إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف صلاة الخسوف ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف صلاة الخسوف ؟

    ياجماعة ليه محدش بيتكلم عن صلاة الخسوف وهل نصليها طول مالخسوف موجود يعنى بعد اما نسلم نلاقى الخسوف لسه موجود نصلى تانى ولا نعمل بجد فى ناس كتير مش عارفة هتعمل ايه بكرة وحاسة ان الموثع ماعندوش اى اعلان عن الموضوع ده ياريت حد يقولى بسرعة علشان انشر فى المنتديات التانية جزاكم الله خيرا

  • #2
    رد: هام جدااااااااا

    جزاكم الله خيراً ..
    ويوجـد بالفعل رداً لكيفية صلاة الخسوف ..
    12
    وإن شاء الله أي استفسار أو استفهام تجدون الرد في قسم الفقه ..
    أبُو سُفيَان سابقاً
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

    ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )

    تعليق


    • #3
      رد: كيف صلاة الخسوف ؟

      * الخسوف:

      ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً.


      تعليق


      • #4
        رد: كيف صلاة الخسوف ؟

        صلاة الخسوف والكسوف، سنة مؤكدة، على كل مسلم ومسلمة، في الحضر والسفر.

        * الخسوف والكسوف له أوقات مقدرة كما لطلوع الشمس والهلال وقت مقدر، وقد أجرى الله العادة أن وقت الكسوف يكون في نهاية الشهر ووقت خسوف القمر يكون وقت الإبدار في الليالي البيض.

        * إذا كسفت الشمس، أو خسف القمر فزع الناس إلى الصلاة في المساجد، أو البيوت، والمساجد أفضل، فالزلازل لها أسباب، والصواعق لها أسباب، والبراكين لها أسباب، والكسوف والخسوف لهما أسباب طبيعية يقدرها الله حتى تكون هذه المسببات، والحكمة: تخويف العباد، ليرجعوا إلى الله.

        * وقتها:

        من ابتداء الكسوف أو الخسوف إلى ذهابه.

        تعليق


        • #5
          رد: كيف صلاة الخسوف ؟

          والكسوف: هو ذهاب ضوء الشمس أو بعضه في النهار لحيلولة ظلمة القمر بين الشمس والأرض.
          والخسوف: هو ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً لحيلولة ظل الأرض بين الشمس والقمر.
          حكم صلاة الكسوف والخسوف:
          صلاة الكسوف والخسوف سنة ثابتة مؤكدة باتفاق الفقهاء.
          وهي مشروعة حضراً وسفراً للرجال والنساء، أي في حق كل من هو مخاطب بالمكتوبات الخمس: لأنه صلى الله عليه وسلم فعلها لكسوف الشمس، ولخسوف القمر، وللصبيان والعجائز حضورها كالجمعة والعيدين.
          وتشرع بلا أذان ولا إقامة، ويندب أن ينادى لها: "الصلاة جامعة"، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (بعث منادياً ينادي: الصلاة جامعة) متفق عليه.
          وتصلى جماعة أو فرادى، سراً أو جهراً، بخطبة أو بلا خطبة، لكن فعلها في مسجد الجمعة والجماعة أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد.
          كيفية صلاة الكسوف:
          ذهب الحنفية إلى أن صلاة الكسوف ركعتان كهيئة الصلوات الأخرى من صلاة العيد والجمعة والنافلة، بلا خطبة ولا أذان ولا إقامة، ولا تكرار ركوع في كل ركعة، بل ركوع واحد، وسجدتان.
          وذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن: صلاة الكسوف ركعتان، في كل ركعة قياماً، وقراءتان وركوعان، وسجودان. والسنة أو الأكمل أن يقرأ في القيام الأول بعد الفاتحة سورة البقرة أو نحوها في الطول، وفي القيام الثاني بعد الفاتحة دون ذلك أي بقدر مائتي آية مثل آل عمران، وفي القيام الثالث بعد الفاتحة دون ذلك، أي بقدر مائة وخمسين آية، مثل النساء، وفي القيام الرابع بعد الفاتحة دون ذلك بقدر مائة تقريباً مثل المائدة.
          فيقرأ أولاً المقدار الأول، ثم يركع، ثم يرفع، ويقرأ المقدار الثاني، ثم يركع ثم يرفع، ثم يسجد كما يسجد في غيرها، ويطيل الركوع، والسجود في الصحيح عند الشافعية، ويكرر ذلك في الركعة الثانية.
          ويسبح في الركوع الأول قدر مائة من البقرة، وفي الثاني ثمانين، والثالث سبعين، والرابع خمسين تقريباً.
          وذكر الحنابلة أنه يجوز فعل صلاة الكسوف على كل صفة وردت عن الشارع، إن شاء أتى في كل ركعة بركوعين وهو الأفضل، لأنه أكثر في الرواية، وإن شاء صلاها بثلاثة ركوعات في كل ركعة. لما روى مسلم عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم "صلى ست ركعات بأربع سجدات" أو أربعة ركوعات في كل ركعة، لما روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم "صلى ".

