعيرها اهتماما، أو لم يسبق لنا أن سمعنا عنها، أو أسوأ من ذلك لا نريد أن نسمع عنها!

                إنها أشياء نعرفها ولكننا قليلا ما نبحث عن معرفة أجوبة عن أسئلة محرجة مثل:

                -لماذا نزين شجرة بالشموع والهدايا؟
                -لماذا نزين البيوت بالمصابيح؟
                -وبالهدايا المعلقة
                -وبشجيرات الأرز؟
                -وخصوصا لماذا نقرن في أعين أطفالنا ''بابا نويل'' بميلاد المسيح؟

                ولنحاول الإجابة عن أهم الأسئلة المطروحة. من أين تسربت هذه الطقوس الوثنية إلى الديانة المسيحية؟

                وسوف نرى أن العديد من الأشياء التي نقول عنه: ''وما الضرر في ذلك؟'' هي في أغلبها-لو حاولنا معرفة حكم الله فيها-وراء الكثير من الضرر العقيدي، ووراءها ما وراءها من الشرك.

                الاحتفال بأعياد الميلاد

                أولا يجب أن نعلم أن كنيسة العهد الجديد لم تحتفل قط بأعياد الميلاد. فلا يوجد إطلاقا أي شيء في مكتوبات الكنائس يدل على أي احتفال من هذا النوع. بل يمكننا القول إن هناك أدلة على أن المسيح لم يولد في الخامس والعشرين من شهر دجنبر؛ ففي إنجيل لوقا، الفقرة الثانية، نقرأ أنه عند ولادة المسيح كان هناك رعاة نائمون في الحقول، وكانوا يحرسون شياههم خلال الليل. ونجد في الكثير من المقاطع في الأناجيل الأربع بأن الرعاة كانوا ينامون في الحقول ويخرجون أغنامهم إلى المراعي خلال الصيف وينامون معها في الحقول ويُدخلونها إلى الزرائب عند أول الأمطار، ومعروف أن أول الأمطار في فلسطين تهطل منذ شهر أكتوبر أو شتنبر. وهذا دليل على أن المسيح ولد قبل دجنبر بكثير.وإذا علمنا أن عادة الاحتفال الديني في الخامس والعشرين من دجنبر كانت معروفة قبل ذلك بكثير عند الديانات الوثنية نفهم لماذا تم الادعاء بأن المسيح ولد في ذلك اليوم.

                ولماذا الشجرة؟

                في الإنجيل كذلك نقرأ :''اسمعوا كلمة الرب الخالد إذ يقول: لا تتعلموا ملل الأمم السابقة، ولا تخشوا علامات السماء التي يخافها هؤلاء الأمم، ذلك أن شعائر الأمم ليست إلا ادعاء'' ونقرأ كذلك:''إنهم أوقفوا تماثيل وعلامات على كل تل عال وتحت كل شجرة خضراء'' والشجرة ذكرت باللغة العبرية القديمة هكذا ''شاهيرة'' وحسب قاموس يفسر التوراة فالأمر يتعلق بشجرة مقدسة كان الوثنيون القدامى يعلقون عليها رموزهم وعلاماتهم.

                ويقول نفس القاموس: إن الوثنيين القدامى كانوا يحتفلون بالشجرة المقدسة هكذا: ''كانوا يسمونها شجرة الحياة ويعلقون عليها الذهب والفضة وصور وتماثيل الحيوانات وكذلك يزينونها بالشرائط والزهور، ثم يوقدون العديد من الشموع ويحيطونها بها، ويرقصون حول الشجرة احتفالا بالعيد وخلال الرقص يتركون الشموع تحترق إلى الفجر'' ومن هنا جاءت عادة شجرة نويل عند المسيحيين فهل كان الخالق يرى أن لا ضرر في هذه الطقوس الوثنية؟

                ولنواصل بحثنا؛ إن نهاية شهر دجنبر كانت تتميز بفترة أعياد دينية كبرى في عالم ما قبل المسيح. ولنتذكر أن الإله ''بعل''( حسب المعتقدات القديمة) الذي هو إله الشمس كان أهم آلهة العالم آنذاك. وبما أنه إلـه الشمس فالاحتفال بميلاده كان ينطلق مع بداية ميول الأيام نحو الطول؛ 25 دجنبر. وكانت الشجرة المقدسة عند البابليين من مظاهر الاحتفال بالإلـه بعل. و قد جاء ذكرالشجرة في الإنجيل باللغة العبرية القديمة''شاهيرة'': ''ونصبوا تماثيل وعلامات ''شاهيرة'' على كل التلال العالية وتحت الشجر الأخضر''.

