Tweet
بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد نستكمل ما توقفنا عنه فى أبواب العقيدة والتى لا يسع المسلم جهلها فكما ذكرنا أن علم العقيدة علم من العلوم الصعبة ولكن لا يصح زمام ورأس الامر الا بها
أى العقيدة
فنستعين بالله ونسأل الله أن يعلمنا وإياكم
ومن الممكن أنك لاحظت بعض أيات القرءان والتى فيها ذهاب حسنات قد يفعلها كثير من الناس والسبب فساد العقيدة فالأمر خطير وليس هين كما يعتقد البعض !
قال الله تعالى
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
قال تعالى
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا
العقيدة لغة
مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء، واعتقدت كذا : عقدت عليه القلب والضمير .
والعقيدة : ما يدين به الإنسان، يقال : له عقيدة حسنة، أي : سالمةٌ من الشك .
والعقيدةُ عمل قلبي، وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به .
والعقيدةُ شرعًا
هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره،
وتُسمَّى هذه أركانُ الإيمان .
قال الله تعالى
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
ولذلك بعث الله الرسل بالايات مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجه على الله بعد الرسل
وكل وجل الانبياء كانوا يدعون الى عقيدة واحدة وهى التوحيد الخالص لله عز وجل
ولكن قد تختلف الشرائع من أمور فقهية وغيرها والله يحكم بين عباده مايشاء
وإن شاء الله رب العالمين ونستعين به ونبدأ بعد
بسم الله الرحمن الرحيم
بكتاب النبوات
ومن المعلوم أن النبى أو الرسول جاء ناقل للشرع " على أحد الاقوال " من قبل الله عز وجل بواسطة الوحى فلذلك ينبغى علينا أن نتعرف على جزء يسير من عباد الله الذين اصطفهم علينا ليعلمونا عن الله ومن ثم الغيبيات
كما قال الله تعالى
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
ومن أسس العقيدة التى قد يعلمها الصغير قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم
أنه يجب على الانسان أن يؤمن بالامور الغيبية التى لا يدركها العقل البشرى والتى لا تلتمسها حواسنا بخلاف العقد القلبى " الايمان بالقلب "
قال الله تعالى
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
ولهذا خلق الله الناس ليعبدوه ووضع لهم الشرائع لتستقيم لهم الحياة وبعث لهم رسلا وأنبياء حتى لا يضل أحدهم عن الصراط المستقيم
قال الله تعالى
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
وبداية نحب أن نعرف النبى والرسول وما الفرق بينهم
النبى لغة : مأخوذ من النبأ أى الخبر
قال تعالى " عم يتسألون عن النبأ العظيم " أى الخبر العظيم
وهى أيضا مأخوذة من كلمة النبوة أو النباوة ومعناها هو ما ارتفع من الارض
بمعنى أن الانبياء والمرسلين شرفوا على سائر الخلق وعلا ت منزلتهم بينهم
والنبى : تأتى بمعنى اسم فاعل مخبر عن الله
وتأتى ايضا بمعنى اسم مفعول منبأ من الله " أى أن الله سبحانه وتعالى أوحى اليه
لسان العرب
والرسول لغة هو الذى يتابع أخبار الذى بعثه
وأخذ من قول العرب جاءت الابل رسلا " أى متتابعة "
وسمى الرسول رسولا
لأنه ذو رسالة
أى أنه وجه من قبل الله ليبلغ شرعه الى الناس
لسان العرب
الفرق بين الرسول والنبى
وهناك فرق بين الرسول والنبى ويدل على ذلك
أن النبى ورد فى القرآن الكريم معطوفا على الرسول والعطف يقتضى المغايرة
قال تعالى
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وصف الله سبحانه وتعالى بعض رسله بالنبوة والرسالة
قال تعالى
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا
وهذا إن دل يدل على أن الرسالة شىء زائد عن النبوة
ولقد شاع عن بعض العلماء أن الرسول هو من نبأه الله بخبر السماء وأمر بتبليغه للناس
والنبى هو من نبأه الله بخبر السماء ولم يأمر بتبليغه لغيره وهذا قول مرجوح
العقيدةالطحاوية بتصرف
ويرى بعض العلماء
أنه لا يجوز أن يقال نبى حتى يكون مرسلا ويضعون تعريفا للرسول والنبى يوضح الفرق بينهما فيقولون
الرسول هو من أوحى اليه بشرع جديد يدعوا الناس اليه
والنبى هو المبعوث لتقرير شرع من قبله من الرسل كأنبياء بنى اسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام
وهذا هو الراجح لعدة أمور منها
أن القرآن الكريم صرح بأن الله تعالى أرسل الانبياء كما أرسل الرسل
قال تعالى
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
فأوجب للنبى الرسالةة ومعنى النبى أن أنباء عن الله ومعنى الانباء هو الارسال
والغاية من وحى الله سبحانه وتعالى هو أن يبلغ للناس لا أن يكتم ويدفن فى الصدور ولذا فإن القول بأن النبى لم يؤمر بتبليغ الرسالة والوحى بعيد عن الصواب
فعن بن عباس رضى الله عنهما قال النبى صلى الله عليه وسلم
عرضت علىذ الامم فرأيت النبى ومعه الرهط والنبى ومعه الرجل والرجلان والنبى ليس معه أحد
البخارى ومسلم
فهذا الحديث النبوى يدل على أن الانبياء مكلفون بتبليغ شريعة رب العالمين وأن الاستجابه لهم تتفاوت من نبى لاخر فمنهم من يكون له أتباع والاخر لا .وجاء فى الحديث ايضا أن بنى إسرائيل كانت تسوسهم أنبيائهم وكلما مات فيهم نبى تبعه أخر يحمل دعوته ويبلغها ويذكر الناس بها .
فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
كانت بنى إسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نبى خلفه نبى وأنه لا نبى بعدى
البخارى
وكان مرسلون وأنبياء بنى اسرائيل مأمورين بأن يدعو قومهم الى الالتزام بمناهج التوراة الصحيحة
قال تعالى
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ
قال وهب بن منبه
كان بنو اسرائيل بعد موسى عليه السلام على طريق الاستقامة مدة من الزمان ثم أحدثوا الاحداث وعبد بعضهم الاصنام ولم يزل بين أظهرهم من الانبياء من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويقيمهم على منهج التوراة
مختصر تفسير بن كثير
تعليق