          تعليق


          • #6
            رد: كيف صلاة الخسوف ؟

            كيفية صلاة الخسوف


            حدثونا لو تكرمتم عن صلاة الخسوف، وعن كيفيتها؟


            صلاة الخسوف ويقال لها صلاة الكسوف بينها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله عليه الصلاة والسلام، وهي سنة مؤكدة إذا كسفت الشمس أو خسف القمر سواء ذهب النور كله أو بعض النور فإن السُّنَّة أن يصلي المسلمون ركعتين، في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان هذا هو أصح ما ورد في ذلك، يصلي المسلمون في أي وقت حتى ولو بعد العصر -على الصحيح- متى وقع الكسوف ولو في وقت النهي، السنة أن يصلى أن تصلى صلاة الكسوف، وهي ركعتان تشتملان على قراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة، فإنه صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم لما مات إبراهيم كسفت الشمس فقال بعض الناس إنها كسفت لموت إبراهيم، فخطب الناس عليه الصلاة والسلام وقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته -يعني لا لموت إبراهيم ولا لغيره- وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر وإلى دعائه واستغفاره) وفي الحديث الآخر: (فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم). وفي اللفظ الآخر: (فادعوا الله وكبروا وتصدقوا)، وأمر بالعتق عند الكسوف وصلى بالناس ركعتين، كبَّر عليه الصلاة والسلام قرأ الفاتحة ثم قرأ قراءة طويلة، قال ابن عباس: تقدر بنحو سورة البقرة، ثم ركع وأطال الركوع، ثم رفع وقرأ قراءة طويلة أقل من الأولى، ثم ركع ركوعاً طويلاً أقل من الركوع الأول، ثم رفع وأطال دون الإطالة الأولى، ثم سجد سجدتين طول فيهما عليه الصلاة والسلام، ثم قام وقرأ وأطال لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع فأطال لكن دون الركوعين السابقين، ثم رفع وقرأ دون القراءة السابقة ثم ركع ركوعاً رابعاً وأطال لكن دون الركوع الذي قبله. ثم رفع فأطال لكن أقل من الذي قبله ثم سجدتين طويلتين -عليه الصلاة والسلام-، ثم تشهد قرأ التحيات وتشهد .... ثم سلم وخطب الناس، خطب الناس ووعظهم عليه الصلاة والسلام، وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، وقال: (إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم) وأمر بالصدقة والعتق عليه الصلاة والسلام، وأمر بالاستغفار والذكر، هذه السنة، حتى تنكشف الشمس والقمر، والسنة الخطبة بعد ذلك، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الإمام يخطب الناس ويذكرهم ويبين لهم أحكام صلاة الكسوف ويحذرهم من المعاصي والشرور، ويدعوهم إلى طاعة الله عز وجل، ويرغبهم في الصدقة والعتق، والإكثار من ذكر الله عز وجل والاستغفار، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الكسوف أنه عرضت عليه الجنة والنار وهم في الصلاة فتقدم لما رأى الجنة لما عرضت عليه الجنة فتقدم وتقدمت الصفوف حتى حاول أن يأخذ منها عنقوداً من العنب قال: (لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا!). ثم عُرضت عليه النار عليه الصلاة والسلام فتأخر وتأخرت الصفوف وقال: (رأيت فيها) -أي في النار- (عمرو بن لحي الخزاعي) -رئيس أهل مكة في الجاهلية- (يجر قصبه في النار) -يعني يجر أمعاءه في النار، نعوذ بالله- (لأنه أول من سيَّب السَّوائب وغيَّر دين إبراهيم)، يعني سيب السوائب للأصنام من بقر وغنم للأصنام لا تركب ولا تحلب، وأول من غير دين إبراهيم في عبادة الأصنام ودعائها من دون الله؛ فلهذا صار عذابه شديدا، ورآه النبي صلى الله عليه وسلم يجر أمعاءه في النار -نسأل الله العافية- قال: (ورأيت فيها امرأة تعذب بهرة حبستها لا هي أطعمتها وسقتها حين حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) فعذبت بها، هذا يدل على أنه ما يجوز تعذيب الحيوان، لا الهر ولا الكلب ولا الدجاج ولا الحمام ولا الإبل ولا البقر، لا تعذب، بل إما أن يعلفها ويقوم بواجبها وإلا يبيعها إذا أحب البيع أو يطلق سراحها تأكل من أرض الله، أما حبسها وعدم إطعامها وإسقائها هذا ظلم لا يجوز، حتى ولو هرة! حتى ولو كلب، لا يجوز لأنه ظلم، فإذا كان هذا في هرة أو كلب ونحو ذلك فكيف بالذي يحبس المسلم بغير حق ويظلمه أو يتعدى عليه بقتلٍ أو غيره؟! يكون ذنبه أعظم وجريمته أكبر وعذابه أشد، نسأل الله العافية. قال: (ورأيت فيها سارق الحجيج) بـ.....، كان في الجاهلية بعض الناس يسرق الحجاج، معه عصا محنية الرأس مثل .... كان يمر حول الحجيج حول أمتعتهم يجر من أمتعتهم ب.... ما أمكنه، (فإذا فطنوا له قال: تعلق بمحجني!) ما قصدت، (وإذا لم يفطنوا له هرب بذلك الشيء) وأخذه، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم يعذب في النار بمحجنه الذي كان يسرق به الحاج، والعياذ بالله، فهذا يوجب الحذر من السرقة والدعوة إلى الشرك وتعذيب الحيوانات وغير هذا من المعاصي، فإنها من أسباب العذاب في النار، نسأل الله العافية. فالواجب على المؤمن أن يحذر ظلم الناس، وظلم الحيوان وأخذ الأموال بغير حق، سواء غصباً أو سرقةً أو خيانة، يجب الحذر من ذلك.



            تعليق


            • #7
              رد: كيف صلاة الخسوف ؟

              صلاة الخسوف - صلاة الكسوف - كيفية صلاتها


              الكسوف : هو ذهاب ضوء الشمس أو بعضه في النهار لحيلولة ظلمة القمر بين الشمس والأرض.

              الخسوف : هو ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً لحيلولة ظل الأرض بين الشمس والقمر.

              كيفية صلاة الخسوف & كيفية صلاة الكسوف :
              صفة صلاتي الكسوف والخسوف كما يلي :

              ركعتان بأربع ركوعات وأربع سجدات ، يكبر فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة ، ثم يركع ركوعاً طويلاً بقدر القراءة ، ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقصر من التي قبلها ، ثم يركع ركوعاً طويلاً أقصر من الذي قبله ، ثم يرفع قائلاً سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يسجد سجدتين طويلتين بقدر القراءة ، الأولى منهما أطول من التي تليها ، ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى ولكن دونها في كل ما يفعل ، دفعاً للحرج والمشقة على الناس ، ومنعاً للضجر والسآمة ، لأن المصلي حينما يدخل الصلاة يكون على قدر كبير من النشاط فما يلبث أن يضمحل هذا النشاط شيئاً فشيئاً ، فناسب ذلك أن تكون الصلاة متفاوتة في الطول .