                أما بابا نويل بشكله الحالي وبهداياه للأطفال فلم يتم إدماجه في المعتقد المسيحي إلا في بداية ثلاثينات القرن العشرين. فقد تم ابتداع هذه الشخصية ذات اللباس الأحمر والأبيض وتم الترويج له من طرف شركة ''كوكاكولا''. وهي التي دفعت في اتجاه تعميمه بحيث أصبحنا نراه في مختلف بلاد العالم، حتى الإسلامية. ولا زالت مزايا ''بابا نويل'' وعطاياه للأطفال وكذلك قدراته العجيبة يتم الترويج لها بشكل مكثف من طرف السينما العصرية.

                فكيف تم إدماج هذا الخليط من المعتقدات الوثنية والمسيحية في دين واحد؟

                الأمر يرجع إلى الإمبراطو''كونستانتان العظيم'' الذي كان يعي جيدا الدور الذي كان يلعبه الدين في روما القديمة. وقرر منح دين المسيح الذي حاربته روما طويلا مكانة دين رسمي في الإمبراطورية، بعد أن تكاثر أتباعه من الرومان أنفسهم؛ وهكذا جلب الأمن الداخلي للإمبراطورية.وأرغم ''كونستانتان'' جميع وثنيي بلاده على اتخاذ أسماء مسيحية بما أن الدين الجديد أصبح هو الدين الرسمي للدولة. وتبعا لذلك أصبح من الضروري توحيد الديانتين حتى يتجنب النزاعات والصراعات التي قد تؤدي إلى حرب أهلية. فكان مؤتمر ''نيقا'' الشهير في سنة 325 بعد الميلاد الذي حضره الرهبان من الجانبين وتم فيه الاتفاق على المزج بين الديانتين بإدخال عقائد قريبة من الشرك في الدين الموحد مثل عقيدة التثليث وغيرها من العقائد.

                فأصبحت بذلك كنيسة روما تعج بالرهبان الوثنيين الذين أصبحوا يحملون أسماء مسيحية ويتبعون المسيح الذي حرفت ديانته. فكانت فرصتهم لتمسيح عقيدتهم الوثنية. وهكذا تم إدماج المعتقدات والشعائر التعبدية البابلية.

                وكانت الكنيسة الرومانية بقيادة ''كونستانتان العظيم'' مؤهلة لتبني الممارسات الوثنية حتى تجعل من دين المسيح دينا مستساغا لدى الوثنيين الذين كانوا كثرا كذلك. فـ ''كونستانتان'' كان يستعمل الدين كوسيلة سياسية منزوعة تماما من روحها الحقيقية؛ وهكذا أخذت الشعائر والمعتقدات الوثنية أسماء مسيحية.

                هذا هو أصل الاحتفالات التي ما أمر الله ولا المسيح بها حسب المؤرخ والمفكر ''آندري فواسي''

                ترجمة : إبراهيم الخشباني .

