إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم المظاهرات فى القران والسنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم المظاهرات فى القران والسنة

    الدليل الاول:أخرج مسلم في (( صحيحه )) (127) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال :
    قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ((نعم ))، قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال (( نعم )) قلت فهل وراء الخير شر ؟ قال : (( نعم )) قلت : كيف ؟ قال (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))
    قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ؟
    قال : (( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )).

    وهذا الحديث من أبلغ الأحاديث التي جاءت في هذا الباب إذ قد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأئمة بأنهم لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته وذلك غاية الضلال والفساد ونهاية الزيغ والعناد فهم لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته، وذلك غاية الضلال والفساد ونهاية الزيغ والعناد، فهم لا يهتدون بالهدي النبوي في أنفسهم ولا في أهليهم ولا في رعاياهم ...
    ومع ذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتهم – في غير معصية الله – كما جاء مقيداً في حديث آخر – حتى لو بلغ الأمر إلي ضربك وأخذ مالك، فلا يحملنك ذ لك على ترك طاعتهم وعدم سماع أوامرهم، فإن هذا الجرم عليهم وسيحاسبون ويجازون به يوم القيامة.
    فإن قادك الهوى إلي مخالفة هذا الأمر الحكيم والشرع المستقيم، فلم تسمع ولم تطيع لأميرك لحقك الآثم ووقعت في المحظور.
    وهذا الأمر النبوي من تمام العدل الذي جاء به الإسلام، فإن هذا المضروب إن لم يسمع ويطع، وذك المضروب إذا لم يسمع ويطع ... أفضي ذلك إلي تعطيل المصالح الدينية والدنيوية فيقع الظلم على جميع الرعية أو أكثرهم، وبذلك يرتفع العدل عن البلاد فتتحقق المفسدة وتلحق بالجميع.
    بينما لو ظلم هذا فصبر واحتسب، وسأل الله الفرج، وسمع وأطاع لقامت المصالح ولم تتعطل، ولم يضع حقه عند الله – تعالي -، فربما عوضه خير منه وربما ادخره له في الآخرة.
    وهذا من محاسن الشريعة، فإنها لم ترتب السمع والطاعة على عدل الأئمة، ولو كان الأمر كذلك، لكانت الدنيا كلها هرجاً ومرجاً، فالحمد لله على لطفه بعباده.

    الدليل الثانى :
    أخرج مسلم في (( صحيحه )) (128) عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال :
    (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ))
    قيل : يا رسول الله ! أفلا ننابذهم بالسيف ؟ فقال :
    ( لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة )
    وفي لفظ أخر له :
    (( ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة ))

    الدليل الثالث:
    أخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) (129) عن أبي هريرة رضي الله عنه -، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (( من أطاعني، فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصي الله، ومن أطاع أميري، فقد أطاعني، ومن عصي أميري فقد عصاني ))
    وفي لفظ لمسلم : (( ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعصى الأمير، فقد عصاني ))
    وقد بوب البخاري – رحمه الله – على هذا الحديث في كتاب الأحكام من (( صحيحه ))، فقال : باب قول الله – تعالي – ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ( (130)
    قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
    (( وفي الحديث وجوب طاعة ولاة الأمور، وهي مقيدة بغير الأمر بالمعصية، والحكمة في الأمر بطاعتهم : المحافظة على اتفاق الكلمة، لما في الافتراق من الفساد )) ا هـ.

    الدليل الرابع :
    أخرج البخاري في (0 صحيحه )) – كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة – للإمام ما لم تكن معصية -، عن أنس ابن مالك – رضي الله عنه -، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (( أسمعوا وأطيعوا، وأن أستعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ))

    الدليل الخامس :
    أخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) (131)، عن عبادة ابن الصامت – رضي الله عنه -، قال :
    دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، فكان فيما أخد علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأسره علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال :
    (( إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ))
    هذا لفظ لمسلم.
    وقد أخرجه ابن حبان في (( صحيحه )) (132) بلفظ :
    (( أسمع وأطع في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك وأثره عليك، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية ))

    الدليل السادس:
    أخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (133) بسند جيد، عن معاوية – رضي الله عنه -، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال :
    ((أن السامع المطيع لا حجة عليه، وإن السامع العاصي لا حجة له ))

    الدليل السابع :
    أخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (134) أيضاً عن عدي ابن حاتم – رضي الله عنه -، قال : قلنا : يا رسول الله ! لا نسألك عن طاعة من أتقي، ولكن من فعل وفعل – فذكر الشر -، فقال :
    (( اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا )).

    الدليل الثامن :
    أخرج ابن زنجوية في كتاب (( الأموال )) (135)، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال :
    (( ليس السمع والطاعة فيما تحبون، فإذا كرهتم أمراً تركتموه، ولكن السماع والطاعة فيما كرهتم وأحببتم، فالسامع المطيع لا سبيل عليه والسامع العاصي لا حجة له ))

    الدليل التاسع :
    أخرج ابن حبان في (( صحيحه )) (136)، عن عبد الله ابن الصامت، قال : قدم أبو ذر على عثمان من الشام، فقال :
    يا أمير المؤمنين ! أفتح الباب حتى يدخل الناس، أتحسبني من قوم يقرأ ون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، ثم لا يعدون فيه، حتى يعود السهم على فوقه، وهم شر الخلق والخليقة.
    والذي نفسي بيده لو أمرتني أن أقعد لما قمت ،ولو أمرتني أن أكون قائماً لقمت ما أمكنني رجلاي، ولو ربطتني على بعير لم أطلق نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني .
    ثم أستأذنه يأتي الربذة، فأذن له ،فأتاها ،فإذا عبد يؤمهم فقالوا :أبو ذر فنكص العبد، فقيل له : تقدم، فقال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث :
    ((أن أسمع وأطيع، ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف ...))الحديث .

