إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحج دروس وعبر ||

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحج دروس وعبر ||

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحج ركن من الأركان العظيمة التي يُقام بها الإسلام وتتضح معالمه، وهو من الشعائر التي يقف أمامها المسلم يتأملها طويلاً ويتفكر فيها كثيرًا.

    والحج مستودع عظيم من الحكم البليغة واللطائف النفيسة التي تحتاجها الأمة الإسلامية جيلاً بعد جيل.
    وهذه دعوة كي نُعيد قراءة بعض معاني الحج وحكمه.
    الحج دعوةٌ ربانيةٌ.. ونداءٌ مقدسٌ.
    نعم دعوة من الله الجليل لرهط زكي مختار، نطق بها النبيون بداية من أبيهم الخليل إبراهيم عليه السلام إذ أذَّن في الناس بالحج وجدد بها خاتم النبيين محمد(1) صلى الله عليه وسلم الكون واستجاب لها في كل عام من أرادهم الله تعالى واختارهم.

    فليعقل الحاج هذا الأمر، ويعلم أنه يسير في ركب مبارك، يقدمهم المصطفون الأخيار، وأن سيره جهاد لا شوكة فيه ونفقة مقبولة وثوابه الجنة.
    الحجُّ تأهيلٌ للأمة
    يتعلم المسلم وهو يتدبر شعائر الحج ومناسكه أن يُلبي نداء الله تعالى، فها هو يقول مع الحجيج: ((لبيك اللهم لبيك)) وهذه التلبية شعار الحجيج ونشيدهم تعني الإجابة الكاملة لأمر الله والانقياد التام لشرعه، والخضوع والاستسلام لأوامره.
    إن أمة الإسلام في حاجة إلى أن تعي هذه التلبية، وهي مدعوة اليوم كي تُلبي وتُلبي كما لبت نداء الحج والعمرة فتُلبي نداء الصلاة والزكاة فلا يبقي مسلم لا يُصلّي، ولا غني ممتنع عن أداء الزكاة، وتُلبي نداء النصرة وإغاثة المكروب وإعانة المظلوم فلا يبقي في ديار الإسلام ظلم ولا ظالم وتطهر الأرض من ذلك. وتُلبي نداء الثكالى واليتامى والأرامل في أفغانستان وكشمير وفلسطين والعراق فتهب الأمة كلها تقول: (نُصرت أمة الإسلام) تقتدي في ذلك بالخليفة المعتصم يوم استغاثت به مسلمة تعرضت للأذى فصرخت (وا معتصماه)، فلما علم بذلك جيّش لها جيشًا عظيمًا لتأديب الروم ولسان حاله يقول: (نُصرت يا أخت الإسلام).
    الحجُّ يغرسُ في النفوس الرحمة ويشيعُ في النفس السلام.
    يخطو الحجيج إلى الرحاب المقدسة؛ راجين رحمة الله تعالى أملين مغفرته، ومن ثم كان الحج توبة عظيمة يغتسل بها الحاج من جميع ذنوبه، ويفر بها إلى الله تعالى في ندم وأسف ممزوجين بالحب والشوق إلى لقاء الله تعالى، ويطوف الحجاج خاشعين حول البيت ويسعون متبتلين بين الصفا والمروة ويقفون على عرفات راغبين وراجين عفو الله تعالى، متشبثين برحمة الله، فإذا انقضى الحج وُلد الإنسان من جديد، تغيب شمس يوم عرفة بذنوب الحجيج ويرجع الحاج وقد غُفر له ذنبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" (حديث متفقٌ عليه).

    وفي رواية: "من حج إلى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
    ويُحسن الحجيج الظن بالله تعالى ويملأ قلوبهم يقين أن الله قد غفر لهم، ويأثم الحاج إذا أفاض من عرفات ونفسه يُساورها خاطر من الشك في أن الله قد غفر له.
    ما أجمل أن يجد الإنسان هذه الرحمة تمد أكنافًا حوله!، وما أروع أن يكون للإنسان موئل يسكن إليه إذا آذاه الذنب وأثقلته الخطيئة.. موئل لا يحتكره تاجر يبيع صكوك المغفرة أو يتاجر بالمقدسات، ولكن إله عادل رحيم يمد يده إلى كل مُقبل عليه، وما أنضر وأزكي أمة توفد إلى بيت الله كل عام هذا العدد الضخم من أبنائها ليعودوا إليها أطهارًا أبرارًا، قد وصلوا ما بينهم وبين ربهم ، وأقبلوا على مجتمعهم إقبالاً جديدًا يزكي فيه مشاعر الطهر والرحمة.

    وإن الحج حين يُرسي هذه الركيزة النفسية في مشاعر الناس، يُفجر بذلك أصدق ينبوع لعاطفة السلام، ويُقيم أيقظ حارس على ركائزه جميعًا، فإن الناس لم يضلوا خلال العصور على خبل في العقل أو عوز في الرأي، وها قد رأينا مؤتمراتهم ومواثيقهم، وإنما أضلهم- على علم- خبل في الضمير وعوز في المشاعر النبيلة، وطغيان الأهواء من كل نوع على الوازع الإلهي العميق في النفس، الوازع الذي يُمسكها من جذورها على معنى الحق، ويؤجج فيها النار إذا حادت عن طريقه، والذي إن غاب لم تقم مقامه قوى الأرض مجتمعة، واستتبع غيابه غلبة الهوى وتفلت الزمام وصدق الله العظيم حين قال: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )(28)) (سورة الكهف).



  • #2
    رد: الحج دروس وعبر ||

    جزاكِ الله خيرا أختي إيمان ..
    ربنا يكتب لنا حجة تغفر بها ذنوبنا ويرضى الله بها عنا ..

    رحمك الله أبي الحبيب, لا تنسوه من الدعاء , الله المستعان

    تعليق


    • #3
      رد: الحج دروس وعبر ||

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا ونفع بنا وبكم
      ||رزقنا الله وإياكم الإخلص والقبول||
      لا تنسوا ذكر الله~~وتذكروا أن الكلمة الطيبة صدقة
      لا حول ولا قوة إلا بالله

      تعليق


      • #4
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

        تعليق

        يعمل...
        X