                المصدر : مجلة التجديد الإسلامية


                تعليق


                • #9
                  رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

                  كلنا سنقوم الليل الساعة 12 ليلة الكريسماس
                  محمد شعبان أبو قرن

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  وصلتني هذه الرسالة عبر البريد من أحد الإخوة, وكان نصها كالتالي, مع بعض التصحيح مني:
                  نص الرسالة/
                  "إن شاء الله كلنا سنقوم الساعة 12 ليلة رأس السنة ونصلي ركعتين، أو نقرأ قرآناً، أو نذكر ربنا، أو ندعو، لأنه لو نظر ربنا للأرض في هذا الوقت الذي معظم العالم يعصيه, يجد المسلمين لا زالوا على طاعتهم، وكمان نعمل بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: العبادة في الهرج كهجرة إليّ, بالله عليك ابعث الرسالة هذه لكل الذين عندك، لأنه كلما كثر عددنا؛ كلما ربنا سيرضى أكثر"..!!
                  الرد/
                  فأحببت أن أنشر الرد عليها بموقعنا المبارك (صيد الفوائد) حتى لا ينخدع كثير من المسلمين بمثل تلك الرسائل والحملات المنتشرة عبر شبكة الإنترنت.
                  فأقول وبالله التوفيق:
                  الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وبعد:
                  فإنه لابد لنا أن نفرق بين مقاصد الشريعة حول العبادات والطاعات, ولا نحمل الأحاديث على غير معناها الصحيح, فهذه مسألة وهذه مسألة أخرى.. فمسألة إنشاء عبادة لمخالفة المشركين في أعيادهم "كما هو منصوص عليه في رسالة الأخ المرسل" يعد من البدع المنكرة, ولا يجوز تخصيص أيام أعياد الكفار بأي نوع من أنواع العبادة، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك، ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية: "ومن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم.
                  ويكفي مخالفةً لهم أننا لا نشاركهم في أعيادهم بأي نوع من المشاركة، وأننا نبغض أفعالهم المخالفة للشرع, وعقائدهم الضالة.
                  ثم إنه يُخشى أن يعتاد الناس على هذه العبادة في أعياد الكفار الباطلة، فيعتقد العوام بعد ذلك أنها سُنَّة، فتكون بذلك قد أحدثت بدعة من حيث لا تشعر، بل قد يكون تخصيص أعيادهم بالعبادة نوعاً من المشاركة لهم في تعظيم أيامهم دون قصد منك، كما يحدث أيام شم النسيم وغيرها من أعيادهم الباطلة, ولذلك كره العلماء صيام أيام أعيادهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصوموا يوم السبت إلا في افترض عليكم ", ثم الأهم من ذلك أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خصص مناسبة من المناسبات بذكر, أو صلاة, أو قراءة قرآن, كما يظن البعض في إحياء ليلة عيد الفطر أو ليلة الأضحى أو ليلة الجمعة بذكر أو بصلاة, استنادًا منهم على حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ ", وهو حديث ضعيف، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
                  قال النووي في "الأذكار": وهو حديث ضعيف رويناه من رواية أبي أمامة مرفوعاً وموقوفاً، وكلاهما ضعيف. ا.هـ. فتأمل أخي الحبيب حفظك الله.
                  حتى هذه الأحاديث التي تحث على العبادة بالنسبة لأهل الإسلام فإنها إما ضعيفة ضعفًا بينا وإما موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم, فما بالك بمشاركة أهل الكفر في أعيادهم, فتأمل..!!
                  وهاكم كلام ابن قدامة في المغني حول تخصيص يوم عيد الكفار بصيام أو عبادة:
                  قال ابن قدامة في المغني: ويُكره إفراد يوم النيروز (وهو من أعياد الرافضة الضالين المضلين)، ويوم المهرجان بالصوم؛ لأنهما يومان يعظمهما الكفار، فكره كيوم السبت، وعلى قياس هذا كل عيد للكفار، أو يوم يفردونه بالتعظيم. ا.هـ.
                  وقال الكاساني في بدائع الصنائع: وكذا - يعني يكره - صوم يوم النيروز والمهرجان، لأنه تشبه بالمجوس. ا.هـ.
                  وأما مسألة الاعتماد على حديث العبادة في الهرج فلا يجوز أن نحمل الحديث على غير معناه الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم, فالعبادة في الهرج المنصوص عليها في الحديث.. هي عبادة عامة.. وليست مخصصة بوقت معين معلوم, كصيام الاثنين والخميس والأيام القمرية ويوم عاشوراء ويوم عرفة وغيرها, فهذه عبادة معلومة وموقتة بميقات, أي أنها عبادة مخصوصة وردت الأحاديث والنصوص الدالة على فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها.

                  ولذلك أقول للإخوة الأفاضل أن يحرصوا على عدم نشر تلك الرسائل التي تساهم في نشر البدعة, وأن يتحققوا من أي شيء يتعلق بدين الله عز وجل ويتأكدوا منه قبل النشر, فكما قال سلفنا الصالح: إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.

                  والله تعالى أعلى وأعلم, وصلي الله وسلم على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

                  المصدر.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.


                    حكم الإحتفال بعيد ميلاد المسيح

                    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد فيحرم على المسلم الإحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام (الكرسمس) للأمور الآتية:

                    أولا: أن الإحتفال بهذا اليوم يعد عيدا من الأعياد البدعية المحدثة التي لا أصل لها في الشرع وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحداث في الدين. عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أخرجه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد). فلا يخصص يوم بفرح واحتفال إلا بدليل شرعي.

