بسم الله الرحمن الرحيم
هذه سلسلة طيبة
لاخى الحبيب
على " حفظه الله"
وان شاء الله لعله ينضم الينا فى القريب العاجل
هذه السلسلة شبيه بكتاب
الشيخ سيد عفانى
الذى تحمل عنوان
أعلام وأقزام فى الاسلام
وهذه الحلقات مكونة من ست حلقات
تتناول مجموعة من المشاهير وأقولهم
وطريقة فكرتهم
التى عرقلت دور الدعوة
فكانوا هؤلاء
كالذين صدوا عن سبيل الله
مقدمة الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبى الأمى الكريم ثم أما بعد :
يقول الله تعالى
" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق"
عن حذيفة بن اليمان قال:
كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير،فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم, قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه يا رسول الله؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. قلت: وهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟
قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ،قلت: فماذا تأمرني أن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟
قال: فاعتزل تلك الفرقة كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
ظلت الأمة الإسلامية قروناً تقود الجماعة البشرية وتسيطر على العالم المتحضر إلا قليلاً وتتبوأ مركز الأمة الوسط بين العالمين ؛ كل ذلك بفضل إدراكها لتلك الكلمة العظيمة والعمل بمقتضاها وحقيقة مدلولها في واقع الحياة . ثم أخذ شأن الأمة الإسلامية في الانحطاط وحضارتها في الذبول ؛ وفقدت شيئاً فشيئاً ،مركزها المرموق ومنزلتها السامية ، ولم يكن لذلك من سبب إلا أن نور (لا إله إلا الله )قد خفت ،ومقتضياتها قد أهملت ، ومدلولاتها قد انحسرت .
ولما كانت كلمة (لا إله إلا الله ) هي روح هذه الأمة وسر وجودها ومنبع حياتها ،فإنها ظلت تفقد من ذاتيتها وأصالتها بمقدار ما تفقد من نور هذه الكلمة العظيمة حتى آل الأمر في العصور الأخيرة إلى الفقدان الكامل أو شبه الكامل .
وعندما تصاب أمة من الأمم بهذا المرض المدمر :"فقدان الذات" فإن أبرز أعراضه يتمثل في الانبهار القاتل بالأمم الأخرى والاستمداد غير الواعي من مناهجها ونظمها وقيمها .
وقد وقع ذلك في حياة الأمة الإسلامية تأويلاً لقوله صلى الله عليه وسلم (لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو أن أحدهم دخل حجر ضب لدخلتم ،وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه )
ولم يكن أخطر من هذا المرض إلا الجهل بحقيقته وعدم إدراك أسبابه فكان التشخيص الخاطئ سبباً في العلاج الخاطئ ،الذي جاء بمضاعفات جديدة .
ولقد خيل للأمة أن هذا الداء العضال يمكن مداواته باستعارات ساذجة ومظاهرجوفاء وترقيعات صفيقة تتلقاها جميعها من الكفار الذين أصبحت تخجل من أن تسميهم بهذا الاسم ، بل أسمتهم "العالم المتحضر" و "الأمم الراقية " !!
وكان استعدادنا الذاتي وقابليتنا للذوبان هما المبرر الأكبر للحرب النفسية الشرسة التي نسميها "الغزو الفكري" تلك التي استهدفت مقومات وجودنا وأسس أصالتنا .
وجاءت طلائع الغزو الفكري – كما هو الحال في سبل الشيطان – متعددة الشعارات ،متباينة الاتجاهات ،عليها من البهرجة والبريق ما يكفي لتضليل وإغراء أمة منبهرة مهزوزة .
فى هذه السلسلة نميط اللثام عن شخصيات وأعلام ، خدعونا بمعسول الكلام ، والبسوا الحق بالباطل وزرعوا فى عقولنا الأوهام ، يخدعون القارىء بواجهة دينية ثم يبدأون بسرد فكرهم الهدام ، ويعاونهم فى ذلك أعداء الاسلام ، ويشيدون بهم عبر وسائل الإعلام ، ويكرمهم الموالون للغرب من الحكام ، فيصبحون ابطال ويساويهم الناس بالصحابة الكرام ، فيتبارى فى نشر فكرهم أصحاب الاقلام ، فيتغلل فكرهم بين اوساط الشعوب الاسلامية ويصبح تقليدا بمرور الايام ، وتبنى لهم التماثيل والاصنام ، فصار من يتطاول على شرعة رب الأنام ، علما من الاعلام ، ورمزا من رموز الاسلام ، وما هم الا دعاة ..... دعاة على أبواب جهنم .
وقد يخرج علينا البعض ويدافع عن من ماتوا منهم ويقول
( وما ادراك لعلهم قد تابوا قبل موتهم )
واضع رد الشيخ والمفكر الاسلامى محمد اسماعيل المقدم على هؤلاء يقول الدكتور محمد اسماعيل : هذا فهم قاصر لمعنى التوبة في حق هؤلاء فإن من شرط توبتهم أن يتوبوا عن مظالمهم وان يقلعوا عن غيهم ويتبرأوا مما بدر منهم في حق دين الحق ويندموا على ما بارزوا به الإسلام والمسلمين ويعلنوا ذلك على الملأ .
وقد يقول قائل : " لعلهم تابوا ولكن حيل بينهم وبين إعلان توبتهم"
قال صلى الله عليه وسلم ..... وإنما الأعمال بالخواتيم
والخواتيم مغيبة فلهذا كان من أصول أهل السنة عدم الحكم لمعين بالجنة ولا الحكم على معين بالنار إلا بنص من الوحي ولكن هذا لم يمنعهم من أن يجروا أحكام الإسلام على من كان يظهر الإسلام في الدنيا وأحكام الكفر على من أظهره في الدنيا وانشرح به صدره ولم يمنعهم ذلك أيضاً من أن يحذروا من ضلال المضلين وتلبيس الملحدين مع علمهم بأن الخواتيم مغيبة إذ إن ذلك من واجبات الديانة
تعليق