بسم الله الرحمن الرحيم
********************
باسمك اللهم نبدأ, اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد.
علمنا أنه لم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم تعيين الأسماء الحسنى أو سردها فى نص واحد , وأن سر الأسماء فى حديث الترمذى مما جمعه الوليد بن مسلم باجتهاده أو عن شيوخه من أهل الحديث .
وبعد بحث طويل وجهد كبير فى إستخراج الشروط المنهجية أو القواعد الأساسية لإحصاء الأسماء ألإلهية التى تعرف الله عز وجل بها الى عباده , يمكن حصر هذه القواعد فى خمسة شروط لازمة لكل إسم من الأسماء الحسنى
الشرط الأول :
***************
ثبوت النص فى القرآن أو صحيح السنة .
ورود الاسم نصا فى القرآن أو ما ثبت فى صحيح السنة وهذا الشرط مأخوذ من قوله عز وجل ( وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها )
ووجه الدلاله أن لفظ الأسماء الحسنى يدل على أنها معهودة موجودة , فالألف والام هنا للعهد , ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الأشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون الإ لشئ موجود معهود , ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه كتاب الله وما صح بالسند المتصل المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الامام النووى :
(وقد إتفق علماء الأمة رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخارى ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول ).
وهو ما سوف نستند إليه فى موضوعنا هذا بإذن الله وحوله وقوته .
الشرط الثانى :
***********
علمية الإسم وإستيفاء العلامات اللغوية .
لابد أن يرد الإسم فى النص مرادا به علمية الإسم , أى مميزا بعلامات الإسمية المعروفة فى اللغة , لأن القرآن نزل بلغة العرب وخاطبهم الله عز وجل على ما يعرفونه من قواعدها وأصولها.
ويتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات لغوية أساسية معروفة وهم :
************************************************** **
1 - كأن يدخل عليه حرف الجر , كما ورد فى قوله ( وتوكًل على الحىَ الّذى لا يموت )
2 - أو أن يرد الإسم منونا ,فالتنوين من العلامات الإسمية , كما ورد فى قوله تعالى ( بلدة طيبة وربُ غفور )
3 - أو تدخل عليه ياء النداء , كما ورد فى صحيح البخارى من حديث أنس رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله وكل فى الرحم ملكا فيقول : يا ربّ علقة , يا ربّ مضغة )
4 - أو ان يكون الإسم معرفا باللألف والام , كما فى قوله تعالى ( سبَح اسم ربَك الأعلى )
5 - أو يكون المعنى مستندا إليه محمولا عليه , كما ورد فى قوله تعالى ( الرحمن فاسال به خبيرا )
ووجه الإستدلال أنه سبحانه قال: ولله الأسماء , وأيضا قال : فله الأسماء . ولم يقل : ولله الأوصاف الحسنى أو فله الأفعال الحسنى .
وشتان بين الأسماء والأوصاف عند سائر العلماء , فالوصف لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بموصوفه , والفعل لا يتم الإ بفاعله , إذ لا يصح .
أن نقول : الرحمة استوت على العرش , أو العزة أجرت الشمس , فهذه كلها أوصاف لا تقوم بنفسها بخلاف الأسماء الدالة على المسمى الذى اتصف بها ولذلك الله تعالى : ( الرَحمن على العرش استوى ) .
و عليه فإن كثيرا من الإسماء المشتهرة على ألسنة الناس هى فى الحقيقة أوصاف وأفعال وليست من الأسماء الحسنى .
الشرط الثالث
***************
إطلاق الاسم دون إضافة أو تقييد .
يجب أن يرد الإسم فى سياق النص مفردا مطلقا دون إضافة مقيدة أو قرينة ظاهرة تحد من الإطلاق وذلك بأن يفيد المدح والثناء على الله بنفسه , لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر ما أضيف إليه الاسم أو قيد به .
ويدخل فى معنى الإطلاق إقتران الاسم بالعلو المطلق , لأن معانى العلو جميعها سواء علو الشأن أو علو القهر أو علو الذات والفوقية هى فى حد ذاتها إطلاق .
فقال تعالى : ( والله على كل شئ قدير )
( وكان الله على كل شئ مقيتا )
( وهو على كل شئ شهيد )
الشرط الرابع :
*************
دلالة الإسم على الوصف
أن يكون اسما على مسمى , أسماء الله لا تكون حسنى بلا معنى , فلابد من دلالتها على المعنى الذى تضمنه كل اسم والذى يختلف عن الاخر , ودليل ذلك قوله تعالى :( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) .
( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) .
فكلها تدل على مسمى واحد , ولا فرق بين الرحمن أو الرحيم أو الملك أو القدوس أو السلام أو المؤمن أو المهيمن أو الجبار إلى آخر ما ذكر من أسمائه الحسنى فى الدلالة على ذاته , فهى من جهه العلمية مترادفة .
أما من جهة دلالتها على الوصفية فهى متنوعه ومختلفة ,ووجه الأستدلال أن دعاء الله بها مرتبط بحال العبد وما يناسب حاجته واضطراره .
الشرط الخامس :
*************
دلالة الوصف على الكمال المطلق .
يشترط فى إحصاء الأسماء الحسنى أن يكون الوصف الذى دل عليه الإسم فى غاية الجمال والكمال , فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسما إلى كمال أو نقص أو يحتمل شيئا يحد من إطلاق الكمال والحسن .
والله لا يتصف إلا بالكمال المطلق الذى لا نقص فيه بوجه من الوجوه كالحياة والعلم والقدرة , والسمع والبصر والرحمة, وغير ذلك من أوصاف الكمال.
أما ضد ذلك من أوصاف النقص كالموت والعجز والظلم واسنة والنوم فالله منزه عنها, أما اذا كان الوصف عند تجرده عن الإضافة فى موضع احتمال , فكان كمالا فى حال ونقصا فى حال فلا يصح فيه إطلاق الاسم على الله أو حتى الوصف دون تقييد .
مثال على ذلك : ( ومكروا ومكر الله والله خيرُ الماكرين ) آل عمران : 54
المكر هو التدبير فى الخفاء بقصد الإساءة أو الإيذاء وهذا قبيح مذموم , أو بقصد الإبتلاء والجزاء وهذا ممدوح محمود , ولهذا لا يصح إطلاق الماكر أسما أو وصفا فى حق الله عز وجل دون تخصيص , وقد نسب الله عز وجل المكر إلى نفسه مقيدا فى مقابل مكر الكافرين .
اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما .
***********************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى
********************
باسمك اللهم نبدأ, اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد.
علمنا أنه لم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم تعيين الأسماء الحسنى أو سردها فى نص واحد , وأن سر الأسماء فى حديث الترمذى مما جمعه الوليد بن مسلم باجتهاده أو عن شيوخه من أهل الحديث .
وبعد بحث طويل وجهد كبير فى إستخراج الشروط المنهجية أو القواعد الأساسية لإحصاء الأسماء ألإلهية التى تعرف الله عز وجل بها الى عباده , يمكن حصر هذه القواعد فى خمسة شروط لازمة لكل إسم من الأسماء الحسنى
الشرط الأول :
***************
ثبوت النص فى القرآن أو صحيح السنة .
ورود الاسم نصا فى القرآن أو ما ثبت فى صحيح السنة وهذا الشرط مأخوذ من قوله عز وجل ( وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها )
ووجه الدلاله أن لفظ الأسماء الحسنى يدل على أنها معهودة موجودة , فالألف والام هنا للعهد , ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الأشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون الإ لشئ موجود معهود , ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه كتاب الله وما صح بالسند المتصل المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الامام النووى :
(وقد إتفق علماء الأمة رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخارى ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول ).
وهو ما سوف نستند إليه فى موضوعنا هذا بإذن الله وحوله وقوته .
الشرط الثانى :
***********
علمية الإسم وإستيفاء العلامات اللغوية .
لابد أن يرد الإسم فى النص مرادا به علمية الإسم , أى مميزا بعلامات الإسمية المعروفة فى اللغة , لأن القرآن نزل بلغة العرب وخاطبهم الله عز وجل على ما يعرفونه من قواعدها وأصولها.
ويتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات لغوية أساسية معروفة وهم :
************************************************** **
1 - كأن يدخل عليه حرف الجر , كما ورد فى قوله ( وتوكًل على الحىَ الّذى لا يموت )
2 - أو أن يرد الإسم منونا ,فالتنوين من العلامات الإسمية , كما ورد فى قوله تعالى ( بلدة طيبة وربُ غفور )
3 - أو تدخل عليه ياء النداء , كما ورد فى صحيح البخارى من حديث أنس رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله وكل فى الرحم ملكا فيقول : يا ربّ علقة , يا ربّ مضغة )
4 - أو ان يكون الإسم معرفا باللألف والام , كما فى قوله تعالى ( سبَح اسم ربَك الأعلى )
5 - أو يكون المعنى مستندا إليه محمولا عليه , كما ورد فى قوله تعالى ( الرحمن فاسال به خبيرا )
ووجه الإستدلال أنه سبحانه قال: ولله الأسماء , وأيضا قال : فله الأسماء . ولم يقل : ولله الأوصاف الحسنى أو فله الأفعال الحسنى .
وشتان بين الأسماء والأوصاف عند سائر العلماء , فالوصف لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بموصوفه , والفعل لا يتم الإ بفاعله , إذ لا يصح .
أن نقول : الرحمة استوت على العرش , أو العزة أجرت الشمس , فهذه كلها أوصاف لا تقوم بنفسها بخلاف الأسماء الدالة على المسمى الذى اتصف بها ولذلك الله تعالى : ( الرَحمن على العرش استوى ) .
و عليه فإن كثيرا من الإسماء المشتهرة على ألسنة الناس هى فى الحقيقة أوصاف وأفعال وليست من الأسماء الحسنى .
الشرط الثالث
***************
إطلاق الاسم دون إضافة أو تقييد .
يجب أن يرد الإسم فى سياق النص مفردا مطلقا دون إضافة مقيدة أو قرينة ظاهرة تحد من الإطلاق وذلك بأن يفيد المدح والثناء على الله بنفسه , لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر ما أضيف إليه الاسم أو قيد به .
ويدخل فى معنى الإطلاق إقتران الاسم بالعلو المطلق , لأن معانى العلو جميعها سواء علو الشأن أو علو القهر أو علو الذات والفوقية هى فى حد ذاتها إطلاق .
فقال تعالى : ( والله على كل شئ قدير )
( وكان الله على كل شئ مقيتا )
( وهو على كل شئ شهيد )
الشرط الرابع :
*************
دلالة الإسم على الوصف
أن يكون اسما على مسمى , أسماء الله لا تكون حسنى بلا معنى , فلابد من دلالتها على المعنى الذى تضمنه كل اسم والذى يختلف عن الاخر , ودليل ذلك قوله تعالى :( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) .
( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) .
فكلها تدل على مسمى واحد , ولا فرق بين الرحمن أو الرحيم أو الملك أو القدوس أو السلام أو المؤمن أو المهيمن أو الجبار إلى آخر ما ذكر من أسمائه الحسنى فى الدلالة على ذاته , فهى من جهه العلمية مترادفة .
أما من جهة دلالتها على الوصفية فهى متنوعه ومختلفة ,ووجه الأستدلال أن دعاء الله بها مرتبط بحال العبد وما يناسب حاجته واضطراره .
الشرط الخامس :
*************
دلالة الوصف على الكمال المطلق .
يشترط فى إحصاء الأسماء الحسنى أن يكون الوصف الذى دل عليه الإسم فى غاية الجمال والكمال , فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسما إلى كمال أو نقص أو يحتمل شيئا يحد من إطلاق الكمال والحسن .
والله لا يتصف إلا بالكمال المطلق الذى لا نقص فيه بوجه من الوجوه كالحياة والعلم والقدرة , والسمع والبصر والرحمة, وغير ذلك من أوصاف الكمال.
أما ضد ذلك من أوصاف النقص كالموت والعجز والظلم واسنة والنوم فالله منزه عنها, أما اذا كان الوصف عند تجرده عن الإضافة فى موضع احتمال , فكان كمالا فى حال ونقصا فى حال فلا يصح فيه إطلاق الاسم على الله أو حتى الوصف دون تقييد .
مثال على ذلك : ( ومكروا ومكر الله والله خيرُ الماكرين ) آل عمران : 54
المكر هو التدبير فى الخفاء بقصد الإساءة أو الإيذاء وهذا قبيح مذموم , أو بقصد الإبتلاء والجزاء وهذا ممدوح محمود , ولهذا لا يصح إطلاق الماكر أسما أو وصفا فى حق الله عز وجل دون تخصيص , وقد نسب الله عز وجل المكر إلى نفسه مقيدا فى مقابل مكر الكافرين .
اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما .
***********************************************
نقلا عن كتاب : أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
للدكتور : محمود عبد الرازق الرضوانى