              يسن لصلاة الكسوف خطبة واحدة ، وهو قول الشافعي وإسحاق وكثير من أهل الحديث ، بينما ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه ليس لها خطبة ، والصحيح في ذلك أنه يسن لها خطبة وهو اختيار الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( انظر الشرح الممتع 5/249 ) ، ( انظر تيسير العلام 1/338 ) .

              تعليق


              • #8
                رد: كيف صلاة الخسوف ؟

                الصلاة فيه له أحكامٌ كثيرة نوجزها فيما يأتي :
                أ.عددها ركعتان عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : "انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ".رواه البخاري (1062)
                ب.القراءة فيها جهرية وسواء كانت الصلاة في الليل أو في النهار.
                عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : "جَهَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ". رواه البخاري (1066) ومسلم (901).
                ج. كيفيتها وهي ركعتان، في كل ركعة : قراءتان وركوعان وسجدتان.
                عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : "جَهَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُعَأوِدُ الْقِرَاءَةَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ". متفق عليه – الموضع السابق -.
                د. إطالة الصلاة عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : "خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ". رواه البخاري (1059) ومسلم (912).
                هـ. الركعة الأولى أطول مِن الثانية عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً …. فَكَسَفَتْ الشَّمْسُ فَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الْحُجَرِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَقَامَ النَّاس وَرَاءَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ وَهُوَ دُونَ السُّجُودِ الْأَوَّلِ ثُمَّ انْصَرَفَ". متفق عليه – وقد سبق قريباً -.
                ز. ينادى لها "الصلاة جامعة" بلا أذان ولا إقامة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ : "لَمَّا كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُودِيَ إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ فَرَكَعَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ جُلِّيَ عَنْ الشَّمْسِ قَالَ وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهَا". رواه البخاري (1051) ومسلم (910). قلت : ومعنى " سجدة " : ركعة. = وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ مُنَادِيًا الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَاجْتَمَعُوا وَتَقَدَّمَ فَكَبَّرَ وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ". رواه مسلم (901).
                ح. صلاة الكسوف جماعة في المسجد = وفيه بعض الأحاديث السابقة – ولا مانع مِن أن يصلِّيها الناس في بيوتهم فرادى، وإن كان الأولى أن تكون في المسجد وجماعة -، وأيضاً : عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ فَكَبَّرَ فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً …". رواه البخاري (1046).
                قلت : وهذا لا يتعارض مع الندب لأداء النوافل في البيت، فإن هذه الصلاة مما تشرع فيه الجماعة، فصار أداؤها في المسجد خير من أدائها في البيت. قال شيخ الإسلام – - : وأما قوله – أي: النبي صلى الله عليه وسلم – "أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" فالمراد بذلك ما لم تشرع له الجماعة ؛ وأمَّا ما شرعت له الجماعة كصلاة الكسوف فَفِعْلُها في المسجد أفضل بسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم المتواترة واتفاق العلماء.أ.هـ "منهاج السنَّة النَّبوية" (8/309).
                ط. صلاة النساء في المسجد ويسنُّ حضور النساء إلى المساجد لأداء الصلاة، ويجب التخلي عن الطيب والزينة في كل خروجٍ لَهُنَّ، ويتأكد الأمر ها هنا لما فيه من الفزع والتخويف بهذه الآية.
                عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَإِذَا النَّاس قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا لِلنَّاسِ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ أَيْ نَعَمْ قَالَتْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي الْمَاءَ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ … ". رواه البخاري (1053) ومسلم (905).
                ي. رفع اليدين في الدعاء عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَرْمِي بِأَسْهُمِي فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ فَنَبَذْتُهُنَّ وَقُلْتُ لَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَا يَحْدُثُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي انْكِسَافِ الشَّمْسِ الْيَوْمَ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو وَيُكَبِّرُ وَيَحْمَدُ وَيُهَلِّلُ حَتَّى جُلِّيَ عَنْ الشَّمْسِ فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ". رواه مسلم (913).
                ك. الخطبة بعد الصلاة ويسنُّ الإمام بعد الصلاة أن يخطب بالنَّاس – والأصح أنَّها خطبة واحدة، وهو مذهب الشافعي-، يذكِّرهم باليوم الآخر، ويرهِّبهم مِن الحشر والقيامة، ويُعلِّمهم بحالهم في القبور وسؤال الملكين، وكلُّ هذا مِن هديه صلى الله عليه وسلم، وإليكم نماذج مِن خُطَبِه صلى الله عليه وسلم :
                = عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ قُلْتُ آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ – لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ – مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ يُقَالُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ – لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ – فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا هُوَ مُحَمَّدٌ ثَلَاثًا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ – لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاء –ُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ " رواه البخاري (86) ومسلم (905) _، وسبق موضعٌ آخر في البخاري.
                = عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةَ الْكُسُوفِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ …. ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ : "قَدْ دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ مِنْ قِطَافِهَا وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ أَيْ رَبِّ وَأَنَا مَعَهُمْ فَإِذَا امْرَأَةٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ قُلْتُ مَا شَأْنُ هَذِهِ قَالُوا حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا لَا أَطْعَمَتْهَا وَلَا أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الْأَرْضِ". رواه البخاري (745).
                = عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ …. ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا". رواه البخاري (1044) ومسلم (901).
                = عَنْ جَابِرٍ قَالَ : انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّاسُ إِنَّمَا انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ … ثُمَّ تَأَخَّرَ وَتَأَخَّرَتْ الصُّفُوفُ خَلْفَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النِّسَاءِ - ثُمَّ تَقَدَّمَ وَتَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى قَامَ فِي مَقَامِهِ فَانْصَرَفَ حِينَ انْصَرَفَ وَقَدْ آضَتْ الشَّمْسُ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِمَوْتِ بَشَرٍ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ مَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ لَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قَالَ إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ثُمَّ جِيءَ بِالْجَنَّةِ وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي مَقَامِي وَلَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَأوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيْهِ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لَا أَفْعَلَ فَمَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ". رواه مسلم (904).

