السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المجتبى ونبيه المرتضى سيدنا "محمد " وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.....
فهذه المسألة من مسائل الصلاة كثيراً ما يشنع فيه بعض حديثى الإلتزام على بعضهم البعض فيها بل وبعضهم يتعصب لرأيه ويظن من خالفه قد ابتدع فى دين الله وهذا من قلة العلم والفهم بل والتقى والأدب !!!!ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
فلم ُيفرق كلٌ منهما بين الخلاف السائغ وغير السائغ بل ولم يكلف نفسه عناء البحث فى المسألة ولكنه تعصب أعمى لرأيه بدون برهان ولا بينة !!!
وقد كتب فيها جماعة من أهل العلم الثقاة وطلابه ومن أفضل ما قرأته حول هذه المسألة ما كتبه شيخنا المحدث "أبى إسحاق الحوينى" _حفظه الله ورعاه _ فى رسالته الماتعة "نهى الصُحبة عن النزول بالركبة" فقد أفاد وأجاد وجمع فيه ما تفرق حول الموضوع فى بطون كتب أهل العلم المتقدمين والمتأخرين فجزاه الله عنا خير الجزاء ....
ولما كان البعض لا يملك الرسالة أو ليس عنده همة لقرائتها فقد استعنت بالله على إختصارها واستخلاص فقرات منها بما يفيد وإضافة بعض ما إستفدته من علماء أخرين ويؤدى الغرض حتى نبين هذه المسألة وبالله التوفيق....
_فعن أبى هُريرة _رضى الله عنه_ أنَ رسول الله عليه وسلم _ قال ((يعمدُ أحدُكُم فيبرك فى صلاته برك الجمل )))
وفى رواية ((إذا سجد أحدُكُم فلا يبرك كما يبركُ البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ))
وهذا الحديث صحيح فقد صححه العلامة "أحمد شاكر" وحسنَ إسناده العلامة "الأرناؤوط " وصححه العلامة "الألبانى" .....
_والحديث فيه أنَ:: الهوى إلى السجود يكون بتقديم اليدين على الركبتين ....
_ أقوال المذاهب الأربعة هى ::
1_المالكية:: ذهبوا إلى أنه "يندب " تقديم اليدين على الركبتين عند السجود حال الإنحطاط له ..
2_الشافعية:: ذهبوا إلى أن الساجد أول ما يقع منه على الأرض ""ركبتاه" ثم يداه ...
3_الحنابلة:: قالوا أن أوَل ما يقع من المُصلى على الأرض عند السجود ""ركبتاه ثم يداه"...
وفى رواية عن الإمام "أحمد" :: يضع يديه قبل ركبتيه ....
فالحاصل أن مذهب "المالكية" ورواية عن "أحمد" ::أن يهوى للسجود بتقديم اليدين على الركبتين ...
**ومحور البحث فى المسألة أمران ::
1_كيف يهوى البعير ؟؟؟
2_هل يُقَدم فى الهوى إلى السجود "الركبتان" أو "اليدان"؟؟؟
_والذى يترجح _والله أعلم_ أن الهوى إلى السجود يكون ((بتقديم اليدين على الركبتين)) وذلك لما يلى :::
أولاً::_أن القاعدة المتقررة (( نصوص الشرع تُفسر عرفه وإلا بحسب عُرف من كان رسول الله بينهم وإلا رجع إلى اللغة ))
وهنا فى هذه المسألة ثبت تفسير "بروك البعير" عن رسول الله ، كما فى حديث أبى هريرة المذكور فى أول الموضوع
وفى رواية ((إذا سجد أحدُكُم فلا يبرك كما يبركُ البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ))
فهذا تفسير بروك البعير عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
وبَوب الإمام "البخارى" فى صحيحه ((باب يهوى بالتكبير حين يسجد وقال نافع كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه))
وفى رواية ((قال نافع:: كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه ويقول : كان رسول الله يفعل ذلك))
وهذا الأثر :: علقه الإمام البخارى فى صحيحه بصيغة الجزم ...وصحح إسناده الشيخ/الألبانى _رحمه الله_ وكذلك الشيخ/ الحوينى_حفظه الله _
فهذا عن "ابن عمر" _رضى الله عنهما_ يصف هوى رسول الله إلى السجود أنه بتقديم اليدين على الركبتين فيكون بروك البعير خلافه ...
