"رقص الرجال ؛ خفة ورعونة ، وذهاب للمروءة "
بقلم / أحمد بوادي
http://bawady.maktoobblog.com/878601...%A1%D8%A9_%22/
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه شديد
إن فساد الأخلاق يلزم منه قلة الدين ، ولا يحسن دين المرء إلا إن حسن خلقه
فالفصل بينهما عسير لمن طلب معالي الأمور واراد الإبتعاد عن سفاسفها
و الترابط بينهما من كمال صفات المرء وسلامة دينه
واقتران الخلق بالدين دل عليه الشرع المبين
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا "
ومكارم الأخلاق لا تجدها إلا عن أهل المروءات
أخرج مالك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" كرم المؤمن تقواه ، ودينه حسبه ، ومروءته خلقه "
فإن كان للمروءة الحظ الأوفر حتى يكون المرء ذو خلق فيحسن دينه ويثقل ميزانه
كان لزاما عليه أن يبحث عن اسبابها ويتجنب آفاتها
وإن كان المرء ممن لا يلتفت إلى ما يجمله ويزينه ، ويبعد عنه ما يدنسه ويشينه
فلا يستحي من قوله ولا فعله ، فحقيق به أن يكون عديم المروءة سيء الأخلاق
كالبهائم شهوة بلا عقل
فإن كان رفع الصوت بدون حاجة كفعل الحمير
فيخدش الحياء ، وتعدم المروءة ، وتسقطت الهيبة من أعين الناس
وقد عُدّ قوم ذكر الحمار في مجلس من مساويء الآداب وعدم ذكره وتكنيته من المروءة
فحينئذ لا يلزم المرء أن يبحث فقط عن معرفة الحلال أوالحرام حتى يفعل الشيء أو لا يفعله
لأن هذا من الدين فقط لكن سيضعف خلقه وتقل مروءته
كما أنه لا يلزم كون الشيء أنه من العادات والتقاليد سلامته من خوارم المروءة أو قلة الدين
ولذلك قيل أن حقيقة المروءة : " تجنب للدنايا والرذائل ؛ من الأقوال ، والأخلاق ، والأعمال " .
ولنقف عن آفة من آفات المروءة ألا وهي
" رقص الرجال "
الرقص لا بد وأن يكون مقرونا بالدف أو الطبل أو كلاهما أو معهما غيرها
فإن اجتمع الرقص مع الطبل كان الغناء معه
فإن كان بكلام حسن وفيه ذكر الله والرسول والدين شابهه فعل أهل التصوف
وإن كان عن تعبد كان منهم فابتدع وضل
وإن كان بكلام قبيح وبذيء كان من فعل أهل الفسوق والمجون
فاجتمع بفاعله قلة الدين ، وانعدام المروءة
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
قال تعالى : **وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً }
استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه
قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله : قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال " ولا تمش في الأرض مرحا " وذم المختال، والراقص أشد، والمرح: الفرح. أَوَلَسْنَا قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الطرب والسكر فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والطبل لاجتماعهما؟
فما أقبح ذا لحية سيما إذا كان ذا شيبة يرقص ويصفق على توقيع الألحان والقضبان خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان وولدان،
وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم مآله إلى إحدى الدارين يَشْمُسُ بالرقص شمس البهائم، ويصفق تصفيق النسوة؟
وقال أيضاً:
والله ما رقص عاقل قط عاقل، ولا تعرض للطرب فاضل، ولا صغى إلى تلحين الشعر إلا بطر، أليس بيننا القرآن
ونقل ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى قوله:
" الرقص بدعة ولا يتعاطاه إلا ناقص العقل فلا يصلح إلا للنساء "
وقال ابن الحاج المالكي رحمه الله في كتاب المدخل: أما الدف والرقص بالرِّجل وكشف الرأس وتخريق الثياب فلا يخفى على ذي لب أنه لعب وسخف ونبذ للمروءة والوقار ولما كان عليه الأنبياء والصالحون.
قال أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله: وقد قال القفال من أصحابنا: لا تقبل شهادة المغني والرقاص .
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام : وأما الرقص والتصفيق فشأن أهل الفسق والخلاعة لا شأن من يحب الله ويخشاه. اهـ
وقال العلامة محمّد صدّيق حسن خان رحمه الله في أبجد العلوم
علم الرقص :
هو علم باحث عن كيفية صدور الحركات الموزونة عن الشخص بحيث يورث الطربوالسرور لمن يشاهدها ويرغب فيها اصحاب الرفه والاغنياء ومن يحذو حذوهم واهل الهندماهرون في الرقص ولهم فيها يد طولىالا ان هذا العلممحرمفي شريعتنا وإنما تعرضنا لهتتميما لاقسام العلوم انتهى كلامه . انتهى
أقول :
من المؤسف أن نجد من أباح الرقص أو الضرب بالدف أو الطبل استدلاله بأحاديث
لا يصح ولا يسلم لهم وجه الإستدلال بها
من ذلك استدلالهم بلعب الحبشة
فوالله لا أدري بأي وجه سيلقى الله هذا المتلاعب بدين الله المخادع لعباده مبررا لأقواله وأفعاله بتلك الآثار
فهل اللعب كا الرقص ،
وهل يقال لمن لعب بالسيف أو الحراب أو السهام أنه كان يرقص
وهل من صارع ومن سابق كان راقصا ؟؟!!! .
