إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟





    لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟


    من كتاب نظرات في التربية الإيمانية
    لـد/ مجدي الهلالي


    كان ( زيد ) في المسجد يستمع إلى موعظة، وكانت الموعظة مؤثرة، وَجِلَت منها القلوب، وذرفت منها العيون، وتلا الموعظة صلاة العشاء وفيها قرأ الإمام بآيات من سورة ( ق ) تتحدث عن الموت وما بعده من أحداث، فعلا نحيب المصلين، واشتد بكاؤهم، وانتهت الصلاة، وانطلق ( زيد )
    خارجًا من المسجد، وذهب ليأخذ نعله فلم يجده .. بحث عنه في كل مكان فلم يعثر له على أثر، انتابته حالة من الجزع والضيق، وتلفَّظ بألفاظ غير لائقة، وغادر المسجد حانقًا متذمرًا ..


    لقد كان زيد منذ دقائق يبكي من خشية الله، فما الذي تغير حتى يظهر بهذه الحالة البعيدة عن الإيمان ؟
    لماذا لم تدفعه الحالة الإيمانية التي كان يعيشها إلى التعامل الهادئ مع المصيبة التي أصابته ؟


    فإن قلت : لأن الإيمان غير مستقر في قلبه وأن بكاءه وتأثره بالموعظة والصلاة كان عارضًا، فلما زال أثره انكشف إيمانه ..

    هذا التعليل قد يكون صحيحًا لو كانت المدة الزمنية بين الصلاة وبين سرقة نعله طويلة، أمَا والأمر لم يتعد بضع دقائق لا تسمح بزوال حالته الإيمانية، فإن السبب غير ذلك .

    ولعل ما يكشف لنا سبب هذا التعارض هو تذكُّر ما قيل سابقًا بأن الإيمان يتناول جميع المشاعر، بمعنى أن الحالة الإيمانية التي كان يعيشها ( زيد )
    في الموعظة والصلاة كانت تُعبِّر عن بعض مشاعر القلب وليس عن كل مشاعره .



    لقد كانت تُعبِّر عن مشاعر الخوف والرهبة، في حين ظلَّت باقي المشاعر كما هي دون استثارة، ومن ثَمَّ عندما تعرض لموقف السرقة، لم يتعامل معه تعاملًا إيمانيًّا مناسبًا لأن الإيمان في اتجاه مشاعر الطمأنينة والسكينة ضعيف، ولم يتم استثارته، وهذا يُفسِّر لنا - إلى حد بعيد – هذا التناقض بين حالته الباكية، ورد فعله الجَزِع .



    فالإيمان يتناول جميع المشاعر ؛ ولكي نتعامل مع أحداث الحياة المختلفة وتقلباتها تعاملًا إيمانيًّا يتناسب مع كل حدث ؛
    لابد من أن يكون هناك إيمان مستقر في كل شعور من مشاعره، كالحب والبغض، والرغبة والرهبة، والسكينة والطمأنينة، والفرح والاستبشار، والندم، و... .


    فالإيمان المتكامل هو الذي يدفع صاحبه لحسن التعامل مع الأحداث المختلفة
    كما قال صلى الله عليه وسلم : «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن »[1].



    والحد الأدنى المطلوب وجوده من الإيمان في جميع المشاعر - ومن ثَمَّ الانتصار في معركة ردود الأفعال مع الأحداث –
    هو أن تكون نسبة وجوده أعلى من نسبة وجود الهوى حتى تكون له الغلبة عليه
    .



    فعلى سبيل المثال : لو تكلمنا عن شعور الحب كأحد المشاعر الرئيسة، فمن المتوقع أن يحتوي على حُب النفس، والوالدين، والزوجة والأولاد، والمال، و... .

    كل ذلك لا بأس من وجوده إذا كان حُب الله أكبر من حُبِّهم مجتمعين ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة : 165] .
    وفي الحديث : « ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ...»[2] .

    فإذا تعارض حب الله مع أي منهم تغلَّب حب الله عز وجل، ومن ثَمَّ يكون القرار لصالحه وليس العكس : ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة : 24] .





    ( [1] ) أخرجه مسلم (4/2295، رقم 2999).

    ( [2] ) متفق عليه، البخاري (1 / 14، برقم 12، 5694، 6542)، ومسلم (1/67، رقم 43) .





    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2
    رد: لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    جزاك الله خيرا، مقال قيم،

    ما فهمته هو أنه
    كلما كان الإيمان مستقرا في كل شعور من مشاعرنا ، نوفق لحسن التعامل مع الأحداث المختلفة
    و لكن لو ضعف منسوب الإيمان في إحدى المشاعر ،يظهر الخلل في تصرفاتنا بحسب ذلك
    هذا ما يفسر عدم ظهور أثر الإيمان في كل أحوالنا،
    لأن إيماننا غير متكامل، به جوانب ضعف
    نحن بحاجة لاستثارة هذا الإيمان في اتجاه هذه المشاعر
    بالاستماع للمواعظ ، تعلم العلم، الصلاة و سائر العبادات
    و الله أعلم
    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
    بقية المقال هنا

    تعليق


    • #3
      رد: لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟

      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
      جزاكم الله خيرا
      ونفع بكم
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        رد: لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟

        المشاركة الأصلية بواسطة يسرا بنت الصالحين مشاهدة المشاركة
        و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
        جزاك الله خيرا، مقال قيم،

        ما فهمته هو أنه
        كلما كان الإيمان مستقرا في كل شعور من مشاعرنا ، نوفق لحسن التعامل مع الأحداث المختلفة
        و لكن لو ضعف منسوب الإيمان في إحدى المشاعر ،يظهر الخلل في تصرفاتنا بحسب ذلك
        هذا ما يفسر عدم ظهور أثر الإيمان في كل أحوالنا،
        لأن إيماننا غير متكامل، به جوانب ضعف
        نحن بحاجة لاستثارة هذا الإيمان في اتجاه هذه المشاعر
        بالاستماع للمواعظ ، تعلم العلم، الصلاة و سائر العبادات
        و الله أعلم
        جزانا الله وإياك أختي، تمام بارك الله في فهمكم، فلابد أن يكون الإيمان مستقر
        في جميع مشاعرنا الحزن مثل الفرح، حتى نثبت في جميع المواقف
        المشاركة الأصلية بواسطة لؤلؤة باسلامي مشاهدة المشاركة
        و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
        جزاكم الله خيرا
        ونفع بكم
        اللهم آمين وإياكم

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق


        • #5
          رد: لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيراً ونفع بكم

          هونيها تهون .. واجعلي الهم هم الآخرة
          _ يا جَبار إجبرني

          تعليق


          • #6
            رد: لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟

            رزقنا الله وإياكم الخوف من الله والخشية والمراقبة لله في كل عمل
            بوركتِ على هذه الكبسولة الإيمانية

            تعليق


            • #7
              رد: لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟

              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

              وعجلت إليك ربِّ لترضى

              تعليق


              • #8
                رد: لماذا لا يظهر أثر الإيمان في كل الأوقات والأحوال ؟

                جزاكم الله خيرا

                موضوع مهم

                قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا
                  اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

                  الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
                  بقية المقال هنا

                  تعليق


                  • #10
                    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

                    تعليق

                    يعمل...
                    X