إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    أخطاء في العقيدة (*)



    1. قول بعض الناس: "فلان بعيد عن الهداية" لمن أسرف على نفسه في الذنوب:


    يقول الشيخ : "هذا لا يجوز لأنه من باب التألي على الله –عز وجل- فقد ثبت في الصحيح أن رجلاً كان مسرفاً على نفسه كان يمر به رجل آخر فيقول والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي قد غفرت له وأحبطت عملك .... الخ (3/122)



    2. قول أو كتابة بعض الناس إذا مات شخص ]يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي الى ربك راضية مرضية [ (الفجر: 27،28)

    يقول الشيخ : "هذا لايجوز أن يطلق على شخص بعينه لأن هذه شهادة بأنه من هذا الصنف" (3/140).



    3. قول بعض الناس عن الميت ( دفن في مثواه الأخير)
    :

    يقول الشيخ "قول القائل "دفن في مثواه الأخير" حرام ولا يجوز، لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له وهذا يتضمن إنكار البعث لهذا يجب تجنب هذه العبارة فلا يقال أنه المثوى الأخير لأن المثوى الأخير إما الجنة وإما النار في يوم القيامة" (3/133).



    4. قول بعض الناس : يعلم الله ما حصل كذا وكذا":


    يقول الشيخ: "هذه مسألة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه (أى أنه كاذب فى قوله) صار كافراً خارجاً عن الملة ثم قال: " والحاصل أن قول القائل يعلم الله إذا قالها والأمر على خلاف ما قال فإن ذلك خطير جداً وهو حرام بلا شك أما إذا مصيباً والامر على وفق مما قال فلا بأس بذلك" (3/141).



    5. لبس الثياب التي فيها صورة إنسان أو حيوان أو إلباس الصبي مثل ذلك:


    يقول الشيخ: " لا يجوز للإنسان أن يلبس ثيابا فيها صورة حيوان أو إنسان ولا يجوز أيضا أن يلبس غترة أو شماغا أو ما أشبه ذلك فيه صورة إنسان أو حيوان لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة" وقال أيضا يقول أهل العلم: إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه الكبير، وما كان فيه صورة فإلباسه الكبير حرام فيكون إلباسه الصغير حراما أيضاً ، وهو كذلك" (2/247-275)



    6. تسمية بعض الزهور "عباد الشمس":

    يقول الشيخ: " هذا لا يجوز لأن الأشجار لا تعبد الشمس إنما تعبد الله عز وجل كما قال الله تعالى: ]ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض ... [ "الحج 18". وإنما يقال عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية كمراقبة الشمس ونحو ذلك من العبارات" (3/118).



    7. دعاء الإنسان على نفسه بالموت:


    حرام ولا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يتمنين أحدكم الموت لضرب نزل به" فعلى الإنسان أن يصبر ويحتسب وأن يسأل الله الهداية والثبات وإذا كان مصاباً بضر فيسأل الله العافية فإن الأمر كله لله والله ولي التوفيق" (1/90).



    8. قول الإنسان في دعائه "إن شاء الله" كان يقول أحدهم "جزا الله خيراً إن شاء الله":


    يقول الشيخ : " لا ينبغي للإنسان إذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول : "إن شاء الله" في دعائه بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة فإن الله سبحانه وتعالى لا مكره له.... وقد ثبت عن النبي e أنه قال :" لا يقل أحدكم اللهم اغفرلي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة ، وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له" (1/90).





    * من كتاب "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-".
    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
    "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
    "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

    تعليق


    • #17
      رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز


      السفر بنية زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم
      أما السفر إلى مسجده صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه والسفر إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه فهو مستحب، والسفر إلى الكعبة للحج فواجب‏.‏ فلو سافر أحد السفر الواجب والمستحب لم يكن مثل واحد من الصحابة الذين سافروا إليه فى حياته، فكيف بالسفر المنهى عنه ‏؟‏ وقد اتفق الأئمة على أنه لو نذر أن يسافر إلى قبره صلوات اللّه وسلامه عليه، أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين، لم يكن عليه / أن يوفى بنذره، بل ينهى عن ذلك‏.‏ ولو نذر السفر إلى مسجده أو المسجد الأقصى للصلاة ففيه قولان للشافعى ‏:‏

      أظهرهما عنه‏
      :‏ يجب ذلك وهو مذهب مالك وأحمد‏.‏

      والثانى‏
      :‏ لا يجب وهو مذهب أبى حنيفة؛ لأن من أصله أنه لا يجب من النذر إلا ما كان واجبا بالشرع، وإتيان هذين المسجدين ليس واجبا بالشرع فلا يجب بالنذر عنده ‏.‏

      وأما الأكثرون فيقولون‏:‏ هو طاعة للّه، وقد ثبت فى صحيح البخارى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏من نَذَر أن يطيع اللّه فليطعه، ومن نذر أن يعصى اللّه فلا يعصه‏)‏‏.‏

      وأما السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين فلا يجب بالنذر عند أحد منهم لأنه ليس بطاعة، فكيف يكون من فعل هذا كواحد من أصحابه ‏؟‏ وهذا مالك كره أن يقول الرجل‏:‏ زرت قبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، واستعظمه‏.‏ وقد قيل‏:‏ إن ذلك ككراهية زيارة القبور، وقيل‏:‏ لأن الزائر أفضل من المزور، وكلاهما ضعيف عند أصحاب مالك ‏.‏

      والصحيح أن ذلك لأن لفظ زيارة القبر مجمل يدخل فيها الزيارة البدعية التى هى من جنس الشرك، فإن زيارة قبور الأنبياء وسائر المؤمنين على وجهين ـ كما تقدم ذكره ـ‏:‏ /زيارة شرعية، وزيارة بدعية ‏.‏

      فالزيارة الشرعية
      يقصد بها السلام عليهم والدعاء لهم، كما يقصد الصلاة على أحدهم إذا مات فيصلى عليه صلاة الجنازة، ‏

      الزيارة البدعية:
      ‏ أن يزورها كزيارة المشركين وأهل البدع لدعاء الموتى وطلب الحاجات منهم، أو لاعتقاده أن الدعاء عند قبر أحدهم أفضل من الدعاء فى المساجد والبيوت، أو أن الإقسام بهم على اللّه وسؤاله سبحانه بهم أمر مشروع يقتضى إجابة الدعاء، فمثل هذه الزيارة بدعة منهى عنها‏.‏

      فإذا كان لفظ ‏[‏الزيارة‏]‏ مجملاً يحتمل حقاً وباطلاً، عدل عنه إلى لفظ لا لبس فيه كلفظ ‏"‏السلام‏"‏ عليه، ولم يكن لأحد أن يحتج على مالك بما روى فى زيارة قبره أو زيارته بعد موته، فإن هذه كلها أحاديث ضعيفة بل موضوعة، لا يحتج بشىء منها فى أحكام الشريعة‏.‏

      والثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة‏)‏ هذا هو الثابت فى الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال‏:‏ قبرى‏.‏ وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعد ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ ولهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة، لما تنازعوا فى موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصاً فى محل النزاع‏.‏ ولكن دفن فى حجرة عائشة فى الموضع الذى مات فيه، بأبى هو وأمى ـ صلوات الله عليه وسلامه ‏.‏

      ثم لما وسع المسجد فى خلافة الوليد بن عبد الملك، وكان نائبه على المدينة / عمر بن عبد العزيز أمره أن يشترى الحجر ويزيدها فى المسجد، وكانت الحجر من جهة المشرق والقبلة فزيدت فى المسجد ودخلت حجرة عائشة فى المسجد من حينئذ، وبنوا الحائط البرانى مُسَنَّما محرفاً، فإنه ثبت فى صحيح مسلم من حديث أبى مرثد الغنوى أنه قال صلى الله عليه وسلم (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها‏)‏ لأن ذلك يشبه السجود لها، وإن كان المصلى إنما يقصد الصلاة لله تعالى‏.‏ وكما نهى عن اتخاذها مساجد ونهى عن قصد الصلاة عندها، وإن كان المصلى إنما يقصد الصلاة لله سبحانه والدعاء له‏.‏ فمن قصد قبور الأنبياء والصالحين لأجل الصلاة والدعاء عندها، فقد قصد نفس المحرم الذى سد الله ورسوله ذريعته، وهذا بخلاف السلام المشروع، حسبما تقدم‏.‏

      وقد روى سفيان الثورى عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن لله ملائكة سياحين فى الأرض يبلغونى عن أمتى السلام‏)‏ رواه النسائى وأبو حاتم فى صحيحه، وروى نحوه عن أبى هريرة‏.‏ فهذا فيه أن سلام البعيد تبلغه الملائكة ‏.‏

      وفى الحديث المشهور الذى رواه أبو الأشعث الصنعانى عن أوس بن أوس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أكثروا على من الصلاة فى كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتى تعرض على يومئذ، فمن كان أكثرهم على صلاة كان أقربهم منى منزلة‏)‏‏.‏

      وفى مسند الإمام أحمد‏:‏ حدثنا شُرَيح، حدثنا عبد الله بن نافع عن ابن أبى / ذئب، عن المقبرى، عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبرى عيداً، ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً، وصلوا على حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغنى‏)‏ ورواه أبو داود‏.‏ قال القاضى عياض‏:‏ وروى أبو بكر بن أبى شيبة عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من صلى علي عند قبرى سمعته‏.‏ ومن صلى علي نائيًا أبلغته‏)‏‏.‏

      وهذا قد رواه محمد بن مروان السدى عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة، وهذا هو السدى الصغير وليس بثقة، وليس هذا من حديث الأعمش ‏.‏

      وروى أبو يعلى الموصلى فى مسنده، عن موسى بن محمد بن حبان، عن أبى بكر الحنفى‏:‏ حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن سمعت الحسن بن على قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏صلوا فى بيوتكم ولا تتخذوها قبورا، ولا تتخذوا بيتى عيداً‏.‏ صلوا على وسلموا فإن صلاتكم وسلامكم يبلغنى‏)‏‏.‏

      وروى سعيد بن منصور فى سننه أن عبد الله بن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب رأى رجلا يكثر الاختلاف إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ يا هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبرى عيداً، وصلوا على حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغنى‏)‏ فما أنت ورجل بالأندلس منه إلا سواء‏.‏

      وروى هذا المعنى عن على بن الحسين زين العابدين عن أبيه عن على بن أبى طالب، ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسى الحافظ فى مختاره الذى / هو أصح من صحيح الحاكم‏.‏ وذكر القاضى عياض عن الحسن بن على قال‏:‏ إذا دخلت فسلم على النبى صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا بيتى عيداً، ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً، وصلوا على حيث كنتم، فإن صلاتكم تبلغنى حيث كنتم‏)‏‏
      .