                    ثانيا:
                    لا يجوز للمسلم الإحتفال بعيد إلا بالأعياد المشروعة المأذون فيها في ديننا وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى. فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه قال : (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون بهما فقال : قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما يوم الفطر والأضحى). فالنبي عليه الصلاة والسلام أبطل أعيادهم حتى لا يضاهى بها أعياد المسلمين. وإذا تساهل الولاة والعلماء بذلك عظم العوام أعياد الكفار كتعظيمهم لأعياد المسلمين.

                    ثالثا:
                    لا يشرع في ديننا الإحتفال بمولد أحد مهما كان سواء كان يتعلق بمولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء أو الصديقين والصالحين. فمولد الأنبياء ومماتهم صلوات الله عليهم ليس مناسبة دينية يتقرب بها إلى الله ويظهر فيها الفرح أو الحزن أو غير ذلك من مظاهر الإحتفال. ولذلك لما كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ظن الناس أنها كسفت لموت إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم فرد صلى الله عليه وسلم هذا الظن وأبطله كما أخرج البخاري حديث المغيرة بن شعبة قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله). ولذلك لم يرد في شرعنا دليل يدل على الإهتمام بمناسبة المولد أو الممات ومشروعية الإحتفال بهما ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو الأئمة المتبوعين الإحتفال بذلك.

                    رابعا:
                    أن الإحتفال بعيد المسيح فيه نوع من إطرائه والغلو فيه والمبالغة في حبه وهذا ظاهر في شعائر النصارى في هذا اليوم . وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال (لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مرين، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله ) رواه البخاري. وقد نهى الشرع عن تقديس الأنبياء والغلو فيهم وعبادتهم دون الله ورفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تعالى. فالرسل بعثهم الله مبشرين ومنذرين يدعون الناس لعبادة الله لا لأجل عبادتهم والغلو فيهم.

                    خامسا:
                    أن الإحتفال بذلك العيد فيه موالاة للكفار ومشاركة لهم في شعائرهم الباطلة وإشعار لهم أنهم على الحق وسرورهم بالباطل وكل ذلك محرم من كبائر الذنوب. قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). وهذا إذا لم يقصد المسلم الرضا بدينهم والإقرار بشعائرهم من التثليث والتعميد و الذبح لغير الله وشد الزنار وغيره أما إن قصد ذلك فهو كافر مرتد عن دين الإسلام باتفاق أهل العلم. والعامي لا يفرق في هذا المقام ولذلك يجب على المسلم اجتناب كنائس ومعابد النصارى في هذا اليوم وغيره.

                    سادسا:
                    أن الإحتفال بعيدهم فيه تشبه بالنصارى فيما هو من خصائصهم من شعائر الكفر وهذا من أعظم الذنوب التي نهى عنها الشرع وذم فاعلها. قال النبي صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبوداود . والتشبه بالظاهر يوجب التشبه بالباطن ويوجب أيضا المحبة والمودة بين المتشبه والمتشبه به. ولذلك قطع الشرع الحكيم كل وسيلة توصل المسلم إلى الإعجاب بالكفار والرضا بدينهم واللحاق بعسكرهم.

                    سابعا:
                    العيد المشروع للمسلمين ما كان بعد الفراغ من العبادة. فهو شكر لله على تيسيره للعبادة وفرح للمسلم على إتمامه العبادة. فعيد الفطر بعد إتمام الصوم وعيد الأضحى بعد إتمام الحج وعشر ذي الحجة. فهو فرح وعبادة وشكر وإنابة للمولى عز وجل وليس فرحا لمخلوق أو أمر من الدنيا. وهذا المعنى غير موجود في عيد المسيح عليه السلام وشريعته قد نسخت فلا يشرع لمسلم أن يحتفل به ويتبع شرعه.

                    ثامنا:
                    أن الإحتفال بهذا اليوم فيه مخالفة لهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتنكب لسبيله. فقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يبالغ في مخالفة طريقة أهل الكتاب ويعجبه ذلك في عبادته وزيه وأخلاقه وعادته في شؤون الدنيا. كمخالفته لهم في استقباله القبلة وفرق شعره وقيام الناس له وتغيير الشيب وصفة السلام وغير ذلك مما هو من خصائصهم. وقد ثبت عنه ذلك بالقول والفعل. وهذا أصل عظيم يجب على المسلم الاعتناء به. وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بوقوع طائفة من المسلمين في التشبه باليهود والنصارى آخر الزمان فقال صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذرعا بذراع حتى لو دخلوا حجر ضبا لتبعتموهم .قال الصحابة يا رسول الله :اليهود والنصارى قال:فمن) متفق عليه. وهذا أمر مشاهد والله المستعان.

