إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[حصري] العقيدة الإسلامية وربطها بشعب الإيمان - اللقاء السادس - الدكتور/ محمد جودة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] العقيدة الإسلامية وربطها بشعب الإيمان - اللقاء السادس - الدكتور/ محمد جودة





    نقدم لكم الحلقة السادسة من مسابقة دورة:

    شرح كتاب العقيدة الإسلامية وربطها بشُعب الإيمان للشيخ الصادق الغرياني
    مع الدكتور/ محمد جودة



    لسماع الحلقة السادسة وتحميلها صوت من
    هنـــا

    لتحميل التفريغ pdf من هنا

    http://www.way2allah.com/media/pdf/140/140836.pdf


    لتحميل التفريغ word من هنا

    https://archive.org/download/3a9ida6/6.doc






    للتفاصيل والاشتراك من هنا:
    https://goo.gl/9jnnv1


    فهرس مسابقة: دورة شرح كتاب العقيدة الإسلامية
    وربطها بشعب الإيمان للشيخ الصادق الغرياني مع الدكتور محمد جودة



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 02-05-2018, 01:58 AM.


  • #2

    بسم الله، والحمد لله، الصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمةً لخَلْق الله، ثم أما بعد، فلا زلنا بحمد الله وطوله وفضله مع كتاب العقيدة الإسلامية وربطها بشعب الإيمان؛ السلوك والعمل، للدكتور الصادق بن عبد الرحمن الغرياني.
    الباب الأول: في التوحيد وما يجب الإيمان به

    الفصل التَّاسع: علامات السَّاعة - الساعة لا يعلم وقتها إلا الله

    ووصلنا بفضل الله وطوله إلى علامات الساعة، قال: الساعة لا يعلم وقتها إلا الله، ثم ذَكَر قَوْل الله -تعالى- "وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ" الحج:٧، ".. ويجب الإيمان أن وقت مجيئها لا يعلمه إلا الله.." ليه؟ لأن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال كما في الحديث الموجود عندنا في الصفحة رواه البخاري حديث رقم ٥٠: "مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ" طبعًا احنا في صفحة ١١٣، ثم ذكر له أنها في خمسة أشياء لا يعلمهن إلا الله -تعالى-، وتلا قوله -تعالى- "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ" لقمان:٣٤. إلى آخر الآيات، يبقى ذَكَر خمس حاجات لا يعلمها إلا الله؛ أوَّلها "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ".

    وقد ذكر لنا النبي -صلَّى الله عليه وآله وسلم- علاماتها، ونوَّع العلماء هذه العلامات إلى نوعين؛ علاماتٌ كبرى ملاصقة للساعة، وعلامات صغرى سابقة عن ذلك.

    يبقى بنعرف إنّ أوَّلًا وقت الساعة لا يعلمه ملَكٌ مُقَرَّب ولانبيٌّ مُرْسَل، لا يعلمه إلا الله، وهذا من العلم الذي اختصّ الله -عزَّ وجلَّ- به نفسه، يبقى ده رقم واحد.
    رقم اتنين: فيه علامات؛ فيه علامات صُغرى، وعلامات كُبرى.
    - العلامات الصغرى

    العلامات الصغرى ذكر بعضها، فقال:
    منها إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ ربَّتها، يعني إيه ولدت الأمة ربتها؟ يعني الأم تُعامَل من أبنائها كما يُعامِل السَّيِّدُ أَمَتَه، دليل على انتشار العقوق، وده من علامات الساعة.
    وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ فِي البُنْيَانِ[1]، وده شُفناه طبعًا زَيّ ما انتو عارفين في دول الخليج، كانوا رعاة إبل وتطاولوا في البنيان وبنوا أكبر أبراج في العالم.
    وإذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله[2]، وظهور الزّنا، وقلة العلم، وكثرة النساء[3]، وقتال المسلمين لليهود[4]، وقتال فئتان عظيمتان من المسلمين[5]. ده كلها من علامات الساعة الصغرى.
    - العلامات الكبرى

    ثم ذكر العلامات الكبرى، ذكر منها ٦، هي: خروج الدجال، وفصَّل في المسألة وقال بعض الأحاديث عن الدجال، ونزول عيسى بن مريم -عليهما السلام-، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والريح التي تقبض أرواح المؤمنين.
    يبقى اتكلّم كده على علامات الساعة، ونقرأ طبعًا الأحاديث اللي اتكلّمت في الموضوع ده.