                تعليق


                • #9
                  رد: كيف صلاة الخسوف ؟

                  حكم صلاة الكسوف والخسوف:

                  صلاة الكسوف والخسوف سنة ثابتة مؤكدة باتفاق الفقهاء وهي مشروعة حضراً وسفراً للرجال والنساء، أي في حق كل من هو مخاطب بالمكتوبات الخمس: لأنه صلى الله عليه وسلم فعلها لكسوف الشمس، ولخسوف القمر، وللصبيان والعجائز حضورها كالجمعة والعيدين. وتشرع بلا أذان ولا إقامة، ويندب أن ينادى لها: "الصلاة جامعة"، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (بعث منادياً ينادي: الصلاة جامعة) متفق عليه. وتصلى جماعة أو فرادى، سراً أو جهراً، بخطبة أو بلا خطبة، لكن فعلها في مسجد الجمعة والجماعة أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد.

                  كيفية صلاة الكسوف:
                  ذهب الحنفية إلى أن صلاة الكسوف ركعتان كهيئة الصلوات الأخرى من صلاة العيد والجمعة والنافلة، بلا خطبة ولا أذان ولا إقامة، ولا تكرار ركوع في كل ركعة، بل ركوع واحد، وسجدتان.
                  وذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن: صلاة الكسوف ركعتان، في كل ركعة قياماً، وقراءتان وركوعان، وسجودان. والسنة أو الأكمل أن يقرأ في القيام الأول بعد الفاتحة سورة البقرة أو نحوها في الطول، وفي القيام الثاني بعد الفاتحة دون ذلك أي بقدر مائتي آية مثل آل عمران، وفي القيام الثالث بعد الفاتحة دون ذلك، أي بقدر مائة وخمسين آية، مثل النساء، وفي القيام الرابع بعد الفاتحة دون ذلك بقدر مائة تقريباً مثل المائدة.
                  فيقرأ أولاً المقدار الأول، ثم يركع، ثم يرفع، ويقرأ المقدار الثاني، ثم يركع ثم يرفع، ثم يسجد كما يسجد في غيرها، ويطيل الركوع، والسجود في الصحيح عند الشافعية، ويكرر ذلك في الركعة الثانية.
                  ويسبح في الركوع الأول قدر مائة من البقرة، وفي الثاني ثمانين، والثالث سبعين، والرابع خمسين تقريباً.
                  وذكر الحنابلة أنه يجوز فعل صلاة الكسوف على كل صفة وردت عن الشارع، إن شاء أتى في كل ركعة بركوعين وهو الأفضل، لأنه أكثر في الرواية، وإن شاء صلاها بثلاثة ركوعات في كل ركعة. لما روى مسلم عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم "صلى ست ركعات بأربع سجدات" أو أربعة ركوعات في كل ركعة، لما روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم "صلى في كسوف: قرأ، ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، والأخرى مثلها" رواه مسلم وأبو داود والنسائي. أو خمسة ركوعات في كل ركعة، لما روى أبو العالية عن أبي بن كعب قال: "انكسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأنه صلى بهم، فقرأ سورة من الطوال، ثم ركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم قام إلى الثانية، فقرأ سورة من الطوال، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها" رواه أبو داود، ولا يزيد على خمسة ركوعات في كل ركعة، لأنه لم يرد به نص ، وإن شاء فعل صلاة الكسوف كنافلة بركوع واحد، لأن ما زاد عليه سنة.
                  ومهما قرأ به جاز، سواء أكانت القراءة طويلة أم قصيرة، وقد روي عن عائشة : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات، وقرأ في الأولى بالعنكبوت والروم، وفي الثانية بيس" رواه الدارقطني.

                  وقت صلاة الكسوف هو الوقت الذي يستحب فيه أداء سائر الصلوات دون الأوقات المكروهة، لأن أداء النوافل أو الوجبات في هذه الأوقات مكروهة، كسجدة التلاوة وغيرها.

                  وقت صلاة الخسوف: من حين الكسوف إلى حين التجلي، وإن تجلى الكسوف وهو فيها أتمها خفيفة على صفتها، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي مسعود:"فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم"متفق عليه، ولأن المقصود التجلي وقد حصل. ولا يقطع الصلاة، لقوله تعالى: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33] ولكن شرع تخفيفها حينئذ لزوال السبب. وإن شك في التجلي لنحو غيم أتمها من غير تخفيف، لأن الأصل عدمه، فيعمل بالأصل في حال بقاء الكسوف، ويعمل بالأصل في وجود الكسوف إذا شك فيه، فلا يصلي، لأن الأصل عدمه. وتفوت صلاة الكسوفين بالتجلي قبل الصلاة، أو بغيبوبة الشمس كاسفة، أو بطلوع الشمس والقمر خاسف، أو بطلوع الفجر والقمر خاسف، لأنه ذهب وقت الانتفاع بهما.

                  ذكر الله تعالى والدعاء:
                  اتفق الفقهاء على أنه يستحب ذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار والصدقة والتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من القرب، لقوله صلى الله عليه وسلم:" فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا" متفق عليه ولأنه تخويف من الله تعالى، فينبغي أن يبادر إلى طاعة الله تعالى ليكشفه عن عباده. والدعاء يكون بعد الصلاة، يدعو الإمام جالساً مستقبلاً القبلة إن شاء، أو قائماً مستقبلاً الناس.

