إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::



    اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله
    وبيدك الخير كله علانيته وسره
    لبيك وسعديك والخير فى يديك
    ثم أما بعد
    اخوانى الافاضل
    حياكم الله وبياكم وجعل الجنه مثوانا ومثواكم
    اما بعد
    موضوعنا اليوم يختلف كثيرا عن موضوعاتى السابقة
    وبعدما اخذت رأى شيخى الحبيب
    ( حادى الطريق )
    وبارك العمل والبدء فيه
    وقد وعدنى انه سيتابع معى الموضوع دائما
    وادين له بالفضل فى توجيهى دائما
    احبابى من منطلق الآية الكريمة
    {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108
    ومن منطلق الحديث القائل
    عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "
    تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2549 في صحيح الجامع




    ولأننا صرنا نعيش فى زمن الفتن باجماع اهل العلم
    ولأننا صرنا نرى الحابل يتخبط بالنابل واصبح الظلام معتما من حولنا
    لذا اصبح لزاما علينا ان نبين للقاصى والدانى
    خطأ معتقدات الفرق الضالة والتى حادت عن الجادة فى زمننا هذا
    وموضوعنا اليوم هو ضربة البداية فى هذا الامر
    ونبدأ معكم بالتعريف بالأباضية ومعتقدهم




    وسوف يتركز موضوعنا حول عدة نقاط ألا وهى
    من هم الإباضية؟
    طعن علماء الإباضية في الصحابة
    علاقة الإباضية بالخوارج
    براءة أبي الشعثاء جابر بن زيد من الإباضية
    فرق الإباضية وافتراقاتهم الدامية
    مسند الربيع بن حبيب
    براءة الإباضية من الأمة الإسلامية واضطهاد مخالفيهم
    غلو الإباضية في شيوخهم
    الانحرافات العقدية عند الإباضية
    التقية والكذب عند الإباضية
    قالوا عن الإباضية
    الرد على الخليلي مفتي الإباضية
    الرد على القنوبي محدث الإباضية
    ردود على كتابات إباضية معاصرة
    جحد الإباضية لصحيح السنة النبوية
    مناظرات وحوارات مع الإباضية
    مهتدون إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم
    مناظرة الشيخ سعد الحميد والإباضي الظافر




    ونسأل الله جل وعلا ان يكون هذا العمل
    خالصا لوجهه جل وعلا
    بسم الله نبدأ وعليه نتوكل

  • #2
    رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

    أولا : من هم الإباضية؟


    لماذا الاباضية؟

    لعل القارئ يقول لماذا الحديث عن الاباضية؟

    وهي فرقة ذات أقلية مبعثرة في بعض بلاد المسلمين كعمان وشمال أفريقيا وزنجبار، كما أنها أقل خطراً وشراً من الفرق الأخرى كطوائف الباطنية و الرافضة ونحوهم.

    فأقول ابتداء: لا شك أن الاباضية شرذمة قليلون.
    وهم دون فرق الباطنية ونحوهم شراً وخطراً وانحرافاً، لكن الذي دفعني إلى كتابة هذه المقالة الموجزة عن تلك الفرقة هو ما نلمسه في الآونة الأخيرة من نشاط هذه الفرقة والسعي من أبنائها في طبع كتب الاباضية، وإخراجها وتحقيقها، ثم توزيعها ونشرها (1) وأمر آخر جعلني اهتم بهم وهو دعوى علماء الاباضية أنهم ليسوا من الخوارج، واتهامهم لكتاب الفرق والمقالات بالتحامل عليهم، كما أنهم بطبيعة الحال - يبجلون مذهبهم ويكيلون صنوفا من المديح الطويل والثناء الحسن على مذهبهم (2) وفي نفس الوقت يلمزون المذاهب الأخرى " مذهب أهل السنة " (3) ويطالبون بكل صلف وتبجح مباهلة آهل السنة كما فعل " خليلهم " عندما طلب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز المباهلة، فامتنع سماحته لما في المناظرة المعلنة من إيقاع بعض الناس في شكوك وشبهات، كما أن وقوع المناظرة بحد ذاته يعطي هالة لفرقة الأباضية، ويضفي عليها مزيداً من الشهرة والظهور وهم بلا شك دون ذلك (4) (5).





    من الاباضية؟

    وسيكون حديثي عن هذه الفرقة منصباُ على جانبين مهمين، فأولهما بيان مصدر التلقي عند الاباضية، والآخر في ذكر القواسم المشتركة التي تجمع بين الخوارج وبين الاباضية، وقبل ذلك كله أذكر تعريفاُ موجزاُ عن فرقة الاباضية، فهم أصحاب عبد الله بن إباض التميمي الذي خرج في أيام مروان بن محمد في أواخر دولة بني أمية، وبعضهم يقول: كان عبد الله بن إباض مع نافع بن الأزرق ثم انشق عنه لتشدد نافع مع مخالفيه، حيث كان ابن إباض لا يرى إلا استحلال دم مخالفيه دون أموالهم وتدعى الاباضية ارتباطها بجابر بن زيد أحد التابعين مع أنه تبرأ منهم (6).

    الاباضية فرق متعددة فنهم الحفصية و اليزيدية، والحارثية، وغيرها، وأشد هذه الفرق انحرافاً طائفة اليزيدية، وإمامهم يزيد بن أنيسة زعم أن الله سيبعث رسولا من العجم، وينزل عليه كتاباً من السماء، ومن ثم ترك شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد تبرأ أكثر الاباضية من هذه الفرقة ومنهم من توقف فيها (7).





    مصدر التلقي عندهم

    وإذا أردنا أن نتحدث عن مصدر التلقي عندهم، فإن لمسند الربيع بن حبيب مكانة عظيمة في قلوبهم، فهو مصدر التلقي عندهم بعد القران، حيث إنه أصح كتاب عندهم بعد القران ومؤلفه الربيع بن حبيب البصري، وقد اعتنوا بهذا المسند فشرح عدة شروح، كما رُتب على الأبواب الفقهية، فجاء في أربعة أجزاء صغيره ضمن مجلد واحد، ويفتقد هذا المسند - المنحول - * للربيع لمقدمة توضح تراجم رواته وتوثيق نسبة للربيع، بينما تفتخر الاباضية بأن هذا المسند يعود إلى أبي الشعثاء جابر بن زيد والذي تبرأ منهم - كما سبق ذكره.

    كما أن هذا المسند مليء بأخبار منقطعة، وأحاديث لا خطام لها ولا زمام وأخبار موضوعه (8) ومأخذ ثالث وهو أن هذا المسند يعج بالمخالفات والمزالق العقدية المتنوعة ومنها ما يلي:
    أ- تعطيل الصفات الألهية ونسبة هذا التعطيل إلى صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك ما جاء في مسندهم من الزعم بأن الله في كل مكان ونسبة ذلك لعمر ونفي رؤية الله في اليوم الآخر ونسبة لأبن عباس، ونفي اليد وتأويلها بالقدرة ونفي الاستواء على العرش، ونفي العين ولنفس، وغيرها من الصفات (9).
    ب- تعطيل السنة النبوية احتجاجاً بحديث جاء في المسند الربيع ((إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عنى فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني)) وهو حديث كذب موضوع.
    ج - نفي المسح على الخفين وإنكاره (10).

    ويتضمن المسند شيئا من التأويلات المتعسفة، ولعلهم يستدلون بحديث رووه في مسندهم مرفوعاً ((ما من كلمة إلا ولها وجهان فاحملوا الكلام على أحسن الوجوه (11) فمن تلك التأويلات المتكلفة قول أبي عبيدة أحد شيوخ الربيع عن معنى حديث ((من يحمل السلاح فليس منا)): يريد حمله إلى أرض العدو (12).
    وقد انعكست هذه المزال على الاباضية فتجدهم يحتجون بأخبار موضوعه، ويجهلون الأحاديث الصحيحة، ويمتطون التأويل المتعسف، فيحرفون الكلم عن مواضع، واذكر على ذلك مثالاً لأحد شيوخهم المعاصرين في عمان وهو سالم بن حمود السمائلي فتجده يحتج بحديث ((خذو شطر دينكم عن هذه الحميراء)) (13) وهو كذب مختلق كما بيّن ذلك ابن القيم رحمة الله في المنار المنيف ".

    وانظر إلى جهله أو تجاهله بالأحاديث الصحيحة التي تخالف مذهبه وكيف بتأولها تأويلاً بعيداً غير سائغ، فيقول السمائلي: (وحديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وسرق على فرض صحته وإن زنى وإن سرق ثم تاب، فالزنى والسرقة لا يمنعان من دخول الجنة للتائب فإن التائب من الذنب كما لا ذنب له) (14).

    أرأيت أخي القارئ ما يفعله الشيخ العلامة الجليل سالم كما جاء على غلاف كتابه!! مع أن حديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق أخرجه الشيخان: البخاري ومسلم (15) وانظر إلى كثافة فهمه وفساد كلامه.

    ويتقنن الفقيه سالم في ذكر أنواع من التأويل الفاسد عند إيراد أحاديث مذهبه فمن ذلك قوله عن حديث ((يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من أيمان)) أي لا يدخلها أبداً(16).


    وقوله عن حديث: (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، إذا مات غير مقترف لإثم دخل الجنة) (17).

    وليس التأويل الفاسد وقفاً على هذا الشيخ، بل نجد أن الكثير من الاباضية إذا أعيتهم النصوص وأشرقت عليهم بأنوارها، شهروا أمامها ذاك التأويل المظلم (18).

    ورحم الله ابن أبي العز الحنفي عندما يقول عن هذا التأويل: وهذا الذي أفسد علينا الدنيا والدين، وهكذا فعلت اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل، وحذرنا الله أن نفعل مثلهم، وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية، فهل قتل عثمان رضى الله عنه إلا بالتأويل الفاسد! وكذا ما جرى في يوم الجمل، وصفين، ومقتل الحسين رضى الله عنه والحرة؟ وهل خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة. ورفضت الروافض وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد؟
    [شرح الطحاوية 1/ 9-2].

    وما دمنا نتحدث عن مصدر التلقي عندهم فأعلم أخي القارئ أن الاباضية تأثراً بالمسلك الكلامي لا يقبلون خبر الآحاد في أبواب الاعتقاد.



    هل الاباضية من الخوارج؟

    والآن أسرد لك أخي القارئ القواسم المشتركة والأمور المتفق عليها بين الخوارج وبين الاباضية، وسيظهر لك تلقائياً الجواب عن هذا السؤال: هل الاباضية من الخوارج أم لا؟؟

    تجد ابتداءً أن عبد الله بن أباض يعتبر نفسه امتداداً للمحكمة الأولى كما في الرسالة التي بعثها إلى عبد الملك بن مروان.

    كما يظهر من خلال عقائد الاباضية التشابه الكبير بينهم وبين أسلافهم من الخوارج، فمثلاً في التوحيد نجد الاباضية تقول بخلق القران كما جاء في كتبهم قديماً وحديثاً (19)، وقد وافقوا الخوارج في ذلك، يقول الأشعري: (والخوارج جميعاً يقولون بخلق القران)
    [مقالات الإسلاميين 1/203]،
    ويظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات مثل إنكار رؤية الله في اليوم الآخر، وتعطيل الصفات عموماً (20).

    مثل الاستواء واليد وغيرها، والخوارج يغلب عليهم التعطيل في الصفات تأثراً بالمعتزلة، يقول الأشعري:
    (فأما التوحيد فإن قول الخوارج في الصفات فيه كقول المعتزلة)
    [مقالات الإسلاميين 1/203].

    وأما مسألة الأسماء والأحكام فإن الاباضية تقول بتخليد العاصي في نار جهنم، وهي بذلك تتفق مع بقية الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنم لكن الاباضية تحكم عليه في الدنيا بأنه كافر كفر نعمة أو كفر نفاق (21).