                    فلأجل هذا يحرم على المسلم الإحتفال بعيد النصارى وشهوده والمشاركة فيه بوجه من الوجوه وتبادل الهدايا فيه وتهنئتهم بذلك والتجارة فيما يعينهم على فعله والتسويق والدعاية له.
                    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

                    المصدر.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

                      حُكم تهنئة الكفّار بأعيادهم
                      محمد بن صالح العثيمين

                      سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
                      عن حُـكم تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) ؟
                      وكيف نردّ عليهم إذا هنئونا به ؟
                      وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يُقيمونها بهذه المناسبة ؟
                      وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكِر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب ؟
                      وهل يجوز التّشبّه بهم في ذلك ؟

                      فأجاب - رحمه الله - :
                      تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة ، حيث قال : وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبد بمعصية أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه . انتهى كلامه - رحمه الله - .
                      وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضىً به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره ؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك ، كما قال تعالى :
                      ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) . وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا )
                      وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
                      وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك ، لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
                      وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
                      وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا ، أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " : مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء . انتهى كلامه - رحمه الله - .
                      ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مُجاملة أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المُداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم .
                      والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم . إنه قويٌّ عزيز .


                      ============
                      انتهى كلامه - رحمه الله – وأسكنه فسيح جنّاته .
                      مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( جـ 3 ص 44 – 46 ) .

                      تعليق


                      • #12
                        رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

                        مشاركة النصارى في أعيادهم
                        الشيخ عبدالعزيز بن باز

                        السؤال : بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم ؟

                        الجواب:
                        لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم ، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.

                        فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء ، لأنها أعيا د مخالفة للشرع.

                        فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ، ولأن الله سبحانه يقول : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان .

                        السؤال : ما حكم إقامة أعياد الميلاد ؟

                        الجواب:
                        الاحتفال بأعياد الميلاد لا أصل له في الشرع المطهر بل هو بدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق على صحته .

                        وفي لفظ لمسلم وعلقه البخاري رحمه الله في صحيحه جازما به : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده مدة حياته ولا أمر بذلك ، ولا علمه أصحابه وهكذا خلفاؤه الراشدون ، وجميع أصحابه لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بسنته وهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرصهم على اتباع ما جاء به فلو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم مشروعا لبادروا إليه ، وهكذا العلماء في القرون المفضلة لم يفعله أحد منهم ولم يأمر به .

                        فعلم بذلك أنه ليس من الشرع الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ، ونحن نشهد الله سبحانه وجميع المسلمين أنه صلى الله عليه وسلم لو فعله أو أمر به أو فعله أصحابه رضي الله عنهم لبادرنا إليه ودعونا إليه . لأننا والحمد لله من أحرص الناس على اتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه . ونسأل الله لنا ولجميع إخواننا المسلمين الثبات على الحق والعافية من كل ما يخالف شرع الله المطهر إنه جواد كريم .

                        مجلة البحوث الإسلامية العدد الخامس عشر ، ص 285 .

                        المصدر : موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

                          وقفةٌ حول أعياد رأس السنة الإفرنجية

                          خالد بن عبدالرحمن الشايع

                          الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، أما بعد :

