إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟

    يقول كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟ السلام عليكم

    مع حادثة قتل معتمرة في مكة و حالات السرقة الكثيرة التي تحدث دائما لزوار بيت الله و أيضا قصص اختطاف أطفال و نساء .. منهم مرأة اختطفت من سنوات نعرفها ..
    المهم .. يسأل زوجي كيف يحدث كل هذا في " البلد الأمين" أليس البلد آمنا على من يدخله ؟
    و علق زوجي تعليقا آخر لا أريد وضعه لما فيه من سوء ظن ..... أعاذنا الله من وسوسة الشياطين

    جزاكم الله خيرا



  • #2
    رد: كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يقول كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟ السلام عليكم

    مع حادثة قتل معتمرة في مكة و حالات السرقة الكثيرة التي تحدث دائما لزوار بيت الله و أيضا قصص اختطاف أطفال و نساء .. منهم مرأة اختطفت من سنوات نعرفها ..
    المهم .. يسأل زوجي كيف يحدث كل هذا في " البلد الأمين" أليس البلد آمنا على من يدخله ؟
    و علق زوجي تعليقا آخر لا أريد وضعه لما فيه من سوء ظن ..... أعاذنا الله من وسوسة الشياطين

    جزاكم الله خيرا
    الحمد لله
    أولاً:
    ما ذكرته أختنا السائلة في مقدمة سؤالك قد جاء النص عليه في الكتاب والسنَّة الصحيحة ، وإليكه :
    1. قال تعالى ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ . وَطُورِ سِينِينَ . وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) التين/ 1 – 3 .
    قال البيضاوي – رحمه الله - :
    ( وهذا البلد الأمين ) أي : الآمن ، من أمُن الرجل أمانة فهو أمين ، أو المأمون فيه ، يأمن فيه من دخله ، والمراد به مكة .
    " تفسير البيضاوى " ( 5 / 507 ) .

    2. ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ . فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) آل عمران/ 96 ، 97 .

    3. عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ؛ لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ ) .
    رواه البخاري ( 1782 ) ومسلم ( 2943 ) .
    النقاب : الطرق .

    ثانياً:
    الأمن الذي ذكره الله تعالى من خصائص بيته المحرَّم ، قد ذكر العلماء رحمهم الله له معاني كثيرة ، منها الضعيف ، ومنها القوي المقبول .
    ومن أضعف الأقوال : قول من قال إن من دخل الحرم أمِن من عذاب الآخرة ! .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
    ومَن ظن أنَّ مَن دخل الحرم كان آمناً من عذاب الآخرة مع ترك الفرائض من الصلاة وغيرها ومع ارتكاب المحارم : فقد خالف إجماع المسلمين ، فقد دخل البيت من الكفار والمنافقين والفاسقين مَن هو مِن أهل النار بإجماع المسلمين .
    " مجموع الفتاوى " ( 18 / 344 ) .

    وأشهر معاني " الأمن " المقبولة :
    1. أن الأمن في الحرم في الجاهلية ، وهو الأمن على النفس للداخل فيه ، من القتل والإيذاء من الجبابرة ، وممن هو فيه من الناس ، كولِيِّ من قتله .

    2. وأيضاً : الأمن على البيت الحرام أن يصيبه خسف أو هدم عقوبة من الله تعالى ، وهو ما امتنَّ الله تعالى به على أهل الحرم في الجاهلية .
    قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) العنكبوت/ 67 .

    قال الإمام الطبري - رحمه الله - :
    يعني بقوله ( آمِناً ) : آمناً من الجبابرة وغيرهم ، أن يُسلَّطوا عليه ، ومِن عقوبة الله أن تناله كما تنال سائر البلدان ، من خسف ، وائتفاك ، وغرق ، وغير ذلك من سخط الله ومثلاته - أي : عقوباته - التي تصيب سائر البلاد غيره .
    " تفسير الطبري " ( 2 / 44 ، 45 ) .

    والائتفاك : هو العذاب الشديد .
    وقد ذكر ابن العربي المالكي رحمه الله في معنى " الأمن " أقوالاً ، القول الثاني منها : أن " من دخله كان آمناً من التشفي والانتقام ، كما كانت العرب تفعله فيمن أناب إليه من تركها لحقٍّ يكون لها عليه .
    " أحكام القرآن " ( 1 / 69 ) .