      (((مجموع فتاوى ابن تيمية
      المجلد الأول)))
      اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
      "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
      "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

      تعليق


      • #18
        رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

        سئل _ابن تيمية_ رحمه الله ـ

        عمن يبوس الأرض دائمًا هل يأثم ‏؟‏ وعمن يفعل ذلك لسبب أخذ رزق وهو مكره كذلك ‏؟‏

        فأجاب‏:‏

        أما تقبيل الأرض، ورفع الرأس، ونحو ذلك مما فيه السجود، مما يفعل قدام بعض الشيوخ وبعض الملوك ـ فلا يجوز، بل لا يجوز الانحناء كالركوع أيضا، كما قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ الرجل منا يلقى أخاه أينحنى له، قال‏:‏ ‏(‏لا‏)‏‏.‏ ولما رجع معاذ من الشام سجد للنبى صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏ما هذا يا معاذ ‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ يا رسول الله، رأيتهم فى الشام يسجدون لأساقفتهم، ويذكرون ذلك عن أنبيائهم‏:‏ فقال‏:‏ ‏(‏كذبوا عليهم، لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من أجل حقه عليها‏.‏ يا معاذ، إنه لا ينبغى السجود إلا لله‏)‏‏.‏

        وأما فعل ذلك تدينًا وتقربًا فهذا من أعظم المنكرات، ومن اعتقد مثل هذا قربة، وتدينًا فهو ضال مفتر، بل يبين له أن هذا ليس بدين ولا قربة، فإن أصر على ذلك استتيب، فإن تاب وإلا قتل‏.‏

        وأما إذا أكره الرجل على ذلك، بحيث لو لم يفعله لأفضى إلى ضربه / أو حبسه، أو أخذ ماله أو قطع رزقه الذى يستحقه من بيت المال ونحو ذلك من الضرر، فإنه يجوز عند أكثر العلماء، فإن الإكراه عند أكثرهم يبيح الفعل المحرم كشرب الخمر ونحوه، وهو المشهور عن أحمد وغيره، ولكن عليه مع ذلك أن يكرهه بقلبه، ويحرص على الامتناع منه بحسب الإمكان، ومن علم الله منه الصدق أعانه الله تعالى، وقد يعافى ببركة صدقه من الأمر بذلك‏.‏ وذهب طائفة إلى أنه لا يبيح إلا الأقوال دون الأفعال، ويروى ذلك عن ابن عباس ونحوه، قالوا‏:‏ إنما التقية باللسان، وهو الرواية الأخرى عن أحمد‏.‏

        وأما فعل ذلك لأجل فضول الرياسة والمال فلا، وإذا أكره على مثل لك ونوى بقلبه أن هذا الخضوع لله تعالى كان حسنًا، مثل أن يكره كلمة الكفر وينوى معنى جائزًا‏.‏ والله أعلم ‏.‏

        / وسئل الإمـام العالـم العامـل الرباني، والبحر النوراني؛ أبـو العباس‏:‏ أحمد بن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ عن النهوض والقيام الذى يعتاده الناس، من الإكرام عند قدوم شخص معين معتبر، هل يجوز أم لا ‏؟‏ وإذا كان يغلب على ظن المتقاعد عن ذلك أن القادم يخجل، أو يتأذى باطنًا، وربما أدى ذلك إلى بغض وعداوة ومقت، وأيضا المصادفات فى المحافل وغيرها، وتحريك الرقاب إلى جهة الأرض والانخفاض، هل يجوز ذلك أم يحرم ‏؟‏ فإن فعل ذلك الرجل عادة وطبعًا ليس فيه له قصد، هل يحرم عليه أم لا يجوز ذلك فى حق الأشراف والعلماء، وفيمن يرى مطمئنًا بذلك دائما هل يأثم على ذلك أم لا ‏؟‏ وإذا قال‏:‏ سجدت لله هل يصح ذلك أم لا ‏؟‏

        فأجاب‏:‏

        الحمد لله رب العالمين ‏.‏لم تكن عادة السلف على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، أن يعتادوا القيام كلما يرونه ـ عليه السلام ـ كما يفعله كثير من الناس، بل قد قال أنس بن مالك‏:‏ لم يكن شخص أحب إليهم من النبى صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهته / لذلك، ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبه تلقيًا له، كما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قام لعكرمة، وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ‏:‏ ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏)‏ وكان قد قدم ليحكم فى بنى قريظة لأنهم نزلوا على حكمه ‏.‏

        والذى ينبغى للناس أن يعتادوا اتباع السلف على ما كانوا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم خير القرون، وخير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يعدل أحد عن هدى خير الورى، وهدى خير القرون إلى ما هو دونه‏.‏ وينبغى للمطاع ألا يقر ذلك مع أصحابه، بحيث إذا رأوه لم يقوموا له إلا فى اللقاء المعتاد‏.‏

        وأما القيام لمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقيًا له فحسن ‏.‏

        وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائى بالقيام ولو ترك لاعتقد أن ذلك لترك حقه أو قصد خفضه ولم يعلم العادة الموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له؛ لأن ذلك أصلح لذات البين ،وإزالة التباغض والشحناء، وأما من عرف عادة القوم الموافقة للسنة، فليس فى ترك ذلك إيذاء لـه، وليس هـذا القيام المذكور فى قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مـن سره أن يتمثل لـه الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار‏)‏ فإن ذلك أن يقوموا له وهو قاعد، ليس هو أن يقوموا لمجيئه إذا جاء؛ ولهذا فرقوا بين أن يقال‏:‏ قمت إليه وقمت له، والقائم للقادم ساواه فى القيام، بخلاف القائم للقاعد ‏.‏

        وقد ثبت فى صحيح مسلم‏:‏ أن النبى صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم قاعدًا / فى مرضه صلوا قيامًا أمرهم بالقعود، وقال‏:‏ ‏(‏ لا تعظموني كما يعظم الأعاجم بعضها بعضًا‏)‏ وقد نهاهم عن القيـام فى الصـلاة وهـو قاعـد، لئلا يتشبه بالأعاجـم الذين يقومـون لعظمائهـم وهـم قعود‏.‏

        وجماع ذلك كله الذى يصلح اتباع عادات السلف وأخلاقهم، والاجتهاد عليه بحسب الإمكان‏.‏ فمن لم يعتقد ذلك ولم يعرف أنه العادة وكان فى ترك معاملته بما اعتاد من الناس من الاحترام مفسدة راجحة، فإنه يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، كما يجب فعل أعظم الصلاحين بتفويت أدناهما ‏.‏

        / فصل

        وأما الانحناء عند التحية‏:‏ فينهى عنه، كما فى الترمذى عن النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحنى له ‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا‏)‏ ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عـز وجـل؛ وإن كـان هـذا على وجـه التحية فى غير شريعتنا، كما فى قصة يوسف‏:‏ ‏{‏وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ‏}‏ ‏[‏ يوسف‏:‏ 100‏]‏ وفى شريعتنا لا يصلح السجود إلا لله، بل قد تقدم نهيه عن القيام كما يفعله الأعاجم بعضها لبعض، فكيف بالركوع والسجود ‏؟‏ وكذلك ما هو ركوع ناقص يدخل فى النهى عنه ‏.‏

        /





        مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد الأول
        اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
        "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
        "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

        تعليق


        • #19
          رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

          جزاكِي الله خيراً



          تعليق


          • #20
            رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

            وجزاكى الله خيرا أختى الكريمة


            شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر


            لا نزاع بين جماهير الأمة أنه يجوز أن يشفع لأهل الطاعة المستحقين للثواب‏.‏ ولكن كثيرًا من أهل البدع والخوارج والمعتزلة أنكروا شفاعته لأهل الكبائر، فقالوا‏:‏ لا يشفع لأهل الكبائر، بناء على أن أهل الكبائر عندهم لا يغفر الله لهم ولا يخرجهم من النار بعد أن يدخلوها لا بشفاعة ولا غيرها، ومذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وسائر أهل السنة والجماعة أنه صلى الله عليه وسلم يشفع فى أهل الكبائر، وأنه لا يخلد فى النار من أهل الإيمان أحد؛ بل يخرج من النار من فى قلبه مثقال حبة من إيمان أو مثقال ذرة من إيمان ‏.‏

            لكن هذا الاستسقاء والاستشفاع والتوسل به وبغيره كان يكون فى حياته، بمعنى أنهم يطلبون منه الدعـاء فيدعـو لهـم، فكان توسـلهم بدعائـه، والاستشفاع به طلـب شفاعته، والشفاعة دعاء‏.‏

            فأما التوسل بذاته فى حضوره أو مغيبه أو بعد موته ـ مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم ـ فليس هذا مشهورًا عند الصحابة والتابعين، بل عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبى سفيان ومن بحضرتهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان لما أجدبوا استسقوا وتوسلوا واستشفعوا بمن كان حيًا كالعباس وكيزيد ابن الأسود، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا فى هذه الحال بالنبى صلى الله عليه وسلم لا عند قبره ولا غير قبره، بل عدلوا إلى البدل كالعباس / وكيزيد، بل كانوا يصلون عليه فى دعائهم، وقد قال عمر‏:‏ اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا‏.‏ فجعلوا هذا بدلاً عن ذلك لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذى كانوا يفعلونه، وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به، ويقولوا فى دعائهم فى الصحراء بالجاه ونحو ذلك من الألفاظ التى تتضمن القسم بمخلوق على الله عز وجل أو السؤال به، فيقولون‏:‏ نسألك أو نقسم عليك بنبيك أو بجاه نبيك، ونحو ذلك مما يفعله بعض الناس‏.‏