                  الجماعة في صلاة الكسوف:
                  اتفق الفقهاء على أن صلاة الكسوف تسن جماعةً في المسجد، وينادى لها "الصلاة جامعة"، اتباعاً للسنة كما في الصحيحين، قالت عائشة: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام وكبر، وصف الناس وراءه" متفق عليه. ويصلي بالناس الإمام الذي يصلِّي بهم الجمعة.
                  ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز: صلاتها فرادى، لأنها نافلة، ليس من شرطها الاستيطان، فلم تشترط لها الجماعة كالنوافل.
                  وقال الحنفية: إن لم يحضر إمام الجمعة صلاها الناس فرادى ركعتين أو أربعاً، في منازلهم

                  تعليق


                  • #10
                    رد: كيف صلاة الخسوف ؟

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا قدَّره منازل، وقسّم عباده إلى قسمين فمنهم مؤمن ومنهم كافر، وعلى الله قصد السبيل ومنكم جائر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملكُ العظيمُ القاهر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أتْقى مأمورٍ وأهدى آمر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الألباب والبصائر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما آمنَ بالحق مُوقنٌ وشكَّ فيه حائر، وسلَّم تسليمًا .
                    أما بعد:
                    أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم بما سخَّر لكم من مخلوقاته، فقد سخَّر +لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ" [الجاثية: 23]، +وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ" [إبراهيم: 33-34]، سخَّر لكم الشمس والقمر لِقِيام مصالحكم الدينيَّة، والدنيويَّة، والفرديَّة والجماعيَّة، فكم من مصلحة في تنقّل الشمس في بروجها وتعاقب الفصول ! وكم من مصلحة في تردُّدها في شروقها وغروبها في بزوغها والأفول ! وكم من مصلحة في تنقّل القمر في منازله ومعرفة السنين والحساب في إبداره وإهلاله !
                    فقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وعزَّته وتمام قدرته وحكمته، تسيران بأمر الله سيرهما المعتاد، الشمس ضياءٌ وسراجٌ وهَّاج، والقمر نورٌ منيرٌ يُضيء الليل للعباد، فإذا أراد الله تخويف عباده من عقوبات تنزل بهم لكثرة معاصيهم، إذا أراد الله ذلك كسفهما بأمره: فانطمس نورهما كله أو بعضه بما قدَّره الله تعالى من أسباب تقتضي ذلك، يقدر الله ذلك تخويفًا للعباد ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظِّموه.
                    عباد الله، إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من ربكم العظيم لكم، يخوفكم من عقوبات قد تنزل بكم انعقدت أسبابها، ومن شرورٍ مهلكةٍ انفتحت أبوابها .
                    إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم: «يخوّف الله به عباده»(1)، فهو تخويف من عقوبات وشرور قد تنزل بالناس لمخالفة أمر الله وعصيانه، ولقد ضَلَّ قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا في الكسوف بأسًا، ولم يرفعوا به رأسًا، ولم يرجعوا إلى ربهم بهذا الإنذار، ولم يقفوا بين يديه بالذل والانكسار، وقالوا: هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يُعلم بالحساب، فوَ اللهِ ما مَثل هؤلاء إلا مَثل مَن قال الله عنهم من الكفار المعاندين: +وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ" [الطور: 44]، ولَمَّا رأت عاد قوم هود ما أنذرهم من العقوبة، لَمَّا +رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا"- قال الله عزَّ وجل - +بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ" [الأحقاف: 24-25] .
                    إنني ما أدري عن هؤلاء الذين لا يرون في الكسوف تخويفًا ولا إنذارًا لعقوبة ! ما أدري عن هؤلاء أَهُمْ في شكٍّ مما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! فلْيرجعوا إلى سنّته، فقد ثبت ذلك عنه ثبوتًا لا شكَّ فيه في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من كُتب الإسلام، وإذًا: فهل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: «يخوّف الله بهما عباده»(2)، هل قال ذلك على الله من تِلقاء نفسه ؟ أو قال ذلك جاهلاً بما يقول ؟ كلا، واللهِ ما تقوّل رسول الله على الله ولا قال ذلك جاهلاً بمعناه، ونحن نُشهد الله - عزَّ وجل - ونُشهد كلّ مَن يسمعنا من خلقه أنّ ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو حقٌّ، وأنه صلى الله عليه وسلم ما كذَب ولا كُذِب، وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله تعالى وبحكمته، وأنه صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق لعباد الله، وأنه صلى الله عليه وسلم أصدقهم قولاً وأفصحهم بيانًا، وأنه صلى الله عليه وسلم أهداهم سنَّةً وطريقةً، فصلوات الله وسلامه عليه .
                    فيا سبحان الله ! كيف يليق بِمَن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عن الكسوف: «إن الله يخوّف به عباده»(3) ثم يقول هو: كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يُعرف بالحساب ؟
                    إن هذا التساؤل لا يَرِدُ أبدًا على أمرٍ صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقع أبدًا استبعادًا لِما صحَّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إن على المؤمن أن يسلّم بما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا كاملاً، وعلى المؤمن أن يعْلَم علْمًا يقينًا أنَّ ما صحَّ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن في واقعه أن يخالف الواقع، وإنما يظن المخالفة مَن قَلَّ نصيبه من العلم والإيمان أو ضعُف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع .
                    ونحن نقول تنزّلاً مع هذا التساؤل: إن كون الكسوف أمر يُعرف بالحساب لا ينافي أبدًا أن يكون حدوثه من أجل التخويف، فلله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان: حكمة قدريَّة يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفةٌ عند علماء الفلَك وأهل الحساب ولم يُبيِّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الجهل بها لا يضُر والعلم بها لا ينفع .
                    أما الحكمة الثانية فهي: حكمة شرعيَّة وهي تخويف العباد وهذه لا يعلمها إلا الله - عزَّ وجل - أو مَن أطلعه الله عليها من رسله، فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدَّر الله الكسوف إلا أن يكون عنده وحي من الله تعالى بأنه قدَّره لكذا وكذا، وهذا هو ما بَيَّنَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته؛ حيث قال: «يخوّف الله به عباده»(4)، وهذا يُبطل ظَنَّ مَنْ ظَنَّ مِنَ الجهّال أن الكسوف أمر طبيعي؛ إذ لو كان الكسوف أمرًا طبيعيًّا لكان مُنتظمًا دوريًّا: كل ثلاثة شهور، أو ستة شهور، أو سنة أو سنتين مثلاً، ونحن نشاهد أن الكسوفات يتفاوت ما بينها: فتارة يكون الكسوف في السنة مرَّة، وتارة يكون في السنة مرَّتين، وتارة يكون في السنتين مرَّة أو أكثر من ذلك أو أقل، وتارة يكون على أرض، وتارة يكون على أرض أخرى، وتارة يكون جزئيًّا، وتارة يكون كلِّيًّا، وتارة تطول مدته، وتارة تقصر، ولو كان أمرًا طبيعيًّا لم يكن مُختلفًا هذا الاختلاف كما لا تختلف الشمس في منازلها في البروج ولا يختلف القمر في منازله عند الإهلال والإبدار .
