وصاية الإسلام باليتيم:
جعل الإسلام مسئولية كفالة اليتيم فرض كفاية على الأمة يقوم به البعض وإلا أثم الجميع،قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(البقرة:220)
وهذا ليس فى الشريعة المحمدية فقط بل فى كل الشرائع السماوية السابقة، قال تعالى: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ }(البقرة:83)،فأمر بحفظ اليتيم، في ماله وفي عرضه وفي دمه، وفي كل شيء.
ثواب الإحسان إلى اليتيم:
وقد وعد الله – عز وجل- المحسنين لليتامى بالثواب العظيم في الدنيا والآخرة،فمن هذا الثواب:
1- دواء للقلب وإدراك للحاجة:
المحسن لليتيم يدرك لا محالة حاجة لأنه في حاجة أخيه اليتيم،وشفاء لقلب المحسن من الغلظة والجفاء،وملئه بالرحمة،وفى هذا روى عن أبى الدرداء-رضي الله عنه- أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو قساوة قلبه قال- صلى الله عليه وسلم – "أَدْنِ اليتيمَ منك وأَلْطِفْه وامسحْ برأسه وأَطْعِمْه من طعامك فإن ذلك يُلَيِّن قلبَك وتُدْرِك حاجتَك ". أخرجه البيهقى (4/60 ، رقم 6887) .
وفى هذا الحديث التصدق بالمشاعر والتبرع بالأحاسيس يزيل سواد القلب وينظف ما بداخله من مرض ،ويخلصه مما شابه من سوء الفعل والقول ،وكأن المسح على رأس اليتيم تجديد لنشاط القلب من جديد وتخليد له من سواده،وقضى حاجته بالتقرب إلى الله بأحب الأعمال إليه.
2- مكانته فى الجنة بجوار النبى- صلى الله عليه وسلم:
عن أبى هريرة-رضى الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –أنا و كافل اليتيم كهاتين فى الجنة ".أخرجه: مسلم (4/2287 ، رقم 2983) .
وعن عوف بن مالك الأشجعى - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأومأ بالوسطى والسبابة امرأة أيمت من زوجها ذات منصب وجمال وحبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا ".
أخرجه :أبو داود (4/338 ، رقم 5149)،أحمد (6/29 ، رقم 24052) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (6/405 ، رقم 8680) .
ولما أرضى أبى الدحداح اليتيم الذى جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - يطلب شفاعته فى نخلة على الحد الذى يفصل بين بستانه وبستان أحد المسلمين بشره بالجنة،فعن أنس –رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم–قال:" كم من عذق رداح لأبى الدحداح فى الجنة ". أخرجه: أحمد (3/146 ، رقم 12504) ، وابن حبان (16/113 ، رقم 7159) ، والحاكم (2/24 ، رقم 2194) ، وقال : صحيح على شرط مسلم .
وعن ابن عباس–رضي الله عنهما-عن النبي – صلى الله عليه وسلم–قال:"أول من يأكل من ثمرة الجنة أبو الدحداح".أخرجه الديلمى (1/34 ، رقم 57) .
عن مالك بن عمرو القشيرى-رضى الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم – "من ضم يتيمًا من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة ". أخرجه :أحمد (4/344 رقم 19052) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى (19/300 ، رقم 670) . قال الهيثمى (4/243) : فيه على بن زيد ، وحديثه حسن .
3- يقى من حر جهنم يوم القيامة:
من الأسباب التى تقى من جهنم وحرها يوم القيامة كفالة اليتيم، قال تعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً{10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً{11} }(الإنسان)
وعن عائشة-رضى الله عنها- زوج النبي- صلى الله عليه و سلم- قالت : جاءتنى امرأة معها ابنتان لها فسألتنى فلم تجد عندي إلا تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي- صلى الله عليه و سلم- فحدثته فقال من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن اليهن كن له سترا من النار". أخرجه:البخارى ، ومسلم
4- يغفر له الذنوب ويعطى الحسنات يرفع الدرجات:
عن عبد الله بن أبى أوفى -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" ما من مسلم يمسح يده على رأس يتيم إلا كانت له بكل شعرة مرت يده عليها حسنة ورفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة ".أخرجه:ابن النجار
5- خير بيت في المسلمين:
عن أبى هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا ".أخرجه :البخارى فى الأدب المفرد (ص 61 ، رقم 137) ، وابن ماجه (2/1213 ، رقم 3679)، عبد بن حميد (ص 427 ، رقم 1467) ، قال البوصيرى (4/103) : هذا إسناد ضعيف .
ولذلك كان ا لصحابة يتنافسون على كفالة اليتامى وإسعادهم،فعن جابر -رضي الله عنه-كان يقول:لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين أحب إلى من أن أحج حجة بعد حجة الإسلام".