    ومن الأمور التي يتفقون عليها إنكار الشفاعة لعصاة الموحدين، لأن العصاة مخلدون في النار، فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار (22)، وكل ذلك معارضة لما تواتر من الشفاعة لأهل الكبائر حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))
    رواه الترمذي والبيهقي عن أنس مرفوعاً وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي.

    كما نجد الاباضية يجوزون الخروج على أئمة الجور، ويتهج بعضهم على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وينكر بعضهم شرط القرشية في الإمام، وكل هذه الأمور قد قال بها أسلافهم من الخوارج، بل انهم يدافعون عن أسلافهم، فينتصرون للخوارج أيام النهر وان (24).



    نصيحة للطائفة الاباضية:

    وفي آخر هذه المقالة أدعو كل طالب حق من أبناء الطائفة الاباضية بأن يتجرد في طلب الحق بدليله، وأن نتلقى ديننا من كتاب ربنا وسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وذلك على حسب منهج السلف الصالح وفهم الصحابة - رضي الله عنهم -، وعلينا جميعاُ أن نتخلى من ربقة التقليد للآباء والتعصب لآراء الرجال، وأن تنشرح صدورنا لما جاء في الوحيين، أسال الله - عز وجل - بأسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يُصلح أحوال المسلمين، وأن يهدي ضالهم ويثبت مطيعهم.

    والله أعلم

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    ----------------------------------------

    (1) قامت وزارة التراث القومي والثقافة بعمان بطبع مجموعة ضخمة من كتب الاباضية مع تحقيقها ونشرها.

    (2) كما فعل مفتي عُمان " الخليلي " عندما وصف أتباع مذهبهم بأنهم أهل الحق والاستقامة ومدحهم بسلامة مصدرهم (!) وأنهم أهل مرونة وتسامح - لدرجة أنهم قالوا بتخليد العاصي في جهنم! - وذكر أن الاباضية يجتهدون في لم شعث الأمة - وهم خوارج.. يسعون لتفريق الأمة وتمزيقها كما فعله أسلافهم من الخروج على الأئمة وإشعال الثورات، انظر كتاب الحق الدامغ للخليلي ص 10 15 - كما نجد أحد شيوخهم المعاصرين سالم السمائلي يتشدق بأن المذهب الاباضي أول المذاهب، وبكثرة علمائهم واعتدال مذهبهم وقربه من عهد النبوة / انظر كتاب إزالة الوعثاء على أتباع أبي الشعثاء للسمائلي ص 63.

    (3) ومثالة ما زعمه الخليلي بأن اتباع الأئمة الأربعة يكفر بعضهم بعضاُ بخلاف الاباضية - رمتني بدائها وانسلت - انظر كتابه الحق الدامغ ص12.

    (4) وقد ذكر ذلك الشيخ د. صالح الفوزان في رسالة له بعنوان " الرد على السيابي " حيث انتصر الفوزان للحق، كما دافع عن الشيخ ابن باز أمام تعصب وتعنت السيابي الذي كتب رداُ على فتوى ابن باز في حكم الصلاة خلف من ينفي رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.

    (5) أخبرني أحد الثقات أن واحداً من طلبة العلم المغمورين من أبناء أهل السنة قد ناقش هذا المفتي الخليلي في بعض مسائل الاعتقاد وأدحض شبهاته وأظهر الحق أمامه حتى بهت.

    وأقول لقد طلب شيخنا المحدث سعد الحميد حفظة الله مناظرة هذا المفتي بكل وسيلة ولا زال ولكن لا حياة لمن تنادي ولقد أخرس شيخنا حفظة الله أحد شيوخ الاباضية في مناظرة موجوده على الشبكة ويقال إن هذا اللاباضي هو الشيخ السابعي أو ما يسمى " الظافر ".

    (6) انظر تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر 2/ 38.

    (7) للمزيد من معرفة الاباضية: انظر مقالات الإسلاميين 1/ 167 الملل والنحل 1/ 134 و دراسة عن الفرق لأحمد جلي وغيرها كثير.

    (8) ومن هذه الأخبار الموضوعة والموجودة في هذه المسند ج1 / ص 13 ما نسبوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله: ((إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني، وهذا موضوع مختلق على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما بين ذلك أئمة الحديث وصيارفته، كما أن القران يكذب هذا الحديث ويرده كما قال - سبحانه - ((وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) انظر كشف الخفاء 1 /89، ولعل هذا الخبر الموضوع يؤكد وقوع الخوارج في وضع الأحاديث... وإن كانوا أقل كذباً من غيرهم كالرافضة ونحوهم وكما روى الخطيب البغدادي في - الكفاية بسنده - عن شيخ من الخوارج وهو يقول: إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرناه حديثاً، انظر الكفاية ص 163.

    (9) انظر المسند المذكور 3/23.

    (10) انظر المسند المذكور 1/27.

    (11) انظر المسند المذكور3/40.

    (12) انظر المسند المذكور2/20.

    (13) انظر كتابه إزالة الوعثاء ص 63.

    (14) انظر كتابه أصدق المناهج في تمييز الاباضية عن الخوارج ص 34.

    (15) انظر ما ذكره ابن رجب عن معنى هذا الحديث وما في معناه في رسالة " كلمة الإخلاص ".

    (16) (17) انظر كتابه أصدق المناهج ص 35، 36،

    (18) انظر إلى ما جاء في كتاب بدابة الإمداد على غاية المراد لسليمان الكندي الاباضي حيث أوّل الميزان بالعدل ص 57، وكذا أول الصراط ص 58 وغير ذلك.

    (19) ممن قال بخلق القران من الاباضية المعاصرين: سليمان الكندي في كتابه بداية الإمداد ص 72، والخليلي في الحق الدامغ ص 97 183.

    (20) انظر أصدق المناهج ص 27، ومشارق أنوار العقول للسالمي 1 / 362، إزالة الوعثاء ص 23 /95.

    (21) انظر إلى أقوالهم في تخليد مرتكب الكبيرة: الموجز لأبي عمار عبد الكافي الاباضي 2/117، ومشارق أنور العقول 2/143، وبداية الإمداد ص 61، وسمر أسرة مسلمة لعلي يحي معمر ص 58، والحق الدامغ ص 183 228، وأصدق المناهج ص 27.

    (22) ممن أنكر الشفاعة للعصاة السالمي في كتابه: مشارق أنور العقول 2/432، والكندي في بداية الإمداد ص 65، والسمائلي في أصدق المناهج ص 27، 40، 43، 46، وبداية الإمداد ص 161.

    (23) انظر كتاب مشارق أنوار العقول 2/132.

    (24) انظر أصدق المناهج ص 28، 40، 43، 46، وبداية الإمداد ص 161.

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      بارك الله في جهدك أخي الحبيب (أبو السائب)
      أحسنت أحسن الله إليكم
      بداية طيبة فهذا الفكر ينتشر في كثير من دول الخليج

      وحري بنا أن ننبه على كل صاحب بدعة ونفضحه حتى في عقر داره

      وأحب أن أقول:
      لو سكت أهل البدع عن بدعهم لسكت أهل السنة عن فضحهم

      تقبل الله منا ومنكم

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

        جُزيتَ خيرا ً وأكلتَ طيرا ً وعِشتَ سعيدا ً ومِتَ شهيدا ً
        نسأل الله ان تكون نصره لأهل السنه فى هذه الايام التى جعلت القاصى والدانى
        ينهش فى عظام ولحوم الامه الاسلاميه من هذه الفرق الضاله المضله
        بارك لله فيك ونفع الله بك واثابك الله الجنه
        احبك فى الله

        { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
        سورة الرعد الآية 17

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

          المشاركة الأصلية بواسطة حادي الطريق مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          بارك الله في جهدك أخي الحبيب (أبو السائب)
          أحسنت أحسن الله إليكم
          بداية طيبة فهذا الفكر ينتشر في كثير من دول الخليج

          وحري بنا أن ننبه على كل صاحب بدعة ونفضحه حتى في عقر داره

          وأحب أن أقول:
          لو سكت أهل البدع عن بدعهم لسكت أهل السنة عن فضحهم

          تقبل الله منا ومنكم
          ربنا يبارك فى عمرك يا شيخنا الحبيب
          اطال الله عمرك ورزقك الجنة
          جزاك الله خيرا ونفع بك
          احبك فى الله


          المشاركة الأصلية بواسطة m_s_a مشاهدة المشاركة
          جُزيتَ خيرا ً وأكلتَ طيرا ً وعِشتَ سعيدا ً ومِتَ شهيدا ً

          نسأل الله ان تكون نصره لأهل السنه فى هذه الايام التى جعلت القاصى والدانى
          ينهش فى عظام ولحوم الامه الاسلاميه من هذه الفرق الضاله المضله
          بارك لله فيك ونفع الله بك واثابك الله الجنه
          احبك فى الله
          جزاك الله خيرا اخى الحبيب
          احبك الذى احببتنى من اجله

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

            والله انى لاعجز عن شكرك حبيبي واخى وشيخنا ابو السائب
            بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا
            وجعل الله لك كل هذا فى ميزان حسناتك
            احسنت حبيبي
            استمر يا اخى وكما قال شيخنا

            لو سكت أهل البدع عن بدعهم لسكت أهل السنة عن فضحهم

            جزاك الله خيرا شيخنا ونفع الله بك وبارك الله فى عمرك ورزقك الله حسن الخاتمه
            واحب اقول كما قال القائل

            ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ** والمنكرون لكل أمر منكر
            وبقيت فى خلف يزين بعضهم ** بعضا ليأخذ معور من معور
            سلكوا بنيات الطريق فأصبحوا ** متنكبينن الطريق الاكبر

            رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
            قال صلوات ربي وسلامه عليه
            - : ( طوبى لمن وجد في كتابه استغفاراً كثيراً )
            MostaFa Mahmoud ELmasry‎‏

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

              جزاك الله خيرا

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

                المشاركة الأصلية بواسطة وعجلت اليك ربي مشاهدة المشاركة
                والله انى لاعجز عن شكرك حبيبي واخى وشيخنا ابو السائب

                بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا
                وجعل الله لك كل هذا فى ميزان حسناتك
                احسنت حبيبي
                استمر يا اخى وكما قال شيخنا
                لو سكت أهل البدع عن بدعهم لسكت أهل السنة عن فضحهم

                جزاك الله خيرا شيخنا ونفع الله بك وبارك الله فى عمرك ورزقك الله حسن الخاتمه
                واحب اقول كما قال القائل
                ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ** والمنكرون لكل أمر منكر
                وبقيت فى خلف يزين بعضهم ** بعضا ليأخذ معور من معور
                سلكوا بنيات الطريق فأصبحوا ** متنكبينن الطريق الاكبر
                يشهد الله انى احبك فى الله
                والله لقد اشتقت اليك اخى الحبيب
                واسأل الله ان تكون فى خير صحة وعافية
                وجزاك الله خيرا للمرور

                المشاركة الأصلية بواسطة ابواية النجار مشاهدة المشاركة
                جزاك الله خيرا
                وجزاك الرحمن مثله

                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

                  أحسنت شيخى وحبيبى فى الله
                  بارك الله فيك ونفع بك وأثابك الجنة وجعله فى ميزان حسناتك
                  والله أتعجب من هؤلاء الجهلاء لما يفعلوه من تعطيل وتأويل ولو تدبروا القرآن لعلموا معانيه وصحيح تفسيره ولكن أقول سبحان الله قال تعالى {أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }النحل108
                  وقال تعالى{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً }الإسراء46
                  وقال تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً }الكهف57

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

                    جزاكم الله خيرا

                    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                    ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                    شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                    لها بالشفاء العاجل

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

                      المشاركة الأصلية بواسطة قائل الحق مشاهدة المشاركة
                      أحسنت شيخى وحبيبى فى الله

