السلام عليكم
كانت الحلقه الاولى من الرد
كانت الحلقه الاولى من الرد
هنا
وطبعا الموضوع
منقوووووووووووووووووووووووووووول
وها هى الحلقه الثانيه :
الحمد لله
وبعد
نواصل معكم
الرد الجميل على الأستاذ مصطفى حسني بالحجة والدليل
حوار هادىء رقم 2
قوله " طيب فى الدين يعنى اصطلاحا هل معنى كلمة بدعة هى أى حاجة تطلع جديدة النبى معملهاش؟؟؟
ان كل بدعة ضلالة, يعنى أى حاجة النبى معملهاش تبقى شىء ضلال؟؟؟؟؟ ونقول لو كان خير اللى بتعمله ده كان النبى عمله قبلك, هل ده معنى البدع عند أهل العلم وعند السلف الصالح؟ وهل حديث النبى (كل بدعة ضلالة) يقصد كل شىء مستحدث معملوش النبى وما كانشى فيه مثال سابق أيام النبى, وهل العلماء عرفوا البدعة كده, وهل سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- علم الصحابة ان أى حاجة يعملوها هو معملهاش قبل كده تبقى ده ضلالة, وهل التطبيقات اللى هنشوفها مع بعض فى السلف الصالح, فى الألف سنة الأولى من أيام النبى لغاية ربعماية وشوية سنة عدوا"
الحقيقة يا أستاذ مصطفى إن فعلا كل بدعة فى الدين ضلالة
وفعلا يا أستاذ مصطفى, النبى صلى الله عليه وسلم علم الصحابة
إن أى شىء هو لم يفعله ولم يستحبه ولم يقره .. يكون بدعة
وده مش كلامى أخى الحبيب
ده كلام رسول الله رب العالمين صلى الله عليه وسلم
وهو أفصح الناس لسانا
وأعلم الخلق بدين الله تعالى
اقرأ أخى الحبيب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة"
إياكم ... تحذير شديد
محدثات الأمور ... الأشياء الجديدة فى الدين
فإن كل محدثة بدعة ... كل جديد فى الدين .. بدعة بدعة
وكل بدعة ضلالة ... كـــــــــل بدعة ضلالة
وأنا الأن أسأل حضرتك
لما النبى صلى الله عليه وسلم يقول
كـــــــــــــــــــل بدعة ضلالة
ويقول الشيخ الفلانى أو العلامة الفلانى
ليس كل بدعة ضلالة .. وفى بدعة حسنة
تنصحنى بإيه يا أستاذ مصطفى .. بجد
أسمع كلام رسول رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه
المؤيد بالوحي من رب العالمين .. المعصوم من رب العالمين
أم أسمع كلام الإمام العلامة الفلاني .. الغير معصوم من الخطأ
يا ريت نفكر فى الإجابة كويس ... ونستعين بالله تعالى على تأمل ذلك
ودليل كلامى
قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما
" كل بدعة ضلالة , وإن رأها الناس حسنة "
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
" وهؤلاء المعارضون يقولون ليست كل بدعة ضلالة
والجواب أما أن القول أن شر الأمور محدثاتها وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والتحذير من الأمور المحدثات فهذا نص رسول الله
صلى الله عليه و سلم فلا يحل لأحد أن يدفع دلالته على ذم البدع ومن نازع في دلالته فهو مراغم " إقتضاء الصراط المستقيم
وقال شيخ الإسلام أيضا
" ولا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه و سلم الكلية وهي قوله كل بدعة ضلالة بسلب عمومها وهو أن يقال ليست كل بدعة ضلالة فإن هذا إلى مشاقة الرسول أقرب منه إلى التأويل" إقتضاء الصراط المستقيم