عقاب أذية اليتامى وعد كفالتهم ورعايتهم:
لا شك أن فرضية الكفاية لكفالة اليتيم تجعل من التقصير في حقه إثم يقع فيه المجتمع كله، وإذا كان اليتامى من غير البلد ولم يجدوا في بلدانهم من يكفلهم كما في فلسطين وغيرها من أبناء الشهداء فإن الإثم يقع على الأمة كلها.
وهم يقولون:
أنا لا أريد طعامكم وشرابكم فدمى هنا يا مسلمين يراق
عرضى يدنس أين شيمتكم أما فيكم أبي قلبه خفاق
فلا يجوز التقصير في حقهم من أخذ مالهم أو معاملتهم معاملة سيئة، قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ }(الأنعام:152)،وقال تعالى:{وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً }(النساء:2)،وقال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ }(الضحى:9)
لأن الأيتام أمانة عندنا فإن ضيعنا الأمانة استحللنا عقوبة الله –جل وعلا-
،ومن هذه العقوبات:
1- من السبع الموبقات:
عن أبى هريرة-رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم – "اجتنبوا السبعَ المُوبِقَات الشركُ بالله والسِّحْرُ وقتلُ النفسِ التى حرم الله إلا بالحق وأكلُ الربا وأكلُ مالِ اليتيم والتولِّى يومَ الزَّحْف وقذفُ المحصنات الغافلات المؤمنات ".أخرجه :البخارى (3/1017 ، رقم 2615) ، ومسلم (1/92 ، رقم 89).
2- أكل ماله يأدى إلى النار:
عن أبى برزة-رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم – " يبعث الله يوم القيامة قوما من قبورهم تأجج أفواههم نارا ألم تر أن الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }(النساء:10)أخرجه :أبو يعلى (13/434 ، رقم 7440) ، وابن حبان (12/377 ، رقم 5566).
3- علامة على أنه يكذب الدين:
قال تعالى:{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ{2}}ا(لماعون)
4- لا ينظر الله إليه يوم القيامة:
عن أبى شريح – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:"لا ينظر الله يوم القيامة إلى مانع الزكاة ولا إلى آكل مال اليتيم ولا إلى ساحر ولا إلى غادر ". أخرجه الديلمى (5/132 ، رقم 7720) .
وعن أبى أمامة-رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" أ َبْعَدُ الخلق من الله رجلان رجل يجالس الأمراء فما قالوا من جور صدقهم عليه ومعلم الصبيان لا يواسى بينهم ولا يراقب الله في اليتيم ".أخرجه :ابن عساكر (28/18) .
5- لا يدخل الجنة:
عن أبى هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –"أربعٌ حقٌّ على اللهِ أن لا يدخلَهم الجنةَ ولا يُذِيقَهم نعيمَها مدمنُ خمرٍٍ وآكلُ الربا وآكلُ مالِ اليتيمِ بغيرِ حقٍّ والعاقُّ لوالديه ".أخرجه :الحاكم (2/43 ، رقم 2260) ، وقال : صحيح الإسناد . والبيهقى فى شعب الإيمان (4/397 ، رقم 5530) . قال المنذرى (3/4) : رواه الحاكم عن إبراهيم بن خثيم بن عراك ، وهو واه عن أبيه عن جده عن أبيه .
وكان أبو الدرداء-رضي الله عنه- يقول:اتقوا دمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنهما يسيران بالليل والناس نيام.
وسائل عملية تعين على حق اليتيم:
ولكن كيف أعطى اليتيم حقه لآخذ الأجر وأبتعد عن العقوبات،وهل هناك وسائل عملية لذلك؟
نعم هناك وسائل عملية لذلك منها:
1- كفالة اليتيم ولو جزئيا:والباب في ذلك متسع ولو بعشرة جنيهات في الشهر،تكفل تيما أو تساعد في كفالة يتيم.
قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }(البقرة:215)،وقال تعالى:{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }(النساء:8)
2- زيارة ودعم جمعيات دار وكفالة الأيتام .
3- إدخال السرور والبهجة على الأيتام ،بلا لا يشعرهم بفقد أبويهم،والحنو عليه والمسح على رأسه.
4- إصلاح مالهم إن كنا نستطيع ذلك :
قال تعالى:{ َيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(البقرة:220 )،وعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة ".أخرجه: الطبرانى في الأوسط (4/264 ، رقم 4152) . قال الهيثمى (3/67) : سنده صحيح .
5- إعطائهم حقهم فى مالهم إذا بلغوا
: قال تعالى:{وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً }(النساء:6).
