إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القرآن الكريم والتوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرآن الكريم والتوحيد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين , وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة
    ثم أما بعد : قال تعالى " أفلا يتدبرون القرأن "...
    وفي محاولة لتدبر القرأن العظيم نعيش مع مبادئ الإسلام العظيمة
    ونبدأ بالتوحيد كأهم مبدأ من مبادئ الإسلام
    إذ عليه تقوم العقيدة الصحيحة للإنسان وبدونه تنهار العقيدة وينهار معها الإنسان ذاته
    ويعتمد هذا البحث على الكتاب (القرآن الكريم)
    والسنة المطهرة ( كتب الصحاح )
    والتفسير العلمي للآيات العلمية
    نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ويقبلنا ضمن قافلة الدعاة
    ومع الجزء الأول من القرآن العظيم
    ومبدأ التوحيد

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
    صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)

    ويبدأ الجزء الأول بهذه الآيات المنيرة من سورة الفاتحة ليؤكد مبدأ التوحيد من أول آية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به- فهو الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد

    المعبود بحق دون سواه – الرحمن الرحيم
    وقد علمنا ربنا أن نتجه له بالحمد , تبارك وتعالى بصفة كماله ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
    فهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.
    ومن هنا ندرك عالمية رسالة الإسلام , فهي من رب العالمين

    قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء

    أن الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أي أرسله رحمة لهم كلهم
    فمن قبل الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والآخرة ومن ردها وجحدها خسر الدنيا والآخرة

    للإيمان بالله وحده لاشريك له حلاوة في قلب المؤمن
    لايشعر بها إلا من أمن

    روى البخاري في صحيحه
    عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
    ‏"‏ ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ .

    والإيمان ( بالله وحده لاشريك له ) يستتبع أن تؤمن بكتبه التي أرسلها
    وأخرها القرآن الكريم
    وأن تؤمن بالملائكة واليوم الأخر وجميع رسله وأخرهم
    رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

    روى مسلم في صحيحه
    ‏عن ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏قال ‏ ‏بينما نحن عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذات يوم
    إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد
    حتى جلس إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه

    وقال يا ‏ ‏محمد ‏ ‏أخبرني عن الإسلام ؟
    فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ ‏الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن ‏ ‏محمدا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج ‏ ‏البيت ‏ ‏إن استطعت إليه سبيلا
    قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه !
    قال فأخبرني عن الإيمان ؟
    قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
    قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان ؟
    قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
    قال فأخبرني عن الساعة ؟
    قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل
    قال فأخبرني عن ‏ ‏أمارتها ‏ ؟
    ‏قال : أن تلد الأمة ‏ ‏ربتها ‏ ‏وأن ‏ ‏ترى الحفاة العراة ‏ ‏العالة ‏ ‏رعاء الشاء ‏ ‏يتطاولون ‏ ‏في البنيان
    قال ثم انطلق فلبثت ‏ ‏مليا ‏ ‏ثم قال لي يا ‏ ‏عمر ‏ ‏أتدري من السائل ؟ قلت الله ورسوله أعلم .!. قال : فإنه ‏ ‏جبريل ‏ ‏أتاكم يعلمكم دينكم

    ودلائل التوحيد كثيرة وإن شاء الله نتعرض لها في حينها
    ونورد على سبيل المثال الآيات التالية :

    أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ – 21
    لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ -22 ( الأنبياء )

    وقال تعالى في سورة المؤمنون

    مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ -91

    ****

    ومن الأمور العجيبة والمستغربة أن نرى أناس يتوجهون بالعبادة
    لغير الله , فمن الناس من يعبد البقر ومن الناس من يعبد الحجر
    ومن الناس من يعبد نبي أو ولي