وقال الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله
" فمن تقرب إلى الله بعمل لم يجعله الله ورسوله قربة إلى الله فعمله باطل مردود" جامع العلوم والحكم
أما قولك أخى الحبيب
"وهل التطبيقات اللى هنشوفها مع بعض فى السلف الصالح, فى الألف سنة الأولى من أيام النبى لغاية ربعماية وشوية سنة عدوا"
أى تطبيقات تقصد أخى الحبيب !! ؟
لعل مرادك يتضح .. بعد قليل
وعندها أقر عينك بالجواب إن شاء الله تعالى
ثم تطرق الأستاذ مصطفى حسنى .. وفقه الله لكل خير
وذكر الأسباب التى أدت إلى وجود التبدعيين ـ على حد قوله ـ
وأنا أرى صراحة .. أننا يجب أن نتأمل هذه الأسباب وطرق علاجها
وحبذا لو يتأملها معنا الأستاذ مصطفى حسنى نفسه .. حفظه الله
ويبين لنا ما هى طريقة طلب العلم التى إتبعها ؟ ومن هم شيوخه
ومن هم العلماء الذين جلس تحت أرجلهم
وعلي يد من درس وتتلمذ ... وما هو منهج التغيير فى نظره
لعل الأستاذ يرتب لنا حلقة يوضح فيها ذلك على سبيل
إننا نقتدى به فى ذلك ... لا غير
ثم قال الأستاذ مصطفى ... حفظه الله تعالى
" تعريف العلماء للبدعة, واحنا عندنا أكتر من 13 او 14 تعريف للبدعة عند العلماء, هاخد منهم تسعة عشان مطولشى على حضراتكم, وتعالو مع بعض نشوف أسماء العلماء اللى اتكلموا فى البدعة عاملين ازاى, بحيث ندور على الحق مع بعض ونتفق بعد الحلقة مقولشى بدعة لو انا معرفشى, أو لو ماشية مع كلام العلماء مقولشى بدعة, ولو حد قاللى أرد أقوله ايه,
أما أسماء العلماء !... وعاملين إزاى !
إنت بتخوفنا يا أستاذ مصطفى .. "إبتسامة "
طبعا أنا عارف قصد حضرتك
حضرتك تقصد أنهم علماء كبار أجلاء لازم نحترمهم ونعطيهم قدرهم
ولازم كمان يا أستاذ مصطفى نعطيهم حقهم كاملا ... تعرف كيف ؟؟
إننا نضعهم فى المرتبة التى وضعها الله لهم
نعم نحترمهم ونجلهم ونعرف لهم فضلهم
لكن بدون غلو .. بدون تفريط
فهم بشر ليسوا معصومين
وكلماتهم ليست نصوص معصومة
بل من كمال إحترامهم ومعرفة حقهم ... النصح لهم
نعم .. النصح لهم ... هو فى حد كبير على النصيحة
يعنى لو أخطأ أحدهم فمن تمام النصح أن لا أتبعه على خطأه
وأُبين ذلك لم يجهله ... وطبعا ليس أنا من يقول إن الشيخ أو الإمام فلان أخطأ .. لا .. الذى يقول ذلك عالم أخر معروف بالعلم وإتباع السنة .. وكمان يكون معه دليل أصح . أو أقوى من مخالفه
لآن العبرة بالدليل .. وليس قول فلان وفلان
وهى دى الخلاصة .. إن لا أحد من أهل العلم معصوم
وكلا يؤخذ من قوله ويرد ... وليس معنى إن الإمام فلان قال كذا
إن كلامه صح .. لا
المهم الدليل ... لآننا بنعبد ربنا على بصيرة , على علم
بنعبد ربنا بالدليل من الكتاب والسنة وليس بكلام الأئمة
وبعدين الأئمة هم من طلبوا مننا ذلك كما سأبينه بعد قليل
نعم ... وده يخلينا نرد على قولك
" ونتفق بعد الحلقة مقولشى بدعة لو انا معرفشى, أو لو ماشية مع كلام العلماء مقولشى بدعة"
يا أستاذ مصطفى ... والله أنا بحبك فى الله
ولذلك كان هذا الموضوع
كلامك هذا خطير جدا
يعنى إيه " لو ماشية مع كلام العلماء "
تقصد حضرتك .. إن مادام واحد أو بعض العلماء قال بها يبقى نأخد بكلامه ... كده من غير دليل !!
