بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد :
فهذه جولة صغيرة مع سورة الإخلاص أرجو أن ينفعنا الله بها وأن يجعلنا من العاملين بها.
س:
لم سميت هذه السورة " قل هو الله أحد " سورة الإخلاص؟
ج:
لأنها أخلصت لوصف الرحمن ، وقيل لأنها تخلص صا حبها من الشرك العلمى الاعتقادى.
س:
ما وجه دلالتها على أنواع التوحيد الثلاثة؟
ج:
دلالتها على أنواع التوحيد فدلالتها على توحيد الأسماء والصفات فبالمطابقة ، وعلى توحيد الربوبية فبالتضمن ، وعلى توحيد الألوهية والعبودية فبالإلتزام ،لأن دلالة الدليل على كل معناه تسمى مطابقة ، وعلى بعضه تضمن ، وعلى ما يستلزمه من الخارج يسمى التزاماً .
س:
ما معنى ما يلى: الأحد ، الصمد ، الكفو ؟
ج:
الأحد هو الذى لا نظير له ولا وزير ولا ند ولا شبيه ولا عديل ولا يطلق هذا اللفظ على أحد فى الإثبات إلاعلى الله لأنه الكامل فى جميع صفاته وأفعاله.
وأما معنى الصمد فهو الذى تصمد إليه الخلائق فى حوائجهم ومسائلهم . قال ابن القيم رحمه الله :
وهو الإله السيد الصمد الذى صمدت إليه الخلق بالإذعانِِِِ
الكامل الأوصاف من كل الوجو هِ كماله ما فيه من نقصان
وأما معنى الكفو فمعناه المكافىء والمماثل والنظير.
س:
ما الذى يؤخذ من سورة الإخلاص؟
ج:
أولاً : إثبات وحدانية الله.
ثانياً : إثبات صفة الكلام والرد على الأشاعرة لقولهم أن القرآن حكاية أو عبارة عن كلام الله.
ثالثاً : الرد على النصارى القائلين بأن عيسى ابن الله.
رابعاً : الرد على اليهود القائلين عزير ابن الله.
خامساً : الرد على المشركين القائلين الملائكة بنات الله.
سادساً : كمال غناه سبحانه وفقر الخلائق إليه.
سابعاً : شرف علم التوحيد.
ثامناً : أن هذه السورة تضمنت أعرض الخطوط الرئيسية فى حقيقة الإسلام الكبيرة.
تاسعاً : أن من اعتقد وحدانية الله وصمديته وأنه الفعال لما يريد خلص قلبه من كل غاشية ومن كل شائبة ومن كل تعلق بغير الله.
عاشراً : الرد على من قال بأن القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم.
الحادى عشر : الحث على التوكل على الله إذ هو الواحد المقصود فى الحوائج.
الثانى عشر : الحث على عبادة الله وحده.
الثالث عشر : الإتجاه إلى الله فى الرغبة والرهبة والسراء والضراء والنعماء والبأساء.
الرابع عشر : تلقى العقيدة عن الكتاب والسنة.
الخامس عشر : إثبات الألوهية لله.
السادس عشر : إثبات أولوية الله.
السابع عشر : نفى الزوجة عن الله.
الثامن عشر : إثبات صفة الصمدية لله المقصود فى الحوائج.
التاسع عشر : الرد على من قال بالطبيعة وانها التى توجد الشياء.
العشرون : الرد على من قال بان لله كفو أو ند أو مثيل أو نحو ذلك.
والخلاصة أن السورة تضمنت نفى الشريك بجميع انواعه فقد نفى عن نفسه أنواع الكثرة بقوله: "الله احد" ، ونفى عن نفسه أنواع الإحتياج بقوله :"الله الصمد" ، ونفى عن نفسه المجانسة والمشابهة بقوله :"لم يلد" ، ونفى عن نفسه الحدوث بقوله :"ولم يولد" ، ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله :"ولم يكن له كفواً أحد".
وفى الختام أسأل الله تبارك وتعالى أن لا يحرمنا أجره ، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، لا تنسونا من صالح دعائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.