    ومن الناس من ينكرون خالق الكون تكبرا منهم وعمى

    ولذلك جاءت رسالة الإسلام للناس كافة ,
    تأمرهم بعبادة الله وحده , وترك عبادة العباد ...
    فإن عبادة الله وحده تأتي لصالحنا نحن البشر,
    فهو الغني عنا وعن عبادتنا ,
    فهو الخالق العظيم الذي جعل لنا الأرض صالحة للعيش عليها , وانظروا إلى الكواكب الأخرى التي لم تسخر للعيش عليها
    وكيف كان حال الإنسان لو وجد على كوكب ليس به زرع يأكل منه , أو هواء يتنفسه , أو أنعام وطيور يأكل منها
    فهل يصح بعد هذا أن يتجه الإنسان إلى صنم ليعبده ويظن أن الصنم ينفعه ؟؟
    فهل يصح لعاقل أن يتجه بالعباده لمخلوق مثله مهما كانت مرتبته,
    ملك أو ولي أو نبي ؟؟
    فهل يصح للأنسان أن يتجه إلى الكواكب أو النجوم ليعبدها وهي مسخرة له ؟؟
    إن الدعوة إلى عباده الله وحده تحررنا من عبادة العباد
    وتجعل منا أحررا أعزة بالله , تنزع من قلوبنا الخوف من الأوهام

    وبهذا القدر من العلم لا يجب على الإنسان أن يجعل لله ندا يطلب منه الرزق والغفران
    فإن الله تعالى خلقنا وجعل بيننا أسبابا لتعيننا على إستمرارية الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
    فلا يعقل أن ينظر إلى تلك الأسباب على أنها الفاعلة
    ومثال بسيط على ذلك الشمس , خلقها الله وجعلها سببا لكثير من مظاهر الحياة على وجه الأرض
    فهل يعتقد عاقل أن الشمس هي الخالقة , إنها مسخرة مثلنا تماما , وهي طائعة للذي خلقها وخلقنا
    وقس على ذلك الأمور الأخرى
    فواقع الحال يقول

    " لا إله إلا الله "

    ولهذا الأمر الهام جاءت الآيات صريحة في أول سورة البقرة

    قال تعالى :

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ-21
    الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ-22

    نداء من الله للبشر جميعًا: أن اعبدوا الله الذي خلقكم ; فقد أوجدكم من العدم, وأوجد الذين من قبلكم; لتكونوا من المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه
    ربكم الذي جعل لكم الأرض بساطًا; لتسهل حياتكم عليها, والسماء محكمة البناء, وأنزل المطر من السحاب فأخرج لكم به من ألوان الثمرات وأنواع النبات رزقًا لكم, فلا تجعلوا لله نظراء في العبادة, وأنتم تعلمون تفرُّده بالخلق والرزق, واستحقاقِه العبودية.

    والى الجزء التالي إن شاء الله








  • #2
    رد: القرآن الكريم والتوحيد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مع الجزء الثاني من القرآن العظيم

    ومبدأ التوحيد

    سورة البقرة

    وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)
    دعوة إلى البشرية الحائرة أن تتوجه بالعبادة والدعاء إلى خالقها الحق , الرحمن الرحيم
    وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له, لا معبود بحق إلا هو, الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق, الرحيم بالمؤمنين

    وأيات الله تبارك وتعالى في الكون المنظور أمامنا كثيرة لا تعد ولا تحصى
    فإذا رأيت سيارة جميلة سئلت في أي مصنع صنعت ؟ ثم تدرك بعدها أن الذي صنعها إنسان خلقه الله ووضع في فطرته موهبة التصنيع , ثم خلق له المواد الخام مثل الحديد والبترول لكي يستخدمها في تكوين السيارة .
    وهذا المثال البسيط يدلك أن لكل صنعة صانع , ولكل المخلوقات خالق عليم حكيم
    وكما رأينا في المثال السابق دقة الصنعة تدلك على مقدرة الصانع ومدى علمه ..
    وتلفتنا الآيات التالية إلى النظر والتدبر في ملكوت السماوات والأرض
    والمتأمل في عظمة خلق السماوات والأرض يخر ساجد لله
    وتدور الأرض حول محورها دون شعور منا بهذه الحركة الدقيقة
    الناعمة , فكيف للأرض وهي جماد أن تدور بانتظام عبر ملايين السنين بهذه الدقة حيث ينشأ اليل والنهار
    وتدور في نفس الوقت في مدار حول الشمس وبنفس الدقة
    حيث تنشأ الفصول الأربعة
    ويختلف طول اليل والنهار مع هذا المدار
    أين المحرك لهذه الأرض ؟؟
    ومن يديره ؟؟

