س/ كم الطواغيت ؟
ج/ كثيرون ورؤسهم خمسة : ابليس لعنه الله ، ومن عُبد هو راضٍ ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ، ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن حكم بغير ما أنزل الله .
س/ ما أفضل الأعمال بعد الشهاديتين ؟
ج/ افضلها الصلوات الخمس ، ولها شروط وأركان واوجبات ، فأعظم شروطها الإسلام ، والعقل ،والتمييز ، ورفع الحدث ، وإزاله النجاسة ، وستر العورة ، واستقبال القبلة ، ودخول الوقت ، والنية .
وأركانها أربعة عشر : القيام مع القدرة ، وتكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة ، والركوع ، والرفع منه ، والسجود على سبعة هذه الأعضاء ، والاعتدال منه ، والجلسة بين السجدتين ، والطمأنينة في هذة الأركان ، والترتيب ن والتشهد الأخير ، والجلوس له ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والتسليم .
وواجباتها ثمانيه : جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام ، سبحان ربي العظيم في الركوع ، سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد ، ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد ، سبحان ربي الأعلى في السجود ، رب اغفر لي بين السجدتين ، والتشهد الأول ، والجلوس له ، وما عدا هذا فسننٌ : أقوال وافعال .
س/ هل يبعث الله الخلق بعد الموت ؟ ويحاسبهم على اعمالهم خيرها وشرها ؟ ويدخل من أطاعه الجن’ ؟ ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار ؟
ج/ نعم ، والدليل قوله تعالى : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على السله يسير} وقوله { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تتارة أخرى } وفي القرآن من الأدلهى على هذا مالا يحصى .
س/ ما حكم من ذبح لغير الله من هذه الآية ؟
ج/ حكمه هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته ، لأنه يجتمع فيه مانعان .
الأول : أنها ذبيحه مرتد ، وذبيحه المرتد لا تباح بالإجماع .
الثاني : أنها مما أهل لغير الله ، وقد حرم الله ذلك في قوله : { قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعمٍ يطعمعه إلا أن يكون ميته أو دما مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به }
س/ ماهي أنواع الشرك ؟
ج/ أنواعه هي : طلب الحوائج من الموتى ، والا ستغاثه بهم والتوجه إليهم . وهذا أصل شرك العالم ، لان الميت قد انقطع عمله ، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، فضلاً لمن استغاث به ، وسأله أن يشفع له إلى الله وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده ، فإن الله تعالى لايشفع أحد عنده إلا بإذنه ، والله لم يجعل سؤال غيره سبباً لإذنه ، وانما السبب لإذنه كمال التوحيد ، فجاء هذا المشرك بسبب بمنع الإذن .
س/ ماهي أنواع النفاق ومعناه ؟
ج/ النفاق نفاقان: نفاق اعتقادي ، ونفاق عملي .
والنفاق الاعتقادي : مذكور في القرآن ، في غير موضع ، أوجب لهم تعالى به الدرك الأسفل من النار.
والنفاق العملي : جاء في قوله صلى الله عليه وسلم [ أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق ، حتى يدعها : إذا حدث كذب ، واذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ، وإذا اؤتمن خان ] وكقوله صلى الله عليه وسلم [ آيه المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ,إذا اؤتمن خان]
قال بعض الأفاضل : وهذا النفاق قد يجتمع مع اصل الإسلام ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام ، بالكلية وإن صلى وصام ، وزعم أنه مسلم ، فإن الإيمان ينهى عن هذه الخلال ، فإذا كملت للعبد ، ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لا يكون إلا منافقا خالصاً .
س/ ما المرتبه الثانيه من مراتب دين الإسلام ؟
ج/ هي الإيمان
س/ كم شعب الإيمان
ج/ هي بضع وسبعون شعبه ، أعلاها قول : ( لا إله إلا الله ) وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . والحياء شعبة من الإيمان.
س/ كم أركان الإيمان ؟
ج/ سته : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره .
س/ مالمرتبه الثالثة من مراتب دين الإسلام ؟
ج/ هي الإحسان ، وله ركن واحد . هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
س/ هل الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم بعد البعث أم لا ؟
ج/ نعم محاسبون ومجزيون بأعمالهم بدليل قوله تعالى : { ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى }
س/ ما حكم من كذب بالبعث ؟
ج/ حكمه أنه كافر بدليل قوله تعالى : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير }
س/ هل بقيت أمه لم يبعث الله لها رسولاً يأمرهم بعباده الله وحده واجتناب الطاغوت ؟
ج/ لم تبق أمة إلا بعث إليها رسولاً بدليل قوله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمه رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }
س/ ما هي أنواع التوحيد ؟
ج/ 1- توحيد الربوبية : هو الذي أقربه الكفار كما في قوله تعالى : { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تقون}
2- توحيد الألوهيه : هو إخلاص العباده لله وحده من جميع الخلق ، لأن الإله في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة ، وكانوا يقولون إن الله هو إله الآلهيه ، لكن يجعلون معه آلهة أخرى مثل الصالحين والملائكة. وغيرهم يقولون إن الله يرضى هذا ويشفعون لنا عنده .
3- توحيد الصفات : فلا يستقيم توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات .
س/ مالذي يجب على اذا أمرني الله بأمر؟
ج/ وجب عليك سبع مراتب :
الأولى : العلم به ، الثانية : محبته ، الثالثة : العزم على الفعل، الرابعة : العمل، الخامسة : كونه يقع على المشروع خالصاً صواباً، السادسة : التحذير من فعل ما يحبطه، السابعة : الثبات عليه.
س/ إذا عرف الإنسان أن الله أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك هل تنطبق هذه المراتب عليه:
ج/ المرتبه الأولى : أكثر الناس علم أن التوحيد حق ، والشرك باطل، ولكن أعرض عنه ولم يسأل ! وعرف أن الله حرم الربى ، وباع واشترى ولم يسال ! وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف ، ويتولى مال اليتيم ولم يسأل ! .
المرتبه الثانية : محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه ، فأكثر الناس لم يحب الرسول بل ابغضه وأبغض ماجاء به ، لو عرف أن الله أنزله .
المرتبه الثالثة : العزم على الفعل ،وكثير منالناسعرف وأحب ولكن لم يعزم خوفاً من تغير دنياه .
المرتبه الرابعة : العمل ، وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ أو غيرهم ترك العمل.
المرتبه الخامسة : أن كثيرا ممن عمل لا يقع خالصاً، فإن وقع خالصاً لم يقع صواباً .
المرتبه السادسة : أن الصالحيين يخافون من حبوط العمل لقوله تعلى : { أن تحبط أعمالكم وانتم لا تشعرون } وهذا أقل من الأشاء في زماننا .
المرتبه السابعة : الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة . وهذا ايضا من أعظم ما يخاف منه الصالحون .
س/ مامعنى الكفر وانواعه ؟
ج/ والكفر كفران :
1- كفر يخرج من المله وهو خمسة أنواع :
1- كفر التكذيب ، قال تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين }
2- كفر الاستكبار والإياء مع التصديق . قال تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين }
3- كفر الشك، وهو كفر الظن قال تعالى : { ودخل حنته وهو ظالم لنفسه ...} إلى قوله : { ثم سواك رجلاً }
4- كفر الإعراض، والدليل عليه قوله تعالى : { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } .
5- كفر النفاق ودليله قوله تعالى : { ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون }
2- كفر أصغر لا يخرج من المله، وهو كفر النعمة، والدليل عليه قوله تعالى : { وضرب الله مثلا قريه كانت آمنه مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون } وقوله : { إن الإنسان لظلوم كفار }
س/ ماهو الشرك وما أنواع الشرك ؟
ج/ اعلم أن التوحيد ضد الشرك .
والشرك ثلاثه أنواع : شرك اكبر ، وشرك أصغر : وشرك خفي .