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
دامت قلوبكم عامره بالإيمان
المصدر: منتدى ستار نت - منتديات نجم النت - Star Net - Najm Net - من قسم: العالم الاسلامي
جعل الإسلام مسئولية كفالة اليتيم فرض كفاية على الأمة يقوم به البعض وإلا أثم الجميع،قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(البقرة:220)
وهذا ليس فى الشريعة المحمدية فقط بل فى كل الشرائع السماوية السابقة، قال تعالى: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ }(البقرة:83)،فأمر بحفظ اليتيم، في ماله وفي عرضه وفي دمه، وفي كل شيء.
ثواب الإحسان إلى اليتيم:
وقد وعد الله – عز وجل- المحسنين لليتامى بالثواب العظيم في الدنيا والآخرة،فمن هذا الثواب:
1- دواء للقلب وإدراك للحاجة:
المحسن لليتيم يدرك لا محالة حاجة لأنه في حاجة أخيه اليتيم،وشفاء لقلب المحسن من الغلظة والجفاء،وملئه بالرحمة،وفى هذا روى عن أبى الدرداء-رضي الله عنه- أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشكو قساوة قلبه قال- صلى الله عليه وسلم – "أَدْنِ اليتيمَ منك وأَلْطِفْه وامسحْ برأسه وأَطْعِمْه من طعامك فإن ذلك يُلَيِّن قلبَك وتُدْرِك حاجتَك ". أخرجه البيهقى (4/60 ، رقم 6887) .
وفى هذا الحديث التصدق بالمشاعر والتبرع بالأحاسيس يزيل سواد القلب وينظف ما بداخله من مرض ،ويخلصه مما شابه من سوء الفعل والقول ،وكأن المسح على رأس اليتيم تجديد لنشاط القلب من جديد وتخليد له من سواده،وقضى حاجته بالتقرب إلى الله بأحب الأعمال إليه.
2- مكانته فى الجنة بجوار النبى- صلى الله عليه وسلم:
عن أبى هريرة-رضى الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –أنا و كافل اليتيم كهاتين فى الجنة ".أخرجه: مسلم (4/2287 ، رقم 2983) .
وعن عوف بن مالك الأشجعى - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة وأومأ بالوسطى والسبابة امرأة أيمت من زوجها ذات منصب وجمال وحبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا ".
أخرجه :أبو داود (4/338 ، رقم 5149)،أحمد (6/29 ، رقم 24052) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (6/405 ، رقم 8680) .
ولما أرضى أبى الدحداح اليتيم الذى جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - يطلب شفاعته فى نخلة على الحد الذى يفصل بين بستانه وبستان أحد المسلمين بشره بالجنة،فعن أنس –رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم–قال:" كم من عذق رداح لأبى الدحداح فى الجنة ". أخرجه: أحمد (3/146 ، رقم 12504) ، وابن حبان (16/113 ، رقم 7159) ، والحاكم (2/24 ، رقم 2194) ، وقال : صحيح على شرط مسلم .
وعن ابن عباس–رضي الله عنهما-عن النبي – صلى الله عليه وسلم–قال:"أول من يأكل من ثمرة الجنة أبو الدحداح".أخرجه الديلمى (1/34 ، رقم 57) .
عن مالك بن عمرو القشيرى-رضى الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم – "من ضم يتيمًا من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة ". أخرجه :أحمد (4/344 رقم 19052) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى (19/300 ، رقم 670) . قال الهيثمى (4/243) : فيه على بن زيد ، وحديثه حسن .
3- يقى من حر جهنم يوم القيامة:
من الأسباب التى تقى من جهنم وحرها يوم القيامة كفالة اليتيم، قال تعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً{10} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً{11} }(الإنسان)
وعن عائشة-رضى الله عنها- زوج النبي- صلى الله عليه و سلم- قالت : جاءتنى امرأة معها ابنتان لها فسألتنى فلم تجد عندي إلا تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي- صلى الله عليه و سلم- فحدثته فقال من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن اليهن كن له سترا من النار". أخرجه:البخارى ، ومسلم
4- يغفر له الذنوب ويعطى الحسنات يرفع الدرجات:
عن عبد الله بن أبى أوفى -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" ما من مسلم يمسح يده على رأس يتيم إلا كانت له بكل شعرة مرت يده عليها حسنة ورفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة ".أخرجه:ابن النجار
5- خير بيت في المسلمين:
عن أبى هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا ".أخرجه :البخارى فى الأدب المفرد (ص 61 ، رقم 137) ، وابن ماجه (2/1213 ، رقم 3679)، عبد بن حميد (ص 427 ، رقم 1467) ، قال البوصيرى (4/103) : هذا إسناد ضعيف .
ولذلك كان ا لصحابة يتنافسون على كفالة اليتامى وإسعادهم،فعن جابر -رضي الله عنه-كان يقول:لأن أتصدق بدرهم على يتيم أو مسكين أحب إلى من أن أحج حجة بعد حجة الإسلام".