                    أيها الناس، أيها المؤمنون بالله ورسوله، إن الكسوف حدثٌ خطيرٌ وتنبيهٌ من الله لعباده وتحذير، «فلقد كسفت الشمس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المدينة مرَّة واحدة فقط ففزع لذلك فزعًا عظيمًا وقام إلى المسجد وبعث مناديًا ينادي: الصلاة جامعة»(5) فاجتمع الناس وصلى بهم صلى الله عليه وسلم صلاة غريبة لا نظير لها في الصلوات المعتادة، كما أن الكسوف لا نظير له في جريان الشمس والقمر المعتاد، فهي آية شرعيَّة لآية كونيَّة صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين في الضحى: في كل ركعة ركوعان وقراءتان يجهر فيهما، صلاها بدون إقامة، فكبَّر وقرأ الفاتحة، ثم قرأ سورة طويلة نحو سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلاً جدًّا، ثم رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قرأ قراءةً طويلة دون الأولى، ثم ركع ركوعًا طويلاً دون الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد، وقام قيامًا طويلاً نحو ركوعه، ثم سجد سجودًا طويلاً نحو ركوعه، ثم جلس بين السجدتين جلوسًا طويلاً نحو سجوده، ثم سجد سجودًا طويلاً نحو سجوده الأول، ثم قام للركعة الثانية فصلاها كما صلى الركعة الأولى إلا أنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام والقعود، ثم تشهَّد وسلّم، ثم خطب خطبةً عظيمة بليغة، فحمد الله وأثنى عليه وأخبر «أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنّ الله يخوّف بهما عباده، فإذا رأيتموهما - يعني: خاسفين - فافزعوا إلى الصلاة»(6)، وفي رواية: «فافزعوا إلى المساجد»(7)، وفي أخرى: «فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره»(8)، وفي رواية: «فادعوا وكبِّروا وصلّوا وتصدَّقوا»(9)«حتى ينجلي»(10)، وقال صلى الله عليه وسلم: «يا أمة محمد، واللهِِ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولَبَكيتم كثيرًا»(11)«وما من شيء توعدونه إلا أُرِيته في مقامي هذا - أو قال: صلاتي هذه - ولقد أوحي إليَّ أنكم تُفتنون في قبوركم قريبًا أو مثل فتنة الدجال»(12) ثم أمرهم أنْ «يتعوَّذوا من عذاب القبر»(13) وقال: «لقد جيء بالنار يحطم بعضها بعضًا»(14)«وذلك حين رأيتموني تأخّرت مخافة أن يُصيبني من لفحها حتى رأيت فيها عمر بن لحي يجرُّ قصبه في النار - يعني: أمعاءه - ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدّمت حتى قمت في مقامي ولقد مدَدْت يدي أُريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أنْ لا أفعل»(15).
                    أيها المسلمون، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا فزع وأمر بالفزع، وهكذا عُرض عليه في مقامه ما عُرض من أمور الآخرة، وهكذا خطب أمته تلك الخطبة العظيمة البالغة، فمتى رأيتم كسوف الشمس في أيَّةِ ساعة من ساعات النهار: في أول النهار، أو أوسطه، أو آخره ولو قُبيل الغروب فافزعوا إلى ما أُمرتم بالفزع إليه من الدعاء، والذكر، والتكبير، والاستغفار، والصدقة والصلاة، ونادوا لها: «الصلاة جامعة» بدون تكبير، وكرِّروه مرّتين أو ثلاثًا بقدر ما ينتبِهُ الناس ويسمعون، ومتى رأيتم خسوف القمر في وقت فافزعوا إلى ذلك أيضًا، فإنْ انقضت الصلاة والكسوف باقٍ فاشتغلوا بالدعاء والاستغفار والقراءة حتى ينجلي .
                    وفَّقني الله وإياكم للعمل بما يرضيه، وجنَّبنا أسباب سخطه ومعاصيه، وجعلنا مِمَّن يتَّعظون بآياته وينتفعون، وجنَّبنا أسباب الذين +قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ" [الأنفال: 21-23] .
                    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
                    الخطبة الثانية
                    الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، وأشْكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كَرِهَ ذلك مَن أشرك به وكفر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد البشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم المحشر، وسلَّم تسليمًا .
                    أما بعد:
                    أيها الناس، اتقوا الله تعالى، ولقد سمعتم في الخطبة الأولى أنه لم يحصل الكسوف في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قدِم المدينة وأقام فيها ثلاث عشرة سنة إلا مرَّة واحدة، أما في عهدنا الحاضر فإنه كما تشاهدون يحصل الكسوف في السنة مرّة أو مرّتين أو ثلاثًا، وكُنَّا قبل هذا العهد القريب لا نرى الكسوف إلا قليلاً، فما هو السبب في ذلك ؟
                    السببُ في ذلك كثرةُ المعاصي والتولي عن طاعة الله؛ إن كثيرًا من الناس لا يُقيمون وزنًا لعبادة الله عزَّ وجل، لا يُقيمون وزنًا لتوحيد الله عزَّ وجل، قد جعلوا في قلوبهم مُشارِكًا لله تعالى في المحبة؛ حتى إنك لو فتَّشت عن قلوبهم لوجدت محبّتهم للدنيا أكثر من محبتهم لله عزَّ وجل، وعلامة ذلك: أن ذِكر الدنيا في قلوبهم أكثر من ذكر الله عزَّ وجل، بل إنهم إذا جاؤوا لذكر الله تعالى في المساجد والصلاة فإنهم يأتون وقلوبهم مشغولة في الدنيا حتى في أوقات الفراغ لعبادة الله يتعبّدون لله بأبدانهم دون قلوبهم، وإذا نظرنا إلى المعاملات بين الناس وجدنا معاملات لا تليق بالمسلمين: وجدنا الغش، والخيانة، والكذب، والخديعة، لا للأفراد بعضهم مع بعض ولكن للأفراد بعضهم مع بعض وللحكومة أيضًا، وهذا واللهِ يُنذر بخطر عظيم، مَنْ مِنَ الناس الكفلاء الذين لم يظلموا مكفوليهم ؟ إما بالمماطلة في الأجور، وإما بتكليفهم ما لا يجب عليهم، وإما بالتعامل معهم على وجه يخالف نظام الحكومة الذي أدخلوهم مُشترطين على أنفسهم أن يتمشّوا على ذلك النظام ثم هم يخالفون ذلك ولا يبالون بما اكتسبوا من ورائه .
                    وأقبح من ذلك وأشد: أن بعض الكفلاء يُلزم المكفولين بدراهم معيَّنة في كل شهر ثم يدعه يتسكَّع في الأسواق إن وجد عملاً أو لم يجد عملاً، فيصبح هذا الفقير الذي جاء لطلب المعشية إلى هذه البلاد، يصبح فريسة لشُحِّ هذا الكفيل، فيأخذ منه دراهم معلومة معيَّنة مع أنه قد لا يشتغل في هذا الشهر، وهذا ظلمٌ وعدوان ومخالفة للشرط الذي اشترطه على نفسه أمام الدولة .