النوع الأول : الشرك الأ:كبر وهو أربعه أنواع :
الأول : شرك الدعوة ، قال تعالى : { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون }
الثاني : شرك النيه ، الإرادة والقصد ، قال تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون (15) أولئك الذين ليس لهم في الآخرة غلا النار وحبط ما صنعا فيها وباطل ما كانوا يعملون}
الثالث : شرك الطاعة ، قال تعالى : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون }
الرابع : شرك المحبة ، قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب اله والذين آمنوا أشد حبا لله لو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب }
النوع الثاني : شرك أصغر وهو الرياء ، قال تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربة أحدا}
النوع الثالث : شرك خفي ، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم : [ الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفاة السوداء في ظلمة الليل ]
س/ مالفرق بين القدر والقضاء ؟
ج/ القدر في الأصل مصدر قدر، ثم استعمل في التقدير الذي هو التفصيل والتبيين، واستعمل ايضاً بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها.
وأما القضاء : فقد استعمل في الحكم الكوني، بجريان الاقدار وكتب في الكتب الأولى، وقد يطلق هذا على القدر الذي هو : التفصيل والتمييز .
ويطلق القدر ايضاً على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات .
ويطلق القضاء على الحكم الديني الشرعي، قال الله تعالى : { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت } ويطلق القضاء على الفراغ والتمام، كقوله تعالى : { فإذا قضيت الصلاة } ويطلق على نفس الفعل : قال تعالى : { فاقضِ ما أنت قاضٍ } ويطلق على الإلعلان والتقدم بالخبر : قال تعالى :{ وقضينا إلى بني إسرائيل } ويطلق على الموت، ومنه قولهم : قضى فلان أي : مات ، قال تعالى { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك } ويطلق على وجود العذاب، قال تعالى : { وقضي الأمر } ويطلق على التمكن من الشيء وتمامه ، كقوله { ولا تعجعل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } ويطلق على الفصل والحكم ، كقوله : { وقضي بينهم بالحق } ويطلق على الخلق، كقوله تعالى : { فقضاهن سبع سموات } ويطلق على الحتم، كقوله تعلى : { وكان أمرا مقضيا } ويلطق على بلوغ الحاجة، ومنه : قضيت وطري، ويطلق على إلزام الخصمين بالحكم ، ويطلق بمعنى الأداء ، كقوله تعالى: { فإذا قضيتم مناسككم }
والقضاء في الكل : مصدر واقتضى الأمر الوجوب ، ودل عليه والقتضاء هو : العلم بكيفية نظم الصيغة, وقولهم : لا اقضي منه العجب ، قال الأصمعي : يبقى ولا ينقضي .
س/ هل القدر في الخير والشر على العموم جميعاً من الله أم لا ؟
ج/ القدر في الخيروالشر على العموم، فعن على رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد فقعدنا حوله، ومعه مخصرة ، فنكس فجعل ينكت بمخصرته ، ثم قال : [ ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسه، إلا وقد كتب الله مكانها في الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ] قال : فقال رجل : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل . فقال : [ من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة] ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى(6) فسنيسره لليسرى (7) وأما من بخل واستغنى (8) وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى }
وفي الحديث : [ واعملوا فكل ميسر، أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ] ثم قرأ : { فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى } الآيتان .
س/ مامعنى لا إله إلا الله ؟
ج/ معناها لا معبود بحق إلا الله، والدليل قوله تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } فقوله : { ألا تعبدوا } فيه معنى لا إله ، وقوله { إلا إياه } فيه معنى إلا الله .
س/ ماهو التوحيد الذي فرضه الله على عبداه قبل الصلاة والصوم ؟
ج/ هو توحيد العبادة، فلا تدع إلا الله وحده لا شريك له، لا تدعو النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره, كما قال تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا }
س/ ايهما افضل : الفقير الصابر أم الغنى الشاكر ؟ وماهو حد الصبر وحد الشكر ؟
ج/ أما مسألة الغنى والفقر، فالصابر والشاكر كل منهما من افضل المؤمنين، وافضلهما أتقاهما، كما قال تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم }
وأما حد الصبر وحد الشكر : المشهورين بين العلماء أن الصبر عدم الجزع، والشكر أن تطيع الله بنعمته التي أعطاك .
س/ ما الذي توصينى به ؟
الذي أوصيك به واحصك عليه : التفقه في التوحيد، ومطالعه كتب التوحيد, فإنها تبين لك حقيقه التوحيد الدي بعث الله به رسوله، وحقيقة الشرك الذي حرمه الله ورسوله وأخبر أنه لا يغفره، وأن الجنة على فاعله حرام, وأن من فعله حبط عمله. والشأن كل الشان في معرفة حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وبه يكون الرجل مسلماً مفارقا للكشرك وأهله .
