الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ...وبعد...
فهذه أدعية اعتقد أن معظمنا _إن لم يكن كلنا_سمعها من أئمة المساجد فى دعاء القنوت فى
شهر رمضان _إلا من رحم ربى_ وهى أدعية لا تصح أبداً ولا ينبغى لنا أن ندعو بها لما فيها
من أخطاء ومخالفات ....
وقد أخترت منها دعاءين منتشرين جداً على الرغم من أنهما يحملا ن من المخالفات ما الله به عليم..
_الدعاء الأول: "اللهم عليك باليهود ومن هاودهم":
قال الفيروز أبادى فى القاموس المحيط:المهاودة:"الموادعة والمصالحة والممايلة"..
،"والهوادة":(اللين وما يرجى به الصلاح والرخصة)....
ومن ثمَ:هذا من عظيم الرزايا أن يدعو بعضهم بمثل هذا الدعاء ولا يعلم
معناه لا من جهة اللغة ولا حكمه وما يترتب عليه من جهة الشرع.........
وهذه مصيبة البعض أن يردد أدعية لا يفقه معناها إذ قد يترتب عليها لاوازم خطيرة لولا أننا
حكمنا بجهله لكن للشرع فيه حكم أخر لأنه بهذا الدعاء أدخل النبى فى هذا الدعاء...
لأن الكلمة كما قلت معناها "المصالحة" واليهود يجوز الصلح معهم بشروط وإذا كان فى هذا
مصلحة كبيرة للمسلمين كما صالحهم الرسول فى المدينة....
الدعاء الثانى:(الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والإستئصال)...
وهذا من صور الإعتداء من الدعاء ويدل على ذلك:
1_أن الرسول لم يثبت عنه أنه دعا على عموم الكفار وإنما دعا على قبائل
أو أشخاص بأعيانهم بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين ؟
فقال_الرحمة المهداة_:لا ،لعل الله أن يُخرج من أصلابهم من يؤمن بالله لا يشرك به شيئاً.
وأخرج الإمام مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة_رضى الله عنه_قال :قيل يا رسول الله :
"أدع الله على المشركين قال: إنى لم أبعث لعاناً وإنما بُعثت رحمة"...
2_أن هذا يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار إلى يوم القيامة بل إن الساعة لا
تقوم إلا على شرار الخلق وأيضاً سيترتب على هذا تعطل باب "الولاء والبراء والجهاد"...
3_الكفار قسمان فى التعامل معهم :
_الأول: أهل عهد:وهم ثلاثة أصناف:
1_أهل الذمة:وهم من يؤدى الجزية..ولهم ذمة مؤبدة وقد عاهدوا المسلمين على أن
يجرى عليهم حكم الله ورسوله لإقامتهم فى ديار المسلمين...
2_أهل الهدنة:وهم من صالح المسلمين على البقاء فى ديارهم
وهؤلاء لا تجرى عليهم أحكام الإسلام ..ولكن عليهم الكف عن محاربة المسلمين...
3_أهل الأمان أو المستأمن:وهم القادمون لبلاد المسلمين لحاجة دون استيطان بها
مثل :"التجار والزوار والسياح والسفراء"...وهؤلاء لا يقتلوا ولا تؤخذ منهم جزية...
الثانى:أهل الحرب:وهم من لم يدخل فى عقد الذمة ولا يتمتع بأمان المسلمين وعهدهم..
وهم الذين يقاتلون المسلمين بالفعل ةيكيدونهم ..والذين أعلنوا الحرب على الإسلام وأهله..
وهؤلاء يقاتلون ويُقتلون....
_قال شيخ الإسلام _رحمه الله_(ودعاء نوح _عليه السلام_على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لا يؤمن من قومه إلا من قد ءامن )...مجموع الفتاوى..
_ قال الشيخ /صالح الفوزان(المشروع فى القنوت وغيره بالهلاك على _المعتدين_من الكفار على
المسلمين لأن النبى لما قنت يدعو على الكفار خصَ المعتدين منهم ولم يدعوا عليهم جميعاً)...
_وأخيراً :"الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً بالإستئصال
هذا لا يجوز شرعاً وهو من الإعتداء فى الدعاء وذلك لأن :الله عزوجل أخبرنا
أن اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال فإذا ما دعا أحدنا
بأن يستأصلهم الله الأن قبل نزول المسيح الدجال فهذا إعتراضعلى قدر الله
الكونى ببقائهم إلى أخر الزمان ....ولهذا لم ينقل عن السلف ولا من أئمة المسلمين
أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود وإنما يدعو على من قاتل ومن حارب المسلمين..
هذا ما أردت أن أنبه عليه إخوانى وأخواتى فى الله ...
الله أسأل أن تكون الفكرة وصلت....
فستذكرون ما أقول لكم....وأفوض أمرى إلى الله...إن الله بصيرٌ بالعباد..
تعليق