            وروى بعض الجهال عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ إذا سألتم الله فاسألوه بجاهى، فإن جاهى عند الله عظيم، وهذا الحديث كذب ليس فى شىء من كتب المسلمين التى يعتمد عليها أهل الحديث، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث،
            مع أن جاهه عند الله تعالى أعظم من جاه جميع الأنبياء والمرسلين، وقد أخبرنا سبحانه عن موسى وعيسى ـ عليهما السلام ـ أنهما وجيهان عند الله، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا‏}‏‏[‏ الأحزاب‏:‏ 69 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ‏}‏‏[‏ آل عمران‏:‏ 45 ‏]‏ ‏.‏

            فإذا كان موسى وعيسى وجيهين عند الله عز وجل، فكيف بسيد ولد آدم صاحب المقام المحمود الذى يغبطه به الأولون والآخرون، وصاحب الكوثر / والحوض المورود الذى آنيته عدد نجوم السماء، وماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا‏؟‏

            وهو صاحب الشفاعة يوم القيامة حين يتأخر عنها آدم، وأولو العزم‏:‏ نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ويتقدم هو إليها، وهو صاحب اللواء، آدم ومن دونه تحت لوائه، وهو سيد ولد آدم وأكرمهم على ربه عز وجل، وهو إمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم إذ وفدوا، ذو الجاه العظيم صلى الله عليه وسلم وعلى آله‏.‏

            ولكن جاه المخلوق عند الخالق تعالى ليس كجاه المخلوق عند المخلوق، فإنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه‏:‏‏{‏إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا‏}‏‏[‏ مريم‏:‏ 93، 94 ‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا‏}‏‏[‏ النساء‏:‏ 172، 173 ‏]‏‏.‏

            والمخلوق يشفع عند المخلوق بغير إذنه فهو شريك له فى حصول المطلوب، والله تعالى لا شريك له، كما قال سبحانه‏:‏ ‏{‏قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏‏[‏ سبأ‏:‏ 22، 23‏]‏‏.‏
            اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
            "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
            "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

            تعليق


            • #21
              رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

              التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق

              السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏4393‏)‏‏:‏

              س 2‏:‏ هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة بالعين‏؟‏

              ج 2‏:‏ لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر؛ لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء، وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة‏.‏

              وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

              اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


              لا يجوز الذهاب إلى الكنيسة لعلاج الصرع

              السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏8122‏)‏‏:‏

              س 3‏:‏ علاج الصرع عندنا في مصر هو الذهاب إلى الكنيسة خاصة كنيسة ماري جرجس أو الذهاب إلى السحرة والدجالين الذين ينتشرون في القرى وأحيانا يأتي بفائدة، فهل هذا يجوز فعله‏؟‏ مع العلم بأن الشخص المصروع إذا لم يسرعوا بعلاجه فإنه يهلك ويموت‏.‏ ثم ما العلاج الذي شرعه الله لهذا الداء حيث أن لكل داء دواء إلا الهرم نرجو التفصيل في الجواب في العلاج‏.‏

              ج 3‏:‏ لا يجوز الذهاب إلى الكنيسة لعلاج الصرع ولا إلى السحرة ولا إلى الدجالين‏.‏

              أما طرق العلاج المباح فيعالج بالرقى المشروعة مثل قراءة القرآن؛ كسورة ‏(‏الفاتحة‏)‏ و ‏(‏قل هو الله أحد‏)‏ و ‏(‏المعوذتين‏)‏ و ‏(‏آية الكرسي‏)‏ وما ورد من الأذكار والأدعية الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏

              وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

              اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء



              ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم

              س 2‏:‏ ما حكم القراءة على ماء زمزم من قبل أشخاص معينين لإعطائه شخصا ما لتحقيق أي غرض منه أو لشفائه‏؟‏

              ج 2‏:‏ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب من ماء زمزم، وأنه كان يحمله، وأنه حث على الشرب منه وقال‏:‏ ماء زمزم لما شرب له فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى، فقال العباس‏:‏ يا فضل، اذهب إلى أمك فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها فقال‏:‏ ‏"‏اسقنى‏"‏ فقال‏:‏ يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه، قال‏:‏ ‏"‏اسقني ‏"‏ فشرب ثم أتى زمزم وهم يستقون ويعملون فيه فقال‏:‏ ‏"‏اعملوا فإنكم على عمل صالح‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل‏"‏ - يعني‏:‏ على عاتقه، وأشار إلى عاتقه رواه البخاري وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته يشبعك أشبعك الله به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وهى هزمة جبريل وسقيا إسماعيل رواه الدارقطني وأخرجه الحاكم وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله رواه الترمذي إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت في فضل ماء زمزم وخواصه‏.‏ وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها مقال؛ إلا أن بعض العلماء صححها وعمل بها الصحابة واستمر العمل بمقتضاها إلى يومنا‏.‏ ويؤيد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمزم‏:‏ إنها مباركة، وإنها طعام طعم وزاد أبو داود بإسناد صحيح‏:‏ وشفاء سقم ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ماء زمزم لأحد من أصحابه ليشربه أويتمسح به؛ تحقيقا لغرض أو رجاء الشفاء من مرض مع عظم بركته وعلو درجته وعميم نفعه وحرصه على الخير لأمته ومع كثرة تردده على زمزم قبل الهجرة وفي اعتماره مرات وحجه للبيت الحرام بعد الهجرة، ولم يثبت أيضا أنه أرشد أصحابه إلى القراءة عليه مع وجوب البلاغ عليه والبيان للأمة، فلو كان ذلك مشروعا لفعله وبينه لأمته فإنه لا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه‏.‏ لكن لا مانع من القراءة منه للاستشفاء به كغيره من المياه، بل من باب أولى؛ لما فيه من البركة والشفاء للأحاديث المذكورة‏.‏

              وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

              اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

              الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز

              نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي

              عضو عبد الله بن غديان

              ا
              اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
              "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
              "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

              تعليق


              • #22
                رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                فتوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين


                وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم أكل اللحوم الواردة من الخارج .

                فقال : هذا سؤال كثر التساؤل فيه وعمت البلوى به وحكمه يتبين بتحرير ثلاث مقامات :

                المقام الأول : حل ذبيحة أهل الكتاب ، وهم : اليهود والنصارى .

                المقام الثاني : إجراء ما ذبحه من تحل ذبيحته على أصل الحل .

                المقام الثالث : الحكم على هذا اللحم الوارد بأنه من ذبح من تحل ذبيحته .

                فأما المقام الأول : فإن ذبيحة أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) حلال دل على حلها الكتاب والسنة والإجماع .

                أما الكتاب فقوله تعالى : الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ قال ابن عباس - رضي الله عنهما - :

                (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 678)

                طعامهم : ذبائحهم ، وكذلك قال مجاهد وسعيد بن جبير والحسن وإبراهيم النخعي ، ولا يمكن أن يكون المراد بطعامهم التمر والحب ونحوهما فقط ؛ لأن قوله : وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لفظ عام فتخصيصه بالتمر والحب ونحوهما خروج عن الظاهر بلا دليل ، ولأن التمر ونحوه من الطعام حلال لنا من
                أهل الكتاب وغيرهم ، فلو حملت الآية عليه لم يكن لتخصيصه بأهل الكتاب فائدة .

                وأما السنة : فقد ثبت في [صحيح مسلم ] عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - :
                أن امرأة يهودية أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
                بشاة مسمومة وأكل منها ، فجيء بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألها عن ذلك ، فقالت : أردت لأقتلك فقال : ما كان الله ليسلطك على ذاك وفي [مسند الإمام أحمد ] عن أنس أيضا : أن يهوديا دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خبز شعير وإهالة سنخة ، فأجابه ،
                والإهالة السنخة : ما أذيب من الشحم والإلية وتغيرت رائحته ، وفي [صحيح البخاري ] عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال : كنا محاصرين
                قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لأخذه ، فالتفت فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستحييت منه ، وفي رواية لمسلم عنه قال : أصبت جرابا من شحم يوم خيبر فالتزمته ، فقلت : لا أعطي اليوم أحدا من هذا شيئا فالتفت ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبتسما . فهذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإقراره في حل ذبائح أهل الكتاب .

                وأما الإجماع : فقد حكى إجماع المسلمين على حل ذبائح أهل الكتاب

                (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 679)

                غير واحد من أهل العلم منهم : صاحب [المغني] ، ومنهم : شيخ الإسلام ابن تيمية قال
                : ومن المعلوم أن حل ذبائحهم ونسائهم ثبت بالكتاب
                والسنة والإجماع ، وقال : مازال المسلمون في كل عصر ومصر يأكلون ذبائحهم ، فمن خالف ذلك فقد أنكر إجماع المسلمين . اهـ .

                ونقل الإجماع ابن كثير في [تفسيره] المطبوع مع [تفسير البغوي ] ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا
                : بل الصواب المقطوع به
                أن كون الرجل كتابيا أو غير كتابي هو حكم مستقل بنفسه لا بنسبه ، وكل من تدين بدين أهل الكتاب فهو منهم ، سواء كان أبوه أو جده داخلا في دينهم أو لم يدخل ، وسواء كان دخوله قبل النسخ والتبديل أو بعد ذلك ، وهذا مذهب جمهور العلماء ؛ كأبي حنيفة ، ومالك ، والمنصوص الصريح عن أحمد - وإن كان بين أصحابه في ذلك نزاع معروف - وهذا القول هو الثابت عن الصحابة - رضي الله عنهم - ، ولا أعلم في ذلك بين الصحابة نزاعا ، وقد ذكر الطحاوي أن هذا إجماع قديم . اهـ . كلامه - رحمه الله - .