    الدليل العاشر :
    أخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (137)، عن المقدام بن معدي كرب ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    (( أطيعوا أمراءكم مهما كان فإن أمروكم بشيء مما لم آتكم به فهو عليهم، وأنتم منه براء ،وأن أمروكم بشيء مما جئتكم به، فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون عليه، وذلك بأنكم إذا لقيتم ربكم قلتم : ربنا لا ظلم، فيقولون : ربنا أرسلت إلينا رسلاً، فأطعناهم ،واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم وأمرت علينا أمراء فأطعناهم، فيقول : صدقتم، وهو عليهم، وأنتم منه براء )).

    الدليل الحادى عشر:
    أخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (138) عن أبي امامة الباهلي، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    (( أنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم وصلوا خمسكم ،وصوموا شهركم، وأد رأوا زكاة أموالكم، طيبة بها نفوسكم وأطيعوا أمرائكم، تدخلوا جنة ربكم )). إسناده صحيح.
    أخرج ابن سعيد (139) أن زيد بن وهب قال : لما بعث عثمان إلي ابن مسعود يأمره بالقدوم إلي المدينة، أجتمع الناس فقالوا : أقم ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه، فقال :
    (( أن له على حق طاعة، ولا أحب أن أكون أول من فتح باب الفتن ))

    فتأمل فعل ابن مسعود هنا وفعل أبي ذر المتقدم مع أمير المؤمنين عثمان – رضي الله عن الجميع – يظهر لك ما كان عليه جماعة السلف من التسليم المطلق لأمر الشارع ( وتقديم قوله على ما تهوي النفس.
    وإن الإثارة على الولاية القائمة فتح باب شر على الأمة.
    قال أئمة الدعوة – رحمهم الله تعالي – عند إيرادهم لطائفة من الأحاديث النبوية في هذا الباب :
    (( إذا فهم ما تقدم من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وكلام العلماء المحققين في وجوب السمع والطاعة لولي الأمر وتحريم منازعته والخروج عليه، وأن المصالح الدينية والدنيوية لا انتظام لها إلا بالإمامة والجماعة، تبين :

    أن الخروج عن طاعة ولي الأمر والافتيات عليه بغزو أو غيره معصية ومشاقة لله ورسوله ومخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة )) (140)

    وقال شيخ الإسلام – رحمه الله - :
    ((وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهي الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم ،والخروج عليهم – بوجه من الوجوه -، كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديماً وحديثاً، ومن سيرة غيرهم )) (141)
    التعديل الأخير تم بواسطة أم خطاب; الساعة 20-02-2011, 02:15 PM. سبب آخر: تكبير الخط ... بارك الله فيكم

  • #2
    رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة




    لحظه!!
    صلي علي النبي
    بالله عليكم ادعولي بالرحمه والمغفره

    تعليق


    • #3
      رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

      جزيتِ خيرا أختاه
      وما أحوجنا الى ذاك
      اللهم عافنا واعف عنا !!
      اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
      اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

      القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
      إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

      تعليق


      • #4
        رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

        يا جماعة لو سمحتوا بلاش كده عشان الناس متتهمناش بالتشدد
        الموضوع ف خلاف سائغ وقد تكلم ف ذلك الشيخ أحمد حطيبة
        وجزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          جزاك الله خيرا أخي الحبيب على المقال

          من فضلك، يا من ترى توقيعي هذا

          ادع لي بظهر الغيب ان اكون من سكان الفردوس فيقول الملك لك (
          ولك بالمثل)

          تعليق


          • #6
            رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

            هذه أدلةُ القائلين بعدم جواز الخروج
            فما أدلة القائلين بجواز الخروج بل بوجوبه ؟
            جزاكم الله خيراً أختنا على الموضوع الهام

            يا جماعة لو سمحتوا بلاش كده عشان الناس متتهمناش بالتشدد
            الموضوع ف خلاف سائغ وقد تكلم ف ذلك الشيخ أحمد حطيبة
            وجزاكم الله خيرا


            هذا هو دين الله لن نبدل فيه ولن نغيّر فيه
            من أجل أن يقبله الناس
            فهذا دين الله هكذا لن نغير فيه إن قبله الناس فذاك
            وإن لم يقبلوه فما قبلوه

            أبُو سُفيَان سابقاً
            قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

            ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )

            تعليق


            • #7
              نصيحة خاصة للأخوة في الاوضاع الحالية - د.احمد حطيبة

              نصيحة خاصة للأخوة في الاوضاع الحالية -

              د.احمد حطيبة احد مؤسسين الدعوة السلفية فى مصر

              http://mokhtaratsalafyah.blogspot.co...post_2945.html

              تعليق


              • #8
                رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

                والشيخ محمد عبد المقصود ايضا من المجيزين لذلك

                تعليق


                • #9
                  رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

                  لا حول ولا قوة إلا بالله
                  ما دخل كل هذه الأحاديث بالمظاهرات ضد الطواغيت ؟؟؟
                  فلو تمعنتم جيداً بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأيقنتم أنه لا يتكلم عن الطواغيت الذين جعلتموهم ولاة أمورنا
                  فمعظم الحكام قد وقعوا في نواقض الإسلام وحاربوا الله ورسوله
                  وبعد كل هذا تقولون ولاة أمورنا !!!


                  إقتباس
                  ( ما أقاموا فيكم الصلاة )
                  هم يحاربون المصلين والموحدين لله تعالى

                  ( إلا أن تروا كفراً بواحاً )
                  أفلم يقعوا فيه بعد !!!