                      بارك الله فيك ونفع بك وأثابك الجنة وجعله فى ميزان حسناتك
                      والله أتعجب من هؤلاء الجهلاء لما يفعلوه من تعطيل وتأويل ولو تدبروا القرآن لعلموا معانيه وصحيح تفسيره ولكن أقول سبحان الله قال تعالى {أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }النحل108
                      وقال تعالى{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً }الإسراء46

                      وقال تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً }الكهف57
                      ونعم بالله
                      جزاك الله خيرا اخى الحبيب




                      المشاركة الأصلية بواسطة جنة الخلد مطلبى مشاهدة المشاركة
                      جزاكم الله خيرا
                      وجزاكم الرحمن مثله

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

                        الفروقات بين
                        " الوهابية " الإباضية ، وبين " الوهابية " السلفية


                        الســـــؤال :

                        استمعت إلى عدد من علمائنا ودعاتنا ، في مواضع مختلفة ، وأماكن متفرقة ، وهم يتكلمون عن " الوهابية " ، وقد دافعوا عنها ، وبيَّنوا أنها ليست حركة ، أو فرقة ، إنما هي تجديد لما كان عليه السلف ، من اتباع الكتاب والسنَّة ، ونبذ الشرك بجميع مظاهره وأشكاله ، ويقفون عند هذا الحد فقط ، ولم يبيِّن أحد منهم - وخاصة المشهورين منهم - أن هناك فرقة تسمى بـ " الوهابية " ، وهي فرقة ضالة ، نشأت في الشمال الأفريقي ، مما جعل الأمور تلتبس ببعضها ، وهذا هو ما جعل بعض العلماء من خارج الجزيرة العربية ينكرون هذه الطائفة التي نشأت في الجزيرة ، اعتقاداً منهم أنها امتداد لتلك ، نظراً لهذا الاسم الذي ألصق بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، فياحبذا لو كُتِبَ عن تلك الفرقة الضالة ، وبُيِّنَ الفرق بينها وبين دعوة الشيخ محمد من حيث الأصول والمعتقد ، ولكتابة هذا السؤال سبب ، ولكن لا أريد الإطالة بذكره ، ولعل المقصود اتضح ، والهدف تبين . أسأل الله تعالى أن ينفع بكم الإسلام ، وينفعكم بالإسلام أحياءً وأمواتاً ، وأن يختم لي ولكم بخير خاتمة ، وأفضل عاقبة .



                        الجـــــــواب:

                        أولاً :
                        نشكر لك غيرتك على الحق ، وحبك لهداية الناس ، ونسأل الله أن يتولاك برعايته .
                        ونعلمك أن كثيراً من الباحثين قد تعرضوا لذِكر الفرق بين
                        " الوهابية الإباضية الخارجية " ، وبين دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية السنيَّة ، ومع أن تلبيس شياطين الإنس لم ينطلِ على الكثيرين بسبب البون الشاسع بين الطائفتين في نواحٍ عدة ، منها :
                        1. الشخصيتان ، فالإباضية : نسبة لعبد الوهاب بن رستم ، والثانية : للشيخ محمد بن عبد الوهاب – ولا تصح النسبة أصلاً لأن اسم الشيخ هو " محمَّد " - .


                        2. المنهجان ، فالإباضية فرقة مبتدعة ، لا تعظم نصوص الوحي ، ولا يفهمونها كما فهمها الصحابة والتابعون ، والثانية : على منهج على أهل السنَّة والجماعة في العمل بالقرآن والسنَّة الصحيحة .

                        3. الاعتقادان ، فالأولى : خارجية ، والثانية : سلفية .

                        4. والزمانان ، فالأولى في أواخر القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث ، والثانية : في أواخر القرن الثاني عشر ! .

                        ومع ذلك فلم يمتنع العلماء وطلاب العلم من توضيح الحق لمن لبِّس عليه من دعاة السوء ، وعلماء الضلالة .
                        قال الدكتور صالح بن عبد الله العبود – حفظه الله - :
                        الوهّابية : لقب فرقة انتشرت في الشمال الإفريقي ، في القرن الثاني الهجري ، على يد عبد الوهاب بن رستم ، تسمى " الوهابية " نسبة إلى عبد الوهاب هذا ، وتسمى أيضاً الرّستمية ، نسبة إلى أبيه رستم ، وهي فرقة متفرقة عن الفرقة الوهبية الخارجية ، من فرق الإباضية ، يطلق عليها الوهبية ، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي ،
                        ولّما كان أهل المغرب من أهل السنة والجماعة : صاروا يناوئون تلك الفرقة الوهّابية الرستمية ؛ لأنها تخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، بل كفّرهم كثير من علماء أهل المغرب القدامى ، الذين توفوا قبل أن يولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين ، فلما أظهر الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب على حين غربة معتقد أهل السنة والجماعة ،
                        قائماً بالدعوة الإصلاحية التصحيحية على ضوء الكتاب والسنَّة : لم يرق ذلك لأعداء التوحيد ، وعبّاد القبور ، وأصحاب المطامع والأغراض والأهواء ، فسحبوا هذه النسبة - الوهابية - على سبيل المغالطة الماكرة - إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية ، وإلى أنصارها ، وأطلقوها عليها ؛ لتنفير الناس عنها ، وصدهم عن سبيل الله تعالى ، وإيهامهم بأنّ دعوة التوحيد مبتدعة ، وأنها مذهب الخوارج .
                        والساسة العثمانيون نشروا هذا الإطلاق على دعوة الشيخ محمد إلى التوحيد ، وتلّقفه الناس بواسطة القبورييّن ، والصوفية ، والمبتدعة ، والجهلة ، والعامّة ، واتخذوه نبزاً مشعراً بالذم ، حين خافوا على دولتهم من هذه الدعوة إلى التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ، لا سيما بعد دخول الحرمين الشريفين فيها تحت ولاية أنصارها ، وساعد على ذلك توافق اسم عبد الوهاب والد الشيخ محمد مع هذا الإطلاق عند من لا يدري الحقيقة .
                        ينظر البحث القيم "
                        تصحيح خطأ تاريخيّ حول الوهابية " ،
                        للدكتور محمد بن سعد الشويعر ، ط 3 ، سنة 1419هـ ، الجامعة الإسلامية ، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية .
                        " المراد الشرعي بالجماعة وأثر تحقيقه في إثبات الهوية الإسلامية " ( ص 18 ) .
                        وقال الدكتور محمد بن سعد الشويعر – حفظه الله - :
                        الوهابية معروفة من القرن الثاني الهجري في المغرب بأنها فرقة خارجية إباضية ، تُنسب إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي، المتوفى عام ( 197هـ ) على رواية ، وعام ( 205 هـ ) على رواية أخرى ، بشمال أفريقيا .
                        وقد اكتوى أهل المغرب بهذه الفرقة ، وبنارها ، وأفتى علماء الأندلس والمالكية بالمغرب بكفرها ، فنقب المستشرقون ، وأهل الفكر في الدول الغربية ، التي تستعمر السواد الأعظم من ديار المسلمين ذلك الوقت ، ووجدوا بغيتهم في تلك الفرقة التي لها تاريخ أسْوَد مع علماء الأندلس والشمال الأفريقي ، فأرادوا من باب التنفير ، والإفساد بين المسلمين ، إلباس الثوب الجاهز ، بعيوبه ، لهذه الدعوة السلفية التصحيحية ، من باب التفريق بين المسلمين ، وإثارة الشحناء ، ويرون أنفسهم الفائزين في مكسب أحد الطرفين أو خسارته ، وقد أوضحت في كتابي : " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " شيئاً من ذلك ، وكان أصله مناظرة مع بعض علماء المغرب الأقصى .
                        " مجلة البحوث الإسلامية " ( 60 / 256 ) في مقال بعنوان : " سليمان بن عبد الوهاب الشيخ المفترى عليه " .
                        وقال :
                        دعوة الشيخ محمد – أي : ابن عبد الوهاب - تتنافر مع الوهابية الرستمية ، من حيث المعتقد ، والمحتوى ، والمكان ، والطريقة ، وأسلوب الاستشهاد بالدليل الشرعي ؛ لأن الرستمية خارجية إباضية تخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، كما هو معروف عنهم لدى علماء المالكية ، في شمال أفريقيا والأندلس ، قبل تغلب الإفرنج عليها وذهابها من الحكم الإسلامي الذي هيمن عليها ، قرابة ثمانية قرون ، بينما الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة ، ويدعم رأيه في كل أمر بالدليل الصحيح ، من الكتاب والسنة ، وما انتهجه السلف الصالح ، كما هو واضح النص ، والقياس ، في جميع كتبه ، ورسائله .
                        " مجلة البحوث الإسلامية " ( 60 / 264 ) .

                        ويمكنك الاطلاع على مقال " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " من هنا :
                        http://www.wahabih.com/3.htm
                        ثانياً :
                        وقد ذكرنا عقائد الإباضية في جواب

                        السؤال رقم : (11529) .
                        وبينا في جواب السؤال رقم : (
                        40147) عدم جواز الصلاة خلفهم .
                        وذكرنا في جواب السؤال رقم : (
                        66052) عدم قبول شهادتهم ،
                        ومنع تزويجهم من أهل السنَّة .
                        وانظر :
                        جواب السؤال رقم : (
                        10867) من هم الوهابيون ؟ وما هي دعوتهم ؟ .
                        وجواب السؤال رقم : (
                        12203) نصيحة الذين لا يعترفون بالعلماء السلفيين ويسمونهم الوهابيين .
                        وجواب السؤال رقم : (
                        12932) حقيقة الشيخين الجيلاني وابن عبد الوهاب .
                        وجواب السؤال رقم : (
                        9243) هل خرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الخلافة العثمانية وكان سبباً في سقوطها ؟ .
                        وجواب السؤال رقم : (
                        36616) محمد بن عبد الوهاب مُصْلِحٌ مفترى عليه .
                        والله أعلم




                        الإسلام سؤال وجواب
                        http://www.islam-qa.com/ar/ref/112822

                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

                          مجهود أكثر من ممتاز حبيبى فى الله أبو السائب جعله الله فى ميزان حسناتك
                          أسأل الله لى ولكم الثبات على دينه والبعد عن الطوائف الضاله وأن يجعلنا على هدى النبى عليه الصلاة والسلام حتى يأتينا اليقين اللهم آمين

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

                            المشاركة الأصلية بواسطة قائل الحق مشاهدة المشاركة
                            مجهود أكثر من ممتاز حبيبى فى الله أبو السائب جعله الله فى ميزان حسناتك


                            أسأل الله لى ولكم الثبات على دينه والبعد عن الطوائف الضاله وأن يجعلنا على هدى النبى عليه الصلاة والسلام حتى يأتينا اليقين اللهم آمين
                            اللهم امين
                            شاكر لك مرورك اخى الحبيب
                            ومتابعتك للموضوع
                            ثبتنا الله واياك

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة ::*:: من هم الأباضية ؟ ::*::

                              ثالثا : دراسة عن الخوارج
                              **************


                              الفصل الأول تمهيد وجود الخوارج في الماضي والحاضر

                              الخوارج فرقة كبيرة من الفرق الاعتقادية، وتمثل حركة ثورية عنيفة في تاريخ الإسلام السياسي.

                              شغلت الدولة الإسلامية فترة طويلة من الزمن، وقد بسطوا نفوذهم السياسي على بقاع واسعة من الدولة الإسلامية في المشرق وفي المغرب العربي، وفي عمان وحضرموت وزنجبار وما جاورها من المناطق الإفريقية وفي المغرب العربي،
                              ولا تزال لهم ثقافتهم المتمثلة في المذهب الإباضي المنتشر في تلك المناطق.

                              ولا يخفى كذلك أن بعض أفكار الخوارج - ولا سيما الأزارقة - المتعلقة بتكفير العصاة لا يزال لها أتباع يمثلون تنطع الخوارج وتشددهم في وقتنا الحاضر، مما يستدعي عرض ودراسة

                              هذه الفرقة، وما أنتجت من آراء وأفكار، وبيان ما جناه
                              أتباعها على الإسلام والمسلمين.