                          فإن للنصارى من ( الكاثوليك ) و ( البروتستانت ) أعياد متوالية في رأس السنة الإفرنجية ، وأبرزها عيد ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، والذي يحرص ملايين النصارى (وبعضُ جهَّال المسلمين ) على إظهار حفاوتهم به عبر تزيين الأشجار وإرسال بطاقات عيد الميلاد إلى الأصدقاء والأقارب ، مع نشر الدُّمى والصور التي ترمز إلى ( البابا نويل ) ، ومن عادة كثير من النصارى التجمع ليلة عيد الميلاد في ( بيت لحم ) حيث يذكرون أن المسيح قد ( وُلِد ) هناك ، لإقامة قدَّاس منتصف الليل .
                          إضافةً لما يعملونه في الأعياد الأخرى في هذه الفترة ، ومنها عيد ( الغطاس ) الذي تزعم النصارى أن يحيى ( عمَّد ) فيه عيسى عليهما السلام ( أي غسله بماء لتطهيره من ذنوبه ، وهو اليوم عند النصارى رمزٌ لدخول الإنسان في المجتمع النصراني ) ، ولذا يتبركون بما ( التعميد ) وكذا عيد ( الفُصح ) وغيرها .
                          ويصاحب أعيادَهم هذه مظاهر عديدة كتزيين البيوت ، وإيقاد الشموع ، والذهاب للكنيسة وتزيينها ، وصناعة الحلوى الخاصة ، والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة ، وصناعة الأكاليل المضاءة ، وغير ذلك من طقوسهم .
                          وفي ضوء ما تقدم ، وحيث أننا في وقت إقامة النصارى لاحتفالاتهم : فينبغي أن يُعلم أن جميع ما لدى النصارى وما لدى عموم الكفار من تلك الأعياد بدعة وضلالة ، فوق ما عندهم من الكفر بالله ، قال الله تعالى { وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ } [ الحديد : 27].
                          وقد أغنى الله أهل الإسلام بما شرع لهم من عيدي السنة : الفطر والأضحى ، وبما جعل لهم من العيد الأسبوعي في يوم الجمعة ، وهي أعياد فرح وعبادة لله تعالى ، فليس بعد هذا الحق إلا الضلال ، ولأجل ذلك نبه العلماء إلى تحريم مشاركة الكفار في شيء من أعيادهم ، سواءً أكان ذلك بحضورها أو التشبه بهم في أعمالهم فيها ، أو بإعانتهم عليها ، أو بتهنئتهم بها ، فكل ذلك مما يخالف ما جاءت به الشريعة من وجوب مفاصلة الكفار والحذر من مشابهتهم أو موافقتهم في أعيادهم وعباداتهم .
                          ولا ريب أن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه : { لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } ( الحج : 67 ) فالموافقة فيها موافقةٌ في أخصِّ شرائع الكفر.
                          وقد كانت عناية الشرع بهذا الأمر بليغة ومؤكدة ، فإن الله وصف عباده المؤمنين بمجانبة الكفار في أعيادهم،وذلك قوله سبحانه: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } [ الفرقان: 72] فالمراد بالزور ـ الذي لا يشهده عبادُ الله المؤمنون ـ في هذه الآية هو : أعياد الكفار . وروى البيهقي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : " من بنى ببلاد الأعاجم ، فصنع نيروزهم ومهرجانهم ، وتشبه بهم حتَّى يموت وهو كذلك ؛ حُشِر معهم يوم القيامة " .
                          والله جلَّ شأنه قد شرع لعباده المؤمنين من الأعياد ما يستغنون به عن تقليد غيرهم،كما تقدم ، فقد روى أبو داود والنسائي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه قال : قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: " قد أبدَلَكُم الله تعالى بهما خيراً منهما:يومَ الفطر والأضحى ". قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم .
                          قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فأما بيع المسلم لهم في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم من الطعام واللباس والريحان ونحو ذلك ، أو إهداء ذلك لهم فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرم .

                          قال : وكما لا يتشبه بهم في الأعياد ؛ فلا يُعَانُ المسلم المتشبه بهم في ذلك ، بل يُنهى عن ذلك ، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب إجابة دعوته ، ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته ، خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم .
                          وبهذا يُعلم خطأ عدد من إخواننا وأخواتنا أهل الإسلام الذين يتساهلون بهذه المسألة لينـزلقوا في مشاركة الكفار أعيادهم بأي صورةٍ كانت ، مع ما فيها من الخلل بالعقيدة .
                          وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

                          نشر في جريدة الرياض ضمن العمود الصحفي وقفة في رحاب العقيدة.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

                            حكم الاحتفال بأعياد الكفار أو تهنئتهم بها

                            السؤال:ما حكم من يحتفل بأعياد الكفار أو يهنئهم بها مع علمه بأن ذلك من خصائصهم كما هو حال المسلمين اليوم؟!

