بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
فيا عظم شأنهم ، ويا رفعة مكانتهم ، ويا علو منزلتهم ، أن يخصهم ربهم بالحديث ، ويصفهم بأفضل الصفات ، وأحسن الخصال ، وأروع الأساليب ، فما علمنا عن الإيمان وأهله إلا أنهم هم الفائزون الناجون .
·فأهل الإيمان : هم أصحاب الحياة السعيدة .
قال تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[النحل :97]
قال الإمام أبو الفداء ابن كثير :
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا -وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله -بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة.
والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت. وقد روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب.
وعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه فسرها بالقناعة. وكذا قال ابن عباس، وعِكْرِمة، ووهب بن منبه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أنها السعادة.
وقال الحسن، ومجاهد، وقتادة: لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة .
وقال الضحاك: هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا، وقال الضحاك أيضا: هي العمل بالطاعة والانشراح بها.
والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني شرحبيل بن شريك، عن
أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عَمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قد أفلح من أسلم ورُزق كفافا، وقَنَّعه الله بما آتاه)....انتهى
·وهم أصحاب القلوب المطمئنة بذكر الله .
قال الله تعالى : {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [ الرعد : 28] .
قال البغوي : { الَّذِينَ آمَنُوا } في محل النصب، بدل من قوله: "من أَنَابَ"،{ وَتَطْمَئِنُّ } تسكن، { قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } قال مقاتل: بالقرآن، والسُّكون يكون باليقين، والاضطراب يكونُ بالشك، {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } تسكن قلوب المؤمنين ويستقر فيها اليقين ...انتهى
·وهم من كان كل أمرهم خير .
عن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له )
·وهم أصحاب الثبات في الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة .
قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } [إبراهيم :27] .
قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري : حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة ،
أخبرني علقمة بن مَرْثَد قال: سمعت سعد بن عبيدة ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المسلم إذا سئل في القبر، شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } ).
·وهم الموعدون بالنصر والتمكين .
قال الله تعالى : { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الروم :47] .
فهاهو الله جل وعلا جعله حقًا عليه سبحانه وليس لأحد أن يوجب على الله شيئًا ولكن الله يفعل مايشاء ، نصر المؤمنين .
وانظر يا رعاك الله إلى صورة هذه النصر التي وعد الله هذه الزمرة المباركة بها ، كما قال الله جل ثناؤه : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور :55] .
فالاستخلاف في الأرض ، والتمكين ، وإبدالهم بدلًا من الخوف طمأنينة هو
النصر الموعود لهؤلاء الأطهار الأبرار .
·زمرة ظفروا بحب الله .
قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطى المال من يحب ومن لا يحب ولا يعطى الإيمان إلا من يحب فإذا أحب عبدًا أعطاه الإيمان فمن ظن فى المال أنه ينفعه وهاب الليل أن يكابده وخاف العدو أن يجاهده فليكثر من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).
رواه البخاري في الأدب المفرد ، والطبراني عن ابن مسعود موقوفًا .
وعند العسكري في الأمثال والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، والبيهقي من حديث ابن مسعود قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطى الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطى الدين إلا من أحب ، فمن أعطاه الدين فقد أحبه ، والذى نفسى بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه ) ، قيل وما بوائقه يا نبى الله ؟ ، قال : ( غشمه وظلمه ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكنه يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث) .
·ليس للشيطان على المؤمنين سلطانًا .
قال تعالى : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ النحل : 100] .
قال أبو الفداء ابن كثير في التفسير : وقوله: { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } قال الثوري: ليس له عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه.
وقال آخرون: معناه لا حجة له عليهم. وقال آخرون: كقوله: { إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }[الحجر : 40] ....انتهى
·ومن يؤمن بالله يهد قلبه .
فـأهل الإيمان أولئك قوم عرفت الهداية قلوبهم ، وتمكن الرشد من صدورهم ، فإذا وقعت بهم مصيبة أو لحقت بهم كارثة حال اليقين بينهم وبين الإعتراض على قضاء الله وقدره ، كما وعد الله في كتابه فقال : { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن :11] .
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه..انتهى
·الله يدافع عن الذين آمنوا .
قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}[الحج :38] .
قال ابن كثير في التفسير : يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم، كما قال تعالى:
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } [ الزمر: 36 ] وقال: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } [ الطلاق: 3 ].
وقوله: { إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } أي: لا يحب من عباده من اتصف بهذا، وهو الخيانة في العهود والمواثيق، لا يفي بما قال. والكفر: الجحد للنعم ، فلا يعترف بها...انتهى
·يابشرى أهل الإيمان بما وعدوا بمغفرة الذنوب .
قال الله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}
[المائدة :9] .
·وما أكثر البشر التي حملها لهم القرآن بالجنة .