                  لا تحرفوا الكلام عن مواضعه
                  فالأحاديث عن ولاة الأمور المسلمين وليس عن الطواغيت الذين لم يحكموا بشرع الله وحاربوا دين الله


                  هداكم الله وهدانا إلى ما يحبه ويرضى



                  هذا التوقيع افتراضيا لأى عضو جديد لذا يمكنك تغييره من لوحة التحكم او بالضغط على الصورة بأعلى

                  تعليق


                  • #10
                    رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

                    وقفة مع المظاهراتكتبه/ عبد المنعم الشحات
                    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
                    فمن المسائل التي اختلفت حولها الفصائل الإسلامية اختلافاً كبيراً مسألة المظاهرات؛ وذلك راجع إلى كونها وسيلة مستحدثة ليس فيها كلام صريح عن أهل العلم السابقين مما اقتضى شيئاً من النظر والتأمل فيها، هذا ويمكن عرض خلاصة لخلاصة ما ذهب إليه كل فريق فيما يلي:
                    أولاً: مذهب المانعين كحكم:
                    ذهب بعض أهل العلم إلى المنع من المظاهرات كحكم شرعي ثابت، واحتجوا على ذلك بدليلين:
                    الأول: أن وسائل الدعوة توقيفية لا يجوز إحداث وسيلة منها بغير دليل، وهو مسلك يميل إليه الشيخ الألباني -رحمه الله- في كثير من المسائل، ومنها مسألة المظاهرات، ويوافقه عليه كثير من تلامذته.
                    الثاني: أنها تشبه بالكفار؛ حيث أن هذه الوسيلة من الوسائل التي أخذت عن الغرب.
                    ثانياً: مذهب المانعين لما فيها من مخالفات ولما يترتب عليها من مفاسد:
                    ذهب بعض أهل العلم إلى المنع منها؛ لما تشتمل عليه من مخالفات؛ ولما يترتب عليها من مفاسد فمن هذه المخالفات:
                    1- السب والشتم سواء للكفار أو لبعض عصاة المسلمين، وهو يخالف سلوك المسلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولاالبذيء) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
                    ثم إنه غالباً ما يقابل بسبٍ مثلِه في مظاهرات مضادة أو في وسائل الإعلام، وقد قال -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام:108).
                    2- تضمنها شعارات مخالفة للإسلام من حيث الأصل، ولا يجوز إطلاقها؛ مثل الحرية التي تعني عند أصحابها حرية كل طرف منها أن يدافع عن عقيدته بما في ذلك الكفار الأصليين والمرتدين.
                    3- وتضمنها إتلاف بعض المال العام الذي هو ملك للمسلمين، وليس ملكاً لمن يتظاهر ضده.
                    4- خروج النساء على وجه يخالف القرار في البيت، ويزداد الأمر سوءاً باشتراكهن في ترديد الشعارات، وهن مأمورات بعدم الخضوع بالقول، ومنه رفع الصوت حتى منع العلماء من أذانها بصوت مرتفع في بيتها حتى لا يسمعها سامع، بالإضافة إلى ما في ذلك من تعرضهن للخطر كما سيأتي عند ذكر المفاسد.
                    5- تضييع الصلاة في جماعة في كثير من الأحيان.
                    6- خروج المظاهرات المشتركة بين الإسلاميين وبعض التيارات السياسية المصادمة للمشروع الإسلامي، والذين قد يكونون في كثير من الأحيان أشد خطراً على الأمة من المنكرات التي يجري التظاهر بسببها مع وصف هؤلاء جميعاً بأوصاف المدح كالشرفاء والقوى الوطنية وغيرها.
                    وأما المفاسد المترتبة عليها فكثيرة، منها:
                    1- اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب، وإن لم يكن داخلاً في حسبان منظمي المظاهرات.
                    2- المواجهات التي تتم بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي غالباً ما يجري فيها تبادل تهم بشأن من البادئ بها وبعض هذه المواجهات يصل إلى حد سفك الدماء، ويزداد الأمر سوءاً حال خروج النساء في هذه المظاهرات، وفي أحيان كثيرة يحدث أنواع من كشف العورات، وربما ما هو أكثر من ذلك.
                    3- وحتى في حال وجود آلية لقياس المصالح والمفاسد عند القائمين بالمظاهرة، فإنهم لا يستطيعون توجيه كل من استجاب لهم، وكم من مظاهرة انسحب منظموها وبقي المتعاطفون معها في مواجهات لم يوطنوا أنفسهم عليها، ولا يعرفون لها أولاً ولا آخراً؛ مما يبقي مرارة في حلوق هؤلاء من الصحوة الإسلامية ككل.
                    4- الثمن الذي يدفعه بعض منظمي هذه المظاهرات حتى ممن احتسب ذلك يمكن توجيهه إلى وجهة أخرى أكثر نفعاً للأمة على المدى القريب أو البعيد.