                    واعلموا أيها الإخوة، أقول لكم بصراحة وصدق وفيما نعتقدُه واجبًا عليكم: أنّ كل شرط اشترطتموه على أنفسكم مقابل الدولة فإنه يجب عليكم أن توفوا به؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فيما يُذكر عنه: «المسلمون على شروطهم إلا شرطًا أَحَلَّ حرامًا أو حرَّم حلالاً»(16)، فمَن خالف شرطًا التزم به أمامَ الدولة فإنه مُخالفٌ للشرع في مخالفته هذه، ولا يظن الإنسان أنَّ غفلة الدولة عنه وعدم اطِّلاعها به تنجيه من الإثم؛ فإنها وإنْ غفلت أو تغافلت أو لم تطّلع عليه فإن مَن يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور مُطَّلع عليه وهو الله سبحانه .
                    فيا عباد الله، لا يهلككم الشحُّ والطمع، لا يهلككم حتى تقعوا في معصية الله، وإذا رأيت المعاملات في البيع والشراء وجدت أمورًا كثيرةً تخالف الشرع، فمن ذلك: ما أشرنا إليه في الخطبة الماضية من الوقوع في الربا في بيع الذهب بالدراهم، وأنه لا بدّ أن تكون يدًا بيد، ولا يجوز التفرّق قبل استلام الثمن، فإذا باع صاحب الدكان أو الصائغ مثلاً على أحدٍ حُلِيًّا فإنه يجب أن يستلم الثمن نقدًا ولا يجوز التعقيب، وهذه من العجب العجاب أنها من مصلحة البائع دينًا ودُنيًا، أما كونها من مصلحته دينًا؛ فلأنها موافقة لأمر الله ورسوله، وأما كونها من مصلحته دُنيًا؛ فإنه يحصل على ثمن سلعته بدون مماطلة أو تعطيل .
                    إن بعض الناس يقول: إن هذا لا يمكن، قد يكون شاقًّا على المشتري، فنقول: إن ذلك ممكن، وانظروا إلى السلع الأخرى التي لا تباع إلا نقدًا كيف أنها ماشِيَةً على ما ينبغي، ومَن أراد أن يشتري جاء بالثمن معه في جيبه قبل أن يكلّم البائع، فهكذا لو أن الله هدى أولئك المتّجرين بالذهب واتّفقوا على ألا يبيعوا إلا نقدًا كما هو الواجب عليهم لحصَلَ لهم بذلك خير كثير وسلِموا من الإثم .
                    وإذا نظرت إلى المعاملات الأخرى وما يقع فيها من غشٍّ وكذب لرأيت أمرًا عظيمًا لا يليق بمسلم، والمعاصي كثيرة ولكننا نرجو الله تعالى أن يعفوَ عنَّا جميعًا، والعاقل يعرف ما هذه الآيات التي تتكرَّر في تخويف الله لنا؛ حتى يتعظ وحتى ينتفع بها، فأولئك هم المؤمنون الذين إذا رأوا الآيات آمنوا وأَيْقنوا وحاسبوا أنفسهم .
                    أيها المؤمنون، اعلموا «أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»(17)، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جلَّ من قائل عليمًا: +إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [الأحزاب: 56]، سمعًا لك اللهم وطاعةً .
                    اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبَّته واتِّباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفَّنا على ملَّته، اللهم احشرنا مع زمرته، اللهم أسقنا من حوضه، اللهم أَدْخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيِّين، والصدّيقين، والشهداء والصالحين .
                    اللهم أَصْلِح ولاة أمور المسلمين صغيرهم وكبيرهم، اللهم أَصْلِح لهم البطانة، وأَعِنْهم على أداء الأمانة، ووفِّقهم بما فيه صلاحهم وصلاح رعيتهم يا رب العالمين، +رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" [الحشر: 10] .
                    اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
                    -------------------
                    (1) أخرجه البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، رقم [999]، من حديث أبي موسى -رضي الله تعالى عنه- واللفظ له.
                    (2) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه، رقم [990]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الكسوف»، من حديث أبي مسعود رضي الله عنه، رقم [1516] .
                    (3) سبق تخريجه في الحديث رقم (1) .
                    (4) سبق تخريجه في الحديث رقم (2) .
                    (5) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، رقم [987]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الكسوف»، رقم [1515]، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .
                    (6) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، من حديث عائشة رضي الله عنها، رقم [989] .
                    (7) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، رقم [6195]، وكذلك عند الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار، من حديث محمود بن لبيد رضي الله تعالى عنه، رقم [22522] .
                    (8) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، رقم [999]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، رقم [1518]، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه .
                    (9) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، رقم [986]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، رقم [1499]، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
                    (10) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه، رقم [1000] .
                    (11) سبق تخريجه في الحديث رقم (9) .
                    (12) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الوضوء»، رقم [178]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الكسوف»، رقم [1509]، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
                    (13) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند الكوفيين، رقم [17803]، وأبو داوود -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب: «السنة»، باب: المسألة في القبر وعذاب القبر، رقم [4127]، من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه .
                    (14) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في باقي مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، رقم [13897]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الكسوف»، رقم [1508]، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه .
                    (15) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجمعة»، رقم [1136]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الكسوف»، رقم [1500]، من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .
                    (16) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب: «الأحكام»، باب: ما ذكر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصلح بين الناس، من حديث عمرو بن عوف المزني رضي الله تعالى عنه، رقم [1272] .
                    (17) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في باقي مسند الأنصار، رقم [22562]، والبخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الجنائز»، رقم [1272]، ومسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب: «الإيمان»، رقم [35]، والنسائي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب: «الجنائز»، رقم [2008]، عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله تعالى عنهما .