                وبهذا تحدد المقام الأول : وهو حل ذبيحة أهل الكتاب : ( اليهود والنصارى ) بالكتاب والسنة والإجماع ، فأما غيرهم من المجوس والمشركين وسائر أصناف الكفار - فلا تحل ذبيحتهم ؛ لمفهوم قوله تعالى : وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ فإن مفهومها : أن غير أهل الكتاب لا يحل لنا

                (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 680)

                طعامهم ، أي : ذبائحهم ؛ ولأن الصحابة - رضي الله عنهم - لما فتحوا الأمصار امتنعوا عن ذبائح المجوس ، وقال في [المغني] : أجمع أهل العلم
                على تحريم صيد المجوسي وذبيحته إلا ما لا ذكاة له ؛ كالسمك والجراد ، وقال : وأبو ثور أباح صيده وذبيحته ، وهذا قول يخالف الإجماع فلا عبرة به ، ثم نقل عن أحمد أنه قال : لا أعلم أحدا قال بخلافه أي بخلاف تحريم صيد المجوسي وذبيحته إلا أن يكون صاحب بدعة . اهـ . قال : وحكم سائر الكفار من عبدة الأوثان ، والزنادقة وغيرهم حكم المجوس في تحريم ذبائحهم وصيدهم ، لكن ما لا يشترط لحله الذكاة كالسمك والجراد فهو حلال من المسلمين وأهل الكتاب وغيرهم .

                المقام الثاني : إجراء ما ذبحه من تحل ذبيحته على أصل الحل .

                وهذا المقام له ثلاث حالات :

                الحال الأولى : أن نعلم أن ذبحه كان على الطريقة الإسلامية : بأن يكون ذبحه في محل الذبح ، وهو الحلق ، وأن ينهر الدم بمحدد غير العظم والظفر ، وأن يذكر اسم الله عليه ، فيقول الذابح عند الذبح : بسم الله ، ففي هذه الحال المذبوح حلال بلا شك ؛ لأنه ذبح وقع من أهله على الطريقة التي أحل النبي - صلى الله عليه وسلم - المذبوح بها حيث قال - صلى الله عليه وسلم - : ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ، ليس السن والظفر ،
                وسأحدثكم عن ذلك ، أما السن فعظم ، وأما الظفر فمدي الحبشة رواه الجماعة ، واللفظ للبخاري ، وفي رواية له : غير السن والظفر ، فإن السن
                عظم ، والظفر مدي الحبشة وطريق

                (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 681)

                العلم بأن ذبحه كان على الطريقة الإسلامية : أن نشاهد ذبحه أو يخبرنا عنه من حصل العلم بخبره .

                الحال الثانية : أن نعلم أن ذبحه على غير الطريقة الإسلامية ، مثل : أن يقتل بالخنق ، أو بالصعق ، أو بالصدم ، أو يضرب الرأس ونحوه ، أو يذبح من غير أن يذكر اسم الله عليه - ففي هذه الحال المذبوح حرام بلا شك ؛ لقوله تعالى : حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ
                وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وقوله تعالى : وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ
                لَفِسْقٌ ولمفهوم ما سبق من قوله - صلى الله عليه وسلم - : ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا وطريق العلم بأنه ذبح على غير الطريقة
                الإسلامية أن نشاهد ذبحه أو يخبرنا عنه من يحصل العلم بخبره .

                الحال الثالثة : أن نعلم أن الذبح وقع ولكن نجهل كيف وقع بأن يأتينا ممن تحل ذبيحتهم لحم أو ذبيحة مقطوعة الرأس ، ولا نعلم على أي صفة ذبحوها ، ولا هل سموا الله عليها أم لا ؟ .

                ففي هذه الحال المذبوح محل شك وتردد ، ولكن النصوص الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تقتضي حله ، وأنه لا يجب السؤال تيسيرا على العباد ، وبناء على أصل الحل ، فقد سبق : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل من الشاة التي أتت بها إليه اليهودية ، وأنه أجاب دعوة يهودي على خبز شعير وإهالة سنخة ، وفي كلتا القضيتين لم يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كيفية الذبح ، ولا هل ذكر اسم الله عليه أم

                (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 682)

                لا ؟ وفي [صحيح البخاري ] عن عائشة - رضي الله عنها - : أن قوما قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن قوما أتونا بلحم لا ندري أذكروا اسم
                الله عليه أم لا ؟ فقال : سموا عليه أنتم وكلوه قالت : وكانوا حديثي عهد بالكفر ، فقد أحل النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل هذا اللحم مع الشك في ذكر اسم الله عليه وهو شرط لحله ، وقرينة الشك موجودة وهي كونهم حديثي عهد بالكفر ، فقد يجهلون أن التسمية شرط للحل لقرب نشأتهم في الإسلام ، وإحلال النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك مع الشك في وجود شرط الحل ( وهي التسمية ) وقيام قرينة على هذا الشك ( وهي كونهم حديثي عهد بالكفر ) دليل على إجراء ما ذبحه من تحل ذبيحته على أصل الحل ؛ لأن الأصل في الأفعال والتصرفات الواقعة من أهلها الصحة ، قال في [المنتقى] بعد أن ذكر حديث عائشة السابق : وهو دليل على أن التصرفات والأفعال تحمل على حال الصحة والسلامة إلى أن يقوم دليل الفساد . اهـ .

                وما يرد إلينا مما ذبحه اليهود أ والنصارى غالبه ما جهل كيف وقع ذبحه ، فيكون تحرير المقام فيه إجراؤه على أصل الحل وعدم وجوب السؤال عنه .

                المقام الثالث : الحكم على هذا الوارد بأنه من ذبح من تحل ذبيحته .

                وهذا المقام له ثلاث حالات أيضا .

                الحال الأول : أن نعلم أن من ذبحه تحل ذبيحته وهم المسلمون وأهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) ففي هذه الحال المذبوح حلال بلا شك لوقوع الذبح الشرعي من أهله ، وطريق العلم بذلك أن نشاهد الذابح المعلومة حاله أو يخبرنا به من يحصل العلم بخبره ، أو يكون مذبوحا في محل ليس

                (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 683)

                فيه إلا من تحل ذبيحته .

                الحال الثانية : أن نعلم أن من ذبحه لا تحل ذبيحته كالمجوس وسائر الكفار غير أهل الكتاب ، ففي هذه الحال المذبوح حرام بلا شك لوقوع الذبح من غير أهله ، وطريق العلم بذلك : أن نشاهد الذابح المعلومة حاله أو يخبرنا به من يحصل العلم بخبره ، أو يكون مذبوحا في محل ليس فيه من تحل ذبيحته .

                الحال الثالثة : أن لا نعلم هل ذابحه من تحل ذبيحته أو لا ؟ وهذا هو الغالب على اللحم الوارد من الخارج ، فالأصل هنا التحريم فلا يحل الأكل منه ؛ لأننا لا نعلم صدور هذا الذبح من أهله .

                ولا يناقض هذا ما سبق في الحال الثالثة من المقام الثاني ، حيث حكمنا هناك بالحل مع الشك ؛ لأننا هناك عملنا بصدور الفعل من أهله ، وشككنا في شرط حله ، والظاهر صدوره على وجه الصحة والسلامة حتى يوجد ما ينافي ذلك ، بخلاف ما هنا : فإننا لم نعلم صدور الفعل من أهله ، والأصل التحريم ، لكن إن وجدت قرائن ترجح حله عمل بها .

                فمن القرائن :

                أولا : أن يكون مورده مسلما ظاهره العدالة ، ويقول : إنه مذبوح على الطريقة الإسلامية فيحكم بالحل هنا ؛ لأن حال المسلم الظاهر العدالة تمنع أن يورد إلى المسلمين ما يحرم عليهم ثم يدعي أنه مذبوح على الطريقة الإسلامية .

                ثانيا : أن يرد من بلاد أكثر أهلها ممن تحل ذبيحتهم فيحكم ظاهرا بحل الذبيحة تبعا للأكثر ، إلا أن يعلم أن المتولي الذبح ممن لا تحل ذبيحته فلا

                (الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 684)

                يحكم حينئذ بالحل لوجود معارض يمنع الحكم بالظاهر .

                قال في [المنتهى وشرحه] : ويحل حيوان مذبوح منبوذ بمحل يحل ذبح أكثر أهله بأن كان أكثرهم مسلمين أو كتابيين ولو جهلت تسمية ذابح . اهـ .

                وإذا كان الحل في هذا الحال مبنيا على القرائن فالقرائن إما أن تكون قوية فيقوى القول بالحل ، وإما أن تكون ضعيفة فيضعف القول بالحل ، وإما أن تكون بين ذلك فيكون الحكم مترددا بين الحل والتحريم ، والذي ينبغي حينئذ سلوك سبيل الاحتياط واجتناب ما يشك في حله لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - :
                الحلال بين والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثير من
                الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ؛ ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، وفي رواية : ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم أوشك أن يواقع ما استبان متفق عليه .