عقاب أذية اليتامى وعد كفالتهم ورعايتهم:
لا شك أن فرضية الكفاية لكفالة اليتيم تجعل من التقصير في حقه إثم يقع فيه المجتمع كله، وإذا كان اليتامى من غير البلد ولم يجدوا في بلدانهم من يكفلهم كما في فلسطين وغيرها من أبناء الشهداء فإن الإثم يقع على الأمة كلها.
وهم يقولون:
أنا لا أريد طعامكم وشرابكم فدمى هنا يا مسلمين يراق
عرضى يدنس أين شيمتكم أما فيكم أبي قلبه خفاق
فلا يجوز التقصير في حقهم من أخذ مالهم أو معاملتهم معاملة سيئة، قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ }(الأنعام:152)،وقال تعالى:{وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً }(النساء:2)،وقال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ }(الضحى:9)
لأن الأيتام أمانة عندنا فإن ضيعنا الأمانة استحللنا عقوبة الله –جل وعلا-
،ومن هذه العقوبات:
1- من السبع الموبقات:
عن أبى هريرة-رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم – "اجتنبوا السبعَ المُوبِقَات الشركُ بالله والسِّحْرُ وقتلُ النفسِ التى حرم الله إلا بالحق وأكلُ الربا وأكلُ مالِ اليتيم والتولِّى يومَ الزَّحْف وقذفُ المحصنات الغافلات المؤمنات ".أخرجه :البخارى (3/1017 ، رقم 2615) ، ومسلم (1/92 ، رقم 89).
2- أكل ماله يأدى إلى النار:
عن أبى برزة-رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم – " يبعث الله يوم القيامة قوما من قبورهم تأجج أفواههم نارا ألم تر أن الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }(النساء:10)أخرجه :أبو يعلى (13/434 ، رقم 7440) ، وابن حبان (12/377 ، رقم 5566).
3- علامة على أنه يكذب الدين:
قال تعالى:{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ{2}}ا(لماعون)
4- لا ينظر الله إليه يوم القيامة:
عن أبى شريح – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:"لا ينظر الله يوم القيامة إلى مانع الزكاة ولا إلى آكل مال اليتيم ولا إلى ساحر ولا إلى غادر ". أخرجه الديلمى (5/132 ، رقم 7720) .
وعن أبى أمامة-رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" أ َبْعَدُ الخلق من الله رجلان رجل يجالس الأمراء فما قالوا من جور صدقهم عليه ومعلم الصبيان لا يواسى بينهم ولا يراقب الله في اليتيم ".أخرجه :ابن عساكر (28/18) .
5- لا يدخل الجنة:
عن أبى هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –"أربعٌ حقٌّ على اللهِ أن لا يدخلَهم الجنةَ ولا يُذِيقَهم نعيمَها مدمنُ خمرٍٍ وآكلُ الربا وآكلُ مالِ اليتيمِ بغيرِ حقٍّ والعاقُّ لوالديه ".أخرجه :الحاكم (2/43 ، رقم 2260) ، وقال : صحيح الإسناد . والبيهقى فى شعب الإيمان (4/397 ، رقم 5530) . قال المنذرى (3/4) : رواه الحاكم عن إبراهيم بن خثيم بن عراك ، وهو واه عن أبيه عن جده عن أبيه .
وكان أبو الدرداء-رضي الله عنه- يقول:اتقوا دمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنهما يسيران بالليل والناس نيام.
وسائل عملية تعين على حق اليتيم:
ولكن كيف أعطى اليتيم حقه لآخذ الأجر وأبتعد عن العقوبات،وهل هناك وسائل عملية لذلك؟
نعم هناك وسائل عملية لذلك منها:
1- كفالة اليتيم ولو جزئيا:والباب في ذلك متسع ولو بعشرة جنيهات في الشهر،تكفل تيما أو تساعد في كفالة يتيم.
قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }(البقرة:215)،وقال تعالى:{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }(النساء:8)
2- زيارة ودعم جمعيات دار وكفالة الأيتام .
3- إدخال السرور والبهجة على الأيتام ،بلا لا يشعرهم بفقد أبويهم،والحنو عليه والمسح على رأسه.
4- إصلاح مالهم إن كنا نستطيع ذلك :
قال تعالى:{ َيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(البقرة:220 )،وعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم –" اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة ".أخرجه: الطبرانى في الأوسط (4/264 ، رقم 4152) . قال الهيثمى (3/67) : سنده صحيح .
5- إعطائهم حقهم فى مالهم إذا بلغوا
: قال تعالى:{وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً }(النساء:6).
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
دامت قلوبكم عامره بالإيمان
المصدر: منتدى ستار نت - منتديات نجم النت - Star Net - Najm Net - من قسم: العالم الاسلامي
تعليق