                    تعليق


                    • #11
                      رد: كيف صلاة الخسوف ؟

                      حكم صلاة الخسوف بعد صلاة الفجر


                      في حالة خسوف القمر بعد صلاة الفجر وشوهد، هل تصلى صلاة الخسوف في هذا الوقت أم لا، وكذلك بعد صلاة العصر؟


                      نعم، إذا خسفت الشمس بعد العصر شرعت الصلاة والذكر والدعاء والصدقة والتكبير؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت لأحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم)، وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره). وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما رأى الكسوف أمر بالصدقة والتكبير والعتق، هذا هو السنة ولو بعد العصر على الصحيح، وقال بعض أهل العلم: أنه لا يصلى لها بعد العصر لأنه وقت نهي، والصواب أنه يصلى لها؛ لأن صلاة الكسوف من ذوات الأسباب وذوات الأسباب تفعل ولو في وقت النهي، مثل صلاة الطواف إذا طاف بعد العصر، مثل تحية المسجد إذا دخل المسجد، يريد أن يصلي المغرب دخل قبل المغرب يصلي ركعتي التحية، مثل الوضوء لو توضأ بعد العصر يصلي ركعتين، هذا هو الصواب، ذوات الأسباب لا بأس بها في وقت النهي، وصلاة الكسوف من ذوات الأسباب، هذا هو الصواب والراجح من قولي العلماء. وقد كتبنا في هذا كتابات تنشر لعلها نشرت أو تنشر غداً أو بعد غد. وهكذا إذا كسف القمر في آخر الليل أو في أول النهار، يصلى لكسوفه أفضل، ومن ترك فلا حرج، لأن وقته قد ذهب، قد ذهب سلطانه بعد الفجر، ولم يبق إلا الشيء اليسير من سلطانه، فمن صلى فهو أفضل، ويخفف حتى يصلي الفجر بعد ذلك في وقتها، ومن لم يصل فلا حرج؛ لأن القمر إذا طلع الفجر ذهب سلطانه ولم يبق منه إلا اليسير، فمن صلى بعد طلوع الفجر، لعموم الأحاديث فلا بأس، وهو أفضل، ومن ترك ذلك فلا حرج، وإن صلى فيخفف، يبدأ بصلاة الخسوف قبل الفجر، ثم يصلي صلاة الفجر في وقتها قبل الشمس، وقد كتبنا في هذا كما تقدم وهو ينشر إن شاء الله أو قد نشر. - وكذلك بعد صلاة العصر سماحة الشيخ؟ ج/ تقدم بعد صلاة العصر، خسوف الشمس.


                      تعليق


                      • #12
                        رد: كيف صلاة الخسوف ؟

                        الحكم إذا دخل وقت العشاء وخسف القمر

                        إذا دخل وقت العشاء وخسوف القمر: أيهما نصلي الخسوف أم العشاء؟


                        السنة أن يبدأ بالعشاء الفريضة؛ لأن صلاة الخسوف تطول، قد يفوت الوقت، فالسنة أن يبدأ بالفريضة ثم تصلى صلاة الخسوف، وهكذا لو كسفت الشمس وقت العصر يبدأ بالعصر ثم يصلى صلاة الكسوف.

                        سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: كيف صلاة الخسوف ؟

                          للنفع بارك الله فيكم
                          اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                          تعليق

                          يعمل...
                          X