_وثبت فى اللغة أن :: ركبة البعير فى يده ..بل وجاء فى لسان بعض الصحابة أن ((ركبة الفرس فى يده))
والدليل :: الحديث الذى أخرجه الإمام "البخارى" وذكر فيه قصة خروج الرسول _صلى الله عليه وسلم_ من مكة مهاجراً وفيها قول "سراقة بن جُعشم" (( فصاخت يدا فرسى فى الأرض حتى بلغتا الركبتين))
فهذا نص كما نرى أن الفرس ركبته فى يداه ومثله البعير!!
_بل وقال الجاحظ _وهو من أهل الأدب_ فى كتابه "الحيوانات" (( وكل شىء من ذوات الأربع فركبتاه فى يديه وركبتا الإنسان فى رجليه ))
وقال الإمام "الطحاوى"(( إن البعير ركبتاه فى يديه وكذلك فى سائر البهائم وبنوا أدم ليسوا كذلك))...
وقال "الأزهرى" _رحمه الله_ (( وركبة البعير فى يده ، وركبتا البعير المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك ...أما المفصلان النائتان من خلف فهما العرقوبان))
فهذا جميعه يُثبت أن ركبة البعير فى ((يده)) ، والبعير لماَ يخرَ إنما يخر على "ركبتيه" اللتين فى يده ، ويرمى بنفسه على الأرض فيحدث سقوطه صوتاً فأمر رسول الله بمخالفة البعير فى ذلك وأمر "بتقديم اليدين على الركبتين"....
*ثانياً::
_قال العلامة المُحدث "أحمد شاكر" _قدس الله روحه_ بعد تقريره صحة حديث "أبو هريرة" الذى ذكرناه فى بداية الموضوع قائلاً::
((ومع هذا فإن بعض العلماء _ومنهم ابن القيم_ حاول أن يُعلله بعلل غريبة ،لأ فزعم أن متنه انقلب على راويه وأن صحة لفظه لعلها :: وليضع ركبتيه قبل يديه !!!
ثم ذهب ينصر قوله ببعض الروايات الضعيفة ، وبأن البعير إذا برك وضع يديه قبل ركبتيه ، فمقتضى النهى عن التشبه به أن يضع الساجد ركبتيه قبل يديه!!!
))
_ثالثاً:: فإن قيل حديث أبى هريرة _رضى الله عنه _ المذكور فى بداية الموضوع _ معارض بحديث وائل بن حجر" _رضى الله عنه_ قلنا ::
_حديث "وائل بن حجر" _رضى الله عنه_ قال فيه(( رأيت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه ))
فهذا الحديث :: ضعيف جدا...
وقد أطال العلامة "الألبانى" النفس فى بيان ضعفه وكذا الشيخ العلامة "شعيب " ....
ومن ثم لا يعارض هذا الحديث حديث "أبو هريرة" إذ أن التعارض إنما يكون بين حديثين فى درجة القبول وهذا الحديث ضعيف جداً كما بينا...
الخلاصة:::
من المعروف أن هناك بعض الأثار الصحيحة التى "تُثبت تقديم الركبتين على اليدين" مثل ::
_عن "علقمة والأسود" أنهما قالا (( حفظنا عن عمر بن الخطاب فى صلاته أنه خرَ راكعاً على ركبتيه كا يخر البعير ووضع ركبتيه قبل يديه))
فهذه الأثار تدل أن "لتقديم الركبتين أصلاً" ومن ثم فإما أن يُقال ::
**أن هذه الأثار تصرف النهى عن التحريم إلى الكراهة ..
**ما جاء مرفوعاً صحيحاً صريحاً بالقول والفعل لا يُعارض بمجرد فعل من بعض الصحابة مُعارض بفعل أخرين ....
ومن ثم فهذه الأثار تصرف النهى عن التحريم فيجوز تقديم اليدين على الركبتين ويجوز تقديم الركبتين على اليدين...
والأفضل والأرجح من ناحية الدليل :: تقديم اليدين على الركبتين...والله أعلى وأعلم ....
وعذراً على الإطالة الغير متعمدة ..
والحمد لله رب العالمين...
ولا تنسونى بدعوة صالحة بظهر الغيب....