    ونهبط إلى الأرض ونرى العجب
    أولا البحار
    وتشمل أكثر من سبعين في المائة من مساحة الأرض
    وبها قوانين وضعها الله تعالى حتي تصلح لجريان السفن عليها

    ثانيا مياه الأمطار وتكوين الأنهار وعلاقة كل من الشمس والبحار والسحاب في منظومة علمية دقيقة لإستمرار الحياة على الأرض
    حيث تتبخر المياه من البحار ومن سطح الأرض بفعل حرارة الشمس
    مكونة السحاب الذي سخره الله بحيث لا ينفلت من الأرض
    وينقى الماء ثم يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار
    وتجري الأنهار وتتحرك يشرب منها جميع المخلوقات
    فقد نقاها خالقها لكي تصلح للشرب والري
    ولأنها أي مياه الأنهارمتحركة فهي لا تعطب
    وتتجه دائما لتصب في البحار

    وللحفاظ على مياه البحار من العطب وضع الله فيها
    الأملاح التي لا تتبخر مع الماء الصاعد إلى السحاب
    سبحان الخالق العظيم

    هذه هي أدلتنا المادية على قدرة الله تعالى
    فأين أدلة من يعبدون غير الله ؟
    وأين أدلة الملاحدة الذين لايعترفون بوجود الخالق الأعظم ؟
    وأين أدلة المشركين ؟

    وأسمعوا إلى كلام الله العليم الحكيم وهو يوجهنا إلى النظر إلى تلك الآيات

    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)

    إن في خلق السموات بارتفاعها واتساعها, والأرض بجبالها وسهولها وبحارها, وفي اختلاف الليل والنهار من الطول والقصر, والظلمة والنور, وتعاقبهما بأن يخلف كل منهما الآخر, وفي السفن الجارية في البحار, التي تحمل ما ينفع الناس, وما أنزل الله من السماء من ماء المطر, فأحيا به الأرض, فصارت مخضرَّة ذات بهجة بعد أن كانت يابسة لا نبات فيها, وما نشره الله فيها من كل ما دبَّ على وجه الأرض, وما أنعم به عليكم من تقليب الرياح وتوجيهها, والسحاب المسيَّر بين السماء والأرض -إن في كل الدلائل السابقة لآياتٍ على وحدانية الله, وجليل نعمه, لقوم يعقلون مواضع الحجج, ويفهمون أدلته سبحانه على وحدانيته, واستحقاقه وحده للعبادة.
    والدليل الأخر الذي معنا اليوم يشعر به كل مؤمن
    حين يرفع يده بالدعاء إلى الله , ويستجيب الله له
    فالإحسان كما ورد في الحديث في الجزء السابق – الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه
    فإن لم تكن تراه فإنه يراك
    هل رأيتم عقيدة أوضح من هذه ؟

    وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

    وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني, فإني قريب منهم, أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني, فليطيعوني فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه, وليؤمنوا بي, لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم ودنياهم

    وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ "قال الله تعالى‏:‏ يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني ، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة‏"‏ رواه الترمذي


    والى الجزء التالي إن شاء الله






    تعليق


    • #3
      رد: القرآن الكريم والتوحيد

      بسم الله الرحمن الرحيم

      مع الجزء الثالث من القرآن العظيم


      ومبدأ التوحيد


      سورة البقرة


      ومع أعظم آية في القرآن العظيم


      ( آية الكرسي )


      هل سألنا أنفسنا من يقوم بتسير هذا الملكوت العظيم من حولنا ؟


      هل سألنا من يدير أجهزة الأبدان في جميع الكائنات الحية ؟


      هل سألنا من يمد الأرض بالغذاء منذ ملايين السنين دون توقف ؟


      هل سألنا من يقوم بحفظنا ونحن نيام ؟


      هل سألنا من يقوم بهذا التوازن الدقيق بين العناصر التي يحتاجها الأنسان


      وأخرى يحتاجها النبات ؟ مثل الأكسجين والكربون


      هل سألنا إلى من نتوجه له بالدعاء ؟ ونطلب منه العون ؟
      والأسئلة كثيرة والنعم لا تعد ولا تحصى
      وتجيب الآيات عن قدرة الله الحي القيوم

      اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ

      لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ

      لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

      مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
      يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
      وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ

      وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا

      وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)

      الله لا إله إلا هو, الحيُّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله, القائم على كل شيء, لا تأخذه سِنَة أي: نعاس, ولا نوم, كل ما في السموات وما في الأرض ملك له, ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه, محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها, يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة, وما خلفهم من الأمور الماضية, ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه. وسع كرسيه السموات والأرض ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه, ولا يثقله سبحانه حفظهما, وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته, الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء.