    وهو القول الذي رجحه ، قال :
    والصحيح فيه : القول الثاني ، وهذا إخبار من الله تعالى عن منَّته على عباده ، حيث قرر في قلوب العرب تعظيم هذا البيت ، وتأمين من لجأ إليه ; إجابة لدعوة إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين أنزل به أهله وولده ، فتوقع عليهم الاستطالة ، فدعا أن يكون آمنا لهم ، فاستجيب دعاؤه .

    " أحكام القرآن " ( 1 / 69 ) .
    ولمَّا كان الحرم آمناً جاءت أهلَه الثمرات من كل مكان ، رزقاً من رب العالمين ، واستجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام .
    قال تعالى : ( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا ) القَصَص/ 57 .
    3. أن الأمن المراد في الآية الثانية المذكورة سابقاً أنه خبر بمعنى الإنشاء ، والإنشاء هنا هو الأمر بتأمين من يدخل الحرم ، فليس خبراً مجرداً كما هو الحال في وصفه أيام الجاهلية ، أو في آخر الزمان أنه يأمن فيه داخله من الدجال .
    ولا أحد ينكر ما حصل في الحرم لبيته ولأهله ، من الهدم والقتل ، وحاشاه أن يكون خبراً مجرَّداً في الإسلام ، والواقع يشهد بعدم وجود أمان لمن دخله في أزمان عديدة .
    وكلا المعنيين يحتمله قوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ) البقرة/ 125 .

    قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله - :
    والمراد من " الجعل " في الآية : إما الجعل التكويني ؛ لأن ذلك قدَّره الله ، وأوجد أسبابه ، فاستقر ذلك بين أهل الجاهلية ، ويسَّرهم إلى تعظيمه .
    وإما " الجعل " : أن أمر الله إبراهيم بذلك ، فأبلغه إبراهيم ابنَه إسماعيل ، وبثه في ذريته ، فتلقاه أعقابهم تلقي الأمور المسلَّمة ، فدام ذلك الأمن في العصور والأجيال ، من عهد إبراهيم عليه السلام إلى أن أغنى الله عنه بما شرع من أحكام الأمن في الإسلام في كل مكان ، وتم مراد الله تعالى .

    فلا يريبكم ما حدث في المسجد الحرام من الخوف ، في حصار " الحجَّاج " في فتنة " ابن الزبير " ، ولا ما حدث فيه من الرعب والقتل والنهب في زمن " القرامطة " حين غزاه الحسن ابن بهرام الجنابي - نسبة إلى بلدة يقال لها جنَّابة ، بتشديد النون - كبير القرامطة ، إذ قتل بمكة آلافاً من الناس ، وكان يقول لهم : " يا كلاب ، أليس قال لكم محمد المكي : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) آل عمران: من الآية 97 ، أيُّ أمنٍ هنا ؟! " ، وهو جاهل غبي ؛ لأن الله أراد الأمر بأن يجعل المسجد الحرام مأمناً في مدة الجاهلية ، إذ لم يكن للناس وازع عن الظلم ، أو هو خبر مراد به الأمر مثل ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) البقرة/ 228 .
    " التحرير والتنوير " ( 1 / 690 ، 691 ) .

    فتحصَّل لنا أن معنى " الأمن " في الحرم :
    1. أن يكون خبراً مجرداً ، وله أحوال :
    أ. أمن البيت في الجاهلية من الهدم والغرق والخسف .
    ب. أمن أهله في الجاهلية من القتل من الجبابرة ، وأمن داخله من الناس ، فكان الرجل يرى قاتل والده ولا يمسه بسوء ولا يخيفه .
    ج. أمن أهله في الإسلام من فتنة الدجال .
    2. أن يكون خبراً بمعنى الإنشاء ، والمراد به : الأمر بتأمين من كان فيه من الناس داخله .

    ونرجو بما قلناه أن يكون قد زال عندك الإشكال في معنى " الأمن " في الحرم ، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى .