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المجتبى ونبيه المرتضى سيدنا "محمد " وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.....
فهذه المسألة من مسائل الصلاة كثيراً ما يشنع فيه بعض حديثى الإلتزام على بعضهم البعض فيها بل وبعضهم يتعصب لرأيه ويظن من خالفه قد ابتدع فى دين الله وهذا من قلة العلم والفهم بل والتقى والأدب !!!!ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
فلم ُيفرق كلٌ منهما بين الخلاف السائغ وغير السائغ بل ولم يكلف نفسه عناء البحث فى المسألة ولكنه تعصب أعمى لرأيه بدون برهان ولا بينة !!!
وقد كتب فيها جماعة من أهل العلم الثقاة وطلابه ومن أفضل ما قرأته حول هذه المسألة ما كتبه شيخنا المحدث "أبى إسحاق الحوينى" _حفظه الله ورعاه _ فى رسالته الماتعة "نهى الصُحبة عن النزول بالركبة" فقد أفاد وأجاد وجمع فيه ما تفرق حول الموضوع فى بطون كتب أهل العلم المتقدمين والمتأخرين فجزاه الله عنا خير الجزاء ....
ولما كان البعض لا يملك الرسالة أو ليس عنده همة لقرائتها فقد استعنت بالله على إختصارها واستخلاص فقرات منها بما يفيد وإضافة بعض ما إستفدته من علماء أخرين ويؤدى الغرض حتى نبين هذه المسألة وبالله التوفيق....
_فعن أبى هُريرة _رضى الله عنه_ أنَ رسول الله عليه وسلم _ قال ((يعمدُ أحدُكُم فيبرك فى صلاته برك الجمل )))
وفى رواية ((إذا سجد أحدُكُم فلا يبرك كما يبركُ البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ))
وهذا الحديث صحيح فقد صححه العلامة "أحمد شاكر" وحسنَ إسناده العلامة "الأرناؤوط " وصححه العلامة "الألبانى" .....
_والحديث فيه أنَ:: الهوى إلى السجود يكون بتقديم اليدين على الركبتين ....
_ أقوال المذاهب الأربعة هى ::
1_المالكية:: ذهبوا إلى أنه "يندب " تقديم اليدين على الركبتين عند السجود حال الإنحطاط له ..
2_الشافعية:: ذهبوا إلى أن الساجد أول ما يقع منه على الأرض ""ركبتاه" ثم يداه ...
3_الحنابلة:: قالوا أن أوَل ما يقع من المُصلى على الأرض عند السجود ""ركبتاه ثم يداه"...
وفى رواية عن الإمام "أحمد" :: يضع يديه قبل ركبتيه ....
فالحاصل أن مذهب "المالكية" ورواية عن "أحمد" ::أن يهوى للسجود بتقديم اليدين على الركبتين ...
**ومحور البحث فى المسألة أمران ::
1_كيف يهوى البعير ؟؟؟
2_هل يُقَدم فى الهوى إلى السجود "الركبتان" أو "اليدان"؟؟؟
_والذى يترجح _والله أعلم_ أن الهوى إلى السجود يكون ((بتقديم اليدين على الركبتين)) وذلك لما يلى :::
أولاً::_أن القاعدة المتقررة (( نصوص الشرع تُفسر عرفه وإلا بحسب عُرف من كان رسول الله بينهم وإلا رجع إلى اللغة ))
وهنا فى هذه المسألة ثبت تفسير "بروك البعير" عن رسول الله ، كما فى حديث أبى هريرة المذكور فى أول الموضوع
وفى رواية ((إذا سجد أحدُكُم فلا يبرك كما يبركُ البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ))
فهذا تفسير بروك البعير عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_
وبَوب الإمام "البخارى" فى صحيحه ((باب يهوى بالتكبير حين يسجد وقال نافع كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه))
وفى رواية ((قال نافع:: كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه ويقول : كان رسول الله يفعل ذلك))
وهذا الأثر :: علقه الإمام البخارى فى صحيحه بصيغة الجزم ...وصحح إسناده الشيخ/الألبانى _رحمه الله_ وكذلك الشيخ/ الحوينى_حفظه الله _
فهذا عن "ابن عمر" _رضى الله عنهما_ يصف هوى رسول الله إلى السجود أنه بتقديم اليدين على الركبتين فيكون بروك البعير خلافه ...