                والله الموفق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

                مهره الفقير إلى الله : محمد بن صالح العثيمين
                اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                تعليق


                • #23
                  رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                  من الأخطاء في القضايا العامة خلطاً في مفهوم الولاء والبراء فإن الناس إذا فتشت في أحوالهم وجدتهم خلطوا في هذه الأصل من عدة وجوه: وجهان

                  أولهما
                  : موالاة الكفار وموالاة الكفار مناقضة لمفهوم الولاء والبراء في الإسلام؛ لأن هؤلاء الكفار مهما تعددت دياناتهم سواء أكانوا وثنيين أو كتابين فهم أعداء لنا والله سبحانه يقول وهو أصدق القائلين ومَن أصدق مِن الله قيلا ومَن أصدق مِن الله حديثا يقول {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}البقرة120 فموالاة الكفار بأي نوع من أنواع الموالاة مناقضاً لذلك الأصل الولاء والبراء .
                  الولاء للمسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها ، والبراء من الكفار جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها
                  .
                  والوجه الثاني
                  من الخلط في باب الولاء والبراء : هو استبدال استبدال الولاء للقبيلة أو للبلد ، استبدالها بعقيدة الولاء والبراء، وهذا أيضاً خطأ شائع ، فإن بعض الناس يوالي الآخرين ؛ لأنه من القبيلة الفلانية، لأنه من البلد الفلاني، ثم بعد ذلك لا يزن علاقاته بالناس بميزان التقوى القائم على ميزان الولاء والبراء والحب في الله والبغض في الله ، تجد الواحد من هؤلاء يأتي أو يرى أمامه أحدهما فاسق ضالٌ مضل والآخر مطيع عابد لله سبحانه وتعالى، ثم تجده يوالي الأول ؛ لأنه من قبيلته ويتعصب له أحياناً لأنه من بلدته ، ويعادي الثاني لأنه ليس من قبيلته أو لأنه ليس من بلدته وهذا مدخل خطير على الإيمان؛ لأن الإنسان إذا كان ميزانه فقط هو ميزان الجاهلية ، ميزان القبيلة، ميزان الوطن، ميزان المصلحة الشخصية، أو المال ، واستبدل بميزان الولاء والبراء تلك الموازين الجاهلية ، فإن الإنسان والحالة هذه يكون على خطر عظيم، بل الواجب أن يكون دائماً عنوان قلبك ولسانك الحب في الله والبغض في لله ، إذا رأيت الرجل التقي فهو أخي في الله وأحبه في الله ولو كان أبعد بعيد ولو رأيت الفاجر أو الخاطئ أو الكافر أو الفاسق، فإنني أبغضه بغضاً تاماً؛ إن كان كافراً، وأبغضه على قدر معصيته إن كان فاسقا، ولو كان أبي أو أخي أو أقرب الناس لديّ، هذا هو ميزان التوحيد.
                  إننا نرى ونشاهد يتعصب الإنسان فيها لبلدة تعصب الجاهلية فانتبهوا أيها الأحباب لمثل هذا
                  .
                  ثانيا:
                  ومن الأخطاء أيضا العامة خطأ في مفهوم العبادة بحيث أن بعض الناس ظن أن مفهوم العبادة قاصر على أصول العبادة المعروفة من الصلاة والزكاة والحج والصيام ونسي أن العبادة تشمل كل شعب الإيمان ومسائل الإيمان والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) إذن العبادة تشمل كل شيء تشمل أمور الحياة كلها من أولها إلى آخرها، علاقاتك بالأسرة، بالجيران، أمورك الاقتصادية والتعليمية ، علاقاتك كلها بالناس جميعاً، علاقة المجتمع بغيره، العلاقات الاقتصادية السياسية العسكرية العلمية إلى آخره، كل ذلك داخل في مفهوم الشرع وهو داخل في مفهوم العبادة، وإذا كان داخلاً في مفهوم العبادة فمقتضاه أن ينهج فيه وأن يسلك فيه ما أمر الله به وما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، إننا نجد بعض الناس يأتي ويقول : شأنك والمسجد أي الزم الصلاة في المسجد، ودع عنك الناس هل هذا هو الإسلام وهل هذا هو مفهوم العبادة التي تقوم أسها على طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا .
                  إن هذا – إنِ استخدمنا مصطلحاً جديداً نوع من العلمنة في مفهوم العبادة في الإسلام، نوع من العلمنة تريد أن تحصر العبادة في أنواع خاصة منها ، وهذا خطأ يجب الانتباه له
                  .
                  ثالثا
                  ومن المفاهيم العامة في هذا الأصل أيضاً مفهوم الوسط في الدين فبعض الناس إذا رأى المتمسك بدينه ، المحافظ على السنة ، قال له: يا أخي لا تتشدد ، وكن وسطا ، وهو رآه متمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
                  وهذا من المفاهيم الخاطئة؛ لأن معنى ذلك كأنك تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أنت بسنتك متشدد لماذا لم تقل هكذا يا أبى بكر أو يا عمر أو أي واحد من الصحابة رضوان الله عليهم مِمّنْ تمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزم بها، كأنك تقول له: هؤلاء متشددون، وكان الواجب عليهم أن يكونوا وسطا؛ لأننا نأتي إلى ابننا أو جارنا أو أخينا، فإذا رأيناه متمسكاً بسنة رسول الله عليه وسلم ؛ جئنا لنقول له هذا الكلام : لا تتشدد، وكن وسطا .

                  ولذا فإننا نقول حول هذه المسألة
                  :
                  أولاً : إن التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة هو الحق وهو الوسط؛ لأن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فيها أبداً غلو ولا تقصير ،ثم نقول:

                  ثانياً
                  : إن الوسط ورد في القرءان في مثل قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}البقرة143 والمعنى : أن أمته الإسلام أتباع محمدٍ صلى الله عليه وسلم هم وسطاً بين الأمم اليهود والنصارى وغيرهم، كما ورد الوسط أيضاً في منهاج أمة أهل السنة والجماعة ، وذلك حينما يقولون: أهل السنة وسط بين الطوائف المنحرفة والمبتدعة ، فهم وسط مثلا في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والنواصب ، وهم وسط في باب الإيمان ومسائل الأحكام ، وهم وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية فهم وسط بين الطوائف جميعا، ثم نقول:

                  ثالثاً:
                  أما ما يرد عند الناس ونحوهم من قولهم كن وسطا فهذا فيه تفصيل فإن قصد به: ترك السنن وترك التزامها في العبادات والمعاملات وغيرها فلا شك أن هذا باطل؛ لأن الحق هو التزام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي الوسط .

                  وأما إن وُجِّه إلى من غلا بالسنة وجاوز الحد فيها وقصر وقيل له كن وسطاً؛ فهذا صحيح .. لكن له أمثلة خاصة ، مثل : ذلك الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنا لا أتزوج النساء، نقول له: لا ، تزوجْ فإن الرسول تزوج، وكن وسطا، مثل الذي قال: أنا أقوم الليل كله ولا أنام أبدا نقول له: كن وسطاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال بهؤلاء وأمثالهم : (أما إني فأخشاكم في الله وإنني أتزوج النساء وأصوم وأفطر وأنام وأستيقظ فمن رغب عن سنتي فليس مني ) ويقاتل هؤلاء أولئك الذين يتركون جميع النوافل نوافل الصلاة والصيام والأذكار ويؤدي ذلك إلى تقصيرهم، فهذا أيضاً مقصر والأول قد غلا في جانب والوسط هو الصحيح.
                  إذن هناك مفهوم خاطئ في مسألة مصطلح الوسط ، وهذا المفهوم الخاطئ نطبقه أحياناً على بعض الناس بمنهج خاطئ، وذلك حينما نأتي على من التزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحيته في لباسه في صلاته في أموره كلها فنأتي ونقول له: لا تتشدد وكن وسطا ، ونقول هذا مفهوم خاطئ .

                  رابعاً
                  : من المفاهيم الخاطئة أيضاً مصطلح أهل السنة والجماعة ، مصطلح أهل السنة والجماعة في الأرض مصطلح شرعي وردت فيه النصوص؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (عليكم بالجماعة) وهذان مفهومان ومصطلحان شرعيان.
                  ولذا كان مصطلح أهل السنة والجماعة مصطلح على كل من التزم بهما في تاريخ الإسلام فمتى وقع الخلط في هذا المصطلح إن الخلط وقع في هذا المصطلح في بداية الافتراق وفي بداية القرن الرابع بشكل أخص وذلك حينما انتسب إلى أهل السنة والجماعة من ليس منهم .
                  لهذا فإننا نقول : إن انتساب كثير من طوائف الأشاعرة أو الماترودية إلى مصطلح أهل السنة والجماعة انتساب خاطئ ويجب أن يبين هذا المصطلح وأن لا نعدل عنه لأجل أن هناك آخرين تسموا به فإن تسمية الباطل باسم الحق لا يمنعنا بأن نقول الحق والتسمية به ، فنقول : يجب التزام أهل السنة والجماعة على ما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ، وهذا المصطلح ربما لا نجد له هنا كثيرا الاستعمال لكنه مستعمل في كثير من بلاد الإسلام بحيث يظهر لنا بعض الناس أن تلك الطوائف المبتدعة هي أهل السنة وهم بالحقيقية عندهم مخالفات كثيرة لأهل السنة والجماعة.