    الفصل العاشر: العالم الآخر
    - أحوال العالم الآخر لا تخضع للقياس

    بعد كده بيتكلّم بقى على الإيمان باليوم الآخر بالتفصيل، أول قاعدة وضعها الشيخ -جزاه الله خيرًا- هو أحوال العالم الآخر لا تخضع للقياس، ودي مسألة مهمة وخطيرة جدًّا جدًّا، أنَّ أمور الغيب لا تخضع للقياس، يقول:
    "يعاين الإنسان مشاهد العالم الآخر من حيث الاحتضار ووقوفه على أعتاب الموت، ثم تتابع عليه المواقف بعد ذلك حتى تنتهي به إما إلى الجنة وإما إلى النار.
    وعالم ما بعد الموت يجب على الإنسان أن يسلم فيه بما ثبتت صحته من نصوص الوحي، لا يزيد ولا ينقص، فلا يقيس تلك الأمور الغيبية بعقله.." يبقى دي قاعدة مهمة جدًّا: أمور الغيب بتاعت الآخرة دي لا تُقاس بالعقل، فلا يقول الرجل كيف يحدث كذا وكيف يُقال كذا، وكيف وكيف وكيف، فالكيفية مختلفة لأنها تخضع لموازين وقواعد أخرى غير التي نعيشها.
    قال: ".. وهي أمورٌ لا يُعترَض عليها بعقلٍ ولا قياس، ومَن توقف فيها أو اعترض فقد خسر وحُرم الإيمان."
    يبقى إذن دي مسائل أصلًا لها قواعد أخرى غير قواعد حياتنا الدنيا، فلذلك لا نعترض عليها ولا نتوقف في إثباتها، بل نتوقف في إثباتها على إيه؟ على وجود الدليل، لكن إذا وُجد الدليل لا نتوقَّف على فهمنا، ده معنى إيه؟ "لا يتوقف" يعني.

    الفصل الحادي عشر: أحوال الموت والبرزخ
    - الموت

    بيبدأ بقى من أوّل الموت إلى الجنة والنار، وطبعًا انتوا عارفين أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- أخبر الصحابة أن الموت هو أوّل منازل الآخرة، فإذا كان الموت هو أول منازل الآخرة فيجب أنْ نتَّعظ.
    خدوا بالكم بقا يا جماعة، يعني موضوع الإيمان باليوم الآخر ده مسائله قليلة لكن أثره القلبيّ عظيم، لذلك لا تفوّت على نفسك أن تقرأ كل آية وحديث في الكتاب عن هذا الأمر لأنّها تؤثّر فيك وتجدّد الإيمان، وكما قال بعض أهل العلم: "اجعل لقلبك شاهدًا من الآخرة"، يعني إيه الكلام ده؟ يعني دايمًا يقول لك حاول تعيش مع كل مشهد من مشاهد الآخرة يوم في حياتك.. يعني عيش مثلًا يوم مع الموت، وكل موقف تأتي له قُل واسال نفسك هل لو متّ الآن أحب أني كنت فعلت ذلك أم لا؟ كل ما تعمل حاجة كده قُول لو أنا عارف إنّ أنا هموت النهارده هعملها ولّا لا؟ إذا "آه" يبقى اعملها وكتّر منها، إذا "لا" يبقى ماتعملهاش وإذا عملتها توب منها. يبقى ده شاهد للقلب يشاهده القلب فتغيّر حياتك، ده الموت.
    بعد كده الصراط، الميزان، البعث، النشور، تطاير الصحف، دخول الجنة، كل موقف من مواقف العالم الآخر اجعله شاهدًا لقلبك. خُد واحد كده بقا وعيش معاه، عيش شوية مع الموت، شوية مع الصراط، شوية مع القنطرة، شوية مع الجنة، شوية مع النار، شوية مع تطاير الصحف، شوية مع البعث، كل موقف كده خُده لوحده وحاول تعيش معاه، تقرأ آياته وأحاديثه وتعيش معاها.

