الحوار كان مباشرا و مفتوحا للجمهور على موقع " إسلام أون لاين " , و أعتذر عن التنسيق .
المصدر :
http://www.islamonline.net/livefatwa...GuestID=3xp8vw
الإخوة والأخوات الكرام.. نعم، لقد بدأ الحوار، وستتوالى الإجابات تباعاً إن شاء الله.
ونرجو من الإخوة والأخوات الزوار مراعاة الالتزام بموضوع الحلقة، حيث إنه حول " نقاش حول السلفية المعاصرة"، ونعتذر عن عدم الإجابة على الأسئلة التي تصلنا خارج الموضوع.
ونرحب بأية أسئلة في موضوع الحوار.
وكذلك ننبه إلى أن إدخال الأسئلة للضيف يتم من خلال العلامة الوامضة بجوار "إدخال الأسئلة" في أعلى الصفحة أثناء التوقـــيت المحـــدد للحوار فقط.
هل استطاعت السلفية المعاصرة تقديم نموذج عملي للشخصية المسلمة الفاعلة في المجتمع؟ بمعنى: هل التطبيقات التربوية لديها تستطيع الاندماج في حضارة اليوم بكل فروعها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا؟
بداية من المهم أن نتفق على أن الحديث هنا هو عن (السلفية) بمعناها في الداخل الإسلامي، باعتبارها الامتداد الطبيعي لمدرسة أهل الحديث، من حيث طبيعة التركيز على النقاء العقدي في التعامل مع المختلفين داخل الصف الإسلامي، ومن حيث الاعتماد على مرجعية السلف في التعاطي مع كل القضايا والشئون.
بهذا المعنى ربما لم تنجح غالبية المدارس السلفية في خلق نموذج فاعل ومندمج مع المجتمع، لكون الفرد السلفي متحفظا على كثير من منتجات الحضارة الإنسانية التي صارت ـ قسراًـ جزءا من مفردات حياتنا اليومية.. فمثلاً ثمة تحفظ على الحياة السياسية بمعناها الديمقراطي التعددي، وثمة تحفظ على كثير من أدوات عمل الاقتصاد الحديث، وثمة مدافعة غير مدروسة لمنتجات العولمة على الصعيد الاجتماعي.
وكل ذلك يقلل ـ بالضرورة ـ من فاعلية الفرد في الاندماج بمؤسسات المجتمع.
هل الفكر السلفي استطاع بناء لبنة في توحيد فصائل العمل الإسلامي؟ وكيف نفهم الهجوم الشديد على عمرو خالد لدرجة تكفير الرجل؟ وكيف نستوعب اتهامهم للإخوان، وقولهم: إن محاربة الإخوان مقدمة على محاربة اليهود والنصارى؟
لا أظن أن ثمة شريحة ممثلة في السلفية ـ لها اعتبارها ـ تقول: إن محاربة الإخوان مقدمة على محاربة اليهود والنصارى!.
ثمة في (السلفية) من يقول: إن محاربة الشيعة أهم من محاربة اليهود والنصارى.. نعم.. أما محاربة (الإخوان) فلا أظن أن أحد العقلاء السلفيين قال بها.. ربما كان القول مجرد مماحكة سجالية ليس إلا، ولا يعبر عن حقيقة موقف.
أما (هل الفكر السلفي استطاع بناء لبنة في توحيد فصائل العمل الإسلامي؟) فرأيي أن المدارس السلفية ـ والحديث دوماً عن الغالب والسائد ـ هي مدارس عقائدية.. والمنظومات العقائدية هي بطبيعتها منظومات انشطارية لا توحيدية.. هذا لا ينطبق فقط على (السلفية)، بل على كل المنظومات العقائدية، مثل الماركسية التي هي بطبيعتها انشطارية، فنجد أن في كل دولة أو قطر ثمة عدة أحزاب وحركات ماركسية (في العراق بين عامي 1945 و1960 كان هناك أكثر من 12 حزبا وحركة ماركسية).
والمدارس السلفية كذلك في داخلها مخزون انشطاري ذاتي، نلاحظه في وجود عدة فصائل وتنوعات، والمدارس السلفية في كل دولة (السلفيون في الكويت اليوم أكثر من خمسة تيارات)، وتتعامل هذه الفصائل بحدة أحياناً مع بعضها البعض.
وما الحديث بحدة تجاه عمرو خالد إلا لبنة هذه الغلظة ـالغالبةـ في التعامل مع المخالفين باعتبار التمايز التفصيلي في العقيدة والطريقة والمنهج.
المقصود طبعاً بالعقائدية هي تلك التي يكون المعيار العقائدي التفصيلي (جزئيات العقيدة) هو المعيار الرئيس للانضمام والافتراق.
هل حمل الناس على رأي فقهي واحد هو الامتداد الطبيعي للسلف الصالح؟ بمعنى هل نفي الآخر هو منهج إسلامي صحيح؟ وما قولكم في القاعدة الفقهية التي أوردها الإمام السيوطي: "الأمر المختلف فيه لا يُدعى إليه"؟ وهل تطبقها الحركة السلفية المعاصرة؟
أحياناً الغلظة والشدة التي تبديها بعض المدارس السلفية تسهم في التشويش على المختلفين معها في فهم طبيعة محددات هذه المدرسة.
ما أفهمه أن السلفية ـ ببعدها النظري ـ لا تحمل الناس على رأي فقهي واحد (إلا ما يكون ـ ربما ـ تجاوزاً فردياً من بعضهم).. ولكنها لا تقبل الخلاف خارج الأقوال المتداولة في الفقه المعتبر عن السلفيين.. فإذا اختلف أئمة السلف على ثلاثة أقوال في مسألة ما حينئذ يتعذر ـ مهما كان الرأي الغالب لبعضهم ـ إذا كنتَ تدور في إطار هذه الأقوال.. لكن لا يجوز لك الاجتهاد اليوم بإحداث قول رابع تحت ذريعة اختلاف طبيعة المسألة المبحوثة واختلاف معطياتها، وهنا تكمن ـ في رأيي ـ المشكلة، لكون ذلك يحد كثيراً من حرية الاجتهاد، ويجعلنا مأسورين في إطار فهم تاريخي لبعض النصوص لا يجوز لنا الخروج عنه.
وهذا الفعل في رأيي يقلل من قداسة النص المقدس (القرآن والسنة) باعتبار ملاءمتهم لكل زمان ومكان، وباعتبار قدرة النص على المواءمة والتعاطي مع كل المستجدات، دون أن نكون مقصورين على فهم تاريخي لبعض المسائل التي ربما كانت محدودة التطبيقات في السابق (كمسائل السياسة والاقتصاد)، والتي شهدت اليوم انفجاراً هائلا في الاتساع والامتداد والتنوع، ودخلها كم هائل من التفاصيل والمعطيات لم تكن حاضرة في الفضاء التداولي عند (الشيخ) الذي أفتى بالمسألة في القرن الثالث أو الرابع الهجري.