                              ومما يجدر ذكره بالنسبة لكتب الخوارج أنها تكاد أن تكون مفقودة تماماً إذا ما استثنينا الإباضية منهم، فلم تعرف

                              لهم مؤلفات موفورة كبقية الفرق، وأكثر ما نرجع في ذلك إلى ما كتبه العلماء من أهل السنة، مع ثقتنا بصحة ما نقلوه
                              عنهم لمعايشتهم لهم، وكذلك لاحتمال أنهم عثروا على كتب للخوارج لم تصل إلينا، على أن ما وصل من كتب الإباضية تدل على مصداق أولئك في نقلهم لمذهب الخوارج.






                              الفصل الثاني التعريف بالخوارج

                              في اللغة: الخوارج في اللغة جمع خارج، وخارجي اسم
                              مشتق من الخروج، وقد أطلق علماء اللغة كلمة الخوارج في آخر تعريفاتهم اللغوية في مادة ((خرج)) على هذه الطائفة
                              من الناس؛ معللين ذلك بخروجهم عن الدين أو على الإمام علي، أو لخروجهم على الناس.

                              في الاصطلاح: اختلف العلماء في التعريف الاصطلاحي للخوارج، وحاصل ذلك:
                              منهم من عرفهم تعريفاً سياسياً عاماً، اعتبر الخروج على
                              الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان.

                              قال الشهرستاني: ((كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج
                              في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان))

                              ومنهم من خصهم بالطائفة الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه.
                              قال الأشعري: ((والسبب الذي سُمّوا له خوارج؛ خروجهم على علي بن أبي طالب)) .

                              زاد ابن حزم بأن اسم الخارجي يلحق كل من أشبه الخارجين على الإمام عليّ أو شاركهم في آرائهم في أي زمن.
                              وهو يتفق مع تعريف الشهرستاني.

                              وعرفهم بعض علماء الإباضية بأنهم طوائف من الناس في زمن التابعين وتابع التابعين أولهم نافع بن الأزرق، ولم أر هذا التعريف عند أحد غير الإباضية.

                              وهذا التعريف لأبي إسحاق أطفيش يريد منه أن لا علاقة بين المحكمة الأولى
                              - الذين لا يعتبرهم خوارج لشرعية خروجهم كما يزعم-
                              وبين من بعدهم إلى قيام نافع سنة 64هـ، وهذا التعريف غير مقبول حتى عند بعض علماء الإباضية، ويبقى الراجح هو التعريف الثاني؛ لكثرة من مشى عليه من علماء الفرق
                              في تعريفهم بفرقة الخوارج، وقيام حركتهم ابتداء من خروجهم في النهروان، وهو ما يتفق أيضاً مع مفهوم الخوارج كطائفة ذات أفكار وآراء اعتقاديه أحدثت في التاريخ الإسلامي دوياً هائلاً.





                              الفصل الثالث أسماء الخوارج وسبب تلك التسميات

                              للخوارج أسماء كثيرة، بعضها يقبلونه وبعضها لا يقبلونه،
                              ومن تلك الأسماء:
                              الخوارج.
                              الحرورية.
                              الشراة.
                              المارقة.
                              المحكمة.
                              النواصب.

                              أما بالنسبة للاسم الأول: فهو أشهر أسمائهم، هم يقبلونه باعتبار وينفونه باعتبار آخر، يقبلونه على أساس أنه مأخوذ من قول الله عزّ وجلّ:
                              (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)
                              وهذه تسمية مدح.

                              وينفونه إذا أريد به أنهم خارجون عن الدين أو عن الجماعة أو عن علي رضي الله عنه؛ لأنهم يزعمون أن خروجهم على عليّ رضي الله عنه كان أمراً مشروعاً بل هو الخارج عليهم في نظرهم.

                              و الإباضيون بخصوصهم يسمونها فتناً داخلية بين الصحابة.

                              قال نور الدين السالمي الإباضي عن تسميتهم خوارج على سبيل المدح:
                              ((ثم لما كثر بذل نفوسهم في رضى ربهم وكانوا يخرجون للجهاد طوائف – سُمُّوا خوارج، وهو جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله)).

                              وقال أحد شعراء الخوارج.
                              كفى حزناً أن الخوارج أصبحوا وقد شتت نياتهم فتصدعوا

                              وأما بالنسبة للتسمية الثانية: فهي نسبة إلى المكان الذي
                              خرج فيه أسلافهم عن عليّ، وهو قرب الكوفة.
                              قال شاعرهم مقارناً بين جحف الثريد أي أكلة وبين جحف الحروري بالسيف أي ضربه به:
                              ولا يستوي الجحفان جحف وجحف حروري بأبيض صارم

                              ووردت هذه التسمية في قول عائشة رضي الله عنها:
                              ((أحرورية أنت))
                              قالته للمرأة التي استشكلت قضاء الحائض والصوم دون الصلاة.

                              وأما بالنسبة للتسمية الثالثة: فهي نسبة إلى الشراء الذي ذكره الله بقوله تعالى:
                              (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله) الآية

                              وهم يفتخرون بهذه التسمية ويسمون من عداهم بذوي الجعائل: أي يقاتلون من أجل الجُعْل الذي بذل لهم.
                              قال شاعرهم عيسى بن فاتك:
                              فلما استجمعوا حملوا عليهم فظل ذوو الجعائل يقتلونا

                              وأما التسمية الرابعة: فهي من خصوم الخوارج، لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم
                              من الذين كمروق السهم من الرمية.
                              قال ابن قيس الرقيات من أبيات له:
                              إذا نحن شتى صادفتنا عصابة حرورية أضحت من الدين مارقه




                              الفصل الرابع متى خرج الخوارج

                              القول الأول : أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

                              القول الثانى : أنهم نشأوا في عهد عثمان رضي الله عنه.

                              القول الثالث : أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حين خرج عليه
                              طلحة والزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.

                              القول الرابع : أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيشه كما هو الراجح.

                              القول الخامس : أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64هـ، كما تقدم في التعريف بهم.

                              وفيما يلي مناقشة تلك الأقوال وبيان الصحيح منها:

                              أما بالنسبة للقول الأول
                              فإن المقصود به ما وقع للرسول صلى الله عليه وسلم من قيام ذي الخويصرة - عبد الله ذي الخويصرة التميمي- في إحدى الغزوات في وجه الرسول معترضاً على قسمة الرسول صلى الله عليه وسلم للفيء، وأنه لم يعدل -حاشاه- في قسمتها.

                              وقد قال بهذا القول كثير من العلماء منهم: الشهرستاني وابن حزم وابن الجوزي، والآجري، إلا أنه ينبغي التفريق بين بدء نزعة الخروج على صورة ما،
                              وظهور الخوارج كفرقة لها آراء وتجمع قوي.

                              فذو الخويصرة لا يعتبر في الحقيقة زعيماً للخوارج، لأن فعلته حادثة فردية - تقع للحكام كثيراً- ولم يكن له حزب يتزعمه ولا كان مدفوعاً من أحد إلا طمعه وسوء أدبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فيمكن القول بأن نزعة الخروج قد بدأت بذرتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                              وأما بالنسبة للقول الثاني
                              فهو رأي لبعض العلماء أيضاً كابن كثير وابن أبي العز
                              ، ولكن يرد على هذا أن أولئك الثوار البغاة كان هدفهم قتل عثمان وأخذ المال، ولا ينطبق عليهم وصف فرقة ذات طابع عقائدي خاص، ولهذا اندمجوا مع المسلمين بعد تنفيذ جريمتهم ولم يشكلوا فرقة مستقلة – وإن كان فعلهم يعتبر خروجاً عن الطاعة وخروجاً على الإمام – إلا أنهم ليسوا هم الخوارج كفرقة عقائدية سياسية لما تقدم.

                              وأما بالنسبة للقول الثالث
                              وهو للورجلاني الإباضي، فأنه قول مردود؛ فإن طلحة والزبير رضي الله عنهما لا يصح وصفهما بالخوارج
                              ولا ينطبق عليهما وصف الخوارج كفرقة، وكان معهما أيضاً أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد شهد الله لها بالإيمان، وطلحة الزبير رضي الله عنهما من العشرة المبشرين بالجنة.

                              وأما بالنسبة للقول بأن نشأتهم تبدأ من قيام نافع بن الأزرق
                              فإنه لم يقل به غير من ذكرنا من علماء الإباضية
                              لنفيهم وجود صلة ما بين المحكمة ومن ثار على طريقتهم وبين الأزارقة بعدهم، وهو قول غير مقبول لوجود تسلسل الأحداث وارتباطها من المحكمة إلى ظهور نافع بن الأزرق.

                              والحاصل أن الخوارج بالمعنى الصحيح اسم يطلق على تلك الطائفة ذات الاتجاه السياسي والآراء الخاصة، والتي خرجت عن جيش الإمام علي رضي الله عنه والتحموا معه في معركة النهروان الشهيرة.

                              ومما نذكره هنا محاورات بين عليّ رضي الله عنه والخوارج، تصور لنا مدى التعنت الذي اتصف به الخوارج.





                              الفصل الخامس محاورات الإمام علي للخوارج في النهروان

                              وقعت بين الإمام علي وبين الخوارج - قبل نشوب المعركة - عدة محاورات، وحينما طلب منهم علي رضي الله عنه بيان أسباب خروجهم عنه أجابوه بعدة أشياء منها:

                              لماذا لم يبح لهم في معركة الجمل أخذ النساء والذرية
                              كما أباح لهم أخذ المال؟

                              لماذا محى لفظة أمير المؤمنين وأطاع معاوية في ذلك عندما كتب كتاب الهدنة في صفين، وأصر معه على عدم كتابة
                              ((علي أمير المؤمنين))؟

                              قوله للحكمين : إن كنت أهلاً للخلافة فأثبتاني .
                              بأن هذا شك في أحقيته للخلافة.

                              لماذا رضي بالتحكيم في حق كان له.

                              هذه أهم الأمور التي نقموا عليه من أجلها كما يزعمون، وقد أجابهم عن كل تلك الشبه ودحضها جميعاً حيث أجابهم عن الشبهة الأولى والتي تدل على جهلهم بما يلي:

                              أباح لهم المال بدل المال الذي أخذه طلحة والزبير من بيت مال البصرة، ثم هو مال قليل.

                              النساء والذرية لم يشتركوا في القتال وهم أيضاً مسلمون بحكم دار الإسلام ولم تكن منهم ردة تبيح استرقاقهم.

                              قال لهم: لو أبحت لكم استرقاق النساء والذرية فأيكم يأخذ عائشة سهمه فخجل القوم من هذا ورجع معه كثير منهم
                              كما قيل.

                              وأجابهم على الشبهة الثانية:

                              1- بأنه فعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذكر -إن صحت الرواية- أنه قال:
                              أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لي منهم يوماً مثل ذلك.

                              والله أعلم بصحة هذه الرواية التي يتناقلها المؤرخون، ذلك أن معاوية رضي الله عنه ما كان يطالب بالخلافة حتى يحق له أن يطلب محو كلمة ((أمير المؤمنين)).
                              ومعاوية كذلك كان يعرف أسبقية عليّ وفضله، وإنما النزاع حول أمر آخر غير الخلافة، اللهم إلا أن يكون هذا الفعل من صنيع المفاوضين دون علم معاوية بذلك.

                              وأجابهم عن الشبهة الثالثة على افتراض صحة الرواية عنه: بأنه أراد النصفة لمعاوية
                              ولو قال: احكما لي؛ لم يكن تحكيماً، ثم استدل بقصة وفد نصارى نجران ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى المباهلة لإنصافهم.

                              وأجابهم عن الشبهة الرابعة: بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة في حق كان له.