لو فعلنا لهلكنا .. هو إيه اللى ضيع اليهود والنصارى وألقى بهم فى غيابات الشرك والكفر
إنهم كما قال الله تعالى
{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ }
فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية على عدي بن حاتم، رضي الله عنه
قال عدي يا رسول الله : إنهم لم يعبدوهم. فقال: "بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم".إنتهى
نعم إتبعوهم بغير هدى من الله .. بغير حجة وسلطان وبرهان
وبعدين يا أستاذ مصطفى كما قلت لك
الأئمة هم من طلبوا مننا ذلك .. طلبوا إننا لا نتبعهم إلا على السنة
وطلبوا إننا لا نتبعهم إلا إذا عرفنا الدليل
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها :
1 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )
2 - ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6 / 293 )
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي )
زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا )
وفي أخرى : ( ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد )
3ـ ( إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ) . ( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال :
1 - ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32 )
2 - ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91 )
3 - قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع . ( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 )
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب
وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها :
1 - ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي ) . ( تاريخ دمشق لابن عساكر 15 / 1 / 3 )
2 - ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) . ( الفلاني ص 68 )
3 - ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ) . ( وفي رواية ( فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ) . ( النووي في المجموع 1 / 63 )
4 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( النووي 1 / 63 )
5 - ( أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون : كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا ) . ( الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8 / 1 )
6 - ( كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) . ( أبو نعيم في الحلية 9 / 107 )
7 - ( إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 10 / 1 )
8 - ( كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 9 / 2 )
9 - ( كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ) . ( ابن أبي حاتم 93 - 94 )
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى ( كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ) ولذلك قال :
1 - ( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ) . ( ابن القيم في إعلام الموقعين 2 / 302 )
وفي رواية : ( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير )
وقال مرة : ( الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير ) . ( أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277 )
2 - ( رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 149 )
3 - ( من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ) . ( ابن الجوزي في المناقب ( ص 182 )
تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
وقال : فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى :
( فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له بل هو محبوب عندهم معظم في نفوسهم لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع
ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره وإن كان مغفورا له بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافه
قلت : كيف يكرهون ذلك وقد أمروا به أتباعهم كما مر وأوجبوا عليهم أن يتركوا أقوالهم المخالفة للسنة بل إن الشافعي رحمه الله أمر أصحابه أن ينسبوا السنة الصحيحة إليه ولو لم يأخذ بها أو أخذ بخلافها ولذلك لما جمع المحقق ابن دقيق العيد رحمه الله المسائل التي خالف مذهب كل واحد من الأئمة الأربعة الحديث فيها انفرادا واجتماعا في مجلد ضخم قال في أوله :
( إن نسبة هذه المسائل إلى الأئمة المجتهدين حرام وإنه يجب على الفقهاء المقلدين لهم معرفتها لئلا يعزوها إليهم فيكذبوا عليهم )
ترك الأتباع بعض أقوال أئمتهم اتباعا للسنة )
ولذلك كله كان أتباع الأئمة ثلة من الأولين . وقليل من الآخرين لا يأخذون بأقوال أئمتهم كلها بل قد تركوا كثيرا منها لما ظهر لهم مخالفتها للسنة حتى أن الإمامين : محمد بن الحسن وأبا يوسف رحمهما الله قد خالفا شيخهما أبا حنيفة ( في نحو ثلث المذهب ) وكتب الفروع
كفيلة ببيان ذلك ونحو هذا يقال في الإمام المزني وغيره من أتباع الشافعي وغيره ولو ذهبنا نضرب على ذلك الأمثلة لطال بنا الكلام ولخرجنا به عما قصدنا إليه في هذا البحث من الإيجاز فلنقتصر على مثالين اثنين :
1 - قال الإمام محمد في " موطئه " ( ص 158 ) : ( قال محمد : أما أبو حنيفة رحمه الله فكان لا يرى في الاستسقاء صلاة وأما في قولنا فإن الإمام يصلي بالناس ركعتين ثم يدعو ويحول رداءه ) إلخ
2 - وهذا عصام بن يوسف البلخي من أصحاب الإمام محمد ومن الملازمين للإمام أبي يوسف ( كان يفتي بخلاف قول الإمام أبي حنيفة كثيرا لأنه لم يعلم الدليل وكان يظهر له دليل غيره فيفتي به " ولذلك ( كان يرفع يديه عند الركوع والرفع منه ) كما هو في السنة المتواترة عنه صلى الله عليه وسلم فلم يمنعه
من العمل بها أن أئمته الثلاثة قالوا بخلافها وذلك ما يجب أن يكون عليه كل مسلم بشهادة الأئمة الأربعة وغيرهم كما تقدم
يتبع إن شاء الله تعالى
فى موضوع منفصل
بعنوان
الرد الجميل على الأستاذ مصطفى حسني بالحجة والدليل
حوار هادىء رقم 3
وطبعا الموضوع
منقوووووووووووووووووووووووووووول
وها هى الحلقه الثانيه :
الحمد لله
وبعد
نواصل معكم
الرد الجميل على الأستاذ مصطفى حسني بالحجة والدليل
حوار هادىء رقم 2
قوله " طيب فى الدين يعنى اصطلاحا هل معنى كلمة بدعة هى أى حاجة تطلع جديدة النبى معملهاش؟؟؟
ان كل بدعة ضلالة, يعنى أى حاجة النبى معملهاش تبقى شىء ضلال؟؟؟؟؟ ونقول لو كان خير اللى بتعمله ده كان النبى عمله قبلك, هل ده معنى البدع عند أهل العلم وعند السلف الصالح؟ وهل حديث النبى (كل بدعة ضلالة) يقصد كل شىء مستحدث معملوش النبى وما كانشى فيه مثال سابق أيام النبى, وهل العلماء عرفوا البدعة كده, وهل سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- علم الصحابة ان أى حاجة يعملوها هو معملهاش قبل كده تبقى ده ضلالة, وهل التطبيقات اللى هنشوفها مع بعض فى السلف الصالح, فى الألف سنة الأولى من أيام النبى لغاية ربعماية وشوية سنة عدوا"
الحقيقة يا أستاذ مصطفى إن فعلا كل بدعة فى الدين ضلالة
وفعلا يا أستاذ مصطفى, النبى صلى الله عليه وسلم علم الصحابة
إن أى شىء هو لم يفعله ولم يستحبه ولم يقره .. يكون بدعة
وده مش كلامى أخى الحبيب
ده كلام رسول الله رب العالمين صلى الله عليه وسلم
وهو أفصح الناس لسانا
وأعلم الخلق بدين الله تعالى
اقرأ أخى الحبيب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة"
إياكم ... تحذير شديد
محدثات الأمور ... الأشياء الجديدة فى الدين
فإن كل محدثة بدعة ... كل جديد فى الدين .. بدعة بدعة
وكل بدعة ضلالة ... كـــــــــل بدعة ضلالة
وأنا الأن أسأل حضرتك
لما النبى صلى الله عليه وسلم يقول
كـــــــــــــــــــل بدعة ضلالة
ويقول الشيخ الفلانى أو العلامة الفلانى
ليس كل بدعة ضلالة .. وفى بدعة حسنة
تنصحنى بإيه يا أستاذ مصطفى .. بجد
أسمع كلام رسول رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه
المؤيد بالوحي من رب العالمين .. المعصوم من رب العالمين
أم أسمع كلام الإمام العلامة الفلاني .. الغير معصوم من الخطأ