كثير من شيوخ السلفية مثل ربيع المدخلي يهاجم شيوخاً وعلماء أفاضل، وتتداول كتبهم لدى الناشئة، ولا يفهمون إلا رأيهم، ولا يتيحون للآخر التواجد.. إما معنا أو علينا، ما رأيكم؟
هذا صحيح.. هذه المجموعة والتي يُحسب عليها ربيع مدخلي (ويسميها البعض اصطلاحاً بالجامية) هي من أكثر من ينتسب للمدرسة السلفية غلواً، وهي تحمل نفساً إرجائياً، حيث تجريد المسلم من المحاسبة بالفعل، والاتكاء على الاعتقاد والإيمان القلبي والقول باللسان.. وكثير من أفراد هذه المجموعة محسوبون سياسياً على السلطة، لكونهم متخصصين في الطعن ونقد وتجريح الإسلاميين ـ بما فيهم كثير من السلفيين ـ وفي ذات الوقت تنزيه السلطة من أي خطأ.. هذه مجموعات يغلب عليها الدخول في معطف السلطة، ويقوم بعضهم بأدوار سياسية غير نزيهة، وهم على خصومة حادة مع كثير من المدارس السلفية الأخرى.
المعيار عند هذه المجموعة في الولاء والبراء داخل الصف المسلم ـ في كثير من الأحيان ـ ليس عقدياً بقدر ما هو قائم على مقدار ولائك للسلطة من عدمه.
هل هناك مساحات لمراجعة ما وصل إليه خطاب التدين السلفي السعودي من شكلانية في الفقه وتصادمية وتكفير في العقيدة؟ وهل يحس الدعاة السعوديون بأزمة في خطاب تدينهم؟
في السعودية يجري حراك ديني كبير.. وهناك قدر جيد من التنوع في الآراء، وقدر جيد من المطالبات بتجديد الخطاب الديني، وهناك ثراء نسبي في نقد الظاهرة الدينية بالسعودية على مستوى الممارسات والأفكار والمعايير.
المشكلة أن كثيراً من هذا الحراك لا يجري في قنوات إعلامية متابعة عربياً.. لذا لا يرى كثير من الإخوة العرب المهتمين بالظاهرة الدينية أن ثمة تنوعات تذكر داخل الظاهرة الدينية السعودية، ويظن أن التيار الديني في السعودية هو تيار (سلفي) هكذا بالجملة، دون النظر إلى كثير من التنوعات داخل الإطار السلفي، من سلفية تقليدية تحوي عدداً من التنوعات والمدارس، إلى سلفية حركية تحوي بعض التنوعات أيضاً، إلى تيار الإخوان المسلمين في السعودية، إلى مجموعات مختلفة أخرى.
أيضاً بدأ يتشكل تيار إسلامي جديد بات يسميه خصومه اليوم (تياراً عقلانياً) أو (تياراً عصرانياً أو تنويرياً) وسوى ذلك، وهذا التيار يتكئ على كثير من الانفتاح والمرونة الفقهية والفكرية والسياسية.
وفق هذا التنوع الإيجابي.. ثمة كثير من المراجعات والتحولات والنقد والرغبة في تطوير الخطاب والفهم.
مفهوم السلفية مفهوم غامض، وللأسف يفهمه الكثيرون على أنه تشدد بلا اعتبار للآراء الفقهية، هل هناك محاولة إصلاحية لهذا المفهوم في إطار من الوسطية؟
أوضحت فهمي لمصطلح (السلفية) ابتداءً في سؤال سابق، ووفق التنوعات داخل الصف السلفي وخارجه (تحدثت عنه في سؤال سابق أيضاً) تجري محاولات جيدة من قِبل بعض السلفيين لتجاوز مأزق الخطاب السلفي في كثير من القضايا.
أظن أن المسار العام للظاهرة الدينية في السعودية يأخذ منحًى إيجابياً باتجاه الانفتاح.
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الفاضل
نعيش في المغرب حربا شعواء من طرف إخوتنا السلفيين على أكبر تنظيم إسلامي في المغرب، ألا وهو جماعة العدل والإحسان، بتهمة البدعة والضلالة... فهل يعقل أن يصدر هذا الأمر من مسلم ضد أخيه المسلم وأمام الملأ؟
أرجو التوسع في هذا الباب، وجزاكم الله خيرا.
لكون المعيار العقائدي التفصيلي هو المنطلق في تقييم المدارس السلفية ـ في غالبها ـ للآخرين.. يمكن لنا أن نتفهم طبيعة هذه الحرب التي يديرها كثير من السلفيين على خصومهم.
التفهم هنا لا يعني التبرير.. بل هو ـ في رأيي ـ فعل سلبي بامتياز.. ولا يصب إلا في صالح تفريق الجسد الإسلامي الكبير، وتشتيت بوصلته من أن تتجه إلى القضايا الكبرى كالإصلاح السياسي، والتنمية الاقتصادية، والحد من الفقر، ووقف نهب المال العام، والحفاظ على الهوية وسط طوفان الانفتاح الإعلامي الذي تتكثف في داخله كثير من مسببات التفكك الأسري، والانحلال الاجتماعي، والانحراف الأخلاقي.. وترك كل هذه القضايا الكبرى والانشغال بقضايا التبديع والتفسيق والتضليل، وإشعال الحروب الكلامية ضد الإسلاميين.
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل
ما موقف الحركة السلفية التجديدية من قضايا الفن؛ مثل: الموسيقى والغناء والتمثيل والرسم التشكيلي...إلخ؟
لا أدري بالضبط ما تقصده بـ(الحركة السلفية التجديدية)، ولكن فيما يخص غالب المدارس السلفية هي لا تضع للفنون قيمة تذكر في تكوين الذات الإنسانية وإشباع حاجاتها؛ لذا يبدو أن ثمة تهميشاً لكل الفنون (حتى ما يرون إباحته منها).
وقد صدرت حديثاً دراسات من أوساط محسوبة على السلفية، كالكتاب الضخم للباحث السلفي المعروف عبد الله الجديع حول الغناء والموسيقى، وقد توصل بعد دراسة مستفيضة إلى جوازها.. إضافة للكتاب الضخم ـ أيضاً ـ الذي أصدره قبلا الدكتور سالم الثقفي، وهو بروفيسور سابق في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، وكانت أيضاً حول الموسيقى والغناء، وتوصل أيضاً إلى جوازها وحليّتها.
أظن أن هذين الاستثناءين الأهم في رؤية المدرسة السلفية للفنون، والتي يتفق بقيتها على تحريم الموسيقى والغناء، وتحريم رسم ذوات الأرواح، وبعضهم يرى حتى تحريم التصوير الفوتوغرافي لذوات الأرواح ـ ربما تضاءل حضور هذا القول مؤخراً ـ، وتهميش قيمة الفنون الأخرى وإن رأوا جوازها.
في ظل الفوضى التي يعيشها العالم بعد انتشار ما يسمى بـ(الإرهاب) تشكلت صورة ذهنية سلبية عن السلف والسلفيين، باعتبار أنهم متشددون في الدين، فكيف يمكن تغيير الصورة الذهنية عن مفهوم السلف، وإرجاعه إلى المفهوم الصافي النقي كما فهمه سلفنا الصالح؟
ظاهرة العنف أو الإرهاب هي في رأيي ظاهرة كبيرة ومعقدة.. وثمة عوامل عدة أدت إلى اشتعال الفتيل العنفي في العالم الإسلامي.. منها عوامل سياسية ناتجة عن تضخم الهيمنة الغربية والأمريكية على العالم العربي، والانحياز المفرط لإسرائيل، إضافة لدعم القوى التغريبية والعلمانية في المجتمعات العربية، وأيضاً بسبب الاستبداد السياسي الطاغي في العالم العربي.