                              ثم نشبت المعركة مع من بقي منهم على عناده وهزم الخوارج شر هزيمة، وتذكر بعض كتب الفرق أنه لم يَنْجُ من الخوارج إلى تسعة، ولم يُقتل من جيش عليّ إلا تسعة
                              ، وصار هؤلاء التسعة من الخوارج هم نواة الخوارج في البلدان التي ذهبوا إليها، وفي هذا نظر ، وقتل زعيم الخوارج في هذه المعركة وهو عبد الله بن وهب الراسبي سنة 37،و 38هـ.




                              الفصل السادس أسباب خروج الخوارج

                              1- النزاع حول الخلافة:

                              وربما يكون هذا هو أقوى الأسباب في خروجهم، فالخوارج لهم نظرة خاصة في الإمام معقدة وشديدة، والحكام القائمون
                              في نظرهم لا يستحقون الخلافة، لعدم توفر شروط الخوارج القاسية فيهم، أضف إلى هذا عدم الاستقرار السياسي الذي شجعهم على الخروج، وإلى الحسد الذي كان كامناً في نفوسهم ضد قريش.
                              إضافة إلى أنهم فسروا الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما بأنه نزاع حول الخلافة. ومن هنا استسهلوا الخروج على عليّ ومعاوية من بعده.

                              2- قضية التحكيم:

                              فقد أجبروا الإمام عليّ على قبول التحكيم، وحينما تم ذلك طلبوا منه أن يرجع عنه بل ويعلن إسلامه، فرد عليهم رداً عنيفاً.
                              وهناك من يقلل من شأن هذه القضية كعامل في ظهور الخوارج، ولا شك أن هذا خطأ، فقد كان التحكيم من الأسباب القوية في ظهورهم.

                              وقد رد بعض العلماء وشنع على من يقول من المؤرخين
                              وكتاب الفرق، بأن كان في قضية التحكيم خداع ومكر، كالقاضي ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم؛ حيث فصّل القول في هذا الأمر.

                              3- جور الحكام وظهور المنكرات:

                              هكذا كان الخوارج يرددون في خطبهم ومقالاتهم، أن الحكام ظلمة والمنكرات فاشية، والواقع أنهم حينما فعلوا خرجوا أضعاف ما كان موجودا من المظالم والمنكرات، حينما رأوا أن قتال المخالفين لهم قربة إلى الله تعالى، وأن الأئمة ابتداءً
                              بالإمام علي -مع عدله وفضله- ثم بحكام الأمويين والعباسيين كلهم ظلمة في نظرهم دون تحرٍّ أو تحقيق، مع أن إقامة العدل والنهي عن المنكرات يتم بغير تلك الطريقة التي ساروا عليها في استحلال دماء مخالفيهم حكاماً ومحكومين.

                              4- العصبية القبلية:

                              التي ماتت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن أبي بكر عمر رضوان الله عليهما.
                              ثم قامت في عهد عثمان وما بعده قوية شرسة، وكانت قبل الإسلام بين ربيعة - وأكثر الخوارج منهم - وبين مضر قوية، وقد قال المأمون في إجابته لرجل من أهل الشام طلب منه الرفق بالخوارج:
                              ((وأما ربيعة فساخطة على الله منذ بعث نبيه من مضر، ولم يخرج اثنان إلا خرج أحدهما شارياً)).

                              وهناك أسباب أخرى عوامل اقتصادية؛ كقصة ذي الخويصرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وثورتهم الممقوتة على عثمان رضي الله عنه؛ حيث نهبوا بيت المال بعد قتله مباشرة، ونقمتهم على عليّ في معركة الجمل، ومنها كذلك الحماس الديني الذي مدحهم به بعض المستشرقون كجولد زيهر
                              حينما ذكر أن تمسك الخوارج الشديد بالقرآن أدى بهم إلى الخروج على المجتمع، والمغالطة في قوله هذا واضحة، فإن التمسك بالقرآن لا يؤدي إلى سفك الدماء بغير حق





                              الفصل السابع حركات الخوارج الثورية وفرقهم وعددهم

                              أ- أشرنا فيما مضى إلى أن الخوارج قد كونوا لهم دولة
                              وصار لهم نفوذ
                              وإذا تتبعنا حركاتهم الثورية فإننا نجدها متصلة عنيفة، ابتداءً من خروج المحكِّمة على الإمام عليّ
                              ومن خرج بعدهم على الإمام عليّ في شكل جماعات حربية تثور هنا وهناك عليه وعلى الحكام الأمويين من بعده حرب
                              عصابات، إلى أن جاء نافع بن الأزرق سنة 64هـ ، وبدأ الخوارج يظهرون كفرق كبيرة امتدت إلى عصر الدولة العباسية، لا يقر للخوارج قرار أو يستكينون إلا ريثما يتم عددهم وعدتهم يمثلون المعارضة بالتعبير الحديث، وتلك الحركات مدونة في كتب التاريخ والفرق مما لا نرى التطويل بذكره؛ لأنها أحداث تاريخية.


                              ب- فرق الخوارج:

                              أما فرقهم فإن من رحمة الله بالناس أن الخوارج تفرقوا فيما بينهم، ولو اتحدوا لكانوا كارثة على المسلمين
                              المخالفين لهم، ويذكر العلماء أن الخوارج كانوا يختلفون ويتفرقون لأتفه الأسباب، وحينما جاء نافع بن الأزرق ببعض التفاصيل في المذهب كحكم التقية والقعدة وأطفال المخالفين لهم فزاد الطين بلة والنار اشتعالاً فتفرقوا فرقاً كثيرة قد لا يكون ضرورياً عدها هنا فإن بعض تلك الفرق انتهى في وقته، وبعضها اندمج مع الفرق الأخرى، وبعضها رجع عن مقالاته كما فصلته كتب الفرق.

                              ج- عدد فرق الخوارج:

                              وأما عددهم فإنه يجد الباحث عن عدد فرق الخوارج الأصلية والفرعية أنه أمام أعداد مختلفة؛ وذلك لأن كتب الفرق
                              الإسلامية لم تتفق على تقسيم فرقهم الرئسية أو الفرعية على عدد معين، فنجد الأشعري مثلاً يعد فرق الخوارج أربع فرق، وغيره يعدها خمساً، وبعضهم يعدها ثمانياً، وبعضهم سبعاً، وآخرون خمساً وعشرين، وقد تصل إلى أكثر من ثلاثين فرقة، والواقع أنه يصعب معرفة عدد فرق الخوارج، والسبب في ذلك يعود إلى:
                              أن الخوارج فرقة حربية متقلبة، فلم يتمكن العلماء من حصرهم حصراً دقيقاً.

                              أن الخوارج كانوا يتفرقون باستمرار لأقل الأسباب، كما أنهم يختلفون أيضاً لأقلها.

                              أن الخوارج أخفوا كتبهم إما خوفاً عليها من الناس أو ضناً
                              بها عنهم، مما يجعل دراستهم من خلال كتبهم في غاية الصعوبة.

                              وندرة كتبهم في عصرنا الحاضر دليل على ذلك، إلا ما وجد للإباضية على قلته إلى غير ذلك من الأسباب، إلا أنه من المعلوم تماماً أن أشهر فرق الخوارج فرقة الإباضية
                              كما يذكر كتاب الفرق المتقدمون منهم و المتأخرون، رغم أن علماء الإباضية - خصوصاً علي يحيى معمر- ينفي نفياً قاطعاً أن تكون الإباضية فرقة من فرق الخوارج، وقد ذكرنا فيما سبق السر في ذلك.






                              الفصل الثامن دراسة أهم فرق الخوارج، وهم الإباضية


                              وتشمل دراسة هذه الطائفة ما يلي:

                              1- تمهيد:

                              ولا بد من وقفة يسيرة عند هذه الفرقة من الخوارج، نذكر عنهم على سبيل الإيجاز بعض ما قيل عنهم، سواء ما جاء
                              عن المخالفين أو الموافقين لهم، أو ما ذكروه في كتبهم، ولكون هذه الطائفة لا يزال لها أتباع وأنصار في أماكن كثيرة من العالم، ولكونهم كانت لهم صولة وقوة، ولكثرة ما جاء من أخبارهم السياسية والعقدية والاجتماعية-فإنها تحتاج إلى دراسة خاصة قد تأخذ حجماً كبيراً لمن أراد أن يتتبع أخبارهم ويقف على مبادئهم.
                              ولذا فإننا نحيل القارئ إذا أراد تفاصيل أخبار هذه الطائفة بأن يرجع إلى الكتب التي اهتمت بذكر تواريخهم وبيان عقائدهم، سواء ما كان منها قديماً أو جديداً؛ حيث ظهرت بعض كتب الإباضية على ندرتها وشدة تحفظهم عليها منذ القدم، إضافة إلى توجه بعض العلماء للكتابة عنهم في عصرنا الحاضر.

                              وأما أماكنهم فقد ذكر بكير بن سعيد أعوشت -أحد علمائهم- أنهم يوجدون حالياً في الجزائر وتونس وليبيا وعمان وزنجبار.

                              2- زعيم الإباضية:

                              أما بالنسبة لزعيم الإباضية فإنهم ينتسبون في مذهبهم- حسبما تذكر مصادرهم- إلى جابر بن زيد الأزدي الذي يقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم، وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه.

                              وقد نُسبوا إلى عبد الله بن إباض لشهرة مواقفه مع الحكام واسمه عبد الله بن يحيى بن إباض المري من بني مرة بن عبيد، وينسب إلى بني تميم، وهو تابعي، عاصر معاوية وابن الزبير وكانت له آراء واجه بها الحكام.

                              وهذا هو اسمه المشهور عند الجمهور، إلا أن بعض العلماء التبست عليه شخصية ابن إباض بشخصية أخرى يسمى
                              ((طالب الحق)).

                              فالملطي سماه في بعض المواضع من كتابه التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع إباض بن عمرو، وهذا خطأ منه مع أنه ذكره في مواضع أخرى بتسميته الصحيحة (عبد الله بن إباض)، وصاحب إبانة المناهج سماه يحيى بن عبد الله الإباضي،
                              و هذا خطأ منه، حيث التبس عليه تسميته ابن إباض برجل آخر من زعماء الإباضية اسمه يحيى بن عبد الله طالب الحق المتقدم ثار باليمن وجمع حوله من الأتباع والانصار
                              ما شجعه على الخروج في وجه حكام بني أمية سنة 128هـ، أصله من حضرموت، تأثر بدعوة أبي حمزة الشاري فخرج
                              على مروان بن محمد وأخذ حضرموت وصنعاء، فسير إليه مروان بن محمد قائده عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فدارت معركة أسفرت عن قتل طالب الحق سنة 130هـ.

                              وقد ذهب بعض العلماء من الإباضية إلى تحديد الوقت الذي استعملت فيه تسمية الإباضية، وأن ذلك كان في القرن الثالث الهجري، وقبلها كانوا يسمون أنفسهم
                              ((جماعة المسلمين)) ، أو ((أهل الدعوة))، أو
                              ((أهل الاستقامة))
                              كما يذكر ابن خلفون من علمائهم، وهذا القول لا يتفق مع نشأة الإباضية بزعامة جابر بن زيد أو عبد الله بن إباض.

                              وقد ذهب ابن حزم إلى القول بأن الإباضية لا يعرفون ابن إباض، وأنه شخص مجهول، وهذا خطأ منه، فإن ابن إباض شخص يعرفه الإباضيون، ولهذا رد عليه علي يحيى معمر الإباضي وذكر أن الإباضية يعرفون ابن إباض معرفة تامة
                              ولا يتبرءون منه وأن ابن حزم تناقض حين ذكر أن الإباضية يتبرءون منه؛ إذ كيف يتبرءون من شخص مجهول لا يعرفونه.

                              ثم نتساءل كذلك من أين لهم تسميتهم
                              ((إباضية))
                              إذا لم يكن ابن إباض من أوائلهم.