                  خامساً وأخيراً: من الأشياء العامة التي وقع الخلط فيها أيضا مسألة وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه المسألة ظنّ بعض الناس أنها مقتصرة على فئة من الناس وهم الحكام ، ونحن نقول: إن الحكم بما أنزل الله واجب على الجميع ، واجب على الحكام في ما يحكون به بين الناس ولكنه أيضاً واجب على كل فرد في ما يتعلق بأعماله وأفعاله وخاصة شغله ولهذا كان مقتضى توحيد العبادة هذا المقتضى على : كمال الذل لله أولا، وكمال المحبة لله ثانيا، وكمال الطاعة لله ثالثا .
                  كمال الطاعة مقتضاها: أن تقدم طاعة الله وطاعة رسوله على طاعة من سواهما وأن تحكم بهما وأن تحكمهما بكل شأن من شؤونك .
                  المرأة المسلمة، الشاب المسلم ، الأسرة المسلمة، المجتمع المسلم، البلد المسلم، الكل يجب عليهم طاعة الله، وأن يعلموا بأن هذا جزء من العقيدة. الطاعة وتحكيم شرع الله جزآن أصيلان من العقيدة؛ لأن أي إنسان لو قال : إنني أعبد الله وحدة لا شريك له فإننا سنقول له: فكيف ستعبد الله على أي منهج على طريق البوذيين أو على طريقة النصارى أو على طريقة اليهود إنك لن تستطيع أن تحقق العبودية لله وحدة لا شريك له إلا حينما تلتزم طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وتعالوا مثلاً إلى الصلاة كيف سيصلي الإنسان إذا لم يلتزم منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحكام الصلاة وتفاصيلها تعالوا إلى الزكاة، تعالوا إلى الصيام، والى الحج ، تعالوا إلى صلة الأرحام، تعالوا إلى قسمة المواريث ، تعالوا إلى باب الوصايا، تعالوا إلى أبواب النكاح، تعالوا وتعالوا إلى جميع شؤون الحياة ، كيف كيف سننظم أمورنا ونتعبد رينا إلا بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم

                  د.عبد الرحمن بن صالح المحمود
                  * عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
                  اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                  "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                  "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                  تعليق


                  • #24
                    رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                    اللهم ارحمنا برحمتك الواسعه

                    وارزقنا جناتك يارب


                    يارحمن يارحيم

                    وسهل علينا سكرات الموت

                    يارب

                    تعليق


                    • #25
                      رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                      باب صلاة الجماعة

                      ___فتوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين___________________





                      924/ سئل فضيلة الشيخ : عن حكم صلاة الجماعة ؟

                      فأجاب فضيلته بقوله:صلاة الجماعة اتفق العلماء على أنها من أجل الطاعات , وأوكدها , وأفضلها , وقد ذكرها الله تعالى في كتابه , وأمر بها حتى في صلاة الخوف فقال الله تعالى:(وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً) (النساء:102)

                      وفي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم من الأحاديث العدد الكثير الدال على وجوب صلاة الجماعة , مثل قوله صلي الله عليه وسلم:((لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام , ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس , ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار))(1) .

                      وكقوله صلي الله عليه وسلم ((من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر)) (2) .

                      وكقوله صلي الله عليه وسلم للرجل الأعمى الذي طلب منه أن يرخص له ((أتسمع النداء؟))قال:نعم,قال ((فأجب))(1). وقال ابن مسعود – رضي الله عنه – ((لقد رأيتنا – يعني الصحابة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم -وما يختلف عنها – أي عن صلاة الجماعة – إلا منافق معلوم النفاق,أو مريض, ولقد كان الرجل يؤتي به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف))(2).

                      والنظر الصحيح يقتضي وجوبها,فإن الأمة الإسلامية أمة واحدة,ولا يتحقق كمال إلا بكونها تجتمع على عبادتها وأجل العبادات وأفضلها و أو كدها الصلاة,فكان من الواجب على الأمة الإسلامية أن تجتمع على هذه الصلاة .

                      وقد اختلف العلماء رحمهم الله بعد اتفاقهم على أنها من أو كد العبادات وأجل الطاعات اختلفوا هل هي شرط لصحة الصلاة؟ أو أن الصلاة تصح بدونها مع الإثم؟مع خلافات أخرى .

                      والصحيح:أنها واجب للصلاة,وليست شرط في صحتها,لكن من تركها فهو آثم إلا أن يكون له عذر شرعي,ودليل كونها ليست شرطاً لصحة الصلاة أن الرسول عليه الصلاة والسلام فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ(3)

                      وتفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفذ يدل على أن في صلاة الفذ فضلاً,وذلك لا يكون إلا إذا كانت صحيحة.

                      وعلى كل حال فيجب على المسلم العاقل الذكر البالغ أن يشهد صلاة الجماعة سواء كان ذلك في السفر أم في الحضر.


                      * * *

                      925/ سئل فضيلة الشيخ:[COLOR="Red"]عن قوم يصلون الجماعة في البيت؟
                      [/COLOR]
                      فأجاب فضيلته بقوله:ننصح هؤلاء بأن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويصلوا الجماعة مع المسلمين في المساجد فإن الراجح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة أن صلاة الجماعة واجبة في المساجد وأنه لا يجوز للرجل أن يتخلف عن صلاة الجماعة في المساجد إلا إذا كان لعذر,لأن النبي صلي الله عليه وسلم يقول((لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام,ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس,ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )) (1) . هؤلاء القوم قد يكونون يصلون,لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يصلوا مع الجماعة الذين نصبهم الشرع,والجماعة الذين نصبهم الشرع,هم الجماعة الذين يصلون في المساجد, المساجد التي يدعى إلى الحضور إليها عند الصلاة,ولهذا قال عبد الله بن مسعود ((من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن)) (1) .



                      فقال ((حيث ينادى بهن)),و(حيث) ظرف مكان,أي فليحافظ عليها في المكان الذي ينادى لها فيه.هذا في الصلوات الخمس.

                      أما الجمعة فواجبة في المساجد قطعاً.

                      وأما النافلة فيقول النبي صلي الله عليه وسلم(أفضل صلاة في بيته إلا المكتوبة)(2). وعلى هذا فالأفضل للإنسان أن يصلي صلاة التطوع في بيته ماعدا التطوع الذي شرع في المساجد كصلاة الكسوف مثلاً على القول بأنها غير واجبة,والله الموفق
                      .

                      * * *

                      926/ سئل فضيلة الشيخ:مجموعة من الأشخاص يسكنون في مكان واحد,فهل يجوز لهم أن يصلوا جماعة في ذلك المسكن أو يلزمهم الخروج إلى المسجد؟

                      فأجاب فضيلته بقوله:الواجب على هؤلاء الجماعة الذين هم في مسكن أن يصلوا في المساجد,ولا يجوز لأحد,أو لجماعة أن يصلوا في البيت والمسجد قريب منهم,أما إذا كان المسجد بعيداً ولا يسمعون النداء فلا حرج عليهم أن يصلوا جماعة في البيت ,وتهاون بعض الناس في هذه المسألة مبني على لبعض العلماء-رحمهم الله- من أن المقصود في الصلاة الجماعة أن يجتمع الناس على الصلاة ولو في غير المسجد,فإذا صلى الناس جماعة ولو في بيوتهم فإنهم قد قاموا بالواجب.

                      ولكن الصحيح أنه لابد أن تكون الجماعة في المساجد لقول النبي صلي الله عليه وسلم ((لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام,ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس,ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)) (1) .مع أن هؤلاء القوم قد يكونوا صلوا في أماكنهم.

                      فيجب على تلك المجموعة أن يصلوا مع الجماعة في المسجد إلا إذا كانوا بعيدين يشق عليهم
                      .

                      * * *



                      927/ سئل فضيلة الشيخ:بعض الناس لا يصلي مع الجماعة فهل يجوز هجرهم؟

                      فأجاب فضيلته بقوله:هؤلاء الذين لا يصلون مع الجماعة لاشك أنهم تركوا واجباً من الواجبات التي دل عليها كتاب الله,وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم,فإن الله أوجب الجماعة في حال الخوف ,فقال تعالى:(وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ )النساء:102) وإذا وجبت الجماعة في حال الخوف ففي حال الأمن من باب أولى.



                      وأما الأحاديث فوجوب الجماعة فيها ظاهر فمن ترك الصلاة مع الجماعة فهو آثم ، بل قال بعض العلماء : إن من ترك الصلاة مع الجماعة بلا عذر فصلاته باطلة ، وهو إحدى الروايات عن الإمام احمد ـ رحمه الله ـ أختارها شيخ الإسلام ابن تيميه ، رحمه الله ـ فهؤلاء الذين يتركون الجماعة يجب على جميع إخوانهم المسلمين ولا سيما أقاربهم أن يبادلوهم النصيحة ، ويخوفوهم من الله عز وجل ، ولا يحل هجرهم بهذه المعصية إلا أن يكون هجرهم سبباً لاستقامتهم وقيامهم بالواجب فيجوز هجرهم بعد نصيحتهم وإصرارهم على المعصية
                      .

                      ***

                      928 سئل فضيلة الشيخ : نحن جماعة نجتمع في حوش قريب من المسجد ونسمع النداء ونصلي جماعة في الحوش ، فهل عملنا هذا جائز ؟ وهل لي الحق في أن أقيمهم من الحوش ليصلوا في المسجد ؟

                      فأجاب فضيلته بقوله : عملكم هذا غير جائز ، والواجب عليكم أن تصلوا مع جماعة المسلمين في المسجد، لأن رجلا استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة في بيته فقال : (هل تسمع النداء ) ؟ قال : نعم ، قال : ( فأجب)(1) .

                      ولك الحق في أن تقيمهم من الحوش لتصلوا مع الجماعة بل هذا واجب عليك , في 23/ 7 /1410هـ .


                      اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                      "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                      "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                      تعليق


                      • #26
                        رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                        جزاكم الله خيرا و رحم الله الإمام ابن باز

                        تعليق


                        • #27
                          رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                          إنكار بعض الصفات الثابتة بالنص لله عز وجل

                          الصفة الأولى: "الوجه":


                          الوجه ثابت لله تعالى بدلالة الكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ)(25).

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها" متفق عليه(26).

                          وأجمع السلف على إثبات الوجه لله تعالى، فيجب إثباته له بدون تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو وجه حقيقي يليق بالله.

                          وقد فسره أهل التعطيل بالثواب.(وهذا لايجوز ).

                          الصفة الثانية: "اليدان"
                          .

                          اليدان من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)(27).

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار" إلى قوله: "بيده الأخرى القبض يرفع ويخفض". رواه مسلم والبخاري معناه(28).

                          وأجمع السلف على إثبات اليدين لله، فيجب إثباتهما له بدون تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهما يدان حقيقيتان لله تعالى يليقان به.

                          وقد فسرهما أهل التعطيل بالنعمة أو القدرة ونحوها. و في السياق ما يمنع تفسيرهما بذلك قطعاً كقوله تعالى: (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ)(29). وقوله صلى الله عليه وسلم: "وبيده الأخرى القبض".

                          الأوجه التي وردت عليها صفة اليدين وكيف نوفق بينها:

                          الأول: الإفراد كقوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك)(30).