يا ريت نفكر فى الإجابة كويس ... ونستعين بالله تعالى على تأمل ذلك
ودليل كلامى
قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما
" كل بدعة ضلالة , وإن رأها الناس حسنة "
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
" وهؤلاء المعارضون يقولون ليست كل بدعة ضلالة
والجواب أما أن القول أن شر الأمور محدثاتها وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والتحذير من الأمور المحدثات فهذا نص رسول الله
صلى الله عليه و سلم فلا يحل لأحد أن يدفع دلالته على ذم البدع ومن نازع في دلالته فهو مراغم " إقتضاء الصراط المستقيم
وقال شيخ الإسلام أيضا
" ولا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه و سلم الكلية وهي قوله كل بدعة ضلالة بسلب عمومها وهو أن يقال ليست كل بدعة ضلالة فإن هذا إلى مشاقة الرسول أقرب منه إلى التأويل" إقتضاء الصراط المستقيم
وقال الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله
" فمن تقرب إلى الله بعمل لم يجعله الله ورسوله قربة إلى الله فعمله باطل مردود" جامع العلوم والحكم
أما قولك أخى الحبيب
"وهل التطبيقات اللى هنشوفها مع بعض فى السلف الصالح, فى الألف سنة الأولى من أيام النبى لغاية ربعماية وشوية سنة عدوا"
أى تطبيقات تقصد أخى الحبيب !! ؟
لعل مرادك يتضح .. بعد قليل
وعندها أقر عينك بالجواب إن شاء الله تعالى
ثم تطرق الأستاذ مصطفى حسنى .. وفقه الله لكل خير
وذكر الأسباب التى أدت إلى وجود التبدعيين ـ على حد قوله ـ
وأنا أرى صراحة .. أننا يجب أن نتأمل هذه الأسباب وطرق علاجها
وحبذا لو يتأملها معنا الأستاذ مصطفى حسنى نفسه .. حفظه الله
ويبين لنا ما هى طريقة طلب العلم التى إتبعها ؟ ومن هم شيوخه
ومن هم العلماء الذين جلس تحت أرجلهم
وعلي يد من درس وتتلمذ ... وما هو منهج التغيير فى نظره
لعل الأستاذ يرتب لنا حلقة يوضح فيها ذلك على سبيل
إننا نقتدى به فى ذلك ... لا غير
ثم قال الأستاذ مصطفى ... حفظه الله تعالى
" تعريف العلماء للبدعة, واحنا عندنا أكتر من 13 او 14 تعريف للبدعة عند العلماء, هاخد منهم تسعة عشان مطولشى على حضراتكم, وتعالو مع بعض نشوف أسماء العلماء اللى اتكلموا فى البدعة عاملين ازاى, بحيث ندور على الحق مع بعض ونتفق بعد الحلقة مقولشى بدعة لو انا معرفشى, أو لو ماشية مع كلام العلماء مقولشى بدعة, ولو حد قاللى أرد أقوله ايه,
أما أسماء العلماء !... وعاملين إزاى !
إنت بتخوفنا يا أستاذ مصطفى .. "إبتسامة "
طبعا أنا عارف قصد حضرتك
حضرتك تقصد أنهم علماء كبار أجلاء لازم نحترمهم ونعطيهم قدرهم
ولازم كمان يا أستاذ مصطفى نعطيهم حقهم كاملا ... تعرف كيف ؟؟
إننا نضعهم فى المرتبة التى وضعها الله لهم
نعم نحترمهم ونجلهم ونعرف لهم فضلهم
لكن بدون غلو .. بدون تفريط
فهم بشر ليسوا معصومين
وكلماتهم ليست نصوص معصومة
بل من كمال إحترامهم ومعرفة حقهم ... النصح لهم
نعم .. النصح لهم ... هو فى حد كبير على النصيحة
يعنى لو أخطأ أحدهم فمن تمام النصح أن لا أتبعه على خطأه
وأُبين ذلك لم يجهله ... وطبعا ليس أنا من يقول إن الشيخ أو الإمام فلان أخطأ .. لا .. الذى يقول ذلك عالم أخر معروف بالعلم وإتباع السنة .. وكمان يكون معه دليل أصح . أو أقوى من مخالفه
لآن العبرة بالدليل .. وليس قول فلان وفلان
وهى دى الخلاصة .. إن لا أحد من أهل العلم معصوم
وكلا يؤخذ من قوله ويرد ... وليس معنى إن الإمام فلان قال كذا
إن كلامه صح .. لا
المهم الدليل ... لآننا بنعبد ربنا على بصيرة , على علم
بنعبد ربنا بالدليل من الكتاب والسنة وليس بكلام الأئمة
وبعدين الأئمة هم من طلبوا مننا ذلك كما سأبينه بعد قليل
نعم ... وده يخلينا نرد على قولك
" ونتفق بعد الحلقة مقولشى بدعة لو انا معرفشى, أو لو ماشية مع كلام العلماء مقولشى بدعة"
يا أستاذ مصطفى ... والله أنا بحبك فى الله
ولذلك كان هذا الموضوع
كلامك هذا خطير جدا
يعنى إيه " لو ماشية مع كلام العلماء "
تقصد حضرتك .. إن مادام واحد أو بعض العلماء قال بها يبقى نأخد بكلامه ... كده من غير دليل !!