    مش الفكرة إنّ أنا أخلّص الكتاب، أو إنّ أنا أخلّص الفصل ده من الكتاب، لا، الفكرة إن أنا أتغير بقراءة هذا الكتاب، لذلك كان الصحابة يقرؤون عشر آيات لا يتجاوزوهن حتى يعلموا ما فيها ويعملوا به، فتعلموا العلم والعمل جميعًا، عايزين نعمل كده، حاول إن انت النهارده لما تذاكر الكلام بتاع الموت، أو اليوم الآخِر، أو العالم الآخِر، تبدأ إن انت تأخذ شاهد لقلبك يغير حياتك، وطبقها عملي كده، لو يوم مع كل واحدة منها، وشوف حياتك هتتغير إزاي.

    تعالوا نشوف كده، قال الله -عز وجل-: "وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" ق:١٩، وشدة الموت ومكابدته على المؤمن أثناء خروج الروح، أو سهولته ويُسره، لا تعني شقاء الإنسان أو سعادته، فقد يشتد الموت على السعيد لرفع درجته، وقد يسهل على العاصي لحكمة يعلمها الله -تعالى-، ففي الصحيح عن عائشة قالت: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ.."، ركوة يعني إيه؟ يعني حاجة تتحطّ فيها مايَّة كده، زَيّ مثلًا جفنة كده، أو زَيّ عارفين الطَّبَق مثلًا الصغير أو كده، ".. -أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ، يَشُكُّ عُمَرُ- فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي المَاءِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَيَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ.." مين اللي بيقول؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- ".. ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ" صحيح البخاري.
    وكانت عائشة تقول: "مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ لَبَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي، فَلاَ أَكْرَهُ شِدَّةَ المَوْتِ لِأَحَدٍ أَبَدًا، بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" صحيح البخاري.
    وفي الصحيح عنها قالت: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" صحيح البخاري. هو أفضل البشرية على الإطلاق ومع ذلك عانى من سكرات الموت، ليه؟ لرفعة الدرجات.
    وفي رواية قالت: "مَا أَغْبِطُ أَحَدًا بِهَوْنِ مَوْتٍ بَعْدَ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ مَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" رواه الترمذي وصححه الألباني. يعني بعد كده لَمَّا بشوف حدّ بيموت بسهولة مابقولش هو كويس، لا، ما إذا كان النبي الأحسن منه اتعذّب.

    والطيبون من المؤمنين تسلم عليهم الملائكة عند قبض أرواحهم، "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" فصلت:٣٠.
    أما الظلمة، "الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" النحل:٢٨.
    أما الكافر فقد أخبر الله -تعالى- أنه يذيقه العذاب عند خروج روحه، "وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ" الأنعام:٩٣.

    وفي الجملة مَن مات على حُسن الخاتمة -نسأل الله تعالى حُسنها- فقد نجا؛ لأن من مات على التوحيد لا يخلد في النار قطعًا مهما عظُم ذنبه، ففي الصحيح قال رسول الله: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، يَقُولُ اللَّهُ: مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ" صحيح البخاري.
    والاعتداد إنما هو بالخواتيم، ففي الصحيح، قال رسول الله: "إن العبد ليعمل فيما يرى الناس.."[6] وده الحديث اللي احنا اتكلّمنا عنه في القضاء والقدر في "فيما يرى الناس" إمَّا إنّ هو كان منافق يعني كان مرائي يُبطن غير ما يُظهر، أو كان صالح في الظاهر ويفعل المعاصي في الباطن والعياذ بالله.

    قال: والخوف من سوء الخاتمة وقت الصحة والقدرة على العمل مطلوب. يبقى الإنسان دايمًا يخوّف نفسه، ففي الصحيح عن جابر قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، يَقُولُ: لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" صحيح مسلم. يبقى الواحد يخوّف نفسه في وقت الصّحّة لكن لَمَّا ييجي وقت الموت والشّدّة يُحْسِن الظَّنَّ بالله.
    وعند الغرغرة والنزع حين لا تُقبل توبة، يُبشَّر كل إنسانٍ بما هو صائرٌ إليه من نعيمِ أو عذاب.. وفي الصحيح عن عائشة قالت: قال رسول الله: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ، فَقَالَ: لَيْسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ -اللهم اجعلنا منهم-، أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ" صحيح مسلم.
    - سؤال الملكين وعذاب القبر