                          الثاني: التثنية كقوله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)(31).

                          الثالث: الجمع كقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً)(32).

                          والتوفيق بين هذه الوجوه أن نقول: الوجه الأول مفرد مضاف فيشمل كل ما ثبت لله من يد ولا ينافي الثنتين، وأما الجمع فهو للتعظيم لا لحقيقة العدد الذي هو ثلاثة فأكثر وحينئذ لا ينافي التثنية، على أنه قد قيل: إن أقل الجمع اثنان، فإذا حمل الجمع على أقله فلا معارضة بينه وبين التثنية أصلاً.

                          الصفة الثالثة: "النفس"
                          .

                          النفس ثابتة لله تعالى بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)(33). وقال عن عيسى أنه قال: (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ)(34).

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته". رواه مسلم(35).

                          وأجمع السلف على ثبوتها على الوجه اللائق به، فيجب إثباتها لله من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                          الصفة الرابعة: "المجيء"
                          .

                          مجيء الله للفصل بين عباده يوم القيامة ثابت بالكتاب، والسنة وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّك)(36). و (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ)(37).

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حتى إذا لم يبق إلا من يعبد الله أتاهم رب العالمين". متفق عليه. في حديث طويل(38).

                          وأجمع السلف على ثبوت المجيء لله تعالى، فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو مجيء حقيقي يليق بالله تعالى.

                          وقد فسره أهل التعطيل بمجيء أمره. (وهذا لايجوز ).

                          الصفة الخامسة: "الرضا".

                          الرضا من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)(39).

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها"(40). رواه مسلم.

                          وأجمع السلف على إثبات الرضا لله تعالى فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                          وهو رضا حقيقي يليق بالله تعالى، وقد فسره أهل التعطيل بالثواب

                          الصفة السادسة: "المحبة"
                          .

                          المحبة من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)(41).

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله"(42). متفق عليه.

                          وأجمع السلف على ثبوت المحبة لله يُحِبُ، ويُحَب، فيجب إثبات ذلك حقيقة من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                          وهي محبة حقيقية تليق بالله تعالى، وقد فسرها أهل التعطيل بالثواب،

                          الصفة السابعة: "الغضب".

                          الغضب من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى فيمن قتل مؤمناً متعمداً: (وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ)(43).

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب كتاباً عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي"(44). متفق عليه.

                          وأجمع السلف على ثبوت الغضب لله فيجب إثباته من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                          وهو غضب حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بالانتقام،
                          ونرد عليهم ب: أن الله تعالى غاير بين الغضب والانتقام فقال تعالى: (فَلَمَّا آسَفُونَا) أي أغضبونا (انْتَقَمْنَا مِنْهُم)(45). فجعل الانتقام نتيجة للغضب فدل على أنه غيره.

                          الصفة الثامنة: "السخط".

                          السخط من صفات الله الثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّه)(46).

                          وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك"(47). الحديث رواه مسلم.

                          وأجمع السلف على ثبوت السخط لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                          وهو سخط حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بالانتقام.

                          الصفة التاسعة: "الكراهة".

                          الكراهة من الله لمن يستحقها ثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                          قال الله تعالى: (وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُم)(48).

                          وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال"(49). رواه البخاري.

                          وأجمع السلف على ثبوت ذلك لله فيجب إثباته من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                          وهي كراهة حقيقية من الله تليق به، وفسر أهل التعطيل الكراهة بالإبعاد.
                          .

                          الصفة العاشرة: "النزول"
                          .

                          نزول الله إلى السماء الدنيا من صفاته الثابتة له بالسنة، وإجماع السلف.

                          قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له..."(50) الحديث متفق عليه.

                          وأجمع السلف على ثبوت النزول لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                          وهو نزول حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بنزول أمره، أو رحمته، أو ملك من ملائكته، ونرد عليهم ب: أن الأمر ونحوه لا يمكن أن يقول: من يدعوني فأستجيب له... إلخ.

                          وأهل التعطيل
                          :
                          هم الذين ينكرون شيئاً من أسماء الله، أو صفاته، ويحرفون النصوص عن ظاهرها، ويقال لهم "المؤولة"، والقاعدة العامة فيما نرد به عليهم أن نقول: إن قولهم خلاف ظاهر النصوص، وخلاف طريقة السلف، وليس عليه دليل صحيح،
                          اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                          "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                          "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                          تعليق


                          • #28
                            رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                            جزاك الله خيرا اخى الكريم

                            تعليق


                            • #29
                              رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                              الصفة الحادية عشرة: "العجب".

                              العجب من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                              قال الله تعالى: (بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ)(51). على قراءة ضم التاء.

                              وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة" رواه أحمد وهو في "المسند" (4/151) عن عقبة بن عامر مرفوعاً وفيه ابن لهيعة.

                              وأجمع السلف على ثبوت العجب لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                              وهو عجب حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بالمجازاة .

                              والعجب نوعان:

                              أحدهما: أن يكون صادراً عن خفاء الأسباب على المتعجب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء.

                              الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى.



                              الصفة الثانية عشرة: "الضحك"
                              .

                              الضحك من صفات الله الثابتة له بالسنة، وإجماع السلف.

                              قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة". وتمام الحديث: "يقاتل في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد". متفق عليه(52).

                              وأجمع السلف على إثبات الضحك لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                              وهو ضحك حقيقي يليق بالله تعالى، وفسره أهل التعطيل بالثواب.

                              .

                              الصفة الثالثة عشرة: "الاستواء على العرش"
                              .

                              استواء الله على العرش من صفاته الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                              قال الله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(53). وذكر استواءه على عرشه في سبعة مواضع من القرآن.

                              وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي" رواه البخاري(54).

                              وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود في "سننه": "إن بعد ما بين سماء إلى سماء إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة إلى أن قال في العرش: بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم الله تعالى فوق ذلك" وأخرجه أيضاً الترمذي، وابن ماجه(55)، وفيه علة أجاب عنها ابن القيم رحمه الله في تهذيب سنن أبي داود (ص92 - 93 ج7).

                              وأجمع السلف على إثبات استواء الله على عرشه فيجب إثباته من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                              وهو استواء حقيقي، معناه: العلو والاستقرار على وجه يليق بالله تعالى.

                              وقد فسره أهل التعطيل بالاستيلاء. ونرد عليهم ب: أنه لا يعرف في اللغة العربية بهذا المعنى. و: أنه يلزم عليه لوازم باطلة مثل أن العرش لم يكن ملكاً لله ثم استولى عليه بعد.

                              والعرش لغة: السرير الخاص بالملك.

                              وفي الشرع: العرش العظيم الذي استوى عليه الرحمن جل جلاله، وهو أعلى المخلوقات وأكبرها، وصفه الله بأنه عظيم، وبأنه كريم، وبأنه مجيد.

                              والكرسي غير العرش؛ لأن العرش هو ما استوى عليه الله تعالى، والكرسي موضع قدميه لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره". رواه الحاكم في مستدركه. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه(56).

                              الصفة الرابعة عشرة: "العلو".

                              العلو من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة، وإجماع السلف.

                              قال الله تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(57).

                              وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته في السجود: "سبحان ربي الأعلى". رواه مسلم من حديث حذيفة(58).

                              وأجمع السلف على إثبات العلو لله، فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو علو حقيقي يليق بالله.

                              وينقسم إلى قسمين:

                              علو صفة بمعنى أن صفاته تعالى عليا ليس فيها نقص بوجه من الوجوه ودليله ما سبق.

                              وعلو ذات بمعنى أن ذاته تعالى فوق جميع مخلوقاته ودليله مع ما سبق:

                              قوله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء)(59).

                              وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك...". الحديث رواه أبو داود(60) وفيه زيادة بن محمد، قال البخاري: منكر الحديث.

                              وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية: "أين الله؟" قالت: في السماء. قال: "أعتقها فإنها مؤمنة". رواه مسلم في قصة معاوية بن الحكم(61).

                              وقوله صلى الله عليه وسلم لحصين بن عبيد الخزاعي والد عمران بن حصين: "اترك الستة، واعبد الذي في السماء" هذا هو اللفظ الذي ذكره المؤلف، وذكره في الإصابة من رواية ابن خزيمة في قصة إسلامه بلفظ غير هذا وفيه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لحصين حين قال: "ستة في الأرض وواحداً في السماء"(62).

                              وأجمع السلف على ثبوت الذات لله وكونه في السماء فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                              وقد أنكر أهل التعطيل كون الله بذاته في السماء وفسروا معناها أن في السماء ملكه، وسلطانه، ونحوه ونرد عليهم ب: أن ملك الله وسلطانه في السماء وفي الأرض. وأيضاً : وهو دلالة العقل عليه؛ لأنه صفة كمال. و: وهو دلالة الفطرة عليه؛ لأن الخلق مفطورون على أن الله في السماء.


                              معنى كون الله في السماء


                              المعنى الصحيح لكون الله في السماء أن الله تعالى على السماء، فـ "في" بمعنى "على"، وليست للظرفية؛ لأن السماء لا تحيط بالله، أو إنه في العلو فالسماء بمعنى العلو وليس المراد بها السماء المبنية.
                              .

                              سئل مالك فقيل: يا أبا عبد الله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى). كيف استوى؟ فقال رحمه الله: (الاستواء غير مجهول) أي معلوم المعنى، وهو العلو والاستقرار. (والكيف غير معقول) أي كيفية الاستواء غير مدركة بالعقل؛ لأن الله تعالى أعظم وأجل من أن تدرك العقول كيفية صفاته. (والإيمان به) أي الاستواء (واجب) لوروده في الكتاب والسنة. (والسؤال عنه) أي عن الكيف (بدعة)؛ لأن السؤال عنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. ثم أمر بالسائل فأخرج من المسجد خوفاً من أن يفتن الناس في عقيدتهم وتعزيراً له بمنعه من مجالس العلم.

