السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن تيمية - رحمه الله - (ليس مجسما لله)
(رؤية الله مثالا)
(رؤية الله مثالا)
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له ولا مثيل له ولا نظير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيع عنها إلا هالك ولا يتبعها إلا كل منيب سالك ... وبعد
فهذه كلمات منصفات أنظمها لكم في سلسلة ندافع بها عن سلفنا الصالح رحمهم الله
ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمة الذي قضى معظم حياته معتقلا من أجل العقيدة الصحيحة - رحمه الله تعالى -
ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمة الذي قضى معظم حياته معتقلا من أجل العقيدة الصحيحة - رحمه الله تعالى -
فلقد تجرأ بعضهم على اتهام شيخ الإسلام بالتشبيه وأنه يثبت أن الله على صورة شاب أمرد واستدل على ذلك بتصحيح شيخ الإسلام لهذا الكلام مع أن هذا الحديث قد تكلم عليه العلماء وحكموا عليه بالوضع إلا أنني ومن خلال بحثي للمسألة وجدت أن بعض أهل العلم قد صحح هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والمسألة هنا ليست في الحكم على الحديث من حيث الصحة والضعف وإنما في بيان مراد شيخ الإسلام لها لقوله بصحتها .
ولكن كيف يمكن فهم هذا عن شيخ الإسلام رحمه الله باستدلاله على صحتها ( علما أنني لم أجد ما قاله الجهال عن شيخ الإسلام نظرا لأن الكتاب ليس عندي فهو مخطوط غير مطبوع )
ولكن مع القول بتصحيح شيخ الإسلام لها
فلا يصح استدلال هذا الجاهل بالحديث على أن شيخ الإسلام يقول ذلك .
والمسألة هنا ليست في الحكم على الحديث من حيث الصحة والضعف وإنما في بيان مراد شيخ الإسلام لها لقوله بصحتها .
ولكن كيف يمكن فهم هذا عن شيخ الإسلام رحمه الله باستدلاله على صحتها ( علما أنني لم أجد ما قاله الجهال عن شيخ الإسلام نظرا لأن الكتاب ليس عندي فهو مخطوط غير مطبوع )
ولكن مع القول بتصحيح شيخ الإسلام لها
فلا يصح استدلال هذا الجاهل بالحديث على أن شيخ الإسلام يقول ذلك .
فشيخ الإسلام رحمه الله إنما أراد رؤيته في المنام هذا أولا
وثانيا : لا يلزم من رؤية المنام وأنها حقيقة للأنبياء أن رؤية الله في المنام هي نفس الصورة التي رآها في المنام كما استدل الجاهل بذلك
لأنه كما قال شيخ الإسلام رحمه الله واستدل على ذلك برؤيا يوسف عليه السلام عندما رأى الشمس والقمر والكواكب يسجدون له فلو كانت كما يراها الجاهل أن الرؤيا في الصفات كالرؤيا في الأوامر من الكلام للزم ذلك أن يرى يوسف عليه السلام سجود الشمس والقمر له حقيقة .
وثانيا : لا يلزم من رؤية المنام وأنها حقيقة للأنبياء أن رؤية الله في المنام هي نفس الصورة التي رآها في المنام كما استدل الجاهل بذلك
لأنه كما قال شيخ الإسلام رحمه الله واستدل على ذلك برؤيا يوسف عليه السلام عندما رأى الشمس والقمر والكواكب يسجدون له فلو كانت كما يراها الجاهل أن الرؤيا في الصفات كالرؤيا في الأوامر من الكلام للزم ذلك أن يرى يوسف عليه السلام سجود الشمس والقمر له حقيقة .
وهذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله حتى يتبين لكم الحق إن شاء الله من كلامه لا من كلام الجهال عليهم من الله ما يستحقون
قال رحمه الله :
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (يقول الله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا ).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى "
قال رحمه الله :
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (يقول الله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا ).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى "
فمن ظن وتوهم به أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير كان هذا الظن والتوهم حقا وإن كان الواجب تيقن ذلك
بل لفظ الرؤية وإن كان في الأصل مطابقا فقد لا يكون مطابقا كما في قوله :
( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)
وقال:( يرونهم مثليهم رأي العين)
وقد يكون التوهم والتخيل مطابقا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم
كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له فلا ريب أن هذا تمثله وتصوره في نفسه وكانت حقيقته سجود أبويه وأخوته كما قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا
وكذلك رؤيا الملك التي عبرها يوسف حيث رأى السنابل بل والبقر فتلك رآها متخيلة متمثلة في نفسه وكانت حقيقتها وتأويلها من الخصب والجدب.
فهذا التمثل والتخيل حق وصدق في مرتبته بمعنى أن له تأويلا صحيحا يكون مناسبا له ومشابها له من بعض الوجوه .
فإن تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة .
ولكن من اعتقد أن ما تمثل في نفسه وتخيل من الرؤيا هو مماثل لنفس الموجود في الخارج وأن تلك الأمور هي بعينها رآها فهو باطل
بل لفظ الرؤية وإن كان في الأصل مطابقا فقد لا يكون مطابقا كما في قوله :
( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)
وقال:( يرونهم مثليهم رأي العين)
وقد يكون التوهم والتخيل مطابقا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم
كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له فلا ريب أن هذا تمثله وتصوره في نفسه وكانت حقيقته سجود أبويه وأخوته كما قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا
وكذلك رؤيا الملك التي عبرها يوسف حيث رأى السنابل بل والبقر فتلك رآها متخيلة متمثلة في نفسه وكانت حقيقتها وتأويلها من الخصب والجدب.