                              وقد ذهب الشهرستاني إلى أن ابن إباض خرج في أيام مروان بن محمد وقتل في ذلك الوقت، وهذا غير صحيح،
                              لأن ابن إباض توفي في خلافة عبد الملك بن مروان.

                              3-هل الإباضية من الخوارج؟

                              اتفقت كلمة علماء الفرق -الأشعري فمن بعده- على عد الإباضية فرقة من فرق الخوارج، وليس المخالفون للإباضية
                              فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج، وإنما بعض علماء الإباضية المتقدمون أيضاً؛ إذ لا يوجد في كلامهم ما يدل على كراهيتهم لعد الإباضية فرقة من الخوارج.

                              ولكن بالرجوع إلى ما كتبه بعض العلماء الإباضية مثل أبي اسحاق أطفيش، وعلي يحيى معمر نجد أنهم يتبرءون من تسمية الإباضية بالخوارج براءة الذئب من دم يوسف.

                              ولقد خاض علي يحيى معمر في كتبه الإباضية بين الفرق الإسلامية، و الإباضية في موكب التاريخ، وغيرها خاض غمار هذه القضية وتفانى في رد كل قول يجعل الإباضية من
                              الخوارج وهاجم جميع علماء الفرق المتقدمين منهم والمتأخرين على حد سواء، واعتبر عدهم للإباضية من الخوارج ظلماً
                              وخطأ تاريخياً كبيراً، لأن تاريخ الخوارج عنده يبدأ من سنة 64هـ بقيام نافع بن الأزرق فمن بعده، وسمى ما قام به المحكِّمة الأولى فتناً داخلية.
                              ونفى وجود أي صلة ما بين المحكِّمة الأولى والخوارج بقيادة نافع بن الأزرق، ونجدة بن عامر، وغيرهما من الخوارج كما تقدم.

                              ولا شك أن هذا القول فيه مغالطة خاطئة، ذلك أن الأحداث متسلسلة ومرتبطة من المحكِّمة إلى ظهور نافع بن الأزرق، بحيث يظهر أن الأولين هم سلف الخوارج.

                              والحقيقة أن ظهور نافع بن الأزرق كان على طريقة
                              من سبقه في الخروج إلا أنه ساعدته الظروف بحيث تغير وضع الخوارج من جماعات صغيرة تثور هنا وهناك إلى جماعات كبيرة هزت الدولة الأموية هزاً عنيفاً في فترات متقطعة.

                              وزعم علي بن يحيى معمر أن لفظة الخوارج كاصطلاح على جماعة، لم يكن معروفاً بين الصحابة، وهذا غير صحيح، لأن لفظة الخوارج وردت في الأحاديث وفي كلام الصحابة كثيراً كعلي وعائشة وابن عباس وغيرهم من الصحابة.

                              وتعجب جداً حينما تر تعليل أطفيش وتبعه علي يحيى معمر لمعركة النهروان بين علي والمحكِّمة الأولى.

                              فهو لا يرى أن السبب فيها خروج أولئك عن الطاعة وسفكهم الدماء وإرهاب المسلمين، بل إن السبب في حرب عليّ لهم
                              كما يرى هو أن القيادة أو الخلافة أسندت إلى أزدي-ابن وهب- لا إلى قرشي، فحاربهم علي عصبية لقريش.

                              فهل عليّ كان واثقاً من بقاء الخلافة لنفسه وهو في حالة حرب مع معاوية حتى يحارب لبقاء الخلافة في قريش.

                              ثم لو كان الأمر عصبية لقريش فلماذا لم يترك حرب معاوية ويسلمه الخلافة وهو قرشي!
                              هذا أمر واضح لولا أن التعصب الذي يحمله بعض علماء الإباضية على عليّ رضي الله عنه هو الذي أدى بهم إلى هذا الخلط في الفهم وتغيير وقلب الحقائق.

                              ونذكر فيما يلي بعض النصوص من كلام علماء الإباضية حول الخوارج:

                              قال مؤلف كتاب الأديان وهو إباضي:
                              ((الباب الخامس والأربعين في ذكر فرق الخوارج، وهم الذين خرجوا على عليّ بن أبي طالب لما حكَّم، ثم أخذ يذكر
                              الخوارج بهذا الاسم في أكثر من موضع من هذا الكتاب على سبيل المدح قائلا:
                              هم أول من أنكر المنكر على من عمل به، وأول من أبصر
                              الفتنة و عابها على أهلها، لا يخافون في الله لومة لائم،
                              قاتلوا أهل الفتنة حتى مضوا على الهدى))
                              إلى أن يقول:
                              ((وتتابعت الخوارج وافترقت إلى ستة عشر فرقة بفرقة أهل الاستقامة يعني الإباضية)).

                              ويقول نور الدين السالمي عن الخوارج:
                              ((لما كثر بذل نفوسهم في رضى ربهم وكانوا يخرجون للجهاد طوائف سُموا خوارج، وهو جمع خارجة
                              وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله.
                              وكان اسم الخوارج في الزمان الأول مدحاً لأنه جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج للغزو في سبيل الله))

                              ويقول صاحب كتاب وفاء الضمانة الإباضي:
                              ((وكان الصفرية -إحدى فرق الخوارج- مع أهل الحق منا في النهروان)) .

                              ولا أدري معنى لهذا الحرص من بعض الإباضية على عدم دخولهم في دائرة الخوارج.
                              فإذا كانت الإباضية -كما هو معروف- تتولى المحكِّمة ويعتبرونهم سلفاً صالحاً لهم وينفون عنهم اسم الخارجية
                              فلماذا تذكر بعض كتبهم لفظة المحكمة وتفسرها بين قوسين ((بالخوارج)) كما فعل السالمي في كتابه عمان تاريخ يتكلم!
                              والأغرب من هذا أنه يسمي الخوارج في العصر العباسي بالمحكِّمة كما نرى في نص كلامه حين يقول موازناً بين قوة الخوارج في الدولتين الأموية والعباسية يقول:
                              ((ولم تكن قوة المحكِّمة أو ((الخوارج)) في العصر العباسي كما كانت في العهد الأموي)).

                              ثم يمضي المؤلف المذكور ذاكراً شواهد من مناوءة المحكِّمة أو الخوارج للعباسيين، ويمثل للخوارج بأئمة الإباضية المعتبرين عندهم مما يدل على أن لا فرق بين الخوارج و الإباضية في التسمية والمبادئ.

                              ومن هنا يتبين لنا أن تسميتهم باسم الخوارج قديمة وجدت قبل ظهور الأزارقة، سواء كان ذلك من التنبأ بظهورهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أو في ترديد
                              هذا الاسم على لسان عليّ رضي الله عنه، أو على ألسنة غيره من الناس وعلى ألسنة بعض علماء الإباضية أيضاً، وعلى هذا فلا يخطئ من ألحق تسمية الإباضية بالخوارج،
                              ويبقى ما امتاز به الإباضية من تسامح، أو تسامح أغلبيتهم تجاه مخالفيهم قائماً وثابتاً لهم ورغم ما يظهر أحياناً في بعض كتب الإباضية من الشدة والقسوة تجاه المخالفين
                              لهم والحكم عليهم بالهلاك والخسران، كما يقرره الوارجلاني منهم في كتابه الدليل لأهل العقول.

                              4-فرق الإباضية:

                              انقسمت الإباضية إلى فرق، منها ما يعترف به سائر الإباضية، ومنها ما ينكرونها ويشنعون على من ينسبها إليهم، ومن تلك الفرق:

                              1-الحفصية: أتباع حفص بن أبي المقدام.

                              2-اليزيدية: أتباع يزيد بن أنيسة.

                              3-الحارثية: أتباع حارث بن يزيد الإباضي.

                              4-أصحاب طاعة لا يراد بها الله.

                              ولهذه الفرق من الأقوال والاعتقادات ما لا يشك مسلم في كفرهم وخروجهم عن الشريعة الإسلامية.

                              ورغم أن علماء الفرق قد أثبتوا نسبتها إلى الإباضية إلا أن عليّ معمر-في كتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية- أخذ يصول ويجول وينفي وجود هذه الطوائف عند الإباضية أشد النفي، ويزعم أن علماء الفرق نسبوها إلى الإباضية ظلماً وخطأ
                              وهذا الرد منه لا يسلم له على إطلاقه، لأن انحراف هذه الفرق في آرائهم لا يقوم دليل قاطع على عدم انتسابهم إلى الإباضية؛ إذ يجوز أن يكون هؤلاء الزعماء كانوا في صفوف الإباضية ثم انفصلوا عنهم بآرائهم الشاذة، وتظل نسبتهم إلى الإباضية ثابتة في الأصل، كما أنه لا يمنع أن يخرج بعض أفراد المذهب عن عامة أهل المذهب وتبقى نسبتهم إليهم لو مجرد التسمية –ثابتة- وإضافة إلى تلك الفرق السابقة فإنه يوجد ست فرق أخرى للإباضية في المغرب هي:

                              1-فرقة النكار: زعيمهم رجل يسمى أبا قدامة يزيد بن فندين الذي ثار في وجه إمام الإباضية بالمغرب عبد الوهاب بن رستم. وسميت هذه الفرقة بالنكارية لإنكارهم إمامة ابن رستم.

                              وقد سميت الفرقة الموافقة لعبد الوهاب بن رستم
                              ((بالوهابية أو الوهبية)).

                              2-النفاثية: نسبة إلى رجل يسمى فرج النفوسي المعروف بالنفاث، ونفوسة قرية تقع في ليبيا.

                              3-الخلفية: نسبة إلى خلف بن السمح بن أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الذي كانت له مناوشات مع الدولة الرستمية.

                              4-الحسينية: وزعيمهم رجل يسمى أبا زياد أحمد بن الحسين الطرابلسي.

                              5-السكاكية: نسبة إلى زعيمهم عبد الله السكاك اللواتي من سكان قنطرار، تميز بأقوال تخرجه عن الإسلام، وقد تبرأت من الإباضية.

                              6-الفرثية: زعيمهم أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح.

                              ونفس الموقف السابق لعليّ يحيى بن معمر من الفرق السابقة وقفه أيضاً ضد هذه الفرق وأنكر أن تكون من الإباضية وشكك في وجود بعض هذه الفرق، فضلاً عن نسبتها إلى الإباضية
                              إلا أن كثيراً من العلماء يذكرون أن هذه الفرق هي ضمن الإباضية بالمغرب.

                              5-دولة الإباضية:

                              قامت للإباضية دولتان: إحداهما في المغرب والأخرى في المشرق –عمان- تمتع المذهب الإباضي فيهما بالنفوذ والقوة.

                              وساعد انتشار المذهب الإباضي في عمان بُعْدُها عن مقر الخلافة، ثم مسالكها الوعرة.

                              ويرجع دخول المذهب الإباضي عمان إلى فرار بعض الخوارج بعد معركة النهروان إلى هذا البلد؛ كما يرى بعض العلماء.

                              ولكن السالمي من علماء الإباضية يرى أن دخول المذهب إلى عمان يرجع إلى قدوم عبد الله بن إباض.

                              وعلى أي حال فقد قوي المذهب وأراد أهل عمان الاستقلال
                              عن الخلافة العباسية عهد السفاح والمنصور، وانتخبوا لهم خليفة هو الجلندي بن مسعود ابن جيفر الأزدي،
                              إلا أن جيوش الخلافة العباسية قضت على حلم أهل عمان وظلت جزءاً من الدولة العباسية إلى سنة 177هـ،
                              حيث بدأت نزعة الاستقلال وولوا عليهم سنة 179هـ إماماً منهم، واستمر ولاتهم في الحكم في عمان ابتداءً بأول خليفة وهو محمد بن أبي عفان الأزدي، ثم الوارث بن كعب الخروصي، ثم غسان بن عبد الله، ثم عبد الملك بن حميد، ثم المهنا بن جيفر اليحمدي، ثم الصلت بن مالك الخروصي، ثم راشد بن النظر اليحمدي الخروصي، ثم عزام بن تميم الخروصي، ثم سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب، ثم راشد بن الوليد، ثم الخليل بن شاذان، ثم محمد علي، ثم راشد بن سعيد، ثم عامر بن راشد بن الوليد.