اكتب لي كلاماً ينفعني الله به .
أول ما اوصيك به : الالتفات إلى ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله بتارك وتعالى ، فإنه جاء من عند الله بكل ما يحتاج إليه الناس, فلم يترك شيئا يقربهم إلى عذابه إلا نهاهم وحذرهم عنه. فأقام الله الحجه على خلقه غلى يوم القيامة, فليس لأحد حجة على الله بعد بعيه محمد صلى الله عليه وسلم .
قال الله عزوجل فيه وفي إخوانه من المرسلين : { إنا أوحينا إليك كما إوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } إلى قوله { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما }
فأعظم ماجاء به من عند الله وأول ما أمر الناس به توحيد الله بعبادته وحدهلاشريك له، وإخلاص الدين له وحده ، كما قال عزوجل : { يا أيها المدثر (1) قم فأنذر (2) وربك فكبر}
ومعنى قوله : { وربك فكبر } اي ربك بالتوحيد وإخلاص العباده له وحده لا شريك له. وهذا قبل الأ/ر بالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرهن من شعائر الإسلام .
ومعنى { قم فأنذر } أي : أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له . وهذا قبل الإنذرار عن الزنا السرقه والربا وظلم الناس وغير ذلك من الذنوب الكبار .
وهذا الأصل هو اعظم الدين وأفرضها ، ولأجله خلق الله الخلق ، كما قال تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }
ولأجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، كما قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } .
ولأجله تفرق الناس بين مسلم وكافر ، فمن وافى الله يوم القيامه وهو موحد لايشرك به شيئا دخل الجنه , ومن وافاه بالشرك دخل النار ، وإن كان من اعبد الناس . وهذا عنى قولك : (( لا إله اله الله )) فإن الإله هو الذي يعدى ويرجى لجلب الخير ودفع الشر، ويخاف منه ويتوكل عليه . </b></i>
</b></i>ج/ كثيرون ورؤسهم خمسة : ابليس لعنه الله ، ومن عُبد هو راضٍ ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ، ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن حكم بغير ما أنزل الله .
س/ ما أفضل الأعمال بعد الشهاديتين ؟
ج/ افضلها الصلوات الخمس ، ولها شروط وأركان واوجبات ، فأعظم شروطها الإسلام ، والعقل ،والتمييز ، ورفع الحدث ، وإزاله النجاسة ، وستر العورة ، واستقبال القبلة ، ودخول الوقت ، والنية .
وأركانها أربعة عشر : القيام مع القدرة ، وتكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة ، والركوع ، والرفع منه ، والسجود على سبعة هذه الأعضاء ، والاعتدال منه ، والجلسة بين السجدتين ، والطمأنينة في هذة الأركان ، والترتيب ن والتشهد الأخير ، والجلوس له ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والتسليم .
وواجباتها ثمانيه : جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام ، سبحان ربي العظيم في الركوع ، سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد ، ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد ، سبحان ربي الأعلى في السجود ، رب اغفر لي بين السجدتين ، والتشهد الأول ، والجلوس له ، وما عدا هذا فسننٌ : أقوال وافعال .
س/ هل يبعث الله الخلق بعد الموت ؟ ويحاسبهم على اعمالهم خيرها وشرها ؟ ويدخل من أطاعه الجن’ ؟ ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار ؟
ج/ نعم ، والدليل قوله تعالى : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على السله يسير} وقوله { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تتارة أخرى } وفي القرآن من الأدلهى على هذا مالا يحصى .
س/ ما حكم من ذبح لغير الله من هذه الآية ؟
ج/ حكمه هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته ، لأنه يجتمع فيه مانعان .
الأول : أنها ذبيحه مرتد ، وذبيحه المرتد لا تباح بالإجماع .
