بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(((من منشورات الشيخ محمد سعد الشرقاوي)))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(((من منشورات الشيخ محمد سعد الشرقاوي)))
من أخطر المزالق تكفير المسلمين.
اعلم رحمني الله وإياك : أن من ثبت إسلامه بيقين لا يجوز إن نزيله عنه إلا بيقين مثله
واعلم أن من رمى مسلما بالكفر دون بينة كالشمس رجعت عليه كلمة الكفر حيث قال صلى الله عليه وسلم :"" أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ "" البخاري ومسلم
يقول الإمام الغزالي صاحب الإحياء :"والذي ينبغي أن يميل المحصل إليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلاً.
فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم". الاقتصاد في الاعتقاد (ص135)
ويقول الإمام الشوكاني :"اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار ". السيل الجرار (4/578)
وحتى يصدق على المسلم اسم الكفر لابد من أمرين :
الأول : أن يثبت شرعا بالإجماع أن هذا القول أو هذا الفعل من الأقوال والأفعال الكفرية باتفاق أهل العلم
الثاني : أن تقام الحجة على هذا القائل أو هذا الفاعل بحيث ينتفي عنه الجهل وتنتفي عنه الشبهة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" إِنَّ نُصُوصَ " الْوَعِيدِ " الَّتِي فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ
وَنُصُوصَ الْأَئِمَّةِ بِالتَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ
لَا يُسْتَلْزَمُ ثُبُوتُ مُوجَبِهَا فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ
.مجموع الفتاوى (10/372)
من أين يأتي الخلل ؟
يأتي الخلل بأمرين :
الأول : الحكم بالتكفير بأمر غير مكفر : أي اعتقاد من رمى غيره بالكفر أن هذا القول أو هذا الفعل من قبيل الكفر الأكبر وهو ليس كذلك ، أو يكون مما وقع فيه الخلاف السائغ بين العلماء هل هو من قبيل الكفر الأكبر أم لا
الثاني : إطلاق القول بالكفر قبل قيام الحجة على القائل أو الفاعل
فهناك موانع تمنع من لحوق مسمى الكفر على قائل الكفر أو فاعل الكفر ، ومن أشهر هذه الموانع
الجهل --- التأويل --- الإكراه
يتبع إن شاء الله.
تعليق