لكن من المهم التأكيد على أن هذا العنف اتكأ أيضاً ـ وكان من دوافعه- على تراث عقدي أصيل ومتجذر في المنظومة العقائدية والفقهية السلفية، وإن كان بعضه في مرحلة كمون وتضاؤل.
أي.. ثمة مخزون نظري يشرّع للعنف، لكنه كان في فترة كمون نسبي.. الفعل السياسي الغربي كان هو المهيج لهذه الكوامن العقدية، وهو من أشعل الفتيل بهذا المخزون العقدي المتفجر.
أظن أن هذا العنف شكل دافعاً إيجابياً لإجراء عملية مراجعة صميمة للتراث العقدي عند عدد من الشخصيات والمدارس السلفية.
ألا يتفق معي أ. نواف في أن مساحة الولاء والبراء ضمن علوم العقيدة قد تضخمت بقوة خلال العشرين عاما الأخيرة ، لدرجة أنها باتت تهدد خصائص الدين الإسلامي؟
وألا تتفق معي في أن هذا التضخم غير الصحي قد انفردت به خبرة التدين في المملكة السعودية بصورة خاصة؟
وألا تتفق معي في أن هذا التضخم ارتبطت به محاولات تصدير هذا النموذج على نحو ما يشكو منه قادة العمل الإسلامي في الغرب من اشتراط الدعم السعودي بتوزيع الكتب وبخاصة العقيدة؟
لا أعلم جوابك مسبقا.. لكن لو اتفقت معي؛ فما أفق الحل؟
هذا موضوع كبير.. ويحتاج إلى تفصيل موسع ربما لا يسعه هذا المكان.
ولكن بالمجمل أنا أتفق معك في معظم ما ذكرت.. تضخم مساحة الولاء والبراء بات واضحاً في أدبيات التيارات السلفية، وبالذات عند السلفية الجهادية.
لكن إذا كان الحديث عن السعودية، فإن هذا التضخم ـ الذي أعادت بعض أجنحة الصحوة إنتاجه وضخه في العشرين سنة الماضية ـ كان يتكئ في غالبه على أساس تنظيري واسع هو نتاج مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي يصطلح بعض الباحثين على تسميتها بـ(الوهابية)..
أظن أن كثيراً من التضخم الحاصل في مساحة الولاء والبراء والتكفير والعنف على المخالفين كان بسبب العودة (الصادقة) والمنهجية للأصول الوهابية في التعامل مع المختلفين من المسلمين ومن خارجهم.. وهذه الأدبيات مدونة وموجودة في مجلدات كبيرة تحت مسمى (الدرر السنية)، وتحوي كل كتب ورسائل أئمة الدعوة النجدية من الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحتى الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية السابق للشيخ عبد العزيز بن باز.
وهي تُعد مخزوناً عقائدياً كبيراً للتيارات السلفية الجهادية في السعودية وفي خارجها.. ولو ترى مثلا الإنتاجات النظرية لجماعة الجهاد المصرية تجد أن كثيراً منها يتكئ على أقوال أئمة الدعوة النجدية.. كذلك الكتب المؤسسة للتيارات الجهادية الأخرى ككتب عصام برقاوي ـ أبو محمد المقدسي ـ (ملة إبراهيم/ والكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية) هي مليئة بالاستدلال بأقوال وأحكام أئمة الدعوة النجدية.
أما مسألة تصدير هذا النموذج فأنا أتفق معك في أن (القوة المالية) كان لها أثر كبير في ترويج هذه الأفكار وتصديرها لدول أخرى، وأنه ـ في أحايين كثيرة ـ كانت ثمة اشتراطات للدعم تتكئ على الالتزام بالمنهج السلفي بدقائقه.
لماذا جماعة السلفية المعاصرة لا يهتمون بالجانب السياسي مع العلم أنه يعتبر ضمن جهاد الكلمة وجهاد النفس ونحن مطالبون بالتضحية وبالجهاد؟
إذا ما تحدثنا عن (السلفية) باعتبارها مدرسة داخل الصف الإسلامي ـ كما في التقسيم الذي أشرت له سابقاً ـ فيمكن الحديث عن بعض التنوعات داخلها وفقاً للتالي:
ثمة (سلفية تقليدية): يمكن أن تضم كثيراً من حركات السلفية الجهادية، إضافة إلى قطاع عريض في الأوساط السلفية يمكن تسميته بالسلفية السلطوية أو الحكومية، وهي موجودة وفاعلة في كثير من الدول العربية.
إضافة إلى أن ثمة (سلفية حركية) باتت حاضرة وبفاعلية في العقود الأخيرة من مثل: (الجماعة الإسلامية) في مصر، والحركة السلفية في الكويت، وجمعية الأصالة في البحرين، وجبهة الإنقاذ في الجزائر، والسلفية الحركية في السعودية... وسواها.
طبعاً ثمة تداخل بين السلفيتين (التقليدية) و(الحركية) في بعض المسارات، وبالذات عند التيارات السلفية الجهادية التي هي ـ في كثير من الأحيان ـ خليط من حركيين وتقليديين.
لذا.. فإن قطاعاً مهماً من السلفيين (السلفية الجهادية) يؤسسون لمحورية الجهاد في الحركة والعمل.. وما نراه في أعمال عنف في كثير من الدول الإسلامية هو في بعضه إفراز لـ(السلفية الجهادية).
ومن محورية الجهاد يأتي اهتمامهم المفرط بالسياسة.. أي أنهم يهتمون بالسياسة لكن على طريقتهم، وبحسب الأدوات التي يرون فاعليتها في التعامل مع هذا الموضوع.
أما إذا كنت تشير إلى السلفيات المرتبطة بالسلطة.. فهذا التقسيم (سلفية حكومية أو سلطوية) أظنه يكفي لتفسير عدم اهتمامهم بالشأن السياسي، وذلك لكونه يأتي مخالفاً لإرادة (ولاة الأمر!) على طريقة (دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله).
نشعر بتنامي هذا الاتجاه بين صفوف الشباب بصورة سريعة وانفعالية... برأيكم ما سبب التوجه المحموم إلى هذا التعقيد، وإلى هذه الفكرة المتعصبة؟
أظن أن العامل السياسي (الهيمنة الأمريكية/ الانحياز لإسرائيل/ دعم الاستبداد العربي) إضافة إلى المنجز الكبير ـ بحسب رأي السلفية الجهادية ـ والمتمثل في (ضربات سبتمبر)، إن كل هذا هيج الخيال النضالي عند كثير من الشباب المسلم، وألهب في داخله روح المقاومة والصمود والنضال ضد قوى الهيمنة الغربية و(الحكومات العميلة لهم في الداخل) بحسب فهمهم.
إضافة إلى أن (أحداث 11 سبتمبر) شكلت المنجز الأول والأهم والأكبر الذي أعاد الروح لكثير من معتنقي السلفية الجهادية، بل وبات ما يمكن وصفه بالهجرة الحركية لكثير من الشباب الإسلامي المحبط من إمكانية التغيير بالوسائل السلمية إلى اعتناق الفكر الجهادي.