                    وأما المجيزون للمظاهرات فقد استدلوا على قولهم بأدلة، منها:
                    الأول: وجود أدلة تفصيلية على جواز المظاهرات، منها:
                    أ- ما رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- فيما كان بين عمر -رضي الله عنه- وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (فقلت يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال فقلت ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق وفرق الله به بين الحق والباطل) ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 6531.
                    2- حدوث ذلك من العلماء من خروجهم في تلامذتهم للإنكار على بعض العصاة وعلى بعض الأمراء، كما حدث ذلك من شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن غيره مراراً.
                    الثاني: استدلوا بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وعلى هذا فالمظاهرات مباحة، ثم نقلوها من الإباحة إلى المشروعية بقاعدة "الوسائل لها أحكام المقاصد"، وقد ذكروا للمظاهرات مقاصد شرعية يمكن إجمالها في المقاصد الآتية:
                    الأول: البيان، من إنكار منكر، أو التذكير بحق إخوة في الدين في بلد آخر أو نحو ذلك.
                    الثاني: الإعلام، لإرسال رسالة إلى العالم الخارجي بردود الفعل الغاضبة تجاه جرائمهم في حق المسلمين.
                    الثالث: الضغط، ويعنون به الضغط على الأنظمة الحاكمة لاتخاذ قرار معين في صالح الإسلام، وإرسال رسالة لهم بأن هذا مطلب عام.
                    وسوف نرتب النظر في المسألة على النحو التالي:
                    أولاً: النظر في ادعاء وجود أدلة تفصيلية على مشروعية المظاهرات:
                    1- ادعاء وجود نص خاص في مسائل المظاهرات فيه نوع كبير من التوسع، لاسيما وأن أثر خروج المسلمين في مكة في صفين يحتاج إلى إثبات صحته قبل اعتماده أحد أدلة الأحكام، ثم إذا صح فغاية ما فيه أنهم خرجوا من دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى المسجد، وليس في مكة آنذاك سلطة حاكمة بالمعنى المعاصر، ولم يكن في الأمر تجمهر ولا هتاف، ولا شك أن في قياس المظاهرات المعاصرة على هذه الواقعة توسع كبير، وإلا فأصحاب هذه المظاهرات ينكرون على من يرى أن الاجتماع في المساجد -بل وفي غيرها-، وبيان ما يجب بيانه كافٍ في تحقيق المقاصد التي يقصدون إليها بلا مفاسد.
                    2- وكذلك الحال بالنسبة لخروج العلماء في جماعات للإنكار على الولاة أو على العامة، وهي صور تحتاج أيضاً إلى إعمال ضوابط المصلحة والمفسدة،
                    فحصل من ذلك عدم وجود أدلة تفصيلية تفيد مشروعية المظاهرات.
                    أولاً: النظر في أدلة القائلين بالمنع ابتداءاً:
                    1- أما المنع منها بعلة كونها تشبه بالكفار فغير سديد؛ لأن المظاهرات -إذا لم يوجد مانع شرعي آخر منها- تصنف ضمن الأنظمة الإدارية، التي يمكن الاقتباس فيها من الكفار.
                    2- وأما المنع منها بعلة أن وسائل الدعوة غير توقيفية.
                    فالصواب في هذه المسألة -بإذن الله-: "أن الوسائل لها أحكام المقاصد"، مع ضرورة إضافة قيد في غاية الأهمية لم يذكره العلماء لوضوحه، ولكنه في زماننا يحتاج إلى أن يظهر، وهو قيد الإباحة، فتكون القاعدة: "الوسائل المباحة لها أحكام المقاصد".
                    وممن نص على أهمية هذا القيد في زماننا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- حيث يقول: "ليس للوسائل حد شرعي، فكل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، وما لم يكن منهياً عنه بعينه، فإن كان منهياً عنه بعينه فلا تقربه، فلو قال: أنا أريد أن أدعو شخصاً بالغناء والموسيقى لأنه يطرب لها، وليستأنس بها، وربما يكون هذا جذباً له، وأدعوه بالغناء والموسيقى هل يبيح له ذلك؟ لا، لا يجوز أبداً. لكن إذا كانت الوسيلة لم يُنه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، ليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها، يقول هذه جائزة وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير" (لقاءات الباب المفتوح 15/549).
                    فإذا تبين عدم وجود دليل تفصيلي، وفى ذات الوقت عدم وجود حاظر يمنع من المسألة كحكم انحصر الأمر في النظر في المخالفات وقياس المصالح والمفاسد.