    بيقول: ".. وقد تضافرت الأدلة من القرآن والسنة الصحيحة على أن الإنسان يُسأل في قبره، ويُفتن، ويُنَعَّم فيه أو يُعَذَّب.." يبقى إذن الأدلة تواترت على ذلك، إيه الأدلة؟
    الأدلة كثيرة، منها "سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ" التوبة:١٠١. يبقى العذاب مرتين ده قبل إيه؟ قبل يوم القيامة. ".. قال أهل التفسير: العذاب الأول ما يصيب الكافر في الدنيا من عذاب، من مرضٍ أو فقرٍ أو فضيحة، والعذاب الثاني هو عذاب القبر". يبقى فيه مرتين، مرة في الدنيا ومرة في القبر، ثم عذاب يوم القيامة.
    وقال الله -عز وجل- عن فرعون: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ" يبقى الكلام ده قبل قيام الساعة، "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ"، ده حاجة تانية بقا، "أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" غافر:٤٦. وجمهور العلماء على أن هذا العرض على النار -اللي هي "يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا"- يكون في البرزح بعد الموت، وقبل أن يبعث الله -تعالى- الخلائق للحساب. يبقى ده دليل أيضًا على مسألة عذاب القبر.
    وأحاديث كثيرة؛ فقد ثبتت أحاديث صحيحة كثيرة في عذاب القبر عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- كتعوذه في الصلاة من عذاب القبر. النبي -عليه الصلاة والسلام- لما يقول أعوذ بك من عذاب القبر، طب النبي هيتعوذ من حاجة مش موجودة ازَّاي يعني؟

    قال النووي: فإن قيل نحن نشاهد الميت على حاله في القبر، فكيف يُسأل ويُقعد ويُضرب بمطارق من حديد، ولا يظهر له أثر، فالجواب أن ذلك غير ممتَنِع، بل له نظير في العادة، وهو النائم. يعني بيقول لك إنّ العذاب ده احنا مابنشوفهوش مع إنّ الجسد قُدَّامنا أهو، واحنا بنحطّه في القبر، ومش شايفين بيحصل له حاجة، بيقول لك زَيّ النائم، انت بتبقى شايف واحد نائم وهو عمَّال بيحلم بعذاب وبيقع عليه عذاب نفسي ويتأثّر به وهو مش شايف حاجة، لكن العذاب ده احنا مابنشوفهوش، ده حاجة تانية، عالم غيب في الآخرة.

    وجاب لك حديث بقا البراء بن عازب الطويل الجميل جدًّا اقرؤوه، مش هنطول بقا في الشرح عشان مانضيّعش وقتكم، اقرؤوه انتوا براحتكم، ولو حدّ عنده أسئلة يبقى يكتبها إن شاء الله في التساؤلات.
    - ضغطة القبر

    بعد كده بيتكلّم على ضغطة القبر اللي هي ضمة القبر، التي لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ كما قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-[7].
    - مستقر الأرواح بعد الموت

    وبعد كده بيتكلّم على مستقر الأراواح بعد الموت، قال:
    الأرواح في البرزخ متفاوتةٌ نعيمًا وعذابًا بقدر ما كانت عليه من تفاوت في الدنيا في طاعة الله، فأرواح الأنبياء في الرفيق الأعلى مع الملائكة في أعلى عليين، وقد حرم الله -تعالى- على الأرض أن تأكل أبدانهم. ففي الصحيح من حديث وفاة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: ".. ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى" صحيح البخاري. وقال -صلَّى الله عليه وآله وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ" رواه أبو داود وصححه الألباني. وأرواح الشهداء في حواصل طيرٍ خضر[8].
    يبقى عمال بيجيبلك الناس بعد الموت عاملة ازَّاي، أوَّلًا: الأنبياء دول في الجنة وأجسادهم فين؟ لا تأكلها الأرض، بعد كده الشهداء أرواحهم فين؟ في حواصل طيرٍ خُضر تسرح في الجنة حيث تشاء إلا مَن حبسه عن دخول الجنة دينٌ عليه أو شيء من الحقوق، يبقى ده مين؟ اتكلّمنا على الأنبياء بعد كده الشهداء.
    بعد كده بيقول لك: "وأرواح عامة المؤمنين تتفاوت في أصناف النعيم، وفي أصناف العذاب والألم.." ممكن واحد يبقى مؤمن ولكنه مؤمن عاصي فيُعذَّب في القبر لكن المؤمن الطائع يُنعَّم.