    والله أعلم

    الإسلام سؤال وجواب

    تعليق


    • #3
      رد: كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟

      المشاركة الأصلية بواسطة أبو أنس حادي الطريق مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



      الحمد لله
      أولاً:
      ما ذكرته أختنا السائلة في مقدمة سؤالك قد جاء النص عليه في الكتاب والسنَّة الصحيحة ، وإليكه :
      1. قال تعالى ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ . وَطُورِ سِينِينَ . وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) التين/ 1 – 3 .
      قال البيضاوي – رحمه الله - :
      ( وهذا البلد الأمين ) أي : الآمن ، من أمُن الرجل أمانة فهو أمين ، أو المأمون فيه ، يأمن فيه من دخله ، والمراد به مكة .
      " تفسير البيضاوى " ( 5 / 507 ) .

      2. ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ . فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) آل عمران/ 96 ، 97 .

      3. عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ؛ لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ ) .
      رواه البخاري ( 1782 ) ومسلم ( 2943 ) .
      النقاب : الطرق .

      ثانياً:
      الأمن الذي ذكره الله تعالى من خصائص بيته المحرَّم ، قد ذكر العلماء رحمهم الله له معاني كثيرة ، منها الضعيف ، ومنها القوي المقبول .
      ومن أضعف الأقوال : قول من قال إن من دخل الحرم أمِن من عذاب الآخرة ! .

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
      ومَن ظن أنَّ مَن دخل الحرم كان آمناً من عذاب الآخرة مع ترك الفرائض من الصلاة وغيرها ومع ارتكاب المحارم : فقد خالف إجماع المسلمين ، فقد دخل البيت من الكفار والمنافقين والفاسقين مَن هو مِن أهل النار بإجماع المسلمين .
      " مجموع الفتاوى " ( 18 / 344 ) .

      وأشهر معاني " الأمن " المقبولة :
      1. أن الأمن في الحرم في الجاهلية ، وهو الأمن على النفس للداخل فيه ، من القتل والإيذاء من الجبابرة ، وممن هو فيه من الناس ، كولِيِّ من قتله .

      2. وأيضاً : الأمن على البيت الحرام أن يصيبه خسف أو هدم عقوبة من الله تعالى ، وهو ما امتنَّ الله تعالى به على أهل الحرم في الجاهلية .
      قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) العنكبوت/ 67 .

      قال الإمام الطبري - رحمه الله - :
      يعني بقوله ( آمِناً ) : آمناً من الجبابرة وغيرهم ، أن يُسلَّطوا عليه ، ومِن عقوبة الله أن تناله كما تنال سائر البلدان ، من خسف ، وائتفاك ، وغرق ، وغير ذلك من سخط الله ومثلاته - أي : عقوباته - التي تصيب سائر البلاد غيره .
      " تفسير الطبري " ( 2 / 44 ، 45 ) .

      والائتفاك : هو العذاب الشديد .
      وقد ذكر ابن العربي المالكي رحمه الله في معنى " الأمن " أقوالاً ، القول الثاني منها : أن " من دخله كان آمناً من التشفي والانتقام ، كما كانت العرب تفعله فيمن أناب إليه من تركها لحقٍّ يكون لها عليه .
      " أحكام القرآن " ( 1 / 69 ) .

      وهو القول الذي رجحه ، قال :
      والصحيح فيه : القول الثاني ، وهذا إخبار من الله تعالى عن منَّته على عباده ، حيث قرر في قلوب العرب تعظيم هذا البيت ، وتأمين من لجأ إليه ; إجابة لدعوة إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين أنزل به أهله وولده ، فتوقع عليهم الاستطالة ، فدعا أن يكون آمنا لهم ، فاستجيب دعاؤه .

      " أحكام القرآن " ( 1 / 69 ) .
      ولمَّا كان الحرم آمناً جاءت أهلَه الثمرات من كل مكان ، رزقاً من رب العالمين ، واستجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام .
      قال تعالى : ( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا ) القَصَص/ 57 .
      3. أن الأمن المراد في الآية الثانية المذكورة سابقاً أنه خبر بمعنى الإنشاء ، والإنشاء هنا هو الأمر بتأمين من يدخل الحرم ، فليس خبراً مجرداً كما هو الحال في وصفه أيام الجاهلية ، أو في آخر الزمان أنه يأمن فيه داخله من الدجال .
      ولا أحد ينكر ما حصل في الحرم لبيته ولأهله ، من الهدم والقتل ، وحاشاه أن يكون خبراً مجرَّداً في الإسلام ، والواقع يشهد بعدم وجود أمان لمن دخله في أزمان عديدة .
      وكلا المعنيين يحتمله قوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ) البقرة/ 125 .

      قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله - :
      والمراد من " الجعل " في الآية : إما الجعل التكويني ؛ لأن ذلك قدَّره الله ، وأوجد أسبابه ، فاستقر ذلك بين أهل الجاهلية ، ويسَّرهم إلى تعظيمه .
      وإما " الجعل " : أن أمر الله إبراهيم بذلك ، فأبلغه إبراهيم ابنَه إسماعيل ، وبثه في ذريته ، فتلقاه أعقابهم تلقي الأمور المسلَّمة ، فدام ذلك الأمن في العصور والأجيال ، من عهد إبراهيم عليه السلام إلى أن أغنى الله عنه بما شرع من أحكام الأمن في الإسلام في كل مكان ، وتم مراد الله تعالى .

      فلا يريبكم ما حدث في المسجد الحرام من الخوف ، في حصار " الحجَّاج " في فتنة " ابن الزبير " ، ولا ما حدث فيه من الرعب والقتل والنهب في زمن " القرامطة " حين غزاه الحسن ابن بهرام الجنابي - نسبة إلى بلدة يقال لها جنَّابة ، بتشديد النون - كبير القرامطة ، إذ قتل بمكة آلافاً من الناس ، وكان يقول لهم : " يا كلاب ، أليس قال لكم محمد المكي : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) آل عمران: من الآية 97 ، أيُّ أمنٍ هنا ؟! " ، وهو جاهل غبي ؛ لأن الله أراد الأمر بأن يجعل المسجد الحرام مأمناً في مدة الجاهلية ، إذ لم يكن للناس وازع عن الظلم ، أو هو خبر مراد به الأمر مثل ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) البقرة/ 228 .
      " التحرير والتنوير " ( 1 / 690 ، 691 ) .

      فتحصَّل لنا أن معنى " الأمن " في الحرم :
      1. أن يكون خبراً مجرداً ، وله أحوال :
      أ. أمن البيت في الجاهلية من الهدم والغرق والخسف .
      ب. أمن أهله في الجاهلية من القتل من الجبابرة ، وأمن داخله من الناس ، فكان الرجل يرى قاتل والده ولا يمسه بسوء ولا يخيفه .
      ج. أمن أهله في الإسلام من فتنة الدجال .
      2. أن يكون خبراً بمعنى الإنشاء ، والمراد به : الأمر بتأمين من كان فيه من الناس داخله .

      ونرجو بما قلناه أن يكون قد زال عندك الإشكال في معنى " الأمن " في الحرم ، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى .

      والله أعلم

      الإسلام سؤال وجواب
      اهلا اخي انا شاب مش
      اولا
      ثانيا هداكم الله هذه موضوع وجواب من الشيخ عبد الرحمن السحيت اول ا السؤال ورحت اضع الاجابه
      وجدت الموضوع اختفي وقد تقدمت بطلب لالاداره علي ذلك ولكن الوض


      تعليق


      • #4
        رد: كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        مرحبا بك أخي الكريم وعذرا من الخطا الغير مقصود
        و الجواب الذي سقته لك إنما كان على سؤال من سيدة كأنك تنقله عنها
        يسأل زوجي ....
        و علق زوجي تعليقا آخر
        غفر الله لكم
        وفقكم الله

        تعليق


        • #5
          رد: كيف يحدث القتل و السرقة و الاختطاف في مكة ، وقد جعله الله بلدا آمِنا ؟

          الجواب :
          عبد الرحمن السحيم

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          وجزاك الله خيرا .

          مكة – شرّفها الله – هي البلد الأمين ، الذي أقسَم الله به .
          وقد عظَّم الله أمرها ، وحرّم الله صيدها أن يُصاد ، وشَجَرها أن يُقطَع ، ولكن مِن الناس لم يَلتزم بذلك .
          وهذا التحريم أمْر شرعي ، وليس مِن شَرْط الأمر الشرعي أن لا يقع أحد في مخالفته ، بِخلاف الأمر الكوني القَدَريّ ، فإنه لا يقع أحد بِخلافه .