أظن أن قدرة (المنجزات) على حشد أنصار هي أكثر بكثير من قدرة التنظير والمجرد والعمل الحركي الصرف.. وقد كانت أحداث سبتمبر هي المنجز الكبير الذي هوت إليه أفئدة كثير من الشباب حتى ممن هم خارج الصف الإسلامي؛ لذا بتنا نرى لأول مرة بعض الشيوعيين مغرمين بنموذج أسامة بن لادن، ومشغولين بالدفاع عن منظومة القاعدة.
السلام عليكم
ما المقصود بالسلفية المعاصرة؟ وهل يمكن أن يكون هناك شخص غير سلفي؟، بمعنى أننا مأمورون بالسلفية منهجا ولا أقصد المسمى.
وجزاكم الله خيرا.
أظنني أجبت عن هذا السؤال سابقاً.
والسلفية بهذا الاصطلاح هي مدرسة حديثة التكوين، وهي امتداد طبيعي لمدرسة أهل الحديث.. وكان الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله من أوائل من ضخ مصطلح (السلفية) بكثافة في الأوساط العلمية.
المحررة:
الإخوة والأخوات..
نشكركم على مشاركاتكم الفعالة معنا، ونعتذر لباقي ضيوفنا الذين لم تتم الإجابة عن أسئلتهم لانتهاء الوقت المحدد للحوار.
وجزاكم الله خيرا.
المصدر :
http://www.islamonline.net/livefatwa...GuestID=3xp8vw
بيانات الحوار
اسم الضيف
كاتب وباحث سعودي
الوظيفة
نقاش حول السلفية المعاصرة
موضوع الحوار
2007/5/10 الخميس
اليوم والتاريخ
مكةمن... 11:00...إلى... 13:00
غرينتشمن... 08:00...إلى...10:00
غرينتشمن... 08:00...إلى...10:00
الوقت
المحررة- شيرين نصر -
الاسم
الوظيفة
الإخوة والأخوات الكرام.. نعم، لقد بدأ الحوار، وستتوالى الإجابات تباعاً إن شاء الله.
ونرجو من الإخوة والأخوات الزوار مراعاة الالتزام بموضوع الحلقة، حيث إنه حول " نقاش حول السلفية المعاصرة"، ونعتذر عن عدم الإجابة على الأسئلة التي تصلنا خارج الموضوع.
ونرحب بأية أسئلة في موضوع الحوار.
وكذلك ننبه إلى أن إدخال الأسئلة للضيف يتم من خلال العلامة الوامضة بجوار "إدخال الأسئلة" في أعلى الصفحة أثناء التوقـــيت المحـــدد للحوار فقط.
الإجابة
سلفي -
الاسم
الوظيفة
السلام عليكم
أود أن أعرف منكم كيف ترون السلفية المعاصرة؟ وما الفرق بينها وبين السلفية غير المعاصرة من وجهة نظركم؟
وشكرا
أود أن أعرف منكم كيف ترون السلفية المعاصرة؟ وما الفرق بينها وبين السلفية غير المعاصرة من وجهة نظركم؟
وشكرا
السؤال
السلام عليكم
مرحبا بجميع الإخوة والأخوات الأفاضل
يسعدني التواجد معكم اليوم للتحاور حول الموضوع الذي حدده المشرفون، والمعنون بـ(السلفية المعاصرة) كما ذكروا.
ويهمني ابتداءً أن أشير إلى أن الحوار بطبيعته المباشرة والذي يتزامن فيه السؤال والجواب قد يحيطه بعض الارتجال والآنية والعجلة؛ لكون الإجابات ناتجة عن لحظة استحضار سريعة ينقصها التأني والتأمل المطلوب.
فعذراً لذلك.
بداية الحديث عن (السلفية المعاصرة) يستحضر أن ثمة سلفية ليست معاصرة.. وبهذا المعنى، ولكون المعاصرة تمتد أحياناً لقرن من الزمان ـبحسب عدد من الباحثين- يصبح تحديد (المعاصرة) ليس ذا معنى باعتبار أن السلفية بهذا الاصطلاح وبهذه المفردة هي معاصرة بالضرورة، لكون مصطلح السلفية حديث الإنتاج.
(السلفية) باعتبارها مفردة تشير إلى تيار أو جماعة أو (مدرسة عقدية) أو منظومة عقلية تعتمد على أسس ومعايير في الاستدلال، وسوى ذلك.. الحديث عن (السلفية) بهذا المعنى هو أمر حديث الاستعمال.. وما كان يرد في التراث من مفردة -تعبر عن نفس المدرسةـ هي (أهل الحديث) كأحد أهم شقي منظومة (أهل السنة والجماعة) بالإضافة لأهل الرأي.
لكن مصطلح (السلفية) اليوم بات يستخدم على أكثر من صعيد.. فهو يستخدم في منحى الاتكاء على التراث ـأي تراث- من عدمه.. ويضادها ـبهذا التعريف- مفردة (تقدمي) أو (طليعي) أو (تحديثي) أو سواها من مفردات.. وبهذا التعريف الذي يستخدمه كثير من الباحثين والمفكرين في العالم العربي (كجورج طرابيشي، وعزيز العظمة وسواهم) وفي خارجه، يمكن الوصم بـ(السلفية) لمن هو خارج التيار الإسلامي.. فيقال مثلاً: (ماركسي سلفي) أو (عروبي سلفي) أو (إسلامي سلفي)...إلخ،
ويقصد به الذي يلتزم بالأقوال المؤسسة في المذهب أو المدرسة أو الحزب، ولا يرحِّب بالرؤى الاجتهادية التجديدية.
وبعض الباحثين العرب (كمحمد عابد الجابري وفهمي جدعان وسواهم) والغربيين يطلقون مفردة (السلفية) ويعنون بها كل التيارات الإسلامية بكل تنوعاتها.. فهو يعتبر أن كل (إسلامي) هو (سلفي) بالضرورة، باعتبار ارتباطه بنص مؤسس قديم هو (الكتاب والسنة) لكونهما يمثلان مركز إجماع لدى كل التيارات الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها..
وبهذا المعنى تكون كل التنوعات الإسلامية سلفية كالإخوان بمدارسهم، والتيارات السلفية التقليدية، والتيارات الجهادية، وجماعة التبليغ، وحزب التحرير، والحركات التي تجاوزت الأطر التقليدية للإخوان كحزبي (العدالة والتنمية) التركي والمغربي و(النهضة) التونسي و(الوسط) المصري وسواها، إن كل هذه التيارات والحركات هي مجرد تنوعات داخل الإطار (السلفي).
أما في الداخل الإسلامي، فلمفردة السلفية دلالات أكثر تحديداً، تُخرج من دائرتها كثيرا من الحركات والأحزاب والجماعات الإسلامية.. هي تعني باختصار المدرسة التي تمثل الامتداد الطبيعي لمدرسة أهل الحديث، من حيث المحدد العقدي التفصيلي، ومن حيث طبيعة التركيز على النقاء العقدي في التعامل مع المختلفين داخل الصف الإسلامي. ثم من حيث الاعتماد على مرجعية السلف في التعاطي مع كل القضايا والشئون بشكل لا يتم فيه الخروج عن الآراء التي كانت سائدة عند السلف، فإذا اختلف السلف على قولين، فلا يجوز إحداث قول ثالث، وهكذا..