    وقال -صلَّى الله عليه وآله وسلم-: "ما من أحدٍ يمرُّ بقبرِ أخيه المؤمنِ كان يعرفُه في الدُّنيا فيُسلِّمَ عليه إلَّا عرفه وردَّ عليه السَّلامَ" صحح إسناده عبد الحق الإشبيلي، "قال مالك: بلغني أن الروح مرسلة، تذهب حيث تشاء"، يبقى ممكن الأرواح آه تحس بينا؟ ممكن، ده بالنسبة إيه؟ يبقى اتكلّم على أرواح الأنبياء وأجساد الأنبياء، بعد كده الشهداء، بعد كده المؤمنين، عامة المؤمنين ومعاهم الشهداء وأيضًا غير المؤمنين هيبقوا أشدّ لذلك.
    قال: "وأجساد عامة المؤمنين تفنى وتأكلها الأرض، ما عدا عجب الذنَب ثم يُنشئها الله -تعالى- عند البعث". بكده اتكلّم على الموت.

    الفصل الثاني عشر: النفخ في الصور
    بعد كده بيتكلّم على النفخ في الصور، فبيقول لك إنّ فيه نفختين، النفخة الأولى هي نفخة الصعق تُصعق فيها جميع الخلائق، والنفخة الثانية التي أمر الله -عز وجل- بها يُحيا بها جميع الخلائق، وقد دلَّ على أن للصور نفختين -الكلام ده في ١٣٣- حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم، وفيه: "ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا.." يعني إيه أصغى ليتًا ورفع ليتًا؟ انت عارف لَمَّا تعمل ودنك بجنب كده، أو تحطّ إيدك ورا ودنك عشان تسمع، هي الحركة دي، ".. قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ، قَالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ -أَوْ قَالَ يُنْزِلُ اللَّهُ- مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ.. فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى.." يبقى فيه نفختين أهو ".. فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ" صحيح مسلم. ويكون بين النفختين ما شاء الله -عز وجل- أن يكون.

    والمدة التي بين النفختين في ١٣٤، قال: "بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ، قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا، قَال: أَبَيْتُ.." يعني مش هقدر أحدد لكم، ".. قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالَ: أَبَيْتُ، قَالَ: أَرْبَعُونَ شَهْرًا، قَالَ: أَبَيْتُ" صحيح البخاري. يعني هو مايعرفش هما أربعون إيه، هما أربعون وخلاص.

    الفصل الثالث عشر: الحياة الآخرة
    ١. البعث
    - معنى البعث

    بعد كده بيتكلّم على البعث ١٣٥، إحياء الأموات لمساءلتهم في فصل القضاء.
    - الحكمة من البعث

    قال: البعث من تمام عدل الله وحكمته، فلو ترك الناس سدىً لأفلت الفاجر من القصاص، ولاستوى الظالم والمظلوم، والفاسق والصالح، والمسلم والكافر، قال -تعالى-:
    "أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" القلم:٣٦،٣٥.
    - إقامة الحجة على منكري البعث

    الله -عز وجل- أقام الحُجة على منكري البعث بالخَلْق، ودي آيات كثيرة جدًّا، زَيّ قَوْل الله -عزَّ وجلَّ- "قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ" الإسراء:٥١. هو الذي سيعيدكم يعني، "وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ" الروم:٢٧. "قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ" يس:٧٩. إلى غير الآيات التي جاء بها في الكتاب، بيقول لك إنّ ربّنا استدلّ على البعث بإيه؟ بالخَلْق أوَّل مرة.