      ****

      بعد هذا الوضوح في عقيدة التوحيد

      وهذه الآيات الإلهية لا يحتاج الأمر لإكراه الناس للدخول في دين الله تعالى

      إن العقل الحر المستنير والقلب المحب للخير يعتنق الإسلام دون إكراه

      لأنها رسالة الله الواضحة التي ترد على كافة الأسئلة التي تدور بفكره

      وتبين له ما لايستطيع بشر أن يبينه

      لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)

      لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يحتاج إلى الإكراه عليه, فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل, والهدى من الضلال. فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله, فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى, واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له. والله سميع لأقوال عباده, عليم بأفعالهم ونياتهم, وسيجازيهم على ذلك

      اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)

      الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه, يخرجهم من ظلمات الكفر, إلى نور الإيمان. والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله, يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر, أولئك أصحاب النار الملازمون لها, هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها.

      وتعالوا نرى نموذج من البشر وقد ادعى الربوبية .

      أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)

      هل رأيتم أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا, ويسلبها الحياة فتموت, فهو المتفرد بالإحياء والإماتة, قال: أنا أحيي وأميت, أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب; فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته, شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب

      *******

      سورة آل عمران

      اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)

      نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)

      نَزَّل عليك القرآن بالحق الذي لا ريب فيه, مصدِّقًا لما قبله من كتب ورسل, وأنزل التوراة على موسى علبه السلام, والإنجيل على عيسى عليه السلام من قبل نزول القرآن; لإرشاد المتقين إلى الإيمان, وصلاح دينهم ودنياهم, وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل.

      إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ (5)

      هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)

      إن الله محيط علمه بالخلائق, لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, قلَّ أو كثر.

      هو وحده الذي يخلقكم في أرحام أمهاتكم كما يشاء, من ذكر وأنثى, وحسن وقبيح, وشقي وسعيد, لا معبود بحق سواه, العزيز الذي لا يُغالَب, الحكيم في أمره وتدبيره.

      ******

      وتتأكد عقيدة التوحيد بكل البراهين والدلائل

      شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
      يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
      وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ

      وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا

      وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)

      الله لا إله إلا هو, الحيُّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله, القائم على كل شيء, لا تأخذه سِنَة أي: نعاس, ولا نوم, كل ما في السموات وما في الأرض ملك له, ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه, محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها, يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة, وما خلفهم من الأمور الماضية, ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه. وسع كرسيه السموات والأرض ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه, ولا يثقله سبحانه حفظهما, وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته, الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء.

      ****

      بعد هذا الوضوح في عقيدة التوحيد

      وهذه الآيات الإلهية لا يحتاج الأمر لإكراه الناس للدخول في دين الله تعالى

      إن العقل الحر المستنير والقلب المحب للخير يعتنق الإسلام دون إكراه

      لأنها رسالة الله الواضحة التي ترد على كافة الأسئلة التي تدور بفكره

      وتبين له ما لايستطيع بشر أن يبينه

      لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)

      لكمال هذا الدين واتضاح آياته لا يحتاج إلى الإكراه عليه, فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل, والهدى من الضلال. فَمَن يكفر بكل ما عُبِد من دون الله ويؤمن بالله, فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى, واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له. والله سميع لأقوال عباده, عليم بأفعالهم ونياتهم, وسيجازيهم على ذلك

      اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)

      الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه, يخرجهم من ظلمات الكفر, إلى نور الإيمان. والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله, يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر, أولئك أصحاب النار الملازمون لها, هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها.

