السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرد على من أنكر حجية السنة
مدخل :
الرد على من أنكر حجية السنة
مدخل :
السنة شقيقة القرآن ومثيلته في الحجية والاعتبار ، فهما مصدر الدين وكلاهما وحي من الله بأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة .
ومنها ما جاء مؤكد لأحكام القرآن ومنها ما هو مبين للقرآن : تفصيلا لمجمله وتوضيحا لمشكله وتخصيصا لعامه وتقيدا لمطلقه وتبينا لمبهمه وردا لمتشابهه إلى محكمه ، ومنها ما جاء بتشريعات مستقلة عنه .
وهي حجة شرعية يستوي في ذلك المتواتر منها والآحاد حيث الاعتبار بثقة النقلة وليس بعددهم وحجيتها من أصول الدين
وهي مرتبطة بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ومنكرها خارج من الملة .وحاول أعداء الإسلام أن يشككوا في هذا ليفتنوا المسلمين فرد الله كيدهم .
ومع تفشي الجهل في عصرنا الحالي وجب بيان هذه الحقيقة .
معنى حجية السنة وبيان مكانتها في الإسلام ومنزلتها من القرآن الكريم
1. معنى حجية السنة :
لغة البرهان واصطلاحا أن السنة دليل شرعي يدل على حكم الله تعالى وأن الله قد تعبدنا باتباع ما أمرت به واجتناب ما نهت عنه فهي مصدر للدين أساسي والشطر الثاني له فيجب اعتقاد مضمونها والعمل بمقتضاها في جميع جوانب حياة الناس ومعادهم .
2. مكانة السنة في الإسلام :
أصل الدين ومصدره الوحي وله قسمين متكاملين لا غنى لأحدهما عن الآخر وهما: القرآن والسنة .
فالسنة مثل القرآن في الحجية وشطر الدين وأحد الأصلين ومصدر الإسلام مع القرآن وبدونها يتعذر فهم القرآن وعبادة الله حيث يستمد منها العقيدة الصحيحة وأحكام العبادات والمعاملات والأخلاق والآداب والفضائل والقوانين السياسية الداخلية للدولة المسلمة وعلاقاتها الدولية ونظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية والفكرية وسلوكها في الحرب والسلم حيث هي منهج للحياة كامل .
وهذا هو مكان السنة كما فهمها السلف وطبقوها فنالوا خيري الدنيا والآخرة .
3. منزلة السنة من القرآن :
نص الإمام الشافعي ووافقه جمهور العلماء على ثلاثة أقسام للسنة من حيث دلالتها على العقائد والأحكام الواردة في القرآن الكريم وهي:
أولا: السنة المؤكدة :حيث تدل على الحكم الشرعي كما يدل عليه القرآن وموافقة له في الإجمال والاختصار والشرح للتأكيد مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل مال امرء مسلم إلا بطيب من نفسه ) يوافق قوله تعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ).
ثانيا :السنة المبينة : التي توضح مراد الله في القرآن وهو أغلب السنة وله أربعة أنواع :
1.تفصيل المجمل مثل نصاب الزكاة .
2.توضيح المشكل مثل بيان المراد من الخيط الأبيض والأسود في وقت الإمساك .
3.تقييد المطلق مثل بيان قطع اليد اليمنى للسارق .
4.تخصيص العام مثل تخصيص ميراث الأولاد لغير القاتل .
ثالثاً :السنة المستقلة بالتشريع :مثل بيان ميراث الجدة وتحريم الذهب والحرير للرجال .
استقلال السنة بالتشريع
أ.معنى استقلال السنة بالتشريع :
يعني أنها جاءت بمعتقدات وأحكام لم ينص عليها القرآن وأنها حجة في إضافة تشريعات حيث أن الكل وحي من الله تعالى .
ب.أقوال العلماء في استقلال السنة بالتشريع :
اجمع العلماء قديما وحديثا على أن السنة تأتي بأحكام لم يثبتها القرآن ولم ينفها وأنها حجة شرعية فيها ملزمة لها
أدلة استقلال السنة بالتشريع :
1.دل القرآن الكريم والسنة والإجماع على أن السنة وحي من الله .
2.إن نصوص القرآن الدالة على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تفرق بين السنة المؤكدة والمبينة والمستقلة بالتشريع .
3.إن نصوص القرآن دلت على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل الاستقلال مثل قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ )
4.إن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بدلالة المعجزة عن الخطأ في التبليغ عن ربه بوحي متلو أو غير متلو مبين أو مؤكد أو مستقل .
5.إن القول بعدم استقلال السنة بالتشريع يقتضي القول بعدم تبيينها لما في القرآن لأن في التبيين نوع استقلال في تفاصيل الحكم المبين كتفاصيل الصلاة مثلا .
قال الإمام الشافعي : ( وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ليس لله فيه حكم (أي في القرآن) فبحكم الله سنه، وكذلك أخبرنا الله في قوله : ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
أدلة حجية السنة
إن السنة المطهرة حجة شرعية تعبدنا باعتقاد مضمونها والعمل بمقتضاها وهي شقيقة القرآن ومثيلته في الحجية والاعتبار حيث هما جميعا من عند الله تعالى والأدلة على ذلك من القرآن والسنة والإجماع والعصمة وتعذر العمل بالقرآن وحده :
الأدلة من القرآن :
1.الآيات الدالة على وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته والتحذير من مخالفته :
- ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ).
- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ).
- ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
- ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ).
2.الآيات الدالة على وجوب الإيمان به أي الإذعان والتصديق والتسليم له واتباعه وقبول شريعته حكمه وقضائه :
- ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
- ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ).
3.الآيات الدالة على أ ن الرسول صلى الله عليه وسلم مبين للكتاب وشارح له شرح معتبر عند الله تعالى ومطابق لما شرعه لعباده وأنه صلى الله عليه وسلم معلم لأمته لأمرين الكتاب والحكمة (وهي السنة) :
- (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) فالحكمة أي السنة .
- (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) فرأى الشافعي وغيره أن الحكمة السنة.
4.الآيات الدالة على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع ما يصدر عته وأن ذلك من ثمرات محبة العبد لربه:
- ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
- ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) قال الترمذي : الأسوة الحسنة في الرسول الاقتداء به والاتباع لسنته وترك مخالفته في قول أو فعل .
5.الآيات الدالة على أن الله أمره بتبليغ رسالته قرآنا وسنة وأنه عصمه من التبديل والتحريف يفيد التمسك بالسنة :
- (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
- ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ).
- ( اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ).
الأدلة من السنة :
تعددت الأحاديث الدالة على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتنوعت فيمكن تقسيمها موضوعيا إلى :
1.الأحاديث الدالة على أن السنة تماثل القرآن في الحجية وأنه لا يمكن معرفة الشرع من القرآن وحده :
- قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، وإنما حرم رسول الله كما حرم الله ).
- قوله صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس إني ما آمركم إلا ما أمركم به الله، ولا أنهاكم إلا عما نهاكم الله عنه ..).
- صلى الله عليه وسلم( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ).
- قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسده الناس من بعدي من سنتي ) .
2.الأحاديث التي يأمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنته ويحذر من اتباع الهوى والاستقلال بالرأي :
- قوله صلى الله عليه وسلم: ( دعوني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم ).
- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( صنع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا ترخص فيه فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ( ما بال قوم يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ).
- عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال : ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل : يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كن عبداً حبشياً ، فإنه من يعش بعدكم سيرى اختلافاً كثيراً. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين: تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) .
3.الأحاديث التي فيها الأمر بسماع السنة وتبليغها ونشرها بين لناس مما يدل على حجيتها:
- قوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ( ألا فليبلغ الشاهد الغائب ).
- قوله صلى الله عليه وسلم: ( نضر الله عبداً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداه ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) .
- قوله صلى الله عليه وسلم: ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عني ولا تكذبوا فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )
دليل الإجماع :
فقد أجمع المسلمون سلفاً وخلفاً على أن السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم حجة شرعية كما نقل عن كثير من العلماء مثل الشافعي وابن عبد البر وابن حزم وابن تيميه وابن القيم مثل قول ابن حزم : ولو أن امرأ قال : لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافر بإجماع الأمة وتواتر عن الأئمة الأربعة نحو هذه العبارة ( إذا صح الحديث فهو مذهبي، واضربوا بقولي عرض الحائط ) وقول الشوكاني : ( إن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بالتشريع ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام ).
عصمة النبي صلى الله عليه وسلم :
دل الشرع وانعقد الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء معصومون من جميع ما يخل بتبليغ الرسالة من الخطأ والنسيان والكتمان والتقصير والكذب وتسلط الشيطان والأهواء والشك ومن أدلته :
1.دلالة المعجزة : وهي القرآن الذي تحدى به فصحاء العرب يدل على أنه معصوم في جميع ما يبلغ عنه .
2.أن الله قد شهد له بالبلاغ والصدق وأنه متمسك بما أوحي إليه (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله) وقال : ( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم *وما غوى وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ).
3.أخبر القرآن أنه لا يزيد ولا ينقص في الشرع ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ) .
4.قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) .
5.إن الله قد حمى رسوله من إضلال أعداء الإسلام له ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) فلا يستطيعون التأثير عليه .
6.إنه صلى الله عليه وسلم معصوم من كيد الشيطان ووسوسته وإغوائه، فعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير " . رواه مسلم
7.شهد الله له في آخر زمنه بإكمال الرسالة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) .
- تعذر العمل بالقرآن وحده :
كبيان كيفية الصلاة وعدد ركعاتها وأوقاتها وبيان نصاب والزكاة في قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )
وبيان ما المراد بالحج والعمرة وشروطهما في قوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله ..)
وبيان ما هي السرقة الموجبة للقطع وما نصابها وما هو موضع القطع في قوله تعالى ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ..).
هل اختلف المتقدمون في حجية السنة
إن حجية السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مما علم من الدين بالضرورة لتظاهر لأدلة على ذلك وهو مرتبطة بأصول العقيدة وهي الترجمة الحقيقية للإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يقع في ذلك نزاع بين المسلمين ممن يعتد بهم في هذا فكانت من المسلمات الأساسية والبدهية ولذا لم يتناولها المصنفون بالبيان .
---------------
***ملخص من كتاب حجية السنة للدكتور حسين الشواط
تعليق