                    وغني عن الذكر أن ما سبق وأسلفناه من المخالفات، ومن المفاسد المترتبة على المظاهرات يكفي بعضها في المنع منها، فكيف بمجموعها؟ بل إن هذه المفاسد يأتي بها المنع من هذه المظاهرات، حتى لو سلمنا لهم أن عليها أدلة تفصيلية؛ لأن غايتها أن تكون إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التي تحتاج إلى النظر في المصالح والمفاسد، حتى ولو كان الأصل فيها المشروعية.
                    فإن قال قائل: ألا يتصور وجود مظاهرات عارية عن هذه المخالفات وعن تلك المفاسد؟
                    قيل: نعم يتصور، وحينئذ سيكون الحكم الجواز، إلا أننا في المسائل الواقعية نراعي الواقع الذي نعيشه، مع التنبيه على أن هذا من باب الفتوى لا من باب الحكم.
                    والواقع الذي نعيشه لا نكاد نرى منه مظاهرات عارية عن هذه المخالفات.
                    وإذا فرضنا جدلاً أن المظاهرات عرت عن المخالفات الاختيارية، فماذا عن المفاسد الاضطرارية التي غالباً ما تؤول إليها كثير من المظاهرات؟
                    ومع ذلك فنقول إذا (افترض) الخلو من الموانع فالإجابة (المفترضة) آنذاك أنها جائزة.
                    ومما يعزز اختيار المنع وجود وسائل أخرى تتحقق معها المصالح المرجوة من وراء المظاهرات.
                    ويتضح ذلك من مراجعة تلك المصالح المرجوة، هذا بعد استبعاد مصلحة الضغط التي لا وجود لها في القاموس السياسي للعالم الثالث، والتي غالباً ما تأتي محاولات الضغط فيها بهذه الصورة إلى نتيجة عكسية.
                    وأما مصلحة البيان والإعلام فيتحقق بوسائل أخرى لا خلاف على مشروعيتها، منها الكلمة المسموعة والمكتوبة، ففي ذلك فرصة كافية للتوضيح والبيان، بصورة يخاطب القلب والعقل، وتتكون فكرة مستقرة في وجدان المتلقي بخلاف الهتافات الحماسية التي ينطفئ لهبها بمجرد انتهاء المظاهرة، بل ربما شارك المشارك في المظاهرة وهو متلبس بمظهر من مظاهر المعصية كشرب الدخان وتبرج النساء، وربما مرت المظاهرات على جموع من الجالسين على المقاهي وهم مشدودين إلى كراسيهم وأعينهم مسمرة على تلفازهم مما قد ينقل صورة إعلامية سلبية.
                    نقول هذا مع التسليم بوجود فرق في المساحة الإعلامية بين الخطب والدروس والمحاضرات من جهة وبين المظاهرات من جهة أخرى إلا أن هذا الفرق لا يرقى إلى احتمال المفاسد المترتبة على المظاهرات.
                    ثم إن الفارق آخذ في التقلص بعد الفضائيات والإنترنت، بحيث أن جمهور الشوارع الذي يراد للمظاهرات أن تصل إليه يصل إليه الإنترنت والفضائيات، مع التركيز والوضوح والبناء كما أسلفنا.
                    ومن أغرب ما تستمعه من اعتراض على هذا الطرح قول بعض المؤيدين للمظاهرات: أما عندكم غير الكلام؟
                    وهذا الشعور الذي يتشبع به بعض منظمي المظاهرات من أنهم كأنهم زاحموا المجاهدين كتفاً بكتف لمجرد هتافهم "افتحوا باب الجهاد"(1) يتسرب إلى المشاركين بصورة أو بأخرى، فيحصل لديهم قدر من الشعور بالرضا عن النفس، فلا يحاولون أن يفعلوا شيئاً مما يطالبهم به أصحاب الطرح الآخر من التوبة والرجوع إلى الله، والحرص على معاني الولاء والبراء وإشاعة ذلك في الأمة. وهذه المفسدة تعتبر في حد ذاتها أحد أبرز مفاسد المظاهرات.
                    إن المظاهرات لا تعدوا أن تكون كلاماً مجتزءاً لا يفيد معنى تاماً، وهو من هذه الحيثية أقل نفعاً من المحاضرات بكثير، فهو كلام قليل النفع، ويبقى نقطة تميزه الرئيسة ليس في كونه ليس بكلام، ولكن في دائرة انتشاره، وقد ذكرنا أن هذه الفائدة لا تقارن بالمفاسد المترتبة عليه، كما أن الفرق بينها وبين الخطبة والدرس في هذا الباب في سبيله إلى التقلص.
                    ويبقى في هذا الباب نصيحة أخيرة:
                    وهي أن مسألة المظاهرات ونحوها من المسائل التي نشب الخلاف فيها منذ فترة طويلة، وذهب كل فريق فيها إلى ما يراه، وعلى كل عاقل أن يعرف الحجة الشرعية فيما يعتقد ويعمل، ولا يكتفي بتقليد من يظن بهم الخير، ولكن لا داعي لتحويل كل أزمة عامة من الأزمات التي يلزم فيها توجيه النصح لعموم الأمة، وتثبيت قلوبهم أمام ما يجدون من فتن إلى ساحات جدل "عقيم" بين أبناء الصحوة الإسلامية.
                    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
                    (1) وممن لفت الانتباه إلى خطورة الحرث في البحر عن طريق المظاهرات التي تطالب بما يوقن منظموها أنه لن يحدث د. عبد العزيز كامل في مقال له على موقع "لواء الشريعة" بعنوان: "يا أصحاب الحجة والبيان... لا تخطئوا العنوان!". منقول من

