بسم الله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين و لا عدوان الي علي الظالمين,
و الصلاة و السلام علي النبي الامين المبعوث رحمة للعالمين و علي اله و صحبه و من تبع هداه الي يوم الدين ,
ثم اما بعد ,
يتشدق علينا الغرب دائما و ابدا بقولهم ان الاسلام اباح الرق و ان الاسلام استعبد الناس مما دعاني الي النظر في حال الرق بين الاسلام و العقائد الاخري ...
فنقول و بالله التوفيق ,
ان الاسلام يقف بنصوصه موقفا من الرق لم يقفه غيره من الملل الاخري, فيقول الله عز و جل في الحديث القدسي "ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة و من كنت خصمة خصمته رجل اعطي بي ثم غدر و رجل باع حرا فاكل ثمنة و رجل استأجر أجيرا فاستوفي منه العمل و لم يعطه اجره" صحيح البخاري
و النبي صلي الله عليه و سلم يقول " ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة : من تقدم قوما و هم له كارهون , و رجل اتي الصلاة دبارا _بمعني بعد خروج وقتها_ و رجل اعتبد محررا " رواه ابو داود
و من الغريب اننا لا نجد نصا واحدا في الكتاب او السنة يامرون بالاسترقاق بينما تحفل ايات القران الكريم و احاديث الرسول صلي الله عليه و سلم بالمئات من النصوص الداعية الي العتق و التحرير.
كانت مصادر الرق و منابعة كثيرة جدا عند ظهور الاسلام بينما طرق التحرير ووسائلة تكاد تكون معدومة فقلب الاسلام في تشريعاته النظرة فأكثر من مصارف الحرية و التحرر و سد مسالك الاسترقاق ووضع من الوصيا ما يسد تلك المسالك.
و لقد كان الأسر في الحروب من أظهر مظاهر الاسترقاق و كل حرب لابد فيها من أسري و كان العرف السائد يومئذ ان الأسري لا حرمة لهم و لا حق و هم بين امرين اما القتل و اما الرق..
و لكن الاسلام حث علي طريق ثالث من حسن معاملة الاسير وفك اسره ...
و في القران الكريم " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) "
و الايه في رقتها و حثها لا تحتاج الي تعليق و نبي السلام علية افضل الصلاة و السلام في ميدان مكارم الاخلاق يقول " عودوا المريض و اطعموا الجائع و فكوا العاني " رواه البخاري
و في اول مواجهة بين المسلمين و اعدائهم في معركة بدر انتصر فيها المسلمون ووقع فيها اسري من كبراء العرب و لو عوقبوا بعقاب شديد لكانوا له مستحقين و مع ذلك قبلوا الفداء , و في فتح مكة قال الحبيب لهم " اذهبوا فانتم الطلقاء " و في غزوة بني المصطلق تزوج الرسول أسيرة من الحي المغلوب ليرفع مكانتها حيث ان ابنة احد زعمائه فما كان من المسلمين الا ان أطلقوا سراح جميع هؤلاء الأسري...
و مع كل هذا فان الاسلام وضع من القواعد التي تجمع بين العدل و الرحمة في التعامل مع الرقيق.
فمن وسائل التحرير : فرض نصيب الزكاة لتحرير العبيد و كفارات القتل الخطأ و الظهار و الأيمان و الفطر في رمضان , اضافة الي منشادة عامة في اثارة للعواطف من اجل العتق و التحرير , ابتغاء و جه الله...
و هذه اشارات سريعة لبعض قواعد المعاملة المطلوبة عدلا و احسانا ::
1* ضمان العذاء و الكساء مثل اوليائهم :
روي ابو داود عن المعرور بن سويد قال " دخلنا علي ابي ذر بالربذة (قرية قرب المدينة) فاذا عليه برد و علي غلامه مثله فقال : يا أبا ذر لو اخذت برد غلامك الي بردك و كانت حلة و البستة ثوبا غيره ؟! قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول " هم اخوانكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل و ليكسه مما يكتسي و لا يكلفه ما يغلبه فان كلفه ما يغلبه فليعنه " رواه البخاري
سبحان ربي اي رحمة هذه يا رسول الله ؟!