    ٢. الحشر
    بعد كده بيتكلّم على الحشر، قال: الحشر هو سَوْق الناس بعد بعثهم من القبور إلى الموقف..، وأول من يُكسى نبي الله إبرهيم. يبقى ده الحشر، وجاب صفة الحشر، ومن يلجمه العرق إلجامًا، إلى غير ذلك، ودنوّ الشمس من الرؤوس، وأتى بأحاديث اقرؤوها.
    ٣. الشفاعة
    بعد ذلك بيتكلّم على الشفاعة، فقال: أجمع السلف والخَلَف ومن بعدهم من أهل السُنَّة عليها، يعني على ثبوت الشفاعة صفحة ١٤٠.
    والشفاعة أنواع كما ذكر العلماء ودلَّت عليها الأحاديث:
    فأوّلها: شفاعة نبينا محمد -صلَّى الله عليه وآله وسلم- لتخليص العباد من هول الموقف.
    الناس واقفة يوم القيامة مستنّية عايزة إيه؟ يبدأ فصل القضاء فلا يشفع في ذلك إلا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- حينما يقول: أنا لها، أنا لها.
    الشفاعة الثانية: في إدخال قومٍ الجنة بغير حساب.
    ويدلّ عليها قَوْل النبي -صلَّى الله عليه وسلم- "أُعطِيتُ سبعين ألفًا من أُمَّتي يدخلون الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ" صححه الألباني. يبقى ده إيه؟ الشفاعة الثانية.
    الثالثة: الشفاعة لقومٍ استوجبوا النار بذنوبهم، فلا يدخلونها.
    الرابعة: لقومٍ من العصاة دخلوا النار، أن يخرجوا منها.

    ٤. العرض والحساب
    العرض والحساب صفحة ١٤٣، يقول:
    - الفرق بين العرض والحساب

    المراد بالعرض هو عرض الأعمال على الله -تعالى- عندما يقف الناس في ساحة القضاء يوم القيامة.
    أما الحساب فهو المحاسبة في ذلك الموقف بالصغير والكبير من الأمور، والتقصِّي فيها وترك المسامحة.
    - حساب الكافر

    يُجاء بالكافر يوم القيامة، فيُقال له: "لوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا.." صحيح البخاري.
    وينادي منادٍ: "مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتْبَعْهُ.." صحيح البخاري. إلى آخر الحديث.
    ويُوقف الكافر للحساب فيَعرض عليه ربه عمله فيجحد، شوف الكافر جاحد لدرجة إنّ ربّنا بيعرض عليه أعماله اللي هو عملها وعارف أنه عملها، ويجحد، ويقول لا أرضى شهيدًا إلا نفسي، فربّنا يختم على لسانه وتشهد إيه؟ أعضاؤه.
    - تمييز المؤمن من المنافق في المحشر

    تمييز المؤمن من المنافق في المحشر بإيه؟ بالسجود، "يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ" القلم:٤٢. - كيفية الحساب وإحصاء الأعمال

    "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ق:١٨، قال في صفحة ١٤٦: ثم تُعطى هذه الكتب لأصحابها ليقرأ كل أحدٍ كتابه. يبقى الكتب اللي بتتكتب دي هتشوفها وتمسكها وتقرأها.
    - تفاوت المؤمنين عند الحساب

    تتفاوت درجات المؤمنين إلى ثلاث درجات:
    قومٌ يدخلون الجنة بغير حساب.
    وقومٌ يحاسبون حسابًا يسيرًا، وهؤلاء أيضًا يدخلون الجنة.
    الثالث: مَن كَثُرَت معاصيه وجاهر بها ولم يَتُب، فهو إلى المشيئة إن شاء الله -عز وجل- عذَّبه، وإن شاء عفا عنه.

    ٥. الميزان
    صفحة ١٤٨ يقول: وهو ميزانٌ حقيقيّ، له كفتان كما دلّت الأحاديث، حيث يحوّل الله -تعالى- الأعمال إلى شيءٍ محسوس، له ثقل، وتوضع في كفة، والسيئات في كفة.
    وورد في الرفق بالمؤمنين عند الميزان أحاديث، وجاء ببعضها.

    ٦. الحوض
    قال القاضي عياض: مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به، أن الله -عز وجل- قد خص نبينا محمد -صلَّى الله عليه وآله وسلم- بالحوض، المصرَّح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث.. والكوثر نهرٌ في الجنة، وماء الحوض ممتدٌ منه.
    صفة الحوض، وجاء بالأحاديث التي تبيّن ذلك.