                            الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:ـ
                            فإن الاحتفال بأعياد الكفار أو التهنئة بها مع العلم بأن ذلك من خصائصهم لا يخلو من هذه الأحوال:
                            أولاً:
                            إما أن يكون ذلك لمجرد موافقتهم ومجاراة لتقاليدهم وعاداتهم من غير تعظيم لشعائر دينهم ولا اعتقاد من المشارك لصحة عقائدهم (وهذا يتصور في التهنئة أكثر منه في حضور الاحتفال) وحكم هذا الفعل التحريم لما فيه من مشاركتهم ولكونه ذريعة إلى تعظيم شعائرهم وإقرار دينهم.
                            قال كثير من السلف في تفسير قوله تعالى
                            {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}
                            إن شهود الزور هو حضور أعياد المشركين. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن لكل قوم عيداً" وهذا أوضح الأدلة على الاختصاص.

                            ثانياً:
                            وإما أن يكون ذلك لشهوة تتعلق بالمشاركة. كمن يحضر أعيادهم ليشاركهم في شرب الخمر والرقص واختلاط الرجال والنساء ونحو ذلك. وحكم هذا النوع التحريم المغلظ لأن هذه الأفعال محرمة بذاتها، فإذا اقترنت بها المشاركة في شهود زورهـم كانت أعظم تحريماً.

                            ثالثاً:
                            وإما أن تكون المشاركة بنية التقرب إلى الله تعالى بتعظيم ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام لكونه رسولاً معظماً كما يحتفل بعض الناس بذكر مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحكم هذا النوع أنه بدعة ضلالة، وهي أشد تحريماً وأغلظ ضلالاً من الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم لكون صاحبها يشارك من يحتفلون بذلك معتقدين أن المسيح هو الله أو ابن الله ـ تعالى الله عما يصفون ـ وهذا مما أحدثوه في دينهم مما لم يشرعه الله تعالى ولم يفعله المسيح عليه السلام ولا غيره من الأنبياء، وتعظيم الأنبياء إنما يكون بمحبتهم واتباع دينهم وليس بهذه الاحتفالات.

                            رابعاً:
                            وإما أن يكون الاحتفال مقروناً باعتقاد صحة دينهم، والرضى بشعائرهم وإقرار عبادتهم كما عبروا قديماً بقولهم (المعبود واحد وإن كانت الطرق مختلفة) [مجموع الفتاوي 25/ 323] وكما يعبرون حديثاً بوحدة الأديان وأخوة الرسالات، وهو من شعارات الماسونية وأشباهها. وحكم هذا النوع كفر مخرج من الملة. قال تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
                            وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.

                            وكتبه: سفر بن عبدالرحمن الحوالي
                            20/ جماد الآخرة/1413هـ


                            تعليق


                            • #15
                              رد: مواضيع و فتاوى يتحدثان عن الاحتفال برأس السنة الميلادية.

                              حكم الاحتفال بأعياد النصارى كالكريسمس وغيره

                              الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .أما بعد :
                              اعلم أيها المسلم- وفقك الله لكل خير-:
                              أنه لا تجوز مشاركة النصارى والاحتفال معهم في عيد الكريسمس أو في غيره من أعيادهم؛ وذلك للأدلة التالية :
                              أولاً :
                              قوله تعالى : {
                              وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [ الفرقان : 72] .
                              والزور : أعياد المشركين ، ذكره مجاهد والربيع بن أنس وعكرمة والقاضي أبو يعلى والضحَّاك . وليس المراد من الآية أنَّ شهادة الزور هي الكذب. فإن الفعل يشهد قد يتعدى بالباء وقد يتعدى بنفسه ، فإن تعدى بالباء كان معناه أخبر، تقول : شهدت بكذا، أي: أخبرت به. أما قولك : شهدت كذا، أي: حضرت. ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الغنيمة لمن شهد المعركة ). أي: حضر. وسُميت أعيادهم زوراً ؛ لأن الزور يطلق على المموَّه والمحسّن الذي يظهر بخلاف حقيقته إما لشهوة أو لشبهة . فالشرك ظهر حسنه لشبهة ، والغناء ظهر حسنه لشهوة ، وأعياد المشركين جمعت بين الشهوة والشبهة [اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 179].
                              ووجه الدلالة من الآية: أنه مدحهم على مجرد ترك أعياد المشركين؛ فدل ذلك على أن فعله مذموم معيب، إذ لو جاز فعله لما كان في تركه كبير مدح .