                              وبعده محمد بن غسان بن عبد الله الخروصي، والخليل بن عبد الله ومحمد بن أبي غسان وموسى بن أبي المعالي وخنبش بن محمد والحواري بن مالك، وأبو الحسن بن خميس
                              وعمر بن الخطاب ومحمد بن محمد بن إسماعيل الماضري وبركات بن محمد بن إسماعيل.
                              ثم جاءت أئمة اليعارية الذين قوي نفوذهم جداً واستمروا إلى أن حدثت الانشقاقات والتفرق بينهم، فتدخلت الدول الاستعمارية وقضت على الإمامة.

                              أما بالنسبة لدولة الإباضية في المغرب فإن قيام هذه الدولة كان نتيجة لانتشار المذهب الإباضي هناك بين قبائل البربر.

                              ولقد كانت البصرة هي إحدى القواعد الأساسية
                              لدعاة المذهب الإباضي، حيث يتخرج منها دعاة هذا المذهب وينتشرون في أماكن كثيرة، وتعتبر المرجع
                              لجميع الإباضية في كل مكان، إذ يأتون إليها ويتزودون منها علماً وخططاً لنشر مذهبهم وإقامة حكمهم، في ذلك الوقت
                              وفد إليها رجال هذا المذهب ثم خرجوا إلى المغرب وأسسوا دولتهم إلى جانب دولة الصفرية الخارجية.

                              وطريقة قيام المذهب الإباضي تمت بوضع خطة للقبض على زمام السلطة شيئاً فشيئاً، وكان أول زعيم لهم
                              هو أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري، فاستولوا على طرابلس ثم عيَّن عبد الرحمن الرستمي قاضياً عليها وواصل أبو الخطاب انتصاراته، ولكن جيش الخلافة العباسية دحرهم في معركة قتل فيها أبو الخطاب وتفرقت الإباضية.

                              ثم قام عبد الرحمن الرستمي الذي يعتبر مؤسس الدولة الرستمية الإباضية في المغرب بمحاولات الاستقلال، وتمت له السيطرة على أماكن كثيرة وسلموا عليه بالخلافة سنة 160هـ وهو فارسي الأصل.

                              وقد توفي سنة 171هـ فاختاروا ابنه عبد الوهاب الذي واصل تنمية المذهب واجتمعت عليه الكلمة إلى أن مات،
                              فخلفه ابنه أفلح بن عبد الوهاب وسار على طريقة والده وأحبه الناس، وبعد وفاته تولى ابنه أبو اليقظان محمد ابن أفلح،
                              فأحب الناس سيرته إلى أن توفي فخلفه ابنه أبو حاتم يوسف بن محمد بن أفلح إلا أن العلاقة ساءت بينه وبين عمه يعقوب بن أفلح ودارت بينهم معارك هائلة، ومن هنا بدأت الدولة الرستمية في الأفول وداهمتهم الشيعة بقيادة أبي عبيد الله الشيعي وانتهت أسرتهم في سنة 296هـ فرثاهم علماء الإباضية كثيراً.

                              6- موقف الإباضية من المخالفين لهم:

                              أ-موقفهم من سائر المخالفين:

                              تتسم معاملة الإباضية لمخالفيهم باللين والمسامحة
                              وجوزوا تزويج المسلمات من مخالفيهم.

                              وهذا ما يذكره علماء الفرق عنهم، إضافة إلى أن العلماء يذكرون عنهم كذلك أن الإباضية تعتبر
                              المخالفين لهم من أهل القبلة كفار نعمة غير كاملي الإيمان ولا يحكمون بخروجهم من الملة، إلا أن هذا المدح ليس بالاتفاق بين العلماء؛ فهناك من يذكر عن الإباضية أنهم يرون أن مخالفيهم محاربون لله ولرسوله وأنهم يعاملون المخالفين لهم أسوأ المعاملة.

                              والحقيقة أن القارئ لكتب علماء الفرق يجد أنهم متعارضون في النقل عنهم إلا أن يقال: إن طائفة من الإباضية معتدلون وآخرون متشددون. ولهذا وجد علي يحيى معمر ثغرة في كلام علماء الفرق ليصفهم بالتناقض والاضطراب في النقل إلى آخر ما أورد من انتقادات لا تسلم له على إطلاقها.

                              وذلك أنك تجد في بعض كلام علماء الإباضية أنفسهم الشدة في الحكم على المخالفين لهم ووصفوهم بأنهم الكفار وأنهم من أهل النار ما لم يدينوا بالمذهب الإباضي، وتجد آخرين يتسامحون في معاملة المخالفين لهم ويبدو عليهم اللين تجاههم.

                              وتجد التعصب في حكمهم على مخالفين ظاهراً قوياً من قراءتك لكتاب مقدمة التوحيد لابن جميع، وكتاب الحجة في بيان المحجة في التوحيد بلا تقليد للعيزابي، ورسالة في فرق الإباضية بالمغرب للمارغيني، وكتاب الدليل لأهل العقول للورجلاني، وكذا العقود الفضية، وكشف الغمة الجامع لأخبار الأمة- فإن القارئ لهذه الكتب يجد التشدد تجاه المخالفين قائماً على أشده كما تشهد بذلك مصادرهم المذكورة.

                              ومع هذا فإن العلماء و المتقدمين وكثيراً من المتأخرين يذكرون عبارات كثيرة تصف الإباضية بالتسامح واللين تجاه المخالفين ممن يدعون الإسلام إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي وحرابة، ومع ذلك نفى عليّ يحيى معمر أن يكون من مذهب الإباضية أنهم يرون أن معسكر السلطان معسكر بغي وحرابة، ولكنه-وهو يقسم حكام المسلمين في كتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية- جعل هذا الوصف ينطبق على الحاكم الذي يخرج عن العدل ولا يطبق أحكام الإسلام كاملة.

                              ومن خلال الأمثلة الآتية من كلام العلماء حول موقف الإباضية من المخالفين لهم تجد مصداق ما قدمنا إجماله فيما يلي:

                              1- اللين والتسامح مع المخالفين:

                              أ-ما قاله عنهم كتَّاب الفرق.

                              ب-ما قالوه هم في كتبهم.

                              أما ما قاله علماء الفرق عنهم:

                              فمثلاً نجد أن الأشعري يقول: ((وأما السيف فإن الخوارج جميعاً تقول به وتراه، إلا أن الإباضية لا ترى اعتراض الناس بالسيف)) .

                              وقال أيضاً: ((وجمهور الإباضية يتولى المحكِّمة كلها إلا من خرج، ويزعمون أن مخالفيهم من أهل الصلاة كفار ليسوا بمشركين)) .

                              ثم قال عنهم كذلك: ((وزعموا أن الدار أي دار مخالفيهم- دار توحيد إلا معسكر السلطان فإنه دار كفر يعني عندهم)) .

                              إلى أن قال: ((وفي المعركة لا يقتلون النساء ولا الأطفال على عكس ما يفعله الأزارقة)) .

                              أما البغدادي و الشهرستاني فيذكران عن الإباضية أنهم يرون أن مخالفيهم براء من الشرك والإيمان، وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار.

                              وأما ما قالوه هم عن أنفسهم:

                              فنجد صاحب كتاب الأديان الإباضي وهو يعدد آراء الأخنس –زعيم فرقة الأخنسية –يقول: (وجوَّز تزويج نساء أهل الكبائر من قومهم على أصول أهل الاستقامة)) .

                              ونجده كذلك يؤكد على أنه لا يجوز من أهل القبلة إلا دماءهم في حالة قيام الحرب بينهم وبين الإباضية.

                              ويأتي أبو زكريا الجناوني فيؤكد أنه يجوز معاملة المخالفين معاملة حسنة، غير أنه ينبغي أن يدعو إلى ترك ما به ضلوا فإن أصروا ناصبهم إمام المسلمين الحرب حتى يذعنوا للطاعة ولا يحل منهم غير دمائهم.

                              وهناك نصوص في مسامحة الإباضية للمخالفين لهم من حسن المعاملة وعدم اغتيالهم أو استعراضهم وتحريم أموالهم.

                              يذكرها عنهم علي يحيى معمر مع عزوها إلى قائليها في كتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية، في معرض نقده كلام علماء الفرق عن الإباضية لا نرى ضرورة للتطويل بنقلها هنا.

                              2- الشدة على المخالفين:

                              1-ما يقوله عنهم علماء الفرق:

                              يقول البغدادي عنهم: ((إنهم يرون أن المخالفين لهم كفار وأجازوا شهادتهم وحرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلانية... وزعموا أنهم في ذلك محاربون لله ولرسوله ولا يدينون دين الحق، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح، فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة.

                              وقد سبق قول الأشعري عنهم.

                              ((وقالوا جميعاً: إن الواجب أن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل، فإن تاب وإلا قتل، كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله وفيما لا يسع

                              2-ما قالوه هم في كتبهم:

                              روى الجيطالي الإباضي عن الإمام عبد الوهاب أنه قال: سبعون وجهاً تحل بها الدماء، فأخبرت منها لأبي مرداس بوجهين فقال: من أين هذا من أين هذا؟

                              وفي كتاب سير المشائخ أن الإمام كان يقول: عندي أربعة وعشرين وجهاً تحل بها دماء أهل القبلة، ولم تكن منهم عند أبي مرداس رحمه الله إلى أربعة أوجه وقد شدد علي فيهم.

                              ويقول المارغيني منهم: ((وقالت المشائخ إن هذا الدين الذي دنا به الوهبية من الإباضية من المحكِّمة دين المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الحق عند الله وهو دين الإسلام، من مات مستقيماً عليه فهو مسلم عند الله، ومن شك فيه فليس على شيء منه، ومن مات على خلافه أو مات على كبيرة موبقة فهو عند الله من الهالكين أصحاب النار)) .

                              وقال العيزابي منهم: ((الحمد لله الذي جعل الحق مع واحد في الديانات فنقول معشر الإباضية الوهابية: الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا؛ لأن الحق عند الله واحد، ومذهبنا في الفروع صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفينا خطأً يحتمل الصدق)) .

                              ولا يقلُّ الوارجلاني تشدداً عن من سبق، فهو يقول:

                              فإن قال قائل: هذه أمة أحمد صلى الله عليه وسلم قد قضيتم عليها بالهلاك وبالبدعة والضلال وحكمتم عليها بدخول النار ما خلا أهل مذهبكم. قلنا: إنما قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم-لا نحن- بقوله: حيث يقول: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن في النار ما خلا واحدة ناجية ...كلهم يدعي تلك الواحدة)) .

                              وهناك نصوص كثيرة أخرى في تزكية مذهبهم وبطلان ما عداه من المذاهب، وأن الله لا يقبل أي دين غير دين الإباضية والوهبية عن صاحب العقود الفضية و السالمي وجاعدين خميس الخروصي، وصاحب كشف الغمة، وصاحب النيل وشفاء العليل وابن جميع وغيرهم من علماء الإباضية.

                              ب-موقف الإباضية من الصحابة:

                              موقف الإباضية من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم:

                              من الأمور المتفق عليها عند سائر الخوارج الترضي التام والولاء والاحترام للخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، لم تخرج فرقة منهم عن ذلك.

                              أما بالنسبة للخليفتين الراشدين الآخرين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقد هلك الخوارج فيهما وذموهما مما برأهما الله عنه.

                              والذي يهمنا، أن نشير هنا إلى رأي الإباضية في الصحابة رضوان الله عليهم بإيجاز، تاركين تفصيل الحجج والردود عليها لمقام آخر:

                              1-موقف الإباضية من عثمان رضي الله عنه:

                              من الأمور الغريبة جداً أن تجد ممن يدعي الإسلام ويؤمن بالله ورسوله من يقع في بغض الصحابة؛ خصوصاً من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وثبتت بذلك النصوص في حقه.