ولهذا نجد الغالبية السلفية ترفض بعض المنتجات الفكرية والسياسية الحديثة مثل (الديمقراطية) و(المجتمع المدني) وسواها، باعتبارها منتجات وأنماطا في العمل (محدثة)، ولم تُعهد في التراث الإسلامي، ولم تكن تدور في الفضاء التداولي السياسي عند السلف رضوان الله عليهم.
وعذراً على المقدمة التي ربما تطلبها الدخول في الموضوع.
مرحبا بجميع الإخوة والأخوات الأفاضل
يسعدني التواجد معكم اليوم للتحاور حول الموضوع الذي حدده المشرفون، والمعنون بـ(السلفية المعاصرة) كما ذكروا.
ويهمني ابتداءً أن أشير إلى أن الحوار بطبيعته المباشرة والذي يتزامن فيه السؤال والجواب قد يحيطه بعض الارتجال والآنية والعجلة؛ لكون الإجابات ناتجة عن لحظة استحضار سريعة ينقصها التأني والتأمل المطلوب.
فعذراً لذلك.
بداية الحديث عن (السلفية المعاصرة) يستحضر أن ثمة سلفية ليست معاصرة.. وبهذا المعنى، ولكون المعاصرة تمتد أحياناً لقرن من الزمان ـبحسب عدد من الباحثين- يصبح تحديد (المعاصرة) ليس ذا معنى باعتبار أن السلفية بهذا الاصطلاح وبهذه المفردة هي معاصرة بالضرورة، لكون مصطلح السلفية حديث الإنتاج.
(السلفية) باعتبارها مفردة تشير إلى تيار أو جماعة أو (مدرسة عقدية) أو منظومة عقلية تعتمد على أسس ومعايير في الاستدلال، وسوى ذلك.. الحديث عن (السلفية) بهذا المعنى هو أمر حديث الاستعمال.. وما كان يرد في التراث من مفردة -تعبر عن نفس المدرسةـ هي (أهل الحديث) كأحد أهم شقي منظومة (أهل السنة والجماعة) بالإضافة لأهل الرأي.
لكن مصطلح (السلفية) اليوم بات يستخدم على أكثر من صعيد.. فهو يستخدم في منحى الاتكاء على التراث ـأي تراث- من عدمه.. ويضادها ـبهذا التعريف- مفردة (تقدمي) أو (طليعي) أو (تحديثي) أو سواها من مفردات.. وبهذا التعريف الذي يستخدمه كثير من الباحثين والمفكرين في العالم العربي (كجورج طرابيشي، وعزيز العظمة وسواهم) وفي خارجه، يمكن الوصم بـ(السلفية) لمن هو خارج التيار الإسلامي.. فيقال مثلاً: (ماركسي سلفي) أو (عروبي سلفي) أو (إسلامي سلفي)...إلخ،
ويقصد به الذي يلتزم بالأقوال المؤسسة في المذهب أو المدرسة أو الحزب، ولا يرحِّب بالرؤى الاجتهادية التجديدية.
وبعض الباحثين العرب (كمحمد عابد الجابري وفهمي جدعان وسواهم) والغربيين يطلقون مفردة (السلفية) ويعنون بها كل التيارات الإسلامية بكل تنوعاتها.. فهو يعتبر أن كل (إسلامي) هو (سلفي) بالضرورة، باعتبار ارتباطه بنص مؤسس قديم هو (الكتاب والسنة) لكونهما يمثلان مركز إجماع لدى كل التيارات الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها..
وبهذا المعنى تكون كل التنوعات الإسلامية سلفية كالإخوان بمدارسهم، والتيارات السلفية التقليدية، والتيارات الجهادية، وجماعة التبليغ، وحزب التحرير، والحركات التي تجاوزت الأطر التقليدية للإخوان كحزبي (العدالة والتنمية) التركي والمغربي و(النهضة) التونسي و(الوسط) المصري وسواها، إن كل هذه التيارات والحركات هي مجرد تنوعات داخل الإطار (السلفي).
أما في الداخل الإسلامي، فلمفردة السلفية دلالات أكثر تحديداً، تُخرج من دائرتها كثيرا من الحركات والأحزاب والجماعات الإسلامية.. هي تعني باختصار المدرسة التي تمثل الامتداد الطبيعي لمدرسة أهل الحديث، من حيث المحدد العقدي التفصيلي، ومن حيث طبيعة التركيز على النقاء العقدي في التعامل مع المختلفين داخل الصف الإسلامي. ثم من حيث الاعتماد على مرجعية السلف في التعاطي مع كل القضايا والشئون بشكل لا يتم فيه الخروج عن الآراء التي كانت سائدة عند السلف، فإذا اختلف السلف على قولين، فلا يجوز إحداث قول ثالث، وهكذا..
ولهذا نجد الغالبية السلفية ترفض بعض المنتجات الفكرية والسياسية الحديثة مثل (الديمقراطية) و(المجتمع المدني) وسواها، باعتبارها منتجات وأنماطا في العمل (محدثة)، ولم تُعهد في التراث الإسلامي، ولم تكن تدور في الفضاء التداولي السياسي عند السلف رضوان الله عليهم.
وعذراً على المقدمة التي ربما تطلبها الدخول في الموضوع.
الإجابة
عبد الوهاب المصري -
الاسم
مهندس
الوظيفة
هل استطاعت السلفية المعاصرة تقديم نموذج عملي للشخصية المسلمة الفاعلة في المجتمع؟ بمعنى: هل التطبيقات التربوية لديها تستطيع الاندماج في حضارة اليوم بكل فروعها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا؟
السؤال
بداية من المهم أن نتفق على أن الحديث هنا هو عن (السلفية) بمعناها في الداخل الإسلامي، باعتبارها الامتداد الطبيعي لمدرسة أهل الحديث، من حيث طبيعة التركيز على النقاء العقدي في التعامل مع المختلفين داخل الصف الإسلامي، ومن حيث الاعتماد على مرجعية السلف في التعاطي مع كل القضايا والشئون.
بهذا المعنى ربما لم تنجح غالبية المدارس السلفية في خلق نموذج فاعل ومندمج مع المجتمع، لكون الفرد السلفي متحفظا على كثير من منتجات الحضارة الإنسانية التي صارت ـ قسراًـ جزءا من مفردات حياتنا اليومية.. فمثلاً ثمة تحفظ على الحياة السياسية بمعناها الديمقراطي التعددي، وثمة تحفظ على كثير من أدوات عمل الاقتصاد الحديث، وثمة مدافعة غير مدروسة لمنتجات العولمة على الصعيد الاجتماعي.
وكل ذلك يقلل ـ بالضرورة ـ من فاعلية الفرد في الاندماج بمؤسسات المجتمع.
