بقلم الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فلفظ الزندقة، والزنادقة، والزنديق - يرد كثيراً في كتب العقائد.
والحديث عنه سيكون حول المسائل التالية:
أولاً: منشأ كلمة الزندقة: الزندقة اسم اشتقه العرب من كلمة (زندو) بالفارسية، الدالة على كتاب الفرس المقدَّس الذي يقال له بالفارسية: (الزندوفستا).
وهو كتاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير، وقتله بهرام بن هرمز بن سابور، وذلك بعد عيسى - عليه السلام -.
وقد أحدث ديناً بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول بنبوة المسيح، ولا يقول بنبوة موسى - عليهما السلام – [انظر الملل والنحل للشهرستاني 1/244] .
ويقال لأتباعه: المانوية، ويقال لهم: الثنوية؛ لأنهم يثبتون إلهين.
فيقال: تزندق إذا اعتقد اعتقاد المجوس الفرس، أي انتسب للزندو، ثم اشتقوا منه (زندقة) للاعتقاد، و(زنديق) للمعتقد.
ثانياً: على من يطلق لفظ (الزندقة) و(الزنديق)؟ يطلق على من يُسِرُّ اعتقاد المجوس؛ فلا يسمى المجوسي المتظاهر بالمجوسية زنديقاً.
ثم صار اسماً علماً في الفقه يدل على من يظهر الإسلام، ويبطن الكفر، سواء كان كفره باعتقاد المجوسية الفارسية، أم بالدهرية، أم بغير ذلك.
ولذلك قالوا: الزنديق يرادف المنافق، وخصوا المنافق بمبطن الكفر في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والزنديق بمبطن الكفر بعد ذلك الزمن.
ثالثاً: ظهور الرمي بالزندقة: كان الرمي بالزندقة قد طلع قرنه في أثناء القرن الأول الإسلامي، ثم بلغ أشده في القرن الثاني؛ بسبب ما عظم من المخالفات الاعتقادية، والتعصبات المذهبية، وقضاء الأوطار السياسية.
رابعاً: ما يصير به المرء معرضاً إلى تهمة الزندقة: يصير إذا كان فارسي الأصل، وأُثِر عنه بُغض العرب، وكان من أهل الخلاعة والمجون، أو المزح في الأمور الراجعة إلى العبادات، أو أن يكون لا يحفظ من القرآن شيئاً؛ فقد أخذ بذلك محمد بن أبي عبيدالله وزير المهدي - حسبما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 161هـ -.
هذا والمهدي لم يكن له من أصالة الرأي ما كان للمنصور والسفاح؛ فأغرق في تقصي أحوال الناس، والرمي بالزندقة.
المصدر العقيدة والحياة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فلفظ الزندقة، والزنادقة، والزنديق - يرد كثيراً في كتب العقائد.
والحديث عنه سيكون حول المسائل التالية:
أولاً: منشأ كلمة الزندقة: الزندقة اسم اشتقه العرب من كلمة (زندو) بالفارسية، الدالة على كتاب الفرس المقدَّس الذي يقال له بالفارسية: (الزندوفستا).
وهو كتاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير، وقتله بهرام بن هرمز بن سابور، وذلك بعد عيسى - عليه السلام -.
وقد أحدث ديناً بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول بنبوة المسيح، ولا يقول بنبوة موسى - عليهما السلام – [انظر الملل والنحل للشهرستاني 1/244] .
ويقال لأتباعه: المانوية، ويقال لهم: الثنوية؛ لأنهم يثبتون إلهين.
فيقال: تزندق إذا اعتقد اعتقاد المجوس الفرس، أي انتسب للزندو، ثم اشتقوا منه (زندقة) للاعتقاد، و(زنديق) للمعتقد.
ثانياً: على من يطلق لفظ (الزندقة) و(الزنديق)؟ يطلق على من يُسِرُّ اعتقاد المجوس؛ فلا يسمى المجوسي المتظاهر بالمجوسية زنديقاً.
ثم صار اسماً علماً في الفقه يدل على من يظهر الإسلام، ويبطن الكفر، سواء كان كفره باعتقاد المجوسية الفارسية، أم بالدهرية، أم بغير ذلك.
ولذلك قالوا: الزنديق يرادف المنافق، وخصوا المنافق بمبطن الكفر في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والزنديق بمبطن الكفر بعد ذلك الزمن.
ثالثاً: ظهور الرمي بالزندقة: كان الرمي بالزندقة قد طلع قرنه في أثناء القرن الأول الإسلامي، ثم بلغ أشده في القرن الثاني؛ بسبب ما عظم من المخالفات الاعتقادية، والتعصبات المذهبية، وقضاء الأوطار السياسية.
رابعاً: ما يصير به المرء معرضاً إلى تهمة الزندقة: يصير إذا كان فارسي الأصل، وأُثِر عنه بُغض العرب، وكان من أهل الخلاعة والمجون، أو المزح في الأمور الراجعة إلى العبادات، أو أن يكون لا يحفظ من القرآن شيئاً؛ فقد أخذ بذلك محمد بن أبي عبيدالله وزير المهدي - حسبما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 161هـ -.
هذا والمهدي لم يكن له من أصالة الرأي ما كان للمنصور والسفاح؛ فأغرق في تقصي أحوال الناس، والرمي بالزندقة.
المصدر العقيدة والحياة
تعليق