                              فعثمان رضي الله عنه صحابي جليل شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، أما بالنسبة للخوارج فقد تبرءوا منه ومن خلافته، بل وحكموا عليه بالارتداد و العياذ بالله وحاشاه من ذلك.

                              وفي كتاب كشف الغمة لمؤلف إباضي من السب والشتم لعثمان ما لا يوصف، ولم يكتف بالسب والشتم، وإنما اختلق روايات عن بعض الصحابة يسبون فيها عثمان بزعمه ويحكمون عليه بالكفر، ولا شك أن هذا بهتان عظيم منه.

                              ويوجد كذلك كتاب في الأديان وكتاب آخر اسمه الدليل لأهل العقول للورجلاني، فيهما أنواع من السباب والشتم لعثمان ومدح لمن قتلوه؛ حيث سماهم فرقة أهل الاستقامة، وهم في الحقيقة بغاة مارقون لا استقامة لهم إلا على ذلك.

                              2-وأما بالنسبة لموقفهم من علي رضي الله عنه: فإنه يتضح موقفهم منه بما جاء في كتاب كشف الغمة تحت عنوان فصل من كتاب الكفاية قوله: فإن قال ما تقولون في علي بن أبي طالب، قلنا له: إن علياً مع المسلمين في منزلة البراءة، وذكر أسباباً- كلها كذب- توجب البراءة منه في زعم مؤلف هذا الكتاب، منها حربه لأهل النهروان وهو تحامل يشهد بخارجيته المذمومة.

                              وقد ذكر لوريمر عن موقف المطاوعة –جماعة متشددة في الدين- كما يذكر قوله: ((ويعتقد المطوعون أن الخليفة علياً لم يكن مسلماً على الإطلاق؛ بل كان كافراً!!)) .

                              كما تأول حفص بن أبي المقدام بعض آيات القرآن على أنها واردة في علي، وقد كذب حفص.

                              ومن الجدير بالذكر أن علي يحيى معمر –المدافع القوي عن الإباضية يزعم أن الإباضية لا يكفرون أحداً من الصحابة، وأنهم يترضون عن علي رضي الله عنه فهو ينقل عن كتاب وفاء الضمانة بأداء الأمانة مدحاً وثناءً لعلي.

                              وأورد علي يحيى معمر فصلاً طويلاً بيّن فيه اعتقاد الإباضية في الصحابة بأنهم يقدرونهم حق قدرهم، ويترضون عنهم ويسكتون عما جرى بينهم، ونقل عن أبي إسحاق أطفيش في رده على الأستاذ محمد بن عقيل العلوي أنه قال له: أما ما زعمت من شتم أهل الاستقامة لأبي الحسن علي وأبنائه فمحض اختلاق.

                              ونقل عن التعاريتي أيضاً مدحه للصحابة خصوصاً علياً وأبناءه، وكذلك التندميري الإباضي.

                              وأخيراً قال علي يحيى معمر: ((ولم يكن يوماً من الأصحاب شتم له أو طعن، اللهم من بعض الغلاة، وهم أفذاذ لا يخلو منهم وسط ولا شعب)) .

                              وهذه الحقيقة التي اعترف بها أخيراً تجعل ما ملأ به كتابه الإباضية بين الفرق من الشتائم على كل كتّاب الفرق غير صحيح، فما الذي يمنع أن يكون نقل هؤلاء العلماء يصدق على أقل تقدير على هؤلاء الأفذاذ الذين أشار إليهم، مع أن ما يذكره علي يحيى معمر لا يتفق مع النصوص المستفيضة عن علماء الإباضية في ذمهم لبعض الصحابة، فهل الورجلاني يُعتبر- على حد التعبير السابق ليحيى معمر- من الغلاة المتشددين، وهو من هو في صفوف الإباضية؟

                              فهذا الرجل يواصل في كتابه الدليل لأهل العقول تكفيره وشتمه لمعاوية رضي الله عنه ولعمرو بن العاص، بل قد قال زعيم الإباضية عبد الله بن إباض نفسه في كتابه لعبد الملك عن معاوية ويزيد وعثمان كما يرويه صاحب كشف الغمة: ((فإنا نُشهد الله وملائكته أنا براء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا، نعيش على ذلك ما عشنا، ونموت عليه إذا متنا، ونبعث عليه إذا بعثنا، نحاسب بذلك عند الله)) وكفى بهذا خروجاً.

                              وصاحب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة يشتم الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه، كما يزعم- كذلك بسبب قتلهما عبد الرحمن بن ملجم، وتسليمهما الإمامة لمعاوية، وهي أسباب لا يعتقدها من عرف الصحابة الذين شهد الله ورسوله لهم بالسابقة والفضل، ولكن انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر، وصدق الشاعر حين قال:

                              وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني فاضل

                              ونفس الموقف الذي وقفه الخوارج عموماً و الإباضية أيضاً من الصحابة السابقين- وقفوه أيضاً من طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وأوجب لهما الورجلاني النار، وقد بشرهما الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهؤلاء يوجبون عليهما النار، فسبحان الله ما أجرأ أهل البدع و الزيغ على شتم خيار الناس بعد نبيهم الذين نصروا الإسلام بأنفسهم وأموالهم وأولادهم ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم!!

                              قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)) ، وأنه لما يحار فيه الشخص هذا الموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان أخص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير مرضيين عند هذه الطوائف من خوارج وشيعة فمن المرضي بعد ذلك؟

                              7- عقائد الإباضية:

                              من الأمور الطبيعية أن تخرج هذه الفرقة وغيرها من الفرق عن المعتقد السليم في بعض القضايا ما دامت قد خرجت عن أهل السنة والجماعة وارتكبت التأويل، ولا بد كذلك أن توجد لها أقوال فقهية تخالف فيها الحق إلى جانب أقوالهم في العقيدة، ولا يسعنا هنا ذكر جميع مبادئ فرقة الإباضية العقديّة والفقهية، فهذا له بحث مستقل خصوصاً ما يتعلق بالمسائل الفقهية، فإن دارس الفرق قلما يوجه همه إلى إيضاحها وتفصيلاتها إلا عند الضرورة.

                              والذي نود الإشارة إليه هنا أن الإباضية أفكاراً عقدية وافقوا فيها أهل الحق، وعقائد أخرى جانبوا فيها الصواب.


                              الفصل العاشر الحكم على الخوارج


                              اختلفت وجهات النظر في الحكم على الخوارج فيما ظهر لي من خلال دراستي عنهم إلى قولين:

                              الحكم بتكفيرهم.

                              الحكم عليهم بالفسق والابتداع والبغي.

                              وقد استند الذين كفروهم على ما ورد من أحاديث المروق المشهورة عند علماء الفرق؛ رادين الخوارج إلى سلفهم القديم ذي الخويصرة وموقفه الخاطئ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم موقف الخوارج أيضاً من الصحابة خصوصاً الإمام علياً وغيره ممن شارك في قضية التحكيم.

                              والأحاديث الواردة فيهم كثيرة غير أن علي يحيى معمر يرى أن هذه الأحاديث إنما تصدق –على فرض صحتها كما يذكر- على المرتدين في زمن أبي بكر رضي الله عنه. وما رأيت أحداً من العلماء سبقه إلى هذا القول. ثم إن ما في الأحاديث من أوصاف الخوارج من كثرة قراءتهم للقرآن وتعمقهم في العبادة لا ينطبق على هؤلاء المرتدين في زمن أبي بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

                              وقد كفرهم كثير من العلماء، لا نرى التطويل بذكر أسمائهم هنا.

                              وإذا كان بعض العلماء يتحرج عن تكفيرهم عموماً فإنه لا يتحرج عن تكفير بعض الفرق منهم، كالبدعية من الخوارج الذين قصروا الصلاة على ركعة في الصباح وركعة في المساء. والميمونية- حيث أجازوا نكاح بعض المحارم كبنات البنين وبنات البنات وبنات بني الأخوة، ثم زادوا فأنكروا أن تكون سورة يوسف من القرآن لاشتمالها –فيما يزعمون- على ذكر العشق والحب، والقرآن فيه الجد، وكذا اليزيدية منهم، حيث زعموا أن الله سيرسل رسولاً من العجم فينسخ بشريعته شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

                              أما الرأي الثاني: وهو القول بعدم تكفير الخوارج؛ فأهل هذا الرأي يقولون: إن الاجتراء على إخراج أحد من الإسلام أمر غير هين، نظراً لكثرة النصوص التي تحذر من ذلك إلا من ظهر الكفر من قوله أو فعله فلا مانع حينئذ من تكفيره بعد إقامة الحجة عليه.

                              ولهذا أحجم كثير من العلماء أيضاً عن إطلاق هذا الحكم عليهم وهؤلاء اكتفوا بتفسيقهم، وأن حكم الإسلام يجري عليهم لقيامهم بأمر الدين- وأن لهم أخطاء وحسنات كغيرهم من الناس، ثم إن كثيراً من السلف لم يعاملوهم معاملة الكفار كما جرى لهم مع علي رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز؛ فلم تسبى ذريتهم وتغنم أموالهم.

                              ولعل الصحيح أن الذين حكموا على الخوارج بالكفر الصريح قد غلوا في تعميم الحكم عليهم، والذين حكموا عليهم بأنهم كغيرهم من فرق المسلمين أهل السنة قد تساهلوا، بل الأولى أن يقال في حق كل فرقة ما تستحقه من الحكم حسب قربها أو بعدها عن الدين.

                              وإطلاق ما أطلقته النصوص في الحكم العام، ويتوقف عن إطلاق التكفير المخرج من الملة على المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه، أو إذا ظهر كفره من قوله أو فعله أو اعتقاده.

                              وإلى هنا ينتهي المطلوب بالنسبة لفرقة الخوارج، وقد تركنا مسائل كثيرة للخوارج يجدها الباحث حين يرجع إلى ما كتبه علماء الفرق عنهم، وربما يجمع تلك المسائل كلها وجميع فرقهم وما يتعلق بهم رسالة ماجستير تسمى: ((الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها)) لكاتب هذه الأسطر، وقد ذكرتها من باب تسهيل الرجوع إلى ما يتعلق بالخوارج لمن يهمه دراسة هذه الفرقة بالتفصيل.

                              المراجع

                              أولاً: مراجع فرقة الخوارج ومنها :

                              مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين: لأبي الحسن الأشعري.

                              الملل والنحل: للشهرستاني.

                              الفرق بين الفرق: للبغدادي.

                              الفصل في الملل والأهواء والنحل: لابن حزم.

                              التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع: للملطي.

                              التبصير في أمور الدين: للإسفراييني.

                              الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها

                              رسالة ماجستير لكاتب هذا البحث.

                              آراء الخوارج: للدكتور عمار الطالبي.

                              فرق المسلمين والمشركين: للرازي.

                              المواقف: للإيجي.

                              ثانياً: مراجع فرقة الإباضية بخصوصهم:

                              الإباضية بين الفرق الإسلامية: لعلي يحيى معمر.

                              الإباضية في موكب التاريخ: لعلي يحيى معمر.

                              العقود الفضية: للحارثي.

                              الدليل لأهل العقول: للورجلاني.

                              متن النونية: للنفوسي.

                              كتاب الأديان: لمؤلف إباضي مجهول الاسم.

                              أجوبة ابن خلفون.

                              تلقين الصبيان ما يجب على الإنسان: للسالمي.

                              كتاب الدعائم: لأحمد بن النضر.

                              مسند الربيع بن حبيب أو ((الجامع الصحيح)).

                              مدارج الكمال نظم مختصر الخصال: للسالمي.

                              الإباضية عقيدة ومذهباً: د.صابر طعيمة.

                              نقلا عن موسوعة الملل والفرق بشبكة الدرر السنية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X