الإجابة
نوال عبد التواب -
الاسم
أخصائية اجتماعية
الوظيفة
هل الفكر السلفي استطاع بناء لبنة في توحيد فصائل العمل الإسلامي؟ وكيف نفهم الهجوم الشديد على عمرو خالد لدرجة تكفير الرجل؟ وكيف نستوعب اتهامهم للإخوان، وقولهم: إن محاربة الإخوان مقدمة على محاربة اليهود والنصارى؟
السؤال
لا أظن أن ثمة شريحة ممثلة في السلفية ـ لها اعتبارها ـ تقول: إن محاربة الإخوان مقدمة على محاربة اليهود والنصارى!.
ثمة في (السلفية) من يقول: إن محاربة الشيعة أهم من محاربة اليهود والنصارى.. نعم.. أما محاربة (الإخوان) فلا أظن أن أحد العقلاء السلفيين قال بها.. ربما كان القول مجرد مماحكة سجالية ليس إلا، ولا يعبر عن حقيقة موقف.
أما (هل الفكر السلفي استطاع بناء لبنة في توحيد فصائل العمل الإسلامي؟) فرأيي أن المدارس السلفية ـ والحديث دوماً عن الغالب والسائد ـ هي مدارس عقائدية.. والمنظومات العقائدية هي بطبيعتها منظومات انشطارية لا توحيدية.. هذا لا ينطبق فقط على (السلفية)، بل على كل المنظومات العقائدية، مثل الماركسية التي هي بطبيعتها انشطارية، فنجد أن في كل دولة أو قطر ثمة عدة أحزاب وحركات ماركسية (في العراق بين عامي 1945 و1960 كان هناك أكثر من 12 حزبا وحركة ماركسية).
والمدارس السلفية كذلك في داخلها مخزون انشطاري ذاتي، نلاحظه في وجود عدة فصائل وتنوعات، والمدارس السلفية في كل دولة (السلفيون في الكويت اليوم أكثر من خمسة تيارات)، وتتعامل هذه الفصائل بحدة أحياناً مع بعضها البعض.
وما الحديث بحدة تجاه عمرو خالد إلا لبنة هذه الغلظة ـالغالبةـ في التعامل مع المخالفين باعتبار التمايز التفصيلي في العقيدة والطريقة والمنهج.
المقصود طبعاً بالعقائدية هي تلك التي يكون المعيار العقائدي التفصيلي (جزئيات العقيدة) هو المعيار الرئيس للانضمام والافتراق.
الإجابة
وليد عبد المنعم -
الاسم
أستاذ جامعي
الوظيفة
هل حمل الناس على رأي فقهي واحد هو الامتداد الطبيعي للسلف الصالح؟ بمعنى هل نفي الآخر هو منهج إسلامي صحيح؟ وما قولكم في القاعدة الفقهية التي أوردها الإمام السيوطي: "الأمر المختلف فيه لا يُدعى إليه"؟ وهل تطبقها الحركة السلفية المعاصرة؟
السؤال
أحياناً الغلظة والشدة التي تبديها بعض المدارس السلفية تسهم في التشويش على المختلفين معها في فهم طبيعة محددات هذه المدرسة.
ما أفهمه أن السلفية ـ ببعدها النظري ـ لا تحمل الناس على رأي فقهي واحد (إلا ما يكون ـ ربما ـ تجاوزاً فردياً من بعضهم).. ولكنها لا تقبل الخلاف خارج الأقوال المتداولة في الفقه المعتبر عن السلفيين.. فإذا اختلف أئمة السلف على ثلاثة أقوال في مسألة ما حينئذ يتعذر ـ مهما كان الرأي الغالب لبعضهم ـ إذا كنتَ تدور في إطار هذه الأقوال.. لكن لا يجوز لك الاجتهاد اليوم بإحداث قول رابع تحت ذريعة اختلاف طبيعة المسألة المبحوثة واختلاف معطياتها، وهنا تكمن ـ في رأيي ـ المشكلة، لكون ذلك يحد كثيراً من حرية الاجتهاد، ويجعلنا مأسورين في إطار فهم تاريخي لبعض النصوص لا يجوز لنا الخروج عنه.
وهذا الفعل في رأيي يقلل من قداسة النص المقدس (القرآن والسنة) باعتبار ملاءمتهم لكل زمان ومكان، وباعتبار قدرة النص على المواءمة والتعاطي مع كل المستجدات، دون أن نكون مقصورين على فهم تاريخي لبعض المسائل التي ربما كانت محدودة التطبيقات في السابق (كمسائل السياسة والاقتصاد)، والتي شهدت اليوم انفجاراً هائلا في الاتساع والامتداد والتنوع، ودخلها كم هائل من التفاصيل والمعطيات لم تكن حاضرة في الفضاء التداولي عند (الشيخ) الذي أفتى بالمسألة في القرن الثالث أو الرابع الهجري.
الإجابة
محمد علي الربيعي -
الاسم
الوظيفة
كثير من شيوخ السلفية مثل ربيع المدخلي يهاجم شيوخاً وعلماء أفاضل، وتتداول كتبهم لدى الناشئة، ولا يفهمون إلا رأيهم، ولا يتيحون للآخر التواجد.. إما معنا أو علينا، ما رأيكم؟
السؤال
هذا صحيح.. هذه المجموعة والتي يُحسب عليها ربيع مدخلي (ويسميها البعض اصطلاحاً بالجامية) هي من أكثر من ينتسب للمدرسة السلفية غلواً، وهي تحمل نفساً إرجائياً، حيث تجريد المسلم من المحاسبة بالفعل، والاتكاء على الاعتقاد والإيمان القلبي والقول باللسان.. وكثير من أفراد هذه المجموعة محسوبون سياسياً على السلطة، لكونهم متخصصين في الطعن ونقد وتجريح الإسلاميين ـ بما فيهم كثير من السلفيين ـ وفي ذات الوقت تنزيه السلطة من أي خطأ.. هذه مجموعات يغلب عليها الدخول في معطف السلطة، ويقوم بعضهم بأدوار سياسية غير نزيهة، وهم على خصومة حادة مع كثير من المدارس السلفية الأخرى.
المعيار عند هذه المجموعة في الولاء والبراء داخل الصف المسلم ـ في كثير من الأحيان ـ ليس عقدياً بقدر ما هو قائم على مقدار ولائك للسلطة من عدمه.
الإجابة
اكرم القوادري - سوريا -
الاسم
الوظيفة
هل هناك مساحات لمراجعة ما وصل إليه خطاب التدين السلفي السعودي من شكلانية في الفقه وتصادمية وتكفير في العقيدة؟ وهل يحس الدعاة السعوديون بأزمة في خطاب تدينهم؟
السؤال
في السعودية يجري حراك ديني كبير.. وهناك قدر جيد من التنوع في الآراء، وقدر جيد من المطالبات بتجديد الخطاب الديني، وهناك ثراء نسبي في نقد الظاهرة الدينية بالسعودية على مستوى الممارسات والأفكار والمعايير.
المشكلة أن كثيراً من هذا الحراك لا يجري في قنوات إعلامية متابعة عربياً.. لذا لا يرى كثير من الإخوة العرب المهتمين بالظاهرة الدينية أن ثمة تنوعات تذكر داخل الظاهرة الدينية السعودية، ويظن أن التيار الديني في السعودية هو تيار (سلفي) هكذا بالجملة، دون النظر إلى كثير من التنوعات داخل الإطار السلفي، من سلفية تقليدية تحوي عدداً من التنوعات والمدارس، إلى سلفية حركية تحوي بعض التنوعات أيضاً، إلى تيار الإخوان المسلمين في السعودية، إلى مجموعات مختلفة أخرى.