وإن كان يزعم ذلك زورا وبهتانا فليأتنا من فعل ذلك ورقص من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
قال ابن حجر رحمه الله بالفتح
واستدل به قوم من الصوفية على جوازالرقص وسماع آلة وقد طعن فيه الجمهور باختلاف القصدين فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب فلا يحتج به للرقص في اللهو . انتهى
أقول :
وإنّ لهؤلاء شبهة في استخدام الدفوف في الأعراس وياليتهم اكتفوا بذلك مع تحريمه ، ولو كانوا صادقين بأنهم متبعون لاكتفوا به فكما تعلم إن كثيراً منهم كما ذكرنا يرقص ويصفق وبعضهم يستعمل الطبل وتعدى عند البعض إلى أكثر من ذلك من آلات الموسيقى
فشبهة هؤلاء تلك الأحاديث العامة التي تبيح استعمال الدفوف .
وهذه هي الطريقة التي يعتمد عليها معظم المبتدعة لتمرير معتقداتهم وأفكارهم الزائفة .
فيرد على هؤلاء بأن يقال لهم : لو كان هذا الفهم الذي فهمتموه خطأ ، هو الحق
لكان أولى الناس للعمل بهذا الفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وهو المبعوث من عند الله المبلغ لشرعهوصحابته الكرام هم الذين عاصروا الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولم يفعلوه
فإن لم يثبت أنهم ضربوا الدفوف ورقصوا بالأعراس وهزوا الخصور ، فكيف اثبتم عليهم ذلك وكيف تجرأتم بالكذب عليهم بأحاديث ليس لكم فيها حجة إلا التحريف ، والتخريف
ونحن نقول لكم إن استدلالكم بالنص العام الذي تستدلون به على جواز استخدام الدفوف وهو قوله :" فصل ما بين الحلال والحرام ؛ الدف والصوت في النكاح "
إن هذا نص عام قد خصص بقرائن تدل على أن هذا الاستدلال لا يصح بعمومه إلاّ بتلك القرائن .
من ذلك :
أن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : قد أباحه للنساء كما في حديث خالد بن ذكوان ، قال : قالت الرُّبيع بنت مُعوِّذ بن عفراء : جاء النبي يدخل حين بُنى عليّ ، فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال :
"دعي هذه ، وقولي : بالذي كنت تقولين "
فدل هذا الحديث على أن الضرب بالدف هو للنساء لا للرجال ، وإلاّ لو كان الضرب بالدف مباحاً للرجال لما امتنع الرسول وصحابته من الضرب به فإن هذا لم يثبت أن حدث منه أو من صحابته ،
ولو كان حقاً لفعلوه كما ذكرنا لأنهم هم أكثر الناس اتباعاً للكتاب والسنة .
وكذلك يجاب على حديث الجارية التي نذرت أن تضرب عند رسول الله بالدف إن رجع سالما
فمتى كانت الفرحة والعيد جاز للنساء الغناء والضرب بالدف
كعودة قريب من سفر ، أو شفاء مريض من حادث أليم ، أو فرحا بنجاح ، أو نصر على الأعداء
أما الرجال فيجتمعون ويتحدثون بطيب الكلام يتناولون الطعام بدون الغناء أو الضرب بالدف كالنساء
أما ما يقوم به بعض من الرجال للأسف من هز الخصور مع ضرب الطبول والدفوف
فليس فيه نصيب من الدين وليس للخلق والمروءة منزلة له عند الصالحين
فإن فعلوه تعبدا وتدينا فقد ابتدعوا وضلوا عن الطريق السليم
أخيرا ...
عجبت ممن يرقص بالسيوف ويدعي أن هذا من التدريب على القتال ضد أعداء الدين فيقول :
إن الأمر يتأكد إذا كانت تلك الحركات فيها تدريب وعرضة للحرب وليس لمجرد اللهو
ثم يقف معاندا محاربا معاديا لكل من قاتل وحارب أعداء الدين
ورحم الله ابن القيم القائل :
أين أنت والطريق، طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، واضطجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم،
تزها أنت باللهو واللعب.