          روى البخاري ومسلم من حديث أَبِي شُرَيْحٍ - خُوَيْلِدِ بْنِ عَمْرٍو - الْخُزَاعِيِّ الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه : أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ - وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إلَى مَكَّةَ - ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الأَمِيرُ أَنْ أُحَدِّثَكَ قَوْلاً قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ ، فَسَمِعَتْهُ أُذُنَايَ ، وَوَعَاهُ قَلْبِي ، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ , حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ : أَنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ تَعَالَى , وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ ، فَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَما , وَلا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً ، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُولُوا : إنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ , وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ ، وَإِنَّمَا أُذِنَ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ ، فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ .
          وسبق شرحه هنا :
          http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/217.htm

          ومِن هنا جاء التشديد على مُجرّد إرادة الذنب والْهَمّ به في الْحَرَم ، كما في قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
          قال القرطبي في التفسير :
          والإلحاد في اللغة الْمَيل ، إلاَّ أن الله تعالى بَيَّن أن الْمَيل بِالظُّلْم هو المراد .
          واخْتُلِف في الظُّلْم ؛ فَرَوى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) قال : الشرك .
          وقال عطاء : الشرك والقَتْل .
          وقيل : معناه صيد حَمَامه ، وقطع شَجَرِه ، ودخول غير مُحْرِم .
          وقال ابن عمر : كُنا نَتَحَدَّث أن الإلحاد فيه أن يقول الإنسان : لا والله ، وبلى والله ، وكَلاّ والله . ولذلك كان له فُسطاطان أحدهما في الْحِلّ والآخَر في الْحَرَم ، فكان إذا أراد الصلاة دخل فسطاط الْحَرَم ، وإذا أراد بعض شأنه دخل فسطاط الْحِلّ ، صيانة للحَرَم عن قولهم : كَلاّ والله ، وبلى والله ، حين عَظَّم الله الذَّنْب فيه .
          وكذلك كان لِعبد الله بن عمرو بن العاص فسطاطان أحدهما في الْحِلّ والآخَر في الْحَرَم ، فإذا أراد أن يُعَاتِبَ أهله عاتبهم في الْحِلّ ، وإذا أراد أن يُصلي صَلّى في الْحَرَم . فقيل له في ذلك ، فقال : إنْ كُنا لنتحدث إن من الإلحاد في الْحَرَم أن نقول : كلاّ والله ، وبلى والله .
          والمعاصي تُضَاعَف بمكة كما تضاعف الحسنات ، فتكون المعصية معصيتين :
          إحداهما : بِنَفْس المخالفة .
          والثانية : بإسقاط حُرمة البلد الحرام . وهكذا الأشهر الحرم سواء ..
          وقال : ذَهَبَ قوم من أهل التأويل منهم الضحاك وابن زيد إلى أن هذه الآية تدل على أن الإنسان يُعَاقَب على ما يَنويه من المعاصي بمكة ، وإن لم يَعمله ، وقد ُروي نحو ذلك عن ابن مسعود وابن عمر قالوا : لو هَمَّ رجل بِقَتْلِ رجل بهذا البيت وهو بِعَدَنِ أبْيَن لَعَذَّبَه الله . قلت : هذا صحيح . اهـ .

          وقال القرطبي في قوله تعالى : (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ) قال أيضا : في هذه الآية دليل على أن العَزْم مما يُؤاخَذ به الإنسان ، لأنهم عَزَمُوا على أن يَفْعَلُوا فَعُوقِبوا قبل فِعلهم ، ونظير هذه الآية قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) . اهـ .

          وتَسَاهُل كثير مِن الناس في تعظيم الحرم واضِح ، وكونهم لا يُعظِّمونه هو مثل عدم تعظيم حدود الله .
          فَكَم مِن الناس يقع في الزنا ؟
          وكَم مِن الناس يتعامَل بالربا ؟
          وكَم مِن الناس يتعاطَى الخمر والمخدِّرات ؟

          ومثله التهاون في شأن شعائر الله .
          قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ) قال القاسمي في تفسيره : أي : مَعَالِم دِينه . وهي المَنَاسِك . وإحلالها أن يَتَهَاون بِحُرْمَتِها . اهـ .

          والله تعالى أعلم .


          تعليق

          يعمل...
          X