أيضاً بدأ يتشكل تيار إسلامي جديد بات يسميه خصومه اليوم (تياراً عقلانياً) أو (تياراً عصرانياً أو تنويرياً) وسوى ذلك، وهذا التيار يتكئ على كثير من الانفتاح والمرونة الفقهية والفكرية والسياسية.
وفق هذا التنوع الإيجابي.. ثمة كثير من المراجعات والتحولات والنقد والرغبة في تطوير الخطاب والفهم.
الإجابة
عادل - السعودية
الاسم
صحفي
الوظيفة
مفهوم السلفية مفهوم غامض، وللأسف يفهمه الكثيرون على أنه تشدد بلا اعتبار للآراء الفقهية، هل هناك محاولة إصلاحية لهذا المفهوم في إطار من الوسطية؟
السؤال
أوضحت فهمي لمصطلح (السلفية) ابتداءً في سؤال سابق، ووفق التنوعات داخل الصف السلفي وخارجه (تحدثت عنه في سؤال سابق أيضاً) تجري محاولات جيدة من قِبل بعض السلفيين لتجاوز مأزق الخطاب السلفي في كثير من القضايا.
أظن أن المسار العام للظاهرة الدينية في السعودية يأخذ منحًى إيجابياً باتجاه الانفتاح.
الإجابة
عبدالإله - المغرب
الاسم
مدرس
الوظيفة
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الفاضل
نعيش في المغرب حربا شعواء من طرف إخوتنا السلفيين على أكبر تنظيم إسلامي في المغرب، ألا وهو جماعة العدل والإحسان، بتهمة البدعة والضلالة... فهل يعقل أن يصدر هذا الأمر من مسلم ضد أخيه المسلم وأمام الملأ؟
أرجو التوسع في هذا الباب، وجزاكم الله خيرا.
السؤال
لكون المعيار العقائدي التفصيلي هو المنطلق في تقييم المدارس السلفية ـ في غالبها ـ للآخرين.. يمكن لنا أن نتفهم طبيعة هذه الحرب التي يديرها كثير من السلفيين على خصومهم.
التفهم هنا لا يعني التبرير.. بل هو ـ في رأيي ـ فعل سلبي بامتياز.. ولا يصب إلا في صالح تفريق الجسد الإسلامي الكبير، وتشتيت بوصلته من أن تتجه إلى القضايا الكبرى كالإصلاح السياسي، والتنمية الاقتصادية، والحد من الفقر، ووقف نهب المال العام، والحفاظ على الهوية وسط طوفان الانفتاح الإعلامي الذي تتكثف في داخله كثير من مسببات التفكك الأسري، والانحلال الاجتماعي، والانحراف الأخلاقي.. وترك كل هذه القضايا الكبرى والانشغال بقضايا التبديع والتفسيق والتضليل، وإشعال الحروب الكلامية ضد الإسلاميين.
الإجابة
ياسر -
الاسم
الوظيفة
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل
ما موقف الحركة السلفية التجديدية من قضايا الفن؛ مثل: الموسيقى والغناء والتمثيل والرسم التشكيلي...إلخ؟
السؤال
لا أدري بالضبط ما تقصده بـ(الحركة السلفية التجديدية)، ولكن فيما يخص غالب المدارس السلفية هي لا تضع للفنون قيمة تذكر في تكوين الذات الإنسانية وإشباع حاجاتها؛ لذا يبدو أن ثمة تهميشاً لكل الفنون (حتى ما يرون إباحته منها).
وقد صدرت حديثاً دراسات من أوساط محسوبة على السلفية، كالكتاب الضخم للباحث السلفي المعروف عبد الله الجديع حول الغناء والموسيقى، وقد توصل بعد دراسة مستفيضة إلى جوازها.. إضافة للكتاب الضخم ـ أيضاً ـ الذي أصدره قبلا الدكتور سالم الثقفي، وهو بروفيسور سابق في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، وكانت أيضاً حول الموسيقى والغناء، وتوصل أيضاً إلى جوازها وحليّتها.
أظن أن هذين الاستثناءين الأهم في رؤية المدرسة السلفية للفنون، والتي يتفق بقيتها على تحريم الموسيقى والغناء، وتحريم رسم ذوات الأرواح، وبعضهم يرى حتى تحريم التصوير الفوتوغرافي لذوات الأرواح ـ ربما تضاءل حضور هذا القول مؤخراً ـ، وتهميش قيمة الفنون الأخرى وإن رأوا جوازها.
الإجابة
محمود سعيد -
الاسم
أخصائى نفسى
الوظيفة
في ظل الفوضى التي يعيشها العالم بعد انتشار ما يسمى بـ(الإرهاب) تشكلت صورة ذهنية سلبية عن السلف والسلفيين، باعتبار أنهم متشددون في الدين، فكيف يمكن تغيير الصورة الذهنية عن مفهوم السلف، وإرجاعه إلى المفهوم الصافي النقي كما فهمه سلفنا الصالح؟
السؤال
ظاهرة العنف أو الإرهاب هي في رأيي ظاهرة كبيرة ومعقدة.. وثمة عوامل عدة أدت إلى اشتعال الفتيل العنفي في العالم الإسلامي.. منها عوامل سياسية ناتجة عن تضخم الهيمنة الغربية والأمريكية على العالم العربي، والانحياز المفرط لإسرائيل، إضافة لدعم القوى التغريبية والعلمانية في المجتمعات العربية، وأيضاً بسبب الاستبداد السياسي الطاغي في العالم العربي.
لكن من المهم التأكيد على أن هذا العنف اتكأ أيضاً ـ وكان من دوافعه- على تراث عقدي أصيل ومتجذر في المنظومة العقائدية والفقهية السلفية، وإن كان بعضه في مرحلة كمون وتضاؤل.
أي.. ثمة مخزون نظري يشرّع للعنف، لكنه كان في فترة كمون نسبي.. الفعل السياسي الغربي كان هو المهيج لهذه الكوامن العقدية، وهو من أشعل الفتيل بهذا المخزون العقدي المتفجر.
أظن أن هذا العنف شكل دافعاً إيجابياً لإجراء عملية مراجعة صميمة للتراث العقدي عند عدد من الشخصيات والمدارس السلفية.
الإجابة
وسام فؤاد - مصر -
الاسم
الوظيفة
ألا يتفق معي أ. نواف في أن مساحة الولاء والبراء ضمن علوم العقيدة قد تضخمت بقوة خلال العشرين عاما الأخيرة ، لدرجة أنها باتت تهدد خصائص الدين الإسلامي؟
وألا تتفق معي في أن هذا التضخم غير الصحي قد انفردت به خبرة التدين في المملكة السعودية بصورة خاصة؟
وألا تتفق معي في أن هذا التضخم ارتبطت به محاولات تصدير هذا النموذج على نحو ما يشكو منه قادة العمل الإسلامي في الغرب من اشتراط الدعم السعودي بتوزيع الكتب وبخاصة العقيدة؟
لا أعلم جوابك مسبقا.. لكن لو اتفقت معي؛ فما أفق الحل؟
السؤال
هذا موضوع كبير.. ويحتاج إلى تفصيل موسع ربما لا يسعه هذا المكان.