                    موقع صوت السلف
                    www.salafvoice.com

                    تعليق


                    • #11
                      رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

                      وقفة مع المظاهراتكتبه/ عبد المنعم الشحات
                      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
                      فمن المسائل التي اختلفت حولها الفصائل الإسلامية اختلافاً كبيراً مسألة المظاهرات؛ وذلك راجع إلى كونها وسيلة مستحدثة ليس فيها كلام صريح عن أهل العلم السابقين مما اقتضى شيئاً من النظر والتأمل فيها، هذا ويمكن عرض خلاصة لخلاصة ما ذهب إليه كل فريق فيما يلي:
                      أولاً: مذهب المانعين كحكم:
                      ذهب بعض أهل العلم إلى المنع من المظاهرات كحكم شرعي ثابت، واحتجوا على ذلك بدليلين:
                      الأول: أن وسائل الدعوة توقيفية لا يجوز إحداث وسيلة منها بغير دليل، وهو مسلك يميل إليه الشيخ الألباني -رحمه الله- في كثير من المسائل، ومنها مسألة المظاهرات، ويوافقه عليه كثير من تلامذته.
                      الثاني: أنها تشبه بالكفار؛ حيث أن هذه الوسيلة من الوسائل التي أخذت عن الغرب.
                      ثانياً: مذهب المانعين لما فيها من مخالفات ولما يترتب عليها من مفاسد:
                      ذهب بعض أهل العلم إلى المنع منها؛ لما تشتمل عليه من مخالفات؛ ولما يترتب عليها من مفاسد فمن هذه المخالفات:
                      1- السب والشتم سواء للكفار أو لبعض عصاة المسلمين، وهو يخالف سلوك المسلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولاالبذيء) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
                      ثم إنه غالباً ما يقابل بسبٍ مثلِه في مظاهرات مضادة أو في وسائل الإعلام، وقد قال -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام:108).
                      2- تضمنها شعارات مخالفة للإسلام من حيث الأصل، ولا يجوز إطلاقها؛ مثل الحرية التي تعني عند أصحابها حرية كل طرف منها أن يدافع عن عقيدته بما في ذلك الكفار الأصليين والمرتدين.
                      3- وتضمنها إتلاف بعض المال العام الذي هو ملك للمسلمين، وليس ملكاً لمن يتظاهر ضده.
                      4- خروج النساء على وجه يخالف القرار في البيت، ويزداد الأمر سوءاً باشتراكهن في ترديد الشعارات، وهن مأمورات بعدم الخضوع بالقول، ومنه رفع الصوت حتى منع العلماء من أذانها بصوت مرتفع في بيتها حتى لا يسمعها سامع، بالإضافة إلى ما في ذلك من تعرضهن للخطر كما سيأتي عند ذكر المفاسد.
                      5- تضييع الصلاة في جماعة في كثير من الأحيان.
                      6- خروج المظاهرات المشتركة بين الإسلاميين وبعض التيارات السياسية المصادمة للمشروع الإسلامي، والذين قد يكونون في كثير من الأحيان أشد خطراً على الأمة من المنكرات التي يجري التظاهر بسببها مع وصف هؤلاء جميعاً بأوصاف المدح كالشرفاء والقوى الوطنية وغيرها.
                      وأما المفاسد المترتبة عليها فكثيرة، منها:
                      1- اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب، وإن لم يكن داخلاً في حسبان منظمي المظاهرات.
                      2- المواجهات التي تتم بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي غالباً ما يجري فيها تبادل تهم بشأن من البادئ بها وبعض هذه المواجهات يصل إلى حد سفك الدماء، ويزداد الأمر سوءاً حال خروج النساء في هذه المظاهرات، وفي أحيان كثيرة يحدث أنواع من كشف العورات، وربما ما هو أكثر من ذلك.
                      3- وحتى في حال وجود آلية لقياس المصالح والمفاسد عند القائمين بالمظاهرة، فإنهم لا يستطيعون توجيه كل من استجاب لهم، وكم من مظاهرة انسحب منظموها وبقي المتعاطفون معها في مواجهات لم يوطنوا أنفسهم عليها، ولا يعرفون لها أولاً ولا آخراً؛ مما يبقي مرارة في حلوق هؤلاء من الصحوة الإسلامية ككل.
                      4- الثمن الذي يدفعه بعض منظمي هذه المظاهرات حتى ممن احتسب ذلك يمكن توجيهه إلى وجهة أخرى أكثر نفعاً للأمة على المدى القريب أو البعيد.
                      وأما المجيزون للمظاهرات فقد استدلوا على قولهم بأدلة، منها:
                      الأول: وجود أدلة تفصيلية على جواز المظاهرات، منها:
                      أ- ما رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- فيما كان بين عمر -رضي الله عنه- وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (فقلت يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال فقلت ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق وفرق الله به بين الحق والباطل) ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 6531.
                      2- حدوث ذلك من العلماء من خروجهم في تلامذتهم للإنكار على بعض العصاة وعلى بعض الأمراء، كما حدث ذلك من شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن غيره مراراً.
                      الثاني: استدلوا بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وعلى هذا فالمظاهرات مباحة، ثم نقلوها من الإباحة إلى المشروعية بقاعدة "الوسائل لها أحكام المقاصد"، وقد ذكروا للمظاهرات مقاصد شرعية يمكن إجمالها في المقاصد الآتية:
                      الأول: البيان، من إنكار منكر، أو التذكير بحق إخوة في الدين في بلد آخر أو نحو ذلك.
                      الثاني: الإعلام، لإرسال رسالة إلى العالم الخارجي بردود الفعل الغاضبة تجاه جرائمهم في حق المسلمين.
                      الثالث: الضغط، ويعنون به الضغط على الأنظمة الحاكمة لاتخاذ قرار معين في صالح الإسلام، وإرسال رسالة لهم بأن هذا مطلب عام.
                      وسوف نرتب النظر في المسألة على النحو التالي:
                      أولاً: النظر في ادعاء وجود أدلة تفصيلية على مشروعية المظاهرات:
                      1- ادعاء وجود نص خاص في مسائل المظاهرات فيه نوع كبير من التوسع، لاسيما وأن أثر خروج المسلمين في مكة في صفين يحتاج إلى إثبات صحته قبل اعتماده أحد أدلة الأحكام، ثم إذا صح فغاية ما فيه أنهم خرجوا من دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى المسجد، وليس في مكة آنذاك سلطة حاكمة بالمعنى المعاصر، ولم يكن في الأمر تجمهر ولا هتاف، ولا شك أن في قياس المظاهرات المعاصرة على هذه الواقعة توسع كبير، وإلا فأصحاب هذه المظاهرات ينكرون على من يرى أن الاجتماع في المساجد -بل وفي غيرها-، وبيان ما يجب بيانه كافٍ في تحقيق المقاصد التي يقصدون إليها بلا مفاسد.