فإن رفض العلماء شهادة المغني والراقص فهل نقبل فتواه
بقلم / أحمد بوادي
http://bawady.maktoobblog.com/878601...%A1%D8%A9_%22/
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه شديد
إن فساد الأخلاق يلزم منه قلة الدين ، ولا يحسن دين المرء إلا إن حسن خلقه
فالفصل بينهما عسير لمن طلب معالي الأمور واراد الإبتعاد عن سفاسفها
و الترابط بينهما من كمال صفات المرء وسلامة دينه
واقتران الخلق بالدين دل عليه الشرع المبين
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا "
ومكارم الأخلاق لا تجدها إلا عن أهل المروءات
أخرج مالك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" كرم المؤمن تقواه ، ودينه حسبه ، ومروءته خلقه "
فإن كان للمروءة الحظ الأوفر حتى يكون المرء ذو خلق فيحسن دينه ويثقل ميزانه
كان لزاما عليه أن يبحث عن اسبابها ويتجنب آفاتها
وإن كان المرء ممن لا يلتفت إلى ما يجمله ويزينه ، ويبعد عنه ما يدنسه ويشينه
فلا يستحي من قوله ولا فعله ، فحقيق به أن يكون عديم المروءة سيء الأخلاق
كالبهائم شهوة بلا عقل
فإن كان رفع الصوت بدون حاجة كفعل الحمير
فيخدش الحياء ، وتعدم المروءة ، وتسقطت الهيبة من أعين الناس
وقد عُدّ قوم ذكر الحمار في مجلس من مساويء الآداب وعدم ذكره وتكنيته من المروءة
فحينئذ لا يلزم المرء أن يبحث فقط عن معرفة الحلال أوالحرام حتى يفعل الشيء أو لا يفعله
لأن هذا من الدين فقط لكن سيضعف خلقه وتقل مروءته
كما أنه لا يلزم كون الشيء أنه من العادات والتقاليد سلامته من خوارم المروءة أو قلة الدين
ولذلك قيل أن حقيقة المروءة : " تجنب للدنايا والرذائل ؛ من الأقوال ، والأخلاق ، والأعمال " .
ولنقف عن آفة من آفات المروءة ألا وهي
" رقص الرجال "
الرقص لا بد وأن يكون مقرونا بالدف أو الطبل أو كلاهما أو معهما غيرها
فإن اجتمع الرقص مع الطبل كان الغناء معه
فإن كان بكلام حسن وفيه ذكر الله والرسول والدين شابهه فعل أهل التصوف
وإن كان عن تعبد كان منهم فابتدع وضل
وإن كان بكلام قبيح وبذيء كان من فعل أهل الفسوق والمجون
فاجتمع بفاعله قلة الدين ، وانعدام المروءة
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
قال تعالى : **وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً }
استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه
قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله : قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال " ولا تمش في الأرض مرحا " وذم المختال، والراقص أشد، والمرح: الفرح. أَوَلَسْنَا قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الطرب والسكر فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والطبل لاجتماعهما؟
فما أقبح ذا لحية سيما إذا كان ذا شيبة يرقص ويصفق على توقيع الألحان والقضبان خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان وولدان،
وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم مآله إلى إحدى الدارين يَشْمُسُ بالرقص شمس البهائم، ويصفق تصفيق النسوة؟
وقال أيضاً:
والله ما رقص عاقل قط عاقل، ولا تعرض للطرب فاضل، ولا صغى إلى تلحين الشعر إلا بطر، أليس بيننا القرآن
ونقل ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى قوله:
" الرقص بدعة ولا يتعاطاه إلا ناقص العقل فلا يصلح إلا للنساء "
وقال ابن الحاج المالكي رحمه الله في كتاب المدخل: أما الدف والرقص بالرِّجل وكشف الرأس وتخريق الثياب فلا يخفى على ذي لب أنه لعب وسخف ونبذ للمروءة والوقار ولما كان عليه الأنبياء والصالحون.
قال أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله: وقد قال القفال من أصحابنا: لا تقبل شهادة المغني والرقاص .
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام : وأما الرقص والتصفيق فشأن أهل الفسق والخلاعة لا شأن من يحب الله ويخشاه. اهـ
وقال العلامة محمّد صدّيق حسن خان رحمه الله في أبجد العلوم
علم الرقص :
هو علم باحث عن كيفية صدور الحركات الموزونة عن الشخص بحيث يورث الطربوالسرور لمن يشاهدها ويرغب فيها اصحاب الرفه والاغنياء ومن يحذو حذوهم واهل الهندماهرون في الرقص ولهم فيها يد طولىالا ان هذا العلممحرمفي شريعتنا وإنما تعرضنا لهتتميما لاقسام العلوم انتهى كلامه . انتهى
أقول :
من المؤسف أن نجد من أباح الرقص أو الضرب بالدف أو الطبل استدلاله بأحاديث
لا يصح ولا يسلم لهم وجه الإستدلال بها
من ذلك استدلالهم بلعب الحبشة
فوالله لا أدري بأي وجه سيلقى الله هذا المتلاعب بدين الله المخادع لعباده مبررا لأقواله وأفعاله بتلك الآثار
فهل اللعب كا الرقص ،
وهل يقال لمن لعب بالسيف أو الحراب أو السهام أنه كان يرقص
وهل من صارع ومن سابق كان راقصا ؟؟!!! .