                              الصفة الخامسة عشرة: "الكلام".

                              الكلام صفة من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                              قال الله تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)(63). (مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّه)(64).

                              وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم بالوحي". أخرجه ابن خزيمة وابن جرير وابن أبي حاتم(65).

                              وأجمع السلف على ثبوت الكلام لله، فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

                              وهو كلام حقيقي يليق بالله، يتعلق بمشيئته بحروف وأصوات مسموعة.

                              والدليل على أنه بمشيئته، قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)(66). فالتكليم حصل بعد مجيء موسى فدل على أنه متعلق بمشيئته تعالى.

                              والدليل على أنه حروف، قوله تعالى: (يَا مُوسَى* إِنِّي أَنَا رَبُّكَ)(67). فإن هذه الكلمات حروف وهي كلام الله.

                              والدليل على أنه بصوت، قوله تعالى:(وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً)(68) والنداء والمناجاة لا تكون إلا بصوت. وروي عن عبد الله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يحشر الله الخلائق فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان". علقه البخاري بصيغة التمريض(69)، قال في "الفتح": وأخرجه المصنف في "الأدب المفرد" وأحمد، وأبو يعلي في "مسنديهما" وذكر له طريقين آخرين(70).

                              وكلام الله تعالى قديم النوع، حادث الآحاد. ومعنى قديم النوع: أن الله لم يزل، ولا يزال متكلماً ليس الكلام حادثاً منه بعد أن لم يكن. ومعنى حادث الآحاد: أن آحاد كلامه - أي الكلام المعين المخصوص - حادث؛ لأنه متعلق بمشيئته، متى شاء تكلم بما شاء كيف شاء.

                              المخالفون لأهل السنة في كلام الله تعالى:

                              خالف أهل السنة في كلام الله طوائف نذكر منها طائفتين:

                              الطائفة الأولى: الجهمية، قالوا: ليس الكلام من صفات الله، وإنما هو خلق من مخلوقات الله يخلقه الله في الهواء، أو في المحل الذي يسمع منه، وإضافته إلى الله إضافة خلق، أو تشريف مثل ناقة الله، وبيت الله.

                              ونرد عليهم بما يلي:

                              1- أنه خلاف إجماع السلف.

                              2- أنه خلاف المعقول، لأن الكلام صفة للمتكلم وليس شيئاً قائماً بنفسه منفصلاً عن المتكلم.

                              3- أن موسى سمع الله يقول: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي)(71). ومحال أن يقول ذلك أحد إلا الله سبحانه وتعالى.

                              الطائفة الثانية: الأشعرية، قالوا: كلام الله معنى قائم بنفسه لا يتعلق بمشيئته، وهذه الحروف والأصوات المسموعة مخلوقة للتعبير عن المعنى القائم بنفس الله.

                              ونرد عليهم بما يلي:

                              1- أنه خلاف إجماع السلف.

                              2- أنه خلاف الأدلة؛ لأنها تدل على أن كلام الله يسمع، ولا يسمع إلا الصوت ولا يسمع المعنى القائم بالنفس.

                              3- أنه خلاف المعهود؛ لأن الكلام المعهود هو ما ينطق به المتكلم لا ما يضمره في نفسه.

                              تعليق كلام المؤلف في فصل الكلام:

                              قوله: (متكلم بكلام قديم) يعني قديم النوع حادث الآحاد لا يصلح إلا هذا المعنى على مذهب أهل السنة والجماعة، وإن كان ظاهر كلامه أنه قديم النوع والآحاد.

                              قوله: (سمعه موسى من غير واسطة) لقوله تعالى: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى)(72).

                              قوله: (وسمعه جبريل) لقوله تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ)(73).

                              قوله: (ومن أذن له من ملائكته ورسله) أما الملائكة فلقوله صلى الله عليه وسلم: "ولكن ربنا إذا قضى أمراً سبح حملة العرش، ثم يسبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: (مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ)(74) فيخبرونهم". الحديث رواه مسلم(75). وأما الرسل فقد ثبت أن الله كلم محمداً صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج.

                              قوله: (وإنه سبحانه يكلم المؤمنين ويكلمونه) لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك". الحديث متفق عليه(76).

                              قوله: (ويأذن لهم فيزورونه) لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الجنة إذا دخلوا فيها نزلوا بفضل أعمالهم ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم..." الحديث رواه ابن ماجه والترمذي(77) وقال: غريب وضعفه الألباني.

                              وقوله: (وقال ابن مسعود: "إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء" وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم) أثر ابن مسعود لم أجده بهذا اللفظ وذكر ابن خزيمة طرقه في كتاب التوحيد بألفاظ منها: "سمع أهل السموات للسموات صلصلة"، وأما المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من حديث النواس بن سمعان مرفوعاً "إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم بالوحي فإذا تكلم أخذت السماوات منه رجفة، أو قال رعدة شديدة من خوف الله، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا.."(78) الحديث رواه ابن خزيمة وابن أبي حاتم(79).
                              اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                              "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                              "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                              تعليق


                              • #30
                                رد: أخطاء فى العقيدة....عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                                "القول في القرآن":

                                القرآن الكريم من كلام الله تعالى، منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، فهو كلام الله حروفه ومعانيه. دليل أنه من كلام الله قوله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ)(80). يعني القرآن.

                                ودليل أنه منزل قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ)(81).

                                ودليل أنه غير مخلوق قوله تعالى: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْر)(82). فجعل الأمر غير الخلق والقرآن من الأمر لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا)(83)، (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُم)(84). ولأن كلام الله صفة من صفاته وصفاته غير مخلوقة.

                                ودليل أنه منه بدأ، أن الله أضافه إليه، ولا يضاف الكلام إلا إلى من قاله مبتدئاً.

                                ودليل أنه إليه يعود أنه ورد في بعض الآثار أنه يرفع من المصاحف والصدور في آخر الزمان(85).

                                القرآن حروف وكلمات:

                                القرآن حروف وكلمات، وقد ذكر المؤلف رحمه الله
                                (ابن عثيمين ) لذلك أدلة ثمانية:

                                1- أن الكفار قالوا: إنه شعر، ولا يمكن أن يوصف بذلك إلا ما هو حروف وكلمات.

                                2- أن الله تحدى المكذبين به أن يأتوا بمثله، ولو لم يكن حروفاً وكلمات لكان التحدي غير مقبول، إذ لا يمكن التحدي إلا بشيء معلوم يدرى ما هو.

                                3- أن الله أخبر بأن القرآن يتلى عليهم (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ)(86). ولا يتلى إلا ما هو حروف وكلمات.

                                4- أن الله أخبر بأنه محفوظ في صدور أهل العلم ومكتوب في اللوح المحفوظ (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)(87). (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)(88). ولا يحفظ ويكتب إلا ما هو حروف وكلمات.

                                5- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة". صححه المؤلف ولم يعزه ولم أجد من خرجه(89).

                                6- قول أبي بكر وعمر: إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه.

                                7- قول علي رضي الله عنه: من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.

                                8- إجماع المسلمين - كما نقله المؤلف - على أن من جحد منه سورة، أو آية، أو كلمة، أو حرفاً متفقاً عليه فهو كافر.

                                وعدد سور القرآن (114) منها (29) افتتحت بالحروف المقطعة.

                                أوصاف القرآن:

                                وصف الله القرآن الكريم بأوصاف عظيمة كثيرة ذكر المؤلف منها ما يلي:

                                1- أنه كتاب الله المبين، أي: المفصح عما تضمنه من أحكام وأخبار.

                                2- أنه حبل الله المتين، أي: العهد القوي الذي جعله الله سبباً للوصول إليه والفوز بكرامته.

                                3- أنه سور محكمات، أي: مفصل السور، كل سورة منفردة عن الأخرى، والمحكمات المتقنات المحفوظات من الخلل والتناقض.

                                4- أنه آيات بينات، أي علامات ظاهرات على توحيد الله، وكمال صفاته، وحسن تشريعاته.

                                5- أن فيه محكماً ومتشابهاً، فالمحكم: ما كان معناه واضحاً، والمتشابه: ما كان معناه خفياً. ولا يعارض هذا ما سبق برقم (3) لأن الإحكام هناك بمعنى الإتقان والحفظ من الخلل والتناقض، وهنا بمعنى وضوح المعنى، وإذا رددنا المتشابه هنا إلى المحكم صار الجميع محكماً.

                                6- أنه حق لا يمكن أن يأتيه الباطل من أي جهة (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(90).

                                7- أنه بريء مما وصفه به المكذبون به من قولهم: إنه شعر؛ (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ)(91)، وقول بعضهم: (إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَر)(92). (إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ)(93). فقال الله متوعداً هذا القائل: (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ)(94).

                                8- أنه معجزة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله وإن عاونه غيره (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(95).

                                "رؤية الله في الآخرة":

                                رؤية الله في الدنيا مستحيلة لقوله تعالى لموسى وقد طلب رؤية الله: (لَنْ تَرَانِي)(96).

                                ورؤية الله في الآخرة ثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.

                                قال الله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)(97). وقال: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)(98). فلما حجب الفجار عن رؤيته دل على أن الأبرار يرونه وإلا لم يكن بينهما فرق.

                                وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "'إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته" متفق عليه(99). وهذا التشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي؛ لأن الله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، ولا شبيه له ولا نظير.

                                وأجمع السلف على رؤية المؤمنين لله تعالى دون الكفار بدليل الآية الثانية.

                                يرون الله تعالى في عرصات القيامة وبعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى.

                                وهي رؤية حقيقية تليق بالله، وفسرها أهل التعطيل بأن المراد بها رؤية ثواب الله، أو أن المراد بها رؤية العلم واليقين. ونرد عليهم ب أن العلم واليقين حاصل للأبرار في الدنيا وسيحصل للفجار في الآخرة.

                                اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم"
                                "اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا "
                                "اللهم اجعل مصر أمنا سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن"

                                تعليق

                                يعمل...
                                X