                      2- وكذلك الحال بالنسبة لخروج العلماء في جماعات للإنكار على الولاة أو على العامة، وهي صور تحتاج أيضاً إلى إعمال ضوابط المصلحة والمفسدة،
                      فحصل من ذلك عدم وجود أدلة تفصيلية تفيد مشروعية المظاهرات.
                      أولاً: النظر في أدلة القائلين بالمنع ابتداءاً:
                      1- أما المنع منها بعلة كونها تشبه بالكفار فغير سديد؛ لأن المظاهرات -إذا لم يوجد مانع شرعي آخر منها- تصنف ضمن الأنظمة الإدارية، التي يمكن الاقتباس فيها من الكفار.
                      2- وأما المنع منها بعلة أن وسائل الدعوة غير توقيفية.
                      فالصواب في هذه المسألة -بإذن الله-: "أن الوسائل لها أحكام المقاصد"، مع ضرورة إضافة قيد في غاية الأهمية لم يذكره العلماء لوضوحه، ولكنه في زماننا يحتاج إلى أن يظهر، وهو قيد الإباحة، فتكون القاعدة: "الوسائل المباحة لها أحكام المقاصد".
                      وممن نص على أهمية هذا القيد في زماننا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- حيث يقول: "ليس للوسائل حد شرعي، فكل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، وما لم يكن منهياً عنه بعينه، فإن كان منهياً عنه بعينه فلا تقربه، فلو قال: أنا أريد أن أدعو شخصاً بالغناء والموسيقى لأنه يطرب لها، وليستأنس بها، وربما يكون هذا جذباً له، وأدعوه بالغناء والموسيقى هل يبيح له ذلك؟ لا، لا يجوز أبداً. لكن إذا كانت الوسيلة لم يُنه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، ليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها، يقول هذه جائزة وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير" (لقاءات الباب المفتوح 15/549).
                      فإذا تبين عدم وجود دليل تفصيلي، وفى ذات الوقت عدم وجود حاظر يمنع من المسألة كحكم انحصر الأمر في النظر في المخالفات وقياس المصالح والمفاسد.
                      وغني عن الذكر أن ما سبق وأسلفناه من المخالفات، ومن المفاسد المترتبة على المظاهرات يكفي بعضها في المنع منها، فكيف بمجموعها؟ بل إن هذه المفاسد يأتي بها المنع من هذه المظاهرات، حتى لو سلمنا لهم أن عليها أدلة تفصيلية؛ لأن غايتها أن تكون إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التي تحتاج إلى النظر في المصالح والمفاسد، حتى ولو كان الأصل فيها المشروعية.
                      فإن قال قائل: ألا يتصور وجود مظاهرات عارية عن هذه المخالفات وعن تلك المفاسد؟
                      قيل: نعم يتصور، وحينئذ سيكون الحكم الجواز، إلا أننا في المسائل الواقعية نراعي الواقع الذي نعيشه، مع التنبيه على أن هذا من باب الفتوى لا من باب الحكم.
                      والواقع الذي نعيشه لا نكاد نرى منه مظاهرات عارية عن هذه المخالفات.
                      وإذا فرضنا جدلاً أن المظاهرات عرت عن المخالفات الاختيارية، فماذا عن المفاسد الاضطرارية التي غالباً ما تؤول إليها كثير من المظاهرات؟
                      ومع ذلك فنقول إذا (افترض) الخلو من الموانع فالإجابة (المفترضة) آنذاك أنها جائزة.
                      ومما يعزز اختيار المنع وجود وسائل أخرى تتحقق معها المصالح المرجوة من وراء المظاهرات.
                      ويتضح ذلك من مراجعة تلك المصالح المرجوة، هذا بعد استبعاد مصلحة الضغط التي لا وجود لها في القاموس السياسي للعالم الثالث، والتي غالباً ما تأتي محاولات الضغط فيها بهذه الصورة إلى نتيجة عكسية.
                      وأما مصلحة البيان والإعلام فيتحقق بوسائل أخرى لا خلاف على مشروعيتها، منها الكلمة المسموعة والمكتوبة، ففي ذلك فرصة كافية للتوضيح والبيان، بصورة يخاطب القلب والعقل، وتتكون فكرة مستقرة في وجدان المتلقي بخلاف الهتافات الحماسية التي ينطفئ لهبها بمجرد انتهاء المظاهرة، بل ربما شارك المشارك في المظاهرة وهو متلبس بمظهر من مظاهر المعصية كشرب الدخان وتبرج النساء، وربما مرت المظاهرات على جموع من الجالسين على المقاهي وهم مشدودين إلى كراسيهم وأعينهم مسمرة على تلفازهم مما قد ينقل صورة إعلامية سلبية.
                      نقول هذا مع التسليم بوجود فرق في المساحة الإعلامية بين الخطب والدروس والمحاضرات من جهة وبين المظاهرات من جهة أخرى إلا أن هذا الفرق لا يرقى إلى احتمال المفاسد المترتبة على المظاهرات.
                      ثم إن الفارق آخذ في التقلص بعد الفضائيات والإنترنت، بحيث أن جمهور الشوارع الذي يراد للمظاهرات أن تصل إليه يصل إليه الإنترنت والفضائيات، مع التركيز والوضوح والبناء كما أسلفنا.
                      ومن أغرب ما تستمعه من اعتراض على هذا الطرح قول بعض المؤيدين للمظاهرات: أما عندكم غير الكلام؟
                      وهذا الشعور الذي يتشبع به بعض منظمي المظاهرات من أنهم كأنهم زاحموا المجاهدين كتفاً بكتف لمجرد هتافهم "افتحوا باب الجهاد"(1) يتسرب إلى المشاركين بصورة أو بأخرى، فيحصل لديهم قدر من الشعور بالرضا عن النفس، فلا يحاولون أن يفعلوا شيئاً مما يطالبهم به أصحاب الطرح الآخر من التوبة والرجوع إلى الله، والحرص على معاني الولاء والبراء وإشاعة ذلك في الأمة. وهذه المفسدة تعتبر في حد ذاتها أحد أبرز مفاسد المظاهرات.
                      إن المظاهرات لا تعدوا أن تكون كلاماً مجتزءاً لا يفيد معنى تاماً، وهو من هذه الحيثية أقل نفعاً من المحاضرات بكثير، فهو كلام قليل النفع، ويبقى نقطة تميزه الرئيسة ليس في كونه ليس بكلام، ولكن في دائرة انتشاره، وقد ذكرنا أن هذه الفائدة لا تقارن بالمفاسد المترتبة عليه، كما أن الفرق بينها وبين الخطبة والدرس في هذا الباب في سبيله إلى التقلص.
                      ويبقى في هذا الباب نصيحة أخيرة:
                      وهي أن مسألة المظاهرات ونحوها من المسائل التي نشب الخلاف فيها منذ فترة طويلة، وذهب كل فريق فيها إلى ما يراه، وعلى كل عاقل أن يعرف الحجة الشرعية فيما يعتقد ويعمل، ولا يكتفي بتقليد من يظن بهم الخير، ولكن لا داعي لتحويل كل أزمة عامة من الأزمات التي يلزم فيها توجيه النصح لعموم الأمة، وتثبيت قلوبهم أمام ما يجدون من فتن إلى ساحات جدل "عقيم" بين أبناء الصحوة الإسلامية.
                      والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
                      (1) وممن لفت الانتباه إلى خطورة الحرث في البحر عن طريق المظاهرات التي تطالب بما يوقن منظموها أنه لن يحدث د. عبد العزيز كامل في مقال له على موقع "لواء الشريعة" بعنوان: "يا أصحاب الحجة والبيان... لا تخطئوا العنوان!". منقول من