                              ثانياً :
                              عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما . فقال( ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر )) [ رواه أبو داود واللفظ له وأحمد والنسائي وإسناده على شرط مسلم] . وجه الدلالة : أنهم كانوا يحتفلون بيومين جاهليين فلم يقرهما النبي صلى الله عليه وسلم بل قال ( إن الله قد أبدلكم .. )) .
                              والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه ، إذ لا يُجمع بين البدل والمبدل منه . قال تعالى :{
                              فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ } [ البقرة : 59] ولم يجمعوا بين القولين فقوله صلى الله عليه وسلم (( إن الله قد أبدلكم ... )) يقتضي ترك الجمع بين أعيادنا وأعيادهم ،وقوله (( خيراً منهما)) يقتضي الاعتياط بعيدينا عن أعياد النصارى .

                              ثالثاً :
                              عن ثابت بن الضحاك قال :جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة - موضع قرب مكة - . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد ؟ قالوا : لا . قال : هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ قالوا : لا. قال : فأوف بنذرك ؛ فإنه لاوفاء بنذر في معصية الله ولافيما لايملك ابن آدم )) [ أخرجه أبو داود وأصله في الصحيحين ] .وجه الدلالة من الحديث : دل هذا الحديث على أن الذبح في مكان عيد المشركين معصية لله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لاوفاء لنذر في معصية الله )). ولولا اندراج الصورة المسؤول عنها في هذا العموم لما كان في الكلام ارتباط ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم منزه عن مثل ذلك . وإنما كان معصية حتى لا تُحيا أمثال هذه الأعياد . فإذا كان مجرد الذبح في مكان كان فيه عيد لهم معصية فكيف بمن احتفل معهم أو هنّأهم ؟؟ قال ابن تيمية - رحمه الله - : " وهذا نهي شديد عن أن يُفعل شيء من أعياد الجاهلية على أي وجه كان " [ الاقتضاء 187] .

                              رابعاً :
                              عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن لكل قوم عيداً وإن عيدنا هذا اليوم - ليوم الأضحى- )) [ أخرجاه في الصحيحين ] .
                              وجه الدلالة : هذا الحديث يفيد اختصاص كل قوم بعيدهم ، كما أن قول الله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [ المائدة : 48] يفيد اختصاص كل قوم بشرعتهم ومنهاجهم .
                              وقوله صلى الله عليه وسلم (( وإن عيدنا هذا اليوم )) يعني : لاعيد لنا إلا هذا اليوم ، فالتعريف باللام والإضافة يقتضي الاستغراق ، وهذه إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى جنس المشروع - العيدين - .

                              خامساً :
                              عن أُم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر ما كان يصوم من الأيام ويقول ( إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم )) [ أحمد والنسائي ] .
                              وفي هذا الحديث فائدتان :
                              الأولى : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب مخالفة اليهود والنصارى -لا سيما يوم عيدهم- فهل الذي يحتفل معهم ويهنئهم مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم أم أنه مخالف له ؟!! فمن كان متأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم فليبغض مشاركتهم في أعيادهم وليخالفهم فيها .
                              الثانية : أن اليهود والنصارى مشركون كما نعتهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم في موضعين : [ الآية 72 من سورة المائدة ، والآية 31 من سورة التوبة ] .

                              سادساً :
                              ما رواه البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم ) . وفي هذا الأثر: نعتَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه النصارى بالشرك .

                              سابعاً :
                              ما رواه البيهقي عن عمر رضي الله عنه أيضاً أنه قال اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ) وهذا نهي عن لقائهم والاجتماع بهم فكيف بمن احتفل بعيدهم ؟! .
                              قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :" الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ومن أظهر ما لها من الشعائر فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره ، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة " أ.هـ [ الاقتضاء 205 ] . راجع هذه الأدلة وغيرها في اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية [ ص 177-197].
                              وقال رحمه الله : " وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي للنصراني شيئاً في عيدهم مكافأة لهم، ورآه من تعظيم عيدهم وعوناً لهم على كفرهم، ألا ترى أن لا يحل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شيئاً من مصلحة عيدهم؛ لا لحماً ولا إداماً ولا ثوباً ، ولا يعارون دابة ، ولا يعاونون على شيء من عيدهم ؛لأن ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم. وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره ولا أعلم خلافاً فيه". أ هـ [ الاقتضاء 329]
                              وقال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ ( أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ) [ أحكام أهل الذمة ] .


                              مهران ماهر عثمان
                              خطيب مسجد خالد بن الوليد بأركويت 63

                              التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 11-02-2015, 01:11 PM. سبب آخر: تشكيل الآيات ،حذف وجوه تعبيرية..بوركتم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X