_وثبت فى اللغة أن :: ركبة البعير فى يده ..بل وجاء فى لسان بعض الصحابة أن ((ركبة الفرس فى يده))
والدليل :: الحديث الذى أخرجه الإمام "البخارى" وذكر فيه قصة خروج الرسول _صلى الله عليه وسلم_ من مكة مهاجراً وفيها قول "سراقة بن جُعشم" (( فصاخت يدا فرسى فى الأرض حتى بلغتا الركبتين))
فهذا نص كما نرى أن الفرس ركبته فى يداه ومثله البعير!!
_بل وقال الجاحظ _وهو من أهل الأدب_ فى كتابه "الحيوانات" (( وكل شىء من ذوات الأربع فركبتاه فى يديه وركبتا الإنسان فى رجليه ))
وقال الإمام "الطحاوى"(( إن البعير ركبتاه فى يديه وكذلك فى سائر البهائم وبنوا أدم ليسوا كذلك))...
وقال "الأزهرى" _رحمه الله_ (( وركبة البعير فى يده ، وركبتا البعير المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك ...أما المفصلان النائتان من خلف فهما العرقوبان))
فهذا جميعه يُثبت أن ركبة البعير فى ((يده)) ، والبعير لماَ يخرَ إنما يخر على "ركبتيه" اللتين فى يده ، ويرمى بنفسه على الأرض فيحدث سقوطه صوتاً فأمر رسول الله بمخالفة البعير فى ذلك وأمر "بتقديم اليدين على الركبتين"....
*ثانياً::
_قال العلامة المُحدث "أحمد شاكر" _قدس الله روحه_ بعد تقريره صحة حديث "أبو هريرة" الذى ذكرناه فى بداية الموضوع قائلاً::
((ومع هذا فإن بعض العلماء _ومنهم ابن القيم_ حاول أن يُعلله بعلل غريبة ،لأ فزعم أن متنه انقلب على راويه وأن صحة لفظه لعلها :: وليضع ركبتيه قبل يديه !!!
ثم ذهب ينصر قوله ببعض الروايات الضعيفة ، وبأن البعير إذا برك وضع يديه قبل ركبتيه ، فمقتضى النهى عن التشبه به أن يضع الساجد ركبتيه قبل يديه!!!
))
_ثالثاً:: فإن قيل حديث أبى هريرة _رضى الله عنه _ المذكور فى بداية الموضوع _ معارض بحديث وائل بن حجر" _رضى الله عنه_ قلنا ::
_حديث "وائل بن حجر" _رضى الله عنه_ قال فيه(( رأيت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه ))
فهذا الحديث :: ضعيف جدا...
وقد أطال العلامة "الألبانى" النفس فى بيان ضعفه وكذا الشيخ العلامة "شعيب " ....
ومن ثم لا يعارض هذا الحديث حديث "أبو هريرة" إذ أن التعارض إنما يكون بين حديثين فى درجة القبول وهذا الحديث ضعيف جداً كما بينا...
الخلاصة:::
من المعروف أن هناك بعض الأثار الصحيحة التى "تُثبت تقديم الركبتين على اليدين" مثل ::
_عن "علقمة والأسود" أنهما قالا (( حفظنا عن عمر بن الخطاب فى صلاته أنه خرَ راكعاً على ركبتيه كا يخر البعير ووضع ركبتيه قبل يديه))
فهذه الأثار تدل أن "لتقديم الركبتين أصلاً" ومن ثم فإما أن يُقال ::
**أن هذه الأثار تصرف النهى عن التحريم إلى الكراهة ..
**ما جاء مرفوعاً صحيحاً صريحاً بالقول والفعل لا يُعارض بمجرد فعل من بعض الصحابة مُعارض بفعل أخرين ....
ومن ثم فهذه الأثار تصرف النهى عن التحريم فيجوز تقديم اليدين على الركبتين ويجوز تقديم الركبتين على اليدين...
والأفضل والأرجح من ناحية الدليل :: تقديم اليدين على الركبتين...والله أعلى وأعلم ....
وعذراً على الإطالة الغير متعمدة ..
والحمد لله رب العالمين...
ولا تنسونى بدعوة صالحة بظهر الغيب....
تعليق