فمن ذلك وكفى قوله تعالى : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
فيا عظم شأنهم ، ويا رفعة مكانتهم ، ويا علو منزلتهم ، أن يخصهم ربهم بالحديث ، ويصفهم بأفضل الصفات ، وأحسن الخصال ، وأروع الأساليب ، فما علمنا عن الإيمان وأهله إلا أنهم هم الفائزون الناجون .
·فأهل الإيمان : هم أصحاب الحياة السعيدة .
قال تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[النحل :97]
قال الإمام أبو الفداء ابن كثير :
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا -وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله -بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة.
والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت. وقد روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب.
وعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه فسرها بالقناعة. وكذا قال ابن عباس، وعِكْرِمة، ووهب بن منبه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أنها السعادة.
وقال الحسن، ومجاهد، وقتادة: لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة .
وقال الضحاك: هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا، وقال الضحاك أيضا: هي العمل بالطاعة والانشراح بها.
والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني شرحبيل بن شريك، عن
أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عَمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قد أفلح من أسلم ورُزق كفافا، وقَنَّعه الله بما آتاه)....انتهى
·وهم أصحاب القلوب المطمئنة بذكر الله .
قال الله تعالى : {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [ الرعد : 28] .
قال البغوي : { الَّذِينَ آمَنُوا } في محل النصب، بدل من قوله: "من أَنَابَ"،{ وَتَطْمَئِنُّ } تسكن، { قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } قال مقاتل: بالقرآن، والسُّكون يكون باليقين، والاضطراب يكونُ بالشك، {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } تسكن قلوب المؤمنين ويستقر فيها اليقين ...انتهى
·وهم من كان كل أمرهم خير .
عن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له )
·وهم أصحاب الثبات في الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة .
قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } [إبراهيم :27] .
قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري : حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة ،
أخبرني علقمة بن مَرْثَد قال: سمعت سعد بن عبيدة ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المسلم إذا سئل في القبر، شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } ).
·وهم الموعدون بالنصر والتمكين .
قال الله تعالى : { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الروم :47] .
فهاهو الله جل وعلا جعله حقًا عليه سبحانه وليس لأحد أن يوجب على الله شيئًا ولكن الله يفعل مايشاء ، نصر المؤمنين .
وانظر يا رعاك الله إلى صورة هذه النصر التي وعد الله هذه الزمرة المباركة بها ، كما قال الله جل ثناؤه : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور :55] .
فالاستخلاف في الأرض ، والتمكين ، وإبدالهم بدلًا من الخوف طمأنينة هو
النصر الموعود لهؤلاء الأطهار الأبرار .
·زمرة ظفروا بحب الله .
قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطى المال من يحب ومن لا يحب ولا يعطى الإيمان إلا من يحب فإذا أحب عبدًا أعطاه الإيمان فمن ظن فى المال أنه ينفعه وهاب الليل أن يكابده وخاف العدو أن يجاهده فليكثر من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).
رواه البخاري في الأدب المفرد ، والطبراني عن ابن مسعود موقوفًا .
وعند العسكري في الأمثال والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، والبيهقي من حديث ابن مسعود قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطى الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطى الدين إلا من أحب ، فمن أعطاه الدين فقد أحبه ، والذى نفسى بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه ) ، قيل وما بوائقه يا نبى الله ؟ ، قال : ( غشمه وظلمه ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكنه يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث) .
·ليس للشيطان على المؤمنين سلطانًا .
قال تعالى : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ النحل : 100] .
قال أبو الفداء ابن كثير في التفسير : وقوله: { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } قال الثوري: ليس له عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه.
وقال آخرون: معناه لا حجة له عليهم. وقال آخرون: كقوله: { إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }[الحجر : 40] ....انتهى
·ومن يؤمن بالله يهد قلبه .
فـأهل الإيمان أولئك قوم عرفت الهداية قلوبهم ، وتمكن الرشد من صدورهم ، فإذا وقعت بهم مصيبة أو لحقت بهم كارثة حال اليقين بينهم وبين الإعتراض على قضاء الله وقدره ، كما وعد الله في كتابه فقال : { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن :11] .
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه..انتهى
·الله يدافع عن الذين آمنوا .
قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}[الحج :38] .
قال ابن كثير في التفسير : يخبر تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار، ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم، كما قال تعالى:
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } [ الزمر: 36 ] وقال: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } [ الطلاق: 3 ].
وقوله: { إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } أي: لا يحب من عباده من اتصف بهذا، وهو الخيانة في العهود والمواثيق، لا يفي بما قال. والكفر: الجحد للنعم ، فلا يعترف بها...انتهى
·يابشرى أهل الإيمان بما وعدوا بمغفرة الذنوب .
قال الله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}
[المائدة :9] .
·وما أكثر البشر التي حملها لهم القرآن بالجنة .
فمن ذلك وكفى قوله تعالى : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
كتبه
عمرو محمد صالح
كتبه
عمرو محمد صالح
تعليق