الثاني : أنها مما أهل لغير الله ، وقد حرم الله ذلك في قوله : { قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعمٍ يطعمعه إلا أن يكون ميته أو دما مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به }
س/ ماهي أنواع الشرك ؟
ج/ أنواعه هي : طلب الحوائج من الموتى ، والا ستغاثه بهم والتوجه إليهم . وهذا أصل شرك العالم ، لان الميت قد انقطع عمله ، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، فضلاً لمن استغاث به ، وسأله أن يشفع له إلى الله وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده ، فإن الله تعالى لايشفع أحد عنده إلا بإذنه ، والله لم يجعل سؤال غيره سبباً لإذنه ، وانما السبب لإذنه كمال التوحيد ، فجاء هذا المشرك بسبب بمنع الإذن .
س/ ماهي أنواع النفاق ومعناه ؟
ج/ النفاق نفاقان: نفاق اعتقادي ، ونفاق عملي .
والنفاق الاعتقادي : مذكور في القرآن ، في غير موضع ، أوجب لهم تعالى به الدرك الأسفل من النار.
والنفاق العملي : جاء في قوله صلى الله عليه وسلم [ أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق ، حتى يدعها : إذا حدث كذب ، واذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ، وإذا اؤتمن خان ] وكقوله صلى الله عليه وسلم [ آيه المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ,إذا اؤتمن خان]
قال بعض الأفاضل : وهذا النفاق قد يجتمع مع اصل الإسلام ولكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه من الإسلام ، بالكلية وإن صلى وصام ، وزعم أنه مسلم ، فإن الإيمان ينهى عن هذه الخلال ، فإذا كملت للعبد ، ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لا يكون إلا منافقا خالصاً .
س/ ما المرتبه الثانيه من مراتب دين الإسلام ؟
ج/ هي الإيمان
س/ كم شعب الإيمان
ج/ هي بضع وسبعون شعبه ، أعلاها قول : ( لا إله إلا الله ) وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . والحياء شعبة من الإيمان.
س/ كم أركان الإيمان ؟
ج/ سته : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره .
س/ مالمرتبه الثالثة من مراتب دين الإسلام ؟
ج/ هي الإحسان ، وله ركن واحد . هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
س/ هل الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم بعد البعث أم لا ؟
ج/ نعم محاسبون ومجزيون بأعمالهم بدليل قوله تعالى : { ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى }
س/ ما حكم من كذب بالبعث ؟
ج/ حكمه أنه كافر بدليل قوله تعالى : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير }
س/ هل بقيت أمه لم يبعث الله لها رسولاً يأمرهم بعباده الله وحده واجتناب الطاغوت ؟
ج/ لم تبق أمة إلا بعث إليها رسولاً بدليل قوله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمه رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }
س/ ما هي أنواع التوحيد ؟
ج/ 1- توحيد الربوبية : هو الذي أقربه الكفار كما في قوله تعالى : { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تقون}
2- توحيد الألوهيه : هو إخلاص العباده لله وحده من جميع الخلق ، لأن الإله في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة ، وكانوا يقولون إن الله هو إله الآلهيه ، لكن يجعلون معه آلهة أخرى مثل الصالحين والملائكة. وغيرهم يقولون إن الله يرضى هذا ويشفعون لنا عنده .
3- توحيد الصفات : فلا يستقيم توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات .
س/ مالذي يجب على اذا أمرني الله بأمر؟
ج/ وجب عليك سبع مراتب :
الأولى : العلم به ، الثانية : محبته ، الثالثة : العزم على الفعل، الرابعة : العمل، الخامسة : كونه يقع على المشروع خالصاً صواباً، السادسة : التحذير من فعل ما يحبطه، السابعة : الثبات عليه.
س/ إذا عرف الإنسان أن الله أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك هل تنطبق هذه المراتب عليه:
ج/ المرتبه الأولى : أكثر الناس علم أن التوحيد حق ، والشرك باطل، ولكن أعرض عنه ولم يسأل ! وعرف أن الله حرم الربى ، وباع واشترى ولم يسال ! وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف ، ويتولى مال اليتيم ولم يسأل ! .
المرتبه الثانية : محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه ، فأكثر الناس لم يحب الرسول بل ابغضه وأبغض ماجاء به ، لو عرف أن الله أنزله .
المرتبه الثالثة : العزم على الفعل ،وكثير منالناسعرف وأحب ولكن لم يعزم خوفاً من تغير دنياه .