ولكن بالمجمل أنا أتفق معك في معظم ما ذكرت.. تضخم مساحة الولاء والبراء بات واضحاً في أدبيات التيارات السلفية، وبالذات عند السلفية الجهادية.
لكن إذا كان الحديث عن السعودية، فإن هذا التضخم ـ الذي أعادت بعض أجنحة الصحوة إنتاجه وضخه في العشرين سنة الماضية ـ كان يتكئ في غالبه على أساس تنظيري واسع هو نتاج مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي يصطلح بعض الباحثين على تسميتها بـ(الوهابية)..
أظن أن كثيراً من التضخم الحاصل في مساحة الولاء والبراء والتكفير والعنف على المخالفين كان بسبب العودة (الصادقة) والمنهجية للأصول الوهابية في التعامل مع المختلفين من المسلمين ومن خارجهم.. وهذه الأدبيات مدونة وموجودة في مجلدات كبيرة تحت مسمى (الدرر السنية)، وتحوي كل كتب ورسائل أئمة الدعوة النجدية من الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحتى الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية السابق للشيخ عبد العزيز بن باز.
وهي تُعد مخزوناً عقائدياً كبيراً للتيارات السلفية الجهادية في السعودية وفي خارجها.. ولو ترى مثلا الإنتاجات النظرية لجماعة الجهاد المصرية تجد أن كثيراً منها يتكئ على أقوال أئمة الدعوة النجدية.. كذلك الكتب المؤسسة للتيارات الجهادية الأخرى ككتب عصام برقاوي ـ أبو محمد المقدسي ـ (ملة إبراهيم/ والكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية) هي مليئة بالاستدلال بأقوال وأحكام أئمة الدعوة النجدية.
أما مسألة تصدير هذا النموذج فأنا أتفق معك في أن (القوة المالية) كان لها أثر كبير في ترويج هذه الأفكار وتصديرها لدول أخرى، وأنه ـ في أحايين كثيرة ـ كانت ثمة اشتراطات للدعم تتكئ على الالتزام بالمنهج السلفي بدقائقه.
الإجابة
أيمن -
الاسم
الوظيفة
لماذا جماعة السلفية المعاصرة لا يهتمون بالجانب السياسي مع العلم أنه يعتبر ضمن جهاد الكلمة وجهاد النفس ونحن مطالبون بالتضحية وبالجهاد؟
السؤال
إذا ما تحدثنا عن (السلفية) باعتبارها مدرسة داخل الصف الإسلامي ـ كما في التقسيم الذي أشرت له سابقاً ـ فيمكن الحديث عن بعض التنوعات داخلها وفقاً للتالي:
ثمة (سلفية تقليدية): يمكن أن تضم كثيراً من حركات السلفية الجهادية، إضافة إلى قطاع عريض في الأوساط السلفية يمكن تسميته بالسلفية السلطوية أو الحكومية، وهي موجودة وفاعلة في كثير من الدول العربية.
إضافة إلى أن ثمة (سلفية حركية) باتت حاضرة وبفاعلية في العقود الأخيرة من مثل: (الجماعة الإسلامية) في مصر، والحركة السلفية في الكويت، وجمعية الأصالة في البحرين، وجبهة الإنقاذ في الجزائر، والسلفية الحركية في السعودية... وسواها.
طبعاً ثمة تداخل بين السلفيتين (التقليدية) و(الحركية) في بعض المسارات، وبالذات عند التيارات السلفية الجهادية التي هي ـ في كثير من الأحيان ـ خليط من حركيين وتقليديين.
لذا.. فإن قطاعاً مهماً من السلفيين (السلفية الجهادية) يؤسسون لمحورية الجهاد في الحركة والعمل.. وما نراه في أعمال عنف في كثير من الدول الإسلامية هو في بعضه إفراز لـ(السلفية الجهادية).
ومن محورية الجهاد يأتي اهتمامهم المفرط بالسياسة.. أي أنهم يهتمون بالسياسة لكن على طريقتهم، وبحسب الأدوات التي يرون فاعليتها في التعامل مع هذا الموضوع.
أما إذا كنت تشير إلى السلفيات المرتبطة بالسلطة.. فهذا التقسيم (سلفية حكومية أو سلطوية) أظنه يكفي لتفسير عدم اهتمامهم بالشأن السياسي، وذلك لكونه يأتي مخالفاً لإرادة (ولاة الأمر!) على طريقة (دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله).
الإجابة
أم مريم -
الاسم
الوظيفة
نشعر بتنامي هذا الاتجاه بين صفوف الشباب بصورة سريعة وانفعالية... برأيكم ما سبب التوجه المحموم إلى هذا التعقيد، وإلى هذه الفكرة المتعصبة؟
السؤال
أظن أن العامل السياسي (الهيمنة الأمريكية/ الانحياز لإسرائيل/ دعم الاستبداد العربي) إضافة إلى المنجز الكبير ـ بحسب رأي السلفية الجهادية ـ والمتمثل في (ضربات سبتمبر)، إن كل هذا هيج الخيال النضالي عند كثير من الشباب المسلم، وألهب في داخله روح المقاومة والصمود والنضال ضد قوى الهيمنة الغربية و(الحكومات العميلة لهم في الداخل) بحسب فهمهم.
إضافة إلى أن (أحداث 11 سبتمبر) شكلت المنجز الأول والأهم والأكبر الذي أعاد الروح لكثير من معتنقي السلفية الجهادية، بل وبات ما يمكن وصفه بالهجرة الحركية لكثير من الشباب الإسلامي المحبط من إمكانية التغيير بالوسائل السلمية إلى اعتناق الفكر الجهادي.
أظن أن قدرة (المنجزات) على حشد أنصار هي أكثر بكثير من قدرة التنظير والمجرد والعمل الحركي الصرف.. وقد كانت أحداث سبتمبر هي المنجز الكبير الذي هوت إليه أفئدة كثير من الشباب حتى ممن هم خارج الصف الإسلامي؛ لذا بتنا نرى لأول مرة بعض الشيوعيين مغرمين بنموذج أسامة بن لادن، ومشغولين بالدفاع عن منظومة القاعدة.
الإجابة
عبدالله -
الاسم
الوظيفة
السلام عليكم
ما المقصود بالسلفية المعاصرة؟ وهل يمكن أن يكون هناك شخص غير سلفي؟، بمعنى أننا مأمورون بالسلفية منهجا ولا أقصد المسمى.
وجزاكم الله خيرا.
السؤال
أظنني أجبت عن هذا السؤال سابقاً.
والسلفية بهذا الاصطلاح هي مدرسة حديثة التكوين، وهي امتداد طبيعي لمدرسة أهل الحديث.. وكان الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله من أوائل من ضخ مصطلح (السلفية) بكثافة في الأوساط العلمية.
المحررة:
الإخوة والأخوات..
نشكركم على مشاركاتكم الفعالة معنا، ونعتذر لباقي ضيوفنا الذين لم تتم الإجابة عن أسئلتهم لانتهاء الوقت المحدد للحوار.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابة
تعليق