2* حفظ كرامتهم
روي ابو هريرة : قال ابو القاسم نبي التوبة " من قذف مملوكه بريئا مما قال اقيم عليه الحد يوم القيامة الا ان يكون كما قال " صحيح البخاري
و روي ان ابن عمر اعتق مملوكا له ثم اخذ من الارض عودا فقال : ما لي فيه من الاجر ما يساوي هذا , سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول من لطم مملوكا او ضربة فكفارته عتقه " صحيح مسلم
و الكثير من الامور التي قيدها الاسلام في المعاملة مع الرقيق , بل ان الرسول عليه الصلاة و السلام كان يقول للصحابة بعد الغزوات " استوصوا بالاسري خيرا "
وروي ان عثمان بن عفان رضي الله عنه و ارضاه قرص اذن عبد له لذنب فعله ثم قال له بعد ذلك : تقدم فاقرص اذني فامتنع العبد فالح عليه عثمان رضي الله عنه فقرصة العبد بخفة فقال له اقرص جيدا فاني لا اتحمل عذاب يوم القيامة فقال العبد : و كذلك يا سيدي اليوم الذي تخشاه انا ايضا اخشاه..
و كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه اذا مشي بين عبيده لا يميزه احد منهم لانه لا يتقدمهم و لا يلبس الا من لباسهم....
و مر عمر رضي الله عنه يوما في بمكة فراي العبيد لا وقوفا لا ياكلون مع سادتهم فغضب و قال لمواليهم : ما لقوم يستـأثرون علي خدامهم ؟؟ ثم دعا الخدام فأكلوا معهم ..
و دخل رجل علي سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن فقال له : يا ابا عبد الله ما هذا ؟! فقال بعثنا الخادم في شغل فكرهنا ان نجمع عليه عملين..
هذا هو موقف اسلامنا الحنيف مع الرقيق , فقولوا لي بربكم اي قانون من قوانين حقوق الانسان التي يتشدقون بها كفل للاحرار فضلا عن الرقيق هذه الحقوق ؟! اي تشريع رحم العبيد مثل تشريع محمد الذي اتي به من اكثر 1400 سنة ؟!
هذا كان اجتهاد مني في ضحد هذا الافتراء و ان شاء الرحمن لي عودة مع موقف العقائد الاخري من الرقيق.
ان كنت قد اصبت فيقينا من الله و يتوفيقة , و ان كنت قد اخطأت فمني و من الشيطان و الله ورسوله منه براء..
و الصلاة و السلام علي النبي الامين المبعوث رحمة للعالمين و علي اله و صحبه و من تبع هداه الي يوم الدين ,
ثم اما بعد ,
يتشدق علينا الغرب دائما و ابدا بقولهم ان الاسلام اباح الرق و ان الاسلام استعبد الناس مما دعاني الي النظر في حال الرق بين الاسلام و العقائد الاخري ...
فنقول و بالله التوفيق ,
ان الاسلام يقف بنصوصه موقفا من الرق لم يقفه غيره من الملل الاخري, فيقول الله عز و جل في الحديث القدسي "ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة و من كنت خصمة خصمته رجل اعطي بي ثم غدر و رجل باع حرا فاكل ثمنة و رجل استأجر أجيرا فاستوفي منه العمل و لم يعطه اجره" صحيح البخاري
و النبي صلي الله عليه و سلم يقول " ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة : من تقدم قوما و هم له كارهون , و رجل اتي الصلاة دبارا _بمعني بعد خروج وقتها_ و رجل اعتبد محررا " رواه ابو داود
و من الغريب اننا لا نجد نصا واحدا في الكتاب او السنة يامرون بالاسترقاق بينما تحفل ايات القران الكريم و احاديث الرسول صلي الله عليه و سلم بالمئات من النصوص الداعية الي العتق و التحرير.
كانت مصادر الرق و منابعة كثيرة جدا عند ظهور الاسلام بينما طرق التحرير ووسائلة تكاد تكون معدومة فقلب الاسلام في تشريعاته النظرة فأكثر من مصارف الحرية و التحرر و سد مسالك الاسترقاق ووضع من الوصيا ما يسد تلك المسالك.
و لقد كان الأسر في الحروب من أظهر مظاهر الاسترقاق و كل حرب لابد فيها من أسري و كان العرف السائد يومئذ ان الأسري لا حرمة لهم و لا حق و هم بين امرين اما القتل و اما الرق..
و لكن الاسلام حث علي طريق ثالث من حسن معاملة الاسير وفك اسره ...