لو فعلنا لهلكنا .. هو إيه اللى ضيع اليهود والنصارى وألقى بهم فى غيابات الشرك والكفر
إنهم كما قال الله تعالى
{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ }
فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية على عدي بن حاتم، رضي الله عنه
قال عدي يا رسول الله : إنهم لم يعبدوهم. فقال: "بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم".إنتهى
نعم إتبعوهم بغير هدى من الله .. بغير حجة وسلطان وبرهان
وبعدين يا أستاذ مصطفى كما قلت لك
الأئمة هم من طلبوا مننا ذلك .. طلبوا إننا لا نتبعهم إلا على السنة
وطلبوا إننا لا نتبعهم إلا إذا عرفنا الدليل
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها :
1 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )
2 - ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6 / 293 )
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي )
زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا )
وفي أخرى : ( ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد )
3ـ ( إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ) . ( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال :
1 - ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32 )
2 - ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91 )
3 - قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع . ( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 )
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب
وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها :
1 - ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي ) . ( تاريخ دمشق لابن عساكر 15 / 1 / 3 )
2 - ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) . ( الفلاني ص 68 )
3 - ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ) . ( وفي رواية ( فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ) . ( النووي في المجموع 1 / 63 )
4 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( النووي 1 / 63 )
5 - ( أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون : كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا ) . ( الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8 / 1 )
6 - ( كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) . ( أبو نعيم في الحلية 9 / 107 )
7 - ( إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 10 / 1 )
8 - ( كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 9 / 2 )
9 - ( كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ) . ( ابن أبي حاتم 93 - 94 )
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى ( كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ) ولذلك قال :
1 - ( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ) . ( ابن القيم في إعلام الموقعين 2 / 302 )
وفي رواية : ( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير )
وقال مرة : ( الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير ) . ( أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277 )
2 - ( رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 149 )
3 - ( من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ) . ( ابن الجوزي في المناقب ( ص 182 )
تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
وقال : فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى :
( فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له بل هو محبوب عندهم معظم في نفوسهم لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع
ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره وإن كان مغفورا له بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافه
قلت : كيف يكرهون ذلك وقد أمروا به أتباعهم كما مر وأوجبوا عليهم أن يتركوا أقوالهم المخالفة للسنة بل إن الشافعي رحمه الله أمر أصحابه أن ينسبوا السنة الصحيحة إليه ولو لم يأخذ بها أو أخذ بخلافها ولذلك لما جمع المحقق ابن دقيق العيد رحمه الله المسائل التي خالف مذهب كل واحد من الأئمة الأربعة الحديث فيها انفرادا واجتماعا في مجلد ضخم قال في أوله :
( إن نسبة هذه المسائل إلى الأئمة المجتهدين حرام وإنه يجب على الفقهاء المقلدين لهم معرفتها لئلا يعزوها إليهم فيكذبوا عليهم )
ترك الأتباع بعض أقوال أئمتهم اتباعا للسنة )
ولذلك كله كان أتباع الأئمة ثلة من الأولين . وقليل من الآخرين لا يأخذون بأقوال أئمتهم كلها بل قد تركوا كثيرا منها لما ظهر لهم مخالفتها للسنة حتى أن الإمامين : محمد بن الحسن وأبا يوسف رحمهما الله قد خالفا شيخهما أبا حنيفة ( في نحو ثلث المذهب ) وكتب الفروع
كفيلة ببيان ذلك ونحو هذا يقال في الإمام المزني وغيره من أتباع الشافعي وغيره ولو ذهبنا نضرب على ذلك الأمثلة لطال بنا الكلام ولخرجنا به عما قصدنا إليه في هذا البحث من الإيجاز فلنقتصر على مثالين اثنين :
1 - قال الإمام محمد في " موطئه " ( ص 158 ) : ( قال محمد : أما أبو حنيفة رحمه الله فكان لا يرى في الاستسقاء صلاة وأما في قولنا فإن الإمام يصلي بالناس ركعتين ثم يدعو ويحول رداءه ) إلخ
2 - وهذا عصام بن يوسف البلخي من أصحاب الإمام محمد ومن الملازمين للإمام أبي يوسف ( كان يفتي بخلاف قول الإمام أبي حنيفة كثيرا لأنه لم يعلم الدليل وكان يظهر له دليل غيره فيفتي به " ولذلك ( كان يرفع يديه عند الركوع والرفع منه ) كما هو في السنة المتواترة عنه صلى الله عليه وسلم فلم يمنعه
من العمل بها أن أئمته الثلاثة قالوا بخلافها وذلك ما يجب أن يكون عليه كل مسلم بشهادة الأئمة الأربعة وغيرهم كما تقدم
يتبع إن شاء الله تعالى
فى موضوع منفصل
بعنوان
الرد الجميل على الأستاذ مصطفى حسني بالحجة والدليل
حوار هادىء رقم 3