المرتبه الرابعة : العمل ، وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ أو غيرهم ترك العمل.
المرتبه الخامسة : أن كثيرا ممن عمل لا يقع خالصاً، فإن وقع خالصاً لم يقع صواباً .
المرتبه السادسة : أن الصالحيين يخافون من حبوط العمل لقوله تعلى : { أن تحبط أعمالكم وانتم لا تشعرون } وهذا أقل من الأشاء في زماننا .
المرتبه السابعة : الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة . وهذا ايضا من أعظم ما يخاف منه الصالحون .
س/ مامعنى الكفر وانواعه ؟
ج/ والكفر كفران :
1- كفر يخرج من المله وهو خمسة أنواع :
1- كفر التكذيب ، قال تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين }
2- كفر الاستكبار والإياء مع التصديق . قال تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين }
3- كفر الشك، وهو كفر الظن قال تعالى : { ودخل حنته وهو ظالم لنفسه ...} إلى قوله : { ثم سواك رجلاً }
4- كفر الإعراض، والدليل عليه قوله تعالى : { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } .
5- كفر النفاق ودليله قوله تعالى : { ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون }
2- كفر أصغر لا يخرج من المله، وهو كفر النعمة، والدليل عليه قوله تعالى : { وضرب الله مثلا قريه كانت آمنه مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون } وقوله : { إن الإنسان لظلوم كفار }
س/ ماهو الشرك وما أنواع الشرك ؟
ج/ اعلم أن التوحيد ضد الشرك .
والشرك ثلاثه أنواع : شرك اكبر ، وشرك أصغر : وشرك خفي .
النوع الأول : الشرك الأ:كبر وهو أربعه أنواع :
الأول : شرك الدعوة ، قال تعالى : { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون }
الثاني : شرك النيه ، الإرادة والقصد ، قال تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون (15) أولئك الذين ليس لهم في الآخرة غلا النار وحبط ما صنعا فيها وباطل ما كانوا يعملون}
الثالث : شرك الطاعة ، قال تعالى : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون }
الرابع : شرك المحبة ، قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب اله والذين آمنوا أشد حبا لله لو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب }
النوع الثاني : شرك أصغر وهو الرياء ، قال تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربة أحدا}
النوع الثالث : شرك خفي ، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم : [ الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفاة السوداء في ظلمة الليل ]
س/ مالفرق بين القدر والقضاء ؟
ج/ القدر في الأصل مصدر قدر، ثم استعمل في التقدير الذي هو التفصيل والتبيين، واستعمل ايضاً بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها.
وأما القضاء : فقد استعمل في الحكم الكوني، بجريان الاقدار وكتب في الكتب الأولى، وقد يطلق هذا على القدر الذي هو : التفصيل والتمييز .
ويطلق القدر ايضاً على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات .
ويطلق القضاء على الحكم الديني الشرعي، قال الله تعالى : { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت } ويطلق القضاء على الفراغ والتمام، كقوله تعالى : { فإذا قضيت الصلاة } ويطلق على نفس الفعل : قال تعالى : { فاقضِ ما أنت قاضٍ } ويطلق على الإلعلان والتقدم بالخبر : قال تعالى :{ وقضينا إلى بني إسرائيل } ويطلق على الموت، ومنه قولهم : قضى فلان أي : مات ، قال تعالى { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك } ويطلق على وجود العذاب، قال تعالى : { وقضي الأمر } ويطلق على التمكن من الشيء وتمامه ، كقوله { ولا تعجعل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه } ويطلق على الفصل والحكم ، كقوله : { وقضي بينهم بالحق } ويطلق على الخلق، كقوله تعالى : { فقضاهن سبع سموات } ويطلق على الحتم، كقوله تعلى : { وكان أمرا مقضيا } ويلطق على بلوغ الحاجة، ومنه : قضيت وطري، ويطلق على إلزام الخصمين بالحكم ، ويطلق بمعنى الأداء ، كقوله تعالى: { فإذا قضيتم مناسككم }
والقضاء في الكل : مصدر واقتضى الأمر الوجوب ، ودل عليه والقتضاء هو : العلم بكيفية نظم الصيغة, وقولهم : لا اقضي منه العجب ، قال الأصمعي : يبقى ولا ينقضي .