    ٧. الصراط
    - الإيمان به وصفته

    الصراط هو الذي ورد في قول الله -عز وجل- "وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا" مريم:٧١. فالورود المذكور في الآية هو المرور على الصراط، كما يُفهم من الأحاديث الورادة في الصحيح، -وجاء بالحديث الوراد في الصحيح-، قال كثير من المفسرين: المراد بالورود مرور المسلمين على الجسر بين ظهرانيها، وورود المشركين أن يدخلوها.
    يبقى "وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا"، المسلم هيَرِد النار إنّ هو يعدّي عليها على الصراط، أما ورود الكافر إنّه هيدخلها.
    - القصاص من المظالم

    القصاص من المظالم في قنطرة، قيل: هي الصراط، وقيل: قنطرة أخرى بعد الصراط، لا يدخلون الجنة حتى يتقاصّوا المظالم فيما بينهم حتى اللطمة. نسأل الله -سبحانه وتعالى- العفو والعافية.

    الجنة والنار
    ٨. النار
    - جهنم أعاذنا الله منها

    هي مخلوقةٌ موجودة وهي اسمٌ لجميع طباق النار. يبقى كل درجات النار اسمها إيه؟ جهنم. "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ" النساء:١٤٥. يبقى هي درجات، وجاء بعض الآيات والأحاديث في صفة النار وعذاب أهل النار، يقول: وكما أنَّ في الجنة من النعيم ما لا عين رأت ولا أُذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، فإن في النار من الأهوال وأصناف العذاب ما لا يعلمه إلا الله -عز وجل-... كما أنَّ النعيم لا ينقطع، فكذلك عذاب النار لا ينقطع.
    - صفة أهل الجنة وأهل النار

    ثبت في الكتاب والسُّنَّة على وجه اليقين، أن الأعمال الصالحة والإخلاص فيها مع الموافاة على الإيمان موصلٌ إلى الجنة، وأن الكفر والمعاصي واتّباع الهوى والضلال موصلٌ إلى العذاب.
    وجاء بالآيات والأحاديث التي تدلّ على ذلك.

    ٩. الجنة
    الجنة موجودة مخلوقة الآن وأعدَّها الله -عز وجل- للمتقين. ويدل على ذلك نصوص كثيرة جاء بها.
    - الجنة لا تفنى ولا ينقطع نعيمها

    وجاء بما يدلّ على ذلك، قال في صفحة ١٦١: وما أُعطيه أهل الجنة من النعيم والطعام والشراب والذهب والحرير وأنواع الفاكهة والفُرُش، ليس شيءٌ منه يشبه ما في الدنيا، والتشابه ليس إلا في الأسماء فقط، تقريبًا للأفهام وضربًا للأمثال. يبقى اللبن مش زَيّ لبن الجنة، والعسل مش زَيّ عسل الجنة، والخمر مش زَيّ خمر الجنة، والتفاح مش زَيّ تفاح الجنة، والرمان، كل دي أسماء فقط، لكن اللي هناك حاجة تانية.

    أولاد المسلمين وأولاد المشركين
    آخر فصل معانا في اليوم الآخِر، قال: أولاد المسلمين وأولاد المشركين، ذكر غير واحدٍ من العلماء الإجماع على أن من مات من أولاد المسلمين قبل البلوغ فهو في الجنة؛ لأنه غير مُكلَّف... واختلفت الأقوال فيما يكون عليه حال أولاد المشركين... ولحديث سمرة المتقدم، فقد جاء فيه: ".. فَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ" صحيح البخاري. أيْ إنهم مع الولدان الذين هم حول سيدنا إبراهيم. يبقى الصحابة سألوا النبي -صلَّى الله عليه سلم- على أولاد المشركين فقال لهم إنّ هما كمان مع أولاد المسلمين ينعمون في الجنة.

    أهل الفترة
    آخر شيء معانا خالص بقا في هذا الباب اللي هو الباب الأول وهنبدأ بقا في الباب التاني اللي هو السلوك، آخر شيء معانا خالص بيتكلّم على أهل الفترة.
    مَن هم أهل الفترة؟ أهل الفترة هو الذي جاء في وقتٍ فتر فيه الوحي، ماكانش فيه بعثة للأنبياء، فلم يعلم شيئًا عن الدين، وده بقى مش مسألة الفترة إنّ مفيش نبي، لا، هو الفكرة إنّ هو ماوصلهوش الدين، ماعرفش حاجة عن الإسلام، ماعرفش إنّ فيه دين اسمه الإسلام أصلًا، ده إيه اللي يحصل له؟ ده معذور، إيه الدليل؟