وإن كان يزعم ذلك زورا وبهتانا فليأتنا من فعل ذلك ورقص من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
قال ابن حجر رحمه الله بالفتح
واستدل به قوم من الصوفية على جوازالرقص وسماع آلة وقد طعن فيه الجمهور باختلاف القصدين فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب فلا يحتج به للرقص في اللهو . انتهى
أقول :
وإنّ لهؤلاء شبهة في استخدام الدفوف في الأعراس وياليتهم اكتفوا بذلك مع تحريمه ، ولو كانوا صادقين بأنهم متبعون لاكتفوا به فكما تعلم إن كثيراً منهم كما ذكرنا يرقص ويصفق وبعضهم يستعمل الطبل وتعدى عند البعض إلى أكثر من ذلك من آلات الموسيقى
فشبهة هؤلاء تلك الأحاديث العامة التي تبيح استعمال الدفوف .
وهذه هي الطريقة التي يعتمد عليها معظم المبتدعة لتمرير معتقداتهم وأفكارهم الزائفة .
فيرد على هؤلاء بأن يقال لهم : لو كان هذا الفهم الذي فهمتموه خطأ ، هو الحق
لكان أولى الناس للعمل بهذا الفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وهو المبعوث من عند الله المبلغ لشرعهوصحابته الكرام هم الذين عاصروا الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولم يفعلوه
فإن لم يثبت أنهم ضربوا الدفوف ورقصوا بالأعراس وهزوا الخصور ، فكيف اثبتم عليهم ذلك وكيف تجرأتم بالكذب عليهم بأحاديث ليس لكم فيها حجة إلا التحريف ، والتخريف
ونحن نقول لكم إن استدلالكم بالنص العام الذي تستدلون به على جواز استخدام الدفوف وهو قوله :" فصل ما بين الحلال والحرام ؛ الدف والصوت في النكاح "
إن هذا نص عام قد خصص بقرائن تدل على أن هذا الاستدلال لا يصح بعمومه إلاّ بتلك القرائن .
من ذلك :
أن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : قد أباحه للنساء كما في حديث خالد بن ذكوان ، قال : قالت الرُّبيع بنت مُعوِّذ بن عفراء : جاء النبي يدخل حين بُنى عليّ ، فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال :
"دعي هذه ، وقولي : بالذي كنت تقولين "
فدل هذا الحديث على أن الضرب بالدف هو للنساء لا للرجال ، وإلاّ لو كان الضرب بالدف مباحاً للرجال لما امتنع الرسول وصحابته من الضرب به فإن هذا لم يثبت أن حدث منه أو من صحابته ،
ولو كان حقاً لفعلوه كما ذكرنا لأنهم هم أكثر الناس اتباعاً للكتاب والسنة .
وكذلك يجاب على حديث الجارية التي نذرت أن تضرب عند رسول الله بالدف إن رجع سالما
فمتى كانت الفرحة والعيد جاز للنساء الغناء والضرب بالدف
كعودة قريب من سفر ، أو شفاء مريض من حادث أليم ، أو فرحا بنجاح ، أو نصر على الأعداء
أما الرجال فيجتمعون ويتحدثون بطيب الكلام يتناولون الطعام بدون الغناء أو الضرب بالدف كالنساء
أما ما يقوم به بعض من الرجال للأسف من هز الخصور مع ضرب الطبول والدفوف
فليس فيه نصيب من الدين وليس للخلق والمروءة منزلة له عند الصالحين
فإن فعلوه تعبدا وتدينا فقد ابتدعوا وضلوا عن الطريق السليم
أخيرا ...
عجبت ممن يرقص بالسيوف ويدعي أن هذا من التدريب على القتال ضد أعداء الدين فيقول :
إن الأمر يتأكد إذا كانت تلك الحركات فيها تدريب وعرضة للحرب وليس لمجرد اللهو
ثم يقف معاندا محاربا معاديا لكل من قاتل وحارب أعداء الدين
ورحم الله ابن القيم القائل :
أين أنت والطريق، طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، واضطجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم،
تزها أنت باللهو واللعب.
فإن رفض العلماء شهادة المغني والراقص فهل نقبل فتواه
تعليق