س/ هل القدر في الخير والشر على العموم جميعاً من الله أم لا ؟
ج/ القدر في الخيروالشر على العموم، فعن على رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد فقعدنا حوله، ومعه مخصرة ، فنكس فجعل ينكت بمخصرته ، ثم قال : [ ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسه، إلا وقد كتب الله مكانها في الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ] قال : فقال رجل : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل . فقال : [ من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة] ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى(6) فسنيسره لليسرى (7) وأما من بخل واستغنى (8) وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى }
وفي الحديث : [ واعملوا فكل ميسر، أما أهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ] ثم قرأ : { فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى } الآيتان .
س/ مامعنى لا إله إلا الله ؟
ج/ معناها لا معبود بحق إلا الله، والدليل قوله تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } فقوله : { ألا تعبدوا } فيه معنى لا إله ، وقوله { إلا إياه } فيه معنى إلا الله .
س/ ماهو التوحيد الذي فرضه الله على عبداه قبل الصلاة والصوم ؟
ج/ هو توحيد العبادة، فلا تدع إلا الله وحده لا شريك له، لا تدعو النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره, كما قال تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا }
س/ ايهما افضل : الفقير الصابر أم الغنى الشاكر ؟ وماهو حد الصبر وحد الشكر ؟
ج/ أما مسألة الغنى والفقر، فالصابر والشاكر كل منهما من افضل المؤمنين، وافضلهما أتقاهما، كما قال تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم }
وأما حد الصبر وحد الشكر : المشهورين بين العلماء أن الصبر عدم الجزع، والشكر أن تطيع الله بنعمته التي أعطاك .
س/ ما الذي توصينى به ؟
الذي أوصيك به واحصك عليه : التفقه في التوحيد، ومطالعه كتب التوحيد, فإنها تبين لك حقيقه التوحيد الدي بعث الله به رسوله، وحقيقة الشرك الذي حرمه الله ورسوله وأخبر أنه لا يغفره، وأن الجنة على فاعله حرام, وأن من فعله حبط عمله. والشأن كل الشان في معرفة حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله وبه يكون الرجل مسلماً مفارقا للكشرك وأهله .
اكتب لي كلاماً ينفعني الله به .
أول ما اوصيك به : الالتفات إلى ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله بتارك وتعالى ، فإنه جاء من عند الله بكل ما يحتاج إليه الناس, فلم يترك شيئا يقربهم إلى عذابه إلا نهاهم وحذرهم عنه. فأقام الله الحجه على خلقه غلى يوم القيامة, فليس لأحد حجة على الله بعد بعيه محمد صلى الله عليه وسلم .
قال الله عزوجل فيه وفي إخوانه من المرسلين : { إنا أوحينا إليك كما إوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } إلى قوله { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما }
فأعظم ماجاء به من عند الله وأول ما أمر الناس به توحيد الله بعبادته وحدهلاشريك له، وإخلاص الدين له وحده ، كما قال عزوجل : { يا أيها المدثر (1) قم فأنذر (2) وربك فكبر}
ومعنى قوله : { وربك فكبر } اي ربك بالتوحيد وإخلاص العباده له وحده لا شريك له. وهذا قبل الأ/ر بالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرهن من شعائر الإسلام .
ومعنى { قم فأنذر } أي : أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له . وهذا قبل الإنذرار عن الزنا السرقه والربا وظلم الناس وغير ذلك من الذنوب الكبار .
وهذا الأصل هو اعظم الدين وأفرضها ، ولأجله خلق الله الخلق ، كما قال تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }
ولأجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، كما قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } .
ولأجله تفرق الناس بين مسلم وكافر ، فمن وافى الله يوم القيامه وهو موحد لايشرك به شيئا دخل الجنه , ومن وافاه بالشرك دخل النار ، وإن كان من اعبد الناس . وهذا عنى قولك : (( لا إله اله الله )) فإن الإله هو الذي يعدى ويرجى لجلب الخير ودفع الشر، ويخاف منه ويتوكل عليه . </b></i>
تعليق