    الدليل هو الحديث مش موجود بس أنا جبتهولكم، روى الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده، الحديث رقم ١٦٣٠١ عن الأسود بن سريع، أن نبي الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: أربعة يوم القيامة، يعني يدلون على الله بحجة..، فيه أربعة يوم القيامة لهم حجة، مين هما؟ ".. رجلٌ أصمٌ لا يسمع شيئًا، ورجلٌ أحمق -يعني مجنون-، ورجلٌ هرِم، ورجلٌ مات في الفترة.." يعني عاش ومات في وقت ماكانش فيه نبي، ماعرفش حاجة عن الدين أصلًا، ".. فأما الأصم فيقول: ربِّ لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: ربِّ لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر.." يعني كنت مجنون بمشي في الشوارع، ".. وأما الهرِم فيقول: ربِّ لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: ربِّ ما أتاني لك رسول.." خدوا بالكم المسألة دي مهمة جدًّا، ".. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنّه.." يعني خلاص هتسمعوا الكلام، ".. فيُرسِل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمدٍ بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا"، وفي زيادة أخرى: "ومن لم يدخلها يُسحب إليها"[9].

    يعني الناس اللي هي ماعرفتش عن الإسلام وما سمعتش عن الدين أصلًا، هؤلاء معذورون عند الله في الآخرة، هما في الدنيا كفار بس ييجوا يوم القيامة يُمتحنوا هذا الامتحان، فمَن أطاع الله -عز وجل- دخل الجنة، ومَن عصاه دخل النار. وقال الله -عز وجل-: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا" الإسراء:١٥. يبقى شرط العذاب إيه؟ لا بُدّ من بعثة الرسول وبلوغ الرسول.
    "وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا" القصص:٥٩.
    فمَن كان في بادية من الأرض لم تبلغه دعوة الإسلام، أو كان حديث عهدٍ به، لم يصله منه ما يُصحح الإيمان، فهو معذورٌ حتى يبلغه الأمر، وتُقام عليه الحُجة.
    الخاتمة
    وبذلك نكون قد انتهينا بفضل الله وحمده وطوله من الباب الأول، ونبدأ في الباب الثاني إن شاء الله اللقاء القادم في السلوك، وجزاكم الله خيرًا وصلَّى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله ربّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36



    [1] ".. قَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْأَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِي البُنْيَانِ.." صحيح البخاري.
    [2] "إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ" صحيح البخاري.
    [3] "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَكْثُرَ الجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الزِّنَا، وَيَكْثُرَ شُرْبُ الخَمْرِ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً القَيِّمُ الوَاحِدُ" صحيح البخاري.
    [4] "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ" صحيح مسلم.
    [5] "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ.." صحيح البخاري.
    [6] "إِنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ، عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا" صحيح البخاري.
    [7] "إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً، لَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ" رواه أحمد وصححه الألباني.
    [8] عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: "سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ.." صحيح مسلم.
    [9] "أربعةٌ يحتجون يومَ القيامةِ: رجلٌ أصمُّ لا يسمعُ شيئًا. ورجلٌ أحمقُ، ورجلٌ هرِمٌ، ورجلٌ مات في فترةٍ. فأمَّا الأصمُّ فيقولُ: ربِّ لقد جاء الإسلامُ وما أسمعُ شيئًا. وأمَّا الأحمقُ فيقولُ: ربِّ جاء الإسلامُ وما أعقلُ شيئًا، والصبيانُ يحْذِفونني بالبَعْرِ. وأمَّا الهَرِمُ فيقولُ: ربِّ لقد جاء الإسلامُ وما أعقلُ شيئًا. وأما الذي مات في الفترةِ فيقولُ: ربِّ ما أتاني لك رسولٌ. فيأخذ مواثيقَهم ليطيعنَه، فيُرْسَلُ إليهم: أنِ ادخلوا النارَ، فمن دخلها كانتْ عليه بردًا و سلامًا، ومن لم يدخلْها سُحِبَ إليها" صححه الألباني.


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 02-05-2018, 02:05 AM.

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق

      يعمل...
      X