      وتعالوا نرى نموذج من البشر وقد ادعى الربوبية .

      أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)

      هل رأيتم أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا, ويسلبها الحياة فتموت, فهو المتفرد بالإحياء والإماتة, قال: أنا أحيي وأميت, أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب; فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته, شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب

      *******

      سورة آل عمران

      اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)

      نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)

      نَزَّل عليك القرآن بالحق الذي لا ريب فيه, مصدِّقًا لما قبله من كتب ورسل, وأنزل التوراة على موسى علبه السلام, والإنجيل على عيسى عليه السلام من قبل نزول القرآن; لإرشاد المتقين إلى الإيمان, وصلاح دينهم ودنياهم, وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل.

      إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ (5)

      هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)

      إن الله محيط علمه بالخلائق, لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء, قلَّ أو كثر.

      هو وحده الذي يخلقكم في أرحام أمهاتكم كما يشاء, من ذكر وأنثى, وحسن وقبيح, وشقي وسعيد, لا معبود بحق سواه, العزيز الذي لا يُغالَب, الحكيم في أمره وتدبيره.

      ******

      وتتأكد عقيدة التوحيد بكل البراهين والدلائل

      شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)

      إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)
      شهد الله أنه المتفرد بالإلهية, وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم, على أجلِّ مشهود عليه, وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل, لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده, الحكيم في أقواله وأفعاله

      إن الدين الذي ارتضاه الله لخلقه وأرسل به رسله, ولا يَقْبَل غيره هو الإسلام, وهو الانقياد لله وحده بالطاعة والاستسلام له بالعبودية, واتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم, الذي لا يقبل الله مِن أحد بعد بعثته دينًا سوى الإسلام الذي أُرسل به. وما وقع الخلاف بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى, فتفرقوا شيعًا وأحزابًا إلا من بعد ما قامت الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب; بغيًا وحسدًا طلبًا للدنيا. ومن يجحد آيات الله المنزلة وآياته الدالة على ربوبيته وألوهيته, فإن الله سريع الحساب, وسيجزيهم بما كانوا يعملون.

      *******

      وهذه مظاهر يلفتنا إليها ربنا ليؤكد لنا أنه تعالى المتفرد بالملك والعطاء

      قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)

      تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)

      قل -أيها النبي متوجها إلى ربك بالدعاء-: يا مَن لك الملك كلُّه, أنت الذي تمنح الملك والمال والتمكين في الأرض مَن تشاء مِن خلقك, وتسلب الملك ممن تشاء, وتهب العزة في الدنيا والآخرة مَن تشاء, وتجعل الذلَّة على من تشاء, بيدك الخير, إنك -وحدك- على كل شيء قدير.

      ومن دلائل قدرتك أنك تُدخل الليل في النهار, وتُدخل النهار في الليل, فيطول هذا ويقصر ذاك, وتُخرج الحي من الميت الذي لا حياة فيه, كإخراج الزرع من الحب, وتُخرج الميت من الحي, وترزق من تشاء مَن خلقك بغير حساب.

      ****

      وقد أورد الله تعالى قول ( نبيه عيسى عليه السلام) في القرآن

      لإثبات أن عقيدة التوحيد هي عقيدة الأنبياء جميعا وأن دين الله واحد يدعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له

      إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)

      *****

      قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)

      قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى: تعالَوْا إلى كلمة عدل وحق نلتزم بها جميعًا: وهي أن نَخُص الله وحده بالعبادة, ولا نتخذ أي شريك معه, من وثن أو صنم أو صليب أو طاغوت أو غير ذلك, ولا يدين بعضنا لبعض بالطاعة من دون الله. فإن أعرضوا عن هذه الدعوة الطيبة فقولوا لهم - أيها المؤمنون - : اشهدوا علينا بأنا مسلمون منقادون لربنا بالعبودية والإخلاص. والدعوة إلى رسالة التوحيد
      ومن خصائص الآلهية , الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده
      والتعظيم والاجلال والخشية والدعاء والرجاء والإنابة

      والى الجزء التالي إن شاء الله

      هذا الموضوع منقووووووووووووووووول
      للفائدة




      تعليق

      يعمل...
      X