                      موقع صوت السلف
                      www.salafvoice.com

                      تعليق


                      • #12
                        رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

                        المشاركة الأصلية بواسطة kerkukli مشاهدة المشاركة
                        لا حول ولا قوة إلا بالله
                        ما دخل كل هذه الأحاديث بالمظاهرات ضد الطواغيت ؟؟؟
                        فلو تمعنتم جيداً بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأيقنتم أنه لا يتكلم عن الطواغيت الذين جعلتموهم ولاة أمورنا
                        فمعظم الحكام قد وقعوا في نواقض الإسلام وحاربوا الله ورسوله
                        وبعد كل هذا تقولون ولاة أمورنا !!!


                        إقتباس
                        ( ما أقاموا فيكم الصلاة )
                        هم يحاربون المصلين والموحدين لله تعالى

                        ( إلا أن تروا كفراً بواحاً )
                        أفلم يقعوا فيه بعد !!!


                        لا تحرفوا الكلام عن مواضعه
                        فالأحاديث عن ولاة الأمور المسلمين وليس عن الطواغيت الذين لم يحكموا بشرع الله وحاربوا دين الله


                        هداكم الله وهدانا إلى ما يحبه ويرضى

                        أرى انك وقعت فيما لا تُحمد عقباه
                        ارى انك وقعت مع من وقع من الذين يكفرون بالذنوب فاننا لله وانا اليه راجعون
                        نسأل الله ان يعلمنا ديننا

                        تعليق


                        • #13
                          رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

                          المشاركة الأصلية بواسطة kerkukli مشاهدة المشاركة
                          لا حول ولا قوة إلا بالله
                          ما دخل كل هذه الأحاديث بالمظاهرات ضد الطواغيت ؟؟؟
                          فلو تمعنتم جيداً بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأيقنتم أنه لا يتكلم عن الطواغيت الذين جعلتموهم ولاة أمورنا
                          فمعظم الحكام قد وقعوا في نواقض الإسلام وحاربوا الله ورسوله
                          وبعد كل هذا تقولون ولاة أمورنا !!!


                          إقتباس
                          ( ما أقاموا فيكم الصلاة )
                          هم يحاربون المصلين والموحدين لله تعالى

                          ( إلا أن تروا كفراً بواحاً )
                          أفلم يقعوا فيه بعد !!!


                          لا تحرفوا الكلام عن مواضعه
                          فالأحاديث عن ولاة الأمور المسلمين وليس عن الطواغيت الذين لم يحكموا بشرع الله وحاربوا دين الله


                          هداكم الله وهدانا إلى ما يحبه ويرضى


                          لسنا نكفر مسلما بكبيرة فالله ذو عفو وذو غفران

                          واحذر من تكفير الأعيان لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر ، فقد باء به أحدهما "

                          وتكفير شخص بعينه له ضوابط وله أصول

                          وحضرتك تعرف إن ممكن واحد يقول كلام كُفر ومع ذلك لا يكفر
                          فناقل الكفر ليس بكافر
                          والدليل على ذلك الحديث
                          ( إن الله ليفرح بتوبة أحدكم من رجلٍ ..... ثم في آخر الحديث قال " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " )
                          فهذه كلمة كفر ومع ذلك ليس بكافر
                          وأيضاً حديث الرجل الذي قال إن مت فاحرقوني ثم قال ( فلإن قدر علي الله ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين )
                          فهذا شكَّ في قدرة الله وهذا كفر ومع ذلك دخل الجنة
                          وأيضاً حديث ( إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر )
                          وبعض العلماء قالوا تارك الصلاة يكفر كفر يخرج عن الملة
                          ومع ذلك لو شفت واحد مبيصلش ينفع تقول عليه كافر ؟

                          فالتكفير له ضوابط وأصول
                          واحذر من تكفير أعيان حتى لا توّرط نفسك ورطة عظيمة


                          وهذه الجزئية من الحديث
                          يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس
                          يدل على أنهم أئمة سوء

                          وجزاكم الله خيراً
                          أبُو سُفيَان سابقاً
                          قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

                          ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )

                          تعليق


                          • #14
                            رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

                            المشاركة الأصلية بواسطة أبو الحسن عبيد مشاهدة المشاركة
                            أرى انك وقعت فيما لا تُحمد عقباه
                            ارى انك وقعت مع من وقع من الذين يكفرون بالذنوب فاننا لله وانا اليه راجعون
                            نسأل الله ان يعلمنا ديننا
                            سبحان الله
                            وهل كفرت مسلماً بسبب الذنوب لتقول لي ما قلته ؟؟؟!!!

                            سؤال لمن لا يكفر الحكام الذين يوالون الكفار ويعاونونهم على المسلمين
                            هل الحكام الذين تحرمون الخروج عليهم فعلوا الناقض الثامن من نواقض الإسلام ألا وهو مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ؟؟؟
                            وهناك نواقض أخرى فعلوه ولكن نكتفي بهذا القدر لحين سماع إجاباتكم

                            من نواقض الإسلام
                            مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى :
                            ((وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إنَّ اللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ))

                            إذا أعان المشركين على المسلمين فمعناه أنه تولى المشركين وأحبهم وتوليهم رده لأن هذا يدل على محبتهم
                            فإذا أعانهم على المسلمين بالمال أو بالسلاح أو بالرأي دل على محبتهم ومحبتهم رده ، فأصل التولي هو المحبة ، وينشأ عنها الإعانة والمساعدة بالرأي أو بالمال أو بالسلاح
                            فإذا أعان المشركين على المسلمين فمعناه أنه فضل المشركين على المسلمين .

                            أما إذا أعان مشركا على مشرك فلا يدخل في هذا.


                            هذا التوقيع افتراضيا لأى عضو جديد لذا يمكنك تغييره من لوحة التحكم او بالضغط على الصورة بأعلى

                            تعليق


                            • #15
                              رد: حكم المظاهرات فى القران والسنة

                              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                              اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X