فهذا التمثل والتخيل حق وصدق في مرتبته بمعنى أن له تأويلا صحيحا يكون مناسبا له ومشابها له من بعض الوجوه .
فإن تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة .
ولكن من اعتقد أن ما تمثل في نفسه وتخيل من الرؤيا هو مماثل لنفس الموجود في الخارج وأن تلك الأمور هي بعينها رآها فهو باطل
وإذا كان كذلك فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام .
أقول :
وقد حدث مثل هذا معي فرأيت وكأني رأيت الله في المنام وأنا في عرصات يوم القيامة ، وقدمت للجزاء والحساب ، ووقفت أمام الله عز وجل ، وفرائصي ترتعد خوفا من الله ، وأدعو الله وأقول له مغفرتك مغفرتك أكررها كثيرا وبخوف شديد وكأن الله نظر إليّ وقال لي قد غفرت لك .
فأسأله جل في علاه أن تكون رؤيا حق ، وحاولت حينئذ أن أفهم معنى هذه الرؤيا حتى وفقني الله للإطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله .
فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس .
قال بعض العلماء: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام .
من ذلك نعلم :
مراد الشيخ رحمه الله من الحديث أنه رأى ربه في صورة شاب أمرد أي مناما ( أي في صورة حسنه أو في أحسن صورة وليس أن الله على صورة شاب أمرد) كما استدل رحمه الله في بداية قوله من حسن الظن بالله .
أقول :
وقد حدث مثل هذا معي فرأيت وكأني رأيت الله في المنام وأنا في عرصات يوم القيامة ، وقدمت للجزاء والحساب ، ووقفت أمام الله عز وجل ، وفرائصي ترتعد خوفا من الله ، وأدعو الله وأقول له مغفرتك مغفرتك أكررها كثيرا وبخوف شديد وكأن الله نظر إليّ وقال لي قد غفرت لك .
فأسأله جل في علاه أن تكون رؤيا حق ، وحاولت حينئذ أن أفهم معنى هذه الرؤيا حتى وفقني الله للإطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله .
فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس .
قال بعض العلماء: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام .
من ذلك نعلم :
مراد الشيخ رحمه الله من الحديث أنه رأى ربه في صورة شاب أمرد أي مناما ( أي في صورة حسنه أو في أحسن صورة وليس أن الله على صورة شاب أمرد) كما استدل رحمه الله في بداية قوله من حسن الظن بالله .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله :
ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك .
وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم على عينه وأذنه لما قرأ ( إن الله كان سميعا عليما ) فهل الرسول صلى الله عليه وسلم شبه سمع الله وبصره بسمع الإنسان وبصره لما أشار إلى سمع نفسه وبصره .
وهذا عند العلماء يسمى تحقيق السمع والبصر لا التشبيه بأن سمع الله كسمع البشر وعينه كذلك أو بصره :
فالشيخ رحمه الله أراد بهذا الحديث لما ثبت عنده صحته تحقيق أن الله في أحسن صورة كما يراها النائم من حسن ظنه بالله لا أن الله على صورة الشاب الأمرد .
وأنقل هنا ما ذكره العجلوني رحمه الله في الحديث
قال :
والحديث إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال
وان حمل على اليقظة فأجاب عنه ابن الهمام بأن هذا حجاب الصورة
قال القاري كأنه أراد بهذا التجلي الصوَري ولله تعالى أنواع من التجليات بحسب الذات والصفات لكنه تعالى منزه عن الجسم والصورة بحسب الذات
ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك .
وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم على عينه وأذنه لما قرأ ( إن الله كان سميعا عليما ) فهل الرسول صلى الله عليه وسلم شبه سمع الله وبصره بسمع الإنسان وبصره لما أشار إلى سمع نفسه وبصره .
وهذا عند العلماء يسمى تحقيق السمع والبصر لا التشبيه بأن سمع الله كسمع البشر وعينه كذلك أو بصره :
فالشيخ رحمه الله أراد بهذا الحديث لما ثبت عنده صحته تحقيق أن الله في أحسن صورة كما يراها النائم من حسن ظنه بالله لا أن الله على صورة الشاب الأمرد .
وأنقل هنا ما ذكره العجلوني رحمه الله في الحديث
قال :
والحديث إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال
وان حمل على اليقظة فأجاب عنه ابن الهمام بأن هذا حجاب الصورة
قال القاري كأنه أراد بهذا التجلي الصوَري ولله تعالى أنواع من التجليات بحسب الذات والصفات لكنه تعالى منزه عن الجسم والصورة بحسب الذات
وأما ما قاله السبكي في الحديث فإن أراد أن في سنده ما يدل على وضعه فمسلم وإلا فبات التأويل واسع انتهى ملخصا .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن ذلك فأجاب :
وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك ، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم ، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء ، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف ، فقال الشيخ عبد القادر : اخسأ يا عدو الله لست بربي؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين ، أو كما قال رحمه الله .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن ذلك فأجاب :
وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك ، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم ، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء ، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف ، فقال الشيخ عبد القادر : اخسأ يا عدو الله لست بربي؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين ، أو كما قال رحمه الله .
والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر لما سئل الرسول هل رأيت ربك قال : نورا أنّا أراه .،، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية . قال له : {لَنْ تَرَانِي}[2] الآية
لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق ، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه ،أن الرسول قد رأى ربه وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا ، فلو رآه وقال له : لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف ، أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا . . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه
هذا والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق ، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه ،أن الرسول قد رأى ربه وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا ، فلو رآه وقال له : لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف ، أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا . . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه
هذا والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
نقلته بتصرف من بحث كتبه أحد طلاب العلم بملتقى أهل الحديث
تعليق