و في القران الكريم " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) "
و الايه في رقتها و حثها لا تحتاج الي تعليق و نبي السلام علية افضل الصلاة و السلام في ميدان مكارم الاخلاق يقول " عودوا المريض و اطعموا الجائع و فكوا العاني " رواه البخاري
و في اول مواجهة بين المسلمين و اعدائهم في معركة بدر انتصر فيها المسلمون ووقع فيها اسري من كبراء العرب و لو عوقبوا بعقاب شديد لكانوا له مستحقين و مع ذلك قبلوا الفداء , و في فتح مكة قال الحبيب لهم " اذهبوا فانتم الطلقاء " و في غزوة بني المصطلق تزوج الرسول أسيرة من الحي المغلوب ليرفع مكانتها حيث ان ابنة احد زعمائه فما كان من المسلمين الا ان أطلقوا سراح جميع هؤلاء الأسري...
و مع كل هذا فان الاسلام وضع من القواعد التي تجمع بين العدل و الرحمة في التعامل مع الرقيق.
فمن وسائل التحرير : فرض نصيب الزكاة لتحرير العبيد و كفارات القتل الخطأ و الظهار و الأيمان و الفطر في رمضان , اضافة الي منشادة عامة في اثارة للعواطف من اجل العتق و التحرير , ابتغاء و جه الله...
و هذه اشارات سريعة لبعض قواعد المعاملة المطلوبة عدلا و احسانا ::
1* ضمان العذاء و الكساء مثل اوليائهم :
روي ابو داود عن المعرور بن سويد قال " دخلنا علي ابي ذر بالربذة (قرية قرب المدينة) فاذا عليه برد و علي غلامه مثله فقال : يا أبا ذر لو اخذت برد غلامك الي بردك و كانت حلة و البستة ثوبا غيره ؟! قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول " هم اخوانكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل و ليكسه مما يكتسي و لا يكلفه ما يغلبه فان كلفه ما يغلبه فليعنه " رواه البخاري
سبحان ربي اي رحمة هذه يا رسول الله ؟!
2* حفظ كرامتهم
روي ابو هريرة : قال ابو القاسم نبي التوبة " من قذف مملوكه بريئا مما قال اقيم عليه الحد يوم القيامة الا ان يكون كما قال " صحيح البخاري
و روي ان ابن عمر اعتق مملوكا له ثم اخذ من الارض عودا فقال : ما لي فيه من الاجر ما يساوي هذا , سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول من لطم مملوكا او ضربة فكفارته عتقه " صحيح مسلم
و الكثير من الامور التي قيدها الاسلام في المعاملة مع الرقيق , بل ان الرسول عليه الصلاة و السلام كان يقول للصحابة بعد الغزوات " استوصوا بالاسري خيرا "
وروي ان عثمان بن عفان رضي الله عنه و ارضاه قرص اذن عبد له لذنب فعله ثم قال له بعد ذلك : تقدم فاقرص اذني فامتنع العبد فالح عليه عثمان رضي الله عنه فقرصة العبد بخفة فقال له اقرص جيدا فاني لا اتحمل عذاب يوم القيامة فقال العبد : و كذلك يا سيدي اليوم الذي تخشاه انا ايضا اخشاه..
و كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه اذا مشي بين عبيده لا يميزه احد منهم لانه لا يتقدمهم و لا يلبس الا من لباسهم....
و مر عمر رضي الله عنه يوما في بمكة فراي العبيد لا وقوفا لا ياكلون مع سادتهم فغضب و قال لمواليهم : ما لقوم يستـأثرون علي خدامهم ؟؟ ثم دعا الخدام فأكلوا معهم ..
و دخل رجل علي سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن فقال له : يا ابا عبد الله ما هذا ؟! فقال بعثنا الخادم في شغل فكرهنا ان نجمع عليه عملين..
هذا هو موقف اسلامنا الحنيف مع الرقيق , فقولوا لي بربكم اي قانون من قوانين حقوق الانسان التي يتشدقون بها كفل للاحرار فضلا عن الرقيق هذه الحقوق ؟! اي تشريع رحم العبيد مثل تشريع محمد الذي اتي به من اكثر 1400 سنة ؟!
هذا كان اجتهاد مني في ضحد هذا الافتراء و ان شاء الرحمن لي عودة مع موقف العقائد الاخري من الرقيق.
ان كنت قد اصبت فيقينا من الله و يتوفيقة , و ان كنت قد اخطأت فمني و من الشيطان و الله ورسوله منه براء..
تعليق